شاي صباري هو أحد الأسماء الأكثر سخونة في الموسيقى الإسرائيلية اليوم. في عصر برامج الواقع، على أسلوب “أرب آيدول”، التي يُولد فيها النجوم صغارا ويُنسَون صغارًا، فإنّ صباري ظاهرة فريدة، لأنّه فقط في سنّ الأربعين اخترق الوعي الثقافي، ولا يزال غير معروف لدى معظم الإسرائيليين.
ولكن أمس مساء في يافا، لم يكن أي شخص من الجمهور الذي تجمّع أمام شاطئ البحر قد شعر أنّ غناء صباري مع عزف الفرقة لم يسحره ويجرفه باتجاه عالم الأحلام. الموسيقى، كما يعتقد صباري، هي النافذة الحقيقية إلى النفس وإلى اللاوعي.
في مدينة يافا، يشعر صباري كما لو كان في البيت. لقد قال للجمهور أن عندما كان طفلا كان يركب على دراجته إلى المكان الذي أقيم فيه الحفل، ليشاهد البحر ويغني.
كما يمكننا أن نلاحظ من خلال الفيديو، فمن يستمع إلى صباري وهو يغني ويطبل لا يمكنه ببساطة أن يتجاهله، ولا يمكنه ألا يشعر بأن شيئا ما قد حرك مشاعره. هكذا يبدو الأمر عندما يغني صباري “فوق النخل”، الأغنية الشعبية للإخوة اليهود العراقيين داود وصالح الكويتي.
يشير صباري نفسه إلى حفلاته باعتبارها “كنيسا طائرا”، يمزج بين التقليدي والجديد. أسلوبه متأثر كثيرا بالأغاني التقليدية للكنيس اليهودي – اليمني، التي تعلّمها من والده الذي كان مرتّلا. قال سابقا في إحدى المقابلات: “هدفي في الغناء أن أوقظ الشعور لدى المستمعين، أن أخرجهم من العاديّ وأنقلهم إلى تجربة تتجاوز ما يمرون به يوميا”. وهذا هو تماما ما تقوم به موسيقى صباري.
تصل إحدى ذُرى الحفل عندما يغني صباري أغنية “معلي دمامه”، وهي أغنية للمطربة الكبيرة أهوفا عوزري، وهي أيضًا من يهود اليمن. بالنسبة للجمهور الإسرائيلي، عوزري هي تقريبًا شخصية تراجيدية: منذ بداية طريقها كانت راثية تظهر في الجنازات من أجل التعبير عن الحزن على الميّت. في السنوات الأخيرة أصيبت بالسرطان في أوتارها الصوتية، ولم تعد تستطيع الغناء.
عندما غنى صباري أغنية عوزري، وغنى الجميع معا كشخص واحد تصرّفت جميع قلوب الجمهور كقلب واحد. صوت صباري يحل مكان صوت عوزري المفقود.