في كل سنة، في شهر كانون الأول، استعدادا لعيد “الحانوكاه” اليهودي، نرى في كل مخبز وعلى كل طاولة في إسرائيل، حلوى الـ “سوفغنية” وهي كرات عجين مخمّر مقلية بزيت عميق ومحشوة بالمربى، وحجمها أكبر من حجم العوامة بثلاثة حتى خمسة أضعاف، ومحشوة بالمربى الأحمر والمغطاة بمسحوق السكر.
هكذا تبدو الـ “سوفغنية” وفق الطريقة التقليدية، على الأقل، ولكن ازدادت أنواعها مؤخرا، إذ أصبحنا نجد “سوفغنية” محشوة بكل ما يخطر ببالكم، ومغطاة بأنواع مختلفة، حيث إن إمكانيات التغطية أصبحت كثيرة وبعيدة عن الوصفة التقليدية.
صحيح أنه يمكن العثور على أنواع مختلفة من كرات العجين المقلية والحلوة في أنحاء الشرق الأوسط – بدءا من العوامة، مرورًا بحلوى الاسفنج ووصولا إلى الزلابية. ورغم وجود أنواع مختلفة محلية ناجحة جدا في المطبخ العربي، يحب عرب إسرائيل “السوفغنية” أيضا.
فالمخابز العربية التي تبيع المناقيش، الفطاير، والخبز كل السنة، تبدأ ببيع الـ “سوفغنية” اليهودية التقليدية قبل شهر من حلول عيد الحانوكاه، وهناك مخابز تبيعها قبل شهرين أيضا.
ولكن ليس أن المخابز العربية تحضر “السوفغنية”، فهي تصنعها بجودة عالية جدا كالمخابز اليهودية أيضا. اتضح في اختبار المذاقات الذي أجرته الصحيفة العبرية “إسرائيل اليوم” أن “السوفغنية” الألذ طعما في تل أبيب، مصنوعة في مخبز أبو العافية العربي في يافا، الذي تأسس عام 1879.
“نحب السوفغنية” قال سعيد أبو العافية، صاحب فرع أبو العافية في مركز تل أبيب، “وأتناولها كل يوم صباحا”. وفق أقواله، فهو بدأ يعمل على تطوير وصفة “السوفغنية” منذ عشرة أشهر، حتى نجح في صنع الوصفة المميزة.
في المخابز العربية الواقعة في البلدات العربية أيضا، مثل قرى ومدن المثلث والجليل، القدس الشرقية، وحتى القرى في الجولان والنقب، يمكن العثور على “السوفغنية” أيضا. فهي تؤكل بشهية وتترك مسحوق السكر على الوجه، وتُبشر بحلول الشتاء وعيد “الحانوكاه” في إسرائيل.
“تفاجأ الزبائن اليهود عندما شاهدوا “السوفغنية” في مخبزنا” قال سعيد، ولكن أضاف قائلا إن الإلهام في مجال الطبخ يؤثر على نحو معاكس أيضا، فقد أصبح “اليهود يحضرون الحمص” لتأثرهم بالمطبخ العربي.