اهتّم الإعلام المصري بكثافة بمقالة الصحافي الإسرائيلي، والكاتب المطلع على الشأن المصري، إيال ساغي بيزاوي، الذي خصص مقالة مطوّلة، نشرت على صحيفة “هآرتس”، عن الراقصة والمغنية المصرية، سما المصري. وركّز الإعلام المصري في تغطيته الموضوع على ما هو هامشي في المقالة، دون التطرق إلى القضايا المهمة التي أثارها بيزاوي، وعلى رأسها الطموحات السياسية للفنانة.

وكتب بيزاوي في الأساس عن شخصية سما المصري المثيرة للجدل في مصر، مسلطا الضوء على سعيها لخوض السياسة هناك، رغم الانتقادات التي انهالت عليها بسبب إطلالاتها الاستفزازية، واستبعادها عن السياسة لكونها “سيئة السمعة”. وركّز الإعلام المصري في تغطيته الموضوع على تشبيه- ظهر فقط في عنوان المقالة وليس في مضمونها- المصري بالممثلة الإباحية “سيسولينا”، والتي اشتهرت كممثلة إباحية لكنها انتقلت فيما بعد إلى السياسة ووصلت إلى البرلمان الإيطالي.

و”ترك” الإعلام المصري جوهر الموضوع الذي طرحه بيزاوي، وهو النضال السياسي الذي خاضته الفنانة المصرية، وما زالت تخوضه، في المجتمع المصري الذكوري، الذي يرفضها فقط لأنها تستخدم الإغراء ولغة “الجسد”، لتشتهر.

وكان بيزاوي قد كتب أن ما يميز سيرة الراقصة والفنانة التي شاركت في عدة أفلام هو أسلوبها الاستفزازي، فهي حسب الكاتب الإسرائيلي، لا تملك موهبة ملحوظة، لا في الرقص، ولا في الغناء، ولا في التمثيل، لكنها سلكت طريقا مشابها لفنانات كثيرات في مصر، وهو صنع الشهرة، والتمكن في المجتمع المصري الذكوري، عبر إغراءات الجسد.

وبالنسبة للكاتب الإسرائيلي المطّلع على الشأن المصري، فإن المصري تعد امرأة شجاعة، تحاول شق طريقها إلى السياسة في مجتمع لن يقبلها، فقط لأنها راقصة، رغم أنها أنهت تعليمها العالي وهي حاصلة على لقب باللغة الإنجليزية، وهي سيدة أعمال ناجحة تملك محطة تلفزيونية، حسبما كتب بيزاوي.

https://www.youtube.com/watch?v=okHFH9rxueY

يذكر أن المصري علّقت بنفسها على المقارنة التي أجراها الكاتب الإسرائيلي، وقالت حسبما جاء في الإعلام المصري “عندما تأتيني المذمة من عدو حقود فهي مدح بالنسبة لي”. وتابعت “واضح أن إسرائيل عايزة قلم تاني على وشها زي قلم حرب أكتوبر 1973، عشان تفوق وتعرف إزاي تتكلم عن ستات مصر اللي أشرف من ستات إسرائيل”.

ويبدو أن المصري انجرت وراء تغطية الصحافة المصرية للموضوع، دون الاهتمام بزوايا مهمة وإيجابية خاصة بها، أراد بيزاوي إلقاء الضوء عليها وعرضها على القارئ الإسرائيلي في الدرجة الأولى.

اقرأوا المزيد: 326 كلمة
عرض أقل