يحبّ الكثيرون تتبيل مأكولاتهم بالتوابل الحارّة، ولكن معظم الناس سيتفاجأون بأنّه حتى التوابل التي يعتبرونها الأكثر حرارة لا تقترب إطلاقًا من المأكولات الأشدّ حرارة في العالم، والمقارنة بينها هي كالمقارنة بين حجم الكواكب السيارة وبين الشمس.
وإذا قارنّا التاباسكو الحارّ بكوكب المرّيخ، فقد حان الوقت للتعرّف على الشمس. جرت في إسرائيل محاولة لتنمية الفلفل المقابل لأحد أحرّ أنواع الفلفل الحارّ في العالم، والذي ينمو في منطقة البحر الكاريبي، ويدعى “ترينيداد سكوربيون” (عقرب الترينيداد). والنسخة الإسرائيلية، المشابهة جدّا للأصل تختلف قليلا بسبب زراعة الفلفل في الجهة الأخرى من العالم، وتدعى “عقرب وادي عربة”، على اسم المنطقة التي يتمّ فيها إنتاجه في إسرائيل.
يمكن للفلفل، الذي أخذ اسمه من طرفه المدبّب الذي يذكّر بلدغة العقرب، أن يتبّل وحده ما لا يقلّ عن سبع طناجر كبيرة للطبخ، ويتم قياسه بواسطة سلّم “سكوفيل” بما لا يقل عن 1,200,000 وحدة. وسلّم سكوفيل هو سلّم يقيس درجة حدّة أنواع الفلفل، بحسب مركّب “الكابسيسين” الذي يكون فيها.
والكابسيسين هو مركّب كيميائي يحفّز نهايات الأعصاب في الجلد، ومع تناول المنتوجات التي تحتوي عليه يرتبط بمستقبلات الألم في اللسان والحلق، ويُنشئ الشعور الحارّ المألوف. ويرتّب السلّم أنواع الفلفل بين 0 (الفلفل الأخضر أو الأحمر، الذي هو ليس حارّا إطلاقًا) حتّى 16,000.000 (كابسيسين نقي). وللمقارنة، يُقاس التاباسكو بحجم 50,000 وحدة، ويصل الفلفل الأحمر الحارّ إلى 100 وحدة فقط.
وسبب موعد الإعلان عن عقرب وادي عربة هو معرض دولي لإنتاج وتسويق المنتجات الزراعية الطازجة، والذي سيقام في تل أبيب في الشهر القادم، حيث يمكن للزوّار أن يتذوّقوا فيه الفلفل القاتل. إذا كنتم تخطّطون لزيارة المنطقة، جهّزوا رجال الإطفاء.