سلمان بن عبد العزيز

أعمار زعماء العالم (AFP/Flash90)
أعمار زعماء العالم (AFP/Flash90)

تعرفوا إلى أعمار زعماء العالم

من المتوقع أن يكون زعيم النمسا القريب أصغر رئيس دولة في العالم. ما هو معدل عمر زعماء الدول العربيّة؟

سباستيان كورتس المتوقع أن يصبح رئيس النمسا هو سياسي لامع في السياسة النمساوية والأوروبية. سيصبح رئيس الحكومة الأصغر سنا في تاريخ الاتحاد الأوروبي والأصغر في العالم في يومنا هذا، إذ أنه ابن 31 عاما فقط.

ولكن مَن هم السياسيون ورؤوساء الدول الأصغر سنا في العالم مقارنة برؤوساء العالم القدامى. أمامكم قائمة بأعمار بعض زعماء العالم البارزين: بدءا من صغار السن حتى كبار السن

سباستيان كورتس، النمسا، 31 عاما

سباستيان كورتس، النمسا، 31 عاما (AFP)
سباستيان كورتس، النمسا، 31 عاما (AFP)

كيم جونغ أون – كوريا الشمالية- ‏33 عاما

رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون (AFP)
رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون (AFP)

الشيخ تميم بن حمد الثاني – قطر- ‏37 عاما

الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر (AFP)
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر (AFP)

إيمانويل ماكرون – فرنسا – 39 عاما

إيمانويل ماكرون - فرنسا - 39 عاما (AFP)
إيمانويل ماكرون – فرنسا – 39 عاما (AFP)

جاستن ترودو – كندا – 45 عاما

جاستن ترودو - كندا - 45 عاما (AFP)
جاستن ترودو – كندا – 45 عاما (AFP)

بشار الأسد – سوريا – 52 عاما

الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة مع موقع ياهو للأخبار (لقطة شاشة)
الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة مع موقع ياهو للأخبار (لقطة شاشة)

الملك محمّد السادس بن الحسن – المغرب- ‏54 عاما

ملك المغرب محمد السادس (AFP)
ملك المغرب محمد السادس (AFP)

الملك عبد الله الثاني – الأردن- ‏55 عاما

الملك عبد الله الثاني (AFP)
الملك عبد الله الثاني (AFP)

تيريزا ماي – بريطانيا – 61 عاما

تيريزا ماي - بريطانيا - 61 عاما (AFP)
تيريزا ماي – بريطانيا – 61 عاما (AFP)

عبد الفتاح السيسي – مصر – 62 عاما

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)

فلاديمير بوتين – روسيا – 65 عاما

الرئيس الأمريكي، فلادمير بوتين (AFP)
الرئيس الأمريكي، فلادمير بوتين (AFP)

بنيامين نتنياهو- إسرائيل- ‏67 عاما

رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (Flash90/Nati Shohat)
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (Flash90/Nati Shohat)

الملك حمد بن عيسى آل خليفة – البحرين – 67 عاما

الملك حمد بن عيسى آل خليفة - البحرين - 67 عاما (AFP)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة – البحرين – 67 عاما (AFP)

حسن روحاني- إيران- ‏69 عاما

الرئيس الإيراني، حسن روحاني (AFP)
الرئيس الإيراني، حسن روحاني (AFP)

الرئيس خليفة بن زايد آل نهيان- الإمارات العربية المتحدة – ‏69 عاما

الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (KARIM JAAFAR / AFP)
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (KARIM JAAFAR / AFP)

دونالد ترامب – الولايات المتحدة – 71 عاما

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (AFP / SAUL LOEB)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (AFP / SAUL LOEB)

رودريغو دوتيرتي – الفيلبين – 72 عاما

رودريغو دوتيرتي - الفيلبين - 72 عاما (AFP)
رودريغو دوتيرتي – الفيلبين – 72 عاما (AFP)

السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد – عُمان – 77 عاما

السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد - عُمان - 77 عاما (AFP)
السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد – عُمان – 77 عاما (AFP)

الرئيس عبد العزيز بوتفليقة – الجزائر- ‏80 عاما

الرئيس عبد العزيز بوتفليقة – الجزائر- ‏80 عاما (AFP)
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة – الجزائر- ‏80 عاما (AFP)

الرئيس محمود عباس- السلطة الفلسطينية- ‏82 عاما

الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (AFP)
الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (AFP)

الملك سلمان بن عبد العزيز – المملكة العربية السعودية – 82 عاما

الملك سلمان بن عبد العزير آل سعود (AFP)
الملك سلمان بن عبد العزير آل سعود (AFP)

الرئيس ميشال عون- لبنان- ‏82 عاما

الرئيس ميشال عون- لبنان- ‏82 عاما
الرئيس ميشال عون- لبنان- ‏82 عاما

الأمير صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح – الكويت – 88 عاما

الأمير صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح - الكويت - 88 عاما (AFP)
الأمير صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح – الكويت – 88 عاما (AFP)

الرئيس محمد الباجي قائد السبسي – تونس – ‏91 عاما

 الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)
اقرأوا المزيد: 233 كلمة
عرض أقل
اجراءات امنية مشددة حول باحة الحرم القدسي (Flash90/Hadas Parush)
اجراءات امنية مشددة حول باحة الحرم القدسي (Flash90/Hadas Parush)

العرب علموا مسبقا عن التفتيش الأمني في المسجد الأقصى

السعودية والأردن ينسقان الخطوات مع نتنياهو، ولكن الفلسطينيين يرفضون الاعتراف: تفاصيل المحادثات السرية لفتح المسجد الأقصى مجددا

اعتقدت إسرائيل أن فتح الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى يوم الأحد الماضي ظهرا، سيؤدي إلى نهاية الاحتجاجات الفلسطينية، وعودة الحياة إلى مسارها الطبيعي، بعد العملية التي أسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليية درزيين على يد فلسطينيين يحملون الجنسيّة الإسرائيلية. ولكن مارست جهات في المنظومة الأمنية ضغطا على نتنياهو لإبقاء المسجد الأقصى مغلقا، والسماح للشرطة بإخلاء الموقع خوفا من وجود أسلحة أخرى. إلا أن نتنياهو، وفق أقوال تلك الجهات، قد سعى لفتحه.

وأوضحت جهات إسرائيلية أن نتنياهو قرر فتح المسجد الأقصى في ظل الضغط الذي مارسه ملك الأردن. وكشف موقع الإنترنت “إيلاف” أن السعودية مارست ضغطا أيضا بوساطة أمريكية.

وقالت مصادر أخرى لموقع “المصدر” إن الأردن والسعودية على ما يبدو، عرفا أن إسرائيل ستركب “بوابات إلكترونية” وتُشدد الرقابة الأمنية في الحرم القدسي الشريف، تجنبا لتنفيذ عمليات أخرى.

الملك سلمان بن عبد العزير آل سعود (AFP)
الملك سلمان بن عبد العزير آل سعود (AFP)

ولكن منذ فتح المسجد الأقصى يعارض الفلسطينيون الخضوع لتفتيشات أمنية عند دخولهم إليه بحجة أنهم يتعرضون للاحتقار. بالمقابل، أصبح يشهد الموقف العربي تراجعا، وبات علينا الآن مراقبة التطورات. وفي هذه الأثناء، تسعى إسرائيل إلى أن توضح للجمهور العربي قرارها، لذلك جمعت صورا لـ “بوابات إلكترونية” في مساجِد في أنحاء العالم.

هذا وقد أعلنت اليوم صباحا (الثلاثاء) حركة فتح عن إقامة يوم غضب غدا في القدس الشرقية ومدن الضفة الغربية، ويأتي هذا بعد الاشتباكات العنيفة التي حدثت بسبب نصب أجهزة كشف المعادن عند مداخل الحرم القدسي الشريف. بالإضافة إلى ذلك، تقرر أن تُجرى صلوات يوم الجمعة القادم في ميادين المدن الفلسطينية المركزية، وبالمقابل، أن تُجرى خطب الجمعة حول أهمية قضية المسجد الأقصى.

وأصبحت جهات أمنية إسرائيليّة تستعد منذ الآن ليوم الغضب الذي سيُصادف غدا، الأربعاء ولصلوات يوم الجمعة، لا سيّما في القدس الشرقية ومدن الضفة الغربية. هناك قلق كبير في المنظومة الأمنية الإسرائيلية من اندلاع اشتباكات عنيفة ومواجهات مع المصلين وتنفيذ عمليات من قبل أفراد من القدس الشرقية.

واستمرت ليلة أمس (الإثنين) حالات الفوضى والعنف في قريتي سلوان والعيساوية في القدس الشرقية. ففي العيساوية، ألقى السكان زجاجات حارقة وأطلقوا النيران على قوات الشرطة وحرس الحدود. وقالت الشرطة أيضا إنها اعتقلت 4 مواطنين من وادي الجوز وصور باهر بتهمة المشاركة في خرق النظام أثناء الليل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه خلال الليل ألقى السكان في مخيم الجلزون الحجارة على قواته عندما كانوا يجرون حملة اعتقالات في المخيم.

وتطرق أمسر (الإثنين) رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى الاشتباكات التي اندلعت بسبب طرق الفحص الأمنية الجديدة قائلا: “أفهم أن هناك اشتباكات فيما يتعلق بالبوابات الإلكترونية… ولكننا لا نسمح بأن نتعرض لعملية أخرى، وهناك حاجة إلى اتخاذ هذه التدابير وكذلك إلى نصب كاميرات خارج باحة الحرم القدسي الشريف قريبا”.

اقرأوا المزيد: 391 كلمة
عرض أقل
صراع العروش.. النسخة السعودية (النت)
صراع العروش.. النسخة السعودية (النت)

صراع العروش.. النسخة السعودية

لعب ولي العرش السعودي الجديد، الأمير محمد بن سلمان، دورا هاما في عدم استقرار السعودية في السنوات الماضية. هل سيجتاز قرار الملك المفاجئ الاختبار أو أنه سيؤدي إلى حالة غليان داخلية في الأسرة الحاكمة وإلى إقالة الملك وولي العهد؟

كانت تقاليد الخلافة السعودية حتى وقتنا هذا محافظة ومنحت أولوية لأبناء مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود. كان يُفترض أنه طالما هناك احتمال أن يحظى الأبناء بالعرش، حتى وإن كانوا في سن متقدم، ويعانون من مشاكل صحية و/أو نفسية معقولة، فيمكن الحفاظ على الاستقرار في المملكة. في العقدين الماضيين، بدأ جيل الأحفاد يطور أحلاما، ولكن بما أن جيل الأبناء ما زال موجودا احترم الأحفاد ترتيبات الخلافة وهكذا حافظوا على صورة العائلة المالكة ذات العلاقة المتينة.

في شهر نيسان 2015، قرر الملك سلمان إقالة أخيه مقرن، من منصب ولي العهد، وتعيين أبناء جيل الأحفاد، بما في ذلك اختيار ولي العهد محمد بن نايف ونائب ولي العهد، محمد بن سلمان (ابن الملك). زعزعت هذه الخطوة أحد شعارات الاستقرار في المملكة السعودية: تزعزع مبدأ الخلافة الذي كان يستند إلى فكرة أن البالغ ذي المسؤولية والخبرة أفضل من شاب عديم الخبرة. أكمل أمس الملك الخطوة وعين نجله ولي العهد بدلا من محمد بن نايف، وبدأت وسائل الإعلام فورا بحملة مديح حول قيادة الملك وابنه عسكريا ودينيا. ولكن قرار الملك قد يؤثر في استقرار المملكة.

ألقيَت على بن سلمان عديم الخبرة حتّى الآن مسؤولية مجالين هامين في المملكة: الدفاع والاقتصاد. عندما شغل بن سلمان منصب وزير الدفاع، بادر إلى خوض الحرب في اليمن ضد الحوثيين في آذار 2015، مؤكدا على أن الجيش السعودي، الذي بحوزته أفضل الوسائل القتالية العصرية، سيهزم مليشيات الثوار بسهولة. لم تؤدِ مبادرته إلى تورط المملكة في الحرب الطويلة، الباهظة وغير الناجعة فحسب، بل إلى تعرض الحدود السعودية الجنوبية إلى هجمات متواصلة على يد الثوار الحوثيين. هكذا كشف بن سلمان عن ضعف المملكة عسكريا مثيرا احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين السعودية وإيران، راعية الحوثيين.

فضلًا عن ذلك، خلال عام 2015، حاول بن سلمان، عندما شغل منصب وزير الدفاع، أن يسيطر على الحرس الوطني السعودي، قوة سيادية، من خلال تجاهل صلاحية ضابطه، الأمير متعب بن عبد الله، حليف بن نايف. أدت خطوته هذه إلى أزمة خطيرة بين الملك سلمان وبينه وبين القبائل التي تخدم في الحرس الوطني (مثل زهران والحمادي). أدى أبناء هذه القبائل الولاء لضابطهم، في خطوة مثيرة للغضب ضد الملك وابنه. خشي الملك من تفاقم الغضب ضده، فأعاد إلى الأمير متعب كافة صلاحياته لتهدئة رجال الحرس الوطني. ولكن الطريقة التي عرض فيها بن سلمان الجيش المنتظم كقوة وطنية سعودية مركزية، أثناء الحملة على اليمن في ذلك العام، ظلت خالدة في ذاكرة أفراد الحرس الوطني.

تقريبا، منذ أن بدأ بن سلمان بشغل منصبه وجه انتقادا لاذعا ضد دور ولي العهد حول عمليات الإرهاب في المملكة والحوادث التي ألحقت ضررا بالحجاج في مكة عام 2016، ويتحمل مسؤولية هذين المجالين بشكل مباشر الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية. استغل بن سلمان الذي يحظى بتشجيع كبير من الجيل الشاب بسبب انفتاحه بشأن الإصلاحات، بما في ذلك مكانة المرأة، عداوة الشبان للأمير محمد بن نايف. دفع بن سلمان حرية التعبير عن الرأي قدما في مواقع التواصُل الاجتماعي في حين أن خصمه “أمير الظلام” كان يعمل جاهدا ضد المجتمعات الافتراضية الكثيرة التي أعربت عن معارضتها للمؤسسة التقليدية. فهم الكثيرون من أبناء الأسرة المالكة في ذلك الحين أن بن سلمان يطمح إلى تعزيز مكانته كولي العهد الحقيقي.

في المنتصف الثاني من عام 2016، انتشرت في أوساط الأسرة السعودية المالكة رسالة تطالب بإعفاء الملك من منصبه بحجة أن صحته الجسمانية والنفسية تشكل خطرا على استقرار السعودية. كانت الرسالة مجهولة الهوية ولكن اعتقد الكثيرون أن أحد الأمراء قد كتبها. الانتقاد المركزي الذي ورد في الرسالة هو تركيز الصلاحيات في أيدي بن سلمان، رغم أنه عديم الخبرة والثقافة. من بين داعمي هذا الانتقاد هناك إخوة غير أشقاء للملك بن سلمان وهم الأمير سلطان، الأمير فيصل، وعبد العزيز. لقد كانوا غاضبين بسبب تعزيز مكانة أخيهم الشاب وادعوا أن والدته هي التي أثرت في والدهم الذي يعاني من الخرف، وأدت إلى أن يختاره بدلا منهم رغم أنهم يتمتعون بخبرة أكبر وهم أكبر منه سنا.

شوهدت علامات عدم الاستقرار في إطار الغضب المتزايد في أوساط القيادة الحاكمة ضد خطوات اتخذها الملك سلمان لدفع ابنه قدما رغم أنه شاب ويفتقد إلى الخبرة، ورغم تجارب الماضي (تدمرت المملكة السعودية الثانية بسبب نزاعات الخلافة بين الإخوة). تشكل هذه العوامل، إضافة إلى أزمات اقتصادية، اجتماعية، وإقليمية واقعا قابلا للانفجار في المملكة.

هناك تفسيران أساسيان لفهم الخطوات التي اتخذها الملك. الأول هو التحديات الاقتصادية التي تتعرض لها المملكة. ومن بينها، هبوط سعر النفط ، وارتفاع ميزانية الأمن بشكل غير مسبوق، بالمقابل هناك توقعات لدى الجيل الشاب لإحداث إصلاحات، تمنع من نظام الحكم متابعة منح المواطنين مزايا اعتادوا عليها وما زالوا ينتظرونها. بهدف تمويل احتياجات المملكة هناك تخطيط لإجراء تقليص جذري في التمويل، رفع الضرائب، وتطوير القطاع الخاصّ، بهدف إجبار الطبقة الوسطى المثقفة على الانخراط في المملكة والتخلي عن حلم تولي وظائف حكومية مريحة.

أصبح يدرك بن سلمان جيدا الواقع الجديد، ووعد بأن يعمل على خلق ستة ملايين أماكن عمل جديدة، لا سيّما للشبان حتى عام 2030. توصل الملك إلى قناعة لا سيما على يد والدة ابنه، أن ابنهما يفهم أفضل من الآخرين التحديات التي تتعرض لها المملكة السعودية، عند الأخذ بعين الاعتبار أن معظم السكان في المملكة هم شبان (معدل العمر في السعودية هو 28.6). تحمل ولي العهد الجديد، بن سلمان مسؤولية “رؤية السعودية 2030”. في حال قام بأمور استثنائية ونجح فيها، فإن الشرعية التي سيحظى بها قد تدفع الملك نحو الاستقالة لأسباب صحية ضامنا أن يكون ابنه ولي العهد حقا.

أما التفسير الثاني يعود إلى تأثيرات الهزة الإقليمية (المعروفة أيضًا باسم الربيع العربيّ). تتصدر المملكة السعودية في يومنا هذا جبهة الصراع بين الدول العربية السنية وبين إيران وحلفائها الشيعة. يشهد لبنان، سوريا، العراق، اليمن، وقطر صراعا، حيث سيحسم مستقبل المنطقة ومستقبل السعودية أيضا. يتولى بن سلمان معظم هذه الصلاحيات الكبيرة. عليه أن يضمن سقوط الدول العربية الحليفة لإيران، أو بدلا من ذلك أن تقتنع هذه الدول بأن السعودية ستعارض بشكل فعال “المحور الشيعي”.

حقق بن سلمان مكاسب في تصريح مشترك له مع رئيس حكومة العراق، حيدر العابدي، حول تعزيز التعاون بين الدول، بما في ذلك التعاون ضد المنظمات الإرهابية، الصراع ضد الشرخ الطائفي الإسلامي (الشيعة والسنة)، وفي التصريح عن استثمار اقتصادي سعوديّ من أجل إعادة إعمار البنية التحتية المدمّرة في العراق. يدور الحديث عن نقطة أخرى لصالح السعودية في صراعها ضد إيران حيث يدور في العراق، وفي حال نجح بن سلمان في تحقيق هذه الخطط سيعزز مكانته كولي العهد. يشكل الائتلاف العربي ضد قطر مهمّة صعبة أيضا تقف أمام ولي العهد الجديد.

إحدى النتائج المتوقعة وراء تعيين بن سلمان هي تشكيل ائتلافين ضده وضد الملك سلمان. قد يتضمن الائتلاف الأول ولي العهد الذي تمت الإطاحة به، محمد بن نايف، الأمير متعب بن عبد الله، ضابط الحرس الوطني، والبنى التحتية الدينية، والقبائل التي ينتمي إليها جنود الحرس الوطني السعودي. يفهم جميع هؤلاء جيدا أن مكانتهم تزعزعت. في السنتَين الماضيتَين، عزز بن نايف شبكة تحالفاته في أوساط أبناء القيادة، وقد يستغلها ضد ولي العهد الجديد.

بالمقابل، يتضمن الائتلاف الثاني أبناء عائلة الأسرة الموسعة المالكة. أعرب الأمير طلال، ابن 85 وأخ الملك سلمان، علنا عن استيائه من خرق ترتيبات الخلافة. قد يتوحد الكثير من الأمراء إلى جانب الأمير محمد بن نايف لأن ليس لديه أبناء بل بنات فقط، لذلك في حال تعيينه ملكا فسيُعين أميرا آخر وليا للعهد وهكذا يستعيد ترتيبات الخلافة المرغوب فيها في نظر الكثيرين من أبناء الأسرة المالكة.

لعب ولي العهد السعودي الجديد، الأمير محمد بن سلمان، دورا هاما في زعزعة الاستقرار السياسي في السعودية منذ عام 2015. الجهة الوحيدة القادرة على إلغاء قرار الملك هي مجلس العائلة المالكة السعودية. فهو قادر على الإطاحة بالملك بادعاء أن حالته الصحية لا تسمح له باتخاذ قرارات واعية لصالح المملكة. في مثل هذه الحال، ستتم إقالة الأمير بن سلمان وحتى أنه سيُرسل إلى المنفى لفترة طويلة.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 1194 كلمة
عرض أقل
ولي العهد المعين جديدا محمد بن سلمان خلال لقاء مع رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب (AFP)
ولي العهد المعين جديدا محمد بن سلمان خلال لقاء مع رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب (AFP)

اهتمام إسرائيلي كبير بالدراما السياسية في السعودية

تناولت الصحف الإسرائيلية خبر تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا لعهد المملكة العربية السعودية بغزارة، إذ وصفت القرار الملكي بأنه دراماتيكي نظرا إلى عمر الأمير الذي لم يبلغ ال32 عاما بعد

21 يونيو 2017 | 10:01

“محمد بن سلمان هو ولي العهد الأصغر سنا في تاريخ السعودية” و “تغيير سياسي دراماتيكي في السعودية” كتب صحفيون إسرائيليون على تويتر، تعليقا على القرار الملكي الذي أصدره الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم الأربعاء، بتعيين نجله، محمد بن سلمان، وليا للعهد مكان الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.

وفي حين وصفت بعض الصحف التغيير السياسي بأنه “هزة سياسية في المملكة” مثل موقع صحيفة معاريف وقالت إن الملك أطاح ولي العهد الحالي لصالح تعيين ابنه، أكدت أخرى أن التغيير كان متوقعا لأن الأمير محمد بن سلمان كان الشخص الأقوى في المملكة منذ تولي الملك سلمان العرش. وكان واضحا منذ البداية أن الملك محمد هو الشخص الذي سيقود المملكة في المستقبل لكن المفاجأة تبقى التوقيت ودلالاته.

وكتبت الصحيفة الإسرائيلية، والخبيرة في الشؤون العربية، شيمريت مئير، فور إعلان التعيين في تعليق على تويتر “حين ردد ترامب القول إنه التقى الملك سلمان وأن الملك رجل ذكي جدا، كان يقصد نجله”. وأضافت مئير أن تعيين محمد بن سلمان كان متوقعا، لكن الأمر لا يخلو من الدراما.

ولي العهد الجديد محمد بن سلمان يقبل يد الأمير محمد بن نايف (النت)
ولي العهد الجديد محمد بن سلمان يقبل يد الأمير محمد بن نايف (النت)

وتداول الصحفيون الإسرائيليون صورة ولي العهد المعين جديدا وهو يقبل يد الأمير محمد بن نايف الذي تم إعفاؤه من المنصب، وبايع الأخير. وأشار الصحفيون الإسرائيليون إلى أن التغيير السياسي في الدولة لا يتعدى كونه قرارات عائلية.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن محمد بن سلمان هو صاحب فكرة قطع العلاقات مع قطر ويعد من أقوى الزعماء في المنطقة. وقد شغل محمد بن سلمان منصب وزير الدفاع – سيحتفظ في هذا المنصب- وكان العقل المدبر وراء العملية العسكرية السعودية، “عاصفة الحزم”، ضد الحوثيين في اليمن. وإلى جانب الخطط السياسية والحربية التي يوقدها الأمير الشاب، فقد كان وضع خطة اقتصادية طموحة قبل أشهر لتقليص اعتماد السعودية على النفط وتطوير اقتصاد متقدم.

أما بالنسبة لإسرائيل، فيعد التعيين تطورا إيجابيا لأن الأمير محمد بن سلمان يقود حربا حازمة ضد الإرهاب والتطرف. ويأتي التعيين على خلفية الحديث عن تقارب في العلاقات بين إسرائيل والسعودية. وفي هذا الشأن، أكد وزير الإعلام الإسرائيلي، أيوب قرا، أن إسرائيل والسعودية تقيمان بواسطة وسطاء أمريكيين قناة تواصل لتطوير العلاقات الديبلوماسية بينهما.

وأشار قرا أن الجانبين ناقشا خطوات ممكنة لتطوير العلاقات بينهما في اليوم التالي لحل الصراع الفلسطيني – إسرائيلي. ومن هذه الخطوات، حسب قرا، إتاحة إقامة شركات إسرائيلية في السعودية، وفتح المجال الجوي السعودي للطائرات الإسرائيلية. ووصف قرا هذا المسار السياسي بالقول “يوجد احتمال كبير لإقامة علاقات مع من نطلق عليهم “الائتلاف السعودي””.

اقرأوا المزيد: 367 كلمة
عرض أقل
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نيويورك (AFP)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نيويورك (AFP)

ترامب والعرب

رغم قرار حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وخطاب يعزز الرهاب من المسلمين، الزعماء العرب آخر من يحتج ضد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. لماذا؟

من المفترض أنكم كنتم تتوقعون أن الرئيس الأمريكي الذي حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وتضمن خطابه أثناء تنصيبه، بشكل واضح، استخدام تعبير الإرهاب الإسلامي، مما عزز الرهاب من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، أن يحظى بمعاملة متحفظة إلى حد ما من زعماء الدول العربية. إلا أن الملك الأردني عبد الله الثاني، هو أحد الزعماء الأوائل في العالم الذي التقى ترامب، في حين حافظ السعوديون على سكوت تام تقريبا فيما يتعلق بحظر دخول المسلمين إلى أمريكا مُفضلين نقل رسائل بآداب وبسرية، وبينما بات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، فخورا بعلاقاته الشخصية مع ترامب التي نشأت بينهما أثناء الحملة الانتخابية لترامب، حتى أن الفلسطينيين الذين أصبح تعامل ترامب معهم تعاملا مهينا بعد أن حظوا بتعامل متضامن من أوباما، (يعمل الفلسطينيون جاهدين للالتقاء بممثل الإدارة الأمريكية رسميا، أو أي ممثل، ولكن لم ينجحوا حتى الآن، ويمكن القول إنهم “مجذومون”)، يحافظون على الانضباط، يختبؤون خلف الدول العربيّة، ويترقبون تطور الأحداث.

فضلًا عن ذلك، يمكن القول بالتأكيد إن أهمية احتجاجات المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة والتي حظيت باسم “حظر الإسلام” (‏MUSLIM BAN‏)، تعدت كثيرا احتجاجات الدول العربيّة التي لم تُصنّف في قائمة حظر الدخول والمنظمات المدنية، والمنظمات الموالية التي تديرها في واشنطن. هذه حقائق غريبة، ولكنها صحيحة.

يمكن إجمال تفسير علاقة العرب الغريبة بترامب بثلاث كلمات: أوباما، إيران، والمال.

كانت سنوات رئاسة أوباما الثماني كارثية للدكتاتورية العربية / النظام الملكي العربي في منطقتنا. فلحقت ثلاث ضربات قاضية بحلفاء الولايات المتحدة التقليديين في المنطقة: الأولى هي تخلي أمريكا عن مبارك مقابل دعمها للإخوان المسلمين، ومن ثم عدم الاكتراث بالسيسي الذي اعتلى سدة الحكم بعد انقلاب عسكريّ. الثانية، الاتّفاق النوويّ مع إيران، الذي جعل إيران هدفا مرغوبا (رغم أنه يشوبه الشك) للاستثمار فيها بدلا من كونها دولة “مجذومة” ذات عقوبات كثيرة أمام العالم كله. الضربة الثالثة والأهم هي بالتأكيد غض الطرف من جهة إدارة أوباما عن نصف مليون ضحايا الحرب الأهلية السورية. فقد حاول السعوديون، القطريون، الأردنيّون، والمصريون (والإسرائيليون أيضا) مرارا وتكرارا إقناع إدارة أوباما تغيير توجهها. ولكن المحاولات باءت بالفشل مرة تلو الأخرى.
صحيح أن ترامب قد أشار إلى أنه ينوي متابعة سياسة الانعزال وتجنب الغوص في أي وحل في المنطقة، إلا أن العرب وعلى رأسهم الأسرة المالكة السعودية، قد اكتسبوا خبرة كافية في تعاملهم مع رؤساء أمريكيين من أجل التعامل بصبر مع الوعود أثناء الانتخابات.

إن إعلان الإدارة الأمريكية وضع إيران “تحت المراقبة” أدى إلى أن يصرح وزير النفط السعودي أن المملكة تنوي زيادة حجم الاستثمار في سوق الطاقة الأمريكي. نذكّر أن السعوديين مسؤولون عن أكثر من مئة مليار دولار من إجمالي الدين الوطني للولايات الأمريكية المتحدة، ويبدو أن الدين أكثر من ذلك، في حال أخذنا بالحسبان الملاذ الضريبي. إضافة إلى معرفتنا للأطراف العاملة والمؤثرة فهناك طبعا شكوك حول بلدان دول الخليج التي تقيم فيها عائلة ترامب مصالح تجارية، ولكن من دونها، من الواضح أن المصلحة الاقتصادية، التي كانت نقطة هامة في قرارات الإدارات الأمريكية في التحلي بالصبر الرواقي في ظل دعم السعوديين للإرهاب، ما زال ساري المفعول في الإدارة الحالية أيضا.

من جهتهم، يحتاج السعوديون الآن إلى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من أي وقت مضى. فالإيرانيون يضيقون بهم ذرعا، ولم يعد سوق النفط كما كان عليه في الماضي، والفقاعة الإرهابية التي صنعوها باتت تعمل ضدهم. وإذا أضفنا إلى ذلك عمر الملك سلمان المتقدم وحالته العقلية (الملك واع جزئيا) وحملة نزع الشرعية التي تدور رحاها ضد العائلة المالكة وسيطرتها على الأماكن المقدسة في الإسلام، فسنحصل على معادلة رعب أمريكية – سعودية، أو يمكن اختيار النظر إلى الأمور بشكل آخر – أرض خصبة للتعاون بين السعوديين وإدارة ترامب.

إذا حكمنا على تصرف السعوديين منذ اختيار ترامب، فسيفضّل السعوديون، المصريون، والأردنيون، الحفاظ على بروفيل منخفض أيضا بسبب الكشف عن رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) من جهة الإدارة الأمريكية والتخلص من العثرات (نقل السفارة إلى القدس، توسيع الاستيطان) والعمل بهدوء من خلف الكواليس مع البيت الأبيض. فلن يعمل جميعهم على التحريض بالتأكيد ولا من خلال شن هجوم شخصي على الرئيس. فضلًا عن ذلك، إذا شعروا أن إقامة علاقات وطيدة أكثر مع إسرائيل أو المساعدة في العملية الإسرائيلية الفلسطينية تشكلان مصدر طموح شخصي للرئيس، فيمكن أن نقدر أنهم سيبذلون جهودا للعمل من أجله. وأكثر من ذلك، فإن العرب قد اكتسبوا خبرة كبيرة في التعامل مع زعماء يعانون جنون العظمة واضطرابات شخصية.

اقرأوا المزيد: 651 كلمة
عرض أقل
الملك سلمان بن عبد العزير آل سعود (AFP)
الملك سلمان بن عبد العزير آل سعود (AFP)

رغم سياسة الهجرة، زعماء الدول العربية يصطفون للحديث مع ترامب

مسلمون كثيرون غاضبون من الرئيس الجديد للولايات المتحدة ولكن يبدو أن زعماء الدول العربيّة يتنازلون حاليا عن المواجهة المباشرة مع الإدارة الأمريكية

ترفض الضجة الإعلامية حول القرار التنفيذي الرئاسي، الذي وقع عليه الرئيس المنتخَب للولايات المتحدة، دونالد ترامب والذي يحظر دخول مسلمين من 7 دول عربيّة الهدوء مثيرة احتجاجات اجتماعيّة في العالم.

وفي خطوة استثنائية أقال ترامب المدعية العامة الفدرالية، بعد أن غيّرت قرارا للبيت الأبيض وأوعزت للقضاء ألا يسمح بسريان مفعول تقييدات الهجرة التي حددها ترامب في الأمر التنفيذي الرئاسي.

ولكن أكثر ما يثير الدهشة هو أنه رغم سياسة الهجرة الصعبة التي تتخذها الإدارة الأمريكية الجديدة فيبدو أن زعماء الدول العربيّة معنيون بتعزيز العلاقات مع الرئيس الأمريكي الجديد، أملا في التغلب على الأوضاع المتطرّفة التي تغمر دول الشرق الأوسط.

ليس إن زعماء الدول المشمولة في قائمة حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة لا يعارضون ترامب فحسب، بل هم يأملون بأن يكون ترامب مخلصا في مواجهة سياسة توسع إيران.

ووصل أمس (الإثنين) ملك الأردن، الملك عبد الله، إلى واشنطن للقاء هو الأول مع نائب الرئيس المنتخَب، مايك بنس. أصدر البلاط الملكي الأردنيّ بيانا عاما يتطرق إلى القرار التنفيذي الرئاسي ضد هجرة المسلمين جاء فيه “المسلمون هم الضحايا الأوائل للإرهاب الإسلامي”. يعتقد الملك عبد الله أن منفّذي الإرهاب هم بمثابة “خارجين عن القانون، لا يمثلون الإسلام أو الشعوب العربية”. يُقدّر خبراء أنه في هذا الوقت سيكتفي الملك بهذا الرد ولن يكون رده ضد سياسة ترامب الجديدة لاذعا.

جاءت زيارة الملك عبد الله إلى الإدارة الأمريكية في واشنطن بعد محادثات هاتفية مكثّفة أدارها (يوم الأحد) العاهل السعودي، الملك سلمان، وولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع ترامب.

وفق وسائل الإعلام العربية فإن الملك سلمان لم يتطرق أبدا إلى الأمر التنفيذ الرئاسي حول الهجرة بينما تطرقت وكالات أنباء الإمارات قائلة إن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان قال في حديثه مع ترامب إن “التطرف والإرهاب ليسا معرفَين من ناحية الدين أو الهويّة”.

ويقدّر خبراء في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي أيضا لا يتوقع أن يجن جنونه حول الأمر التنفيذي الرئاسي.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في مقابلة مع الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب (GPO)
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في مقابلة مع الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب (GPO)

بات الحكام العرب الذين قد يمقتون خفية سياسة ترامب ونشاطاته، يغامرون حاليا بمصالحهم الاستراتيجية المشتركة، العهد الجديد في واشنطن، وتعزيز العلاقات مع الرئيس الجديد.

هذا وقد أعلن ترامب أمس (الإثنين) بعد مرور عشرة أيام على شغل منصبه، عن موعد لإجراء لقاء بينه وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. وفق بيان البيت الأبيض سيلتقي الزعيمان في واشنطن بتاريخ 15 شباط.

اقرأوا المزيد: 359 كلمة
عرض أقل
الملك سلمان بن عبد العزير آل سعود (AFP)
الملك سلمان بن عبد العزير آل سعود (AFP)

هل بدأ حكم آل السعود يتضعضع؟

في حين أن ميزانية الدولة تتقلص والشعب يدفع مبالغ أعلى، يتابع الأمراء حياة الترف والتبذير في القصور الفاخرة. هل قد يزعزع هذا استقرار الحكم السعودي؟

كرست صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية المعتبرة مقالا متعمقا حول الملك سلمان وحياة الترف للأمراء السعوديين. يصف المقال المؤلف من أكثر من أربعة آلاف كلمة، كيف يعيش أبناء العائلة المالكة حياة بذخ: يملك الأمراء السعوديون الذين يتراوح عددهم بين 12,000 حتى 15,000 وفق التقديرات، قلعات قديمة في أوروبا، وقصورا فاخرة في السعودية، حسابات نقدية ضخمة في مصارف سويسرية، سفنا شراعية كبيرة وفاخرة، سيارات فاخرة، وملابس لمصممين هي الأغلى في العالم.

تحققت ثروة العائلة المالكة السعودية بفضل العثور على آبار النفط في فترة حكم والد الملك سلمان، عبد العزيز بن سعود، قبل أكثر من 75 عاما. ما زال بيع النفط يدخل مليارات الدولارات سنويا.

ولكن الخسائر الهائلة التي لحقت بالدولة في أعقاب انخفاض أسعار النفط أدت إلى أن تتساءل صحيفة “نيويورك تايمز” إذا كانت العائلة السعودية، وكل الآلاف من أبنائها، قادرين على متابعة نمط حياة التبذير، والحفاظ على السيطرة التي لا يشق لها غبار في المملكة العربية.

تظهر في المقال مقابلة أجراها أحد أبناء العائلة الموسعة، خالد بن فرحان آل السعود، الذي يعيش في ألمانيا. وفق أقواله، هناك الكثير من الأموال التي أخفاها الملك ولم تصل إلى ميزانية الدولة، التي يديرها بنفسه.

الديوان الملكي في السعودية (AFP)
الديوان الملكي في السعودية (AFP)

الملك سلمان ابن الثمانين عاما، هو الابن الأخير لمؤسس السلالة الذي من المتوقع أن يشغل منصب ملك قبل أن ينتقل الحكم إلى الجيل القادم، ولكن حكمه يستند إلى أبناء العائلة، فكلهم أغنياء جدا اعتادوا على حياة الترف منذ الصغر، لذلك فإن كل مس بهم قد يشكل خطرا على حكمه وحياته أيضا. وقد نجح الملك في إثارة غضب بعض أبناء العائلة المالكة وشن خلاف عائلي، عندما غيّر تقاليد الميراث، ونقل وظائف كثيرة وتعيينات هامة إلى الجيل الشاب ومقربيه.

بهدف التغلب على الخسائر والفارق في الميزانيات الهائلة المتوقعة، اتبعت الحكومة السعودية برنامج تقشف رسميا. فقلصت الأجر في القطاع العام والدعم الحكومي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود، الكهرباء، والماء. بدأت الحكومة باقتراض مبالغ مالية هائلة، وقلصت عدد الوظائف، ما أدى إلى قلق كبير في أوساط الشبان الذين لم ينجحوا في العثور على عمل.

أصبح يملك المواطنون في الدولة مالا أقل، ولكن لم يطرأ أي تغيير في أوساط العائلة المالكة. وفق أقوال كاتبي المقال، “لا تشكّل التهديدات الخارجية (مثل الحرب في اليمن أو زيادة قوة إيران الخصم) خطرا على استقرار الحكم، بل الوضع الاقتصادي في الدولة، الآخذ في التدهور”. يتمتع السعوديون بظروف اجتماعية ممتازة، تتضمن من بين أمور أخرى، تعليما مجانيا وخدمات صحية مجانية، ولكن يعاني الكثير من المواطنين فقرا والوضع لم يعد جيدا في أوساط الطبقة الوسطى أيضا.

ادعى المتحدثون باسم الدولة أن أبناء العائلة المالكة تضرروا أيضا وأن الميزانية المخصصة لهم قد تقلصت، ولكن يشهد الكثيرون أنه لم يطرأ أي تغيير على مستوى حياتهم. وفق أقوال كاتبي المقال، الأمراء في فترة حكم سلمان يتمتعون بالحقوق والميزانيات أكثر. في السنة الماضية فقط، اشترى أبناء العائلة المالكة عددا من العقارات الفاخرة في باريس قيمتها ملايين اليوروهات، إضافةً إلى الكثير من العقارات، القصور، والشقق الفاخرة التي يملكونها. وذروة كل العقارات هو القصر الفاخر الذي بناه الملك سلمان لنفسه في طنجة، على شاطئ البحر في المغرب.

يشمل القصر الفاخر فنادق خمس نجوم، لحاشية الملك، مهبطا مروحيّات، وخيمة كبيرة للاحتفالات. وفق تصريح مكتوب للناطق الرسمي باسم الملك سلمان، فإن كل التكاليف من حساب الملك الشخصي، وليست من خزينة الدولة. ولكن العمال في الموقع، الذين اضطروا إلى تسليم هواتفهم النقالة وهوياتهم، منعا لتسريب صور من الداخل، يقولون إنهم حظوا في المقابل برحلة مجانية للحج إلى مكة. هذا هو مثال واحد فقط من الأمثلة على التبذير للملك والعائلة المالكة كلها.

إذا استمر الحال هكذا، قد يبدأ الهدوء المتواصل الذي يتمتع به الحكم السعودي، الذي لا معارضة له، بالزعزعة، ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الدولة بأكملها. تشكل شعبية شبكات التواصل الاجتماعي في الدولة وأهمها تويتر، التي تتيح للكثيرين التعبير بحرية تقريبا ضد الحكم، عائقا آخر أمام العائلة المالكة الرائدة في الشرق الأوسط.

اقرأوا المزيد: 585 كلمة
عرض أقل
زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الى مصر ومقابلة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)
زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الى مصر ومقابلة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)

صراعات داخلية في الشرق الأوسط تصعب على قتال داعش

الجبهة الوحيدة التي أظهرتها دول الشرق الأوسط ضدّ التنظيم في سوريا والعراق تتصدع أمام صراع القوى بين السعودية ومصر وبين تركيا والعراق

في يوم الثلاثاء الماضي ذكرت معظم الصحف في مصر زيارة وفد سعودي “رفيع المستوى” إلى القاهرة والذي وصل، كما قيل، بهدف نقاش وضع العلاقات بين مصر والسعودية.‎ لم تفصّل الأخبار مَن هم الأعضاء الذين كانوا ضمن الوفد وأيضا ليس ماذا قيل في اللقاء مع نظرائهم المصريين. لم تُنشر أية صورة وتم نسب التقرير إلى “مصادر مطّلعة” في الحكومة المصرية. في يوم الأربعاء الماضي أعلن سفير السعودية في القاهرة، أحمد قطان، أنّ ما نُشر كان خاطئا وأنّه لم يزر القاهرة أي وفد سعودي. “ربما كانت تلك مجرد أمنية المصريين”، كما كُتب في موقع مصري معارض.

ربما كان يمكن أن تحل زيارة وفد مسؤولين سعوديين الأزمة في العلاقات بين البلدين والتي وصلت إلى ذروتها في بداية شهر تشرين الأول، حينها تم وضع اقتراحي قرار بشأن سوريا على طاولة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. الأول، فرنسي، تضمن إيقافا فوريا للهجمات الجوية في مدينة حلب، بما في ذلك حظر مرور الطائرات الحربية فوقها حتى لو لم تكن في طريقها لشن هجوم.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)

والثاني، الاقتراح الروسي، والذي صيغ بشكل مماثل، باستثناء البند الحرج الذي يطالب بإيقاف القصف على حلب. حظي الاقتراح الفرنسي كما هو متوقع بفيتو روسي وبذلك سقط من جدول الأعمال. ولكن الصدمة جاءت عندما قررت مصر التصويت لصالح الاقتراحين، الروسي والفرنسي، بدلا مما هو متوقع أن تصوّت لصالح الاقتراح الفرنسي فقط. شعرت السعودية في تلك اللحظة بالدهشة ولم تفهم لماذا مصر “انحرفت عن الطريق المستقيم” وأيدت الاقتراح الروسي، والذي معناه دعم الموقف الإيراني، في الوقت الذي بذلت السعودية جهودا عظيمة لتقليص نفوذ البلدين فيما يحدث في الشرق الأوسط.

لم يكتفِ الردّ السعودي بالإعلان الاستثنائي الذي بحسبه “كان التصويت المصري مؤلما”. فأعلنت هذا الشهر شركة النفط الوطنية “أرامكو” أنّها ستتوقف عن إرسال منتجات النفط إلى مصر حتى إشعار آخر. في مصر، قد يشكل إيقاف إرسال منتجات النفط السعودية إليها ضربة قاضية، وخصوصا أن المخزون الموجود الآن فيها يكفي لشهرين فقط.

في مصر، قد يشكل إيقاف إرسال منتجات النفط السعودية إليها ضربة قاضية، وخصوصا أن  المخزون الموجود الآن فيها يكفي لشهرين فقط

بعد وقت قصير من ذلك، في المؤتمر الذي أقيم في تونس، تلقى السيسي صفعة مدوية على لسان الوزير السعودي لشؤون الحج والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني. في نهاية تشرين الأول، في مؤتمر الشباب المصري الذي أقيم في شرم الشيخ، ألقى الرئيس السيسي خطابا ناريا قال فيه إنّه “على مدى عشر سنوات لم يكن في ثلاجة منزلي أي شيء سوى الماء“. أثار هذا التصريح كما هو متوقع موجات من السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي. في المؤتمر الذي عُقد في تونس، سخر أيضًا الوزير السعودي من ثلاجة السيسي عندما قال للرئيس التونسي أمام وزراء التربية المشاركين في المؤتمر “أنا متأكد أنّ ثلاجتكم تحتوي على أكثر من الماء”. هزّت هذه المقولة قصر الرئاسة في مصر. واستشاط السيسي غضبا ووفقا لتقارير في مصر طالب باعتذار سعودي علني. ولكن لم تعتذر السعودية رسميا، وفي المقابل، اضطر الوزير المحترم إلى الاستقالة “لأسباب طبية”.

ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز (AFP)
ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز (AFP)

هل هذه سحابة صيف أم أزمة عميقة؟ السعودية غاضبة من مصر التي تلقت منها الكثير من المليارات كمساعدة وأيضا عقد توريد النفط لخمس سنوات بسعر تفضيلي، وقرضا لخمس عشرة سنة. اعتقدت السعودية أنّها مقابل المال ستحظى بحليف ملتزم. ولكن في الأشهر الأخيرة تراكم الكثير من الوحل السياسي في الأنبوب السعودي المصري، حتى انسدّ. انتهت احتفالات نقل جزيرتي صنافير وتيران في البحر الأحمر إلى السعودية في شهر آذار الماضي، بقرار المحكمة الإدارية في مصر والذي بحسبه فإنّ الجزيرتين تنتميان إلى مصر ونقلهما مخالف للدستور. ندمت السعودية ولم تردّ علنا.

لم تخفِ مصر معارضتها لاستمرار الحرب السعودية الفاشلة في اليمن وطالبت بإيقاف التعاون العسكري في تلك الحرب. ولا يتفق السيسي أيضًا مع الموقف السعودي بخصوص سوريا، وهو يعتقد أنّ استمرار تولّي الأسد منصبه ممكن في فترة انتقال السلطة وربما أيضًا بعد ذلك. يقدّر السيسي أنّه إذا سقط الأسد، ستنتقل سوريا إلى أيدي أردوغان أو إلى أيدي تنظيمات الثوار والتنظيمات الإرهابية في أسوأ الحالات.

اعتقدت السعودية أنّها مقابل المال ستحظى بحليف ملتزم. ولكن في الأشهر الأخيرة تراكم الكثير من الوحل السياسي في الأنبوب السعودي المصري

وبذلك ظهر الرئيس المصري باعتباره من يسوّي أموره مع تحالف من أرض العجائب يتضمن إسرائيل، إيران، وروسيا الداعمة للأسد، كل منها لأسبابها. بعد ثلاث سنوات ظهر فيها التحالف بين السعودية ومصر كمتين، تميز بالتصدّعات أكثر من الترابطات، مما دفع السيسي قبل كل شيء إلى البحث عن مصادر بديلة للإمداد بالنفط. لقد وقع على اتفاق سريع وقصير الأمد مع أذربيجان، حاول توقيع اتفاق مع الكويت، وكاد يوقع اتفاق إمداد مع الإمارات العربية المتحدة، المستعدة لبيع النفط بالشروط السعودية. حاول وريث عرش أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وهي واحدة من الإمارات السبع، مؤخرا الوساطة بين مصر والسعودية وهكذا أيضًا حاكم البحرين، ولكن حتى الآن يبدو أنّ العلاقات عالقة في ثلاجة ملك السعودية سلمان.

أردوغان ضدّ الجميع

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان (AFP)
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان (AFP)

إنّ الأمواج الصادمة التي أنشأتها الحرب في سوريا والعراق ضدّ نظام الأسد وضدّ داعش لم تتوقف على ضفاف النيل. فهي تستعر أيضًا في الجزء الشمالي الشرقي من الشرق الأوسط وقد نجحت في التسبب بشرخ عميق بين تركيا والعراق، وبالتالي أيضًا بين تركيا وإيران. لأنّه عندما تُهدد العراق في مهاجمة القوات التركية العاملة في شمال البلاد ضدّ داعش، وعندما يتحدث الرئيس التركي عن “التمدد الفارسي في الشرق الأوسط”، فإنّ مراكز الصراع تعود مجددا إلى الساحات المحلية، على الأقل، حتى يتضح ما هي مواقف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من استمرار ولاية الأسد وموقفه نحو إمكانية التعاوُن مع روسيا وبشكل أساسي، هل سيعتبر إيران تهديدا إقليميا.

لم تبدأ الأزمة في العلاقات بين تركيا والعراق في الحرب بسوريا وإنما منذ السنوات التي تولى فيها نوري المالكي منصب رئيس حكومة العراق. لقد توسعت عندما وافقت تركيا على بيع النفط الكردي، ووصلت إلى ذروتها قبيل معركة الموصل.‎ عندما أصدر رئيس حكومة العراق الحالي حيدر العبادي تهديدات تجاه التدخل التركي، ردّ عليه أردوغان بشدّة قائلا: “لماذا تركتم داعش تدخل العراق؟ لقد كادت تقتحم بغداد، أين كانت حكومة العراق حينذاك؟ لذلك، لا يتحدث أحد عن قاعدتنا العسكرية في بعشيقة (شمال شرق الموصل). بعشيقة هي التزامنا ضدّ كل نوع من الإرهاب في تركيا”.

إنّ التوتر بين تركيا وإيران يهدئه نوعا ما الاعتماد الاقتصادي بين البلدين، حيث إنّ إيران هي مورّد الغاز الثاني في حجمه بعد روسيا لتركيا ويبلغ حجم الإتجار بين البلدين نحو 20 مليار دولار. لا تسعى تركيا أيضًا إلى إغضاب روسيا التي تتعاون معها اقتصاديا وعسكريا، ولكن المصالح التركية على حدودها الجنوبية قد تلقي بظلالها على هذه العلاقة، وخصوصا عندما تغيب الولايات المتحدة في هذه الأثناء عن المعركة.

تدخل الحرب في سوريا والعراق مرحلة جديدة. إذا بدأت هذه الحرب طريقها من خلال الصراعات الداخلية وتطوّرت إلى صراعات بين القوى العظمى، فهي تصل مجددا إلى حدود الدول، ما قد يزيد من تقويض إمكانية إيجاد حلّ سياسي لتلك الأزمات.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 1037 كلمة
عرض أقل
أبو مازن يقدم للملك سلمان نسخة مؤطرة من صحيفة "The Palestine Post" (Twitter)
أبو مازن يقدم للملك سلمان نسخة مؤطرة من صحيفة "The Palestine Post" (Twitter)

لماذا قدّم أبو مازن للملك سلمان هدية صهيونية؟

أبو مازن يجتمع بسلمان ملك السعودية، ويقدّم له نسخة مؤطرة من صحيفة "فلسطين بوست". المشكلة هي أن الصحيفة لم تكن فلسطينية

زار رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، هذا الأسبوع، المملكة العربية السعودية واجتمع بالملك سلمان. وقدّم في لقائه للملك نسخة مؤطرة من صحيفة من سنوات الثلاثينيات واسمها “The Palestine Post”.

ظاهريا، تبدو الهدية مناسبة، ولكن، كشف محرر الصحيفة الذي ورث “The Palestine Post”، عن فضيحة أبي مازن الكبيرة. نشر محرر صحيفة “The Palestine Post”, صورة في حساب تويتر الخاص به، سخر فيها من رئيس السلطة، وتساءل إذا ما كان قد وجد خطأ مطبعيا في صحيفته.

أوضح المحرر أنّ “The Palestine Post” هي مصدر صحيفة “The Jerusalem Post” الحالية. وقيل أيضًا إنّ الصحيفة كانت حينذاك مثلما هي اليوم لسان حال اليهود الناطقين بالإنجليزية في البلاد.

صحيفة “The Jerusalem Post” هي صحيفة يومية إسرائيلية باللغة الإنجليزية. أصل الصحيفة هو “Palestine Bulletin”، وهي صحيفة إنجليزية تأسست عام 1925 وتحولت فيما بعد إلى “The Palestine Post”. بعد قيام دولة إسرائيل تم تغيير اسم الصحيفة مجددا وسُميت باسمها الحالي “The Jerusalem Post”.

The Palestine Post
The Palestine Post

في الأصل كانت صحيفة “Palestine Bulletin” مبادرة تجارية لناشر يهودي أمريكي وكانت تُصدرها وكالة الأخبار البرقية اليهودية. بتاريخ 1 كانون الأول عام 1932 بدأت تصدر الصحيفة الجديدة “The Palestine Post”، وكُتب في عددها الأول أنّها استمرار لصحيفة “Palestine Bulletin”.

كُتب في المقال الرئيسي في العدد الأول: “هدفنا هو أن نقدّم للجمهور في أرض إسرائيل صحيفة عبرية باللغة الإنجليزية، وأن يكون مسؤولو الإدارة البريطانية في فلسطين قادرين على فهم الشؤون اليهودية والصهيونية. بالإضافة إلى ذلك، هدفنا هو توفير معلومات يومية حول أعمال اليهود وتطلّعاتهم في الشتات وفي البلاد”.

في عهد سلطة الانتداب، اتّخذت صحيفة “The Palestine Post” خطّا داعما للكفاح من أجل إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في إسرائيل، وكما اتّخذت خطّا علنيا وعدائيا ضدّ التقييدات التي فرضها الحكم البريطاني على هجرة اليهود إلى أرض إسرائيل. رغم أن ذلك لم يكن رسميّا، ولكن اعتُبرت الصحيفة لسان حال الوكالة اليهودية. في فترة الحرب العالمية الثانية كانت الصحيفة الثانية في انتشارها في إسرائيل وكانت توزّع بنحو 20,000 نسخة في اليوم.

اقرأوا المزيد: 297 كلمة
عرض أقل
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP)

لعبة بوتين في الشرق الأوسط

من جهة، لا يتخلّى بوتين عن سوريا، الأسد، وإيران. ومن جهة أخرى، فإنّ المحور السني -السعودي -المصري يعتبر روسيا ضمانا لأمنه. وداخل هذه العلاقات المتشابكة، تقف إسرائيل أمام تحدّ صعب

من الممكن أن نقول بالتأكيد إنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يقرأ جيّدا الخارطة الجيو-سياسية في الشرق الأوسط. قبل لحظة من تعمّق الحرب في سوريا، وعودتها لتحصد الكثير من الضحايا ولحظة قبل أن تصبح تكلفتها الاقتصادية غير محتملة بالنسبة للروس – يسحب بوتين (ظاهريًّا) قواته من سوريا، وهكذا يخرج وهو “منتصر”. وبهذا يعزّز مكانته في الشرق الأوسط، وفي المقابل يبني جسورا مع العالم السني والشيعي. يخرج من سوريا، جزئيا فحسب، تاركا فيها الإيرانيين والسعوديين يتصارعون فيما بينهم. في نفس الوقت تماما، فإنّ كل من الشيعة والسعوديين أيضًا يعتبرونه ضمانا لأمنهم. رويدا رويدا، وكلما انسحب الأمريكيون، يتضح أنّه ليس هناك أي صراع آخر في الشرق الأوسط يمكن التوصل فيه إلى حل من دون التدخّل الروسي.

بفضل الدمج بين عدة عوامل في الساحة الجيو-سياسية وبفضل صفاته الشخصية، فإنّ بوتين ملزم بتحقيق انتصارات. كان هناك من ادعى أنّه لم يقرأ جيّدا الخارطة القبلية السورية، وتدخّل انطلاقا من الأمل أن يقود نحو تسوية سياسية محكوم عليها بالفشل. ومن جهته، لم ترد مثل هذه النتائج في الحسبان. لن يعترف بوتين أبدا بخطئه: لن يُعلن عن الاعتراف بـ “الخطأ السوري” في وسائل الإعلام الروسية، والتي تستمر في مدحه وعرض انتصاراته في الميدان، مثل تحرير نحو 400 مدينة وبلدة من داعش، وتحرير مدينة تدمر.

رويدا رويدا، وكلما انسحب الأمريكيون، يتضح أنّه ليس هناك أي صراع آخر في الشرق الأوسط يمكن التوصل فيه إلى حل من دون التدخّل الروسي

والآن، عندما يتحدّى الأتراك وقف إطلاق النار الهشّ، ينقل بوتين مركز ثقل العمليات في سوريا إلى أردوغان. فهو يلمح للمجتمع الدولي أنّه “الرجل الطيب” في القصة، ويجعل من أردوغان “الرجل الشرير”. سيستمر أردوغان في مهاجمة الأكراد في شمال سوريا ودعم التنظيمات المتطرّفة في الدولة السورية، وكما سيستمر في الضغط على الروس من خلال دعمه لأذربيجان. أدرك بوتين أنّ وقف إطلاق النار لن يخدم أهدافه، لأنّ من شأنه أن يؤدي إلى تغيير نظام الأسد بطرق سلمية. ولذلك فقد خرج من سوريا، كي لا يُعتبر مسؤولا عن فشل وقف إطلاق النار. على أية حال، إذا “استدعاه” الأسد، فسيسطع نجم بوتين مجدّدا وسيتم تتويجه بطلا. في وسط الجسور الجديدة التي يبنيها في الشرق الأوسط، يمكنه توجيه الصراع السوري من بلاده – ولكن بشكل يخدم مصالحه.

جسور جديدة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP)

ليست فقط الجسور المجازية الجديدة هي التي تُبنى في منطقة الشرق الأوسط. أعلن الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي والملك السعودي سلمان في الأسبوع الماضي، بعد لقاء بينهما في القاهرة، أنّهما قد وقّعا على إقامة جسر سيمرّ فوق البحر الأحمر ويصل بين كلا البلدين. تكلفة الصفقة: نحو 4 مليارات دولار. بناء الجسر هو واحد من مشاريع عديدة تبلغ تكلفتها نحو 20 مليار دولار، والتي تم توقيعها بين الزعيمين. رغم أن الحدث لم يحظَ باهتمام كبير في الإعلام الإسرائيلي، يجب أن نعرف أنّ هذه هي خطوة تاريخية: فمن جهة، يشكل هذا وصْلا بين كلا القارّتين، إفريقيا وآسيا، ومن جهة أخرى، ستزيد هذه الخطوة من التعاون الاقتصادي بينهما. إنها أيضًا خطوة سياسية مهمة في طريق إنشاء كتلة سنية، والتي ستقاوم صعود إيران.

بالإضافة إلى بناء الجسور، تتغيّر الحدود أيضًا في الشرق الأوسط. خلال عدة عقود بقي وضع جزيرتي صنافير وتيران غير معرّف. في العدوان الثلاثي عام 1956 وأيضا في حرب الأيام الستة عام 1967، سيطر سلاح البحريّة الإسرائيلي على كلا الجزيرتين. تم تعريف الحدود البحرية بين السعودية ومصر فقط في عام 2010، بعد عدة جولات من المفاوضات. اعترف المصريون بالحدود البحرية الجديدة، في الوقت الذي وعد السعوديون بنزع السلاح من الجزيرتين. ومنذ ذلك الحين، التقى الطرفان عدة مرات من أجل تعريف الحدود البحرية، وفقط قبل عدة أشهر تم التوصل إلى الاتفاقات النهائية المطلوبة لذلك. قرّر أعضاء في اللجنة المشتركة نقل السيطرة إلى السعوديين. للوهلة الأولى، يحاول السعوديون والمصريون تقليل نقاط الاحتكاك بين كلا القوتين، وتعزيز التعاون الاقتصادي. هناك من يدعي أنّ السعودية قد وضعت السيسي ببساطة أمام حقيقة، عندما أعلمته بضمّ جزيرتي صنافير وتيران. بحسب رأيهم، فإنّه لا مناص للرئيس المصري، الذي حصل على أموال من السعوديين وسمح لهم باستثمارات كثيرة في بلاده، ومن ثمّ فقد خضع لهم.

الحرب التي تتطور أمام أعيننا في الشرق الأوسط تتشكل كعلاقات متشابكة بين (1) الكتلة الشيعية برئاسة إيران، (2) الكتلة السنية السعودية-المصرية، وفي رأس الهرم (3) روسيا فحسب

أثار هذا الخضوع استياءً كبيرا في مصر في أوساط دوائر معينة. بقي أن نأمل فقط أنّ السيسي قد عمل حساباته، وأنّ التقرب من السعوديين لن يقوّض الاستقرار في مصر. في صحيفة “إسرائيل اليوم” حلّل السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة، يتسحاق ليفانون، الواقع الجديد، وأوصى صنّاع القرار في إسرائيل بطلب تصريح علني من السعوديين بإبقاء حرية الملاحة للجميع في الممرّ المائيّ الدولي. ورغم التقارب بين إسرائيل والسعودية والذي بدأ في الآونة الأخيرة من خلف الكواليس، يجب أن نذكر أنّه بالنسبة للسعودية لا تزال إسرائيل دولة عدوّة. ويجب أيضًا أن يؤخذ بالحسبان، أنّه رغم أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد صرّح أنّ بلاده ملتزمة بالاتفاقات التي وُقّعت بين مصر وإسرائيل، فإنّ السعودية لم تصرّح بعد رسميا بهذا الالتزام. إنّ الصفقة السعودية-المصرية، على ضوء التقارب بين البلدين وروسيا، تضع أمام إسرائيل سؤالا هاما: كيف ستستمر في إدارة العلاقات الدبلوماسية مع روسيا، والآخذة بالتشكّل كحليف للسعوديين والمصريين من جهة والإيرانيين من جهة أخرى.

إذا كان الأمر كذلك فإنّ الحرب التي تتطور أمام أعيننا في الشرق الأوسط تتشكل كعلاقات متشابكة بين (1) الكتلة الشيعية برئاسة إيران، (2) الكتلة السنية السعودية-المصرية، وفي رأس الهرم (3) روسيا فحسب. من المثير للاهتمام أن نذكر أنّه مقابل هذا الحدث المهم، اتفق الرئيس الروسي بوتين مع الرئيس المصري السيسي على إعادة إقامة الرحلات الجوية المنتظمة بين روسيا ومصر. ولكن هذا هو طرف جبل الجليد فحسب. من المعتاد التأكيد فقط على العلاقة بين روسيا وإيران، ولكن تشهد سلسلة من الأحداث أنّ بوتين في الواقع يعمل في حلبتين في آنٍ واحد.

الوُجهة نحو روسيا

العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP)
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP)

إنّ مصر، بعد أن اقتنعت نهائيا أنّه ليس لديها ما تبحث عنه في واشنطن، وخصوصا بعد أن اعتذر الرئيس أوباما في الأسبوع الماضي عن “الخطأ في ليبيا”، تستمر في الابتعاد عن الولايات المتحدة وتوثيق العلاقات مع روسيا.

وكان بوتين قد حظي باستقبال ملكي في القاهرة في بداية عام 2015، ومنذ وقت ليس بعيد كان ضيف الشرف في افتتاح قناة السويس الجديدة، وقد وقّع أيضًا على عقد لإقامة منشأة نووية جديدة في مصر. تم توقيع صفقة السلاح، بقيمة 3 مليار دولار، بين الروس ومصر، وبعد أن مُوّلت من قبل الإمارات، فقد ضخّت أموالا كثيرة إلى الاقتصاد الروسي المنهار عقب العقوبات الاقتصادية من قبل الغرب، وذلك إلى جانب أسعار النفط المنخفضة. وقد وقّع الروس والمصريون أيضًا على اتفاقات لتعزيز الصفقات المتبادلة في مجال الغاز الطبيعي، واتُفق أيضًا على بناء منطقة صناعية روسية على طول قناة السويس. وصلت دورة التجارة التي قامت في السنة الماضية بين كلا البلدين إلى 5.5 مليار دولار: أكثر بـ 86% مما كانت في العام 2013. ومع ذلك، فمن الجدير بالذكر أنّه عقب انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية والتغيرات في أسعار الصرف، ففي النصف الأول من العام 2015 انخفض التبادل التجاري بنسبة 16%.

على خلفية ابتعاد القاهرة عن واشنطن، يبدو أن السبب الأهم لتلاقي المصالح هو داعش: العدو المكروه الواضح بالنسبة للسيسي وبوتين

وإلى جانب حقيقة أن هناك لكلا الجانبين (روسيا ومصر) مصلحة اقتصادية واضحة في التقرب من بعضهما البعض على خلفية ابتعاد القاهرة عن واشنطن، يبدو أن السبب الأهم لتلاقي المصالح هو داعش: العدو المكروه الواضح بالنسبة للسيسي وبوتين. داعش آخذة بالسيطرة على سيناء، وتتسبب بانعدام الاستقرار في تونس وليبيا المجاورتين. وفي المقابل، بالنسبة للروس، تشكّل داعش خطرا استراتيجيا. إلا أن بوتين، بخلاف الرئيس المصري، يملك القدرة على عرض “فواتير” للتقدّم في الحرب على داعش. يهم الروس أن يسدد المصريون دفعاتهم، بينما الجسر الذي يقرّب بينهم وبين السعوديين يمثّل أخبارا جيّدة بالنسبة للروس. سيكون الاقتصاد المصري، بعد ضخّ الأموال الكثيف من قبل السعوديين، قويّا بما فيه الكفاية لتسديد الدفعات.

ومن الجهة الأخرى من المضائق، يعتبر السعوديون أيضًا روسيا شريكًا استراتيجيا، رغم المشاحنات المتعلقة بالحرب في سوريا. ففي السنة الماضية أعربوا عن اهتمامهم بصواريخ “إسكندر” (‪9K720 Iskander‬)‎ الروسية، رغم أنّ أساس اهتمامهم كان محاولتهم، مرارا وتكرارا، إقناع بوتين بالتوقف عن دعم نظام الأسد. إنّ احتمال ذلك لا يزال ضئيلا، إذا أخذنا بالحسبان حقيقة أن روسيا كانت تدعم دائما وأبدا النظام السوري، بسبب مزيج من الدوافع السياسية والاقتصادية. الطلبيات الصناعية الكيميائية الروسية، الدعم العسكري والأيديولوجي منذ أيام الاتحاد السوفياتي، التصويت لصالح سوريا في الأمم المتحدة، قاعدة إمداد وصيانة لأسطول البحر الأسود الروسي الموجود في طرطوس السورية: هذه كلها مجرّد جزء من قصة الحبّ. منذ العام 2010، أرسلت روسيا إلى سوريا صواريخ “ياخونت (P-800 Oniks)” متطوّرة ضدّ السفن، ومؤخرا أرسلت صواريخ أخرى من النوع المحسّن أكثر: وهو طراز مزوّد برادار يحسّن من كفاءتها بشكل كبير. إنّ قرار روسيا، في الصيف الماضي، بإلغاء الحظر المفروض على بيع صواريخ أرض-جوّ من نوع S-300 إلى إيران، والتدخّل في الحرب الأهلية السورية في أيلول عام 2015، يؤكد إلى حدّ بعيد الالتزام الروسي تجاه النظام السوري في السنوات الأخيرة.‬

لقاء بوتين وبشار الأسد في موسكو (AFP)
لقاء بوتين وبشار الأسد في موسكو (AFP)

وتقريبًا منذ بداية طريق التحالف الدولي ضدّ داعش، وجّهت روسيا انتقادات بخصوص كفاءة القصف الجوي بقيادة السعوديين، في اليمن وسوريا. ازدادت هذه الانتقادات في أعقاب رفض تركيا والسعودية بناء تحالف بديل ضدّ “الدولة الإسلامية”، بقيادة بوتين، وهو تحالف سيشمل الأسد أيضًا. لن يتنازل بوتين عن الأسد في الطريق إلى تسوية ما في الشرق الأوسط. ورغم أن روسيا تعتبر داعش تهديدا حقيقيا على أمنها، وتنظيما غير قانوني: فقد حرص بوتين على أن يخرج من القانون تجنّد مواطنين روس في تنظيمات ذات أهداف “تعارض مصالح الاتحاد الروسي”، وذلك على ضوء قدرة داعش على تقويض نظام بوتين من الداخل، وهذا في ظلّ الوضع في القوقاز، حيث أقسم بعض قادة إمارة القوقاز في الشيشان وداغستان يمين الولاء لزعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، أبو بكر البغدادي.

ورغم الانتصارات النسبية في الحرب ضد داعش، تشعر روسيا بعدم وجود الثقة الكافية بخصوص دعم العالم السني. في أكثر من مرة اتهمت الأتراك والسعوديين بدعم المتطرّفين في الحرب بسوريا. ومن جهته، يحاول العالم السني الاتحاد ضدّ الإيرانيين ويعتبر روسيا ضمانا لأمانه. يدرك بوتين ذلك جيّدا، ونتيجة لذلك فهو يرحب ببناء الجسر بين القارتين – وهو الأمر الذي سيسمح له بإقامة جسور سياسية داخل العالم السني والعالم الشيعي في آنٍ واحد.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدا

اقرأوا المزيد: 1552 كلمة
عرض أقل