كشفت صحيفة “هآرتس” صباح اليوم في تقرير الصحفي باراك رافيد أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال في اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر الذي عُقد قبل أسبوع ونصف بأنّه يخشى من أن تُطبّق إيران الاتّفاق النوويّ مع القوى الغربية بكامله. وفقا للتقرير الذي اعتمد على مصادر مطّلعة، قدّر نتنياهو أنّه لن يكون ممكنا الكشف عن احتيال الإيرانيين، لأنّ الإيرانيين سيحرصون على تطبيق الاتفاق.
وفقا للتقرير، تعود خشية نتنياهو إلى أنّه في أعقاب تطبيق الاتفاق يتمّ قبول إيران كعضو في أسرة الدول، وتحصل على شرعية من المجتمع الدولي. إذا وفت إيران بكلمتها، سيكون من الصعب إقناع العالم للعودة إلى مراقبة برنامجها النووي، لأنّ مدّة الاتفاق الحالي، الذي من المفترض التوقيع عليه في شهر حزيران القريب، ستنتهي.
والآن، وفقا للتقرير، ترتكز الجهود الإسرائيلية في موضوع إيران على إقناع المشرّعين الأمريكيين بمعارضة العملية. تأمل إسرائيل في أن ينجح الكونغرس الأمريكي، الذي يُسيطر عليه الحزب الجمهوري، في التضييق على خطى الرئيس أوباما، رغم أنّ احتمالات ذلك منخفضة.
في المقابل، ترتكز الجهود السعودية ضدّ إيران الآن في عملية “عاصفة الحزم” التي – وفقا للتقارير – تكبّد الإيرانيين هزائم قاسية، ممّا أدى إلى غضب استثنائي على لسان الزعيم الروحي الإيراني آية الله علي خامنئي، الذي وصف العملية التي تنفّذها السعودية في اليمن بأنها “الإبادة الجماعية”.
يشير التطرّق الصريح والنادر للزعيم الإيراني إلى السعودية باسمها إلى غضب كبير يتملّك الإيرانيين الآن، حيث خسر حلفاؤهم الشيعة في اليمن المئات من مقاتليهم في أعقاب القصف السعودي.
وفي مقاله الذي نشره أمس، سخر سلمان الدوسري، رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، من كون الإيرانيين يدعون إلى حلّ عن طريق الحوار الآن فقط، بعد أن تكبّدوا هزيمة في ميدان المعركة اليمني. كتب الدوسري: “تهافت طهران على وساطات إقليمية لعودة الحوار لعبة سياسية مفضوحة ومناورة لا تنطلي على التحالف، هدفها إيقاف ‘العاصفة’ ومن ثم عودة الوضع على ما هو عليه”. ومثل نتنياهو، يعتقد السعوديون أنّ الدعوات الإيرانية للحوار تخفي فقط طموحاتها العسكرية والعنيفة.