سفيان فيغولي

منتخب الجزائر (PEDRO UGARTE / AFP)
منتخب الجزائر (PEDRO UGARTE / AFP)

الربيع الجزائري يصل إلى البرازيل

لم يقدّم المحلّلون الكثير من الاحتمالات لمجموعة اللاعبين الجزائريين، ولكن حتى الآن تعتبر الجزائر أحد أكثر الفرق شعبية في كأس العالم 2014 مع رباعية رائعة في شباك كوريا الجنوبية، وهي على وشك الصعود إلى الجولة التالية

23 يونيو 2014 | 11:28

منتخب الجزائر هو منتخب كرة القدم المثير للحماسة والمفاجئ حتى هذه الساعة منذ بداية المنافسة على كأس العالم في البرازيل. وقبل أن تبدأ أمس المباراة ضدّ كوريا الجنوبية، توقّع المحلّلون فوزًا للمنتخب الآسيوي (والذي وصل في كأس العالم 2002 إلى المركز الثالث في البطولة)، ولكن كان لدى سفيان فيغولي وأصدقائه مخططات أخرى.

وحين نهض سفيان فيغولي صباح اليوم تذكّر فرحًا بالتأكيد القرار الذي كان ينبغي أن يتخذه قبل بضع سنوات، حيث وُضع أمامه خيار الانضمام إلى المنتخب الفرنسي مقابل المنتخب الجزائري. وحين كان شابًا صغيرًا، دُعي فيغولي إلى منتخب فرنسا للشباب، ولكن باعتباره لاعبًا بالغًا فقد اتخذ قرارًا مخالفًا لقرار زين الدين زيدان قبل عشرين عامًا، وقرر: أنا جزائري.

أثبت قرار فيغولي نفسه في البرازيل. فمنذ المباراة الأولى أحرز الهدف الأول منذ 28 عامًا لمنتخب الجزائر في ألعاب كأس العالم، ولكن المنتخب خسر أمام بلجيكا القوية.

ولم يظهر فيغولي أمس كثيرًا كمحرز للأهداف، وإنما ترك المنصة لأصدقائه: إسلام سليماني، رفيق حليش، عبد المؤمن جابو وياسين براهيمي، والذي تلقى الكرة من قدم فيغولي. كان الهدفان الكوريان من قدمي هونغ مين سون وكو جا تسيئول ولكنهما لم يكونا كافيان، وانتهت المباراة بنتيجة 4-2.

والآن لا يستطيع المحلّلون تجاهل الخضر من شمال إفريقيا. ومنذ بداية البطولة، أحرز المنتخب الجزائري خمسة أهداف في مبارتين، أكثر من منتخب مثل البرازيل، الأرجنتين، إسبانيا، البرتغال، إنجلترا وإيطاليا. وتقع الجزائر في المركز الثاني في مجموعتها، في موقف ممتاز للتأهل للجولة القادمة، حيث تستطيع هناك ملاقاة ألمانيا، الولايات المتحدة، غانا أو حتى البرتغال.

شاهدوا الأهداف الرائعة التي سُجّلت أمس في إستاد بورتو أليغري:

https://www.youtube.com/watch?v=X6bPIKYCisc&feature=youtu.be

اقرأوا المزيد: 239 كلمة
عرض أقل
مشجعو المنتخب الجزائري (AFP)
مشجعو المنتخب الجزائري (AFP)

المونديال صار وشيكًا

ثلاثة أسابيع وستُسمع صافرة الافتتاح، والمشجّعون في أرجاء العالم الإسلامي يصطفون خلف منتخباتهم. الجزائريون يبنون آمالهم على "زيدان الجديد"، والإيرانيون سيلعبون بأسلوب لاتيني وستحاول البوسنة تركهم في الخلف بطريقها إلى مجموعة الثمانية

ينتظر ملايين المشجعين والمتابعين حول العالم بفارغ الصبر كأس العالم للمنتخبات، المونديال، الذي سيقام في البرازيل بدءًا من 12 حزيران. على مدى ثلاثين يومًا، سيدحرج أفضل اللاعبين في العالم الكرة وسيركلون وسيدافعون في إطار أهم مهرجان رياضي على الإطلاق.

لاعب خط الوسط الفرنسي نبيل بن  طالب (AFP)
لاعب خط الوسط الفرنسي نبيل بن طالب (AFP)

تتوقف المشاحنات بين المشجعين مرة كل 4 سنوات، ويصطف كل واحد منهم خلف منتخبه الوطني. يصطف مشجعو إنتر ويوفنتوس في جناح إيطالي واحد؛ ويشجع مشجعو ريفر بليت وبوكا جونيورز المنتخب الأرجنتيني من أعماق قلوبهم؛ ويترك مشجعو مانشستر يونايتد وتشيلسي كل الخلافات خلفهم ويتأملون معًا بفوز بريطانيا بالمونديال (الأمر الذي حدث آخر مرة قبل 48 عامًا…). كذلك الحال في الدول الإسلامية التي وصلت المونديال يمكن رؤية تلك الوحدة، حين يكون فوز المنتخب في الاعتبار.

شاهدوا الأغنية الرسمية لمونديال 2014 – “We Are One (Ole Ola)”, بأداء بيتبول وجنيفر لوبيز:

في الجزائر مثلاً، تم ترك الخلافات المحلية جانبًا بين شبيبة الجزائر، سطيف والقبائل، والتفتت الصحف والمشجعين إلى موضوع طاقم اللاعبين الذي سيسافر إلى البرازيل. دعا المدرب البوسني، وحيد خليلودزيتش، 30 لاعبًا من الطاقم الموسّع، والذي يضم 6 لاعبين فقط من الدوري الجزائري. السبب وراء ذلك هو أن غالبية لاعبي المنتخب هم أبناء مواطنين جزائريين مولودين في فرنسا، لذا، لم يسبق لهم أن لعب وا يومًا لصالح المنتخب الشمال أفريقي. نجم المنتخب هو سفيان فيغولي ويبلغ الـ 24 من العمر، لاعب وسط يلعب، وبشكل متمرس، في الجناح الأيمن لفريق فالنسيا خلال الثلاث سنوات الأخيرة، بما في ذلك صنعه لهدفين في الفوز الذي حققه “الخفافيش” على برشلونة في كامب ناو. نظرًا لسيطرته الرائعة على الكرة وقدرته على الاقتحام، يُطلق عليه اللقب – “زيدان الجديد”.

شاهدوا هذه المناورة الجميلة بين فيغولي وأندراوس اينيستا العظيم:

https://www.youtube.com/watch?v=vWGQfcKeJGQ&feature=youtu.be

فيغولي ليس إلا موهبة من المواهب التي في حوزة خليلودزيتش. نبيل بن طالب من فريق توتنهام، مهدي لاسن من فريق خيتافي، وإسلام سليماني من سبورتينغ لشبونة ثلاثة لاعبين بإمكانهم إتاحة ليونة في الجزء الأمامي من الملعب وسيحاولون المفاجأة بتقديم لعب سريع من شأنه إفراغ الأجنحة. المنافسة على البيت 8 – بلجيكا، روسيا وكوريا الجنوبية – ربما أفضلية على الورق، إنما بخلاف الدورات السابقة فالفجوات هذه المرة بسيطة و – “ثعالب الصحراء” لا بد أنهم سيفاجئوننا. يُشار إلى أن خط الدفاع هو نقطة الضعف وقد يكون الفارق بين الصعود التاريخي إلى دوري الثمانية وبين زيارة قصيرة إلى البرازيل.

شاهدوا مجموعة أهداف “السوبر سليم” سليماني – ولا تستغربوا إن حققت الجزائر، بفضل ضرباته الرأسية، إنجازًا تاريخيًا.

https://www.youtube.com/watch?v=ghU6l90ocLg&feature=youtu.be

يحلم منتخب آخر بأن يجتاز لأول مرة مرحلة المجموعات وهو المنتخب الإيراني الذي سبق له أن فشل في الفرص الثلاث السابقة بتحقيق ذلك. ربما سيدخل “أمراء فارس” المونديال دون نجوم معروفين، مثل علي دائي ومهدي مهدفيكيا اللذين لعبا في مونديال عام 1999 ومونديال عام 2006، إنما من ناحية الفريق – يبدو أن هذه ستكون أفضل تشكيلة في تاريخ المنتخب. أعطى المدرب البرتغالي، كارلوس كيروش، الذي سبق له أن درب فريق ريال مدريد ومنتخب البرتغال، لمتدربيه أسلوب لعب إيقاعي، يعتمد على نقل الكرة من قدم إلى قدم وضغط في أماكن واسعة من الملعب، وأوصل الإيرانيين إلى المرتبة الأولى في التصفيات الآسيوية للمونديال. سيقود آشكان دجاغه، لاعب وسط في الـ 27 من العمر والذي تميز باللعب في منتخب ألماني للشباب ويلعب في فريق فولهام في الدرجة الأولى، فريقه وسيزرع به الثقة.

شاهدوا أداء دجاغه الرائع خلال لعبه لفريق فولهام في العامين الأخيرين – انتبهوا جيدًا لقدمه اليمنى البارعة!

https://www.youtube.com/watch?v=0F-qlb4nwSs&feature=youtu.be

إن كان من الممكن أن نفسر، بالنسبة للجزائر، ذلك الدعم اللامتناهي بالمنتخب فيتم ذلك نظرًا إلى أن غالبية اللاعبين هم من أندية من أنحاء أوروبا، إلا أن الأمر بالنسبة لإيران مختلف. يلعب أكثر من نصف لاعبي المنتخب في الأندية المحلية، مثل نادي استقلال، فولاد، تراكتور سازي وبرسبوليس، ولا حاجة للقول بأن المنافسة بين الأندية قوية جدًا. رغم ذلك، فيعود الفضل الكبير بذلك إلى كايروش وأسلوب اللعب الرائع، ويحظى المنتخب بالدعم الكبير. معه أيضًا في المجموعة 6 معه منتخب الأرجنتين، نيجيريا والبوسنه. بينما لا يتوقع أي من زملاء ميسي الفوز، فتبدو نيجيريا والبوسنة عقبتين يمكن تجاوزهما.

لاعب الوسط الجزائري مهدي لاسن (AFP)
لاعب الوسط الجزائري مهدي لاسن (AFP)

من جهة أخرى، إن سألتم البوسنيين – سيقولون أنهم راضون جدًا عن القرعة. يلعب المنتخب الإيراني والمنتخب النيجيري بأسلوب شبيه ويمتاز منتخبهما بخط دفاع قوي، يتكون من لاعبين محترفين من الدوري الألماني مثل أمير سباهي (ليفركوزن) ومنصور مجتزى (فرايبورغ)، ويمكن للمنتخبين مواجهة مباراة سريعة على الجناحين. بخلاف الإيرانيين والنيجيريين، يضم منتخب البوسنة نجمًا كبيرًا – إدين دجيكو، المهاجم اللامع (1.39 م) لنادي مانشستر سيتي، الذي كان جزءًا لا يتجزأ من البطولتين اللتين حققهما النادي في دوري الدرجة الأولى في السنوات الثلاث الأخيرة.

هل دجيكو هو أفضل لاعب مسلم في العالم؟ شاهدوا مجموعة أهداف أمام مانشستر يونايتد قبل أن تجيبوا:

https://www.youtube.com/watch?v=YMmbc2JkisQ&feature=youtu.be

رغم ما ذُكر أعلاه، فهناك نقص لدى منتخب البوسنة يميزه عن المنتخبات الأخرى في المجموعة 6: هذا أول مونديال يتأهل إليه منتخب سافيت سوسيتش القوي. ربما تشكّل قدرة المنتخب واللياقة العالية التي سيأتي بها اللاعبون إلى المونديال معايير هامة جدًا، إنما من شأن الخسارة بفارق كبير أمام الأرجنتين في أول جولة من الألعاب، أن تربك الفريق. في مثل هذه الظروف الصعبة، من المتوقع أن يتوجه سوسيتش إلى لاعب الوسط المهاجم الرائع، ميرالام بيانيتش، الذي قدم موسمًا رائعًا في روما، وأن يعتمد على الرجل العظيم في المرمى – حارس المرمى أسمير بيجوفيتش. إن طلبتم مني أن أراهن – سيكون البوسنيون مفاجأة المونديال وسيصلون على الأقل إلى ربع النهائي.

للختام، شاهدوا هذا الهدف الرائع الذي أحرزه بيانيتش أمام ميلان قبل أقل من شهر وستدركون القدرة التي لدى البوسنيين:

https://www.youtube.com/watch?v=rfbrd_XKy4o&feature=youtu.be

 

اقرأوا المزيد: 825 كلمة
عرض أقل