سعود الفيصل

وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل (AFP)
وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل (AFP)

السعودية تودع عميد دبلوماسيي العالم الأمير سعود الفيصل

عبّر مواطنون سعوديون عن تأثرهم بوفاة صانع السياسة الخارجية لأربعة عقود. والأمير سعود هو وزير الخارجية الوحيد الذي شغل منصبه لهذا العدد من السنوات في العالم، وقد عمل في ظل أربعة ملوك.

ودع السعوديون مساء السبت عميد وزراء الخارجية في العالم الأمير سعود الفيصل الذي توفي الخميس اثر مشاكل صحية في الولايات المتحدة، بعد الصلاة عليه في المسجد الحرام في مكة المكرمة.

وحضر الصلاة أشقاء أابناء الفقيد وعدد من أفراد الأسرة المالكة والمسؤولين السعوديين، إلى جانب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وكل من وزير خارجية تركيا مولود جاووش أوغلو، والشيخ محمد آل خليفة نائب رئيس الوزراء البحريني، ورئيس البرلمان الجزائري عبد القادر بن صالح، والشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية في دولة الإمارات، ونائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن ناصر جودة، فضلا عن رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري.

ودفن الجثمان في مقبرة العدل التي تبعد نحو أربعة كيلومترات عن الحرم المكي، التي دفن فيها عدد من الأمراء السابقين.

وكان جثمان الراحل سعود الفيصل وصل عصر السبت الى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، وكان في استقباله عائلته وأخوته وعدد من الأمراء والمسؤولين السعوديين. ورافق الجثمان على متن طائرة خاصة أبناء الامير سعود الفيصل كل من الأمراء محمد وخالد وفهد.

وتلقى الملك السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً السبت من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبّر خلاله الأخير عن عزائه ومواساته في وفاة الأمير سعود الفيصل.

وعبّر مواطنون عن تأثرهم بوفاة صانع السياسة الخارجية السعودية لأربعة عقود ومهندسها الأول. وقال المواطن سعد الزهراني (48 عاماً) “لا شك أن وفاته خسارة كبيرة ليس للمملكة فقط وانما للوطن العربي والعالم”.

وأضاف، وهو يشاهد مراسم التشييع على شاشة التلفاز، “لقد افنى الفيصل حياته حتى اخر دقيقة في خدمة بلاده، إنه رجل عظيم ونطلب له الرحمة من الله”.

وأعلن الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة وشقيق الفقيد بانه “يستقبل المعزين غدا في العاشرة مساء في منزله ولمدة ثلاثة أيام”. وقد نعت السعودية منتصف ليل الخميس الجمعة الأمير سعود الفيصل.

وكان الأمير سعود البالغ من العمر 75 عاما أعفي من منصبه “بناء على طلبه” و”لأسباب صحية” في أواخر نيسان/ابريل، وتم تعيين سفير المملكة في واشنطن عادل الجبير خلفا له.

وجاء ذلك في ظل وضع اقليمي متوتر تهيمن عليه خصوصا العمليات العسكرية التي تشارك فيها المملكة، أن في اليمن حيث تقود تحالفا عربيا عريضا ضد المتمردين من حوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، المتهمين بتلقي الدعم من إيران، أو ضد تنظيم الدولة الاسلامية في اطار تحالف تقوده واشنطن.

والأمير سعود هو وزير الخارجية الوحيد الذي شغل منصبه لهذا العدد من السنوات في العالم، وقد عمل في ظل أربعة ملوك. إلا أن الوزير المخضرم كان يعاني من عدة مشاكل صحية، لا سيما من صعوبات في المشي والكلام.

اقرأوا المزيد: 392 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل (AFP)
وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل (AFP)

وفاة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق

ولد الفيصل في العام 1940، وهو من أبرز أعضاء النخبة السعودية الحاكمة، وبقي وزيرا لخارجية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم لأربعة عقود قبل تنحيه عن منصبه في نيسان/أبريل لأسباب صحية

توفي وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل، الذي عرف بوصفه عميد وزراء الخارجية في العالم، الخميس إثر اصابته بوعكة صحية، وفق ما أعلن الديوان الملكي السعودي.

وجاء في بيان الديوان الملكي السعودي “انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم الخميس 22 / 9 / 1436هـ في الولايات المتحدة الأمريكية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية”.

وأضاف البيان “وسيصلى عليه (..) في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء يوم السبت”.

ووصف البيان الراحل بأنه كان “رمزا للأمانة والعمل الدؤوب لتحقيق تطلعات قيادته ووطنه وأمته”.

وكانت مصادر سعودية متطابقة قالت في وقت سابق لوكالة “فرانس برس” إن الفيصل توفي في الخارج بعد إصابته بأزمة قلبية.

ولد الفيصل في العام 1940، وهو من أبرز أعضاء النخبة السعودية الحاكمة، وبقي وزيرا لخارجية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم لأربعة عقود قبل تنحيه عن منصبه في نيسان/أبريل لأسباب صحية.

وعانى الفيصل من مشاكل صحية عدة لا سيما من صعوبات في المشي والكلام. وخضع في كانون الثاني/يناير لعملية جراحية في ظهره في الولايات المتحدة.

وكتب ابن شقيقه سعود محمد العبد لله الفيصل على “تويتر”، “إنا لله وإنا إليه راجعون.. عظم الله أجر الوطن واسأل الله أن يغفر لسيدي الأمير سعود الفيصل وأن يتقبله قبولا حسنا وأن يرزقه الجنة”.

وأعلن أحد أقربائه نواف الفيصل وفاة الفيصل على “فيسبوك”، في حين نعاه متحدث باسم وزارة الخارجية على تويتر.

وقال المتحدث أسامة أحمد نقلي في تغريدة “كنت أتمنى أن أنفي إشاعة خبر وفاتك هذه المرة أيضا”.

وفي أول ردود الأفعال على وفاة الفيصل، نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الفيصل، وأعرب عن “حزنه العميق لفقدان الدبلوماسية العربية والدولية فارساً نبيلاً وشجاعاً، طالما دافع عن قضايا أمته بكل شجاعة وبسالة، وقاد دبلوماسية المملكة بكل كفاءة واقتدار على مدى أربعة عقود”.

كما أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما ب”دبلوماسي ماهر” مضيفا أن “العالم بأسره سوف يتذكر إرثه”، كما أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنظير سابق “له خبرة كبير ومحب وأفكاره صائبة”.

وأعربت السفارة الألمانية في الرياض عن تعازيها ووصفت وزير الخارجية السابق بـ”رجل الدولة الذي يحظى بالتقدير”.

والأمير سعود هو وزير الخارجية الوحيد في العالم الذي شغل منصبه أربعة عقود، وقد عمل في ظل أربعة ملوك.

وفي نيسان/أبريل طلب إعفاءه من مهامه لأسباب صحية، بحسب ما جاء في الأوامر الملكية التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية. وتم تعيينه مستشارا وموفدا خاصا للملك سلمان بن عبد العزيز.

وتنحى سعود الفيصل عن منصبه في ظل وضع إقليمي متوتر، تهيمن عليه خصوصا العمليات العسكرية التي تشارك فيها المملكة، سواء في اليمن حيث تقود تحالفا عسكريا عريضا ضد المتمردين، من حوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتهمين بتلقي الدعم من إيران، أو ضد تنظيم الدولة الإسلامية في إطار تحالف تقوده واشنطن في سوريا والعراق.

عين الأمير سعود وزيرا للخارجية في تشرين الأول/أكتوبر 1975 بعد سبعة أشهر من اغتيال والده الملك فيصل، ولعب بعد ذلك دورا كبيرا في الجهود التي أفضت إلى وضع حد للحرب اللبنانية (1975-1990) خصوصا مع التوصل إلى اتفاق الطائف في 1989.

وقاد هذا الدبلوماسي المحنك سياسة السعودية الخارجية أبّان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) ومع الغزو العراقي للكويت في 1990 وخلال حرب الخليج التي تبعته (1991) وصولا إلى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة انطلاقا من السعودية.

وقد دفع الاقتتال الطائفي في العراق في أعقاب الاجتياح الأميركي لهذا البلد في 2003، والذي لم تسمح خلاله السعودية للأميركيين باستخدام أراضيها، إلى توجيه انتقادات علنية لسياسة إدارة الرئيس جورج بوش في المنطقة.

والأمير الذي كان يزور واشنطن باستمرار ويستقبل المسؤولين الأميركيين في الرياض، كان أيضا يتمتع بعلاقات متينة مع قادة اوروبيين.

وساهم الأمير سعود في إعادة إطلاق مبادرة السلام العربية عام 2007 بعد خمس سنوات على إطلاقها في القمة العربية في بيروت. وكان يعتبر من مؤيدي سياسة الحذر إزاء إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 584 كلمة
عرض أقل
وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف في الوسط، ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يشرفان على عملية "عاصفة الحزم" (Twitter)
وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف في الوسط، ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يشرفان على عملية "عاصفة الحزم" (Twitter)

بأمر سلمان: تعيين ولي عهد جديد في السعودية

كما تم تعيين سفير المملكة الى واشنطن عادل الجبير وزيرا للخارجية بدلا من الأمير سعود الفيصل الذي يتولى المنصب منذ 1975

أعفى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الاربعاء، ولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، وعيّن مكانه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي كان الثاني في ترتيب الخلافة.

وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “يعفى صاحب السمو الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء بناء على طلبه”.

وأوضح الأمر الملكي أن الأمير محمد بن نايف عين وليا للعهد ونائبا لرئيس الوزراء وأنه سيحتفظ بمنصب وزير الداخلية.

والأمير مقرن هو الأصغر سنا بين أبناء الملك عبد العزيز مؤسس المملكة. وكان عين وليا للعهد إثر وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي خلفه الملك سلمان (79 عاما) في 23 كانون الثاني/يناير 2015.

وجاء في الأمر الملكي أيضا أن نجل الملك سلمان الأمير محمد بن سلمان قد عين وليا لولي العهد ليصبح الثاني في ترتيب الخلافة وهو يحتفظ بمنصب وزير الدفاع.

كما تم تعيين سفير المملكة الى واشنطن عادل الجبير وزيرا للخارجية بدلا من الأمير سعود الفيصل الذي يتولى المنصب منذ 1975.

وأوضح الأمر الملكي أن سعود الفيصل “طلب إعفاءه من مهامه لأسباب صحية” وأنه عين مستشارا ومبعوثا خاصا للملك ومشرفا على الشؤون الخارجية.

اقرأوا المزيد: 178 كلمة
عرض أقل
مظاهرات في إيران ضد العائلة المالكة في السعودية، عائلة آل سعود (AFP)
مظاهرات في إيران ضد العائلة المالكة في السعودية، عائلة آل سعود (AFP)

التحرّش الجنسي في السعودية، والعنصرية في إيران

أثار التحرّش الجنسي بحجّاج إيرانيين في السعودية عاصفة وعنصرية تجاه العرب في الأوساط العامة في إيران. هذه المشاعر ليس فقط أنّها تشكّل خطرا على الجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية لتحسين علاقاتها مع جيرانها العرب، وإنّما أيضًا على تماسكها الإقليمي كدولة أقليّات

تثير فضيحة التحرّش الجنسي بشابّين من الحجّاج الإيرانيين في السعودية عاصفة عامّة في الأسابيع الأخيرة في إيران، والتي تترافق مع عبارات العنصرية تجاه العرب. كان شابان في سنّ الرابعة عشرة والخامسة عشرة، في طريق العودة إلى إيران بعد أن أقاما تعاليم الحجّ في الأماكن المقدّسة في المملكة العربية السعودية. بحسب أفراد أسرتهما، الذين رافقوهما خلال الزيارة، فقد تمّ احتجاز الاثنين عند بوابّة الطيران في المطار الدولي في جدّة في المملكة العربية السعودية، وتمّ فصلُهما عن أسرهما ونُقلا إلى غرفة منفصلة. وهناك نفّذ فيهما شرطيّان سعوديّان، كما يُزعم، أعمالا غير محتشمة خلال التفتيش الجسدي الذي أجرياه لهما.

في أعقاب الحادثة قدّمت إيران شكوى رسمية للسلطات السعودية من أجل معاقبة الشرطيان. وقد تمّ استدعاء المفوّض السعودي في طهران لمحادثة توضيح في وزارة الخارجية الإيرانية، وأعلن وزير الإرشاد الإسلامي في إيران، علي جنتي، الأسبوع الماضي، أنّ منظمة الحجّ والعمرة في إيران أمرت بتعليق العمرة إلى مكة والمدينة حتى يُحاكم ويُعاقب كلا الشرطيّين اللذين مسّا، بحسب كلامه، بكرامة الإيرانيين. وكردّ على الاحتجاج الإيراني اعتذرت السلطات السعودية واعتقلت كلا الشرطيين. والتقى وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، مع السفير الإيرانيّ في السعودية وأخبره أنّ المسؤولين عن الحادثة سيُعاقبان بشدّة.

منظمة الحجّ والعمرة في إيران أمرت بتعليق العمرة إلى مكة والمدينة حتى يُحاكم ويُعاقب كلا الشرطيّين (AFP)
منظمة الحجّ والعمرة في إيران أمرت بتعليق العمرة إلى مكة والمدينة حتى يُحاكم ويُعاقب كلا الشرطيّين (AFP)

وحظيت الحادثة بإدانة أيضًا من قبل أعضاء البرلمان وكبار رجال الدين الإيرانيين وزادت أكثر من حدّة العلاقات المتوتّرة بالفعل بين إيران والمملكة العربية السعودية على خلفية العمليات العسكرية للأخيرة في اليمن. وأدان رجل الدين البارز آية الله ناصر مكارم-شيرازي سلوك الشرطيَّين السعوديَين واتّهم السلطات في المملكة بالمسّ المستمرّ بكرامة وأمن الحجّاج الإيرانيين. بحسب كلامه، إذا استمرّت السلطات السعودية في إهانة الحجاج، فلن يكون بالإمكان استمرار قيام العمرة، التي لا تُعتبر من التعاليم الإلزامية في الإسلام.

وإلى جانب الإدانات الرسمية، أثارت الحادثة في المطار ردود فعل حادّة وخصوصا في أوساط الشعب الإيراني. وتمثّلت تلك الردود بالمظاهرات خارج هيئات التمثيل الدبلوماسي السعودي في إيران وبتعليقات المتصفّحين في مواقع التواصل الاجتماعي. وشارك في المظاهرات التي نُظّمت أمام السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد آلاف الأشخاص. ورفع المتظاهرون شعارات ضدّ الأسرة السعودية المالكة، مطالبين بالاعتذار السعودي الرسمي وداعين لإغلاق السفارة السعودية وطرد مفوّضها في طهران.

مكة، مناسك الحج (AFP)
مكة، مناسك الحج (AFP)

وظهرت ردود الفعل الأكثر حدّة في مواقع التواصل الاجتماعي مُرفَقةً أيضًا بمظاهر العنصرية تجاه العرب. اكتفى معظم المتصفِّحين بالتعليقات ضدّ الأسرة السعودية المالكة، وطالبوا بمعاقبة الشرطيَين بأقصى حدّ ودعوا إلى مقاطعة الحجّ إلى السعودية. ومع ذلك، فقد تضمّنت الكثير من التعليقات تصريحات مسيئة وعنصرية تجاه العرب، من خلال استخدام الألقاب المشينة، مثل: “الكلاب النجسة”، “أكلة السحالي والجراد”، “العرب القذرون” “والبرابرة”. وزعم بعض المتصفِّحين أنّ الحادثة في المطار تعكس طبيعة العرب وعقليّتهم. “اغتصب العرب إيران قبل 1,400 عام”، كما كتب أحد المتصفِّحين مشيرا إلى الاحتلال العربي لإيران في القرن السابع الميلادي. وعبّر متصفّح آخر عن أمله بأن توضّح الحادثة في جدّة للإيرانيين بأنّ العرب قذرون ولا يجوز إعطاؤهم المال.

وأدانت بعض وسائل الإعلام في إيران هذه العنصرية. فقد حذّر الموقع المحافظ “ألف” من نشر الآراء المعادية للعرب وأشار إلى أنّه لا يجب استغلال سلوك الشرطيَين السعوديَين لتعميمه على العرب بشكل عام والسعوديين بشكل خاصّ. وأشار الموقع إلى أنّ الإيرانيين الذين يعتبرون أنفسهم شعبا حضاريّا ومبرّأً من كلّ شرّ هم أيضًا يتصرّفون بشكل مهين تجاه اللاجئين الأفغان في بلادهم. يجب على الإيرانيين أن يذكروا بأنّه قد فُرض عليهم العيش إلى جانب العرب، كما أوضح محررو الموقع، وعليهم أن يعزّزوا العلاقات الجيّدة مع جميع جيرانهم، وتجنّب الوصمات والآراء المسبقة وعدم التطرّق إلى جميع العرب كأغبياء، كسالى، مغرمين بالنساء ومتطرّفين.

أثارت الحادثة ردود فعل حادّة وخصوصا في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي في إيران (Facebook)
أثارت الحادثة ردود فعل حادّة وخصوصا في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي في إيران (Facebook)

كما ونشرت الصحيفة اليومية الحكومية “إيران” مقالا افتتاحيّا حذرّت فيه من محاولات من قبل مجموعات متطرّفة تنشط في الشبكة لاستغلال الحادثة من أجل نشر آرائهم المتطرّفة والمعادية للعرب. ليس هناك في العصر الحالي أي مجال للحديث عن تفوّق الفرس على العرب، كما جاء في المقال، ويجب أن نعتبر العنصرية مرضًا خطيرا يستلزم العلاج. وتطرّق موقع “انتخاب” إلى التأثير الضارّ لمظاهر العنصرية على أبناء الأقلية العرب الذين يعيشون في إيران. واحتجّ الموقع بأنّ التعامل المهين الذي لحق بالشابَّين الإيرانيَّين لا يبرّر المسّ بعرق أو قومية أخرى، وعلى وجه الخصوص، ليس بالعرب الذين يعيشون في إيران أيضًا والذين أظهروا على مدى التاريخ كلّه، بما في ذلك فترة الحرب الإيرانية – العراقية، الولاء لبلادهم.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها الخلافات بين إيران وجيرانها العرب مظاهر العداء والعنصرية تجاه العرب. تظهر مسألة الهوية الإيرانية ورواسب الماضي بين الإيرانيين والعرب بوضوح في الحوار العام الذي يجري في مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا لدى تطرّق المتصفّحين الإيرانيين إلى الأحداث التي يقف فيها الإيرانيين والعرب على طرفي نقيض. فهذا ما حدث، على سبيل المثال، في تشرين الثاني عام 2010، عندما انتشرت في الإنترنت مقاطع من خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، والذي تطرّق فيه إلى هوية إيران الإسلامية وزعم أنّ جذورها عربية وليست فارسية. زعم نصر الله أنّه ليس هناك في إيران شيء يُدعى “فارسي” أو “حضارة فارسية”، وإنما فقط حضارة إسلامية ودين النبي محمد العربي. وفي أعقاب نشر مقطع الفيديو، غرقت شبكة الفيس بوك بالردود الغاضبة للمتصفّحين الإيرانيين مُدينة نصر الله بشكل خاص والعرب بشكل عامّ، واصفين إيّاهم أنهم “المستغِلّون” أو “أكلة السحالي”. وانتشرت تعليقات مماثلة معادية للعرب في أحداث أخرى أثارت التوتّر بين إيران والعرب، مثل: انعقاد مؤتمر في القاهرة لدعم الأقلّية العربية في محافظة خوزستان في كانون الثاني عام 2012، وإعلان اتحاد كرة القدم الفلسطيني عن إلغاء مباراة ودّية كان من المفترض أن تقام بين المنتخب الإيراني والفلسطيني في طهران في كانون الأول عام 2014.

إنّ العداء في أوساط قطاعات من الشعب الإيراني تجاه العرب، والذي يعود ليعلو من حين لآخر، يشكّل خطرا ليس فقط على الجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية لتحسين علاقاتها مع جيرانها العرب، وإنّما أيضًا على تماسكها الإقليمي كدولة أقليّات ولا عجب أنّ وسائل الإعلام الإيرانية أيضًا تجنّد نفسها لمحاولة إيقاف مظاهر العنصرية في المجتمع الإيراني.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في موقع Can Think

اقرأوا المزيد: 892 كلمة
عرض أقل
سعود الفيصل ولوران فابيوس في مؤتمر صحافي مشترك (AFP)
سعود الفيصل ولوران فابيوس في مؤتمر صحافي مشترك (AFP)

سعود الفيصل: لسنا في حرب مع إيران

وزير الخارجية السعودي: "المملكة تنتظر من طهران بان تقوم بما يمكن لعدم دعم النشطات الاجرامية للحوثيين ضد النظام الشرعي في اليمن"

اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاحد ان بلاده “ليست في حرب” مع إيران الا انه يتعين على هذه الاخيرة التوقف عن دعم المتمردين الحوثيين.

وقال الامير سعود في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في الرياض “لسنا في حرب مع إيران”.

الا انه اضاف أن المملكة تنتظر من طهران بان تقوم بما يمكن “لعدم دعم النشطات الاجرامية للحوثيين ضد النظام الشرعي في اليمن” مشيرا بشكل خاص الى ضرورة “وقف التزويد بالسلاح”.

من جانبه، اعرب فابيوس مجددا عن “رغبة فرنسا بالتوصل الى حل” في اليمن.

وقال الوزير الذي التقى أيضا العاهل السعودي اليوم الاحد “لقد اعربت فرنسا عن استعدادها للتوصل الى حل”.

ودافع الامير سعود عن العملية العسكرية التي تقودها بلاده ضد الحوثيين في اليمن منذ 26 اذار/مارس.

وشدد الوزير السعودي مجددا على أن بلاده تدخلت “بطلب من الرئيس الشرعي لليمن” عبدربه منصور هادي واتهم ايران “بزيادة المشكلة ما يؤدي الى تفاقم العنف في هذا البلد”.

وذكرت مصادر فرنسية ان فابيوس بحث مع الملك سلمان الملف النووي الايراني والوضع في اليمن وسوريا والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني وسبل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

واكد فابيوس للملك سلمان بحسب المصادر ان فرنسا “تقف الى جانب السعودية” في ظل الوضع الاقليمي المضطرب.

اقرأوا المزيد: 183 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل (AFP)
وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل (AFP)

السعودية تدعو الى عدم منح ايران “صفقات لا تستحقها”

كما وشدد على ضرورة "العمل على ضمان عدم تحول هذا البرنامج الى سلاح نووي يهدد امن المنطقة والعالم خصوصا في ظل السياسات العدوانية التي تنتهجها ايران

دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاثنين الى عدم منح ايران “صفقات لا تستحقها” في مفاوضات الملف النووي مع القوى الكبرى متهما الجار الايراني بانتهاج “سياسات عدوانية” تجاه المنطقة.

كما كرر تأكيد ضرورة انسحاب الحوثيين من مؤسسات الدولة في اليمن واعادة تمكين “الحكومة الشرعية”.

وفي معرض تطرقه الى موضوع المفاوضات النووية مع ايران، قال الامير السعودي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني “من غير الممكن منح ايران صفقات لا تستحقها بالمقابل”.

وشدد على ضرورة “العمل على ضمان عدم تحول هذا البرنامج (النووي الايراني) الى سلاح نووي من شانه تهديد امن المنطقة والعالم خصوصا في ظل السياسات العدوانية التي تنتهجها ايران في المنطقة وتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول العربية ومحاولة اثارة النزاعات الطائفية في المنطقة”.

وتأتي تصريحات الفيصل فيما تدخل المفاوضات بين ايران والدول الكبرى مرحلة حساسة اخيرة من اجل التوصل الى اتفاق اطار قبل نهاية اذار/مارس.

وعن الوضع في اليمن، قال الامير السعودي ان “الحل لا يمكن الوصول اليه الا بالانصياع للإجماع الدولي برفض الانقلاب وكل ما ترتب عليه بما في ذلك الانسحاب الحوثي المسلح من كافة مؤسسات الدولية وتمكين الحكومة الشرعية من القيام بمهامها الشرعية”.

كما شدد على ان “امن اليمن وامن دول مجلس التعاون (الخليجي) هو كل لا يتجزأ”.

واكد اهمية “الاستجابة العاجلة للدعوة التي اطلقها الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي وتباها مجلس التعاون لعقد مؤتمر يمني في الرياض “تحضره جميع الاطياف السياسية الراغبة في الحفاظ على امن واستقرار اليمن”.

وفي الملف السوري، قال الفيصل ان مبادئ اعلان جنيف 1 حول انشاء هيئة انتقالية للحكم كاملة الصلاحيات تبقى السبيل لتحقيق الحل السياسي في سوريا.

لكنه شدد على ضرورة ان لا “يكون لبشار الاسد وكل من تلطخت ايديه بدماء السوريين اي دور حالي او مستقبلي”.

وذكر ان السعودية تعتبر انه لبلوغ هذا الهدف “من المهم دعم المعارضة المعتدلة عسكريا لتحقيق التوازن على الارض”.

اقرأوا المزيد: 279 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية الأمؤيكي،جون كيري، مع نظيره السعودي، سعود الفيصل (State Department Flicker)
وزير الخارجية الأمؤيكي،جون كيري، مع نظيره السعودي، سعود الفيصل (State Department Flicker)

كيري يؤكد للخليجيين أن واشنطن تراقب تصرفات إيران في المنطقة عن كثب

كيري: نحن لا نتوقع مساومة كبيرة. لن يتغير شيء في اليوم التالي لتوقيع هذا الاتفاق، اذا توصلنا اليه، بالنسبة لأي مسالة اخرى تشكل تحديا لنا في هذه المنطقة، عدا عن اننا سنكون اتخذنا خطوات لضمان ان إيران لن تحصل على السلاح النووي

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الرياض الخميس إن بلاده تراقب عن كثب أعمال إيران التي تزعزع الاستقرار، وذلك خلال محاولته طمأنة الخليجيين حيال اتفاق نووي محتمل مع طهران.

كما أشار إلى انه قد يكون هناك حاجة لممارسة “ضغوط عسكرية” لإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه الدولة الإسلامية من جهة والمعارضة المتحالفة مع الغرب من جهة أخرى.

ووصل كيري إلى الرياض حيث اجتمع في قاعدة عسكرية مع وزراء خارجية الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي بعد ثلاثة أيام من المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني في سويسرا مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.

وقال للصحافيين “حتى وإن كنا نخوض هذه المحادثات مع إيران حول هذا البرنامج، فلن نتغاضى عن اعمال إيران التي تسبب زعزعة للاستقرار في المنطقة معددا “سوريا ولبنان والعراق والجزيرة العربية وخصوصا اليمن”.

وأضاف انه يزور السعودية لاطلاع وزراء خارجية دول الخليج على ما وصلت اليه المفاوضات مع إيران.

وتبدي السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الخمس الاخرى قلقا حيال اي تقارب مع النظام الشيعي.

لكن كيري أوضح “نحن لا نتوقع مساومة كبيرة. لن يتغير شيء في اليوم التالي لتوقيع هذا الاتفاق، اذا توصلنا اليه، بالنسبة لأي مسالة اخرى تشكل تحديا لنا في هذه المنطقة، عدا عن اننا سنكون اتخذنا خطوات لضمان ان إيران لن تحصل على السلاح النووي”.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل “سواء تم او لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستكون الولايات المتحدة ملتزمة تماما بالتصدي لباقي المسائل مع إيران بما فيها دعمها للإرهاب”.

وتسعى دول مجموعة 5+1 التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والمانيا إلى ابرام اتفاق مع إيران بهدف منعها من حيازة السلاح النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.

من جهته، حذر الفيصل من تنامي دور إيران في العراق متهما طهران بفرض سيطرتها عليه عن طريق مساعدته في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال ان “تكريت مثال ساطع على ما يقلقنا. إيران في طريقها لوضع يدها على البلاد”.

وكان قائد الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن دمبسي قال الثلاثاء ان دور إيران في استعادة تكريت قد يكون “ايجابيا” اذا لم يتسبب في نزاعات طائفية جديدة.
وتخشى السعودية مطامع إيران في الخليج.

كما دعا وزير الخارجية السعودي الائتلاف الدولي الذي ينفذ ضربات جوية ضد مواقع التنظيم المتطرف في سوريا والعراق إلى مواجهة هذا التنظيم “على الارض”.

وقال في هذا السياق، ان “المملكة تؤكد اهمية هذا التحالف لمحاربة داعش في العراق وسوريا وترى اهمية توفر السبل العسكرية اللازمة لمواجهة هذا التحدي على الارض. ان تكتسي هذه الحملة منظومة استراتيجية شاملة”.

وانضم عدد من الدول العربية إلى الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وايد الرئيس باراك اوباما الضربات الجوية مستبعدا نشر قوات على الارض.

وحول الازمة في سوريا، قال كيري ان الاسد “فقد كل ما يمت إلى الشرعية بصلة لكن لا اولوية لدينا اهم من ضرب داعش ودحرها”.

وأضاف “في نهاية المطاف سنحتاج إلى مزيج من الدبلوماسية والضغط لتحقيق انتقال سياسي”، موضحا ان “الامر قد يحتاج إلى ضغوط عسكرية”.

وبعد انتهاء اللقاء، توجه كيري إلى الدرعية في ضواحي الرياض حيث بدأ مباحثات مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

والتقى الرجلان للمرة الاولى في 23 كانون الثاني/يناير بعد وفاة الملك عبد الله، اذ شارك كيري في وفد بقيادة الرئيس الأمريكي باراك اوباما التقى الملك سلمان بعد خمسة ايام على تسلمه السلطة.

وبهدف طمأنة حلفائه، قال كيري الاربعاء ان واشنطن لا زالت قلقة من مساعي إيران نشر نفوذها في المنطقة.

وأضاف للصحافيين قبل مغادرته سويسرا الاربعاء “في ما يتعلق بكل الاعتراضات التي ابدتها بلدان على الانشطة الإيرانية في المنطقة (…) تقضي الخطوة الاولى بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. ومن دون اتفاق ستتمكن إيران من المضي قدما في برنامجها النووي ونحن متأكدون من ذلك”.

من جهتها قالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف “حتى اثناء التفاوض، ليس هناك ما يعكس تحسنا اكبر في العلاقات او تراجعا للقلق الذي نشعر به”تجاه إيران. وتابعت ان “الامر لا يتعلق بتقارب اكبر باي طريقة كانت بل مرتبط بالمسألة النووية فقط لا غير”.

وتشارك دول من الخليج في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى اعتداءات مشينة بينها ذبح رهائن اجانب ومسيحيين، فضلا عن حرق طيار اردني حيا.

وبدأت السعودية غاراتها الجوية ضد “الدولة الاسلامية” في ايلول/سبتمبر، الا ان مصدرا دبلوماسيا غربيا اشار إلى ان الطلعات الجوية السعودية اليوم “ليست بالمقدار الذي بدأت فيه”.

وردا على قلق الخليج بشأن احتمال عدم اهتمام واشنطن بالعمل على اتفاق يتضمن تنحي الرئيس بشار الاسد عن السلطة، اكد مسؤول في الخارجية الأمريكية “نحن نعمل بشكل وثيق جدا مع شركائنا في الخليج حول سوريا ليس فقط لمواجهة تنظيم داعش، بل لنوضح اننا نعتقد بانه لا يمكننا ان نرى السلام والامن في سوريا الا في حال حصول تغيير في النظام في دمشق”.

ولا تقتصر المحادثات على إيران وسوريا اذ تحول اليمن المحاذي للسعودية إلى مصدر للتوتر الاقليمي بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في العاصمة صنعاء.

وقال كيري الاسبوع الماضي ان الدعم الإيراني للحوثيين ساهم في اسقاط الحكومة في صنعاء.

واغلقت الولايات المتحدة سفارتها في صنعاء وتحضر اليوم لنقل سفيرها للعمل من مقر القنصلية الأمريكية في جدة.

اقرأوا المزيد: 761 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل (AFP)
وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل (AFP)

هل استقال سعود الفيصل من منصبه كوزير للخارجية السعودية ؟

هل قبل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، استقالة سعود الفيصل، أقدم وزير خارجية في العالم ؟

03 مارس 2015 | 09:46

قالت مصادر مطلعة في العاصمة السعودية الرياض، إن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، قبل استقالة سعود الفيصل من منصبه وزيرًا للخارجية، الذي أجرى عملية جراحية دقيقة خلال الايام القليلة الماضية، في احدى الدول الأوربية، ويعاني من متاعب صحية جسيمة.

وجاء قبول استقالة سعود الفيصل “أقدم وزير خارجية في العالم”، في ظل التغييرات الوزارية التي يجريها العاهل السعودي الجديد منذ توليه الحكم، بعد وفاة الملك عبد الله ، حيث أن “الفيصل” يشغل منصب وزير الخارجية في السعودية منذ العام 1975.

وتداول مغردون سعوديون نبأ استقالة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وهو ما نفاه دبلوماسي سعودي، مؤكداً أن الأمر “شائعة”. وفي رده على تلك الشائعات قال أسامة أحمد نقلي، مدير الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السعودية، في حسابه بتويتر: “صار لي أكثر من 10 سنوات وأنا أنفي تارة خبر وفاة #سعود_الفيصل، وأخرى خبر استقالته. لا أصحاب الإشاعات سئموا ولا أنا يئست”.

جاء هذا في رده على سؤال وجه له من أحد المغردين قال فيه: “هل صحيح ما ينشر الآن من استقالة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل أو أنها مجرد إشاعة مثل ما سبقها؟”.

وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الخميس 29 يناير/كانون الثاني الماضي، 34 أمراً ملكياً تضمن أحدها إعادة تشكيل مجلس الوزراء، في واحد من أكبر التغييرات الوزارية في تاريخ المملكة، أقال بموجبه 6 وزراء عينهم الملك السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل نحو 5 أسابيع من وفاته، وقد احتفظ سعود الفيصل بمنصبه.

والأمير سعود الفيصل من مواليد (1940)، ويتولى منصب وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية منذ عام 1975، وهو ابن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ووالدته الأميرة عفت الثنيان آل سعود.

اقرأوا المزيد: 256 كلمة
عرض أقل
رئيس الخارجية السعودي سعود الفيصل (flickr cc 2.0-by UN Geneva)
رئيس الخارجية السعودي سعود الفيصل (flickr cc 2.0-by UN Geneva)

بفضل داعش: تسوية العلاقات المتوترة بين إيران والسعودية

أشارت عدة خطوات دبلوماسية التي أجريت في الفترة الأخيرة إلى تقارب ممكن في العلاقات بين الدولتين العظمتين الإقليميتين. هناك لكلتا الدولتين مصلحة مشتركة في محاربة الدولة الإسلامية "داعش"، وهذا على ما يبدو السبب من وراء تقارب العلاقات

لقد أقامت، هذا الأسبوع، إيران والسعودية- أكبر دولتين متخاصمتين في الشرق الأوسط- اللقاء الأول بينهما على مستوى تمثيل وزيرَي الخارجية لكلتيهما، منذ تولي حسن روحاني منصب رئيس إيران عام 2013.

وقد أشار هذا اللقاء إلى تسوية محتملة بين العلاقات المتوترة بين هاتين الدولتين العظمتينِ على ساحل الخليج الفارسي.

منذ زمن بعيد، كانت إيران، تلك الدولة الإسلامية الشيعية، في منافسة دائمة، بينها وبين السعودية، الدولة الإسلامية السنية المحافظة على مدى تأثير كل واحدة منهما في منطقة الشرق الأوسط. وقد تمثلت هذه المنافسة من خلال صراعات سياسية وعسكرية في سوريا، العراق، لبنان، البحرين واليمن. لقد تدخلت كل من هاتين الدولتين، في هذه المناطق، إضافة إلى الساحة الفلسطينية، ووقفتا، كلّ واحدة منهما، في جانب يتعارض مع الآخر.

قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بعد لقائه بنظيره السعودي سعود الفيصل إن هذا اللقاء بينهما يجب أن يثمر بتسوية العلاقات بين الدولتين. قال ظريف:” أنا، وأيضًا نظيري السعودي، نؤمن بأن هذا اللقاء هو الصفحة الأولى من فصل جديد في تاريخ العلاقات بين الدولتين”، كما نقلت ذلك وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرانا”. “نحن نأمل أن يؤدي هذا اللقاء إلى تحقيق سلام وأمن إقليميَين وعالميًين، ويؤدي، كذلك، إلى تداخل المصالح بين الأمم الإسلامية في أنحاء العالم. وقد نقلت رويترز إن وزير الخارجية السعودي صرّح بأقوال مماثلة لأقوال نظيره الإيراني.

ولقد قرر الرئيس الإيراني، روحاني، كرمز إلى تسوية العلاقات بين الدولتين، إرسال مبعوث إيراني في زيارة رسمية إلى الرياض، عاصمة المملكة السعودية. وكذلك، فقد أرسلت إيران، في شهر آب، سفيرا جديدا إلى المملكة السعودية، وقد رحبّت الأخيرة بهذه الخطوة.

كتب المعلق أليكس ووطينكا في موقع “The National Interest” إن الحاجة إلى قتال الدولة الإسلامية “داعش” هي على ما يبدو الدافع وراء التقارب بين الجانبين.

نشر هذا المقال لأول مرة على موقع ميدل نيوز

اقرأوا المزيد: 270 كلمة
عرض أقل
مشهد عام للاجتماع الاقليمي في جدة بمشاركة وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مطار جدة (AFP)
مشهد عام للاجتماع الاقليمي في جدة بمشاركة وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مطار جدة (AFP)

عشر دول عربية تتعهد مع واشنطن بالعمل معا على محاربة تنظيم الدولة الاسلامية

شارك في الاجتماع اضافة الى الولايات المتحدة والسعودية كل من الامارات والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان ومصر والعراق والاردن ولبنان، اضافة الى تركيا التي امتنعت عن المشاركة في البيان الختامي

اكدت الولايات المتحدة ودول الخليج مع مصر ولبنان والاردن والعراق الخميس التزامها العمل معا على محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك في ختام اجتماع اقليمي عقد في جدة بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

واكدت الدول العشر مع الولايات المتحدة انها “تتشارك الالتزام بالوقوف متحدة ضد الخطر الذي يمثله الارهاب على المنطقة والعالم بما في ذلك ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

ولم تشارك تركيا في البيان بالرغم من مشاركتها في الاجتماع.

وشددت الدول ال11 في بيانها المشترك على انها “وافقت على ان تقوم كل منها بدورها في الحرب الشاملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية”.

واعتبرت الدول ان ذلك يشمل “وقف تدفق المقاتلين الاجانب عبر الدول المجاورة ومواجهة تمويل الدولة الاسلامية وباقي المتطرفين، ومكافحة ايديولوجيتها التي تتسم بالكراهية، ووضع حد للافلات من العقاب وجلب المرتكبين امام العدالة والمساهمة في عمليات الاغاثة الانسانية والمساعدة في اعادة بناء وتأهيل مناطق الجماعات التي تعرضت لبطش تنظيم الدولة الاسلامية ودعم الدول التي تواجه الخطر الاكبر من التنظيم”.

واشارت الدول ايضا الى “المشاركة، اذ كان ذلك مناسبا، في الاوجه المتعددة للحملة العسكرية المنسقة ضد تنظيم الدولة الاسلامية”.

ورحبت الدول الموقعة على البيان ب”تشكيل حكومة عراقية جامعة” وب”الخطوات الفورية التي تعهدت هذه الحكومة باتخاذها لخدمة مصلحة جميع المواطنين العراقيين بغض النظر عن الدين او المذهب او العرق”.

وياتي هذا الموقف في ختام اجتماع على مستوى وزراء الخارجية انعقد في جدة غداة اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما اطلاق حملة “بلا هوادة” ضد تنظيم الدولة الاسلامية بما في ذلك عبر تنفيذ ضربات جوية في سوريا كما في العراق.

وزير الخارجية الاميركي جون كيري مشاركا في اجتماع وزاري اميركي عربي تركي في جدة (AFP)
وزير الخارجية الاميركي جون كيري مشاركا في اجتماع وزاري اميركي عربي تركي في جدة (AFP)

وياتي ذلك في خضم حشد الاميركيين الدعم لمساعيهم الرامية لتشكيل تحالف دولي من اكثر من 40 دولة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية.

وشارك في الاجتماع اضافة الى الولايات المتحدة والسعودية كل من الامارات والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان ومصر والعراق والاردن ولبنان، اضافة الى تركيا التي امتنعت عن المشاركة في البيان الختامي.

وكان مسؤول تركي اكد لوكالة فرانس برس في وقت سابق ان تركيا لن تشارك في اي عمل عسكري ضد تنظيم الدولة الاسلامية وقد تكتفي بتقديم تسهيلات لوجستية من خلال قاعدة انجرليك.

وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، اكد كيري ان “الدول العربية تلعب دورا محوريا في التحالف” ضد التنظيم المتطرف.

أعضاء "الدولة الإسلامية" يرفعون إصبعًا واحدة (AFP)
أعضاء “الدولة الإسلامية” يرفعون إصبعًا واحدة (AFP)

وسخر كيري خلال المؤتمر من اعتبار موسكو ان اي عمل عسكري ضد تنظيم الدولة الاسلامية على الاراضي السورية يجب ان يحظى بتفويض دولي من مجلس الامن، وذلك على خلفية الاحداث في شبه جزيرة القرم وشرق اوكرانيا.

وقال “علي ان اقر بانه لو لم يكن ما يحصل في اوكرانيا جديا، لكان بامكان المرء ان يضحك على فكرة طرح روسيا لمسألة القانون الدولي او اي أمر يتعلق بالامم المتحدة”.

واضاف “انا متفاجئ بالحقيقة ان روسيا تتجرأ على التطرق لاي مفهوم للقانون الدولي بعد ما حصل في القرم وشرق اوكرانيا”.

وكان المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش  قال في وقت سابق الخميس ان توجيه ضربات لمواقع الدولة الاسلامية في سوريا بدون موافقة نظام الرئيس بشار الاسد و”في غياب قرار من مجلس الامن الدولي سيشكل عملا عدائيا وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي”.

من جانبه، اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان الاجتماع شدد على “التعامل بمنظور شامل” مع مسالة الارهاب، بما يشمل “ليبيا ولبنان وسوريا والعراق واليمن”.

خطاب اوباما (SAUL LOEB / AFP)
خطاب اوباما (SAUL LOEB / AFP)

واذ اكد ان “التقاعس والتردد لن يساعد في اقتلاع ظاهرة الارهاب من جذورها”، شدد على ان “اي تحرك امني ضد الارهاب لا بد ان يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال  الذي يؤدي اليه”.

وكان الرئيس الاميركي قال في اعلان رسمي مساء الاربعاء “هدفنا واضح: سوف نضعف الدولة الاسلامية وصولا الى القضاء عليه من خلال استراتيجية شاملة ومستديمة للتصدي للارهاب”.

واكد اوباما انه لن يتوانى عن ضرب تنظيم الدولة الاسلامية “في سوريا كما في العراق”.

ومن المفترض بذلك ان تنفذ الطائرات الاميركية ضربات جوية في سوريا اضافة الى الضربات التي تنفذها في العراق منذ الثامن من اب/اغسطس. وما زال ارسال قوات الى الارض مستبعدا تماما.

والتزم الرئيس الاميركي ايضا بتعزيز قوة الجيش العراقي وبزيادة المساعدات العسكرية للمعارضة السورية المعتدلة في وجه تنظيم الدولة الاسلامية المعروف ب”داعش”.

ورحبت السلطات العراقية والمعارضة السورية الخميس بالاستراتيجية التي عرضها الرئيس الاميركي باراك اوباما لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يزرع الرعب في مناطق واسعة من العراق وسوريا.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان من اوائل المرحبين بخطة اوباما وافاد بيان صادر عن متحدث باسمه ان العراق “يرحب باستراتيجية اوباما فيما يخص الوقوف معه بحربه ضد داعش والجماعات الارهابية اذ أن المتضرر الأول والأخير من خطورة هذا التنظيم هم العراقيون بكافة طوائفهم واديانهم واعراقهم”.

من جهته رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض بخطة اوباما لكنه حض على التحرك ايضا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

الرئيس السوري بشار الأسد (HO - / FACEBOOK / AFP)
الرئيس السوري بشار الأسد (HO – / FACEBOOK / AFP)

ويسعى النظام السوري الى تقديم نفسه كشريك في الحملة لمحاربة الارهاب ويصر على ضرورة التنسيق معه قبل القيام باي ضربة عسكرية ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

واعلن وزير المصالحة الوطنية في سوريا علي حيدر  ان “اي عمل كان، من اي نوع كان، دون موافقة الحكومة السورية هو اعتداء على سوريا”، مشيرا الى انه “في القانون الدولي، لا بد من التعاون مع سوريا والتنسيق مع سوريا وموافقة سوريا على اي عمل كان، عسكري او غير عسكري، على الارض السورية”.

وقال مسؤول في الخارجية الاميركية ان “جميع الدول (المشاركة في اجتماع جدة) هي ضحية لتنظيم الدولة الاسلامية او ضحية محتملة له” مؤكدا ان كيري سيسعى الى “اعطاء زخم” لجهد هذه الدول في مواجهة التنظيم.

واضاف المسؤول ان الولايات المتحدة تنوي “تعزيز قواعدها” في الخليج و”زيادة طلعات المراقبة الجوية”.

وبحسب المسؤول، فان السعودية “ستكون العنصر الاساسي في هذا التحالف نظرا الى حجمها ووزنها الاقتصادي وتاثيرها الديني على السنة”.

وبحسب مسؤولين اميركيين، يناقش كيري بالتفصيل مع السعوديين برنامج تشكيل وتجهيز مسلحي المعارضة السورية ويفترض ان يشدد كيري ايضا مع الطرف السعودي على ضرورة تجفيف منابع التمويل لتنظيم الدولة الاسلامية سيما ان واشنطن تشير باصابع الاتهام الى مواطنين قطريين وكويتيين.

واضافة الى الدعم في المنطقة، حصلت واشنطن على دعم عدة دول اوروبية، لاسيما فرنسا التي سيزور رئيسها العراق الجمعة والتي لم تستبعد المشاركة في الضربات الجوية “في حال وجود ضرورة”.

اقرأوا المزيد: 897 كلمة
عرض أقل