وزيرة العدل في حفل افتتاح المحكمة الشرعية (Twitter)
وزيرة العدل في حفل افتتاح المحكمة الشرعية (Twitter)

على خلفية “قانون القومية”.. وزيرة العدل تدشن محكمة شرعية في سخنين

على خلفية مصادقة الكنيست على "قانون القومية" الذي يبرز الهوية اليهودية لإسرائيل، حظيت وزيرة العدل الإسرائيلية باستقبال حار في حفل تدشين المحكمة الشرعية الجديدة في سخنين

في ظل الانتقادات حول المصادقة على “قانون القومية” المثير للجدل في القراءة الأولى في الكنيست الإسرائيلي، شاركت وزيرة العدل، أييلت شاكيد، في تدشين المحكمة الشرعية في سخنين وحظيت باستقبال حار. من المتوقع أن تخدم المحكمة الشرعية الجديدة التي شارك في تدشينها رئيس بلدية سخنين، السيد مازن غنايم، آلاف المواطنين العرب من شمال إسرائيل.

في نهاية نقاش استمر حتى ساعات الليل المتأخرة، صادق الكنيست الإسرائيلي أمس (الاثنين) بالقراءة الأولى على قانون أساس يهدف إلى ترسيخ مكانة إسرائيل بصفتها دولة قومية للشعب اليهودي. يهدف هذا القانون إلى ترسيخ قانون رموز الدولة، الأعياد الإسرائيلية واللغة العبرية. أثار مشروع قانون القومية انتقادا ومعارضة كثيرة في إسرائيل، بادعاء أنه يجري الحديث عن مشروع قانون غير عادل وتمييزي بحق العرب في إسرائيل. وفق معارضي مشروع قانون القومية، فإن القانون قد يشكل خرقا للتوازن بين كون دولة إسرائيل يهودية وديمقراطية.

أثناء مراسم تدشين المحكمة الشرعية في سخنين، تطرقت وزيرة العدل، أييلت شاكيد، إلى مشروع القانون الذي صادق عليه الكنيست في القراءة الأولى قائلة: “لن يلحق قانون القومية الذي صادق الكنيست عليه هذه الليلة ضررا بالعرب، ونحن نؤمن بالتعايش”.

رحب رئيس بلدية الطيبة، مازن غنايم، بتدشين المحكمة الشرعية ودعا وزيرة العدل لافتتاح محكمة صلح في سخنين أيضًا. ردا على ذلك، قالت الوزيرة أن هذه الفكرة ستكون ضمن ولايتها الثانية.

بعد حفل التدشين شاركت شاكيد في صفحتها على تويتر صورة من المراسم، تظهر فيها مع رئيس بلدية سخنين وشخصيات هامة أخرى وكتبت: “بعد سنوات من المشاورات، من دواعي سروري أننا افتتحنا اليوم محكمة شرعية جديدة في سخنين. في السنوات الثلاث الأخيرة تضاعف عدد القضاة وعُينت قاضية للمرة الأولى. هكذا ينجح التعايش”.

اقرأوا المزيد: 248 كلمة
عرض أقل
وسام وزوجته صابرين زبيدات
وسام وزوجته صابرين زبيدات

إسرائيل تقاضي رجل وامرأة سافرا إلى سوريا للانضمام إلى داعش

قبل سنة، سافر زوج وزوجته من سخنين مع أولادهما الصغار من إسرائيل إلى تركيا، ثم اجتازوا الحدود إلى سوريا معا واعترف الزوج أنه حارب في صفوف داعش

20 أكتوبر 2016 | 14:05

اعتُقل الزوجان اللذان انضما إلى صفوف داعش وعاشا في سوريا والعراق مع أولادهما الثلاثة في تركيا، عند عودتهما إلى إسرائيل.

وقدمت النيابة الإسرائيلية اليوم (الخميس) إلى المحكمة المركزية في مدينة حيفا لائحة اتهام ضد وسام وزوجته صابرين زبيدات من مدينة سخنين ونسبت إليهما تهمة انضمامهما إضافة إلى أولادهما الصغار إلى صفوف داعش في السنة الماضية. “نعم، كنت في الموصل وانضممت إلى داعش”، قال المتهم. “لكني قررت العودة إلى إسرائيل دون أن يُمارس عليّ ضغط”. وشارك وسام أيضا في هجوم على مراكز للجيش العراقي، وأصيب في قدمه أثناء القتال.

وفق أقوال أفراد العائلة، فقد سافر الزوجان وأولادهما الثلاثة – ابن 8 سنوات، ابنة 6 سنوات، وابنة 4 سنوات – في البداية إلى رومانيا للمشاركة في حفل لقريب عائلة كان قد أنهى تعليمه الأكاديمي، وهناك قررا السفر إلى تركيا وفكرا في الهروب إلى سوريا. في ذلك الحين، سافر أربعة من أفراد العائلة إلى تركيا لإقناعهما بالعودة إلى إسرائيل، إلا أن محاولاتهم للاتصال بهما قد باءت بالفشل.

وسام زبيدات بعد اعتقاله (Flash90)
وسام زبيدات بعد اعتقاله (Flash90)

وعاد وسام وزوجته صابرين وأولادهما الثلاثة قبل نحو شهرين إلى تركيا بعد أن نجح أحد أفراد العائلة في إقناعهما بالعودة. وبعد بضعة أيام وصلا إلى البلاد مع أولادهما وتم اعتقالهما.

وفق بيان الشاباك حول القضية، فإن الزوجين قد تعرضا قبل مغادرتهما البلاد لمحتويات أفلام فيديو تابعة لداعش كانت قد أثرت فيهما جدا. في أعقاب ذلك، غادرا البلاد مع أولادهما في شهر حزيران 2015، إلى رومانيا، ثم سافرا إلى تركيا دون أن يعرف أبناء العائلة بذلك. وقد نجحا فيها في التواصل عبر الفيس بوك مع أحد سكان مدينة أم الفحم الذي انضم عام 2013 إلى تنظيم الدولة الإسلامية، واجتازا الحدود مع أولادهما إلى سوريا بمساعدة مهربين.

كما وجاء على لسان الشاباك أن الزوجين وأولادهما قد تم استيعابهم من قبل داعش بالقرب من الحدود السورية التركية، وتم أخذ جوازاتهم الإسرائيلية، ثم نُقِلوا إلى مدينة الرقة. تم إبعاد الأب عن أبناء عائلته، وأرسِل إلى معسكر في العراق، حيث تلقى تأهيلا وتعلم الدين والأيدولوجية الخاصَين بداعش. بعد أن أنهى تأهيله الديني انتقل إلى معسكر للجيش وتلقى فيه تأهيلا عسكريا تضمن استخدام البندقيات والقاذف الصاروخي الآر بي جي (RPG).

بعد تأهيل الأب، ألقِيت عليه مهمة ممارسة نشاطات ميدانية، كان مسؤولا في إطارها عن حماية منشآت الدولة الإسلامية بالقرب من منطقة القتال، وشارك لاحقا في شن هجوم على مراكز للجيش العراقي. وقد أصيب أثناء هجوم في رجله فتم إخلاؤه إلى المستشفى في مدينة الموصل.

أثناء التحقيق، اتضحت تفاصيل حول ظروف معيشة أبناء العائلة، التي انضمت إلى وسام في العراق. مثلا، عاش أفراد العائلة في مكان مكتظ، في منازل ليست مرتبطة بالماء والكهرباء وبظروف صحية متدنية، وذلك دون أن يحصلوا على علاج طبي ملائم ودون إمكانية الوصول إلى المراكز الطبية والصيدليات الملائمة. لم يتعلم أبناء وسام وصابرين فترة طويلة في مؤسسات تعليمية وحتى أنهم كانوا على مقربة من أشخاص آخرين كانوا مرضى بأمراض معدية. وفي بداية هذا العام، تعرض أبناء العائلة إلى قصف شديد أدى إلى ضرر كبير وإصابات كثيرة في المنطقة التي عاشت العائلة فيها. في أعقاب ذلك عانى الأولاد من حالات قلق.

في ظل الوضع الصعب في الموصل، قرر الزوجان في شهر حزيران من هذا العام العودة إلى إسرائيل. لذلك توجها إلى أقرباء العائلة، الذين كان عليهم دفع مبالغ مالية باهظة للمهربين الذين ينشطون على الحدود وآخرين بهدف عودة العائلة إلى إسرائيل. وقد حاول الزوجان اجتياز الحدود بين سوريا وتركيا عدة مرات. وأثناء محاولتهما تم تسميم إحدى ابنتهما لئلا تكشف عن مكان العائلة. وقد جرت محاولة لإطلاق نيران تجاه العائلة على يد جنود الجيش التركي ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وبعد أن اجتاز أفراد العائلة الحدود إلى تركيا، اعتقلت الشرطة المحلية الزوجين واحتجزتهما في معسكر اعتقال. بعد بضعة أيام من ذلك، أطلِق سراحهما ولكن اعتُقلا عند وصولهما إلى إسرائيل. وجاء في لائحة الاتهام ضد الزوجين أنهما تواصلا مع عميل أجنبي، غادرا البلاد بشكل غير قانوني، كانا عضوين في تنظيم محظور، وفرا خدمات لتنظيم محظور، كانا عضوين في تنظيم إرهابي، وتدربا تدريبات عسكرية محظورة.

اقرأوا المزيد: 602 كلمة
عرض أقل
عائلات تهرب من مناطق تابعة للدولة الإسلامية في ظل استمرار القتال ضد التنظيم (AFP)
عائلات تهرب من مناطق تابعة للدولة الإسلامية في ظل استمرار القتال ضد التنظيم (AFP)

عائلة من عرب 48 انضمت لداعش تطلب العودة إلى إسرائيل

عبر أفراد العائلة من مدينة سخنين، وعددهم خمسة، قبل عام، الحدود التركية إلى سوريا، ومكثوا في مناطق تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وتم اعتقالهم على يد السلطات التركية فيما بعد

01 سبتمبر 2016 | 10:00

وجهّت عائلة من عرب 48، من مدينة سخنين، مكونة من 5 أفراد، والدان وثلاثة أولاد، طلبا للسفارة الإسرائيلية في تركيا، حيث تحتجزهم السلطات، بالعودة إلى إسرائيل. ونقلت صحيفة “هآرتس” التي نشرت الخبر أن المندوبين الإسرائيليين في السفارة لدى تركيا تلقوا الطلب وهو قيد الفحص.

وكانت العائلة قد سافرت إلى رومانيا بداية الأمر لزيارة قريب يدرس هناك، وفقدت آثارهم، وبعدها علم الأقارب أن العائلة وصلت إلى تركيا، ومن ثم عبرت الحدود إلى سوريا حيث مكثت في مناطق تابعة لسيطرة الدولة الإسلامية.

وأبلغ أقرباء العائلة في إسرائيل جهاز الأمن الإسرائيلي بهدف تقديم المساعدة للعائلة، بعد محاولات لنهيها عن السفر لسوريا. وأفاد أحدهم أن العائلة قررت الفرار من مناطق الدولة في أعقاب تصعيد الحرب ضد التنظيم وتشديد الحصار عليه. وفور وصولهم إلى تركيا تم توقيفهم على يد السلطات التركية.

اقرأوا المزيد: 124 كلمة
عرض أقل
وزيرة العدل الإسرائيلية تصادق على إقامة محكمة شرعية في سخنين
وزيرة العدل الإسرائيلية تصادق على إقامة محكمة شرعية في سخنين

وزيرة العدل تصادق على إقامة محكمة شرعية في سخنين

وقّعت وزيرة العدل الإسرائيلية، أيليت شاكيد، على مرسوم يقضي بإقامة محكمة شرعية في مدينة سخنين، وسط ترحيب رئيس البلدية وسياسيين وقضاة

23 يونيو 2016 | 15:16

وقّعت وزيرة العدل في إسرائيل، والنائبة عن حزب “البيت اليهودي”، أيليت شاكيد، اليوم الخميس، في مدينة سخنين، مرسوما خاصا يقضي بإقامة محكمة شرعية في المدينة. وقالت شاكيد خلال حفل خاص أقيم في البلدية إن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بتكريس المساواة في الحقوق للمجتمع العربي في إسرائيل.

وشكر الحاضرون الوزيرة على موافقتها على الخطوة وتوقيعها المرسوم. وقال النائب مسعود غنايم، عن القائمة العربية المشتركة، إنه سعى منذ 7 سنوات من أجل تحقيق هذا الهدف، إلا أن وزراء العدل السابقين لم يستجيبوا لطلبه. وأضاف أن الوزير شاكيد فاجأته حينما استجابت للطلب ووافقت على إقامة المحكمة الشرعية في سخنين.

وقال غنايم للوزيرة “رغم أننا نختلف معك من الناحية السياسية، إلا أنك أثبت أنك لا تتردين في خدمة المواطنين العرب”. وتحدث كذلك النائب، عيساوي فريج، من حزب “ميرتس” عن مجهود النائبة قائلا إن حزب “البيت اليهودي” يعد مفاجأة من ناحية الخدمة للمواطن العربي.

اقرأوا المزيد: 136 كلمة
عرض أقل
الكلب ماريو. من الكلاب الذين تم إنقاذهم (فيس بوك)
الكلب ماريو. من الكلاب الذين تم إنقاذهم (فيس بوك)

حادث همجي في مدينة سخنين

إشعال النار في مكلبة في مدينة سخنين في إسرائيل أدى إلى وفاة كلبين وإصابة 13 كلبا آخر. لقد وجد 9 من الكلاب الذين تم إنقاذهم من النيران مأوى دافئا لدى إسرائيليين سمعوا عن الحادثة وصُدموا

في يوم الأحد من هذا الأسبوع، مساء عيد العرش الذي يتم الاحتفال به في هذه الأيام في إسرائيل، وصل كما يبدو مجهولون إلى المكلبة في المدينة العربية الكبيرة سخنين وألقوا بداخله خرق مشتعلة وأحرقوا كلبين حتى الموت. وصلت قوات الإنقاذ إلى المكان ونجحت في إنقاذ 11 كلبا كانوا في المكان المشتعل.

تتبع المكلبة في سخنين لجمعية “دعوا الحيوانات تعيش” وكان يُحتفظ فيها بـ 15 كلبا مرّوا بالتعذيب وانتظروا أسرا لتتبنّاهم. لاحظ السكان المقيمون قرب المكلبة نارا تشتعل وسارعوا في استدعاء قوات الإطفاء. أنقذ رجال الإطفاء 11 كلبا قد أصيبوا بحروق طفيفة نسبيًّا. تعرض أحد الكلاب لحروق شديدة وتم نقله إلى العلاج الطبي، كما وفرّ كلب آخر من المكان ولم يتم العثور عليه. لم ينجُ كلبان من إشعال النار الوحشي: ماكس ابن الأربعة أعوام وهايدي ابنة العامين. بدأت شرطة إسرائيل بالتحقيق في الحادثة.

أدى خبر إشعال النار بالعديد من الإسرائيليين إلى المجيء لزيارة المكلبة ووجد الكلاب التسعة الذين تم إنقاذهم من النار مأوى لهم. وقال يرون لبيدوت، الذي تبنى أحد الكلاب، لصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “سمعتُ عن هذا الحدث الفظيع وصُدمت، إنه عمل سقيم لأشخاص ضعفاء يبحثون كيف يؤذون الأضعف منهم”. وأضاف لبيدوت قائلا: “اتصلت بجمعية “دعوا الحيوانات تعيش” (LET THE ANIMALS LIVE)، وسألت كيف يمكن المساعدة، وطلبت أخذ الأكثر إشكالية وإعادة تأهيلهم. وهكذا حصلت على لوك ابن الأربعة أعوام، والذي يعاني من حروق في الخصر”.

وقد وصل أيضًا عضو الكنيست الإسرائيلي، إيتسيك شمولي، من المعسكر الصهيوني، أمس إلى المكلبة في سخنين لرؤية الكلاب. قال شمولي، الذي يتولى منصب رئيس اللوبي من أجل الحيوانات في الكنيست، إنّ إشعال النار هو نتيجة لسياسة ضعيفة ولا مبالية في السنوات الماضية تجاه من يؤذون الحيوانات.

اقرأوا المزيد: 257 كلمة
عرض أقل
ميسون أبو ريا في "نساء كافيه" (تصوير رامي شلوش/ هآرتس)
ميسون أبو ريا في "نساء كافيه" (تصوير رامي شلوش/ هآرتس)

مقهى للنساء في سخنين يُقدّم ترفيهاً خالياً من المخاوف

دون أراجيل، ولكن مع معارض، كتب ومحاضرات، "نساء كافيه"، يسمح للنساء العربيات بالترفيه بحرية، دون تلقي نظرات من الرجال. لم يمض وقت طويل حتى بدأ رجال الدين في المدينة بطرح الأسئلة

“هنا أكثر راحة، أستطيع الضحك بصوت عال”، كما تقول غصون غالية، وهي حلاقة من سخنين اقتنصت استراحة الظهر لديها من أجل تناول الطعام في مقهى النساء في الشارع الرئيسي في سخنين. وتضيف صديقتها سوزان، التي تجلس معها ومع ابنتها الصغيرة حول الطاولة الممتلئة، أنّه في هذا المكان “نشعر بضغوط أقل. هنا أكثر تحرّرا، ليس هناك من ينظر إلينا”. تجلس غالية وسوزان في مقهى “نساء كافيه”، الذي تم افتتاحه في شهر كانون الثاني.

إنه مقهى للنساء فقط ومن شأنه أن يذكرنا بالجمعيات الدينية أو الانعزالية، ولكنه ليس كذلك. تُعرف داليا وسوزان أنفسهما كتقليديات ولكن غير متديّنات. لا يكرهن كلاهما الرجال، ولا صاحبة المكان، ميسون أبو ريا. “في مجتمعنا، وخصوصا هنا في المنطقة، لا يسمح الكثير من الرجال للنساء الخروج إلى المقاهي بسبب هذه الأمور”، تقول أبو ريا التي أقامت هذا المقهى. بحسب كلامها، فإن معظم الرجال، عندما يرون نساء في المقهى، ما زالوا ينظرون إليهن قبل كل شيء كموضوع للجنس، “وليس كنساء في لقاءات عمل أو لمجرّد الهدوء”.

تسعى أسمهان نعامنة، وهي زبونة في المقهى، إلى التأكيد على حقيقة أنّ وجود المقهى في المدينة هو ميزة إضافية، حيث “يوجد أزواج لا يسمحن لنسائهن بالخروج للترفيه خارج المدينة”.

بحسب أبو ريا، فإنّ ثقافة الإسبرسو، التي عمّت المجتمع العربي في السنوات الأخيرة، تخطّت النساء. يمكن أن نرى رجالا يخرجون، بل عائلات، ولكن النساء اللواتي يخرجن للترفيه فهذا أمر آخر. “يشعر الرجال براحة أكبر في الخارج، هم أكثر ضجيجا. النساء أكثر هدوءا بكثير”، كما تقول أبو ريا. تأتي النساء إلى مقهاها، كما تقول، عندما يكنّ في حاجة إلى مكان خاص بهنّ. “هنا يتحدّثن ويضحكن، ولا يتلقّين ردود فعل سلبية. هذا يسمح للنساء كبيرات السنّ أيضًا أن يخرجن – على سبيل المثال: الجدّة مع البنات والحفيدات.

على مدخل المقهى تم تثبيت لافتة تحظر على الرجال الدخول وحدهم. في وسط الأسبوع يعمل المقهى للنساء فقط، ويبقى مفتوحاً أحياناَ حتى إلى ما بعد منتصف الليل. في آخر الأسبوع يكون مفتوحاَ للعائلات. أمر آخر مكتوب على اللافتة وهو أنه يحظر تدخين الأرجيلة. بحسب أبو ريا، كان ذلك ولا يزال أحد الجدالات الكبيرة: “بعض النساء يرغب بالأرجيلة، والبعض الآخر لا يرغب بذلك، ولا يرغب معظم الرجال بأن تدخّن النساء الأرجيلة”، كما توضح. موقفها الشخصي قوي ويستند أيضًا إلى مهنتها الثانية، مربية: “لا يمكنني أن أقول للشباب بأنّها سيئة، ثم أقول لهم، “والله، افتتحنا محلّ أراجيل”.

حتى دون الأراجيل، فإن بعض الاهتمام في المقهى هو بالأنشطة ذات المحتوى: المحاضرات (للنساء، بطبيعة الحال)، أمسيات شعرية وعروض ستاند أب، معارض تتبدّل على الجدران (لنساء، كما قلنا).

تخطت ثقافة الإسبرسو التي عمّت المجتمع العربي النساء (تصوير رامي شلوش/ هآرتس)
تخطت ثقافة الإسبرسو التي عمّت المجتمع العربي النساء (تصوير رامي شلوش/ هآرتس)

وُلد المعرض بعد أن حضرت أبو ريا معرضا في سخنين، والذي كانت “أسماء الفنانين كبيرة، في الخارج، وأسماء الفنانات في الداخل، على لافتة صغيرة. أغاظني ذلك”، كما تقول. “نشرنا نداء سمّيناه “أن أكون أنا”، بهدف جلب النساء من الهامش إلى المركز”.

ولكن الأنشطة المختلفة التي بادرت إليها جلبت معها عددا غير قليل من المعضلات. على سبيل المثال، فالكتب الموضوعة على الرفوف في المقهى، للقراءة أو للاستعارة. في البداية أرادت التركيز على الكتب ولكنها قرّرت التنازل: “حتى لا نزعج النساء الأقل تعليما”، ولأنها تريد أن تشعر كل امرأة بالراحة في مقهاها.

تقول ميسون أبو ريا إنّه في الأسبوع الماضي قدمت إلى المقهى امرأة تعمل بالتنظيف، مع صديقاتها، وفي الجانب الآخر من المقهى جلست طالبة للقب الثاني. “التنوع مثير”، كما تقول. وقد أثار تحديد الأسعار معضلة مشابهة: في البداية أرادت تسعير الوجبات بالأسعار المعيارية أو حتى أكثر بقليل، من أجل بثّ الفخامة، ولكن في النهاية قررت اعتماد أسعار معقولة، “بحيث تستطيع النساء الفقيرات المجيء والجلوس في المقهى”، كما تقول.

بجانب نقطة الاستقبال تقف هبة خليل، في التاسعة والعشرين من عمرها. وهي مسؤولة عن الورديات وأيضا شقيقة صاحبة المكان. درست موضوع المعدّات الطبية وعملت في مستشفى في حيفا، ولكن بحسب كلامها، منذ أن ولدت أولادها، أصبح العمل في المقهى أكثر ملاءمة لها. “إنه ممتع، نساء فقط”، كما تقول وتسارع بالابتسام إلى إحدى الطاولات لتلبية طلب الحضور.

أحد أهداف أبو ريا في إقامة هذا المقهى، باستثناء تقديم مكان ترفيه للنساء، كان أيضًا توفير عمل للنساء في المنطقة، وبالفعل، فإنّ جميع الموظفين في المقهى نساء، باستثناء واحد: الطباخ الرئيسي. يأتي لتكوين قائمة الطعام، ولكن بعد أنّ اتّضح أنّه يصعب على الطباخات العمل في ساعات المساء، بقي في وظيفة المسؤول عن المطبخ. ليس لدى أبو ريا مشكلة مع ذلك: “شعرت بأنه جزء من نجاحنا”، كما تقول، وتوضح كيف أثر جمهور الهدف أيضًا على قائمة الطعام: “تحبّ النساء الدجاج أكثر، فهو طعام لذيذ. لم يكن لوجبات اللحوم نجاح كبير”.

والآن، بعد نحو نصف عام من الافتتاح، يبدو أنّ كل شيء منظّم. تم حلّ المعضلات، المقهى مدهون بعناية باللونين الأرجواني والأبيض، “بروح نسائية”، كما تعرّفه أبو ريا، وفي هذه الأيام بدأت بالترويج لمقهاها أيضًا في بلدات مسغاف، رغم وجود زبونات يهوديات فعلا يأتون من تلك البلدة.

ولكن النجاح لا يمحو الصدمة في البداية، والتي كانت بحسب كلامها غير سهلة إطلاقا. هي بنفسها شخصية غير عادية: في الأربعين من عمرها، أم أحادية المعيل تربي بنتين، تبلغان 14 و 17 عاما، وهي مطلّقة منذ 12 عاما. بالمقابل لإدارة المقهى فهي تعدّ شهادة دكتوراة في دراسات الجندر ومرشدة للتعليم الخاص في لواء الشمال في الوسط العربي. قبل نحو ستّ سنوات أقامت جمعية للأمهات أحاديات المعيل في المجتمع العربي، “إيمانا بأنّ المرأة بإمكانها القيام بكل شيء، ولكن في المجتمع الذكوري لا يسمحون لها”، كما تقول. ليست الصراعات أمرا جديدا بالنسبة لها: “مررت بذلك مع إقامة الجمعية، ولكن لم أكن أتخيل ماذا سيكون حقّا”.

قبل الافتتاح أنشأت مجموعة على الفيس بوك من أجل تسويق المقهى بين النساء، وبشكل مفاجئ لها، وواجهت المجموعة الكثير من المعارضة. كان بعض أشكال التعبير عن المعارضة من نساء كتبن أنّ كل موضوع المقهى هو للتعرف على رجال.

“لمجرّد الاسم – مقهى – جاءت الأفكار السلبية”، كما تقول أبو ريا. بحسب كلامها، فإنّ الرجال أيضًا عارضوا، “كما لو أن ذلك لو كان للنساء فقط، فإنّ هناك شيء غير شرعي فيه. كما لو كنّ يحاولن إخفاء شيء ما”.

ولكن الفيس بوك كان البداية فقط. لاحقا، كما تقول، استيقظ أيضًا رجال الدين في المدينة وبدأوا بطرح الأسئلة عليّ. “أرسل لي الأئمة والمشايخ امرأة كبيرة في السنّ، حاجّة، والتي تعرف المجتمع. طلبت مني الجلوس”، كما تقول أبو ريا. في تلك الفترة كانت تحت ضغوط كبيرة جدا متعلقة بافتتاح المحلّ، ولذلك لم تجد الوقت للقاء مع تلك المرأة، وإنما فقط لمكالمة هاتفية. في تلك المكالمة، كما تقول أبو ريا، “قالت المرأة بأنّهم طلبوا منها الاستفسار. قلت لها أنني أدعو المشايخ والأئمة إلى المقهى، ليروا بأنفسهم”.

حتى في أسرتها لم يمر ذلك بسهولة. تقول والدة ميسون أبو ريا، حورية خلايلة، بأنّهم في البداية عارضوا هم أيضا الفكرة. “قلنا إنّ ذلك غير مقبول. ولكن بعد أن أصرّت، فرحنا ودعمنا. لقد وضعتنا أمام الواقع. هي كبيرة فعلا”، كما تقول الأم.

“في البداية أزعجها العمل النسائي، يهمها قيمة البيت والأسرة”، كما توضح أبو ريا. الأم متدينة، وسوى أبو ريا لديها خمسة أبناء، وبحسب كلامها، ينشط جميعهم في المجتمع بطريقة أو بأخرى. أحد المخاوف التي كانت لديها هي في فترة افتتاح المقهى، حيث إنّ أبو ريا مشغولة جدا على أية حال في التعليم، وقد يكون المقهى مصدر دخل غير مستقر وهناك إمكانية للفشل. رغم المخاوف، تصرّح الأم بأنّها فخورة بابنتها. “لو كنت متزوجة، لم أكن أعتقد بأنني سأصل إلى هذا”، كما تلخص أبو ريا وتنظر بارتياح إلى المقهى، ولكنها تسارع فورا للتوضيح وتسعى للتأكيد على أنها لا تؤيد الطلاق. ولكن، كما تقول ضاحكة، “إذا كان مجتمعنا لا يشجّع الزواج من جديد، فإننا نحاول النجاح في أماكن أخرى”.

تم نشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 1154 كلمة
عرض أقل