ما زالت قضية المعلومات السرية التي نقلها ترامب إلى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة تتصدر العناوين، ويبدو الآن أنها قد تؤدي إلى أزمة استخباراتية ودبلوماسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفق ما نُشر اليوم صباحا في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أعرب أمس خبراء في مجال الاستخبارات في محادثات مغلقة عن “قلق خطير” فيما يتعلق بنقل المعلومات السرية إلى روسيا حول الوضع في سوريا، حيث نقلتها إسرائيل في البداية إلى الولايات المتحدة، داعين إلى إجراء فحص كل المعلومات التي نقلت إلى أمريكا مجددا. وفق الصحيفة، في بداية ولاية ترامب حذر مسؤولون كبار في الاستخبارات الأمريكية الإسرائيليين من مشاركة المعلومات السرية مع الرئيس الجديد، بسبب علاقاته الودية مع الروس.

“لا تشكل المعلومات مشكلة بل المصادر الحساسة للحصول عليها، حيث استُثمرت جهود طيلة سنوات للحصول عليها. الروس أذكياء وهم قادرون على معرفة مصدر هذه المعلومات وقد يتخذوا هم أو حلفاؤهم، أعداء إسرائيل جميعا، خطوات ملائمة”، قال مصدر في الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة “يديعوت أحرونوت”. وقال مصدر آخر في أعقاب القضية، إنه على الاستخبارات الإسرائيلية “التفكير مجددا إذا كان على إسرائيل أن تنقل معلومات إلى أمريكا وأية معلومات يجدر بها نقلها”. يدور الحديث عن أقوال متطرفة تعبّر عن أزمة ثقة خطيرة بين الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، التي تقيم بينها تعاونا مكثفا منذ السنوات الماضية.

وفق النشر اليوم صباحا في قناة ABC، تتعلق المعلومات التي نقلتها إسرائيل إلى الولايات المتحدة حول نوايا داعش تنفيذ عملية إرهابية في طائرة مستخدمة متفجرات كانت مخبأة في حاسوب محمول، مما أدى إلى حظر تام لإدخال أجهزة حاسوب محمولة إلى طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة. نُشر أيضا أن المعلومات تشكل خطرا على كشف جاسوس إسرائيلي يخدم في صفوف داعش، ما يشير إلى أن قلق عناصر الاستخبارات الإسرائيلية صادقة.

بالمقابل، كتب محلل إسرائيلي اليوم في صحيفة “إسرائيل اليوم” أن لا داعي للعاصفة حول القضية، لأن الحديث يدور عن جزء من الحرب العالميّة ضد داعش، وأنه من المرجح أن المعلومات التي نُقلت لم تكن جديدة بالنسبة لروسيا إلى حد بعيد. وفق أقواله، فإن وسائل الإعلام تزيد من حدة الحدث مما هو في الواقع، ولكنه يتجاهل تماما الخطر الذي تشكله القضية على العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي باتت تتعرض إلى هزة في الأيام الماضية.

اقرأوا المزيد: 340 كلمة
عرض أقل