وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان, خلال زيارته في رواندا (وزارة الخارجية الإسرائيلية)
وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان, خلال زيارته في رواندا (وزارة الخارجية الإسرائيلية)

تعزيز العلاقات بين إسرائيل ودول إفريقيا

وزير الخارجية الإسرائيلي، ليبرمان، زار خمس دول إفريقية مختلفة في الأسابيع الماضية. فلماذا تعمل إسرائيل جاهدة لتعزيز علاقاتها مع دول إفريقيا؟

إن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست آخذة بالازدياد، وهذا أمر معروف. لذلك، يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الآونة الأخيرة، إلى تعزيز العلاقات مع قوى أخرى، وبالتالي تعزز إسرائيل علاقاتها مع روسيا، الهند والصين. وفي الوقت الذي يتوجّه فيه نتنياهو نحو الشرق، يبدو أن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ينظر نحو الجنوب ويبحث عن تعزيز علاقات إسرائيل مع دول إفريقيا.

“منذ أن بدأت بشغل منصب وزير الخارجية قبل نحو خمسة أعوام، وأنا أعمل على تطوير رؤية لتوسيع جناحَي السياسة الإسرائيلية وتطوير توجهات جديدة في السياسة الخارجية. وتعتبر إفريقيا أحد أهمّ التوجهات على الإطلاق”. قال ليبرمان كلّ ذلك أثناء افتتاح التجمع من أجل تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع الدول الإفريقية.

فبعد افتتاح التجمع فورًا، خرج ليبرمان إلى جولة من عشرة أيام في خمس دول مختلفة في إفريقيا. زار فيها رواندا، ساحل العاج، غانا، إثيوبيا وكينيا، وقد التقى هناك برؤساء تلك الدول، كرّمهم وافتتح مبادرة اقتصادية في كلّ منها.

إنّ تعزيز العلاقة مع دول إفريقيا يحدث في فترة نسمع فيها أكثر وأكثر من قبل جهات مختلفة في الدول الأوروبية والأمريكية، عن مقاطعات مختلفة لإسرائيل. وينصّ توجّه ليبرمان ونتنياهو على أنّ إسرائيل ليست بحاجة إلى الاعتماد على تلك الدول فقط، وعليها أن تعزّز علاقاتها مع دول معنيّة بتعزيز العلاقات المتبادلة.

وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان, خلال زيارته في ساحل العاج (Twitter)
وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان, خلال زيارته في ساحل العاج (Twitter)

وبخصوص قضية تعامل إسرائيل مع الشعب الفلسطيني والتي تزعج العالم، فيبدو أنّه ليست أهمية لهذا بالنسبة لدول إفريقيا، ولن تخاطر إحداها بفقدان المصالح والتطلع الاقتصادي بسبب قضايا لا تربطها علاقة بها.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الفائدة السياسية لتعزيز العلاقات مع دول إفريقيا ليست مؤكّدة. ومن الناحية الاقتصادية، سيتمّ استشعار الفائدة فقط بعد وقت طويل، ولكن يمكن ملاحظتها في الأفق.

في أحد التقارير التي كُتبت في وزارة الاقتصاد مؤخرًا، يتضح أنّ نموّ إسرائيل بالنسبة للعالم الغربي يحدث بفضل منتجات التكنولوجيا المتفوّقة ومنتجات الإنترنت التي تصدّرها. ولكن يمكن لهذه الميزة  أن تزول، مما قد يؤدي إلى تدهور حالة إسرائيل الاقتصادية.

ولذلك، تشكّلت رؤية الحكومة الإسرائيلية، التي تعتقد أنّه ليس محبذًا الاعتماد على تلك المصادر الاقتصادية كلّ الوقت، وينبغي توزيع الاستثمارات المختلفة حول العالم. وهذا هو أحد الأمور الأساسية التي جعلت ليبرمان يزور إفريقيا.

وقد حصدت أعمال ليبرمان ثمارها. وافتتح في رواندا، التي كانت وجهته الأولى، الندوة الاقتصادية المشتركة بين إسرائيل ورواندا. بالإضافة إلى ذلك، وقّع على مذكرة تفاهم لتحسين العلاقات بين الدولتين.

وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان, خلال زيارته في كينيا (وزارة الخارجية الإسرائيلية)
وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان, خلال زيارته في كينيا (وزارة الخارجية الإسرائيلية)

وقد افتتح ليبرمان خطّا مباشرًا للرحلات الجوّية من إسرائيل إلى كينيا، والذي سيبدأ عمله ابتداءً من تشرين الأول وسيعمل خمس مرّات في الأسبوع. سيزيد هذا الخطّ من السياحة بين الدولتين وسيُستخدم أيضًا كنقطة مرور للمسافرين من إسرائيل إلى إفريقيا أو من إفريقيا إلى أوروبا. وعمل ليبرمان أيضًا على إقامة جهاز مشترك لمواجهة الإرهاب، الذي تعاني منه إسرائيل، وكذلك عانت كينيا  منه في الأسابيع الماضية.

أوضح ليبرمان لرؤساء الدول أنّ عليهم أن يتحملوا مسؤولية مصيرهم، لأنه لا يمكن الاعتماد على مساعدة المجتمع الدولي. وقدّم ليبرمان نماذج لحوادث حصلت، في سوريا، ليبيا والعراق، والتي تفرّج فيها المجتمع الدولي على أجهزة الدول وهي تتداعى، ولم يقم بإنقاذها. ومن المتوقّع أن تتعزّز العلاقات بين إسرائيل ودول إفريقيا في السنوات القادمة.

اقرأوا المزيد: 464 كلمة
عرض أقل
ليبرمان في ساحل العاج (لقطة شاشة من فيس بوك)
ليبرمان في ساحل العاج (لقطة شاشة من فيس بوك)

ليبرمان في فستان: لماذا ارتدى وزير الخارجية الإسرائيلي هكذا؟

في الوقت الذي اجتمع فيه وزراء المجلس الوزاري السياسي - الأمني المصغّر في اجتماع طارئ في أعقاب خطف الشبّان في الضفة، تثير صورة وزير الخارجية بملابس تقليدية في ساحل العاج عاصفة في الشبكة

انتقادات في الشبكة تجاه وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان. برز ليبرمان، الذي أرسِل في بعثة دبلوماسية إلى إفريقيا يوم الثلاثاء، بغيابه عن اجتماعات المجلس الوزاري الأخيرة التي جرت بشكل عاجل على ضوء خطف الشبّان الإسرائيليين الثلاثة يوم الثلاثاء في الضفة الغربية. أثناء زيارته، جرت مراسم رسمية ارتدى ليبرمان خلالها ملابس إفريقية تقليدية، وقد انتشرت صورته وهو يرتدي لباسًا ملوّنا ويضع ما يُشبه التاج على رأسه، وكذلك، أغراض  من الذهب والمجوهرات، في الشبكات الاجتماعية كالنار في الهشيم.

“تبذل المنظومة الأمنية كل جهودها في البحث عن الخاطفين، ويدير وزراء الحكومة نقاشات طارئة بخصوص ردّة فعل إسرائيل؛ بينما يلتقط وزير الخارجية الصور بملابس تقليدية في ساحل العاج”، هذا ما كتبه موقع الأخبار “والاه”، الذي نشر اليوم الصورة التي رفعها إلى تويتر المدوّن نوعام ر.

وقد ردّ الناطق باسم ليبرمان قائلا: “وفقًا لطلب مستضيفي وزير الخارجية في ساحل العاج أجريَتْ مراسم تقليدية تتماشى مع ثقافة وعادات المكان، ويحترم وزير الخارجية عادات وتقاليد الشعوب والدول التي يحلّ فيها ضيفًا، كما يتوقّع هو من رؤساء الدول الذين يصلون إلى إسرائيل في أن يحترموا عادات وتقاليد الشعب اليهودي حيث يُطلب منهم وضع الكيبا في بعض المناسبات”.

وقد نقل أيضًا أنّ الوزير ليبرمان على اتصال دائم برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رؤساء الأذرع الأمنية وإدارة وزارة الخارجية بخصوص الخطوات المطلوبة في أعقاب حادثة الخطف.

والردود في الشبكات الاجتماعية نفسها  أقلّ انتقادية وأكثر سخرية، حول مظهر الوزير الضخم، روسي المنشأ، وهو يرتدي الملابس العرقية الإفريقية الملوّنة، ودون مبالغة، فهي  لا تكيل له المديح جدّا. وقد كتب المدوّن الذي رفع الصورة مازحًا: “فليهتف الجميع للكبير ليبرمان”، وبينما كتب آخر أنّه يبدو مثل “دبدوب يرتدي مثل مصمّم أزياء”.

اقرأوا المزيد: 252 كلمة
عرض أقل