المطرب عومر آدم (Wikipedia)
المطرب عومر آدم (Wikipedia)

صدّق أو لا تصدّق: الموسيقى الإسرائيلية تثير الفلسطينيين

من نابلس، عبر بيت لحم، وحتى رام الله، ينجح المغنون الإسرائيليون الشرقيون في إثارة الشارع الفلسطيني، الذي لا يبالي بأنهم يغنّون بالعبرية. النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عٌمر آدم

ظاهرة غريبة تستأثر مؤخرا باهتمام الصادر والوارد في شوارع المدن الفلسطينية النابضة بالحياة. في زيارة خاطفة إلى ميدان عرفات، الميدان المركزي في رام الله، ستتمتعون بالاستماع إلى أغانٍ إسرائيلية شرقية تصدح من مكبرات الصوت في حوانيت الميدان. فإلى جانب أسطوانات محمد عسّاف، الفلسطيني الفائز ببرنامج الواقع “عرب أيدل” (Arab Idol)‏، ستجدون أسطوانات لمغنين إسرائيليين عديدين معروضة للبيع.

بكل بساطة، تغزو الموسيقى الشرقية الإسرائيلية الشارع الفلسطيني، وثمّة من يدّعون أنها تنجح حيث أخفقت مساعي السلام.

في أريحا يحبون أغاني زوهر أرجوف، في نابلس يستمتعون بالاستماع إلى عوفر ليفي، وفي رام الله يصغون إلى زهافا بن. وإن سألتم الشبان الفلسطينيين من هو المطرب الإسرائيلي الأكثر شعبيّة، فإنّ الإجابة ستكون كما يبدو عومر (عُمر) آدم.

النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عومر آدم (Flash 90\ Jorge Novominsky)
النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عومر آدم (Flash 90\ Jorge Novominsky)

ولمن لا يعرف عومر آدم، فهو مُغنٍّ إسرائيلي (20 عامًا) يغنّي موسيقى متوسطية، أو كما تُدعى في الشارع الإسرائيلي “موسيقى شرقية”. كان ظهوره العلني الأول في أحد برامج الواقع الغنائية الأكثر مشاهدةً في إسرائيل “كوخاف نولاد” (ولادة نجم). بدأ كمتسابق في الموسم السابع للبرنامج، لكنه أقصي بعد أن تبيّن أنه قام بتقريب سنه إلى الأعلى، إلى 16 سنة (العمر الأدنى للمشاركة في البرنامج). تبيّن لاحقًا أنّ مغادرة “كوخاف نولاد” القسريّة كانت لصالحه فقط.

بعد شهر ونصف من اضطراره إلى مغادرة “كوخاف نولاد”، استغلّ آدم الزخم الجماهيري الذي قدّمه له البرنامج، وأطلق أولى أغنياته الفردية. بعد ذلك مباشرة، بدأ بإحياء الحفلات. مذّاك، يحيي بين 20 و25 حفلة شهريًّا – بما فيها مناسبات وأفراح عائلية.

استمعوا إلى أغنية عومر آدم المشهورة:

ويعود الفضل في جزء من جماهيرية آدم إلى عائلته. فآدم هو سليل أسرة عسكرية عريقة. جده شموئيل آدم، عقيد في الاحتياط، كان من مؤسسي وحدة مكافحة الإرهاب، وأبوه يانيف، رائد في الاحتياط، كان نائب قائد “شالداغ” ونائب قائدة لواء المظليين. ومن أقربائه الآخرين يكوتيئيل آدم، نائب رئيس الأركان الذي قُتل في حرب لبنان الأولى، وأودي آدم، قائد قيادة الشمال في حرب لبنان الثانية (حرب تموز).

استمعوا إلى الأغنية الأكثر شعبية لعومر آدم: “بوئي عخشاف” (تعالَي الآن)

لكن إياكم أن تخطئوا. فالمطرب الفلسطيني، ابن غزة، محمد عسّاف (غادر مؤخرًا غزة إلى رام الله بإذن خاصّ منحته إيّاه إسرائيل لتطوير مسيرته الموسيقية في العالم العربي) لا يزال مصدر الفخر الفلسطيني. فالمُلصقات والصور العملاقة لا تزال تزيّن مدن الضفة الغربية. مع ذلك، يمكن العثور أحيانًا على عدد لا بأس به من أنصار عومر آدم والموسيقى الشرقية الإسرائيلية عامةً.

الظاهرة نفسها مألوفة جدًّا بين الفلسطينيين سكّان القدس الشرقية. فقد كانوا أوّل من بدأ بالاستماع إلى الموسيقى الشرقية، ورُوَيدًا رُوَيدًا بدؤوا بنقلها إلى المدن الفلسطينية.

ويشهد المواطنون الفلسطينيون الأكبر سنًّا أنّ أغاني الراحل زوهر أرجوف (1987) كانت تصدح من مسجلاتهم القديمة حتى قبل صعود الجيل الجديد من الغناء الشرقي.

والظاهرة الأكثر عجبًا هي بروز مغنٍّ شابّ آخر يعتمر “الكيباه” اسمه زيف يحزقيل بين المغنين الإسرائيليين الذين يحظون بالمزيد من التقدير في أوساط الجمهور الفلسطيني. يغني يحزقيل، شاب يعتمر الكيباه (القلنسوة التي يعتمرها المتدينون اليهود) ابن التاسعة والعشرين، تكرارًا مع جوقة الناصرة الرسمية، وقد حظي بلقب “المطرب اليهودي الذي يغنّي بالعربية”. معظم حفلاته تقدَّم أمام جمهور عربي والذي لا يخجل من إبداء إعجابه.‎ ‎

المطرب زيف يحزقيل
المطرب زيف يحزقيل

في إحدى مقابلاته مع الإعلام الإسرائيلي، قال يحزقيل: “بدأتُ مسيرتي بالغناء العربي، متأثرًا تحديدًا بالتراتيل من الكنيس المغربي. قسم من التراتيل التي سمعتُها في نعومة أظفاري يُغنّى بألحان لأغانٍ عربيّة. انتابني الفضول للتعرُّف إلى المصدر، فبدأتُ بالاستماع إلى الأغاني. بعد ذلك، أردتُ أن أفهم أيضًا ما أسمع، لذلك بدأتُ بدراسة العربية قراءةً وكتابةً. حاليًّا هذا هو انشغالي الرئيسي، وهو أيضًا هدفي كما أظنّ”.

شاهدوا زيف يحزقيل يؤدّي أغنية أم كلثوم، “أمل حياتي”

رغم المشكلة التي يمكن أن تثيرها، فإنّ قلنسوة يحزقيل لا تفارق رأسه طيلة حفلاته أمام الجماهير العربيّة. “هذه هي علامتي التجارية”، يقول، “وفيها أظهر في كل مكان. في إحدى الحفلات التي أحييتُها مع فرقتي في الناصرة، توجّه أحدهم إليّ، وقال إنه لا يمكن أن أكون يهوديًّا. أشرتُ إلى “الكيباه”، ومع ذلك لم يُصدِّق”. يحيي يحزقيل حفلات أيضًا أمام جاليات عربية في العالم: في الولايات المتحدة ولندن.

اقرأوا المزيد: 603 كلمة
عرض أقل
كوكب الشرق الفنانة الراحلة أم كلثوم
كوكب الشرق الفنانة الراحلة أم كلثوم

“كوكب الشرق”

في الأسبوع الماضي تحدّثنا عن أسطورة الغناء المصري، أم كلثوم، وعرضنا أمامكم بعض الإصدارات الأكثر نجاحًا بشكل خاصّ والتي خرجت من إسرائيل. وفي ضوء الاهتمام الكبير فنحن سعداء بتقديم قائمة إضافية، ليست أقلّ نجاحًا.

في العالم الذي نحيا به، اعتدنا على الطموح بشكل مستمرّ للأشياء الجديدة، والتي هي بالضرورة أفضل أيضًا. إنّ الحماس الكبير الذي أثاره الموقع في الأسبوع الماضي، مع عرض تغطيات إسرائيلية لأغاني أم كلثوم الأسطورية، يثبت أن الناس لا زالوا يقدّرون الموسيقى الكلاسيكية، ويستمتعون بالاستماع إلى أداءات جديدة للأغاني المعروفة ليس أقل من الأغاني التي لم يستمعوا لها. أدى اهتمامكم إلى سعينا في البحث عن أداءات مثيرة للاهتمام وزوايا جديدة يمكن من خلالها مراقبة تأثير عملاقة الغناء المصري على الموسيقى الإسرائيلية.

احتفل العالم هذا الأسبوع بـ 39 عامًا على رحيلها عن عالمنا، ومن المدهش أن نرى إلى أيّ مدى لا زالت صورتها وأعمالها حاضرة في بلادنا، المجاورة لوطنها. كان في إسرائيل في الأسابيع الماضية عرض جديد، استضافت في إطاره الأوركسترا الأندلسية المتوسّطية المطربين الرائعين اللذين قدّمناهما لكم في الأسبوع الماضي: نسرين قادري، ذات الصوت المثير للإعجاب، وزيف يحزقيل، وهو شاعر وموسيقي متعدّد الألوان؛ لعرض أغانٍ لأمّ كلثوم. كان الدمج بين الاثنين مثيرًا للاهتمام بشكل خاصّ، نظرًا إلى أنّ يحزقيل هو يهوديّ متديّن يرتدي قلنسوة وقادري مسلمة، ويوضّح كيف يمكن للنغمات الحساسة أن تجمع بين الناس الذين يأتون من خلفيّات مختلفة.

الأندلسية وزيف يحزقيل يرافقون نسرين قادري، التي غنّت عن الأيام الخوالي في أغنية “ودارت الأيام”:

وقد حظي التقدير الكبير الذي حازت عليه أم كلثوم بين الشعب الإسرائيلي، بتوقيع رسمي في العام الماضي. فقد قرّر رئيس بلدية القدس، نير بركات، إطلاق اسم شارع على اسم المطربة الرائعة في عاصمة إسرائيل. كما هو معروف لنا، فهذه هي الحالة الأولى التي يتمّ فيها تخليد رمز ثقافي من دولة مجاورة من قبل مؤسسات الدولة، وذلك تقديرًا لأعمالها ولكونها أصبحت جزءًا من الثقافة في إسرائيل نفسها. الاعتراف الرسمي، جنبًا إلى جنب مع الحقيقة القائلة بأنّ المطربين والمطربات الكبار يواصلون الحفر في أرشيف أم كلثوم والبحث عن إصدارات تغطية مثيرة، جميع ذلك يقول كلّ شيء. نحن نريد أن نصدّق بأنّ الحبّ، الذي كرّسته أم كلثوم بصوتها السماويّ، يتجاوز كلّ شيء.

عوفر ليفي يتحدث عن رحلة الحبّ في أغنية “سيرة الحبّ”:

معظم الأغاني والأداءات التي قمنا باستعراضها حتى الآن تم إنتاجها خلال العقدين الأخيرين، بعد سنوات طويلة من وفاة “كوكب الشرق”. إلى حدّ ما، هناك تشويه للتاريخ وبالتالي فنحن نسعى للتوضيح: كانت أغاني أم كلثوم موضع الإعجاب والتقليد حتّى قبل رحيلها. في عام 1970 سجّل المطرب اليوناني-الإسرائيلي، أريس سان، أغنيته الأكثر نجاحًا “بوم فوم”.

ربّما يعود ذلك إلى كونه جاء من الخارج، فقد كان من الأوائل الذين تجرّأوا على دمج مقاطع وعبارات من الموسيقى العربية الغنية بأغنيات شعبية وقصيرة. وهكذا أدخل إلى أغنية على النمط اليوناني، الخفيف والأقل بهجة، مقاطعًا من “أنت عمري”. خلافًا لمعظم إصدارات التغطية، التي تم تسجيلها بعد أن تحوّلت أم كلثوم إلى أسطورة ودخلت إلى الإجماع الإسرائيلي، حيث من المفترض أن تنال تلك الإشارة التقدير الكبير لكونها الأولى ولكسرها للحواجز.

وهذا هنا شيء مختلف، ولكن التأثير واضح وجليّ: أريس سان يكرّم الأسطورة في حياتها!

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم في القراءة (والاستماع) عن العلاقة الوثيقة بين الأعمال الموسيقية في إسرائيل وجذور الموسيقى العربية. وبالطبع فهناك – إلى جانب أم كلثوم – سلسلة من الموسيقيّين الذين أثّروا بشكل كبير على الأصوات والألحان، وكذلك على الكلمات والموضوعات، يستخدمها ويشتغل بها قسم من الفنّانين في النوع الغنائي المتوسّطي. فريد الأطرش وفيروز، على سبيل المثال، نالا كذلك صدًى ملحوظًا في سجّلات الموسيقى في إسرائيل. ونحن نعدكم بمواصلة الكشف، شيئًا فشيئًا، عن الموسيقى الإسرائيلية، وعن جذورها المتعدّدة والقاعدة التي نشأت عليها وعن الأعمال المعاصرة الرائعة. في الوقت الراهن، اغلوا كوبًا من القهوة، افتحوا النافذة واستمعوا إلى أصوات من زمن آخر…

ونختم مع الأصل: أم كلثوم تغنّي “فكّروني” ونحن نستمتع في التذكير والتذكّر أكثر من الجميع:

http://www.youtube.com/watch?v=ROyHg9nxC88&feature=youtu.be

اقرأوا المزيد: 557 كلمة
عرض أقل
المطرب عومر آدم (Wikipedia)
المطرب عومر آدم (Wikipedia)

صدّق أو لا تصدّق: الموسيقى الإسرائيلية تثير الفلسطينيين

من نابلس، عبر بيت لحم، وحتى رام الله، ينجح المغنون الإسرائيليون الشرقيون في إثارة الشارع الفلسطيني، الذي لا يبالي بأنهم يغنّون بالعبرية. النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عٌمر آدم

ظاهرة غريبة تستأثر مؤخرا باهتمام الصادر والوارد في شوارع المدن الفلسطينية النابضة بالحياة. في زيارة خاطفة إلى ميدان عرفات، الميدان المركزي في رام الله، ستتمتعون بالاستماع إلى أغانٍ إسرائيلية شرقية تصدح من مكبرات الصوت في حوانيت الميدان. فإلى جانب أسطوانات محمد عسّاف، الفلسطيني الفائز ببرنامج الواقع “عرب أيدل” (Arab Idol)‏، ستجدون أسطوانات لمغنين إسرائيليين عديدين معروضة للبيع.

بكل بساطة، تغزو الموسيقى الشرقية الإسرائيلية الشارع الفلسطيني، وثمّة من يدّعون أنها تنجح حيث أخفقت مساعي السلام.

في أريحا يحبون أغاني زوهر أرجوف، في نابلس يستمتعون بالاستماع إلى عوفر ليفي، وفي رام الله يصغون إلى زهافا بن. وإن سألتم الشبان الفلسطينيين من هو المطرب الإسرائيلي الأكثر شعبيّة، فإنّ الإجابة ستكون كما يبدو عومر (عُمر) آدم.

ولمن لا يعرف عومر آدم، فهو مُغنٍّ إسرائيلي (20 عامًا) يغنّي موسيقى متوسطية، أو كما تُدعى في الشارع الإسرائيلي “موسيقى شرقية”. كان ظهوره العلني الأول في أحد برامج الواقع الغنائية الأكثر مشاهدةً في إسرائيل “كوخاف نولاد” (ولادة نجم). بدأ كمتسابق في الموسم السابع للبرنامج، لكنه أقصي بعد أن تبيّن أنه قام بتقريب سنه إلى الأعلى، إلى 16 سنة (العمر الأدنى للمشاركة في البرنامج). تبيّن لاحقًا أنّ مغادرة “كوخاف نولاد” القسريّة كانت لصالحه فقط.

النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عومر آدم. (Flash 90/ Jorge Novominsky)
النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عومر آدم. (Flash 90/ Jorge Novominsky)

بعد شهر ونصف من اضطراره إلى مغادرة “كوخاف نولاد”، استغلّ آدم الزخم الجماهيري الذي قدّمه له البرنامج، وأطلق أولى أغنياته الفردية. بعد ذلك مباشرة، بدأ بإحياء الحفلات. مذّاك، يحيي بين 20 و25 حفلة شهريًّا – بما فيها مناسبات وأفراح عائلية.

استمعوا إلى آخر أغاني عومر آدم المشهورة:

ويعود الفضل في جزء من جماهيرية آدم إلى عائلته. فآدم هو سليل أسرة عسكرية عريقة. جده شموئيل آدم، عقيد في الاحتياط، كان من مؤسسي وحدة مكافحة الإرهاب، وأبوه يانيف، رائد في الاحتياط، كان نائب قائد “شالداغ” ونائب قائدة لواء المظليين. ومن أقربائه الآخرين يكوتيئيل آدم، نائب رئيس الأركان الذي قُتل في حرب لبنان الأولى، وأودي آدم، قائد قيادة الشمال في حرب لبنان الثانية (حرب تموز).

استمعوا إلى الأغنية الأكثر شعبية لعومر آدم: “بوئي عخشاف” (تعالَي الآن)

لكن إياكم أن تخطئوا. فالمطرب الفلسطيني، ابن غزة، محمد عسّاف (غادر مؤخرًا غزة إلى رام الله بإذن خاصّ منحته إيّاه إسرائيل لتطوير مسيرته الموسيقية في العالم العربي) لا يزال مصدر الفخر الفلسطيني. فالمُلصقات والصور العملاقة لا تزال تزيّن مدن الضفة الغربية. مع ذلك، يمكن العثور أحيانًا على عدد لا بأس به من أنصار عومر آدم والموسيقى الشرقية الإسرائيلية عامةً.

الظاهرة نفسها مألوفة جدًّا بين الفلسطينيين سكّان القدس الشرقية. فقد كانوا أوّل من بدأ بالاستماع إلى الموسيقى الشرقية، ورُوَيدًا رُوَيدًا بدؤوا بنقلها إلى المدن الفلسطينية.

ويشهد المواطنون الفلسطينيون الأكبر سنًّا أنّ أغاني الراحل زوهر أرجوف (1987) كانت تصدح من مسجلاتهم القديمة حتى قبل صعود الجيل الجديد من الغناء الشرقي.

والظاهرة الأكثر عجبًا هي بروز مغنٍّ شابّ آخر يعتمر “الكيباه” اسمه زيف يحزقيل بين المغنين الإسرائيليين الذين يحظون بالمزيد من التقدير في أوساط الجمهور الفلسطيني. يغني يحزقيل، شاب يعتمر الكيباه (القلنسوة التي يعتمرها المتدينون اليهود) ابن التاسعة والعشرين، تكرارًا مع جوقة الناصرة الرسمية، وقد حظي بلقب “المطرب اليهودي الذي يغنّي بالعربية”. معظم حفلاته تقدَّم أمام جمهور عربي والذي لا يخجل من إبداء إعجابه.‎ ‎

المطرب زيف يحزقيل
المطرب زيف يحزقيل

في إحدى مقابلاته مع الإعلام الإسرائيلي، قال يحزقيل: “بدأتُ مسيرتي بالغناء العربي، متأثرًا تحديدًا بالتراتيل من الكنيس المغربي. قسم من التراتيل التي سمعتُها في نعومة أظفاري يُغنّى بألحان لأغانٍ عربيّة. انتابني الفضول للتعرُّف إلى المصدر، فبدأتُ بالاستماع إلى الأغاني. بعد ذلك، أردتُ أن أفهم أيضًا ما أسمع، لذلك بدأتُ بدراسة العربية قراءةً وكتابةً. حاليًّا هذا هو انشغالي الرئيسي، وهو أيضًا هدفي كما أظنّ”.

شاهدوا زيف يحزقيل يؤدّي أغنية أم كلثوم، “أمل حياتي”

رغم المشكلة التي يمكن أن تثيرها، فإنّ قلنسوة يحزقيل لا تفارق رأسه طيلة حفلاته أمام الجماهير العربيّة. “هذه هي علامتي التجارية”، يقول، “وفيها أظهر في كل مكان. في إحدى الحفلات التي أحييتُها مع فرقتي في الناصرة، توجّه أحدهم إليّ، وقال إنه لا يمكن أن أكون يهوديًّا. أشرتُ إلى “الكيباه”، ومع ذلك لم يُصدِّق”. يحيي يحزقيل حفلات أيضًا أمام جاليات عربية في العالم: في الولايات المتحدة ولندن.

اقرأوا المزيد: 604 كلمة
عرض أقل