تهنئة حقيقية أم رسالة سياسية؟

ما هو الهدف من صور المعانقات الحارة بين دحلان وزهوة عرفات؟

منذ يوم أمس، أصبحت الشبكات الفلسطينية مليئة بصور زهوة عرفات، ابنة الزعيم الفلسطيني المشهور، بمناسبة تخرّجها من جامعة مالطا. تظهر زهوة في الصور وهي ترتدي ثوبا طويلا وقبعة تشير إلى انتهاء دراستها، وتعانق والدتها سُهى، جدتها، ريموندا الطويل، وكذلك القيادي في حركة فتح، محمد دحلان.

زهوة وسوعى عرفات
زهوة وسوعى عرفات

هناك صور لزهوة ودحلان وهما متعانقان، وحتى أن دحلان رفع صورة كبيرة في صفحته على الفيس بوك للسيدة سُهى، وعليها لافتة “ألف مبروك”، مهنئا وكاتبا تهنئة حارة: “غاليتي زهوة ببالغ الفرح علمت خبر تخرجك من جامعة مالطا اليوم، كنت أتمنى أن يكون ياسر عرفات حاضرا بيننا ليراكي بثوب التخرج فأنت من زاحمتي حب فلسطين في قلبه، بك رأى مستقبل شعبنا، من بسمتك استمد الأمل، ومن لمساتك الصغيرة استعاد العزيمة. زهوة يا ابنة فلسطين، اليوم أبارك لك جهدك، فأنت ابنة أبيكي ابنة هذا الشعب.. السلام لروحك ياسر عرفات، قائدنا ومعلمنا الأول..”

تهنئة دحلان لزهوة عرفات (لقطة شاشة)
تهنئة دحلان لزهوة عرفات (لقطة شاشة)

في الواقع، لا يدور الحديث عن تهنئة لزهوة، بل عن كلمات اشتياق لياسر عرفات. من أجل الحقيقة، رغم أن دحلان يعرف زهوة وكان على علاقة مع العائلة طيلة سنوات، فصورته مع زهوة وكذلك التهنئة التي نشرها في صفحته على الفيس بوك، تهدف إلى تقصير الطريق السياسي فقط، واستغلال مشاعر حنين الشعب الفلسطيني إلى زعيمهم الراحل.

وحافظ دحلان طيلة سنوات على علاقة متينة مع العائلة، ومع سهى بشكل أساسي، فالتقى مع العائلة في مناسبات كثيرة. الآن، بينما يجتاز نقطة تحوّل هامة فيما يتعلق بعودته إلى الحلبة السياسية الفلسطينية، وحتى أنه من المتوقع أن يعود إلى قطاع غزة وفق تقارير مختلفة، فلا شك أنه يستغل علاقته مع عائلة الرجل الذي يشكل رمزا للصراع الفلسطيني.

وبينما يعود أبو مازن بخيبة أمل من الإنجازات في مصر، يتفاخر دحلان بعلاقته مع عائلة عرفات آملا تجنيد أكبر قدر من الرأي العام الفلسطيني. وفق عدد اللايكات والمشاركات التي حظي بها في شبكات التواصل الاجتماعي يبدو أنه في الطريق الصحيح…

اقرأوا المزيد: 283 كلمة
عرض أقل
عشرة أشياء لم تعرفوها عن ياسر عرفات (AFP)
عشرة أشياء لم تعرفوها عن ياسر عرفات (AFP)

عشرة أشياء لم تعرفوها عن ياسر عرفات

علاقته مع والده العنيف، زواجه غير السعيد من سهى والشتائم التي شتمه بها رئيس الولايات المتحدة - في حياته الطويلة كان على ياسر عرفات أن يواجه تحدّيات كثيرة وصعبة

ستحلّ في الأسبوع القادم الذكرى السنوية الحادية عشرة لوفاة زعيم الشعب الفلسطيني، الذي اعتُبر مؤسس الحركة الوطنية الفلسطينية، ياسر عرفات. في هذه الفرصة نقدم لكم قراءنا الأعزاء عشر حقائق مثيرة للاهتمام ربّما لم تعرفوها عن أبو عمار.

1. كانت علاقة الطفل محمد ياسر عبد الرحمن عبد الرؤوف عرفات معقّدة وإشكالية مع والديه. وُلد في القاهرة، وبعد وفاة والدته زهوة فقطن عندما كان في الرابعة من عمره أُرسِل مع أخيه الأصغر فتحي ليسكن عند عمّه في حارة المغاربة في القدس. وعندما كبر، عاد إلى القاهرة. قالت شقيقته الكبرى، إنعام، لكاتب سيرة عرفات إنّ والدها كان يضربه بشدّة. كانت علاقته مع والده سيّئة جدّا، إلى درجة أنّه لم يحضر جنازته عام 1952، بل ولم يزر قبره في غزة أبدا.

بخلاف ذلك، بقيت أمه زهوة لديه كذاكرة بعيدة ودافئة، وبالفعل فقد سمّى ابنته الوحيدة فيما بعد على اسمها.

2. عام 1948 كان يقيم عرفات في القاهرة، وكان حريصا على المشاركة في المعارك ضدّ إسرائيل. تجمّع هو وأصدقاؤه الفلسطينيون في نادي الشباب الفلسطيني، وقرروا أنّ كل من أراد القتال فلينضمّ لإحراق الكتب الدراسية. حرق عرفات كتبه، وانضمّ إلى الحرب. وقد شارك في المعارك على جنوب قطاع غزة.

ياسر عرفات
ياسر عرفات

3. شكلت الهزيمة عام 1967، في الواقع، نقطة انطلاق عرفات مكانة الزعيم. مرّت علاقة عرفات بجمال عبد الناصر بمدّ وجزر. في بداية حياة عرفات العامة وفي الأيام الأولى لحركة فتح، اعتبر عبد الناصر عرفات خائنا بل وعميلا لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA. فقط بعد الهزيمة في حرب حزيران عام 1967 غيّر عبد الناصر رأيه، وتبنّى عرفات وحركة فتح.

4. يعرف الجميع عن زواج عرفات من سهى الطويل عام 1990. ولكن قبل نحو ثلاث سنوات، في شباط عام 2013، قالت سهى في مقابلة مع الصحيفة التركية “صباح” إنّها حاولت الطلاق من عرفات مائة مرة. وأضافت: “عارضت أمي هذا الزواج ولاحقا فقط أدركت لماذا. لو كنت أعلم ما سأمر به، بالتأكيد لم أكن سأتزوج منه”. ومع ذلك، أضافت سهى: “كانت الحياة معه صعبة، ولكن الحياة دونه أصعب”.

الزوجان عرفات: القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وزوجته السيدة سهى الطويل (HUSSEIN HUSSEIN / PPO / AFP)
الزوجان عرفات: القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وزوجته السيدة سهى الطويل (HUSSEIN HUSSEIN / PPO / AFP)

5. كان التتويج النهائي لعرفات كبطل عربي قومي بعد معركة الكرامة في آذار عام 1968، عندما كان الجيش الإسرائيلي في ذروة مجده. ورغم أنّ المعركة انتهت بمقتل 100 فلسطيني، ومئات الجرحى، وعشرات القتلى من الجيش الأردني، و 33 قتيلا فقط من الإسرائيليين – اعتُبرت المعركة هزيمة إسرائيلية واعتبر عرفات كمن قاد شعبه نحو النصر، وقد وقف إصراره ضدّ خنوع زعماء الدول العربيّة.

6. كان يُعتبر عرفات دائما في إسرائيل كإرهابي خطير، يطمح إلى قتل الإسرائيليين بشكل جماعي. حتى الاتفاقات مع إسرائيل لم تحسّن كثيرا من صورة عرفات في أوساط عامة الناس في إسرائيل. الأمر الوحيد الذي حسّن من صورته في إسرائيل هو برنامج ساخر من الدمى، سُمّي “هاحارتسوفيم” وسخر من السياسيين في إسرائيل. تم تقديم عرفات في البرنامج كعجوز محبوب ومرتبك ولكنه ماكر، وقد تحسّنت صورته في أوساط الإسرائيليين في السنوات التي تم بثّ هذا البرنامج فيها.

https://www.youtube.com/watch?v=67My-IB9JfQ

7. في أعقاب حرب عام 1973، أدرك عرفات أنّ الحركة الوطنية الفلسطينية لن تنجح أبدا في التقدّم واكتساب الشرعية الدولية إذا استمرت في الكفاح المسلّح ولم تقم بصياغة برنامج سياسي. هذا الإدراك هو الذي قاده ليقف في تشرين الثاني عام 1974 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وليصرّح قائلا: “لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون في يدي وببندقية الثائر في يدي، فلا تسقط الغصن الأخضر من يدي،لا تسقط الغصن الأخضر من يدي‎”‎‏.

https://www.youtube.com/watch?v=4VbiDLX1b6A

8. قيل كثيرا عن ميل عرفات للكذب أو لعرض أجزاء مشوّهة من الحقيقة. تحدث يسرائيل حسون مؤخرا، الذي كان نائب رئيس الشاباك وعضوًا في الوفد الإسرائيلي في كامب ديفيد، حول المحادثة التي جرت بين عرفات وبين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والتي كان حاضرا فيها.

فقال حسون: “تحدث عرفات عن طفولته في القدس، كيف كان يستيقظ صباحا، يذهب لإحضار الماء لوالدته من البئر، وبعد ذلك يذهب مشيا على الأقدام إلى المدرسة ويعود في الظهيرة. قال كلينتون إنّ ذلك رائع، وقلت أنا لكلينتون: سيدي، هناك مشكلة واحدة فقط. وهو أنّ المسافة التي قال لك إنّه اجتازها كل صباح هي 40 كيلومترًا من المشي. لو كان باستطاعة عرفات أن يمشي 40 كيلومترًا في ساعة وربع، فخذه للمارينز من اليوم”.

9. كان العقد بين عام 1982 و 1992 كما يبدو هو سنوات الانحسار الأعمق في قيادة عرفات، وذلك رغم اندلاع الانتفاضة في نهاية عام 1987. بدأ الانحسار منذ طرده من بيروت، واستمر في مجزرة صبرا وشاتيلا، والتقويض الذي لا ينتهي لقيادته لمنظمة التحرير الفلسطينية من قبل فصائل منافسة والصراع مع الرئيس السوري حافظ الأسد. في نهاية المطاف، وجد عرفات نفسه في حرب الخليج عام 1991 كمؤيد معزول لصدام حسين، وكانت مكانة منظمة التحرير الفلسطينية في الساحة الدولية منخفضة أكثر من أي وقت مضى. إن التوقيع على اتفاقيات أوسلو مع إسرائيل عام 1993 هو الذي أخرجه من الوحل فقط.

10. في السنوات التي سبقت وفاته، أصبح عرفات منفيّا من قبل المجتمع الدولي. خلافا للرئيس الأمريكي كلينتون، الذي أعطى الشرعية لعرفات واستضافه في البيت الأبيض، كره الرئيس جورج بوش عرفات واعتبره عاملا إشكاليا.

رئيس الحكومة السابق أريئيل شارون ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، عام 1998 (Flash90)
رئيس الحكومة السابق أريئيل شارون ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، عام 1998 (Flash90)

وقد تحدث دوف فايسغلاس، رئيس مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي حينذاك أرئيل شارون، كيف تحدث بوش عن عرفات: “أدرك بوش أن عرفات هو عقبة. وقد استخدم مصطلحا مأخوذا من عالم الملاكمة الأمريكية. قال: ‘‏We are going to kick the shit out of him‏’، أي إنّه (عرفات) سيتلقّى الكثير جدّا من الضربات حتى تخرج إفرازات معينة – والتي تخرج في الوضع الطبيعي بإرادة الشخص – من جسده من تلقاء نفسها”.

اقرأوا المزيد: 818 كلمة
عرض أقل
زهوة عرفات مع والدتها سهى (Facebook)
زهوة عرفات مع والدتها سهى (Facebook)

“الأميرة” زهوة عرفات

أدهشت أحدث إطلالة إعلامية لابنة القائد الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، كل من بحث عن وجوه التشابه بينها وبين نضال عرفات وتواضعه

13 نوفمبر 2014 | 11:16

أدهش أول ظهور إعلامي لزهوة عرفات، ابنة الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، على قناة “الغد العربي”، الشارع الفلسطيني والعربي على حد سواء، فبدا خلال المقابلة معها انها لا تجيد نطق اللغة العربية، وتعيش في رخاء، بعيدا عن عناء رام الله وغزة. وعكست تعليقات المشاهدين للفيديو اندهاشا وحسرة على ما تبقى من تواضع عرفات وشخصيته الثورية.

وخلال حديث قصير عن حياتها في الفيديو، والأرجح أن ذلك مقصود، إذ أراد معدّو الحلقة أن لا تتكلم الفتاة كثيرا، برزت الحقيقة أن زهوة لا تتكلم العربية أو أن البيئة التي نمت فيها لم تتلكم العربية معها، لأن نطقها للغة الضاد يتنافر كليا مع الضاد والراء والقاف، ناهيك عن اللهجة الفلسطينية.

وعبّر عن ذلك أحد المعلقين كاتبا ” اعرفي احكي عربي اول … كتيغ بشتااء!!”، متحسرا “الله يرحم ترابه ابو عمار كان مثال للتواضع مش هيك ﻻزم يكونو وﻻده”. وكتب آخر حانقا ” بنت زعيم العرب مبتعرفش تحكي عربي”.

شاهدوا المقطع:
https://www.youtube.com/watch?v=kpy-0BxAEAw

ويلاحظ مشاهد الفيديو أن البعد الذي تعيشه زهوة عن القضية الفلسطينية، لا يكمن في إجادة اللغة العربية فحسب، فهي تعيش حياة “أميرة”، تحتسي الشاي في بيت مبهرج وتعزف على البيانو، أي حياة ارستقراطية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وأبدى معلقون كثريون أسفهم على ميراث الرئيس الراحل عرفات، متسائلين إن كان لعرفات دورا في حياة ابنته أصلا.

وقد يقول أحدهم أن العنوان الذي اختاره معدو المقابلة مع زهوة، ظلم الفتاة أكثر منه مدحها، فكل من اعتقد أنه سيرى فتاة ثورية “على خطى والدها”، اصطدم بواقع مختلف، بفتاة “على خطى أمها” كما اقترح أحد الإعلامين العرب في صحيفة الأخبار.

اقرأوا المزيد: 238 كلمة
عرض أقل
سهى عرفات تقف بجانب أبنتها زهوة عرفات (AFP)
سهى عرفات تقف بجانب أبنتها زهوة عرفات (AFP)

أرملة “أبو عمار”: سهى عرفات

مع مضي عشر سنوات على موت الرئيس الفلسطيني، الراحل ياسر عرفات، نلقي الضوء من الداخل على الحياة، المثيرة للجدل، لزوجته سهى، حياة بذخ لم ترق لكثير من الفلسطينيين

يجتمع، هذه الأيام، الكثير من الفلسطينيين في رام الله للاحتفال بالذكرى السنوية للرئيس الراحل، ياسر عرفات، المكان الذين لن تطأه أبدًا ثانية زوجته سهى وابنته زهوة. ستكتفي سهى، اليوم على ما يبدو فقط بالتحدث عن هذه الذكرى فقط من خلال مقابلات مع وسائل الإعلام العالمية من مكان تواجدها في مالطا.

سهى عرفات (AFP)
سهى عرفات (AFP)

احتل اسم السيدة عرفات عناوين الصحف مرات كثيرة إن كان بسبب صلتها العائلية، علاقتها بياسر عرفات، الزواج الذي بقي سرًا مدة عامين، علاقتها المهينة مع بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية، نشاطها الاجتماعي لدعم مكانة المرأة الفلسطينية، حربها الدائمة ضد إسرائيل وتصريحاتها، غير المسبوقة، ضد حكومة إسرائيل، أسلوب حياتها المبهرج والباذخ وبالطبع ادعاءاتها بأن إسرائيل هي التي سممت رمز الثورة الفلسطينية وقتلته. وأيضًا برز اسمها في العناوين نتيجة علاقتها السيئة مع زوجة زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي السابق، ليلى الطرابلسي.

شابة واسمها سهى داوود الطويل

لكي نفهم شخصية سهى علينا أن نعود بالزمن للوراء. وُلدت في القدس، اسمها سهى داوود الطويل، لعائلة مسيحية ثرية. والدها، داوود الطويل، درس في جامعة أُكسفورد وورث ثروة كبيرة نتيجة نشاطات مصرفية. والدتها، ريموندا الطويل، شاعرة وطنية فلسطينية، وكانت أيضًا ناشطة سياسية. كانت هي المسؤولة عن تشغيل خدمات الطباعة في القدس.

تعلمت في دير رهبان في القدس، ومن ثم في السوربون في باريس. قامت والدتها بتقديمها لعرفات في العاصمة الأردنية عمان حين عملت سهى هناك كصحفية. لاحقًا استدعاها ياسر عرفات لتقوم بمهمات متعلقة بمجال العلاقات العامة لصالح منظمة التحرير الفلسطينية. ومع مرور الوقت تم تعيينها مستشارة الرئيس للشؤون الاقتصادية.

زواجها السري من عرفات

الزوجان عرفات: القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وزوجته السيدة سهى داوود الطويل عرفات (AFP)
الزوجان عرفات: القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وزوجته السيدة سهى داوود الطويل عرفات (AFP)

خلال عملها الملاصق للرئيس أُغرمت به وتزوجت منه في 17 تموز عام 1990 حين كان عمرها 27 عامًا وكان عمره هو 61 عامًا. كان الزفاف عبارة عن طقوس سرية تمت في مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس. اعتنقت الدين الإسلامي بعد زواجها بفترة قصيرة. ظل هذا الزواج سرًا لمدة عامين. كان عرفات لسنوات طويلة يُصرح ويقول بأنه ليس معنيًا بالزواج لأنه “متزوج من القضية الفلسطينية”. ذكرت أرملة عرفات، خلال لقاء أجرته معها صحيفة تركية، بعد سنوات من موت ياسر عرفات؛ عام (2013)، إنها نادمة على زواجها من الرئيس الفلسطيني. وقالت إن زواجها منه جلب عليها الكثير من الشائعات والأقاويل التي ظلت تلاحقها “بالنسبة لي ذلك كان قدرًا. حاولت أن أتركه مئات المرات، لكنه لم يسمح لي. حتى أثناء وجوده معي، كان علي أن أحمي نفسي. كنتُ أُهاجم بشدة من قبل مروجي الإشاعات. بدأت الإشاعات فعليًا على إثر الانتفاضة (الثانية)”، التي عادت. “كان ياسر يحارب ضد أقوى معسكر، وأنا كنتُ الخلية الأضعف”.

أسلوب حياة باذخ ومثير للحسد

سهى عرفات: أسلوب حياة باذخ ومثير للحسد (AFP)
سهى عرفات: أسلوب حياة باذخ ومثير للحسد (AFP)

انتقلت السيدة عرفات، بعد اتفاقات أوسلو وعودة أبو عمار إلى القيادة الفلسطينية، مع زوجها إلى غزة.‎ أنشأت وقامت بإدارة جمعية لمساعدة الفلسطينيين، واستخدمت وسائل سياسية من أجل تحسين وضع النساء في المجتمع الفلسطيني. أنجبت سهى، في تاريخ 24 تموز عام 1995، ابنتها زهوة في باريس، التي تمت تسميتها زهوة تيمنًا بأم ياسر عرفات التي ماتت بينما كان عمره أربع سنوات.

بعد سنوات من موت ياسر عرفات؛ ذكرت سهى إنها نادمة على زواجها من الرئيس الفلسطيني. وقالت إن زواجها منه جلب عليها الكثير من الشائعات والأقاويل التي ظلت تلاحقها. “حاولت أن أتركه مئات المرات، لكنه لم يسمح لي”.

أغضب قرار السيدة عرفات، بأن تُنجب ابنتها زهوة في مستشفى فرنسي، الكثير من الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف صعبة في قطاع غزة، وخاصةً بعد أن قالت إن الظروف الصحية في المستشفيات الفلسطينية “مريعة”.

انتقلت السيدة عرفات وابنتها، مع بداية الانتفاضة الثانية، للعيش في باريس مع والدتها. أغضب خروجها الكثير من الفلسطينيين الذين ادعوا أنها هربت من المصاعب اليومية الحياتية في غزة لكي تعيش حياة الوفرة في فرنسا على حساب أموال الفلسطينيين. تم توزيع تقارير، نشرتها وسائل إعلامية عربية وغربية، تتعلق بجولات التسوق التي كانت تقوم بها سهى، على شكل بيانات على مواطني قطاع غزة.

https://www.youtube.com/watch?v=pY3RTuy4h3A

كانت عرفات تصبغ شعرها بين الحين والآخر، مقابل مبلغ كبير لدى مصفف شعر فرنسي معروف، وأسلوب حياتها الاجتماعي كان مرموقًا – بخلاف نمط حياة أبو عمار، الذي كان رمزه البذلة العسكرية وهوس استحواذي بما يخص السياسة. حتى أن عرفات تذمرت من كون أبو عمار لم يقدم لها مجوهرات وكان يعيش حياة البخلاء. وذكرت مرة في لقاء نادر لها قائلةً: “حين كنت أتذمر من كوني مهملة، كان يعرض علي تذكارات ورموز خاصة بـ “الثورة الفلسطينية””.

من أين حصلت سهى على ثروتها الكبيرة؟

صرحت السلطة الفلسطينية بأنها تخصص 100000 دولار للسيدة عرفات، شهريًا وبأن مصدر تلك الأموال بغالبيتها من المساعدات الدولية

شغل هذا السؤال بال الكثير من الفلسطينيين وكل من حاول الحفر باتجاه جذور هذه المسألة من أجل البحث فيه كان “يُصلب”. كتب الصحفي الفلسطيني خالد عمايرة مقالة استثنائية له، في موقع “معًا”، عام 2007، بعد موت عرفات بثلاث سنوات وتضمنت المقالة الكثير من الأحاديث عن سرقة أموال ورشاوى تم تناقلها بين موظفين مسؤولين ومستشارين كبار في فتح والسلطة الفلسطينية إلى حسابات الزوجين السرية. المغزى العام لتلك المقالة الشاملة كان أنه هناك ما يدعو للقيام ببحث أعمق فيما يتعلق بالسيدة عرفات وإن كانت هناك شكوك مبررة وأدلة أن تتم محاكمتها.

سنستعرض هنا بعض المعطيات المخيفة المتعلقة بحياة البذخ: صرحت السلطة الفلسطينية بأنها تخصص 100000 دولار للسيدة عرفات، شهريًا وبأن مصدر تلك الأموال بغالبيتها من المساعدات الدولية. اتهمت سهى، رغم عدم إنكارها لتلقيها الأموال، رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، أريئيل شارون، بالترويج لتلك القصة.

تنقلت السيدة عرفات وابنتها ووالدتها بين شقتين فاخرتين في باريس. إحدى الشقتين كانت عبارة عن طابق كامل في فندق فاخر – فندق بريستول. كُلفة الشقة، التي كانت مُكوّنة من جناح واحد و 19 غرفة، كانت 16000 دولار مقابل الليلة الواحدة.

https://www.youtube.com/watch?v=6ef0RitAEBs

سيطر رئيس السلطة الفلسطينية عرفات على حسابات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تبلغ قيمتها ما بين 300 مليون دولار – 11 مليار دولار. امتنع عن استخدام تلك الأموال لأغراضه الشخصية وحافظ على نمط حياة متقشف. كانت تُستخدم تلك الأموال أحيانًا لشراء ولاء بعض القادة الفلسطينيين.

صرح باحثون فرنسيون عام 2004، قبل أشهر معدودة من موت ياسر عرفات، بأنهم فتحوا تحقيقًا يتعلق بتحويل نحو 11.5 مليون دولار إلى حساب سهى عرفات. عندما سُئلت عرفات عن هذا المبلغ الكبير من الدولارات أجابت غاضبة: “ما المشكلة إن أرسل لي زوجي بعض النقود؟ أعمل هنا في باريس، لصالح شعبي”.

ذكرت صحيفة “صانداي تايمز” البريطانية عام 2004 بأن علاقة سهى عرفات بطاقم أبو عمار كانت علاقة سيئة جدًا. أضافت الصحيفة القول إن معظم ثروة عرفات في سنوات الثمانينات كانت من صفقات مخدرات في لبنان، تلك الأموال التي تم صرفها للحفاظ على ولاء حلفائه.

سهى عرفات تقف الى جانب الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات ،وهو يلقي خطاباً أمام الباب جون بول الثاني عام 2000 (AFP)
سهى عرفات تقف الى جانب الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات ،وهو يلقي خطاباً أمام الباب جون بول الثاني عام 2000 (AFP)

رفضت زوجة عرفات، قبل موت ياسر عرفات بفترة قصيرة، أن تسمح بدخول قادة فلسطينيين إلى غرفة المستشفى حيث كان يرقد فاقدًا الوعي. سمحت بعد مفاوضات حثيثة لرئيس الحكومة في حينه، أحمد قريع (أبو علاء) وبمرافقة رئيس حراس عرفات، بدخول الغرفة. كان مستشارها في تلك الفترة هو بيير رزق، الذي كان أحد الشخصيات البارزة في خلال الحرب الأهلية في لبنان. أصبح رزق محامي سهى عرفات في الشؤون المالية. ذكرت الوسائل الإعلامية أن رزق كان مُقربًا جدًا منها وساعدها بالحصول على مخصصات شهرية وصلت قيمتها إلى 1.8 مليون دولار، بالإضافة إلى دفعة أولية بقيمة 20 مليون دولار مقابل مساعدتها بإيجاد الأموال الفلسطينية.

مرض وموت ياسرعرفات

ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأن عرفات أعطى زوجته وصية سياسية ذكر فيها فاروق القدومي كوريث له. لم يتم التأكد من صحة هذا الخبر أبدًا حتى الآن

احتل اسم سيدة فلسطين الأولى عناوين الصحف ثانية مع نقل ياسر عرفات المريض إلى مستشفى في فرنسا. تشاجرت سهى، بينما كان زوجها يرقد فاقدًا الوعي، مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية، من بينهم نبيل شعث، محمد عباس وأبو علاء واتهمتهم بأنهم يحاولون دفنه وهو لا يزال على قيد الحياة.

ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، في تلك الفترة الحرجة قبل موت عرفات، بأن عرفات أعطى زوجته وصية سياسية ذكر فيها فاروق القدومي كوريث له. لم يتم التأكد من صحة هذا الخبر أبدًا حتى الآن.

المراسم التي أُعدت لاستقبال جنازة ياسر عرفات في القاهرة (AFP)
المراسم التي أُعدت لاستقبال جنازة ياسر عرفات في القاهرة (AFP)

كانت سهى فاعلة جدًا في ترتيبات جنازة أبو عمار. حضرت هي وابنتها المراسم التي أُعدت لاستقبال جنازته في القاهرة.‎ إلا أنهما لم تحضرا جنازته الجماهيرية في رام الله، لأسباب أمنية. كان لتلك المخاوف الأمنية ما يبررها إذ أطلق مؤبنون النار في الهواء الأمر الذي أدى إلى إصابة تسعة أشخاص بجروح وكانت حالة أحد المصابين خطيرة. كانت مظاهر الفوضى تلك تُعبّر عن حزن الفلسطينيين.

تقيم سهى اليوم مع ابنتها زهوة في مالطا وذلك بعد أن تركت تونس بسبب علاقتها السيئة مع زوجة الرئيس السابق، ليلى الطرابلسي. قُدرت الاستثمارات التي سحبتها عرفات من تونس بـ 40 مليون دولار وتم سحب ذلك المبلغ دفعة واحدة بعد المشاكل التي عصفت بالعالم العربي. يعود اسمها، كل عام وفي ذكرى وفاة الرئيس، للظهور في عناوين الصحف إن كان من خلال اتهامها لإسرائيل بقتل الرئيس أو اتهام حماس بتجاهلها لمراسم إحياء ذكرى الرئيس أو تفاصيل أُخرى تتعلق بالحياة الباذخة للمرأة التي كانت حتى قبل 10 سنوات “سيدة فلسطين الأولى”.

اقرأوا المزيد: 1330 كلمة
عرض أقل