هذه هي المرة الأولى منذ عام 1967 التي تسعى فيها إسرائيل إلى تقليص منطقة نفوذ بلدية القدس. في حال تمت الموافقة على البرنامج الاستثنائي، الذي يدفعه الوزير زئيف ألكين من حزب الليكود، فستخضع كل الأحياء الفلسطينية وراء جدار الفصل لمجلس محلي واحد، مستقل عن القدس.
يتضمن البرنامج الذي كشفت عنه صحيفة “هآرتس” اليوم مخيّم اللاجئين شعفاط والبلدات المحاذية له في شمال شرق القدس، وبلدة كفر عقب شمال القدس، وقرية الولجة في جنوب القدس، وجزءا من بلدة السواحرة. لا أحد يعرف عدد السكان في هذه المناطق، لكن تشير التقديرات إلى أنه يتراوح ما بين 100 – 150 ألفا؛ يحمل ما بين ثلث وحتى نصف هؤلاء السكان الفلسطينيين بطاقة الهوية الزرقاء، أي أنهم يتمتعون بمكانة مقيمين.
يشار إلى أنه منذ بناء جدار الفصل في القدس، قبل نحو 13 عاما، جرى عزل المناطق الفلسطينية (باستثناء الولجة، التي يتم فيها إكمال الجدار في هذه الأيام فقط)، رغم أنها تشكل جزءا من منطقة نفوذ بلدية القدس. في أعقاب إقامة جدار الفصل توقفت البلدية، الشرطة، وسائر السلطات الإسرائيلية عن تزويد خدماتها مثل إخلاء النفايات. لم تعد الشرطة مسؤولة عن هذه المناطق تقريبا، ولم يعد البناء مراقبا، وطرأت أعطال صعبة على البنى التحتية. أقيمت عشرات آلاف الوحدات السكنية متعددة الطوابق دون تصاريح بناء، وقد بدأت تنشط منظمات الجريمة والتجارة بالمخدرات في هذه المناطق.
ولفت ألكين إلى أن الوضع في هذه الأحياء مأسوي وإلى أنها تشهد اكتظاظا سكانيا (“الوضع أسوأ من تل أبيب” وفق أقواله). ولكن الدافع لديه ليس إنسانيا فحسب، بل هو دافع متعلق بالصراع الديمغرافي بين اليهود والعرب في القدس والزيادة الكبيرة في عدد الفلسطينيين.
وفق التقديرات في المنظومة السياسية، فإن رئيس بلدية القدس، نير بركات، هو مَن سيعارض هذه الخطوة بشدة. فمن المتوقع أن تخسر بلدية القدس برئاسته ميزانيات كبيرة بعد عزل الأحياء الفلسطينية. ومن المفترض أيضا أن تعارض هذه الخطوة السلطة الفلسطينية، وأن تعرب أنها تهدف إلى تهويد القدس من خلال إبعاد السكان الفلسطينيين منها، رغم أنه وفق أقوال إلكين أيضا، قد تخفف هذه الخطوة نقل السيطرة على الأحياء الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية، مع ذلك، قد لا يكون السكان معنيين بهذا البرنامج، لأنهم يتمتعون في يومنا هذا بحقوق اجتماعية مثل التأمين الصحي، الدفعات المختلفة، وخدمات الرفاه، بصفتهم سكان إسرائيليّين.