ريهام دوابشة

موشيه يعلون (Avshalom Shohani/POOL)
موشيه يعلون (Avshalom Shohani/POOL)

وزير الدفاع السابق يشن هجوما لاذعا ضدّ المستوطنين

وزير الدفاع السابق، يعلون، يشن هجوما حادا ضد رؤساء المستوطِنين المتطرّفين ويتهمهم بجولة القتال الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين

شن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه (بوغي) يعلون، هجوما لاذعا ضد وزراء في الحكومة وأعضاء حزب الليكود في مؤتمر عُقِد أمس (السبت) في إحدى المدن المركزية في إسرائيل. كشفت وسائل الإعلام عن أقواله التي ادعى فيها أن حكومة إسرائيل مسؤولة عن قتل عائلة دوابشة وعن العملية التي أسفرت عن مقتل الزوجين هنكين، ومنذ ذلك الحين ثارت عاصفة وغضب كبيرا ضد يعلون، الذي لا ينجح حتى الآن في العثور على طريقه السياسية، بعد أن أقاله نتنياهو من منصب وزير الدفاع.

“أيدينا مُلطخة بدماء عائلة الدوابشة في قرية دوما، وبقتل الزوجين هنكين اللذين قُتِلا انتقاما على ما حدث في دوما”، قال يعلون.

وهاجم أيضا وزير التربية، نفتالي بينيت، مدعيا أنه يمثل اليمين المتطرّف في حكومة نتنياهو، التي سعت إلى إقالته من منصبه دون إنذار مسبق وعينت وزير الدفاع الحاليّ، أفيغدور ليبرمان مكانه.

وتطرق يعلون إلى إخلاء منازل المستوطِنين في بيت إيل، شمال رام الله، الذي جرى قبل نحو عامين قائلا: “عندما وصل الجنود وأفراد الشرطة إلى هذه المنازل لإخلائها، ألقى شبان (يهود) عليهم الحجارة وأكياس مليئة بالبول، وقف وزير التربية، بينيت، على السطح وناشد بشن هجوم ضد المحكمة العُليا، فلا عجب أن تلي هذه الأعمال حالات تتضمن قطع أشجار الزيتون التابعة للعرب، حرق المساجد أو الكنائس، وحرق عائلة في دوما”.

زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت (Roy Alima/Flash90)
زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت (Roy Alima/Flash90)

وهاجم يعلون في أقواله لاحقا أعضاء حزبه سابقا متطرقا إلى أقوال وزيرة التربية والثقافة ميري ريغيف، قائلا: “أشعر بالغضب عندما أسمع وزيرة في حكومة نتنياهو تقول علينا السيطرة على وسائل الإعلام”. وأضاف: “حتى أن أردوغان لا يجرؤ على ذكر أقوال كهذه، فرغم أنه يريد ذكرها، لا يقولها، إلى أين وصلنا في هذه الأيام؟”.

ومنذ وقت طويل، يطالب يعلون بإقالة نتنياهو من منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية بسبب قضايا الفساد الكثيرة المتورط فيها موضحا أنه “جماهيريا، على نتنياهو الاستقالة فورا. آن الأوان، لكي يحظى الإسرائيليون برئيس حكومة لا يخضع لأية تحقيقات”.

وشن زعماء المستوطنين هجوما خطيرا ضد يعلون موضحين أن الحديث يدور عن سياسي فاشل لا يحظى بنجاح كبير في السياسة الإسرائيلية لأن آرائه ليست مقبولة وأنه يهاجم الآن المستوطِنات لكسب تأييد اليسار الإسرائيلي. هناك مَن أدعى أيضاً، أن يعلون سينضم في الانتخابات القادمة، على ما يبدو، إلى رئيس حزب العمل الجديد، آفي جباي، أو إلى رئيس حزب “هناك مستقبل”، يائير لبيد.

اقرأوا المزيد: 342 كلمة
عرض أقل
أحمد ألدوابشة يعود إلى بيته (موقع "شبكة فلسطين الاخبارية")
أحمد ألدوابشة يعود إلى بيته (موقع "شبكة فلسطين الاخبارية")

أحمد الدوابشة يعود إلى بيته

بعد عام من صراعه على حياته، والناجي الوحيد من العملية الإرهابية المروعة التي حدثت في قرية دوما في الضفة، أصبح الآن على وشك التسريح من المُستشفى

احتُفل هذا الأسبوع، في المُستشفى الإسرائيلي تل هشومير، بعيد ميلاد الطفل أحمد الدوابشة السادس، وهو الناجي الوحيد في عملية حرق بيته والتي خسر فيها والدته رهام ووالده سعد وشقيقه علي. كانت هذه المرة هي الأولى التي يحتفل فيها أحمد بعيد ميلاده دون أهله، وكان إبلاغه بتسريحه المتوقع من المستشفى غدًا (الجمعة) أجمل هدايا عيد ميلاده.

تمكن أحمد، على الرغم من وضعه الخطير بعد تلك العملية، من النجاة ولكنه الآن يخضع لعملية إعادة تأهيل طويلة تبعث التفاؤل. كان في العام الأخير يخضع للاستشفاء في قسم الأطفال في مُستشفى “تل هشومير”، وأجري له العديد من العمليات الجراحية لإنقاذ حياته، وعمليات إعادة تأهيل.

يرافق أحمد، طوال عملية إعادة تأهيله، جده، حسين الدوابشة. قال حسين، الذي شكر الأطباء الذين أنقذوا حياة حفيده: “نحن الآن عائلته الوحيدة، ولن أتخلى عنه طيلة حياتي.” قبل أشهر فقط عرف أحمد أن أهله أفراد عائلته الحياة. قال الجد حسين: “سألتْه أخصائية نفسية إسرائيلية عن والديه، فأجابها أنهما في الجنة”.

لن تكون العودة إلى قرية دوما أمرًا سهلاً بالنسبة لأحمد وعائلته. يقول حسين بخصوص ما تبقى من منزل عائلة الدوابشة في دوما، بعد أن قام إرهابيون يهود بحرقه: “يصعب علينا أن نرى منظر البيت المحروق”. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي، نتنياهو، قد وصف عملية إحراق البيت في دوما بأنها “عملية إرهابية بكل معنى الكلمة”.

اقرأوا المزيد: 200 كلمة
عرض أقل
عمليات تدفيع الثمن ضد الممتلكات الفلسطينية (Flash90)
عمليات تدفيع الثمن ضد الممتلكات الفلسطينية (Flash90)

لوائح اتهام ضد الخلية الإرهابية اليهودية

7 أعضاء خلية إرهابية يهودية مُتهمين بارتكاب سلسلة من جرائم الكراهية ضد الفلسطينيين: إلقاء قنابل غازعلى بيت فلسطيني، إحراق مركبات، وكتابة شعارات تحريضية

قُدمت اليوم (الإثنين) لوائح اتهام، إلى محكمة إسرائيلية، ضد الموقوفين السبعة، من بينهم جندي وقاصرَين، الذين اعتُقلوا في الأسابيع الأخيرة بتهمة تورطهم في جرائم على خلفية قومية.‎ تم فرض منع نشر على معظم تفاصيل القضية. يُعزى للمُتهمين القيام بـ 13 جريمة عنف مُختلفة.

وُجهت للموقوفين، من بين تُهم كثيرة، تهمة الانتماء إلى مجموعة محظورة، تخريب مقصود، إلقاء الحجارة على سيارات بهدف إلحاق الأذى، حيازة سلاح، والقيام بعمليات عنف على خلفية قومية عنصرية.

هناك من بين الموقوفين في هذه القضية قاصر عمره 16 عامًا وقاصر آخر عمره 17 عامًا، ووجهت تجاههما تُهم الاعتداء على فلسطينيين. نفذ القاصران، وفقًا للائحة الاتهام، عملية على خلفية كراهية كردة فعل على التحقيق في جريمة قتل عائلة دوابشة في قرية دوما.

وكان المُحامي الموكل للدفاع عن بعض المُتهمين بالقضية قد صرّح أن “الحديث يدور عن لائحة اتهام إضافية ناتجة عن تحقيق تم ضمن خرق واضح لحقوق الموقوفين”.

تم، وفقًا لمُعطيات الشاباك، رصد زيادة في عمليات التخريب ضد أملاك تابعة للفلسطينيين، إلقاء زجاجات حارقة، رشق الحجارة باتجاه سيارات تابعة للفلسطينيين على الشوارع، وإلحاق أضرار بأشجار الزيتون. وقالت مصادر في الشاباك إنه مع التعمق أكثر في التحقيق بقضية عائلة دوابشة وتقديم لوائح اتهام ضد أعضاء البنية التحتية للإرهاب اليهودي، قد زادت الجرائم التي تُرتكب على خلفية قومية من الجانب اليهودي.

اقرأوا المزيد: 198 كلمة
عرض أقل
استعراض تمثيلي للمستوطنين: الطرق التي ينتهجها الشاباك في عمليات التحقيق (Flash90/Tomer Neuberg)
استعراض تمثيلي للمستوطنين: الطرق التي ينتهجها الشاباك في عمليات التحقيق (Flash90/Tomer Neuberg)

المتّهم بقتل الدوابشة: “أُجبِرتُ على سماع غناء النساء”

عميرام بن أوليئل يتحدث كيف اعترف بجريمة القتل في قرية دوما بعد التعذيبات التي مرّ بها، والتي اشتملت على الجلوس في وضعيات مؤلمة وسماع نساء يغنّين وهو أمر محرّم وفقا للتعاليم اليهودية

22 فبراير 2016 | 14:58

ادّعى عميرام بن أوليئل، المتهم الرئيسي في قتل أفراد عائلة الدوابشة في تموز بقرية دوما في الضفة الغربية، أنّ الشاباك الإسرائيلي قد مارس تعذيبات جسدية ونفسية ضده، ممّا جعله يعترف بعملية القتل رغم أنه لم يرتكبها.

تحدث بن أوليئل عن العنف الجسدي والنفسي الذي مارسه ضده المحقّقون في التسجيل الذي نُشر أمس (يوم الأحد) في القناة الثانية الإسرائيلية. وقال إنّه مرّ بتعذيبات كثيرة، بدءًا من سماع غناء النساء ووصولا إلى الجلوس بوضعيات مؤلمة.

ويُسمع صوت أوليئل في المقطع وهو يقول: “لقد حقّقوا معي، لم أتعاون معهم حتى أنهم اكتشفوا أيضا أنّني أحرص على ألا أسمع غناء النساء. ومن ثم قرّروا، ببساطة، تشغيل الراديو”. وأضاف: “طلبت منهم الكفّ، ولم يلبوا ذلك. قمت لوقف تشغيل الراديو، فتهجّموا عليّ، ومن ثم ضربوني، وقيّدوا يديّ وقدميّ، وضغطوا على جسمي في أماكن مؤلمة”.

وأضاف بن أوليئل أنّه في وقت لاحق دخلت محقّقة إلى غرفته وبدأت تغني على مسمعه، بخلاف رغبته. ولاحقا، بعد حصول المحققين على موافقة قضائية لممارسة طرق تحقيق صارمة جدّا ضدّه، أُجبر بن أوليئل على الجلوس في وضعيات مؤلمة.

وقال بن أوليئل بخصوص تصرّف المحقّقين: “أمسك بي أحدهم من قميصي وقال: سأكون بمثابة كابوس لك، سنشرب دمك من أذنيك”.

وبن أوليئل هو نجل حاخام شهير في المجتمع المتدين القومي في إسرائيل، ومعروف عنه أنه شاب تسرّب من الأطر التعليمية الرئيسية وانضمّ إلى مجموعات المستوطنين المتطرّفة والتي تعمل في الضفة الغربية.

ونسبت لائحة الاتهام المقدّمة ضدّ بن أوليئل له ثلاث جرائم قتل، جريمتَين لمحاولة قتل، جريمتَين للتحريض والتآمر لتنفيذ جريمة قتل لدوافع عنصرية. وكشفت لائحة الاتهام كيف خطّط للعملية متجها في تلك الليلة إلى قرية دوما، ومزوّدا بزجاجات حارقة، والتي ألقاها نحو المنزل بهدف قتل المقيمين فيه.

اقرأوا المزيد: 257 كلمة
عرض أقل
منزل عائلة الدوابشة (Flash90)
منزل عائلة الدوابشة (Flash90)

هل يستخدم الشاباك التعذيب خلال التحقيق في حرق عائلة الدوابشة؟

رغم اعتقال المشتبه بهم في الأسبوع الماضي والذي علّق آمالا كبيرة لحلّ واحدة من أخطر قضايا الإرهاب اليهودي منذ أي وقت مضى، فالأدلة ليست واضحة وأسر المعتقَلين متأكدة من براءتهم

07 ديسمبر 2015 | 13:46

منذ أن سُمح في الأسبوع الماضي بالنشر أنّ إسرائيل اعتقلت مشتبها بهم في قضية قتل وحرق عائلة الدوابشة في قرية دوما في الضفة الغربية، ازداد الأمل بأنّ تصل هذه القضية إلى حلّ سريع. ولكن يبدو أنّ الطريق لا تزال بعيدة لحلّ هذه القضية.

وقد كتب الصحفيان حاييم لفينسون وعاموس هرئيل صباح اليوم في صحيفة “هآرتس” أنّ الشاباك قد يضطر إلى استخدام “وسائل تحقيق استثنائية” لم تُستخدم حتى الآن ضدّ اليهود أثناء التحقيق معهم منذ قرار المحكمة العُليا في إسرائيل في قضية قبل نحو 16 عاما.

مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي متأكدون من أنهم نجحوا في اختراق شبكة سرية من المستوطنين المتطرفين، الذين وضعوا لأنفسهم هدفا وهو إسقاط الحكومة الإسرائيلية لأسباب دينية. وقد قال مسؤول عمل سابقا في جهاز الأمن صباح اليوم في مقابلة مع إذاعة الجيش إنّ “هدف هذه المجموعة هو تغيير دولة إسرائيل عما هي اليوم والتمرّد على مؤسسات الدولة”.

ويدّعي أقارب وأصدقاء المعتقَلين، والذي مُنع نشر هوياتهم، بأنّهم مظلومون وليست لهم علاقة بعملية القتل المقيتة. أجرت حماة أحد المعتقَلين مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية يوم السبت الماضي وصرّحت بأنّ زوج ابنتها وقع ضحية وهو ليس مجرما، وقالت: “يبحثون عن ضحية ليست لها أية علاقة بذلك الحدث – أنا مقتنعة أنّ العرب هم من نفّذ هذه العملية، وهذه ليست الطريق اليهودية. لا أعلم لماذا يتّهمونه هو وسائر أصدقاءه تحديدا”.

وتشيع في الوسط الاستيطاني أنباء غير موثوقة بأنّ محقّقي الشاباك يسيؤون للشبان ويمارسون عليهم ضغوطا غير مشروعة. وقد تظاهر يوم السبت مئات الأشخاص خارج منشأة أمنية في وسط البلاد، احتجاجا على الاعتداء على المعتقلين وانتهاك حقوقهم. ويذكر أن المعتقَلين ممنوعين من لقاء المحامين ولم يمثُل بعضهم أيضا أمام المحكمة.

ومع ذلك، فالأجهزة الأمنية متأكدة من هوية القتلة ولكنها لا تزال تجد صعوبة في تحويل المعلومات التي بحوزتها إلى أدلة مقبولة في المحكمة. نُشر في الأسبوع الماضي كلام منقول على لسان مسؤول أمني قال إنّ منفّذي العملية الإجرامية خبراء في إخفاء المعلومات ويعلمون تماما ماذا يحدث في غرف التحقيق، ولذا سيكون من الصعب إدانتهم.

ترتكز القضية الآن حول موضوع الأدلة. ويعتقد لفينسون وهرئيل أنّه في هذه الحالة “هناك تقاطع لعدة مصالح، ستؤدي إلى ضغوط كبيرة على المحققين لفكّ رموز عملية القتل في دوما بسرعة وتمكين تقديم لوائح اتهام”.

اقرأوا المزيد: 339 كلمة
عرض أقل
روني هيرشنزون وحسين دوابشة (دانة كوبل)
روني هيرشنزون وحسين دوابشة (دانة كوبل)

من دماء قلوبهم

حسين فقد ابنه وزوجة ابنه وحفيده حرقا في حادثة الإرهاب في قرية دوما، وروني فقد ابنين، واحد في عملية وثان خلال خدمته العسكرية. رغم ذلك، ما زال الاثنان يؤمنان بإمكانية الحياة المشتركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حياة قائمة على المساواة والكرامة والأمل

فيما يـأتي ترجمة النص الذي كتبه حسين دوابشة وروني هيرشنزون، كما ظهر في صحيفة “يديعوت أحرونوت”:

نحن، الذين دفنا في هذه الدماء المغرقة أعزّ الناس لدينا، نحن الذين أصبحت حياتنا يرثى لها، نحن الذين رأينا كيف حوّل هذا الصراع الفظيع البشر ليصبحوا حيوانات مفترسة، وكيف يقتلع من شعبنا كل الإنسانية. نحن الذين دفعنا الثمن الأكبر الذي يمكن أن يدفعه إنسان، نوحّد صوتنا من أجل أن يكون واضحا: يمكن ويجب أن يكون الأمر مختلفا.

نحن لا نطالب بالانتقام. فهو لن يعيد لنا أطفالنا وأحفادنا. إنه سيضيف فقط المزيد من جالونات النفط إلى الحريق الذي يلحق بنا، سيضيف الانتقام والمزيد من الانتقاد، الدماء والمزيد منها. عندما نعمل وفق العين بالعين والسن بالسن فنصبح جميعا رويدا رويدا عميانا. لا نستطيع رؤية شيء سوى الكراهية. لا ندرك أنّه ليس هناك خيار آخر سوى أن نعيش مع بعضنا البعض، جنبا إلى جنب. بالتضامن والتكافل.

صدّقونا، نحن نعرف. جرّبنا ذلك على جلدنا. بدمائنا التي تمت تصفيتها. ليس هناك ما يستحقّ أن نضحي بأطفالنا من أجله. ليس هناك شيء يستحقّ قتل المزيد من الأطفال من أجله. ليس هناك ما يستحقّ أن نفقد حياتنا من أجله.

لا تسموا أطفالنا ضحايا. فلم يفقدوا حياتهم من أجل هدف ما. لقد تم حصاد أرواحهم في الحرب التي لا تنتهي. للأسف فقد بتنا نعرف أن نقول إنهم ليسوا الأخيرين، ونحن، الذين بقينا في الخلف، لسنا الأخيرين. يُضاف إلى دائرة العائلات الثكلى المزيد والمزيد من العائلات، والألم.

رغم الآلام والصعوبات، لم نستسلم. وكذلك لم نستسلم تجاه بعضنا البعض. ليس الأمر قضاء مبرما. فيعيش كلا الشعبين هنا، شئنا أم أبينا. وسيستمران في العيش هنا معا. يحقّ لكلا الشعبين الحقّ الأساسي: الحياة والمساواة في الحقوق. على سبيل المثال، وببساطة، القبض على قتلة سعد، ريهام وعلي أيضا. إذا كان وزير الدفاع يعلم من هم، كما قال، فأرجوك – ألق القبض عليهم. تماما كما قبضتم على كل فلسطيني آذى يهوديّا.

من أجل إحداث تغيير حقيقي هناك حاجة إلى أشخاص أقوياء، في كلا الطرفين. لا ينبغي إبقاء ذلك للحكومات فقط، يمكن للأشخاص الصغار، مثلنا ومثلكم، أن يؤثروا أيضًا. بدلا من التأكيد طوال الوقت على الاختلاف، على البعد، تحديدا، في هذه الأوقات يجب الالتقاء ببعضنا البعض، وأن نعثر على المشترك بيننا. وألا نزيد من تفاقم الصدع وإنما أن نحاول رأبه. هكذا فقط يمكن التأثير على المستقبل وجعله أفضل وأقلّ دمارا.

قبل أن ترفعوا يدا أو تدعوا إلى إيذاء الأبرياء، قبل أن تقدّموا يد العون لاستمرار هذا الصراع الدموي، انظروا في وجوه الأطفال المتوفين. علي، أمير، ريهام، إلعاد، سعد. شاهدوا آلاف الأطفال الذين قُتلوا، عشرات آلاف الأسر المحطّمة. انظروا في عيون أطفالكم. وانضمّوا إلينا، إلى أملنا، طموحنا – كفى!

نحن نتقاسم نفس الأرض، سواء كنا نتقاسمها ونحن نعيش عليها أو مدفونين تحتها، فما هو الأفضل؟ وإذا كان طريق الحياة أفضل فإنه يجب العمل من أجل بنائها وليس تمزيقها. علينا جميعا واجب صنع الأمل وطرد اليأس الذي يُستخدم كأرض خصبة للعنف. فلنبدأ من هنا. ويمكننا أن نكتب نهاية أخرى لهذه المأساة.

فقرة إضافية كتبها حسين دوابشة:

“أقول للشاب العربي (دون المقارنة بين الشابين) – لا تأتي الحرية أبدا من خلال إيذاء المواطنين.‎ ‎نحن كشعب علينا أن نكون متّحدين، مع قيادة مشتركة ومع غاية واحدة تهدف إلى تحقيق الحرية في طريق السلام.‎ ‎إذا نجحنا في استغلال جميع طرق السلام، حينها تصبح كل طريق أخرى مشروعة”.

اقرأوا المزيد: 503 كلمة
عرض أقل
صورة الطفل علي دوابشة (AFP)
صورة الطفل علي دوابشة (AFP)

إسرائيليون يجمعون تبرعات بمبلغ 86،000 شاقل من أجل أحمد الدوابشة

خلال 24 ساعة جمع مئات الإسرائيليين مبلغًا كبيرًا لصالح الطفل، الذي بقي يتيم الأبوين وفقد شقيقه، في العملية الإرهابية في قرية دوما

ترجم الإسرائيليون غضبهم واشمئزازهم من العملية الإرهابية، التي أودت بحياة ثلاثة من أفراد عائلة الدوابشة، إلى تبرعات مالية.

أطلق أفراد جماعة “شعار مضيء”، التي تعمل على التصدي للعنصرية في إسرائيل، حملة على موقع “هيد ستارت” (Headstart)، الذي يُتيح تجنيد الأموال من الجمهور لأهداف مُختلفة. تدعو الحملة إلى التبرع بالمال من أجل رفاهية الطفل أحمد، الذي مات والداه وشقيقه نتيجة عملية الحرق التي قام بها يهود من الضفة الغربية.

كان المبلغ الذي وُضع هدفًا للوصول إليه هو 80،000 ش. اليوم، بعد أقل من 48 ساعة من نشر الحملة في الموقع، جُمع أكثر من 86،000 ألف شاقل (ما يعادل حوالي 22،000 دولار) من أجل أحمد. والهدف التالي الذي وضعه مُنظمو الحملة هو مبلغ 240 ألف شاقل. سيتم استثمار التبرعات التي ستُقدم لأحمد وجده في ثلاث مجالات: إعادة تأهيله في مجال الصحة، التعليم والسكن.

جاء في الشرح المُرافق للحملة: “بقي أحمد وحيدًا دون أبوين، كل ما تبقى له هو جده؛ الذي كان يعمل بلاطًا، إلى أن وقع الحادث ومنذ ذلك اليوم هو مُلازم لسرير أحمد كونه ابن العائلة الوحيد المُتبقي له. لن تُعوّض دولة إسرائيل عائلة دوابشة، قبل أن يتم القبض على الفاعلين، وقد يستغرق ذلك وقتًا طويلاً. أحمد وجده الآن بحاجة لنا ولا يمكننا انتظار مجرى التحقيق وتحقيق العدل”.

وجاء أيضًا في شرح الحملة: “نحن على ثقة بأن مُساهمة الجمهور الإسرائيلي بهذه الحملة من شأنه أن ينقل رسالة لعائلة الدوابشة، ولبقية الأقليات التي تعيش بيننا، رسالة مصالحة، تعاضد رسالة مصير مُشترك اعتمادًا على روح توراة إسرائيل كما نجد ذلك في وصية “وأحبوا الغُرباء لأنكم كنتم غُرباء في مصر” و”وسلام سلام للبعيد والقريب”.

وضعت جمعية “شعار مضيء”، القائمة على هذه الحملة، هدفًا لها وهو أن تُسمع صوت التسامح والسلام في المجتمع الإسرائيلي. تعمل الجمعية على الدفع نحو احترام الثقافات والأديان المُختلفة، وتُركز نشاطها على مواجهة ظاهرة “تدفيع الثمن”، التي قام، في إطارها، يهود بحرق مساجد وكنائس في إسرائيل والضفة الغربية.

اقرأوا المزيد: 292 كلمة
عرض أقل
بيت عائلة الدوابشة (Miriam Alster/FLASH90)
بيت عائلة الدوابشة (Miriam Alster/FLASH90)

الجيش الإسرائيلي واثق أن منفذي عملية القتل في دوما يهود

في محادثة مع صحفيين إسرائيليين أوضح ضابط إسرائيلي كبير بأنه لا معنى من عدم الاعتراف بذلك. وقال الضابط عن أحداث النبي صالح: "الجندي جدير بالثناء"

المنظومة الأمنية في إسرائيل واثقة أن قتلة أسرة الدوابشة في قرية دوما هم من اليهود، ولا تعتقد أن هناك احتمال أن يكون فلسطينيون هم من نفّذ القتل. وقال ضابط إسرائيلي عقد مؤتمرا للصحفيين اليوم “إننا نعلم بشكل قطعي أنها حادثة إرهاب يهودي، ومن المفضل التوقف عن طرح شائعات وأن نحكي لأنفسنا القصص”.

منذ عملية القتل في قرية دوما ادعت جهات يمينية غير رسمية في إسرائيل أنه ليس هناك إثبات أن قتلة أسرة الدوابشة هم من اليهود، وذلك رغم الكتابات العبرية على حائط بيت الأسرة التي ألقيَت إليها زجاجة حارقة.

شعار انتقام على أحد جدران البيت المحروق لعائلة دوابشة في قرية دوما (FLASH90)
شعار انتقام على أحد جدران البيت المحروق لعائلة دوابشة في قرية دوما (FLASH90)

 

كتب الناشط اليميني يهودا فوآه في حسابه على تويتر إنّ حقيقة كون المنزل يقع في وسط القرية تعزز الادعاء أنه ليس من فعل ذلك هم يهود، الذين كانوا سيكتفون بإشعال منزل في ضواحي القرية. بالإضافة إلى ذلك ادعى فوآه إن الكتابات على حائط المنزل تشبه خط يد ناطق بالعربية. وكما ذكرنا، فقد نفى الضابط الإسرائيلي هذه الأقوال جملةً وتفصيلًا.

وأشار الضابط أيضًا إلى حادثة الاعتقال في قرية النبي صالح، والتي هوجم فيها جندي إسرائيلي من قبل متظاهرين عندما حاول اعتقال مراهق اشتبه بإلقائه حجارة على الجنود. في أعقاب الحادثة جرى استنكار في أوساط اليمين الإسرائيلي والذين احتجوا على كون الجندي لم يتصرف بالمزيد من العدوانية.

وقال الضابط: “لم يكن الجندي بحاجة إلى العمل وحده، هذا خطأ قائده”، وأضاف: “كان بإمكانه إطلاق النار إذا شعر بخطر يهدد حياته، ولكنه فضّل ألا يقوم بذلك. وأضاف: “إنه جدير بالثناء من أجل ذلك”.

اقرأوا المزيد: 224 كلمة
عرض أقل
شعار انتقام على أحد جدران البيت المحروق لعائلة دوابشة في قرية دوما (FLASH90)
شعار انتقام على أحد جدران البيت المحروق لعائلة دوابشة في قرية دوما (FLASH90)

نتنياهو يعزي عائلة الدوابشة في وفاة ريهام

نتنياهو: "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تبذل قصارى جهودها من أجل إلقاء القبض على الإرهابيين". الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعلن الحداد الرسمي لثلاثة أيام

07 سبتمبر 2015 | 16:02

عزى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين عائلة الدوابشة بوفاة ريهام الدوابشة التي أصيبت بجراح بالغة في العملية الإرهابية التي ارتكبت في قرية دوما في الضفة الغربية.

وأكد نتنياهو أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية “تبذل قصارى جهودها من أجل إلقاء القبض على الإرهابيين وتقديمهم للعدالة”.

وقد وصل جثمان ريهام الدوابشة لقرية دوما وبدأ التشييع بحضور ومشاركة جماهيرية واسعة. وتوفيت الدوابشة بعد زوجها وطفلها البالغ من العمر 18 شهرا متأثرة بحروق أصيبت بها على أثر إلقاء متطرفين يهود زجاجة حارقة على منزلهم في 31 تموز/يوليو الماضي. وريهام التي تعمل معلمة في مدرسة قرية قريبة من دوما بلغت 27 عاما الأحد قبل وفاتها.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس “الحداد الرسمي” لثلاثة أيام على وفاة الدوابشة. ومن جهتها دعت حركة حماس في بيان “فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام على الرد بقوة وبحزم على الاستهتار الصهيوني بالفلسطينيين”.

وأكدت حركة حماس “أنها لن تغفر للمحتل الغاصب جريمته بحق عائلة دوابشة، وعموم أهالي بلدة دوما بنابلس”.

اقرأوا المزيد: 151 كلمة
عرض أقل
فلسطينيات يعاين الدمار الذي تسبب به الحريق في منزل الدوابشة في دوما (AFP)
فلسطينيات يعاين الدمار الذي تسبب به الحريق في منزل الدوابشة في دوما (AFP)

وفاة ريهام دوابشة متأثرة بحروقها

أصيبت دوابشة بحروق بنسبة 92٪ في هجوم نفذه مستوطنون على منزل عائلتها في قرية دوما جنوبي مدينة نابلس، وقد قتل رضيعها علي على الفور، وزوجها سعد بعد أسبوع من وقوع الجريمة

توفيت ريهام دوابشة (26 عاما) والدة علي دوابشة (18 شهرا) الرضيع الذي قتل حرقا في 31 تموز/يوليو في حريق اضرمه يهود متطرفون في منزل الأسرة، ليل الأحد الى الإثنين متأثرة بحروقها وفق ما أعلن مستشفى إسرائيلي أودعت فيه وأسرتها.

وكان ملثمون ألقوا في 31 تموز/يوليو من نافذة منزل العائلة التي تركت مفتوحة بسبب الحر، زجاجات حارقة.

وفي لحظات تحول منزل العائلة الصغيرة في قرية دوما المحاطة بمستوطنات إسرائيلية في شمال الضفة الغربية، الى رماد.

وقتل الرضيع علي دوابشة في الحريق.

وبعد ثمانية أيام قضى والده سعد دوابشة متأثراً بحروقه في حين لا يزال أحمد (اربع سنوات) الإبن الثاني للأسرة يتلقى العلاج.

وكتب على الجدران المتفحمة لمنزل الأسرة الفلسطينية كلمات “انتقام” و”دفع الثمن” وهي العبارة التي يستخدمها المستوطنون وناشطو اليمين المتطرف الاسرائيلي لتوقيع جرائمهم. وتستند هذه السياسة الانتقامية على مهاجمة أهداف فلسطينية وعربية إسرائيلية وحتى جنود اسرائيليين.

وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة إسلامية ومسيحية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون.

وأكد أنور دوابشة وهو من أقارب الضحايا الثلاث، من قرية دوما أنه أبلغ بوفاة ريهام. وأضاف أن تشييع جنازتها قد يتم الإثنين في دوما حيث شكلت “لجان شعبية” تسير دوريات ليلية ويقول السكان أنهم يعيشون “وسط هاجس الخوف” من حدوث اعتداءات جديدة.

وحرق منزل اسرة دوابشة كان آخر حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم المماثلة التي نادراً ما عوقب مقترفوها.

ومع ذلك فقد أجمع المسؤولون الإسرائيليون على إدانة هذه الجريمة “الإرهابية” في موقف نادر الحدوث حين يتعلق الأمر بالعنف بحق فلسطينيين.

اقرأوا المزيد: 226 كلمة
عرض أقل