استعدادا لانتخابات السلطات المحلية، يخرج رون حلدائي، رئيس بلدية تل أبيب الحالي، في نضال للحفاظ على وظيفته. ويكشف عن لائحة المجلس البلدي، هذا الأسبوع، حيث أن أبرز الأسماء فيها هو اسم كارنيت غولدفاسر، أرملة أودي غولدفاسر، الذي أدى اختطافه من قبل حزب الله عام 2006 إلى اندلاع حرب لبنان الثانية. قالت غولدفاسر، التي سوف تتم موضعتها في المكان الرابع العام والذي يعتبر واقعيًا، في الاحتفال، “حين أتنقل في شوارع تل أبيب أشعر أنني في البيت إلى حد كبير. فأنا أحب هذه المدينة. يجري الحديث من جهة حول أكبر مكان، ومن الجهة أخرى إنه المكان الأكثر حميما بالنسبة لي”، تقول غولدفاسر. “لطالما أردنا أنا وأودي الانتقال للسكن هنا. لم استطع تحقيق هذا الحلم وحتى أني تناسيته بسبب ما حدث. ولقد مشيت هنا قبل ثلاث سنوات ونصف وتذكرت الأحاديث التي دارت بيننا. وفهمت أهمية ذلك. فهمت أنه يجب علي الانتقال إلى تل أبيب”.
سلبت كارنيت غولدفاسر قلب الجمهور الإسرائيلي بعد انتهاء الحرب وحتى صفقة تبادل الأسرى عام 2008، وأطلقت الزوجة الشابة حملة لإقناع الحكومة بإعادة زوجها وإلداد ريجيف الذي تم اختطافه معه أيضا. المقابلات التي أجرتها في التلفزيون جعلتها شخصية معروفة في كل بيت إسرائيلي، ونجحت هذه المقابلات في تجنيد رأي الجمهور من أجل تنفيذ صفقة التبادل. نجح الإجماع الجمهوري الذي جندته غولدفاسر في أن يؤدي إلى تنفيذ الصفقة على الرغم من المصادقة على التقديرات أنه تم قتل الجنديين خلال عملية الاختطاف.
كارنيت غولدفاسر وإيهود أولمرت (GPO)
كتبت بعد شهر من الاختطاف: “لمدة أكثر من شهر أخلد للنوم وحدي واستيقظ لوحدي. أكثر من شهر وأنا أنام ليلا ما يصل معدله ثلاث ساعات. حتى ذلك اليوم المصيري، كنت أقوم في الصباح مع مهام مختلفة كنت أخطط القيام بها خلال اليوم. في 12 من شهر تموز كانت أمامي مهمة مميزة: استقبال حبيب حياتي، الشخص الذي معي، أودي الخاص بي، مع انتهاء ثلاثين يومًا من خدمة الاحتياط في الحدود الشمالية. منذ ذلك اليوم، المهمة مشابهة ولم تتغير. يجب إعادة أودي إلى البيت. إنه ينتظر أن نعيده، لأنه يعرف أننا نعيد الجميع إلى البيت”.
يجري تحديدا تذكر ذاك المؤتمر الصحفي الذي أجراه رئيس إيران في حينه، محمود أحمدي نجاد، في نهاية خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيو يورك، الذي جلست فيه غولدفاسر في الصف الأول وطلبت من أحمد النجاد أن يوفر إشارة حول بقاء المخطوفَيين على قيد الحياة واتهمته بأنه المسؤول عن الاختطاف. “مرحبًا، أنا كارنيت غولدفاسر، زوجة إيهود غولدفاسر، الجندي المخطوف منذ أكثر من سنة”، تحدثت أمام الرئيس الإيراني قائلة: “بما أنك الرجل الذي يقف وراء الاختطاف فضلا للمساندة التي تقدمها لحزب الله، لماذا لا تتيح للصليب الأحمر زيارة الجنديين؟”.
منذ عام 2008 باعت غولدفاسر بيتهما المشترك في نيشر، تركت مجال الهندسة، وانتقلت إلى تل أبيب وحتى أنها أدارت مهنة تلفزيونية قصيرة. حين تم سؤالها في مقابلة على القناة الثانية حول التغيير، أجابت: “يبدو أن ذلك ينبع من أن هذا جزء من ذاك العالم، ولكن أيضًا من أن حياتي تغيرت بشكل عام”، وتشدد: “لم أعد ذات المرأة التي كنت عليها سابقًا، من حيث حبي ورغباتي أيضًا”.
كارنيت غولدفاسر (Lior Mizrahi/Flash90)
تم سؤال غولدفاسر في المقابلة نفسها حول المستقبل وردت قائلة: “ثمة أرامل تصرح بأنها تنوي الاستمرار وتأسيس عائلة، وأنا فخورة بهن جدًا لكونهن يفعلن ويصرحن بذلك، أما بالنسبة لي فهذا أمر صعب. ولذلك أنا فخورة بهن. لا يتوقف الألم حين نجد حبًا جديدًا، يرافقك الألم إلى كل مكان”.
لقد حاولت استثمار الألم في كتابة كتاب “الطريق إليك”، قصة امرأة شابة يخرج زوجها إلى خدمة احتياط روتينية وتتحطم حياتها فجأة وتتحول رغمًا عنها إلى ضيفة ثابتة في استوديوهات الأخبار وعلى صفحات الصحف. تشدد غولدفاسر في كل الكتاب على إخبارنا أنها لم تكن لوحدها، لا في لحظات التغيير التراجيدية ولا خلال الرحلة الشاقة لإعادة المخطوفين. فهي محاطة بعائلة محبة وداعمة، بأصدقاء تركوا كل شيء وأتوا ليكونوا معها وفقا للضرورة، وكذلك بسياسيين جيدين وبمختصين لتقديم المساعدة. إنها تصف كيف قامت بطرق الأبواب في البلاد والعالم، التقت بكل من كان يهمه مصير المخطوفين، وتصف كيف تحولت في الواقع إلى المتحدثة الأفضل والأكثر فصاحة التي يمكن تخيلها.
قالت في المقابلة عن الانتقال إلى تل أبيب: “بعد أن انتقلت، تذكرت أن أودي أراد جدًا العيش هنا. تذكرت ذلك طوال الوقت، كان ذلك في وعيي، ولكن ذلك ليس هو السبب”، قالت وأضاقت: “لطالما أراد جدًا أن يكون لدينا مكان حميم”.
الانضمام إلى حلدائي في الانتخابات ليس هو المرة الأولى التي يتم فيها ربط اسم غولدفاسر بالسياسة، وكانت قد التقت سابقا تسيبي ليفني، وحتى أن اسمها تم ربطه بحزب يائير لبيد في الانتخابات الأخيرة، ولكن في الحالتين لم تصبح الاتصالات أمرا حقيقيا. تطرقت غولدفاسر إلى ذلك بعد الانتخابات: “لم يحصل ذلك في نهاية الأمر لأنني قررت أن ذلك غير ملائم حاليا. لقد خرج ذلك إلى الإعلام على شكل معلومات غير موثوق بها أبدًا من قبل أشخاص ذوي مصالح”.
فور الإعلان عن الترشح للانتخابات لخصت كارنيت قائلة: “مرت خمس سنوات، النضال هو مرحلة هامة في حياتي، ولكني اجتزت مراحل أخرى عديدة”.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني