توفي القاضي إلياهو فينوغراد، الذي عمل قاضيا لمدة ربع قرن، وترأس لجنة التحقيق في أحداث حرب لبنان الثانية (2006)، هذه الليلة، السبت، عن عمر يناهز 91 عاما. لقد توفيت زوجته عام 2003، وكان لديه ثلاثة أولاد، أحفاد، وأولاد من أحفاده.
وُلد فينوغراد في تل أبيب عام 1926. قدم جده من جهة والده من ليتوانيا إلى القدس في عام 1890. عمل والده في التجارة، في البداية، في سوق محانية يهودا في القدس، وبعد ذلك في عام 1912، انتقل مع عائلته إلى تل أبيب وكان مستوردا للأغذية في يافا. في عام 1921، أثناء أعمال الشغب بين العرب واليهود، ضرب العرب والده ضربا مبرحا في متجره في يافا.
درس فينوغراد القانون في كلية القانون والاقتصاد في تل أبيب في عهد الانتداب البريطاني. وخدم في الجيش الإسرائيلي رئيسا للقسم القانوني، ومن ثم عمل محاميا. في وقت لاحق، عمل محاميا بشكل شخصي، وفي الادعاء العام في منطقة تل أبيب. في عام 1972، عُيّنَ قاض في محكمة الصُّلح في تل أبيب، وفي عام 1977 عُيّنَ قاض في المحكمة المركزية في المدينة. شغل منصب رئيس المحكمة المركزية بين عامي 1989 و 1996. أثناء شغله منصبه، عمل قاضيا في المحكمة العُليا.
في عام 1996 خرج للتقاعد، وبدأ يعمل في لجان جماهيرية مختلفة. فحص، من بين أمور أخرى، المعلومات التي كانت لدى الجيش الإسرائيلي حول الطيار رون آراد، وفي عام 2006 عُيّنَ رئيس لجنة التحقيق في أحداث حرب لبنان الثانية. كشف اللجنة برئاسته عن إخفاقات كثيرة في إدراة القيادة السياسية والعسكرية، ولكنها لم تشر إلى شخص مسؤول معين.
مع نَشْر استنتاجات اللجنة برئاسته، قال فينوغراد: “شرعت إسرائيل في حرب طويلة بمبادرتها، لكنها لم تنتهِ بفوزها عسكريا بشكل قاطع. لقد تصدت منظمة “شبه عسكرية” طيلة أسابيع للجيش الأقوى في الشرق الأوسط، واستمر إطلاق الصواريخ كل الحرب. لم ينجح الجيش الإسرائيلي في الرد على ذلك ردا ناجعا. شهدت البلاد فوضى، وغادر المواطنون منازلهم للاختباء في الملاجئ. بعد فترة من العمليات المحدودة وقريبا من اتخاذ قرار لوقف النيران، شنت إسرائيل حربا واسعة النطاق لم تحقق التوقعات والنتائج المرجوة”.
في عام 2012، بعد نحو أربع سنوات من نشر استنتاجات اللجنة، هاجم فينوغراد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع ،إيهود باراك، بسبب التساؤلات إذا كان ينبغي شن هجوم ضد إيران، معربا أنه يخشى أنهما لم يستوعبا نتائج التقرير الذي أصدره.
حصل فينوغراد على لقب دكتوراه في القانون من الجامعة العبرية في القدس.