ابتكر أولاد غزة طريقة فريدة لقضاء وقتهم أثناء أشهر الصيف. في ظل الوضع الصعب في القطاع، وقلّة مراكز الترفيه والاستجمام ووصول نسبة البطالة إلى حوالي 50%، أوجد شبّان في غزة أفضلَ وسائل الترفيه ألا وهي التزلّج برولر بليدس.
يدور الحديث حول هواية لا تتطلّب الكثير من المعدّات سوى أحذية رولر بليدس الخاصة، والمهارة. يحصل الشبان على أدوات التزلّج نفسها من سوق اليرموك الشعبي للبضائع المستعملة، إذ تكون غالبا مُعطّلة، فيقومون بتصليحها. في إحدى المقابلات لوكالة الأنباء AFP روى أحد الشبان أنه في إسرائيل يعتبرونها مجرّد خرداوات، وهكذا باستطاعتهم نيلَ رولر بليدس بسعر زهيد على نحو خاصّ، فبعد تصليحها بإمكانهم التزلّج في أرجاء المدينة، والتمرّن على المدرّجات والدوّارات المروريّة.
في إسرائيل، باتت الرولر بليدس ذات شعبيّة في سنوات التسعينات، ولكّنها اعتُبرت حينها باهظة الثمن على نحو خاصّ. تضاءلت شعبيةُ هذه الهواية مع مرور الوقت، وظلّت دارجة فقط بين المتزلّجين ومُحبي الألعاب الجنونيّة. يرمي الكثير من الإسرائيليّين المنتجات التي اقتنوها ولم يستخدموها لمدة سنوات، أو يبيعونها إزاءَ أسعار رمزيّة، وهكذا تصل إلى أسواق البضائع المستعملة في غزة.
من المُحال تقريبا الحصول على رولر بليدس جديدة في غزة، وذلك بسبب الحصار القائم، وحتّى لو وُجدت، فإنّ سعرها سيكون باهظا، إذ سيعجز معظم السكان عن دفع تكلفة شرائها. في الوقت الراهن، يجد السكان في تصليح الدواليب وركوبها نشاطا ترفيهيّا. إذ أخبرَ الشبان وكالة الـ AFP أنّ كلّ من يراهم راكبينَ عجلات التزلّج، يقف ليُوجّه ناظريه إليهم، مُبتسما في غالب الأحوال. في ظل الواقع الصعب في غزة، من الجميل أن نرى قليلا من الفرحة المتواضعة في الحياة هناك…