نشرت نهاية الأسبوع الماضي عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، نقلاً عن صحيفة “تايمز” اللندنية، خبر توصل إيران لاتفاق مع زيمبابوي لامتلاك اليورانيوم بهدف استخدامه في برنامجها النووي. وأدعت الصحيفة اللندنية ان نائب وزير شؤون التعدين في البلد الإفريقي وفي حديث مع الصحيفة قال أنّ الطرفَين توصّلا إلى مذكرة تفاهم، اتُّفقا فيها على تصدير اليورانيوم إلى طهران.
وقد تضاربت هذه الأنباء بالتصريحات التي ادلى بها وزير التعدين والمناجم في زيمبابوي ظهر اليوم على الاذاعة الرسمية في البلاد، حيث نفى صحة الخبر تماماً.
في هذه الاثناء ذكرت صحيفة “الساندي ميل” (Sunday Mail) المحلية، ان الشرطة في زيمبابوي تقوم بالبحث عن الصحفيين العاملين في صحيفة التايمز البريطانية، جيروم ستاركي وجان راث، لاعتقالهم والتحقيق معهم بتهمة نشر “أكاذيب قصة صفقة تصدير اليورانيوم بين زيمبابوي وايران”.
في سياق أخر، ثمة مصالح مشتركة لإيران وزيمبابوي، حيث فرضت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، وعلى زيمبابوي – بسبب انتهاكات حقوق الإنسان من قبل نظام الرئيس روبرت موغابي. وفي إطار العقوبات على زيمبابوي، يُحظر التعامل مع شركات التعدين في الدولة.
“رأيتُ بأم عيني مذكرة تفاهم لتصدير اليورانيوم إلى إيران، جرى التوقيع عليها نهاية السنة الماضية”، أخبر “تايمز” غيفت تشيمانكيري، نائب وزير التعدين في البلاد. فحسب تعبيره، ستخرج الصفقة إلى حيز التنفيذ رغم تحذير واشنطن من الآثار الخطيرة المترتبة على ذلك. وأضاف أيضًا أنّ الصفقة يعرف بها القليلون والمسؤولون البارزون فقط في زيمبابوي.
فعام 2011، حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من صفقة من هذا النوع، بعد أن أخبرت أنّ وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي زار زيمبابوي، والتقى مسؤولين في الدولة. ووفقًا للتقرير، ذهب مع صالحي مهندسون فحصوا أماكن تخزين اليورانيوم في الدولة.
وفي نيسان 2010، أجريت زيارة علنية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد في زيمبابوي، حيث استضافه الرئيس موغابي. “يمكن لإيران أن تكون على ثقة من دعم زيمبابوي المستمر لبرنامجها النووي العادل”، قال موغابي. مع ذلك، اقتبست “تايمز” عن محللين قدّروا أنّ وقتًا طويلًا سيمرّ قبل أن يصبح اليورانيوم جاهزًا للتصدير.
في هذه الأثناء، كتب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، عاموس يدلين، نهاية الأسبوع، عمودًا في صحيفة “نيويورك تايمز” يحذّر فيه من أنّ الغرب يركّز على تخصيب اليورانيوم الإيراني، وبذلك يتيح للجمهورية الإسلامية تطوير قنبلة بلوتونيوم. وحذّر يدلين من أنّ النظرة المنقوصة للتهديد الإيراني يمكن أن تكون خطرة. فتخصيب اليورانيوم، حسب قوله، هو مجرد إحدى ثلاث طرق تعمل حسبها إيران، ويجب أخذ ذلك في الحسبان خلال المحادثات النووية مع طهران.
“طريقة العمل الثانية هي تقدم سريع لإيران نحو (مقدرة الخرق)، عبر تجميع كميات كبيرة من اليورانيوم المخصّب بدرجة منخفضة، يمكن تخصيبه بسرعة لتزويد وقود للسلاح النووي. أمّا الإمكانية الثالثة فهي أن تعمل إيران في مسارٍ موازٍ لإنتاج البلوتونيوم. فإذا تم التوصل إلى اتفاق مع إيران، يجب معالجة هذه الاستراتيجيات الثلاث”، حذّر يدلين.