يبدو أن بعض شركات الأزياء قد اكتشفت طريقة تسويق إبداعية بشكل خاصّ، ولكنها أيضًا مثيرة للجدل. تسوّق شركات الأزياء قطعًا جديدة من الملابس، والتي “بالصدفة” تشمل على شعارات استخدمها النازيّون الألمان في فترة الحرب العالمية الثانية وهولوكوست الشعب اليهودي.

وفي الأسبوع الأخير فقط تم إطلاق قطعتين من الملابس مثل هذه من قبل شركتين مختلفتين. أطلقت شركة الأزياء الإسبانية “مانجو” قميصًا للنساء مليئًا بعلامات البرق، ولكن بالصدفة (أو ليس بالصدفة في الحقيقة) فهذه العلامات هي نفس علامة الـ SS، الذي كان نظام الدفاع والاستخبارات للحزب النازي، وقد مارس الترهيب خلال الهولوكوست وساهم في قتل الملايين من البشر، معظمهم من اليهود. أدى استخدام شعار البرق إلى حدوث احتجاج وغضب تجاه مانجو، ومن المرتقب أن تستبعد الشركة في الأيام القريبة ذلك القميص عن رفوفها.

وهذا هو كما ذكرنا الإطلاق الثاني الذي حدث هذا الأسبوع لقطعة ملابس مثل هذه. في الحالة الأولى، أطلقت شبكة متاجر “سيرس” الأمريكية خاتمًا للرجال وفيه شعار الصليب المعقوف، والذي كان شعار النازيين وبسبب ذلك أيضًا شعارا للعنصرية، للقتل وإرهاب الحرب العالمية الثانية. واليوم في ألمانيا فإنّ استخدام الصليب المعقوف لأهداف غير الأبحاث ممنوع وفقًا للقانون، وفي معظم دول العالم فإنّ استخدام الشعار مخصّص.

خاتم شبكة متاجر "سيرس" الأمريكية للرجال مع الصليب المعقوف (Twitter)
خاتم شبكة متاجر “سيرس” الأمريكية للرجال مع الصليب المعقوف (Twitter)

كما هو متوقع، فإنّ استخدام الصليب المعقوف أدى إلى حدوث احتجاجات كبيرة، وقررت الشبكة الأمريكية أن تتوقف عن بيع تلك الخواتم. بالإضافة إلى ذلك، نشرت الشبكة اعتذارًا، أعربت فيه من خلاله عن أسفها على تسويق الخاتم وقالت إنّها قد أزالت الخواتم عن رفوفها.

جاء هذان الإطلاقان بعد شهرين فقط منذ إطلاق شركة “زارا” لقميص مقلّم وعليه نجمة داود بلون أصفر، والتي تشبه بشكل مذهل الملابس التي أجبر النازيون اليهود على ارتدائها في معسكرات الاعتقال خلال الهولوكوست، وكانت عليها “رقع صفراء” على شكل نجمة داود والتي تؤكد أن مرتدي القميص هو يهوديّ. أدى القميص إلى انتقادات غير مسبوقة تجاه شركة “زارا”، وبعد مرور وقت قصير تمّت إزالته عن رفوف المبيعات في أنحاء العالم وإتلافه.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10152458093894342&set=a.405797079341.185737.774119341&type=1&permPage=1
ومع ذلك، فمن الممكن ألا تكون هذه أخطاء بريئة إلى هذا الحدّ أو صدفة، وإنما قد تكون طرق تسويق جديدة، كنوع من الدعاية تقوم بها هذه الشركات لنفسها. أحد الشعارات المعروفة في عالم التسويق هو “الدعاية السيّئة هي دعاية جيّدة”، ومقصوده أنّ الحقيقة القائلة إنّ مواقع الأخبار حول العالم (مثل موقع المصدر في هذا التقرير) تكتب عن الأحداث، وتخصّص منصّة لشبكات التسويق المختلفة (حتى لو كان تقريرًا وليس دعاية)، تساعد الشركات وتعطي دعاية مجانية لصالح الشركة.

وفي إسرائيل، التي يمارس فيها الكثيرون سعيًّا مستمرّا وراء “أحدث صيحات الموضة” ويجدّدون ليلا ونهارًا الملابس الجديدة؛ هناك قدر كبير جدًا من الحساسية تجاه كلّ ما يتعلّق بالهولوكوست. يتم استقبال قطع الملابس التي تشمل شعارات نازية في إسرائيل بغضب عارم وتثير المطالب بإزالتها. وفي أعقاب الضجة الكبيرة التي تؤدي إليها تلك الملابس، يمكننا فقط أن نخمّن متى في المرة القادمة سنشهد “خطأ” من هذا النوع.

اقرأوا المزيد: 432 كلمة
عرض أقل