رسوم كاريكاتير

ناهض حتر
ناهض حتر

وداع من نبي الغضب الأردني

كان ناهض حتر، الذي قُتل بعملية اغتيال نادرة في عمان، مفكرا مسيحيا مثيرا للجدل، مُدهشا، وزعيما لمجموعة مثيرة للإعجاب من المعارضين السياسيين والأيديولوجيين.‎ ‎التوتر الإسلامي-المسيحي، والذي ربما يكون الأكثر حساسية في النسيج الاجتماعي الأردني، بات يُشكل الآن خطرا

قُتل صباح يوم الأحد الكاتب والمفكّر الأردني ناهض حتر أمام قصر العدل في عمان. مُنفذ عملية الاغتيال هو أردني سلفي يُدعى رياض عبد الله، وقد قُبِض عليه على الفور واعتُقل. أثار اغتيال حتر دهشة في أوساط الكثير من الدوائر الإعلامية، السياسية، الاجتماعية، والثقافية في الأردن والعالم العربي كله.

وخلافا للبلدان المجاورة، الكبيرة والصغيرة على حدّ سواء، كانت الاغتيالات وما زالت حدثًا نادرا جدّا في الأردن. ففي الخمسينيات والستينيات العاصفة عرفت مدينة عمان اغتيالات تضمنت رئيس الوزراء اللبناني، رياض الصلح (1951)، ورئيس الوزراء الأردني، هزاع المجالي (1960)، وقد رافقت الاغتيالات أحيانا أيضًا الحرب الأهلية (1970-1971). عام 1984 قُتل السياسي الفلسطيني فهد القواسمي، وفي عام 2002 قُتل الدبلوماسي الأمريكي لورنس بفولي، وقد حدثت عمليتا القتل في عمان. ولكن لم يُقتل أحد في الأردن على خلفية حرية التعبير أبدا، وخصوصا في السياق الديني، وقد اعتقد الكثير من الأردنيين أنّ بلادهم، وهم أنفسهم، محصّنون من الوباء الذي ضرب بلدانا كثيرة في الشرق الأوسط وخارجه. ولكن أخفقوا هذا الاعتقاد أمس.

كان الدافع المُعلن للقتل هو رسم كاريكاتير شاركه حتر في حسابه على الفيس بوك قبل نحو شهرين وعرض فيه “رب الدواعش”. ظهر الله في الكاريكاتير كمُسنّ لطيف في الجنة يتلقّى تعليمات لوجستية من شيخ سلفي مُستلقٍ على سرير وتجلس إلى جانبه شابّتان. كان الكاريكاتير، الذي بدا أنّ صانعه مسلم، جريئا مقارنة برسوم الكاريكاتير التي نُشرت في الماضي في أوروبا وأدت إلى قتل الرسّامين المسيحيين. كان كل من رأى ذلك الكاريكاتير فزوعا ومُدركا أنّ الحديث يدور عن مادة متفجرة؛ وقد أدرك حتر ذلك سريعًا أيضا، فحذف مشاركته مُعتذرا. ولكن مطاردة السحرة كانت قد انطلقت.

يتميّز الأردن بالمحافظة الاجتماعية والدينية (حتى ولو كانت أقل من المجتمعات الخليجية)، وقد اكتسحت موجة الإدانة والنقد التي اجتاحت حتر أيضا السلطات في البلاد وأدت إلى فتح تحقيق رسمي ضدّه بتهمة إثارة النعرات الدينية. وقد اعتُقِل لنحو ثلاثة أسابيع، وصرّح أنّه سيُوضح في دفاعه أنّه لم يمسّ بالذات الإلهية فحسب بل دافع عنه أيضا، وذلك من خلال عرضه للشكل الذي تشوّه به داعش صورته. بدأت أصداء القضية تهدأ تدريجيا، وكان من المرجّح أن تنتهي بتسوية قضائية ما، مع كسب رضى جميع المشاركين بها، كما انتهت قضايا مشابهة أخرى في الأردن في السنوات الأخيرة. ولكن منفذ الإغتيال فكّر بطريقة أخرى.

كان ناهض حتر، المولود عام 1960، أحد المفكرين البارزين في الأردن في العقدين الأخيرين. كان مسيحيا، علمانيا، شيوعيّا، وماركسيا في عصر تتضاءل فيه مُعدّل المنتمين إلى هذه المجموعات، أو على الأقل، أصبحوا أكثر صمتا، في الشرق الأوسط. لقد ازدادت قائمة خصومه السياسيين والأيديولوجيين، والذين واجههم بشدّة وبابتهاج علني، خلال السنوات الأخيرة: الإسلام السياسي، ناهيك عن السلفيين (كانت شهادة الماجستير الخاصة به عن التفكير السلفي الحديث)، الأردنيين – الفلسطينيين، النخبة النيو- ليبرالية، والنظام الهاشمي نفسه. سُجن ناهض مرتين في السبعينيات ومرة واحدة في أواسط التسعينيات، بل تعرض لمحاولة اغتيال عام 1998. نتيجة لذلك اضطر إلى إجراء عمليات وعلاجات مستمرة وهجر إلى لبنان لفترة معيّنة.

بدءًا من بداية العقد الماضي برز حتر أكثر، تدريجيا، بصفته “أبا روحيا” للحركة الوطنية الأردنية المتشكّلة. شعر الشرق أردنيون باليأس بسبب الضرر الذي لحق بمكانتهم، وبسبب سلب مواردهم، على اعتقادهم، لصالح نخب نيو- ليبرالية أردنية- فلسطينية وأجنبية، ولاحظوا كيف يتنافس اللاجئون العرب، بداية من العراقيين ولاحقا من السوريين، لشغل الوظائف القليلة والأعمال اليدوية أمام “السكان الأصليين” لشرق الأردن من الطبقتين الوسطى والدنيا.

انزعج النظام بشكل أقل من الأعضاء الضعفاء في اليسار الأردني الذين تجمعوا وأعينهم متلألئة إلى جانب حتر، وانزعج أكثر من المسؤولين والعسكريين، وكبار موظفي الدولة المتقاعدين الذين لامست قلوبهم التحليلات والحلول التي اقترحها حتر. في الواقع كان حتر أول من نجح في تقديم تفسيرات بنيوية مُقنعة للتباعد الذي نشأ بينهم وبين النظام الهاشمي.

بل تمتع حتر خلال فترة معينة في العقد الماضي بحوار مباشر مع رئيس المخابرات، رغم استياء مسؤولين في القصر، حتى صدرت تعليمات، عام 2008، تقضي بإلغاء تشغيله ككاتب في الصحافة الرسمية. غني عن القول أنّ الإخراس لم ينجح، فقد انتقل حتر لنشر آرائه بحدّة وصراحة أكبر في مواقع التواصل الاجتماعي، في عشرات مواقع الإنترنت التي عملت دون تدخّل (رغم محاولات الحكومة بين حين وآخر لإجراء بعض الترتيبات فيها)، وكذلك في مقاله الأسبوعي في الصحيفة اللبنانية اليومية “الأخبار”، التي تمثّل منصة استثنائية للتراسل الأيديولوجي بين المفكّرين العرب من اليسار والتي تميل قليلا إلى حزب الله. لقد تصاعدت شعبية حتر في الأوساط الشرق أردنية، ممّا أثار استياء النظام.

عندما اعتُقِل حتر في أعقاب مشاركة الكاريكاتير بثّت السلطات الأردنية، كعادتها، رسالة مزدوجة. فمن جهة، خارجيا قد سعت إلى تجنّب طابع التضييق على حرية التعبير والرأي، مُلمحة إلى أنّ الأمر ضروري للحفاظ على أمن حتر. ومن جهة أخرى، سعت داخليا إلى اتهام حتر بنشر خطاب الكراهية واستغلال حدود حرية التعبير للتحريض الديني. كما كان في الماضي، من الصعب معرفة إلى أي مدى آمن مسؤولو السلطات التنفيذية والقضائية بهذه الدعاوى، أو سعوا غالبا إلى توفير ما يُغذي الرأي العام حتى تهدأ العاصفة. وأيا كان الأمر، فإنّ خطاب الكراهية ضد حتر نفسه قد تجاوز الحدود الحمراء بعد مشاركة الكاريكاتير، فقد أرسلت أسرته إلى السلطات معلومات عن سلسلة التهديدات التي تشكل خطرا على حياته، إذ نُشر الكثير منها علنيا في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد أثارت عملية الاغتيال دهشة على المستوى السياسي والعام الأردني دهشة. لقد بدت تعابير الأسف والإدانة من كل حدب صوب، بما في ذلك خصوم حتر الأيديولوجيين وعلى رأسهم الإخوان المسلمون أصيلة، وأصبحت تُهيّمن على تعابير الفرح القليلة في مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن التسريبات المُغرّضة من التحقيق مع مُنفّذ الاغتيال، وهو خطيب سابق (والذي من المُرجح أنّه فقد وظيفته على خلفية التطرف الديني)، بادعاء أنّه رغم كونه سلفيا فهو مُعارض مُعلن لداعش، تثير شكوكا إذا كان الأردنيون سيفعلون هذه المرة أيضًا كل ما في وسعهم لتغطية أبعاد تجذّر الأفكار، الممارسات والتنظيمات السلفية الجهادية في المملكة.

في الواقع، يبدو أن القاتل قد تتبع حتر وجمع معلومات عن تحركاته، وقد وصل حتر، كما ذُكر، إلى مبنى المحكمة ليس للجلسة المُخطط لها في قضية الكاريكاتير وإنما بشكل عشوائي وبسبب قضية أخرى. بل اعترف مصدر أمني أردني مسؤول، من دون ذكر اسمه، أنّه يُدرس الآن الاحتمال أنّه في حال كان منفّذ عملية الاغتيال “ذئبا منفردا”، فإنّ داعش تشكل مصدر الإلهام.

لا يرتكز الخوف الكبير في الأردن الآن على آثار عملية الاغتيال غير المسبوقة من هذا النوع لكاتب ومثقف، وإنما أيضا الخشية من نشوب الحرب الأهلية في المملكة. ولا يحدث ذلك على خلفية حقيقة أنّ حتر كان بطل ومفكّر الحركة القومية الأردنية، وأنّ قاتله كان كما يبدو فلسطينيا (هذا ما تم التلميح به من حقيقة أنّه كان خطيبا في مسجد شرق عمان) فحسب، بل أيضًا لكونه مسيحيا قُتل من قبل مسلم متطرف.

ورغم أنّه من الواضح للجميع أنّ حتر قد قُتل بسبب الكاريكاتير وليس لأسباب دينيه، إلا أن التوتر الإسلامي- المسيحي الذي قد يكون الأكثر حساسية في النسيج الاجتماعي الأردني أصبح يُشكل الآن خطرا داهما. وذلك، من بين أمور أخرى، استمرارا للعاصفة التي اندلعت في الأردن منذ بداية الصيف في أعقاب وفاة موسيقي أردني مسيحي شاب وموهوب، وهو شادي أبو جابر، إذ ثار بعدها في النقاش الأردني العام السؤال إذا ما كان مسموحا للمسلمين الرحم على المسيحي.

وسيظل السؤال إذا ما كان هناك فشل أمني في الحفاظ على حياة حتر مطروحا في النقاش الأردني بالتأكيد في الأسابيع القادمة. ومع ذلك، فمنذ الآن أصبح الخطاب العام مغمورا بدعوات من كل حدب وصوب لاستبطان السؤال الكبير حقا: هل تُمارس في الأردن حرية التعبير والتسامح الحقيقي مع المواقف والآراء المثيرة للجدل، وهل تعمل الدولة بجدّية من أجل ترسيخ حرية التعبير عن الرأي وحمايتها. وهذه أسئلة برسم الجواب لأنّ الإجابة السلبية معروفة للجميع.

ربما ترغب السلطات في تصميم مجتمع مدني وبلورة خطاب عام متسامح وتعددي ولكنها غير مستعدة للعمل بجدية والتصادم مع المجتمع المحافظ. حتى إن يطبق القانون بصورة انتقائية بمثلاً على الاستخدام الحرّ للسلاح في المجتمع الشرق أردني. فقبل يوم واحد فقط من وفاة حتر قُتلت شابة بإطلاق نار عن طريق الخطأ خلال الاحتفال بانتخاب عمّها للبرلمان. أما جهود السلطات الإعلامية المبذولة للقضاء على الظاهرة يُمكن اعتبارها محدودة على ضوء حقيقة أنّه لا تُطبّق أية عقوبة تجاه مطلقي النار، المتسببين بالجرحى والقتلة في الأفراح والمناسبات.

سيغيب صوت ناهض حتر بشكل كبير في الأردن. ولكن ككبار المفكرين الآخرين، الماركسيين منهم بالتحديد، فقد وجد حتر صعوبة في أن يحس مصائب الناس العاديين. لقد كانت تكمن أهميتهم، في نظره، كمجموعات وليس كأفراد. ركّزت كتاباته ونشاطاته العامة في تحليل المجتمعات والطبقات والموارد وعلاقات القوة وتوازن القوى بين الدول والقوى العظمى والمراحل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وربما هذا هو السبب أنّه رغم كونه يساريا مُخلصا، كما عرّف نفسه وكما عرّفه مؤيّدوه ومعارضوه، لم ينبس بكلمة تجاه الفظائع والمعاناة الرهيبة للسكان المدنيين التي أحدثتها الأنظمة التي دعمها. وعلى رأسها نظام الأسد، الذي حظي بدعم حتر حتى يوم وفاته لاعتبارات مُعقّدة اتخذها الأخير بخصوص تدخل القوى العالمية والإقليمية (وعلى رأسها قطر والسعودية) فيما يحدث في سوريا والشرق الأوسط. لقد اتُّهم مرارا وتكرارا بكراهية الأجانب: الفلسطينيين، العراقيين، السوريين، وآخرين. كانت لديه إجابات معقّدة ومثيرة للتفكير لمعظم تلك الاتهامات.

كره حتر الإخوان المسلمين وقطر، التي اعتبرها راعيتهم المقيتة، ولكنه احترم الإسلام وأهمية الدين لدى الطبقة الوسطى والدنيا. وقد كره أيضًا إسرائيل وعدوانيّتها، ودعم تنظيمات المقاومة مثل حزب الله وحماس ودولا مثل إيران وفقا لتحليله المُتغيّر للملابسات العربية. عارض استخدام العنف في الخطاب العام، ولكنه من حين لآخر اقترح إعداد “قائمة سوداء” للفلسطينيين والنيو- ليبراليين والإسلاميين. لم يُعرف كشخص صاحب فكاهة وثرثرة. كان نبي غضب مشبعا بالرسالية.

كان ناهض حتر رجل التناقضات، ولكن كانت كتاباته، دراساته، ومحاضراته مُدهشة وفي بعض الأحيان مُتألقة. كان يبدو في بعض الأحيان مندفعا وراء نظريات المؤامرة واستنتاجات داحضة، ولكن اتضح أحيانا أنّه رأى الغيب قبل أشهر وسنوات من حدوثه.

فقد الأردن أحد كبار مفكرينه، الأكثر تحدّيا وإثارة للجدل الذي كان بإمكان نظامه التعليمي أن يُنتجه قبل أن يتحوّل إلى آلة للعلامات والألقاب، والذي كان بإمكان ساحته السياسية أن تكوّن قبل أن تتحدّد كألية لتوزيع المناصب بين عائلات النخبة.

يمكن للمرء أن يأسف لا بسبب الدلالة الأمنية وتقويض الاستقرار الداخلي في الأردن في أعقاب عملية الاغتيال فحسب، ولكن كذلك على الملل والضجر الفكري اللذين سيخيّما على الخطاب العام والسياسي والايديولوجي في الأردن في غيابه.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في منتدى التفكير الإقليمي.

اقرأوا المزيد: 1541 كلمة
عرض أقل
مجلة ال- 99
مجلة ال- 99

أبطال خارقون إسلاميون ينقذون العالم

رسامات ورسامون مسلمون يحتجون على العرض من جانب واحد للإسلام في قصص مصوّرة صُنعت في الغرب، ويديرون كفاحا مشتركا للجميع: ضدّ الآراء المسبقة، التعصّب، والظلم في كل العالم

في الخمسينيات من القرن الماضي دخلت القصص المصوّرة إلى العالم الإسلامي عندما تكيّف ميكي ماوس، عائلته وأصدقاؤه، و “اعتنقوا الإسلام”. أصبحت القصص المصوّرة حلالا ووافقت عليها السلطات، الوزراء والمفوّضون المشرفون على شؤون الثقافة والدين في الدول ذات الغالبية المسلمة. في الغالب كانت تهدف إلى التسلية ووُجهت إلى عموم السكان. وكانت بمثابة أداة تخدم المؤسسة الحاكمة من أجل نشر الأيديولوجية القومية وترسيخها في وعي مواطنيها. ولكن سخرتها المعارضة أو المجموعات المتنافسة سريعا لإنشاء خطاب مضاد وتقويض السلطات وجدول أعمالها.

سرّعت عمليات 11/9، وآثارها على الغرب وخارجه، إحياء القصص المصوّرة الإسلامية. أنشأ فنانون مسلمون شخصيات لأبطال خارقين، أو رجال ونساء مسلمات عاديات، تعيد قصصهم التاريخ الإسلامي. انتشرت القصص المصوّرة الإسلامية في الغالب على المنصّات عبر الإنترنت بالعربية والإنجليزية، كردّة فعل على القصص المصوّرة التي أنتِجت في الغرب وعُرض فيها أبطال خارقون يقاتلون قوى الشر التي تتجسّد، في نهاية المطاف، بمتعصّبين مسلمين. ويذكر رسامو القصص المصوّرة المسلمون، من ناحية أخرى، أنّ الصراع الحقيقي بين قوى النور وقوى الظلام يجري دائما داخل نفس الإنسان.

ال-99
ال-99

يحاول رسام القصص المصوّرة الإسلامي إعادة تعريف علاقة الإسلام السني مع “الآخر” في العالم ما بعد 11/9. لقد أخرجت محاولات المصالحة بين السنة والشيعة الأخيرين من فئة “الآخر”. في إحدى القصص المصوّرة يظهر ثلاثة أشخاص، أحدهم يحذّر صديقه من الشيعي الذي يخفي هويته (وفقا لمبدأ التقية). يحتجّ الصديق على هذا الرأي المسبق، وحينها يتوجه الثالث إلى الأول ويحذّره من الشيعة القادرين على قتله بشعاع ليزر يخرج من أعينهم. فيشكره الأول والخوف يظهر في عينيه. في نهاية القصص المصوّرة يتم عرض التحذيرات من الشيعة باعتبارها سخيفة وبعيدة عن الواقع.

تأسست مجلة الـ 99 (التسعة وتسعون) على يد نايف المطوع، أخصائي نفسي ورجل أعمال من أصول كويتية. يقاتل الأبطال الخارقون التسعة وتسعون الذين في المجلة، والمسمّين على اسم أسماء الله الـ 99 والقادمين من 99 دولة مختلفة، ضدّ كل قوى الشرّ في العالم. هناك صفة خاصة لكل بطل تنبع من اسمه: الرحمن، القوي، أو نورة ملكة النور التي تقاتل أعداءها بكرات من نور. تبدأ الرواية عام 1258 للميلاد عندما يحاول هولاكو، حفيد جنكيز خان، السيطرة على بغداد، عاصمة الحضارة حينذاك. يسارع الأبطال الخارقون إلى إنقاذ بغداد ومن هناك تبدأ مغامراتهم، التي تمر بأحداث مهمة في التاريخ الإسلامي.

قال المطوع إنّه طالع في المصادر الإسلامية ووجد أن الإسلام يعارض العنف ويطمح إلى السلام وإلى إقامة العلاقات الجيّدة مع الآخر. بحسب رأيه، فهي ليست قصصا مصوّرة “دينية”: فلا أحد من أبطالها يصلّي أو يدخل إلى المسجد ولا أحد يتحدث عن الإسلام، حتى لو كان هناك بطلات خارقة يرتدين الحجاب على رؤوسهنّ. يقاتل الأبطال الخارقون ضدّ الآراء المسبقة والمتطرّفة، لا يقعون في خطيئة الغطرسة بل ومستعدون للانضمام إلى مجموعة العدالة الأمريكية التي فيها باتمان، سوبرمان، وأبطال خارقون “غربيّون” آخرون.

وفقا للمطوّع، فإن الرسالة التي تهدف إليها المجلة هي التسامُح مع الآخر والاستعداد للتعاون ضدّ كل منتهكي الهدوء والسلام في العالم. في المقابلات معه يقول إن في العالم الإسلامي في عصرنا هناك معسكران. المعسكر المحافظ الذي يعتمد على تفسير تقليدي للمصادر الإسلامية، وفي المقابل المعسكر الثاني، الذي ينتمي المطوع إليه، يلائم تفسير المصادر مع تغيرات الزمان والمكان.‎ يقاتل أبطاله الخارقون من أجل هذا المعسكر، ويأمل المطوع أن يتبنى أبناؤه هذا النهج كنموذج للمحاكاة.‎

إنّ القصص المصوّرة الإسلامية الحالية تتبنى نهج المساواة بين النساء والرجال في العالم الإسلامي. يروّج الرسّامون والرسّامات لنقل رسالة احترام المرأة وتشجيع الأبناء في الأسرة على المساعدة في المهامّ المنزلية. كُتب في إحدى الرسومات أن النبي محمد نفسه قام بمهام البيت ومن هنا لا ينبغي تركها للأمهات والأخوات.

Samda
Samda

القصة المصوّرة “القاهرة” هي موضوع رسالة مثير للاهتمام. البطلة الخارقة، التي يتوافق اسمها مع اسم العاصمة المصرية ، هي امرأة مصرية بلباس محافظ تدافع عن النساء وعن الضعفاء. في الحلقة الأولى تشاهد فقيها في الدين يعظ جمهورا من الرجال أنّ “المرأة الجيدة هي المرأة المطيعة”. ردّا على ذلك تقوم المرأة بتعليقه على حبل غسيل وتقول “يجب على المرأة الجيّدة أن تتفوّق في مهامّ المنزل، وخصوصا في تعليق الغسيل”. عندما تسمع محاضرة لامرأة غربية تشرح للنساء مثلها أنّ “هذا هو السبب الذي نحتاج من أجله إلى إنقاذ النساء المصريات” تردّ عليها البطلة الخارقة، بارتجال، قائلة إن النساء المصريات قادرات على تنفيذ ما يردن من دون مساعدة خارجية.

في حلقة أخرى تنقذ القاهرية امرأة مصرية توجّهت إلى محطة الشرطة واشتكت من تحرّشات متكررة من قبل رجال في شوارع المدينة.‎ يصدّق قائد الشرطة شكواها، ولكنه يقترح عليها أن تنظر أولا إلى ملابسها – بلوزة وبنطلون – غير المحتشمة. تغادر المرأة محطة الشرطة يائسة، وفي طريقها إلى منزلها تواجه رجالا آخرين يتحرّشون بها. تهرع البطلة الخارقة إلى مساعدتها، تعلّق الجميع على أعمدة عالية وجدتها في محطة الشرطة وتعد بتعليم المرأة الدفاع عن نفسها.

القصص المصوّرة الإسلامية هي بديل للثقافة العلمانية والأبطال الخارقين الذين يقترحهم الغرب. في نظر المنتجين، فإنّ صناعة الترفيه، السينما الهوليوودية والموسيقى “الغربية” تنشر الكراهية ضدّ الإسلام وتحطّم كل فرصة للسلام والتسامح بين الأديان. بمساعدة القصص المصوّرة يحاول أولئك المنتجات والمنتجين عرض صراع عالمي مشترك بين الجميع: صراع ضد الآراء المسبقة، التعصّب والظلم القائم في كل العالم.

نشر هذا المقال للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 780 كلمة
عرض أقل
مفتش الشرطة العام والرسم الكاريكاتيري
مفتش الشرطة العام والرسم الكاريكاتيري

سخروا من المفتش العام ففُصلوا من الشرطة

إثر تداول نكتة في الواتس آب يسخر فيها متطوّعو الشرطة من قائد الشرطة الجديد تقرر وقف عمل وحدتهم. لذلك، كشفوا عن مراسلات ليست لائقة لقائدهم

نكتة تؤدي إلى إغلاق وحدة متطوّعين في الشرطة الإسرائيلية: في مجموعة واتس آب لمتطوّعين أرسِلت رسائل تسخر من مفتش الشرطة العام الجديد، روني الشيخ، الذي تولى منصبه في شهر كانون الأول الماضي.

تحدث المتطوّعون فيما بينهم عن خلل في بوابة محطة الشرطة، وكتب أحدهم في تعليقه: “قائد الشرطة الجديد يمنيّ، لا أتأمل أنه سيغيّر لنا البوابة”، حيث قصدوا التندّر بأنّ الإسرائيليين من أصول يمنية هم بخلاء، وهي نكتة شائعة في إسرائيل. وكتب متطوّع آخر “ربما سيضع لنا كابلًا بدلا من البوابة”. وفي وقت لاحق في المراسلة ذاتها أرسل أحد المتطوّعين أيضا رسمًا كاريكاتيريّا لقائد الشرطة.

شاهد قائد وحدة الشرطة التي تطوّعوا فيها هذه المراسلة، ودعا المتطوّعين إلى محادثة في ساعات الصباح الباكر من أجل توبيخهم. لم يحضر الكثير من المتطوّعين إلى المحادثة (والتي تمت في وقت تواجد جميعهم فيه بالعمل)، فأعلن قائد المحطة عن تجميد عمل وحدة المتطوّعين.

وحدة المتطوعين هي وحدة مكوّنة من نحو 30 متطوّعا والذين يستجيبون في أوقات فراغهم إلى استدعاءات المساعدة، على مدار الساعة يوميا، مستخدمين سياراتهم الشخصية. وغالبا ما يساعدون في البحث عن المفقودين، المطاردات والبحث عن المشتبه بهم بارتكاب أعمال جنائية أو إرهابية.

وكشف المتطوّعون الذين اعتقدوا أنّ الردّ كان مبالغًا به عن مراسلة في مجموعة واتس آب شارك فيها قائد المحطّة ونائبه، واللذان كتبا أمورا غير مناسبة بل وشتائم ضدّ المفوّض عليهما، وكتبا أيضا محتويات جنسية غير مناسبة عن مشتبه بها تمت مطاردتها.

وجاء في ردّ الشرطة: “لم يستند قرار إيقاف نشاط المتطوّعين إطلاقا إلى مقولة معينة أو أخرى، وإنما إلى سلوك مستمر لا يتوافق مع القيم الأساسية لشرطة إسرائيل ومع المعايير المتوقّعة من الموظّفين الحكوميين”.

اقرأوا المزيد: 248 كلمة
عرض أقل
السيدة أمية جحا
السيدة أمية جحا

فيس بوك يطالب من رسامة كاريكاتيرغزية إزالة رسوماتها

أمية جحا، فنانة كاريكاتير غزية تعتاش من رسومات الكاريكاتير، وتتميز بمعادتها للسامية، وتنشرها في الجزيرة وصحيفة القدس. والآن يطالبها الفيس بوك بإزالة تلك الرسومات وإلا فسيتم حجب الصفحة

هناك أهمية ومكانة لا بأس بها للرسومات الكاريكاتيرية في العالم العربي كوسيلة للتعبير عن النقد، ويكون تلميحيا أحيانا أو مباشرا، ضدّ الأنظمة، مجموعات المصالح وفي حالات عديدة ضدّ الأعداء.

وخلال آخر قرنين انتشرت الرسومات الكاريكاتيرية في العالم العربي كالنار في الهشيم. وكما في أنحاء العالم، ففي العالم العربي أيضًا أصبحت أكثر تنوّعا، تلوّنا وتهكّما، ولا تزال تتحسّن مع مرور الزمن.

رسومات كاريكاتير لأمية جحا (الجزيرة)
رسومات كاريكاتير لأمية جحا (الجزيرة)

إحدى رسامات الكاريكاتير الأكثرة شهرة هي رسامة الكاريكاتير الغزية، أمية جحا، التي ولدت في غزة عام 1972. أنهت أمية بامتياز دراسة الرياضيات في جامعة الأزهر في القاهرة عام 1995. وتزوجت من رامي سعد، وهو قائد ميداني في كتائب عز الدين القسّام، والذي قُتل من قبل قوات الجيش الإسرائيلي عام 2003.

أمية عضو في جمعية على اسم ناجي العلي للفنّ التشكيلي في فلسطين (جمعية ناجي العلي للفنون التشكيلية في فلسطين). فازت عام 2011 بجائزة الصحافة العربية. وقد نشرت رسوماتها الكاريكاتيرية منذ فترة في صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية. وبالإضافة إلى هذه الصحيفة، تنشر أمية رسوماتها في موقع إنترنت وفي صفحات الفيس بوك التي تحمل اسمها. إحدى السمات البارزة في توقيع جحا على رسوماتها الكاريكاتيرية هي رمز مفتاح العودة، الذي يرمز إلى مطالبة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربيّة والشتات في أنحاء العالم بالعودة إلى منازلهم التي عاشوا فيها حتى عام 1948.

رسومات كاريكاتير لأمية جحا (Facebook)
رسومات كاريكاتير لأمية جحا (Facebook)

وهناك أشكال مرتبطة بمعاناة الفلسطينيين تعود بانتظام في الرسومات الكاريكاتيرية التي ترسمها أمية، ولكن هناك أيضًا عدد غير قليل من الرسومات ذات الطابع الإسلامي الواضح ضدّ اليهود تحديدا وضد الإسرائيليين عامة.

وبعد ذلك توجه مسؤولون في الفيس بوك إليها وطالبوها أن تزيل من صفحتها الشخصية رسومات تحريضية ضدّ إسرائيل والإسرائيليين، يظهر فيها أنها تؤيد قتل المواطنين الإسرائيليين وتدعو إلى الجهاد.

قالت جحا في مقابلة أجرتها مع الإعلام الفلسطيني عام 2010 إنّها تفخر باللقب الذي منحته لها الحكومة الإسرائيلية وهو “إرهابية”.

وقالت أيضا إنها كانت متأثرة جدا بأعمال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي.

رسومات كاريكاتير لأمية جحا (الجزيرة)
رسومات كاريكاتير لأمية جحا (الجزيرة)

عام 2003، قصفت قوات الجيش الإسرائيلي هيئة تحرير صحيفة “الرسالة”، الناطقة بلسان حماس، والتي عملت فيها جحا منذ عام 1996 بل وقالت إن القصف على هيئة التحرير جاء في أعقاب رسمة رسمتها وظهر فيها جنود إسرائيليون من دون رأس وهم يقفون خلف رئيس الحكومة الإسرائيلي حينذاك، شارون. “في عام ‏2003‏ اجتاحت قوات صهيونية حي الزيتون وتصدت لها المقاومة الفلسطينية، وتم اقتناص ‏3‏ جنود إسرائيليين وقيل إنه قد قطعت رؤوسهم، فرسمت في اليوم التالي كاريكاتيرا في صحيفة الرسالة الأسبوعية التي أعمل بها منذ عام ‏1996‏، يقف فيه شارون في مؤتمر صحفي وخلفه عدد من جنوده بلا رؤوس، وشارون يقول: “وهاهم جنودنا البواسل قد عادوا وهم مرفوعي الرؤوس”، وقد تناقل الإعلام الصهيوني هذا الرسم وحظي بانتشار محلي واسع وتم قصف الصحيفة في مساء اليوم الذي تم فيه نشر الرسم”.

ترسم جحا، من بين أمور أخرى، رسومات كثيرة حول الوضع الداخلي الفلسطيني وقد غطّت بشكل واسع من خلال رسوماتها الانقسام الفلسطيني. وتحظى الصراعات العربية الداخلية أيضًا بمكان في جدول رسوماتها وهي ترسم من حين لآخر رسومات نقدية ضدّ ما تصفه هي بنفسها “التخاذل العربي تجاه الغرب”.

اقرأوا المزيد: 455 كلمة
عرض أقل
"شارلي إيبدو" (Flash90)
"شارلي إيبدو" (Flash90)

خضوع رسوم كاريكاتيرية في معرض لذكرى متضرري “شارلي إيبدو” في تل أبيب للرقابة

رسامو كاريكاتير إسرائيليون يشتكون أنّ رسوم الكاريكاتير التي رسموها اختفت أو خضعت للرقابة في المعرض الذي عُرِضَ في الأسبوع الماضي بتل أبيب. السبب: طلب خاص من السفارة الفرنسيّة

حرية التعبير تتعرض للهجوم؟ بعد عام من الهجوم الإرهابي على هيئة تحرير صحيفة “شارلي إيبدو” في باريس، يبدو أن تهديد الإرهاب لا يزال يضر بحرية الإبداع.

افتُتح يوم الخميس الماضي في تل أبيب معرض لذكرى المتضررين في العملية. وقد شارك في افتتاح المعرض سفير فرنسا في إسرائيل بالإضافة إلى رسامي كاريكاتير رائدين من فرنسا وإسرائيل. ولكن من بين مجموعة الرسومات الكاريكاتيرية المتنوعة المفترض ظهورها في المعرض كان قد اختفى بعضها.

ونشر رسام الكاريكاتير الإسرائيلي فلاديك سندلار في صفحته على الفيس بوك منشورا غاضبا ومخيبا للأمل حول المعرض قائلا: “أرسلتُ إلى المعرض رسمتين كاريكاتيريّتين، حيث تتعلقان بشكل أو بآخر بحقيقة أنّه في أعقاب تنفيذ العملية لا يتم بعد رسم محمد في الصحيفة. ولدهشتي الكبيرة، عندما شاركتُ في أمسية المعرض، اكتشفتُ أنّه عقب طلب خاص من السفارة الفرنسية، أزيلَت إحدى رسوماتي الكاريكاتيرية من المعرض”.

وقد ظهر النبي محمد في الكاريكاتير الذي خضع للرقابة، والذي رُسم بأسلوب مماثل لكاريكاتير “شارلي إيبدو”، على شكل “عارض أزياء عار” يرسمه رسامو الكاريكاتير الذين قُتلوا في العملية التي وقعت في الجنة.

وأضاف سندلار منتقدا: “أنا لستُ من مؤيدي هذا النوع من الاستفزازات والرسوم البارزة أبدا… ولكن تحديدا لأنّ الحديث يجري عن معرض يحيي ذكرى مرور عام على هذا الحدث الحصري في هذه الصحيفة الحصرية بعد هذه الرسوم الكاريكاتيرية الحصرية، شعرتُ أنني ملزم على تجاوز ما اعتدتُ عليه وصنع رسمة واحدة تكون فعلا بلغة وأسلوب “شارلي إيبدو”.

فيما عدا هذا الكاريكاتير الذي تمت إزالته تماما من المعرض، هناك كاريكاتير آخر خضع للرقابة. ويجري الحديث عن رسمة لرسام الكاريكاتير روعي فريدلر، ويظهر فيه رسامو الكاريكاتير الراحلون يصعدون إلى السماء مع صور محمد بأيديهم، ويقول أحدهم “أيها الأصدقاء، أعتقد أنه تم التلاعب بنا..”. لأن محمد نفسه يجلس أمامهم وهو مسؤول عن الدخول إلى الجنة. وقد تم إخفاء صورة محمد بلاصقة حمراء في الرسم الذي ظهر في المعرض.

في نهاية كلامه لخص فلاديك سندلار قائلا إنّه لمزيد أسفه فإنّ “الصحيفة الأكثر سخرية ولذعا في فرنسا قد تماشت مع استياء حيوانات بشرية عديمة أية أخلاق وضمير. يبدو أنّ المعرض الحالي أيضًا يلبي الآن المعايير التي تحددها داعش. هل أتهمُ العاملين في الصحيفة؟ إطلاقا لا، ولا ألمح إلى ذلك. لو رأيت أصدقائي يُقتلون بهذه الطريقة، ربما عملت بنفس الطريقة… سأبقى بينما ينتابني شعورا رهيبا من المرارة بأنّ أولئك الأشخاص الذين كانت جريمتهم الوحيدة هي الفكاهة السوداء، قد ماتوا مجانا وكل تراث رمزي ربما أرادوا تركه خلفهم – ذهب إلى سلة المهملات أو يختبئ خلف لاصقات الرقابة الحمراء”.

اقرأوا المزيد: 378 كلمة
عرض أقل
العدد الجديد لشارلي ايبدو: صورة وفيها شخص ذو لحية، يرمز إلى الرب يحمل على ظهره سلاح كلاشينكوف وملابسه مُضرجة بالدماء (Twitter)
العدد الجديد لشارلي ايبدو: صورة وفيها شخص ذو لحية، يرمز إلى الرب يحمل على ظهره سلاح كلاشينكوف وملابسه مُضرجة بالدماء (Twitter)

بعد عام على هجمات شارلي ايبدو: هجوم جديد ضد الدين

العدد الجديد من الصحيفة الساخرة الفرنسية يهاجم الدين قائلا، بعد عام من جريمة قتل طاقم الصحيفة، "القاتل لا يزال حُرًا". وتظهر في الصفحة الأولى صورة وكأن الله يُمسك سلاحًا

دخل الأخوان كواشي، في شهر كانون الثاني عام 1915، إلى مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلي ايبدو وقتلا 12 شخصًا انتقاما على رسوم كاريكاتورية تسخر من الإسلام. هذا الأسبوع، وبعد مرور سنة على الحادث الذي هز فرنسا، يُفترض أن يُقام العديد من المسيرات احتجاجًا على تلك العملية الإرهابية – وأعلن مسؤولو الصحيفة المُثيرة للجدل عن إصدار نسخة مُستفزة جديدة من الصحيفة، والتي حظيت بطلب كثير.

سيتم إصدار العدد هذا الأسبوع، وقد نُشرت صورة الصفحة الأولى وفيها: شخص ذو لحية، يرمز إلى الرب، بينما يحمل على ظهره سلاح “كلاشينكوف” وملابسه مُضرجة بالدماء. لا تترك العبارة المكتوبة مجالاً للشك حول هدف الصحيفة: “بعد عام من تلك الجريمة، لا يزال القاتل يتجول حُرًا”. من شأن هذا الاحتجاج ضد العنف الذي تسببه الأديان للعالم أن يُثير ضجة أُخرى.

فرنسي يمسك بنسخة من مجلة "شارلي ايبدو" (Flickr Gerry Lauzon)
فرنسي يمسك بنسخة من مجلة “شارلي ايبدو” (Flickr Gerry Lauzon)

ستُطرح مليون نسخة من العدد الجديد على منصات بيع الصحف في فرنسا، وستُرسل عشرات آلاف النسخ الأخرى إلى دول أُخرى.

وقد وعد الرسام الرئيسي للصحيفة أنه سيستمر بالدفاع عن العلمانية من “المُتعصبين المُتدينين” وأضاف قائلاً “ستستمر الصحيفة بالسخرية من الدين”.

اقرأوا المزيد: 160 كلمة
عرض أقل
الرسوم (تويتر)
الرسوم (تويتر)

ثانية: رسوم كاريكاتورية، مُثيرة للجدل، تنشرها مجلة “شارلي إيبدو”

المجلة الفرنسية الساخرة، التي شهدت مكاتبها عملية إرهابية في شهر كانون الثاني، نشرت رسومات للطفل السوري الذي وُجد ميتًا على شاطئ البحر في تُركيا. وجاء رد المُعقبين كالتالي: "لقد تماديتم جدًا"

أثارت رسومات جديدة، للمجلة الفرنسية الساخرة “شارلي إيبدو”، عاصفة انتقادات حول العالم. نُشرت، في يوم الإثنين الأخير من هذا الأسبوع، رسومات كاريكاتورية يظهر فيها إيلان كردي، الطفل السوري؛ ابن الثلاثة أعوام، الذي وُجد ميتًا عند شاطئ البحر في تُركيا وهزت صورته العالم بأسره.

في الرسم الكاريكاتوري الأول تظهر صورة إيلان كردي الصغير وفوقه الجمل التالية: “أهلاً بالمهاجرين!” و “اقتربتم من الهدف جدا”. وأسفل صورة الطفل السوري الميت تظهر لافتة ماكدونالدز: تخفيضات: وجبتا أطفال بسعر واحد”.

الرسم الكاريكاتوري (تويتر)
الرسم الكاريكاتوري (تويتر)

في رسم كاريكاتوري، في النشرة ذاتها، ظهر عنوان: “إثبات على أن أوروبا مسيحية”. وتحت هذه الجملة يظهر شخص يرمز إلى المسيح وإلى جانبه مكتوب “مسيحيون يسيرون على الماء”. وهناك صورة طفل غارق وجملة: “الأطفال المُسلمون يغرقون”.

الرسم الكاريكاتوري (تويتر)
الرسم الكاريكاتوري (تويتر)

انتقد الكثير من المُتصفحين الرسوم الكاريكاتورية وكتبوا أن المجلة تسخر من الطفل السوري. وكتبت إحدى المُتصفحات تقول: “لقد تماديتم جدًا” السُخرية من مآسي الناس ليست أمرا جيدا في أي وقت كان. شارلي إيبدو – هذه المرة نحن لسنا معكم”.

وكانت قد وقعت عملية، في الـ 7 من كانون الثاني عام 2015، في مكاتب المجلة الساخرة عندما اقتحم إرهابيان مُسلماطن مكاتب المجلة، الواقعة في باريس، وقتلا 12 موظفًا، على إثر نشر المجلة لرسومات تسخر من النبي مُحمد.

اقرأوا المزيد: 183 كلمة
عرض أقل
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية

رسوم كاريكاتير: حرٌّ لاذع يُهاجم الشرق الأوسط

أدّى الحر الكثيف، الذي هاجم الدول العربيّة مذ نهاية شهر تموز، إلى خروج الكثير من الأشخاص عن طورهم، إلى جانب استغلال رسّامي الكاريكاتير وسائلَ الإعلام من أجل إظهار مهاراتهم الفنيّة ونشر تهكّمهم

دفعَ الحرّ الشديد الذي داهمَ دول الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة، إلى جانبِ الانشغال الحصريّ لوسائل النشر والإعلام بالقضيّة، مواطني الدول العربيّة للخروج عن طورهم.

إذ يستغل العديد من رسّامي الكاريكاتير العرب هذه الفرصة من أجل رسم عدد كبير من اللوحات، الصور والرسوم الكرتونيّة تعبيرا عن الحرّ الشديد وتوابعه.

قُمنا بجمع بعض الصور المثيرة، من مواقع التواصل الاجتماعيّ، والتي بمقدورها إثارة قلقكم في حين استمرت موجة الحر الكثيفة.

درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
درجات الحرارة في حدود الـ 40 مئوية
اقرأوا المزيد: 66 كلمة
عرض أقل

مقتل مسلحين في تكساس هاجما مركز مسابقة لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد

المشتبه بهما اطلقا النار على مركز "كولويل سنتر كورتيس" في مدينة غارلاند حيث كانت تجري مسابقة في الرسوم الكاريكاتورية وضعها منظمو الفعالية في خانة "حرية التعبير"

قتل مسلحان يشتبه في انهما يحملان قنابل واصيب شرطي بجروح في اطلاق نار وقع الاحد امام مركز للمعارض في ولاية تكساس الاميركية كانت تجري فيه مسابقة لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد، كما اعلن منظمو الفعالية.

من جهتهم افاد عناصر في قوات التدخل السريع “سوات” شبكة “ايه بي سي” التلفزيونية ان المشتبه بهما اطلقا النار على مركز “كولويل سنتر كورتيس” في مدينة غارلاند حيث كانت تجري مسابقة في الرسوم الكاريكاتورية وضعها منظمو الفعالية في خانة “حرية التعبير”.

اقرأوا المزيد: 74 كلمة
عرض أقل
رسومات للفنان الفلسطيني سباعنة (Facebook)
رسومات للفنان الفلسطيني سباعنة (Facebook)

عباس يصدر قرارًا بتشكيل لجنة تحقيق حول رسم كاريكاتوري لنبي الإسلام

"الحياة الجديدة" تعتذر عن نشر "كاريكاتير سيدنا محمد". الرسام: "رسمته دفاعاً عن الرسول والاسلام"

03 فبراير 2015 | 16:27

قرر مجلس إدارة صحيفة “الحياة الجديدة”، الثلاثاء، إيقاف المسؤولين عن نشر رسم كاريكاتير محمد سباعنة، حول النبي محمد، عن ممارسة عملهم.

وأورد بيان “الحياة” أنها “أجرت تحقيقًا داخليًا في موضوع الرسم الكاريكاتيري، ورفعت نتائجه إلى الجهات التي كلفها السيد الرئيس محمود عباس لمتابعة الموضوع، وإلى حين استكمال الإجراءات الخاصة بالتحقيق تم وقف المسؤولين عن العمل”.

وكان الرئيس محمود عباس، قد أمر بإجراء تحقيق فوري بخصوص نشر “الكاريكاتير”.
الرسمة التي نشرت على صحيفة "الحياة الجديدة" (Facebook)
الرسمة التي نشرت على صحيفة “الحياة الجديدة” (Facebook)
ووفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية الليلة الماضية، فقد” أكد الرئيس على ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة بحق المتسبب بهذا الخطأ الفادح” مشددا على” احترام الرموز الدينية المقدسة وفي مقدمتها أشخاص الأنبياء والمرسلين”.
ويشار إلى أن الفنان الفلسطيني محمد سباعنة كان قد نشر توضيحاً حول الرسم أكد فيه على أنه يهدف للدفاع عن الإسلام وسيدنا محمد وليس كما تم تفسيره.

وقال سباعنة:”  لم يكن المقصود تمثيل سيدنا محمد عليه الصلاة والتسليم .. فالشخص لا يحمل ملامح أو تفاصيل ولا حتى الشكل المفروض لسيدنا محمد فلم يلبس عبائته او تفاصيله .. وبرمزية الاسلام ودوره في نشر النور و الحب على البشرية اجمعين..”.

رسومات للفنان الفلسطيني سباعنة (Facebook)
رسومات للفنان الفلسطيني سباعنة (Facebook)

وأضاف:” آمنت ومنذ بدايه الهجمه على سيدنا محمد و على الاسلام ان دورنا يتجاوز قضيه الرد الهجوم بهجوم وانما يتجاوز وضع الدفاع بنقل رساله الاسلام ورساله نبيه .. الهجمه على الاسلام وعلى سيدنا محمد تجاوز صحيفة شارلي ابدو الى مواقع وصحف اخرى لهذا لا طائل من الرد على كل موقع وصحيفه على حدى”.

اقرأوا المزيد: 214 كلمة
عرض أقل