رحلة عائلية (Nati Shohat/FLASH90;Guy Arama)
رحلة عائلية (Nati Shohat/FLASH90;Guy Arama)

العائلات الإسرائيلية التي تترك كل شيء وتسافر حول العالم

صرعة إسرائيلية جديدة .. تخرج عائلات مع أطفالها لرحلات ولكن لا يكون أفرادها لاجئين بل سياحا لأشهر وحتى سنوات

24 مارس 2018 | 11:20

تشمل الحياة المثالية التي يحلم بها معظم العائلات في العالم العصري منزلا، أطفالا، وعملا مستقرا. ولكن هل تلبية كل هذه الظروف تضمن السعادة؟ هناك عائلات تعتقد أن السعادة تكمن تحديدًا في الانتقال بعيدا عن بلد المنشأ والبيئة المعروفة، دون ضمان دخل مستقر، والتعرض للتحديات والتغييرات الكثيرة. إليكم قصة هذه العائلات.

خرجت عائلة كلف مع أطفالها الثلاثة، وتنزهت في 16 دولة خلال ثلاث سنوات، لا سيما في أمريكا الجنوبية وأسيا. ولكن تحدث الوالد كوبي في مقابلة تلفزيونية إسرائيلية معه أنه يحلم هو وزوجته بالوصول إلى سن التقاعد، التحرر من عبء العمل في السنوات الأخيرة من حياتهم، وتحقيق أحلامهما. “ولكن عرفنا أننا لا نعرف إذا سنظل معافين عندما نكون في سن 60 عاما. لدينا قوة كافية الآن، وهذا هو الوقت المناسب لتحقيق الأحلام”.

“الرحلة الكبرى” (فيس بوك)

لكن ماذا بالنسبة إلى المدرسة؟

للوهلة الأولى، يبدو أن الابتعاد عن المدرسة والإطار التعليمي لأشهر وحتى سنوات قدي يضر بتطور الأطفال. ولكن تسعى العائلات الإسرائيليات التي تغادر إسرائيل من أجل الرحلات الطويلة، إلى إقامة مدرسة عائلية صغيرة. يكرس الوالدون ساعات لتعليم أطفالهم المعلومات الأساسية مثل الرياضيات، الإنجليزية، والعبرية. حتى أن جزءا من هذه العائلات يقيم لبضعة أشهر في أماكن معينة وترسل أطفالها إلى مدارس محلية، يتعلم فيها الطلاب اللغة المحلية.

سياح إسرائيليون ومضيفهم البدوي في سيناء (Maxim Dinshtein/FLASH90)

كيف تحصل العائلات على المال؟

لا داعي أن تكون هذه العائلات غنية لتمويل رحلة عائلية طويلة وبعيدة عن المنزل والعمل. إذ يمكن السفر إلى أماكن تكون ظروف المعيشة فيها زهيدة، وأرخص من العيش في إسرائيل.

كتبت عائلة كلف عن تجاربها بعد عودتها إلى إسرائيل من رحلة طويلة. أشارت العائلة إلى أن وضعها المالي كان مستقرا وعاديا ولمن يكن جيدا بالضرورة قبل أن تسافر: “لاحظنا أنه كلما ارتفع مستوى الحياة في إسرائيل ازدادات التزاماتنا المالية. عندما حصلنا على علاوة في الأجر، بدلا من أن نشعر أحرار أكثر، شعرنا بتقييد أكبر. بعد أن لاحظنا أن ننتبع نمط حياة “لا يكفي” أوقفنا جنون التبذير، الذي أدى إلى الصراع الاقتصادي المتواصل.

عائلة إسرائيلية (صورة توضيحية Deborah Sinai/Flash 90)

صعوبات في جنة عدن

إحدى التنازلات التي تتخذها العائلات التي تتنزه لتحقيق حلمها هو التخلي عن الخصوصية. في الرحلات الطويلة، تعيش هذه العائلات مع أطفالها في منازل صغيرة وحتى أنها تعيش في الغرفة ذاتها أحيانا. على العائلات التي تتنقل بسيارة تجر منزل متنقل أن تعيش في منزل صغير لفترات ورحلات طويلة.

إضافة إلى هذا لإجراء رحلة مستمرة، لا يمكن غالبا زيارة دولة غربية متطور لأن ظروف العيش فيها باهظة غالبا. تختار هذه العائلات غالبا زيارة دول العالم الثالث، مثل الهند، دول إفريقيا، أو أوروبا الشرقية.

رغم هذا العائلات التي تجري نزهات عائلية لا تندم حتى عندما تتعرض لأزمات وصعوبات. قالت إحدى الأمهات في مقابلة معها: “تكون التجربة غير الناجحة هامة أيضا. نحن لا نقوم بما هو جيد لنا، فالأمور لا تسير هكذا. هذه ليست رحلة استجمامية بل أسلوب حياة مع الكثير من التحديات والمتعة”.

كما وأوضح الأطفال أنهم ليسوا قلقين بسبب ابتعادهن وقتا طويلا عن إسرائيل، عن المدرسة، والأصدقاء: “يمكن العودة دائما إلى الحياة العادية”. وفي هذه الأثناء ما زالت هذه العائلات تتنزه أو تخطط للنزهة القادمة، التي تأخذ فيها أمتعتها على ظهرها، ويشكل العالم الواسع منزلا لها.

اقرأوا المزيد: 465 كلمة
عرض أقل
إسرائيليون في طريقهم إلى العطلة الصيفية في الخارج (Moshe Shai/FLASH90)
إسرائيليون في طريقهم إلى العطلة الصيفية في الخارج (Moshe Shai/FLASH90)

أين قضى الإسرائيليون أوقاتهم هذا الصيف؟

الكشف عن وجهات الرحلات الجوية للإسرائيليين.. اختار الإسرائيليون السفر إلى البلاد الباردة ودفعوا ثمنا أرخص من الماضي

يكشف فحص معطيات الرحلات الجوية من إسرائيل إلى الدول الأخرى عن الدول التي قضى فيها الإسرائيليون عطلة الصيف الأخيرة، وكانت النتائج مفاجئة. اختار الإسرائيليون هذا العام السفر إلى لندن ذات الجو البارد هروبا من الحر والرطوبة، وهكذا تفوقت على وجهتي سفر كانتا شعبيتين في السنوات الماضية. في الصيف الماضي، تصدرت بوخارست المرتبة الثانية بعد لندن بصفتها وجهة السفر المفضلة لدى الإسرائيليين، وتليها وفق ترتيب تنازلي أمستردام، اليونان، وبودابست.

ولكن السبب وراء تصنيف لندن في المرتبة الأولى في القائمة هو ليس الطقس البارد فحسب، بل يعود ذلك أيضا إلى الرحلات الجوية منخفضة التكلفة إلى لندن بأقل بنسبة %50 من الصيف الماضي.

غيرت الرحلات الجوية منخفضة التكلفة خارطة الرحلات الجوية المفضلة لدى الإسرائيليين. تعد لندن هدفا شعبيا لم يسافر إليها الإسرائيليون حتى الآن كثيرا بسبب أسعار الرحلات الجوية المرتفعة، ولكن هناك مفاجئة بشكل خاصّ في زيادة شعبية مواقع سياحية أخرى في أوروبا الشرقية مثل رومانيا، هنغاريا، وبولندا التي لم تكن تعد مواقع سياحية رائدة في الماضي ولكنها تحتل مراتب عالية جدا في قائمة المواقع المطلوبة لدى الإسرائيليين. يعود السبب بالطبع إلى خفض الأسعار بشكل ملحوظ مما جعل قضاء عطلة في أوروبا الشرقية مجدية ماليا.

ويتضح من مواقع حجز الرحلات الجوية أن النساء غالبا يخترن موقع الرحلات الجوية، ولكن  يُدفع مقابل %60 من الرحلات الجوية ببطاقة ائتمان الرجل.

وكشف نادي المستهلكين الإسرائيليين الخاص بالطلاب الجامعيين أن معظم الطلاب %63 يخططون للسفر إلى أوروبا في العطلة الصيفية التي ما زالت في ذروتها وستنتهي في تشرين الأول فقط. يخطط %15 منهم للسفر إلى الشرق الأقصى ويخطط %10 منهم للسفر إلى أمريكا الجنوبية أو أمريكا الوسطى. معدل عطلة الصيف لدى الطلاب الجامعيين الإسرائيليين هو 4 حتى 10 أيام.

اقرأوا المزيد: 258 كلمة
عرض أقل
  • شبان إسرائيليون في مدينة بوشكار في الهند (Nati Shohat/FLASH90)
    شبان إسرائيليون في مدينة بوشكار في الهند (Nati Shohat/FLASH90)
  • شابات إسرائيليات يشعلن شمع السبت في ولاية غوا في الهند  (Serge Attal / Flash 90)
    شابات إسرائيليات يشعلن شمع السبت في ولاية غوا في الهند (Serge Attal / Flash 90)
  • شبان إسرائيليون في الهند (هداس هاروش)
    شبان إسرائيليون في الهند (هداس هاروش)
  • شابات إسرائيليات يمارسن اليوغا (Serge Attal / Flash 90)
    شابات إسرائيليات يمارسن اليوغا (Serge Attal / Flash 90)

سر الهند في جذب الشبان الإسرائيليين

رغم الأمراض والمخاطر الكامنة في شبه القارة الهندية أصبحت الموقع الأفضل لدى الإسرائيليين الذين يبحثون عن الهدوء، يرغبون في تعاطي المخدّرات، أو التسكع دون أية التزامات

يزور الهند في وقتنا هذا عشرات آلاف الشبان الإسرائيليين. إذا أخذنا بعين الاعتبار أن في إسرائيل نحو 80 ألف شاب في عمر 20 عاما، فيمكن أن نعرف أن نسبة ليست ضئيلة منهم موجودة الآن في الهند وليس في إسرائيل. غالبا، تستغرق زيارة الهند بضعة أشهر حتى سنة، وتصل تكلفتها إلى آلاف الدولارات حيث يدفع مقابلها الشبان الإسرائيليين من أموالهم دون مساعدة ذويهم. بهدف معرفة لماذا ينجذب الشبان الإسرائيليون إلى الهند بشكل كبير، سألنا بعض الشبّان بعض الأسئلة حول تجاربهم الشخصية.

الهند هي شبه قارة كبيرة تتضمن عشرات المدن المختلفة. هناك اختلاف بين شمال الدولة وجنوبها، وكذلك اختلاف بين المدن والقرى من حيث الثقافات المميّزة والمتنوعة. رغم ذلك، المدينة الأولى التي يزورها الإسرائيليون غالبًا في الهند هي دلهي، حيث يعيش فيها نحو 20 مليون نسمة – يشكلون ضعفين ونصف عدد سكان إسرائيل بأكملها.

سافرت روتم ابنة 28 عاما، وهي طالبة جامعية تدرس الطب، إلى الهند قبل عامين وتنزهت فيها لمدة ثلاثة أشهر. “أكثر ما لاحظته في دلهي هو كثرة الأحداث الملفتة للانتباه. فهناك الكثير من الأشخاص في الشوارع، وتحدث أمور كثيرة من حول في كل لحظة. تُسمع الضجة، تنبعث الروائح والمذاقات من كل حدب وصوب. تشكل هذه الظاهرة مصدر صعوبة لدى السائح لاستيعابها دفعةً واحدةً، ولكن من الواضح أن الأمور تسير بتناغم هادئ حيث يشكل جزءا من الحياة فيها”.

شبان إسرائيليون في الهند (هداس هاروش)
شبان إسرائيليون في الهند (هداس هاروش)

“تحدث هذه الظاهرة بسبب التفاعل الإيجابي بين الأشخاص والتكلفة القليلة – فكل شيء رخيص ويكتفي الأشخاص بالقليل عند زيارة الهند”

“تختلف كل الأمور في الهند عما نعرفه. ففي إسرائيل وتيرة الحياة مختلفة. ويمكن في الهند تمرير اليوم بأكمله دون أن نشعر أننا قد خسرنا شيئا ما”، يقول ميخائيل وهو طالب جامعي يدرس القانون وعمره 28 عاما، تنزه في الهند قبل ثلاث سنوات ونصف. “شاهدت إسرائيليين في الهند، وكانوا مصدومين فغادروها سريعا. تختلف الحياة في الهند عن الحياة الغربية التي نعيشها. على السائحين أن يعتادوا على الاكتظاظ، الأوساخ، والفقر. رأيت في دلهي الكثير من الأشخاص يفرشون فراشا في وسط الشارع، يخلعون ملابسهم، ويخلدون إلى النوم. ويتنقل في شوارع المدينة الكثير من القردة بدلا من القطط”.

عادت دورون ابنة 20 عاما من الهند قبل يومين بعد أن قضت فيها أربعة أشهر. فهي تقول إن أكثر ما أعجبها في الهند هو الكثرة. “فهناك الكثير من الأشخاص، ويمكن شراء الكثير من الأغراض بالقليل من المال، وحتى أن كميات الأكل التي قُدِمت لها كانت تبدو كثيرة نسبة لما هي  معتادة على تناوله. هناك فائض من الموارد البشرية في الهند، فالعملية التي يقوم بها شخص واحد في إسرائيل ينفذها سبعة أشخاص في الهند. كان يبدو لي كل شيء كبيرا وغير متناسق، بصفتي أعيش حياة غربية”.

لم يكن الموعد الذي اختار فيه كل من روتم، ميخائيل، ودورون السفر إلى الهند صدفة. كسائر الإسرائيليين، فقد اشتراوا بطاقات الرحلة الجوية إلى الهند في نقطة مفترق في حياتهم وغالبا تحدث هذه الرحلة عندما يكون الشبان في العشرينيات من العمر، بعد انتهاء الخدمة العسكرية وقبل الالتحاق بالتعليم الأكاديمي.

مطعم إسرائيلي في الهند تتناول فيه مأكولات الحمص والفلافل (Serge Attal / Flash 90)
مطعم إسرائيلي في الهند تتناول فيه مأكولات الحمص والفلافل (Serge Attal / Flash 90)

سافرت دورون إلى الهند بعد تسريحها من الجيش بهدف “كسر الإطار والانضباط اللذين اعتدت عليهما في الجيش”. أما ميخائيل فقد سافر إلى الهند بعد أن بدأ تعليمه في مجال القانون عندما شعر أنه على وشك الانهيار في ظل عبء التعليم. وسافرت روتم إلى الهند في السنة الثالثة من دراستها الطب، حين كانت مترددة فيما إذا كانت ستكمل تعليمها في هذا المجال أو أنها ستتوقف وتتعلم موضوعا آخر، “فكرت أن الهند قد تساعدني على العثور على طريقة تفكير أخرى وعلى اتخاذ قراري في أمور مُحيّرة”.

كذلك الهنديون لا يظلون لا مبالين عند زيارة الإسرائيليين مدن الهند وقراها. “فهم يهتم جدا بالإسرائيليين، وأصبح وجودنا هاما وملحوظا في مناطق معنية في الهند. تعلم الكثير من الهنديين الذين لم يزوروا إسرائيل أبدا العبريّة أثناء تواصلهم مع المتنزهين الإسرائيليين. هناك في الهند أيضًا شوارع عليها لافتات بالعبرية، وتقدم مطاعم قوائم الطعام باللغة العبريّة”، وفق أقوال دورون. وأضافت أن الإسرائيليين قد فتحوا في الهند مطاعم حمص، طحينة، وفلافل.

بالمقابل، يجلب الإسرائيليون معهم عند عودتهم من الهند تأثيرات الحضارة الهندية التي تصبح جزءا من المشهد الطبيعي الإسرائيلي. جزء من هذه التأثيرات هو مهرجان الطبيعية، إلى ما لا نهاية من الصفوف لتعليم اليوجا والاسترخاء في أنحاء البلاد، وعشرات المطاعم ذات الأسلوب الهندي.

شابات إسرائيليات يمارسن اليوغا (Serge Attal / Flash 90)
شابات إسرائيليات يمارسن اليوغا (Serge Attal / Flash 90)

ولكن هل يجد الإسرائيليون في نهاية الرحلة إلى الهند ما يبحثون عنه؟ الإجابة نعم لدى جزء من السياح. وفق أقوال الإسرائيليين المتحمسين، فقد مروا في الهند بتجارب ليس في وسعهم خوضها في أي مكان آخر ووجدوا حلا للضائقة التي يشعرون بها. “لقد شعرت بإلهام لممارسة الرسم والإبداع، ولم أشعر به قبل أبدا”. تقول روتم وأوضحت أنها مرت بتجربة روحانية في الهند ما زالت ترافقها حتى وقتنا هذا “شاركت في دورة بوذية مدتها 10 أيام، كانت مليئة بالتعليم والاسترخاء، اللذين يسيران بهدوء تام. لقد غيّرت هذه الرحلة تجربتي الحياتية نحو الأفضل وساعدتني على مواجهة أمور كثيرة في حياتي بشكل أفضل”.

“تختلف وتيرة الحياة كالفرق بين السماء والأرض. وصلنا إلى قرية صغيرة ونائية فاكتشفنا أنه ليست لدينا تغطية شبكة خلوية ولا كهرباء. لو كنا في إسرائيل كنا سنشعر بتوتر، أما في الهند فكانت هذه التجربة رائعة. اتضح لنا أن الكهرباء لم تعمل في القرية منذ شهر قبل أن نصل، وحتى أنه لم يعمل أحد على تصليحها، لأن عدم وجوده لم يؤثر في نمط حياة القرويين الهنود.”

بالمُقابل، هناك من يعتقد أن زيارة الهند تشكل وقت استراحة مؤقت من وتيرة الحياة السريعة في إسرائيل، أو تجربة لذيذة تمر تأثيراتها تدريجيا بعد العودة إلى إسرائيل. “تشكل الهند حلما مثاليا يمكن أن يتم فيها فقط. فالهند دولة يمكن أن يسود فيها الهدوء”، قال ميخائيل وأضاف: “شعرت بوتيرة حياة وجو مختلف. شعرت بهدوء، وقرأت الكتب وأنا مرتاح، لكني عدت لاحقا إلى وتيرة الحياة السريعة في إسرائيل”.

ولكن انتهت زيارة الهند من قبل بعض الإسرائيليين بضياعهم تام. فمعظم السياح الإسرائيليين يستغلون الرحلة إلى الهند لتعاطي المخدّرات، ولكن لا تنتهي هذه التجربة بسلام دائما. إذ يمكث 600 سائح في المستشفيات للأمراض النفسية في إسرائيل كل سنة في أعقاب أضرار استهلاك المخدّرات أثناء زيارة الهند. ويتلقى نحو 2.000 متلقي علاج علاجا في أطر خاصة، بسبب الأضرار النفسية التي تحدث أثناء الرحلة.

هناك مخاطر أخرى في الدولة الكبيرة والفقيرة. إضافة إلى الأمرأض مثل الملاريا واضطرابات المعدة، هناك فوارق أيضا بين الحضارة الهندية والإسرائيلية تؤدي إلى تجارب ليست مرغوبة أحيانا، مثل التعامل مع النساء. “دُهشت من معاملة الهنديين للنساء. لم يكفوا عن النظر إلى الفتيات لدرجة أنهن شعرن بانزعاج ومضايقة. لم أشاهد معاملة كهذه من قبل”، قال ميخائيل. تحدثت روتم من مصدر أول عن التحرشات الجنسية التي مرت بها النساء سواء السائحات أو النساء المحليات.   فقالت إن بعض التجارب السلبية التي مرت بها أثناء الرحلة ذات صلة بهذه المشكلة. “هناك الكثير من الرجال الهنديين الذين لا يعرفون أن المرأة مصنوعة من لحم ودم. مرت كل شابة تنزهت في الهند حتى وإن كانت برفقة شريكها بتحرشات صعبة ومُزعجة”.

شابات إسرائيليات يشعلن شمع السبت في ولاية غوا في الهند (Serge Attal / Flash 90)
شابات إسرائيليات يشعلن شمع السبت في ولاية غوا في الهند (Serge Attal / Flash 90)

رغم كل ذلك، لا ينوي الإسرائيليون التنازل عن زيارة الهند. فيزور الكثير منهم الهند، خلافا بالدول الأخرى. “تحدث هذه الظاهرة بسبب التفاعل الإيجابي بين الأشخاص والتكلفة القليلة – فكل شيء رخيص ويكتفي الأشخاص بالقليل عند زيارة الهند”، قال ميخائيل موضحا السبب وفق رأيه الذي يجذب الإسرائيليين ويجعلهم يزورون الهند ثانية.

“تختلف وتيرة الحياة كالفرق بين السماء والأرض”، قال دورون محاولا توضيح سحر الهند “إحدى التجارب التي أتذكرها كثيرا هي أننا صعدنا على جبل بعيد ووصلنا إلى قرية صغيرة ونائية. فاكتشفنا أنه ليست لدينا تغطية شبكة خلوية ولا كهرباء. فرغت بطارية الهاتف الخلوي لدى جميعنا ولمن نعرف التوقيت. لكن لو كنا في إسرائيل كنا سنشعر بتوتر، أما في الهند فكانت هذه التجربة رائعة. طيلة كل الأيام التي قضيتها في القرية، قرأت ورسمت كثيرا، تحدثت مع الأشخاص الذين التقيت بهم كل اليوم وكنا معا كل الوقت. اتضح لنا أن الكهرباء لم تعمل في القرية منذ شهر قبل أن نصل، وحتى أنه لم يعمل أحد على تصليحها، لأن عدم وجود تيار كهربائي لم يؤثر في نمط حياة السكان. في إسرائيل، بالمُقابل، فإن انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعتين يثير جنون الجميع”.

اقرأوا المزيد: 1216 كلمة
عرض أقل
"الرحلة الكبرى" (فيس بوك)
"الرحلة الكبرى" (فيس بوك)

ما هي “الرحلة بعد الجيش” لدى الشبان الإسرائيليين؟

دول السفر تتغير بحسب الجيل ولكن "الرحلة الكبرى" تبقى للأبد. ما الذي يجعلها فريدة من نوعها؟ إنها تأتي تماما بعد الخدمة في الجيش وقبل فترة قصيرة من بدء الدراسة العليا

يدور الحديث عن الشباب الإسرائيلي الذي على وشك إنهاء خدمته العسكرية، ولا يهم إذا كان الحديث يجري عن فتاة على وشك إنهاء عامين شاقّين من الخدمة في الجيش أو عن شاب شارف على إنهاء ثلاثة أعوام. لا يهم إذا كان أساسا شخصا تسرّح من الجيش بعد أن خدم بشكل دائم في الجيش لخمس سنوات أخرى، فكل شاب إسرائيلي يعلم – بعد الخدمة في الجيش تأتي الرحلة الكبرى. ومن المفضّل البدء بالتخطيط لها في أقرب وقت ممكن.

منذ الأشهر الأخيرة من الخدمة العسكرية يحلم المسرّحون الجدد بزيارة دولة ما. ربما تايلاند؟ الهند؟ أمريكا الجنوبية؟‎ ‎تتغيّر الأماكن طوال الوقت، ولكن الرحلة تبقى إلى الأبد. يختار بعضهم الرحلات الطويلة في الجبال الثلجية ويختار آخرون ببساطة الاستلقاء لأخذ حمام شمسي في البحر لعدة أشهر. ويختار بعضهم السفر مع الأصدقاء ويختار آخرون أن يجربوا إذا ما كانوا سيتولون أمورهم في الخارج للمرة الأولى وحدهم. يهتم بعضهم برحلة باهظة الثمن والنوم في الفنادق المرموقة ويفضّل آخرون الاكتفاء بنُزل بسيط. يسافر بعضهم لشهر، وآخرون لنصف عام بل وأكثر. المشترك بين الجميع – جميعهم يرغبون ببعض الحرية بعد الخدمة العسكرية المكثّفة.

"الرحلة الكبرى" (فيس بوك)
“الرحلة الكبرى” (فيس بوك)

إذن فبعد اختيار الدولة التي سيتم السفر إليها، يختارون نوع الرحلة والصديق أو الأصدقاء الذين يكون احتمال البقاء معهم لأكثر من شهر هو الأعلى، وتبقى أسئلة أخرى عديدة لم تُحل بالنسبة للشاب الإسرائيلي. مثلا، ماذا يأخذ معه في حقيبة الظهر الكبيرة التي يحبّ كثيرا أن يضعها على ظهره؟ أية ملابس وأحذية يجب أخذها؟‎ ‎هل يجب تلقي التطعيم قبل الذهاب إلى أماكن معينة أو تناول أقراص مضادّة لأمراض معيّنة؟

المعضلات كثيرة وصعبة ولذلك فإنّ مواقع التواصل الاجتماعي مكتظّة بالمجموعات التي تم تأسيسها تماما لهذا السبب. تمثّل هذه المجموعات نقاط جذب للمسرّحين الجدد من الجيش، وهناك يمكن لكل شخص أن يطرح السؤال الأهم لديه بخصوص الرحلة والحصول على الإجابات الأفضل – من أولئك الذين عادوا من هناك. أحيانا تربط المجموعات بين الأشخاص الذين يبحثون عن شركاء للرحلة أو توصي بنُزل مناسب في مختلف البلدان. إحدى المجموعات الرئيسية التي تقوم بذلك هي مجموعة “موتشيلر” التابعة لموقع إنترنت يحمل ذات الاسم ومتخصص بتقديم الاستشارات حول أمريكا الجنوبية. إن مجموعات الفيس بوك جيدة للحصول على أية استشارة تُطرح بخصوص الرحلة – قبل الرحلة، خلالها وحتى الاستنتاجات والانطباعات التي تُطرح بعدها.

"الرحلة الكبرى" (فيس بوك)
“الرحلة الكبرى” (فيس بوك)

وما هو الجزء الأكثر صعوبة في الرحلة؟ العودة. نعم، في نهاية المطاف من الممتع دائما العودة إلى الحياة الاعتيادية والبيئة المألوفة، ولكن القليل من المسافرين ممن سيقولون إنّ ذلك سهل بعد نصف عام من الرحلات. هناك قصص عديدة عن إسرائيليين ظلّوا يعملون في المكان الذي سافروا إليه لسنوات بل واختاروا الاستقرار فيه لسنوات. ليس ذلك فحسب – تقريبا في كل دولة تعتبر وجهة جذّابة للرحلات يمكن العثور على إسرائيلي قرر أن يغادر إلى خارج البلاد، وأن يفتتح مطعما أو نُزلا في المكان وتحوّل إلى أسطورة بين المسافرين. وحول صعوبات العودة إلى البلاد تضاف عادة حقيقة واحدة مهمة – فبعد الرحلة الكبرى تأتي عادة الدراسات العليا.

وماذا عن الوالدين؟ إنهم بطبيعة الحال يشتاقون. ولذلك فإنّ بعضهم يذهبون للقاء ابنهم أو ابنتهم المحبوبين في وسط الرحلة أو في نهايتها. بل إن هناك من يخطّط لرحلة مشتركة مع الوالدين. وإذا لم ينضموا إلى الرحلة بطريقة ما – فإنّ الهدايا التي تعود معهم بعد نصف عام خارج البلاد ستنسي كل غضب واشتياق.

"الرحلة الكبرى" (فيس بوك)
“الرحلة الكبرى” (فيس بوك)

فيما يلي أحد آخر المنشورات في المجموعة: “مرحبا، أبحث عن شريك/ة للسفر إلى بوينس آيرس في بداية شهر كانون الأول ومن هناك إلى أوشوايا، مع إمكانية إكمال الرحلة معا إلى البرازيل بوليفيا بيرو”.

بالنجاح!

اقرأوا المزيد: 533 كلمة
عرض أقل