رائد العطار

رائد العطار مع عناصر من كتاءب عز الدين القسام
رائد العطار مع عناصر من كتاءب عز الدين القسام

حماس تعيّن السنوار مسؤولا عن قيادة الجنوب خلفا للعطار

حاولت إسرائيل اغتيال محمد السنوار المعين منذ وقت قصير مسؤولا عن قيادة الكتائب في جنوب القطاع، 6 مرات لكنها لم تنجح، إذ يحرص الرجل على عدم الظهور أبدا

كشفت مصادر في حركة حماس عن أن قيادة كتائب القسام عينت مؤخرا “محمد السنوار”، أبرز المطلوبين لإسرائيل، مسؤولا عن قيادة الكتائب في جنوب القطاع خلفا لـ “رائد العطار” الذي تم تصفيته إلى جانب محمد أبو شمالة، ومحمد برهوم، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وحسب المصادر فإن السنوار عُين بعد مداولات طويلة جرت في الآونة الأخيرة بشأن الشخصية التي سيتم تعيينها خلفا للعطار الذي كان يقود القسام في رفح خاصةً، دون خانيونس. وبيّنت المصادرً أن السنوار سيتولى المسؤولية عن الكتائب في خانيونس، ورفح، تحت مسمى “لواء الجنوب” أو “اللواء الجنوبي”.

ولفتت المصادر إلى أن السنوار سيتولى المسؤولية كاملة عن عمليات التهريب عبر الأنفاق الخاصة بالكتائب، والتي ما زالت تعمل على الحدود مع مصر، ويتم عبرها تهريب الأسلحة والصواريخ والمواد المتفجرة، وأموالا طائلة على الرغم من التضييق المصري وخفة حدتها في بعض الأشهر.
https://www.youtube.com/watch?v=hR-d08aYFTk

وأشارت المصادر إلى أن الكتائب تعتمد بشكل كبير على تهريب الأسلحة والصواريخ من سيناء، بالرغم من الحملة المصرية الكبيرة، إلا أنها ما زالت تحقق نجاحات في تلك العمليات التي كان مسؤولا عنها محمد أبو شمالة، ومحمد برهوم، اللذين اغتيلا إلى جانب العطار في نهاية أغسطس 2014 في أحد المنازل برفح.

ويُعد محمد السنوار والذي كان مقربا من العطار من أبرز قيادات كتائب القسام، وارتبط اسمه بخطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وكثيرا ما تردد خلال الحرب الأخيرة على غزة أنه تم اغتياله، إلا أنه تبين أنه أصيب بجروح طفيفة في إحدى المحاولات التي تعرض لها منذ سنوات طويلة.

ولد السنوار في مخيم خانيونس في 16 من سبتمبر عام 1975، ولديه من الأخوة والأخوات 7، وتلاحقه إسرائيل منذ أكثر من 20 عاما وتتهمه بالتورط في عشرات الهجمات ضد أهداف إسرائيلية، كما أنه يُعد أحد أبرز المطلوبين وأكثرهم خطورة، وهو قليل الظهور حتى في اجتماعات حماس التي يحضرها قيادات عسكرية كما كان أحمد الجعبري ورائد العطار.

ونجا من 6 محاولات اغتيال كان آخرها في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ونجا منها بعد إصابته بجروح طفيفة. ويقول مقربون منه إنه شديد الحرص والأمن ولديه قدرات أمنية يستطيع من خلالها التخفي دون أن يستطيع أحد الوصول إليه.

والسنوار هو شقيق الأسير المحرر في صفقة شاليط “يحيى السنوار” الذي عينته حماس في الأشهر الأخيرة مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها – حسب ما تقول مصادر الحركة- كما أن شقيقه أصبح عضوا في المكتب السياسي وأحد الشخصيات الهامة التي أصبح لها باع كبير في قيادة الحركة واتخاذ مواقف هامة فيها كما أنه المسئول عن التنسيق بين الذراعين السياسي والعسكري.

اقرأوا المزيد: 377 كلمة
عرض أقل
مروان عيسى مع أحمد الجعبري وخالد مشعل في غزة
مروان عيسى مع أحمد الجعبري وخالد مشعل في غزة

ماذا سيحصل في قيادة حماس؟

مصير ضيف غير معروف، ولكن كما يبدو أنّه ليس جيّدًا، واثنان آخران من القيادة البارزة للجناح العسكري لحماس تمّ اغتيالهما أمس. من الذي سيتولى زمام الأمور، ومن في مرمى إسرائيل؟

مرّ يومان منذ محاولة اغتيال الرجل الأقوى في الجناح العسكري لحركة حماس، محمد ضيف، وما زال مصيره غير مؤكد. ومع ذلك، بسبب قوة القصف، وعدم كفاية الأدلة في كونه حيًّا، تتزايد التقديرات بأنّ الضيف قُتل في القصف، أو أنه أصيب إصابة بالغة على الأقل، رغم نفي حماس.

بعد يوم من ذلك، اغتالت إسرائيل شخصين آخرين من أبرز قادة الجناح العسكري لحركة حماس، ممن سيطرا على الحركة في جنوب القطاع، محمد أبو شمالة ورائد العطار. وقد قُتل معهما قائد آخر في الحركة، ويبدو أن هناك ارتباك وتوتر وإحراج في كتائب عز الدين القسام.

مقاتلو الجناح العسكري لحركة حماس (AFP)
مقاتلو الجناح العسكري لحركة حماس (AFP)

الفراغ الذي تركه ضيف وراءه في الجناح العسكري لحركة حماس كبير جدًا. منذ نحو عقدين وهو يترأس الحركة، وهو المسؤول عن تحويل الجناح العسكري من عصابة صغيرة إلى تنظيم هرمي ومنظّم يملك عناصر الجيش النظامي الذي فيه كتائب، سرايا وألوية. هو من قام بتطوير النظام الصاروخي للحركة، وطوّر تخطيط الأنفاق، والذي تحوّل في الصراع الأخير إلى التهديد الأكبر على إسرائيل. كل من سيحلّ مكانه، فيما لو قُتل فعلا أو أصيب إصابة كبيرة، سيضطر إلى أن يكون قويّا بشكل كاف للإمساك بالحركة وحده، وللاستمرار بدفعها للأمام، وتطوير أفكار جديدة، وعلاقات للتمويل.

ويعتقد الخبراء أنّه ليس هناك اليوم في العمود الفقري لقيادة حماس الكبيرة شخصية ذات كاريزما مثل الضيف أو أحمد الجعبري. حتى أمس، كان العطار أحد المرشّحين الراشدين للحلول مكانه. والآن، يبدو أنّ مروان عيسى، الذي حلّ مكان أحمد الجعبري بعد اغتياله في عملية “عمود السحاب” عام 2012، بقي المرشّح الرئيسي ليكون في رأس الهرم.

منذ عام 2012 يعمل عيسى باعتباره وصلة بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية لحماس في القطاع، وهي وظيفة أنشأت له علاقات كثيرة. أضاف له هذا الوقوف في مفترق طرق حماس قوة ودلالة في أعين كلا الجناحين، ولكنه لا يزال يعتبر شخصية رمادية تمامًا، ولا يكفي من الناحية الكاريزمية كي يقود وحده حركة بهذا الحجم الكبير.

رائد العطار ومحمد أبو شمالة
رائد العطار ومحمد أبو شمالة

إن تعيين عيسى في المستقبل بمنصب قائد للجناح العسكري، إذا ما تمّ، من المتوقع أن يضعه على رأس قائمة المطلوبين في قطاع غزة. ولكنه ليس الوحيد. هناك شخصية بارزة أخرى تشكّل هدفًا للاغتيال والحديث عن أيمن نوفل، قائد لواء المركز في القطاع. كان نوفل أحد المسؤولين عن تفجير معبر رفح الحدودي قبل ستّ سنوات. في نفس العام تمّ القبض عليه في مصر واتُهم بالتخطيط لعمليات إرهابية، ولكنه نجح في الهروب من السجن مع اندلاع الثورة المصرية التي أدت إلى إسقاط الرئيس حسني مبارك عام2011. وفي النهاية، نجح في التسلل مجدّدًا إلى غزة عن طريق الأنفاق.

ويتواجد معهم في “قائمة الاغتيالات” أيضًا أحمد غندور، قائد الجناح العسكري في شمال قطاع غزة وأيضًا رائد سعد، قائد القسّام في مدينة غزة. ظهرت أمس على الشبكة إشاعات حول اغتيال محمود سنوار، قائد الكتائب في لواء خان يونس، ولكن كما يبدو أنّه لا يزال على قيد الحياة، ولا يزال مُدرجًا في قائمة الاغتيالات. بعد الخطأ الذي قام به ضيف، العطار وأبو شمالة، فكما يبدو أنّ بقية القادة في الحركة سيظلّون الآن وقتًا طويلا في المخابئ تحت الأرض خوفًا من ضربة مستهدفة من سلاح الجو الإسرائيلي.

 

اقرأوا المزيد: 464 كلمة
عرض أقل
دخان وغبار في غزة جرّاء قصف الطيران الإسرائيلي (AFP)
دخان وغبار في غزة جرّاء قصف الطيران الإسرائيلي (AFP)

مسار الحرب في غزة بعد الاغتيالات واستدعاء الاحتياط

ربما يدل استدعاء 10 آلاف جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي على أن الحرب بين إسرائيل وحماس ستطول، لكن تصفية قادة حماس قد تعني العكس وهو أن أيامها قصرت

21 أغسطس 2014 | 17:53

قال محللون إسرائيليون بعد أن صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الاثنين، على استدعاء 10 آلاف جندي احتياط جديد في الجيش الإسرائيلي بغية تعزيز القوات المرابطة على الحدود بين إسرائيل وغزة، إن هذه الخطوة، إضافة إلى تواصل إطلاق الصواريخ من غزة، ترسم ملاح حرب طويلة بين الطرفين، لكن آخرين أشاروا إلى أن اغتيال قادة حماس قد يغيّر الحسابات.

واستشهد الفريق الأول من المحللون، أيضا، بأقوال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي (بوغي) يعلون، والذي قال إن “المعركة طويلة، ويجب أن نتحلى بالصبر ونفق صامدين”. لكن آخرين أشاروا إلى أن اغتيال قادة حماس، تحديدا رائد العطار ومحمد أبو شمالة، قد يؤدي إلى تقصير المعركة بين الطرفين.

ويعتقد هؤلاء أن الضربات القاسية التي تلقاها حماس في اليومين الأخيرين، متمثلة باغتيال قادة كبار في الذراع العسكري للحركة، قد توضح للحركة أن خرق وقف إطلاق النار مع إسرائيل كان خطأ فادحا، مما سيحث القيادة السياسية في الحركة على احترام اتفاقات قادمة.

ثانيا، رغم أنه يوجد بديل لكل قائد في حماس قتل، يقول محللون إن المعنويات في الحركة وروح القتال لدى محاربيها باتت منخفضة، ودليل على ذلك هو تهديدات تنشرها الحركة، مثل قصف مطار بن غوريون، دون تنفيذها.
ويتوقع هؤلاء أن تحفّز هذه التطورات الأخيرة قادة حماس إلى اللجوء إلى مخرج ديبلوماسي من الأزمة، خاصة أن الحرب التي تواجهها حماس ضد إسرائيل لم تحظ على دعم كبير من قبل الدول العربية.

وفي تطور لافت آخر له تأثير كبير على مجريات الحرب بين إسرائيل وحماس، التقى اليوم رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الأمير القطري، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقالت مصادر فلسطينية إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، انضم إلى اللقاء. ويشير متابعون في إسرائيل إلى أن عباس يسعى إلى تقليص الفجوات فيما يتعلق بالوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

اقرأوا المزيد: 273 كلمة
عرض أقل
رائد العطار ومحمد أبو شمالة
رائد العطار ومحمد أبو شمالة

حماس تقول إن ثلاثة من كبار قادتها العسكريين قتلوا في غارة إسرائيلية

وقالت حماس إن القادة هم محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم وأضافت أنهم قتلوا في تفجير منزل في رفح بجنوب القطاع

21 أغسطس 2014 | 09:20

قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن غارة جوية إسرائيلية قتلت ثلاثة من كبار قادتها العسكريين في قطاع غزة اليوم الخميس في أوضح مؤشر حتى الآن على أن إسرائيل تركز هجومها على من يقودون الهجمات من القطاع.

ولم يصدر تعقيب فوري من الجيش الإسرائيلي على مقتل أكبر قادة لحماس منذ بدء الهجوم على القطاع قبل ستة أسابيع بهدف معلن وهو وقف هجمات الصواريخ.

وقالت حماس إن القادة هم رائد العطار، قائد اللواء الجنوبي للجناح العسكري لحركة حماس، ومحمد أبو شمالة،  ومحمد برهوم. وأضافت أنهم قتلوا في تفجير منزل في رفح بجنوب القطاع.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن الطائرات شنت 20 هجوما على قطاع غزة اليوم الخميس لكنها لم تذكر مزيدا من التفاصيل.

وفي وقت متأخر يوم الثلاثاء استهدفت إسرائيل قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف لكنها فشلت في قتله. وقالت حماس إن زوجة الضيف وابنه الرضيع البالغ من العمر سبعة أشهر قتلا في غارة جوية.

وانهارت محادثات بوساطة مصرية لإنهاء أسابيع من القتال بين إسرائيل وحماس وغيرها من الجماعات في غزة يوم الثلاثاء عندما تجدد العنف بعد عشرة أيام من الهدوء النسبي.

وتقول إسرائيل إنها قتلت مئات النشطاء الفلسطينيين في الصراع الذي قالت الأمم المتحدة إنه أدى إلى نزوح نحو 425 ألف شخص. وقتل 64 جنديا إسرائيليا فضلا عن مقتل ثلاثة مدنيين في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 198 كلمة
عرض أقل
رائد العطار مع عناصر من كتاءب عز الدين القسام
رائد العطار مع عناصر من كتاءب عز الدين القسام

زعيم مدينة رفح

رائد العطار، قائد اللواء الجنوبي للجناح العسكري لحركة حماس، قاد على أعمال أنفاق حماس وكان أقوى رجل في رفح حتى قُتل من غارات الجيش الاسرائيلي هذه الليلة

03 أغسطس 2014 | 13:52

أصبحت مدينة رفح خلال عملية “الجرف الصامد” مركزًا للمعارك القاسية بين قوات الجيش الإسرائيلي وحماس بسبب اكتشاف الكثير من الأنفاق في التربة الرملية التي تتميّز بها المدينة. وعرفت رفح بأهميتها الاقتصادية الكبيرة خلال السنين، فقد تحوًلت إلى مدينة الأنفاق والتهريبات الأكثر ازدهارًا مع الجانب المصري. والرجل الذي يكسب من كل هذه الصناعة هو قائد اللواء الجنوبي رائد العطار.

يعتبر العطار الذي يمسك بأحد الأدوار الأكثر مسؤولية في الجناح العسكري لحركة حماس حاكمًا غير رسمي لرفح. قائد اللواء الجنوبي، الذي هو في سنوات الأربعينات من عمره، هو عضو كبير في الرابطة العسكرية العليا لكتائب عز الدين القسّام وأحد المطلوبين البارزين لإسرائيل.

أصبح خلال السنوات بواسطة رجاله زعيمًا لا يمكن تقويضه لأنفاق رفح، وهكذا في الواقع لكلّ رفح. هو الرجل الذي كان مسؤولا فعليًّا على إدخال جميع المعدّات والمواد المطلوبة لحماس من أجل بناء قوتها العسكرية في السنوات الماضية.

وقام العطار بقتل الكثير من الفلسطينيين، ومن بينهم أطفال، ليشقّ طريقه نحو القمّة. منذ عام 1995، دخل إلى سجون السلطة الفلسطينية على الإتجار غير المشروع بالأسلحة. تورّط العطار بعد ذلك بقتل ضابط شرطة فلسطيني وهو رفعت جودة، وحين فرّ من ساحة الجريمة دهس حتى الموت طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام وهي فدوى جراونة.

السلطة الفلسطينية تحاكم رائد العطار بعد أن قتل ضابط شرطة فلسطيني (AFP)
السلطة الفلسطينية تحاكم رائد العطار بعد أن قتل ضابط شرطة فلسطيني (AFP)

حكمت السلطة الفلسطينية على العطار بالموت بسبب جرائمه، ولكن في أعقاب أعمال الشغب التي قام بها أبناء عائلته في جميع أنحاء رفح وافق رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات على منحه العفو. بعد ذلك صعد العطار إلى قمّة كتائب عزّ الدين القسّام، حيث أنّه يقود من بين أمور أخرى إطلاق الصواريخ على إسرائيل من أراضي سيناء، قتل الجنود المصريين واختطاف جلعاد شاليط.

يعتبر العطار هدفًا استخباراتيًّا ليس لإسرائيل فقط. تطالب مصر منذ وقت طويل بالتحقيق معه للاشتباه به أنه هو من سمح لإرهابيي الجهاد العالمي الذين تدرّبوا في القطاع بالخروج عن طريق الأنفاق والإضرار بالقوات المصرية في شبه جزيرة سيناء. رفضت قيادة حماس جميع طلبات الاستخبارات المصرية للتحقيق مع العطار.

ووفقًا لمصادر في القطاع، فقد أدار العطار أنفاق التهريب كعمل عائلي بكل معنى الكلمة. لقد عيّن أخاه مسؤولا عن هذا المجال، حيث يرافقه مسلّحون من حماس في كلّ طارئ. وفقًا للتقارير، فقد سيطر العطار وأخوه بشكل حصري على مجال تهريب السيارات المسروقة من مصر، حيث عملت هناك عصابة خاصة لصالحه. وقد استخدما الأموال لإثراء أنفسهم.

 تدريب طلبة المدارس الثانوية فى محافظة رفح جنوب قطاع غزة (FLASH 90)
تدريب طلبة المدارس الثانوية فى محافظة رفح جنوب قطاع غزة (FLASH 90)

لم يحبّ كل من في حماس صعود مكانة العطار في غير المجال العسكري. في عام 2011 ذُكر أنّ فتحي حماد، الذي كان وزير الداخلية في حكومة حماس، اشتكى من تصرف العطار وأخيه في رفح لإسماعيل هنية، ولكن الأخير اختار عدم مواجهته. يتضح أن العطار يتخذ قرارات مستقلّة ولا يعطي أهمية كبيرة للجناح السياسي لحماس.

في مقابلة نادرة لأحد مواقع الإنترنت التابعة لحركة حماس بعد عملية “الرصاص المصبوب”، حين سُئل العطار عن التأييد الذي تلقّته الحركة حينذاك من سكان غزة، زعم أنّ رجال حماس قد شعروا بالتعاطف مع السكان، بل وإنّ بعضهم وفّر مأوى للمقاتلين.

أمر ذو أهمية قد أشار إليه العطار في المقابلة وهو أنّه هو ومسؤولين آخرين في الجناح العسكري لحركة حماس كانوا يعلمون كلّ تطوّر في ميدان المعركة. مرّت منذ ذلك الحين خمس سنوات بطبيعة الحال، وأصبحت حماس أكثر تطوّرًا ورفعت مستواها في كلّ ما يتعلّق بقدراتها الإعلامية وغيرها بحيث أنّه من المرجّح أنّه حتى اليوم، على الرغم من البقاء في الأقبية والأنفاق، يعلم مسؤولو حماس كلّ التفاصيل في أرض القطاع.

اقرأوا المزيد: 508 كلمة
عرض أقل
الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (AFP / MOHAMMED ABED)
الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (AFP / MOHAMMED ABED)

صاروخ تحذيري: توثيق نادر قبل وبعد قصف “بيوت حماس”

يعرض مقطع رُفع أمس على اليوتيوب توثيقًا خاصًا لتكتيك يعمل بموجبه الجيش الإسرائيلي ضدّ رجال حماس في إطار عملية "الجرف الصامد" والمعروف باسم "اطرق السطحَ"

يبث الفلسطينيون في الأيام الأخيرة تسجيلات نادرة، عمّا يعرف بطريقة “اطرق السطح”. حسب المتبّع عند وجود خشية من أن يتواجد أشخاص في البيت الذي حُدّد كهدف لسلاح الجو الإسرائيلي، يتصل الجيش بهم ويحذرهم من أنه ستتم مهاجمة منزلهم. بعد ذلك، وللتأكد من أنهم غادروا المنزل حقًا، يطلق الجيش صاروخًا صغيرًا يقع قريبًا من البيت ثم يطلقون القذيفة لتدمير البيت.

خلال أيام العملية، عمل الجيش حسب ذلك التكتيك، لمنع إصابة الذين لا علاقة لهم والأبرياء إثر مهاجمة البيت. في المقطع الذي رُفع أمس على اليوتيوب، يمكن مشاهدة توثيق نادر لتفجير بيت في غزة، وذلك خلال ثوان بعد تحذير السكان.

https://www.youtube.com/watch?v=waSPsI9-ge8

في المقطع الذي صُوّر على ما يبدو من عدسة مراقبة كانت قد وضعت في المكان، يمكن رؤية الانفجار الصغير في القسم الخلفي من المبنى، بجواره تمامًا. بعد دقيقة من إصابة القذيفة الصغيرة يمكن ملاحظة قذيفة أخرى تطلق من غير شكّ من طائرة حربية، ثم تصيب المنزل وتدمره.

إجراء نادر بالنسبة للجيوش العالمية

كُشف إجراء “اطرق السطح” للمرة الأولى عام 2009، وعندها تبين أن الشاباك والقوات الاستخباراتية التابعة للجيش يتصلون بسكان المنازل قبل تدميرها. يرافق القانونيون العسكريون مرافقة فعلية قسمًا من العمليات الهجومية، وأحيانًا في مراحل التنفيذ- وهذا من غير شك نادر مقارنة بعدد غير قليل من جيوش العالم.

حسب التقديرات، حتى اليوم دُمر في عملية “الجرف الصامد” خمسون بيتًا، على الأقل، وتم اتباع الإجراء المذكور سابقًا. لقد قرر الجيش تدمير بيوت كل مسؤولي حماس وكذلك من يعتبرون ضباط الكتائب والألوية. على ما يبدو أن بيت رائد العطار دُمر بهذه الطريقة. أحد أهداف الجيش هي إلحاق ثمن شخصي وباهظ برجال التنظيم والضغط على عائلاتهم.

اقرأوا المزيد: 246 كلمة
عرض أقل
مسؤولو حماس مستهدفون من قبل إسرائيل (AWAD AWAD / AFP)
مسؤولو حماس مستهدفون من قبل إسرائيل (AWAD AWAD / AFP)

مسؤولو حماس مستهدفون من قبل إسرائيل

بعد عام ونصف من اغتيال أحمد الجعبري، تصمّم إسرائيل على التعامل مع القيادة الجديدة لكتائب عزّ الدين القسّام، ولا ترتدع من مسؤولي المكتب السياسي في حماس

09 يوليو 2014 | 15:49

بدأت عملية “الجرف الصامد”، وقادة حماس ينزلون تحت الأرض. وفق ادعاء مسؤول عسكري كبير في إسرائيل: “لم يبق ضابط من حماس لديه منزل ليعود إليه”. وبالتباين، فرغم أنّ حماس تقوم بكل ما تستطيع لإلحاق الضرر بالسكان المدنيّين في إسرائيل، فإنّ منظومة “القبة الحديدية” تقوم بعملها بدقّة بنسبة 90% وتمكّن غالبية سكّان إسرائيل من الحفاظ على روتين حياتهم.

يشمل “بنك أهداف” الجيش الإسرائيلي في غزة بعض المسؤولين البارزين في قيادة حماس في القطاع. حين يتحدّث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن “ثمن باهظ” ستدفعه حماس في أعقاب عدوانها، يترجم الجيش كلامه لأهداف حقيقية، مع أسماء وعناوين الأشخاص المسؤولين عن إلحاق الضرر بإسرائيل.

أول هؤلاء هو محمد ضيف، القائد الأعلى للجناح العسكري لحماس. نجا ضيف حتى الآن من العديد من محاولات الاغتيال من قبل الجيش الإسرائيلي والشاباك. حالته الصحّية غير واضحة، ولكن تشير التقديرات إلى أنّه بعد الإصابة قد فقد يديه، رجليه وبصره بإحدى عينيه. ولكن رغم ذلك، تشير التقديرات إلى أنّ ضيف لا يزال مشاركًا في وضع استراتيجية الحرب لحماس.

تورّط العطار بعد ذلك بقتل ضابط شرطة فلسطيني وحين فرّ من ساحة الجريمة دهس حتى الموت طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام

كما أنّ المسؤول الأبرز في الجناح العسكري لحركة حماس اليوم هو رائد العطار، وهو عنصر قديم من حماس من مدينة رفح قام بقتل الكثير من الفلسطينيين، ومن بينهم أطفال، ليشقّ طريقه نحو القمّة. منذ عام 1995، دخل إلى سجون السلطة الفلسطينية على الإتجار غير المشروع بالأسلحة. تورّط العطار بعد ذلك بقتل ضابط شرطة فلسطيني وهو رفعت جودة، وحين فرّ من ساحة الجريمة دهس حتى الموت طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام وهي فدوى جراونة.

حكمت السلطة الفلسطينية على العطار بالموت بسبب جرائمه، ولكن في أعقاب أعمال الشغب التي قام بها أبناء عائلته في جميع أنحاء رفح وافق رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات على منحه العفو. بعد ذلك صعد العطار إلى قمّة كتائب عزّ الدين القسّام، حيث أنّه يقود من بين أمور أخرى إطلاق الصواريخ على إسرائيل من أراضي سيناء، قتل الجنود المصريين واختطاف جلعاد شاليط.

يعتبر العطار في مصر أحد  أخطر الإرهابيين. منذ اغتيال الجعبري يعمل العطار – الذي جلس مع الجعبري في السيارة حين تمّ اغتياله – كقائد لكتائب القسّام. إلى جانب العطار، تفتح إسرائيل عيونها أيضًا على مروان عيسى الذي كان مقرّبًا جدّا من الجعبري وأصيب في الماضي في محاولة اغتيال.

ولم يغب أيضًا اسم إسماعيل هنية من قائمة الاغتيالات الإسرائيلية. استطاع الرمز المثالي لسيادة حماس في قطاع غزة والسكرتير السابق للشيخ أحمد ياسين أن ينجو في كلّ جولات الصراع السابقة وأن يبقى سالمًا. أوضح وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بشكل واضح ما ينبغي أن تكون عليه السياسة الإسرائيلية حسب رأيه:

“يجب أن تكون التوجيهات للجيش واضحة: إزالة تهديد الصواريخ وسحق رأس الأفعى. لا تقريبًا ولا نسبيّا؛ حتى النهاية”، هذا ما كتبه كاتس في صفحة الفيس بوك الخاصة به، مع إرفاق صورة هنية.

اقرأوا المزيد: 438 كلمة
عرض أقل