41 سنة منذ حرب تشرين 1973 (حرب أكتوبر)، سمح أرشيف الجيش الإسرائيلي والمنظومة الأمنية الإسرائيلية بنشر شهادات لضباط أمام لجنة أغرنات، وهي لجنة التحقيق الحكومية التي أقيمت في إسرائيل مع انتهاء الحرب بهدف فحص الفشل في تحضيرات الجيش الإسرائيلي للحرب والمعلومات التي حصل عليها قبل أيام من الحرب.
شهادة العقيد يوئيل بن بورات، قائد وحدة 848 التي عملت على جمع المخابرات بالإشارات (SIGINT)، مثيرة للاهتمام. لقد تطرق بن بورات إلى تحركات الجيوش المصرية والسورية نحو الحدود الإسرائيلية قبل الحرب، ورغم ذلك لم يكن هناك تحذيرًا من وقوع الحرب.
ادعى بن بورات أنه قد قدّر هذه التحركات كتحضير للهجوم، لكن رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية اعتقد أن الأمر مجرد تمرين وليس تحضيرًا للهجوم. وقد جرت مقابلة مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وأبلغه بأن الأمر مجرد تمرين. في الشهادة أمام اللجنة، تحدث بن بورات عن محادثته مع رئيس الاستخبارات قبل الحرب “أنا أقبل التقديرات حول التقصي بخصوص مصر بأن هذا تمرين” قال له بن بورات “لكن بما أنني مسؤول، فأطلب منك السماح بتجنيد 100 حتى 150 جنديًّا احتياطيا، لتحسين الجاهزية وللتأكد أن الأمر حقًا مجرد تمرين”. قوبل طلب بورات بالرفض المطلق.
خلال شهادته، اتهم بن بورات الرتبة غير العالية للمتنصتين الذين يخدمون في الوحدة. “نحن في قمة التناقص في الكيف والكم في عدد الأشخاص الذي يعرفون العربية السليمة”.
لقد شرح بن بورات أنه في سنوات الخمسين كان يصل أناس كثيرون إلى إسرائيل من الدول العربيّة، وكانت لغتهم العربية اللغة الأم. بالمُقابل، في سنوات الـ 70 كان الأمر يتعلق بجنود تعلموا العربية في المدرسة، ولم يكن مستواهم عاليًّا.
لقد نبّه إلى أن وزارة التربية يجب أن تهيئ جنودًا أكثر يتكلمون العربية، وتحدث عن برنامج قائم، في إطاره هناك محاولة لأخذ فتيان من عائلات في ضائقة تتحدث العربية، وتجهيزهم للوظيفة حتى قبل تجنيدهم للجيش، وقد “فشلت المحاولة، لأننا حصلنا على أناس عربيتهم جيدة لكن ذكاءهم منخفض، طاعتهم منخفضة وهمتهم منخفضة”.
حتى اليوم، يدور النقاش في إسرائيل، حول المذنب وذلك أن الجيش الإسرائيلي لم يقدّر أن الجيوش العربية تنوي شنّ الحرب. ادعت الرتبة الأرفع أنها لم تحصل على أي تحذير من شعبة الاستخبارات، فيما ادعى سلاح المخابرات أن الاستخبارات التي نقلها قد “علقت” في طريقها للرتب الأرفع مستوى. لقد اعتُبرت الحرب مباغتة لإسرائيل تمامًا، ورغم النصر العسكري فقد أضرت كثيرًا بالمعنويات الإسرائيلية.