صحيفة "يديعوت أحرونوت"
صحيفة "يديعوت أحرونوت"

“هدف تدمير النووي السوري كان نقل رسالة إلى إيران”

موجة من ردود فعل السياسيين الإسرائيليين حول النشر المتعلق بتفجير المُفاعِل النووي السوري في عام 2007: "أفضل القرارت الأمنية التي اتخذتها إسرائيل"

هناك ضجة في المنظومة السياسية الإسرائيلية بعد الكشف عن أن إسرائيل فجرت المُفاعِل النووي السوري في دير الزور عام 2007.

قال اليوم (الأربعاء) صباحا إيهود باراك، الذي كان وزير الدفاع أثناء الهجوم على سوريا، في مقابلة مع محطة الإذاعة الإسرائيلية عن اللحظات الهامة أثناء الهجوم: “كنت في هذه المواقع مرات كثيرة وشاركت في عمليات أخرى، كان هذا الهجوم فريدا من نوعه، هاما وناجحا”.

كتب الوزير يسرائيل كاتس، اليوم صباحا في صفحته على تويتر: “نقل تفجير إسرائيل للمفاعل النووي السوري رسالة إلى إيران مفادها أن إسرائيل لن تسمح لها بحيازة سلاح نووي”. وأضاف أن “الحملة ونجاحها أوضحا أن إسرائيل لن تسمح لدول تهدد وجودها، مثل سوريا سابقا وإيران في يومنا هذا، بحيازة أسلحة نووية”.

نشر وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بيانا جاء فيه: “يثبت القرار الإسرائيلي التاريخي والجريء أنه كان يجب في الماضي والحاضر أيضا العمل في المجالات الأمنية. ازدادت قوة أعدائنا في السنوات الماضية، وتعززت قوة الجيش الإسرائيلي أيضا. على كل جهة في الشرق الأوسط أن تذوّت هذه الحقيقة”.

أثنى وزير المالية، موشيه كحلون، على قدرات الجيش الإسرائيلي وكتب في صفحته على تويتر: “يشكل الهجوم على المُفاعِل النووي تعبيرا عن قدرات الجيش، الذي أثبت مرارا وتكررا أنه قادر على تنفيذ مهام كثيرة دون علاقة بالبعد والمشاكل”.

كما وأثنت المعارضة على صانعي القرار أثناء الهجوم، وأشارت إلى أن الهجوم كان ناجحا. كتبت عضوة الكنيست، تسيبي ليفني، التي شغلت منصب وزيرة خارجية أثناء الهجوم: “كان قرار شن الهجوم من بين القرارات الأمنية والاستجراتيجية الأهم والأفضل التي اتخذتها إسرائيل في العقود الأخيرة”. رد زعيم المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، على النشر موضحا: “شاركت مع أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية برئاسة إيهود أولمرت في اتخاذ القرار التاريخيّ لتدمير المفاعل النووي في سوريا. أعتقد أن ذلك القرار كان قرارا هاما أثر في الشعب والدولة طيلة سنوات”.

اقرأوا المزيد: 277 كلمة
عرض أقل
المفاعل النووي السوري بالقرب من دير الزور
المفاعل النووي السوري بالقرب من دير الزور

لماذا الآن؟

ما هو الهدف من قرار الرقابة الإسرائيلية السماح بنشر حقيقة تفجير المُفاعِل النووي السوري، بعد أن منعت نشر تفاصيله في إسرائيل طيلة أكثر من عقد؟

منذ عشر سنوات، عمل صحافيون إسرائيليّون، كان جزء منهم مشهورا جدا، جاهدين للكشف عن تفاصيل متعلقة بالهجمات التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي على المُفاعِل النووي السوري في دير الزور بتاريخ 6 أيلول 2007. في حين نشرت وسائل إعلام عالمية غير ملزمة بالعمل بموجب القوانين والتقييدات الإسرائيلية تفاصيل كثيرة منذ سنوات حول الهجوم التاريخي، رفضت طلبات وسائل الإعلام الإسرائيلية نشر تفاصيل هذه الهجمة خشية من “الإضرار بأمن إسرائيل”. بالمناسبة، سمحت الرقابة بنشر اقتباسات من الصحف الأجنبية التي تحدثت عن الهجوم، إذ إن الجمهور عرف الأحداث، وكل تفاصيلها تقريبا، ولكن كان الهدف الأسمى عدم التسبب بأن يبدي بشار الأسد رده، لهذا كان الافتراض أنه إذا نُشرت أخبار في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبدأت “احتفالات” في وسائل الإعلام (كما نشاهد في الساعات الأخيرة) فلن يستطيع الرئيس بشار تمالك نفسه.

ماذا تغيّر؟ لم تعد سوريا اليوم كما كانت في الماضي. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع نشر كتاب مذكرات إيهود أولمرت، الذي كان رئيس الحكومة الإسرائيلي أثناء تفجير المُفاعِل النووي، وقد أراد التطرق إلى الموضوع بطبيعة الحال.

بشكل طبيعي، أرادت كل جهة شاركت في الحملة، سواء كان الموساد، سلاح الجو الإسرائيلي، أو الاستخبارات العسكرية، التفاخر بالإنجازات وإبلاغ الجمهور بها. هناك شعور سائد أنه قد مر وقت كاف، لهذا يمكن التحدث عن الموضوع.

هناك نقطة هامة أخرى وهي أنه عند نشر الحقائق تُنقل رسالة إلى جهات أخرى في المنطقة تعمل على تطوير أسلحة نووية مثل إيران. التوقيت حساس: قبل وقت قصير من اتخاذ قرار الإدارة الأمريكية إذا كانت ستنحسب من الاتّفاق النوويّ، مما سيؤدي إلى تصعيد الأوضاع.

بالمناسبة، رئيس الحكومة نتنياهو ليس راضيا إلى حد كبير من النشر، لأنه يثني على رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، الذي يهاجمه بشدة في هذه الأيام. يعود الدعم الذي يبديه الجمهور لنتنياهو، بشكل أساسي، إلى كونه “سيد الأمن”، ولكن تذكير الجمهور بأن هناك زعماء اتخذوا قرارات جريئة قبل نتنياهو لا يرفع من مكانة نتنياهو. لهذا منذ ساعات الصباح، يعارض مؤيدو نتنياهو نشر المعلومات في الشبكات الاجتماعية ويشيرون إلى أن قرار الجيش هو قرار سياسي.

اقرأوا المزيد: 309 كلمة
عرض أقل
مقاتلة إسرائيل شاركت في قصف المفاعل النووي في دير الزور
مقاتلة إسرائيل شاركت في قصف المفاعل النووي في دير الزور

إسرائيل تكشف: هكذا دمرنا المشروع النووي السوري عام 2007

أتاحت الرقابة الإسرائيلية نشر وثائق سرية توثق عملية تدمير المنشأة النووي في دير الزور عام 2007 من مرحلة جمع المعلومات الاستخباراتية وحتى تنفيذ الضربة

21 مارس 2018 | 08:40

أتاح الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، نشر تفاصيل عملية تدمير المشروع النووي السوري عام 2007 من خلال ضرب المنشأة النووية التي أقيمت بالقرب من دير الزور. وأظهر الجيش بالصور والفيديو عملية التدمير للمنشأة كاشفا عن تفاصيل جمع المعلومات الاستخباراتية بدءا من عام 2005 إلى عام 2007.

وروى قائد أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، عن تلقيه الاتصال من جهة استخباراتية واطلاعه على المواد السرية التي تشير إلى المشروع النووي السوري، وانطلاق التجهيز في إسرائيل للرد السريع. ووصف أيزنكوت العملية بأنها الأهم منذ حرب أكتوبر 1973، المعروفة في إسرائيل بحرب يوم الغفران.

وقال “الرّسالة من وراء الإغارة على المفاعل النووي عام 2007 كانت أنّ إسرائيل لن تسمح ببناء قدرات من شأنها أن تشكّل تهديدًا وجوديًّا على دولة إسرائيل. هذه الرّسالة الّتي كانت عام 1981، وهي نفسها عام 2007، وهي الرّسالة المستقبليّة لأعدائنا”. وقال أيزنكوت الذي كان قائد الجبهة الشمالية حينها إن تقدير المستوى العسكري كان أن نسبة نشوب حرب جرّاء العملية الإسرائيلية قليل.

ووصف قائد سلاح الجو، الميجر جنرال عميكام نوركين، العلمية التي نفذت بين ال5 وال6 من شهر سبتمبر بأنها كانت “عمليّة مركّبة بالنسبة للطيران. تطلّبت هذه العملية قوّة قلب، وإبداع من قبل الطواقم خلال الطيران الّذي لم يتعوّدوا عليه مسبقًا، بواسطة طيارات تمّ إحضارها قبل الضربة بسنوات قليلة، وكل هذه الأمور مجتمعةً: التعاون في الجيش، التكنولوجيا المتطورة الّتي استقبلها سلاح الجو في ذلك الوقت، مهارات المحاربين والقرارات التي تم اتخاذها داخل جيش الدفاع، أوصلونا لوضع فيه نتمكن من الضّرب وقت الحيرة”.

وحسب البيان الذي عممه الجيش عن العملية كانت “هيئة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي قد جمعت خلال عامين معلومات عن المفاعل النووي السوري الّذي تمّ بناؤه. فقد بدأ ذلك من خلال الشّكوك الّتي دارت والمعلومات الحسّاسة الّتي بدأت تُجمع، وانتهى بتحديد مبانٍ مشبوهة وتدمير المفاعل بشكل نهائي”.

وبعد مداولات في الكابينيت السياسي الذي رأسه آنذاك رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، منح المستوى السياسي الضوء الأخضر للجيش لتنفيذ العملية التي تدرب عليها لأشهر طويلة. ففي الليلة بين الخامس والسادس من شهر سبتمبر/أيلول شنت 8 مقاتلات إسرائيلية هجمات جوية تخللت نحو 30 صاروخا ودمرت المفاعل بشكل تام.

وأشار محللون إسرائيليون إلى أن إسرائيل امتنعت عن الاعتراف بأنها وراء تدمير المفاعل النووي لعدم إحراج بشار الأسد وتقليل فرص نشوب مواجهة حربية مع الأسد. وتداولت الصحف الإسرائيلية كذلك الدور الكبير الذي لعبه الموساد في جمع الأدلة الدامغة لوجود مشروع نووي قيد التطوير في سوريا.

اقرأوا المزيد: 363 كلمة
عرض أقل
المفاعل النووي في دير الزور بعد تدميره عام 2007 (AFP)
المفاعل النووي في دير الزور بعد تدميره عام 2007 (AFP)

ماذا كان سيحدث في حال لم يُدمر المفاعل النووي في سوريا؟

كان يقع المُفاعِل النووي الذي بناه الأسد قبل عشر سنوات في منطقة سيطرة داعش حتى قبل عدة أيام. تشير التقديرات الإسرائيلية أنه لو لم يُدمر كان سيسقط في أيدي حزب الله

مضت هذا الأسبوع عشر سنوات على تدمير المُفاعِل النووي في سوريا، وهي عملية كانت إسرائيل مسؤولة عنها وفق تقارير أجنبية.

وأجرى رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، اللواء في الاحتياط، عاموس يدلين، هذا الأسبوع مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” ورغم أنه رفض أن يتطرق مباشرة إلى تفاصيل الدولة المهاجمة قال: “حقيقة أن إسرائيل عرفت في عام 1981 أهمية اتخاذ القرار وتدمير المُفاعِل النووي الخاص بصدام حسين في العراق، ووفق مصادر أجنيبة دمرت مفاعل نووي في سوريّا أيضا بعد أن حصلت عليه سوريا من كوريا الشمالية، تشير إلى أن المسؤولين اتخذوا قرارا حكيما”.

وقال يدلين، الذي يعد شخصية بارزة في مجال الأمن الإسرائيلي، إنه على حد معرفته، كان الأمريكيون مطلعين على هذه الأحداث وهذا وفق ما ذكرته وزيرة الخارجية الأمريكية حينها، كوندوليزا رايس، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق، جورج بوش.

مدير معهد الأبحاث للأمن القومي الإسرائيلي ورئيس قسم المخابرات السّابق، عاموس يدلين (Gideon Markowicz/Flash 90)
مدير معهد الأبحاث للأمن القومي الإسرائيلي ورئيس قسم المخابرات السّابق، عاموس يدلين (Gideon Markowicz/Flash 90)

وقال يدلين على حد معرفته أن الأمريكيين أرادوا بشدة التوجه دبلوماسيا إلى مجلس الأمن لمعالجة المشكلة ولكن الدولة المهاجمة، وعلى ما يبدو وفق التقارير الأجنبية أنها كانت إسرائيل، أرادت أن تفاجئ المسؤولين عن بناء المفاعل وأن تدمر هذا المشروع إلى الأبد.

وسُئل يدلين ماذا كان سيحدث في حال لم يدمر المُفاعِل النووي؟ فأشارت تقديراته إلى أن سوريا التي تشهد حربا أهلية مضرجة بالدماء منذ عام 2011 كانت ستبدو على نحو مختلف. لو لم يُدمر المفاعل النووي فكان في وسع الأسد استخدام قدرات نووية. “إنه حاكم همجي لا يتردد في قتل الكثير من السوريين باستخدام الأسلحة الكيميائية ومن المؤكد ليس لديه رادع في استخدامها ضد إسرائيل أيضا. ونحن نعرف أن كل الأسلحة التي بحوزة الأسد تصل في النهاية إلى حزب الله أو ربما كان سيسقط المفاعل النووي من كوريا الشمالية على ضفاف نهر الفرات في عامي 2014 و 2015 بأيدي داعش. فكنا سنشهد شرق أوسط مختلف تماما، شرق أوسط لا يرغب أحد العيش فيه”، قال يدلين.

ويقدر يدلين أنه بعد مرور ست سنوات من الحرب الضروس في سوريا، أصبح الجيش السوري أضعف، وأنه دُمّرت المعدات، وأطلِقت الصواريخ التي كانت معدة لإطلاقها باتجاه إسرائيل على المعارضة السورية. “من جهة أخرى هناك حزب الله، التنظيم الذي تطور بفضل سوريا وإيران ولديه أسلحة روسية متقدمة وهو يشكل في وقتنا هذا التهديد التقليدي الأهم على دولة إسرائيل”، وفق رأي يدلين.

ولكن ماذا كان سيحدث لو أن المُفاعِل النووي ما زال قائما حتى يومنا هذا، وسقط في أيدي الدولة الإسلامية؟ يبدو أن علينا أن نتخيل فقط. عند النظر إلى الماضي، يمكن القول إن شن هجوم على ذلك المبنى الذي كان يتضمن المفاعل النووي، كان بمثابة نقطة في محور الوقت في الحرب الهمجية التي تدور رحاها في الشرق الأوسط. في تلك الأيام، كان تأثير سوريا هاما، خلافا للسنوات الستة الماضية، ومن ألقى القنبلة حينها، قد خاطر جدا.

وتعتقد المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله يشكل اليوم التهديد الأساسي على إسرائيل، برعاية إيران، التي تبذل جهود كبيرة لتعزيز قوة نصر الله وأتباعه. بالتباين، باتت قوة الأسد في سوريا تقهقر، رغم النجاحات المحلية الأخيرة فإن قوته قد تضعضعت.

اقرأوا المزيد: 450 كلمة
عرض أقل
مقاتلو الدولة الإسلامية
مقاتلو الدولة الإسلامية

تنظيم “الدولة الاسلامية” يعدم 8 مقاتلين معارضين بعد تسليم انفسهم شرق سوريا

المرصد السوري لحقوق الانسان: "الرجال الثمانية كانوا مقاتلين في كتائب مقاتلة، وسلموا أنفسهم قبل ايام لتنظيم الدولة الإسلامية الذي قام بإعدامهم وصلبهم عند دوار الطيارة في الريف الشرقي لمدينة دير الزور"

اعدم تنظيم “الدولة الاسلامية” ثمانية مقاتلين في كتائب معارضة بعد تسليم انفسهم، وقام بصلبهم في مدينة البوكمال السورية الحدودية مع العراق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاثنين.

وجاء في بيان للمرصد “أعدم تنظيم الدولة الاسلامية ثمانية رجال في مدينة البوكمال التابعة لولاية الفرات (تسمية التنظيم للمنطقة الحدودية السورية العراقية)، بتهمة قتال الدولة الإسلامية”.

واوضح المرصد ان “الرجال الثمانية كانوا مقاتلين في كتائب مقاتلة، وسلموا أنفسهم قبل ايام لتنظيم الدولة الإسلامية الذي قام بإعدامهم وصلبهم عند دوار الطيارة في مدينة البوكمال في الريف الشرقي لمدينة دير الزور”.

وكان التنظيم الجهادي اقدم في حادثة اخرى على اعدام ثلاثة رجال في حي الحميدية في مدينة دير الزور “وقام بفصل رؤوسهم عن أجسادهم وصلبهم على سور الحديقة العامة الفاصلة بين حيي الجبيلة والحميدية في المدينة”.

ووجه الى اثنين منهم “تهمة موالاة النظام النصيري والتعامل معه”، والى الثالث “تهمة الانتماء الى الصحوات وقتال الدولة الإسلامية”، بحسب المرصد.

وسيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” على الجزء الاكبر من ريف دير الزور خلال الصيف الماضي بعد طرد مقاتلي المعارضة منه، اما في معارك، واما بعد ان قام هؤلاء بمبايعته او الاستسلام له. كما سيطر بالطريقة نفسها على حوالى نصف مدينة دير الزور، بينما لا يزال قسمها الثاني تحت سيطرة قوات النظام السوري.

ويلجا تنظيم “الدولة الاسلامية” في المناطق التي استولى عليها في العراق وسوريا الى تنفيذ اعدامات عشوائية بالذبح والصلب وقطع الرأس في حق كل من يعارضه. ويرى خبراء في ذلك محاولة منه لزرع الرعب وفرض سطوته على سكان المناطق التي اعلن فيها قيام “الخلافة الاسلامية” منصبا زعيمه ابا بكر البغدادي خليفة عليها.

اقرأوا المزيد: 241 كلمة
عرض أقل
الكفن الأبيض (Youtube)
الكفن الأبيض (Youtube)

الكفن الأبيض ضد أسود داعش

جماعة داغرية سورية اسمها "الكفن الأبيض" بدأت بقتال داعش، ونجحت حتى الآن بقتل المئات من عناصر التنظيم

إنّ وحشية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قد تخطت الحدود. وفقًا لتقارير أخيرة تأتي من مدينة عين العرب (كوباني)، فإنّ عناصر داعش قد أعدموا العشرات، إن لم يكن المئات، وقاموا بقطع رؤوسهم. والمدينة الآن مليئة بجثث البشر دون رؤوس، وفي أماكن أخرى تمّ نصب الرؤوس خارجا للعرض، من أجل إثارة الذعر بين من تبقّى في المدينة.

بالمقابل، هناك أشخاص يعيشون في ألوية قامت داعش باحتلالها، وقرروا العمل بشكل مستقلّ ضدّ داعش. وهكذا، تأسست بعض تنظيمات حرب العصابات التي تهدف إلى الإضرار بداعش بل ونشر الرعب بين أعضاء التنظيم.

هذه التنظيمات مقسّمة لخلايا صغيرة بشكل مستقلّ، وهي تهاجم عناصر داعش بشكل مخطّط له بل وتقتل بعضا منهم. وهم على معرفة أنّهم لا يستطيعون تحرير المناطق التي احتلّتها داعش، ولكنّ هدفهم هو إنشاء الخوف في صفوف عناصر داعش.

امرأة كردية تنظر إلى الدخان يتصاعد من مدينة عين العرب (AFP)
امرأة كردية تنظر إلى الدخان يتصاعد من مدينة عين العرب (AFP)

هذه التنظيمات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات، من بينها بعض الهجمات القاتلة في دير الزور، وقتل عشرة من مقاتلي داعش في مدينة الميادين في دير الزور، هجوم بإطلاق النار من قبل شخص مسلّح يركب دراجة نارية على نقاط التفتيش التي تتولاها داعش وعمليات أخرى. أدت تلك العمليات بعناصر داعش إلى تغيير شكل سلوكيّاتهم، وهم يحاولون الآن التحرّك من مكان لآخر في ساعات المساء، في مجموعات صغيرة بل وعلى دراجات نارية، وليس في شاحنات صغيرة تميّزهم، وذلك حوفا من ضربهم من قبل المجموعات المسلّحة.

أحد هذه التنظيمات هو “الكفن الأبيض”، الذي يعمل في منطقة شمال سوريا ويبلغ عدد أعضائه نحو 300 مقاتل، معظمهم لم يحمل في حياته سلاحا حتى صعود داعش. وقد اشتقّ اسم التنظيم من الأكفان البيضاء التي سيتم إدخال جثث مقاتلي داعش فيها بعد قتلهم.

يقود “الكفن الأبيض” شخص كان قائدا لإحدى مجموعات الثوار في دير الزور، والتي قاتلت في البداية ضد جيش ونظام بشار الأسد، ولكن في النهاية تفكّكت تماما وهُزمت في المعركة ضدّ داعش، التي غزت المكان. وبحسب ادعاء عناصر التنظيم فقد قتلوا حتى الآن أكثر من مائة عنصر من داعش.

صفحة تويتر لتنظيم "الكفن الأبيض" (لقطة شاشة)
صفحة تويتر لتنظيم “الكفن الأبيض” (لقطة شاشة)

بدأ “الكفن الأبيض” أيضا بالاستعانة بشبكة الإنترنت. فقد افتتحوا صفحة في شبكة تويتر، ويقومون برفع مقاطع الفيديو القصيرة والصور على الإنترنت. ويمكن في بعض الصور أن نرى بأنّهم تعلّموا قليلا من داعش، وهم في الواقع يقطعون رؤوس بعض عناصر داعش.

شاهدوا تصريحات نشطاء “الكفن الأبيض”:
https://www.youtube.com/watch?v=bCnyX4KAEOs

اقرأوا المزيد: 337 كلمة
عرض أقل
عناصر داعش (AFP)
عناصر داعش (AFP)

شروط داعش للصحفيين في دير الزور

أحيانًا يقطعون رؤوس الصحفيين، ولكن، حين لا يفعلون ذلك يضعون لهم شروطًا صارمة للتقارير المرفقة بتهديدات. ها هي الـ 11 شرطًا التي وضعها تنظيم داعش للصحفيين

بعد أن احتل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منطقة دير الزور والمدينة ذاتها في شمال شرق سوريا، هرب العديد من الصحفيين السوريين من تلك المنطقة. إلا أن عددًا من الصحفيين آثروا البقاء حتى أنهم حصلوا على تفويض من داعش بالاستمرار ببث تقاريرهم من المدينة.

وردت قبل أسابيع أنباء تحدثت عن استدعاء المكتب الإعلامي لتنظيم داعش لعدد من الصحفيين في دير الزور. وذكر أحد الصحفيين أنه تم عقد لقاء بين ممثلين عن المكتب الإعلامي وبين الصحفيين والذي أوضح فيه ممثلو داعش الشكل الذي يسمحون فيه للصحفيين بتغطية الأحداث التي تقع في المنطقة.

قدّم ممثلو داعش للصحفيين خلال ذلك اللقاء قائمة تتكون من 11 شرطًا يمكن بموجبها تغطية الأحداث في المنطقة وهي شروط غير قابلة للمساومة.

الشروط الصعبة هي:

1. على المراسلين أن يقسموا يمين الولاء للخليفة أبي بكر البغدادي. هم رعايا الدولة الإسلامية ولهذا عليهم أن يقسموا يمين الولاء لإمامهم.

2. عملهم يكون تحت الرقابة الحصرية للمكتب الإعلامي التابع لتنظيم داعش.

3. يمكن للصحفيين العمل بشكل مباشر مع وكالات الأنباء الدولية مثل (رويترز، AP‏، AFP)، ولكنهم لا يستطيعون العمل مع قنوات تلفزيونية محليّة وفضائية. يُمنع الصحفيون من تقديم مواد حصرية لتلك القنوات أو أن يكونوا بتواصل معها بأية وسيلة.

شعار الجزيرة. ممنوع العمل مع قناة فضائية (Wikipedia)
شعار الجزيرة. ممنوع العمل مع قناة فضائية (Wikipedia)

4. ممنوع على الصحفيين العمل مع أية قناة فضائية مدرجة على القائمة السوداء الخاصة بالقنوات التي تقاتل ضد الدولة الإسلامية (مثل، العربية، وأورينت). المخالف سوف يعاقب.

5. يمكن للصحفيين تغطية الأحداث في المنطقة (دير الزور) من خلال الصور أو النصوص دون ذكر المكتب الإعلامي التابع لتنظيم داعش. كل مادة تُنشر أو صورة يجب أن تحمل اسم الصحفي والمصور.

6. ممنوع على الصحفيين نشر أي مواد (بواسطة البث أو إرسال تقارير) دون عرضها أولاً على المكتب الإعلامي التابع لتنظيم داعش.

7. يُسمح للصحفيين فتح حسابات لهم في مواقع التواصل الاجتماعي ومدوّنات خاصة بهم بغرض نشر المعلومات والصور. إلا أنه يجب أن تكون عناوين وأسماء أصحاب تلك الصفحات بحوزة المكتب الإعلامي التابع لتنظيم داعش.

8. على الصحفيين أن ينصاعوا للقوانين حين يلتقطون الصور داخل (منطقة نفوذ داعش)، وعليهم عدم تصوير مواقع أمنية يُحظر التصوير فيها.

9. سيتابع المكتب الإعلامي التابع لتنظيم داعش عمل الصحفيين المحليين داخل (منطقة نفوذ داعش) وفي الإعلام الدولي. أي خرق لهذه القوانين يؤدي إلى فصل الصحفي من عمله وعليه تحمل العقوبة.

10. هذه القوانين ليست نهائية وهي قابلة للتغيير في كل وقت بما يتلاءم مع الظروف وبما يتلاءم مع التعاون بين الصحفيين والتزاماتهم تجاه إخوتهم في مكاتب الإعلام التابعة لداعش.

11. سيحصل الصحفيون على ترخيص ممارسة المهنة بعد أن يتقدموا بطلب الحصول على ترخيص من المكتب الإعلامي التابع لداعش.

صحافة (Thinkstockl)
صحافة (Thinkstockl)

تهديد بالصلب

وقّع معظم الصحفيين، بنهاية اللقاء معهم، على وثيقة تؤكد موافقتهم على هذه الشروط. تم إجبار الصحفيين الذين لم يوقعوا على الاتفاق على الخروج من منطقة نفوذ داعش، وقالوا إن تلك المهمة لم تكن سهلة ورافقتها تهديدات كثيرة ضدهم وضد عائلاتهم أرسلها إليهم أفراد داعش.

لم يتم استثناء الصحفيين الذين وقعوا على الاتفاق من التهديد بالقتل. ذكر بعض الصحفيين أن مسلحي داعش هددوا بصلب الصحفيين الذين يخرقون القانون، وقال صحفيون آخرون إن الصحفيين الذين سينشرون معلومات عن هذه القوانين الجديدة سيُعتبرون من الكفار وسيكون عقابهم الموت.

تم نشر هذه الشروط مع إخفاء المصدر، والآن يمكن فقط التخمين كيف ستكون ردة فعل داعش على هذا النشر. عبّر بعض الصحفيين عن خشيتهم لأنهم أصبحوا الآن تحت خطر الموت بعد نشر هذه المعلومات. أثبت تنظيم داعش سابقًا أنه لا يتساهل مع الصحفيين بقطعه رأسي الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف مؤخرًا.

إعدام الصحفي جيمس فولي (لقطة شاشة)
إعدام الصحفي جيمس فولي (لقطة شاشة)

هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الصحفيون قيودًا، تتعلق بنشر مواد، من قبل السلطات المحلية. فقد استنكرت نقابة الصحفيين الأجانب، خلال الحرب على غزة في الصيف الأخير (عملية “الجرف الصامد”) المضايقات التي مارستها حماس ضد الصحفيين الأجانب في قطاع غزة، وتضمنت تلك المضايقات مطالبة الصحفيين بشطب تغريدات لهم على تويتر والتي تضمنت معلومات تفيد بأن غرفة عمليات حماس موجودة داخل مستشفى الشفاء.

يتضمن استنكار مضايقات حماس أيضًا أمثلة: “في بعض الحالات، تمت مضايقة صحفيين أجانب يعملون في غزة، تم تهديدهم أو استجوابهم بخصوص القصص أو المعلومات التي نقلوها من خلال وسائل الإعلام التي يعملون ضمنها. نعلم أيضًا أن حماس تفحص وبشكل حثيث المبادرة لبدء إجراء ما يتيح وضع “قائمة سوداء” تضم صحفيين معينين”.

إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من داخل مدينة غزة خلال حرب غزة (AFP)
إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من داخل مدينة غزة خلال حرب غزة (AFP)
اقرأوا المزيد: 631 كلمة
عرض أقل