بينما إسرائيل منطوية على شؤونها الداخلية حيث تحتدم النقاشات السياسية حول الانتخابات القريبة، تحولت الساحة الدولية، ربما دون استعداد كاف من جهة إسرائيل، إلى كرة ثلج ضخمة بعدما تدحرجت في الأيام الأخيرة، إذ تواجه الخارجية الإسرائيلية في الساعات الأخيرة، في آن واحد، مشروع قرار فلسطيني في مجلس الأمن الدولي، وصيغة فرنسية معدلة لنفس مشروع القرار، وتلويح أوروبي بحذف حركة حماس من قائمة الإرهاب.

ورغم أن الولايات المتحدة أوضحت في مشاوراتها الأخيرة مع الوفد الفلسطيني في لندن عزمها استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار العربي الذي يطالب بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأراضي المناطق الفلسطينية، إلا أن الدور الفرنسي الحازم إزاء مشروع القرار، والتطور اللافت المتعلق بمكانة حركة حماس أوروبيا، يشكلان تحديين صعبين بالنسبة للخارجية الإسرائيلية.

وما يقلق الإسرائيليون من ناحية فرنسا، هو أن الصيغة الفرنسية بدأت تقترب من الصيغة الفلسطينية وحتى أنها تعقد الأمور أكثر من ناحية إسرائيل، إذ يدعو مشروع القرار الفرنسي إلى استئناف سريع للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المتوقفة منذ الربيع، على قواعد أساسية مثل التعايش السلمي بين دولة فلسطينية واسرائيل لكن دون تحديد تاريخ لانسحاب الاحتلال الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية، وحصر المفاوضات خلال سنتين.

وأكد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس لوكالة فرانس برس أن القيادة الفلسطينية “تريد أن يكون مشروع القرار الفرنسي مختصرا وأن يحدد أن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وحل قضية اللاجئين وفق قرار مجلس الأمن رقم 1515 الذي يشير إلى قرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي يدعو الى حل عادل ومتفق عليه”.

كذلك، تستضيف، اليوم الأربعاء، مدينة جنيف السويسرية مؤتمرا خاصا يتعلق بالأراضي الفلسطينية، الذي يناقش آخر التطورات في الضفة الغربية وغزة، والقدس الشرقية، بمشاركة سفراء نحو 200 دولة، وغياب ممثلي الولايات المتحدة وكندا واستراليا حسب توقعات، فضلا عن مقاطعة إسرائيل للمؤتمر. وتمارس الخارجية الإسرائيلية الضغط على عواصم أوروبا لحثّها على مقاطعة المؤتمر.

وينوي السويسريون إقامة مؤتمر قصير سيستغرق 3 ساعات فقط، على مستوى السفراء، ومحدود من ناحية الخطابات والتغطية الإعلامية. ورغم ذلك، تخشى إسرائيل أن تصعد اللجنة الانتقادات الدولية الموجهة للسياسة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، خاصة في قضية المستوطنات الإسرائيلية.

اقرأوا المزيد: 316 كلمة
عرض أقل