منقل (مشواة)
منقل (مشواة)

هل سيطر النباتيون على الكنيست؟

"يوم الإثنين دون لحوم": حملة الحركة النباتية العالمية تصل إسرائيل أيضًا - شخصيات عامة بارزة تدعو الكنيست إلى عدم تقديم لحوم لعمّالها أيام الإثنين

بدأ مشروع “يوم الإثنين دون لحوم” في أحد مستشفيات الولايات المتحدة‎ ‎عام‎ 2003‏‎ ‎في مسعى للتأقلم مع وباء السمنة، ‏‎مع الارتفاع الدراماتيكي في الوفيات من أمراض القلب‏‎.‎‎ ‎اختير يوم الإثنين لهذا الغرض لأنه اليوم الذي يلي نهاية الأسبوع في معظم دول العالم الغربي، التي يكثرون فيها من تناول اللحوم. بدأ المستشفى بتقديم وجبات نباتية أيام الإثنين للمرضى والطاقم الطبي على حدّ سواء. وإثر نجاح المبادرة، انضمّت مستشفيات أخرى، وكذلك مدارس ومطاعم.

في الفترة التي تلت بدء المشروع، سُجّلت معطيات إحصائية تدلّ على أنّ استهلاك اللحوم في العالم في ارتفاع، مقابل انخفاض 12% في الولايات المتحدة. حاليّا، تسعى مجموعات تدعو إلى الامتناع عن اللحوم إلى نقل النموذج إلى إسرائيل أيضًا، وقد أنشأت مجموعة ضغط في الكنيست لهذا الغرض.

فقد أعلن النائب دوف ليفمان من حزب “هناك مستقبل” أنه سيدعم الأمر برفقة المذيعة التلفزيونية الشهيرة، ميكي حايموفيتش، بدافع بيئيّ وصحيّ. فوفقًا لمعطيات الأمم المتحدة، استهلاك اللحوم في العالم مسؤول عن نحو 18% من انبعاث غازات الدفيئة – أكثر من وسائل النقل. إضافةً إلى ذلك، فإنّ صناعة اللحوم تستهلك كميات هائلة من الماء، وتؤدي إلى تدمير غابات لتنمية غذاء من أجل الإنتاج. من ناحية صحية، فإنّ الاستهلاك الزائد للدهن والبروتينات الحيوانية يؤدي إلى سمنة وارتفاع في الكولسترول.

مع بدء الدورة الشتوية، سيجري في الكنيست نقاش مشترك وواسع يشمل أعضاء كنيست من جميع الكُتل بهدف زيادة الوعي حول فوائد التقليل من استهلاك اللحوم من ناحية بيئية وصحية. إضافةً إلى ذلك، بدأ النائب ليفمان بالعمل مع مصادر في الكنيست من أجل محاولة شمل “أيام إثنين دون لحوم” في النظام الغذائي في الكنيست، وهي خطوة ستؤدي إلى تشكيلة نباتية أغنى أيام الإثنين.

وحسب معطيات مركز الأبحاث والمعرفة في الكنيست، فإنّ “إسرائيل، باستهلاك لحوم متوسط من 18 كيلوغرامًا للفرد هي في المكان الثاني عشر في العالم من حيث الاستهلاك للشخص، بعد الأوروغواي (25 كيلوغرام لحم للفرد)، الأرجنتين، البرازيل، وأستراليا، وكذلك الولايات المتحدة (35 كغم/ الشخص)، ثم كندا، ولبنان في المركز الحادي عشر وتختتم الهند القائمة في المكان التاسع والخمسين”.

ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة عام 2006، فإنّ صناعة اللحوم، ومن ضمنها صناعة لحم البقر، مسؤولة عن 18% من مجمل انبعاث غازات الدفيئة الناجم عن النشاطات البشرية . ويحدّد التقرير أيضًا أنّ “تشجيع استيراد واستهلاك لحم البقر يزيد من تأثير الدفيئة، ويفاقم بشكل ملحوظ الطابع الكربوني لدولة إسرائيل. إضافةً إلى ذلك، فإنّ نحو ثلث مساحة اليابسة في الكرة الأرضية مخصّص لتربية بقر وماعز من أجل استهلاك اللحوم. لذلك، فإنّ هذه الصناعة تشكّل العامل الأكثر تأثيرًا على تدمير المواطن الطبيعية، انقراض الأنواع، فقدان التنوع البيولوجي، وأمور أخرى”.

اقرأوا المزيد: 392 كلمة
عرض أقل
عادة التكفير (MARCO LONGARI / AFP)
عادة التكفير (MARCO LONGARI / AFP)

خلاف حول عادة التكفير

وزير جودة البيئة، رجال دين، وناشطو حقوق الحيوان في حملة ضدّ عادة التكفير التي تشكّل حسب رأيهم تعذيبًا غير ضروري للحيوانات

التكفير هو عادة يهودية قديمة تُجرى عشية يوم الغفران. فوفقًا للتقليد، يمرّرون ديكًا فوق رأس كل يهودي ويعلنون أن الديك سيموت لكي يكون للشخص سلام وحياة جيدة. بعد ذلك، يُذبَح الديك، ويُعطى عادة للفقراء كزكاة. على مر السنين، أثار هذا التقليد جدلًا بين حاخامات من تيارات مختلفة. لكن في السنوات الأخيرة، تنضم إلى معارضي العادة جمعيات حقوق الحيوان.

وانضم إلى هؤلاء هذا العام وزير جودة البيئة عمير بيرتس، الذي دعا الجمهور، عشية يوم الغفران، إلى الامتناع عن استخدام الدجاج في عادات العيد، قائلًا: “يوم الغفران هو يوم حساب للذات، وفي هذا اليوم تحديدًا، لا مكان للتسبب بمعاناة لكل هذا القدر من الحيوانات. ثمة طرق أكثر إنسانية لإقامة عادات التكفير. وأنا أدعو الجمهور إلى التوقف عن هذا التعذيب”.

وتطرّق الوزير بيرتس في تصريحه إلى عادة افتداء الكفارة، صيغة أحدث لعادة التكفير، مفادها أنه يمكن تنفيذ عملية التكفير دون استخدام ديك، إنما عبر الصلاة وتقديم الأموال كصدقة بدلًا من الديك.

وقال الحاخام دافيد هليفي في هذا الشأن: “لمَ يجب، في هذا اليوم المقدّس تحديدًا، التعامل بوحشية مع الحيوانات دون أية حاجة وذبحها بلا رحمة، حين نقف طالبين الحياة لأنفسنا من الله الحي”.

وشدّد الوزير بيرتس في طلبه “قُبَيل العيد، يجري حفظ الحيوانات بقيود كثيفة وظروف صعبة تؤدي إلى أضرار كبيرة. بعد إجراء العادة، تُقاد حيوانات كثيرة إلى ذبح يجب أن يجري بسرعة، لذلك لا تُذبح حيوانات كثيرة كما يجب، وتُرمى جثث عديدة”. وأضاف أنّ عددًا من الحاخامات يدعم توجهه أن لا حاجة لاستخدام حيوانات من أجل التكفير، ومن بين هؤلاء الرمبان، الرمبام، والحاخام يتسحاق كدوري.

وتوجه الحاخام دوف ليبمان، عضو الكنيست عن حزب هناك مستقبل، للإعلام طالبًا الامتناع عن استخدام الدجاج في عادة التكفير، طالبًا من المؤمنين القيام بافتداء الكفارة. وأضاف ليفمان فكرة خلاقة، تعود جذورها إلى سنة “رشاي” (القرن العاشر)، وهي استخدام الورود والصدقة لتنفيذ التكفير، فكرة تبدو بعيدة بعدَ المشرق عن المغرب من المشاهد القاسية لعادة التكفير باستخدام الدجاج. “حان الوقت لفعل ما هو صائب. استخدموا القطع النقدية للصدقة. استخدموا الأزهار. توقفوا عن أن تكونوا جزءًا من هذه الوحشية”، أوجز عضو الكنيست.

اقرأوا المزيد: 317 كلمة
عرض أقل
(مصدر الصورة: مبادرة  جنيف)
(مصدر الصورة: مبادرة جنيف)

أعضاء كنيست من الائتلاف التقوا بمسؤولين فلسطينيين

جرى نهاية الأسبوع لقاء يهدف إلى دفع المسار السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين قدما، حيث التقى برلمانيون ومسؤولون من الجانبَين في العاصمة الهنغارية

خلال نهاية الأسبوع، التقى في بودابست وفدان، إسرائيلي وفلسطيني، في لقاء نظمته منظمة مبادرة جنيف بهدف النقاش حول تشجيع المسار السياسي. ووصل أعضاء الكنيست يفعات كاريف، دوف ليبمان، وبوعاز توبوروفسكي من حزب هناك مستقبل، عضو الكنيست دافيد تسور من حزب الحركة، وعضو الكنيست موشيه ميزراحي من حزب العمل إلى العاصمة الهنغارية، حيث التقَوا برئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، سميح العبد، عبد الله عبد الله، وجمال زقوت، الذين مثّلوا الجانب الفلسطيني.

وكتبت كاريف بعد اللقاء في صفحتها على فيس بوك: “اجتمعنا لنصغي، لنتحدث، ليسمع واحدنا الآخر. في خضمّ كل الفوضى، الألم، الإخفاقات على مر السنين، اليأس، والأمل، التقينا لنتحدث عن السلام.

لن نتفق أبدًا حول الماضي، فلكل شعب روايته، لكننا مُلزَمون بالتوصل لاتفاق بخصوص الحاضر والمستقبل، إن لم يكن من أجلنا، فعلى الأقل من أجل أبنائنا. علينا الاستيقاظ من الوهم بأنّ الوضع القائم حاليًّا بيننا وبين الفلسطينيين يمكن أن يستمرّ”. وأوجزت كاريف: “التقينا كأعضاء كنيست إسرائيليين بمسؤولين فلسطينيين، ونحن نحاول معًا أن نرى صورة للمستقبل، للسلام. ليس أمامنا طريق أخرى:)”

أما عضو حزب ممثلة إسرائيل للمفاوضات الرسمية تسيبي ليفني، دافيد تسور، الذي أقام علاقات عمل مع نظرائه الفلسطينيين أثناء عمله في الشرطة، فقد كان أكثر واقعية، وأوجز اللقاء بطريقة أكثر إثارة للاهتمام، قائلًا: “حتى لو لم نتفق على الكثير من المواضيع، فمن المهم أن نعرف ونسمع الجانب الآخر، ونتبادل وجهات النظر. سيحدث الحسم في مكان وزمان آخرَين، لكن من المهمّ أن نتحدّث”.

واتفّق المشاركون على عدد من الخطوات المشتركة لزيادة دعم المفاوضات. وبين الخطوات المتفّق عليها، قرّر المشاركون إعدادا تصريح مشترك دعمًا للمفاوضات يوقّعه أعضاء في الكنيست الإسرائيلي وفي المجلس التشريعي الفلسطيني، وتنظيم وفد من مسؤولين إسرائيليين لزيارة رام الله.‎ ‎وأعرب المشاركون أيضًا عن دعمهم للحلول المقترحة في مبادرة جنيف.‎ ‎وكان إجماعٌ بين المشاركين على أنّ الخطوط العريضة لاتّفاق مستقبليّ واضحة للجميع، ويدعمها معظم الإسرائيليّين والفلسطينيّين.

وكانت مبادرة جنيف قد نظمّت في تموز وفدًا لناشطين في الليكود وشاس، سافر إلى رام الله والتقى بمسؤولين في السلطة الفلسطينية بينهم الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، وعضو طاقم المفاوضات الفلسطيني السابق نبيل شعث. وخلال الشهر الجاري، يُتوقّع تنظيم حلقة دراسيّة مشتركة بين ناشطين سياسيين إسرائيليين وفلسطينيين في الأردن.

اقرأوا المزيد: 334 كلمة
عرض أقل