عالم الأزياء يتجدّد ولا يتوقف للحظة: كل عام، نحصل على لمحة خاطفة لمجموعات مذهلة، موسميّة (الخريف-الشتاء، الربيع-الصيف)، ابتكارات، أقمشة خاصّة، تشكيلة من الأنماط والتصاميم وما لا يُحصى من عروض الأزياء والأناقة بمستوى دولي.
من المعروف أنّ أوروبا والولايات المتحدة تقودان منذ عدّة عقود صناعة الأزياء وتمليان النغمة الريادية في الأزياء العالمية. بالإضافة إلى ذلك، فنجد في العصر الحديث الكثير من عشّاق الأزياء الراقية (Haute Couture) الذين يبحثون عن شيء مميّز، “الشيء القادم” الذي يشكل تحديًّا في عالم الأزياء.
يسعى المصمّمون وقادة الرأي في العالم كلّه دائمًا لتحديث خزانة الملابس ولتلبية الأذواق المرموقة بشكل خاصّ للكثير من النساء والرجال الذين لا يخافون من استثمار الكثير من الأموال والاهتمام بملابسهم.
http://instagram.com/p/pGO18THJdY/
ومؤخرًا، تدلّ استطلاعات الرأي للبيع بالتجزئة على أنّ الشرق الأوسط لديه أيضًّا الكثير ممّا يساهم فيه في مجال تصميم الملابس والأزياء الراقية. ولقد فّرت إسرائيل على مدى عدّة سنوات عددًا من سفراء الأزياء الراقية للعالم وضمنت مكان الكثير من المصمّمين الإسرائيليين في بانتيون المصمّمين الأكبر في التاريخ، حيث يقفون في صفّ واحد مع مصمّمين ثوريين مثل Dior، Chanel، Versace، Prada، Calvin Klein وكثر جيّدون غيرهم.
نهدف في هذه المقالة إلى عرض بعض النماذج لمصمّمين إسرائيليين نجحوا في القيام بذلك نجاحًا كبيرًا، وفي الريادة في مجال أزياء الشباب، والأزياء الراقية والمتطوّرة وأيضًا في تصميم ملابس الكثير من مشاهير العالم.
Alber Elbaz
لا شكّ أن ألبير إلباز هو المصمم الإسرائيلي الأكثر نجاحًا في كل الأوقات. ويعمل إلباز كمدير إبداعي لشركة Lanvin، دار الأزياء الفرنسية، منذ نحو عقد من الزمان، ونجح في إعادة دار الأزياء إلى صدارة الموضة.
قدم المصمّم إلباز الذي يفخر دائمًا بربطة العنق البابيون إلى البلاد من المغرب وهو في سنّ ثمانية أشهر وسكن مع عائلته في مدينة حولون (وسط إسرائيل). عند انتهائه من الخدمة العسكرية المنتظمة، سُجّل للالتحاق بكلية الأزياء الراقية “شانكار” في تل أبيب، واعتُبر منذ ذلك الحين واعدًا. بعد إنهائه دراسته عام 1986، وبحوزته مبلغ زهيد، قرّر السفر إلى نيويورك لتحقيق الحلم. بعد عامين من ذلك، عُيّنَ مساعد للمصمّم Geoffrey Beene، وفي عام 1996، عُيّنَ مدير إبداعيّ لدار الأزياء Guy Laroush. وخلال حياته المهنية الخيالية، عُرضت عليه وظائف رئيسية في دور أزياء مثل Ives Saint Laurent وسحرتْ تصميماته الكثير من الزبائن الأثرياء جدّا حول العالم. تلقّى إلباز عرضًا خياليّا: أن يستلم دار أزياء Lanvin وأن يُحدث فيها تغييرًا. استطاع خلال أربعة أعوام فقط أن يضاعف مبيعات الماركة بعشر مرات وأن يجعلها محبوبة من قبل الممثّلات كيت موس، ناتالي بورتمان، غوينيث بالترو، سارة جيسيكا باركر وغيرهم من المشاهير.
Dorin Frankfurt
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=762788517094416&set=a.174018855971388.38704.173028706070403&type=1&permPage=1
رغم أن دورين فرانكفورت تقف قوية في سوق المصمّمين المحلّيّين في إسرائيل منذ بداية سنوات السبعينات، فلا زالت حتى الآن مستمرّة في إظهار حيوية الشباب، وتجهيز تشكيلة تصميمية ذكية وتحوّيل إيحاءات متأصّلة إلى سلع نسائية وحديثة.
درست فرانكفورت الفنّ في لندن وتصميم الأزياء في باريس، وحين عادت إلى إسرائيل افتتحت متجرًا صغيرًا في إحدى بنايات تل أبيب الفخمة. وبعد عدّة سنوات أنشأت مصنعًا، والذي يمرّ بتغييرات طفيفة حتى اليوم ويدلّ على حكمتها في التصميم والتصنيع المحلّي. يمكننا القول إنّ فرانكفورت سبقت عصرها دائمًا: وقد بدأت مع قمصان سترابلس والتي أصبحت شائعة، صنعت كتالوج فيديو منذ سنوات الثمانينات وافتتحت متجرًا ذا علامة تجارية في لندن قبل فترة طويلة من أن يحلم المصمّمون المحلّيّون بذلك.
في منتصف سنوات التسعينات، بدأت في التصميم للرجال أيضًا، وفي فترة الذروة ارتدى ماركتها تقريبًا كلّ عريس في إسرائيل الملابس الكتّانية الشبابية من صنعها. تم إغلاق خطّ الرجال مؤخرًا، ولكنّ فرانكفورت مستمرّة في تصميم ثلاث مجموعات نسائية تحظى باهتمام وإجماع إسرائيلي مع عشرات الفروع في أرجاء البلاد.
Gideon Oberson
يبرز جدعون أوبرزون في المشهد التصميمي الإسرائيلي منذ خمسة عقود، واعتُبر منذ بداية طريقه مميّزًا وحاز على لقب “الفتى الذي يُلبِس النساء”. في عام 1961، عاد إلى البلاد من باريس، وخلال كلّ السنوات التي مرّت منذ ذلك الحين، مرورًا بفترات الركود، الحروب، انهيار البورصة والتحوّلات الثقافية، كان دائمًا قائمًا، مجهّزًا بخطّه الفريد وتخصّصه في خياطة الأزياء الراقية Haute Couture.
وُلد في إيطاليا لأبوين من يوغوسلافيا (أمه مغنية أوبرا ووالده عازف تشيلو)، ودرس تصميم الأزياء في مدرسة اتحاد الأزياء الراقية في باريس وغرس روحًا جديدة حين عاد إلى إسرائيل. افتتح عام 1968، دار الأزياء الأولى الخاصة به، وفاز في ذلك العام بمسابقة تصميم ملابس مضيفات شركة الطيران الإسرائيلية إل – عال. وتم تتويجه فورًا تقريبًا باعتباره الطفل المعجزة المحلّي، ودُعي ليقدّم عروض كثيرة وبالتوازي وصمّم لماركات ملابس كثيرة.
توسّع في بداية سنوات الثمانينات في أعماله إلى مجال ملابس السباحة، وجعله نجاحه الكبير علامة تجارية باعتباره اسمًا مرادفًا للمجال. عمل في السنوات 2004-2009 كمصمّم لدار Gotte x (شركة أزياء إسرائيلية متخصّصة في تصميم ملابس السباحة)، ممّا أكد أخيرًا سيطرته على مجال ملابس السباحية المحلّي. يستمر أوبرزون اليوم أيضًا في إنتاج مجموعات ذات جودة عالية وتصميم الملابس النسائية لذوات الذوق الرفيع.
Elie Tahari
يعتبر إيلي طهاري تجسيدًا حيًّا لقصّة سندريلا: فهو إسرائيلي، واضطرّ بعد طلاق والديه حين كان مراهقًا أن يكبر كطفل منعزل في أحد الكيبوتسات. حين تخرّج من الجيش تلقّى كهدية من شقيقه تذكرة طيران، وسافر إلى الولايات المتحدة وبحوزته مبلغ 100 دولار فقط.
لقد قضى ليالٍ طويلة على مقاعد حديقة سنترال بارك وفي صالات النوم المشتركة للنزلاء التابعة لجمعية الشبّان المسيحيين YMCA، وبدأ ببطء يشقّ طريقه في مجال العمل. عمل في البداية كهربائيًّا في النهار، وبائعًا في متجر ملابس في المساء. وبدأ في سنوات السبعينات بتصميم الملابس بأسلوبه الخاص، وافتتح البوتيك الأول عام 1974 في شارع ماديسون. وتُباع ملابسه اليوم في 600 متجر في أنحاء الولايات المتحدة وغيرها من نقاط البيع في أوروبا، بل ويملك سبعة متاجر رئيسية في الولايات المتحدة.
Alon Livne
http://instagram.com/p/kP2rv8nJTQ/
ألون ليفين هو النموذج الحيّ والبارز للشاب الواعد، الخارج من برنامج الرياليتي الذي نجح في كسر التقاليد والوصول إلى رُتب لم يكن يحلم بها في بداية طريقه. رغم سنّه الصغير (29) فقد استطاع المصمّم أن يصوغ سيرة مهنية ناجحة ومشبعة بالأحداث في البلاد والخارج.
وهو محبوب من قبل عدد من النساء المشهورات المعروفات هنا وفي العالم، فقد صمم ملابس المغنية الإفريقية الأمريكية، بيونسي (Beyonce)، في جولة حفلاتها الأخيرة، وأمضى فترة ليست بالقصيرة في قسم الأزياء في كلية الأزياء الراقية “شانكار” وعمل في دار الأزياء الإيطالية Roberto cavalli.
http://instagram.com/p/kuRvXdHJXV/
اختارته أفضل المغنّيات المعروفات ونساء المجتمع الراقيات في إسرائيل لتصميم فستان العرس لحفلات زفافهنّ، وتمكّن أثناء ذلك من الفوز في المركز الأول في برنامج رياليتي الأزياء “مشروع المدرّج” (Project Runway) الإسرائيلي، والذي كان فيه المرشّح الأوفر حظّا عند حكّام البرنامج والجمهور في المنازل.
وقد بدأت المغامرة في أسبوع الأزياء في نيويورك بعد عرض مثير للإعجاب في أسبوع الأزياء الإسرائيلي في كانون الأول عام 2012. حينها شعر ليفين أنّه مستعدّ لفحص الساحة الدولية. بعد عرض ناجح في نيويورك في شباط عام 2013، قرّر أن يرتفع مرتبة وأن يعرض للمرّة الأولى مسارًا في لوحة العروض الرسميّة لأسبوع الأزياء في مدينة نيويورك (تشرين الأول 2013). كان العرض ناجحًا واعتبر الإعلام العالمي ليفين أحد المصمّمين الشباب الذين يستحقّون المتابعة.