ميسي عند حائط المبكى ( Alex Kolomoisky/ POOL MAARIV / FLASH90)
ميسي عند حائط المبكى ( Alex Kolomoisky/ POOL MAARIV / FLASH90)

“نحلم بأطفال إسرائيليين وفلسطينيين يتناقلون الكرة بين أقدامهم”

حماسة كبيرة في إسرائيل والسلطة الفلسطينية احتفاءً بزيارة نادي برشلونة العظيم. الرئيس عباس عبّر عن أمله في أن يكون السلام قد حل عندما يقوم الفريق بزيارته المقبلة

أمس في الثانية والثلث بعد الظهر، حدث ذلك أخيرًا. فبعد شهور من الانتظار، وصل أمس فريق كرة القدم، الذي قد يكون الأفضل في التاريخ، إلى إسرائيل. فبعد أن انتصروا أمس على سانتوس البرازيلي بثمانية أهداف نظيفة، هبط ميسي، نيمار، ورفاقهما في مطار بن غوريون، وصعدوا الحافلة متّجهين إلى القدس.

وصل الفريق لينتعش قليلًا في فندق “عنبال” في العاصمة، حيث يمكث الفريق ومرافقوه (يضمّ الوفد 140 شخصًا). وفي هذه الأثناء، غرّد جوناثان دوس سانتوس عبر تويتر: “نحن في إسرائيل … المحطة الأولى في جولتنا!”. بالمقابل، آثر داني ألفيس الخروج من الفندق للتوقيع للمشجعين الحماسيين الذين كانوا ينتظرون في الخارج. وبعد وجبة غداء خفيفة، انطلق اللاعبون إلى بيت لحم لزيارة قصيرة في كنيسة المهد، حيث لاقتهم الجموع بالصفير والهتافات. وحين خرج اللاعبون من كنيسة المهد، يرافقهم جبريل الرجوب، قوبلوا بحماسة كبيرة. وتصوّر ميسي ورفاقه مع الزوار، ووقّعوا للمشجّعين المنفعلين الذين انتظروهم في المكان.

دانييل ألفيس (MENAHEM KAHANA / AFP)
دانييل ألفيس (MENAHEM KAHANA / AFP)

بعد ذلك، انتقل لاعبو الفريق إلى ستاد “دورا” في الخليل، حيث أجرَوا تدريبًا مرهقًا أمام عشرات الآلاف من المشجعين الحماسيين، ولم يعودوا إلى الفندق إلا مع انتصاف الليل.

وفيما تلاعب اللاعبون بالكرة أمام عيون المشجّعين، التقى رئيس النادي ساندرو روسيل بالرئيس عباس، الذي قال: “إنها زيارتكم الأولى إلى فلسطين، لكنكم متواجدون في بيوتنا كل يوم، فكل أبناء شعبنا يتابعونكم عبر التلفاز، نحن مسرورون جدا بأنكم تزوروننا في بيت لحم، مدينة المحبة والسلام. لقد زرتم كنيسة المهد، وآمل أنكم استمتعتم. نعلم بأنكم تحملون معكم رسالة أخرى، غير الرياضة – وهي السلام”، أضاف رئيس السلطة.

جيرارد بيكي وجبريل رجوب (AFP)
جيرارد بيكي وجبريل رجوب (AFP)

عندما بدأت الاستعدادات للزيارة، تم التخطيط لمباراة بين برشلونة وفريق مختلط من إسرائيليين وفلسطينيين، ما تعرقل بسبب صعوبة التنسيق بين الطرفَين. لكن المفاوضات استؤنفت بين إسرائيل والسلطة، موضوع تطرّق إليه الرئيس عباس. “إنها إشارة مباركة وفاتحة خير لزيارتكم هنا، وتدلّ على نيتكم لتحقيق السلام. آمل أن تزورونا المرة القادمة مهنّئين إيانا على السلام”.

وفيما يزور معظم اللاعبين إسرائيل للمرة الأولى، فإنّ كريستيان تيو يزور إسرائيل للمرة الثانية هذا الصيف. لكن بسبب جدول الأعمال المكثف، لن يتمكن باقي اللاعبين كما يبدو، من الاستفادة من توصيات تيو، الذي كان جزءًا من المنتخب الإسباني في كأس الأمم الأوروبية للشباب.

وبدأ اللاعبون يومهم الثاني بزيارة لحائط المبكى، حيث قوبل بطل إسبانيا بهتافات مئات المشجعين الإسرائيليين فيما كان اللاعبون يترجلون من الحافلة إلى الحائط. وكان المشجعون قد أتوا من شتى أنحاء البلاد إلى القدس. واعتمر لاعبو برشلونة القلنسوة (الكيباه)، واجتمعوا لالتقاط صورة جماعية في المكان المقدس، قبل أن يودعوا بطاقات في الحائط.

ميسي عند حائط المبكى ( Alex Kolomoisky/ POOL MAARIV / FLASH90)
ميسي عند حائط المبكى ( Alex Kolomoisky/ POOL MAARIV / FLASH90)

بعد ذلك، انتقلوا للقاء الرئيس شمعون بيريس، المسؤول الرئيسي عن زيارة النادي للبلاد. وقال بيريس المنفعل للاعبي الفريق: “أشكركم على تحقيقكم حلم أطفال إسرائيليين وفلسطينيين. أشكركم على تلبتيتكم لدعوتنا، وعلى حضوركم. أشكركم، وأرجو الشفاء لتيتو فيلانوفا. برشلونة ليس مجرد نادٍ. فطوال السنين، تربعتم على قمة كرة القدم، وحملتم راية التضامن. الملايين يحبونكم في أرجاء العالم، وأنتم تردون بالمحبة على العالم. الرياضة، وكرة القدم تحديدًا، تكسر الحواجز، وتزرع الأمل. في كرة القدم، ليس لونُ قدمك مهمًّا، بل سرعتك وموهبتك. لا ضحايا في كرة القدم، بل رجاء وتطلّع إلى المباراة القادمة. نحلم بأطفال إسرائيليين وفلسطينيين يتناقلون الكرة بين أقدامهم، ويصلّون من أجل نجاح المحادثات الحاليّة مع الفلسطينيين. النجاح حاسم لمستقبلنا. ميسي، تشافي، إنييستا، والفريق بأكمله، بإمكانكم أن تعلمونا، نحن والفلسطينيين أن نلعب “التيكي تاكا”، وأن نسجّل من أجل السلام. عاشت برشلونة، عاشت إسرائيل”.

اللاعبين في بيت لحم (AFP)
اللاعبين في بيت لحم (AFP)

فيما لم يحظَ مئات الأطفال الإسرائيليين المتحمسين أمس برؤية لاعبي الفريق لدى خروجهم من المطار إذ خرجوا من مخرج جانبي، فإنّ الأولاد اليوم سيحظَون بلقاء أبطالهم في تدريب مشترك مع أطفال يهود وعرب. لكنّ مشجّعا واحدًا لن يتمكن من القدوم، وهو رئيس الحكومة نتنياهو. فقد فهم الأخير أنّ الترتيبات الأمنية المطلوبة ستقلق راحة المشجعين، لذلك بعد اللقاء مع الرئيس بيريس، سيُجري النادي تدريبًا مصغَّرًا، يحضره نتنياهو وقرينته، التي دعت إلى اللقاء شبانًا وشابّات مرضى بالسرطان من جمعية “رحشي ليف”، يرافقهم الزوجان نتنياهو في السنوات الأخيرة. نأمل فقط أن يمر التدريب على خير هذه المرة. فقد اختار نتنياهو في لقاء تعايش سابق بين شبان يهود ومسلمين أن يستعرض مواهبه في كرة القدم، فكسر قدمه.

رئيس الوزراء نتنياهو واللاعبين (موشيه ميلنر، GPO)
رئيس الوزراء نتنياهو واللاعبين (موشيه ميلنر، GPO)

ويتوقع أن تقوم الشرطة، في ساعات الظهيرة المبكرة، بإغلاق منطقة ستاد “بلومفيلد” أمام وسائل النقل، للتسهيل على أكثر من 14 ألف طفل سيملؤون الملعب اليوم ليروا عن كثب أبطالهم في نشاط يدمج بين التدريب الاستعراضي واللعب الخفيف. بعد ذلك، سيودّع اللاعبون الشرق الأوسط مقلعين إلى تايلاند، حيث سيلعبون يوم الأربعاء في بانكوك ضد المنتخَب المحلي.

اقرأوا المزيد: 671 كلمة
عرض أقل
متظاهرون فلطينييون يلقون الحجارة (Noam Moskowitz)
متظاهرون فلطينييون يلقون الحجارة (Noam Moskowitz)

الجيش الإسرائيلي يحقق في مقتل فلسطيني من قرية دورا

تم إطلاق النار على طالب في الأكاديمية الأمنية الفلسطينية يبلغ من العمر 19 سنة وقتله من قبل قوى الجيش الإسرائيلي في قرية دورا، جنوبي جبل الخليل.

02 يوليو 2013 | 14:22

تم إطلاق النار على طالب في الأكاديمية الأمنية الفلسطينية يبلغ من العمر 19 سنة وقتله من قبل قوى الجيش الإسرائيلي خلال نشاطات ميدانية في قرية دورا، جنوبي جبل الخليل.

كان القتيل، ويُدعى معتز ادريس الشراونه، طالبًا في الأكاديمية الأمنية الفلسطينية في أريحا. وقد تم التبليغ في البداية عن أنه دُهس من قبل سيارة جيب عسكرية تابعة لقوات لواء كفير التي وصلت إلى القرية لإنجاز عمليات ليلية في القرية. وقد اتضح لاحقا أنه قد تم إطلاق النار عليه وقد توفي متأثرًا بجراحه. على الرغم من ذلك، تدعي جهات فلسطينية أنه قد تم إطلاق النار على الشاب وحتى أنه دُهس من قبل سيارة جيب عسكرية.

وقد صادقت جهات عسكرية إسرائيلية، ومن بينها افيحاي ادرعي، الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي لشؤون وسائل الإعلام العربية، على الخبر حول مقتل الشراونه. وأضاف الناطق بلسان الجيش أنه خلال عملية ميدانية في دورا، حدث إخلال بالنظام العام وهاجم فلسطينيون الجنود بالحجارة.

يتبين من التحقيق الأولي أن الشراونة تسلق خلال الأحداث على ما يبدو إحدى سيارات الجيب وحطم زجاجها بالحجارة وألحق بها أضرارًا. في هذه المرحلة خرج ضابط وأطلق النار باتجاهه. حسب ادعاء الضابط الذي أطلق النار، فإنه نفذ إجراء اعتقال مشتبه به، وأطلق النار باتجاه الجزء السفلي من جسمه. وقد وصل إلى المكان طاقم من الهلال الأحمر ونقله إلى المستشفى بوضع حرج، وبعد عدة ساعات تم الإعلان عن وفاته.

وقد نشرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن سكان القرية قد اشتكوا من أن قوى اللواء منعوا دخول الهلال الأحمر لوقت طويل لإخلاء المصاب الذي كان مستلقيا على الأرض لوقت طويل مما أدى إلى تدهور حالته ووفاته.

وقد شرع الجيش الإسرائيلي بفتح تحقيق حول ملابسات الحادث وذلك في ضوء السياسة الرامية إلى التحقيق في كل حالة يُقتل فيها فلسطيني جراء نشاطات الجيش الإسرائيلي. ويستشف من التقارير أنه من المتوقع نقل جثة الشراونه في ساعات الظهر لإجراء عملية تشريح لتحديد سبب الوفاة، وادعاء سكان القرية بوجود علامات دهس على جثته أيضا.

هذا وعُلم أن مندوبي الجيش ومنسق العمليات في الأراضي الفلسطينية قد استعدوا لتهدئة الخواطر وتدفق العنف خلال تشييع جثمان الشاب اليوم بعد الظهر.

اقرأوا المزيد: 316 كلمة
عرض أقل