ما أروع فاكهة البرتقال فهي نوع من الحمضيات الريّانة والغنية بالعصير، وكانت قد تجوّلت في العصور الوسطى في مختلف أنحاء العام وكانت تعتبر فاكهة لذيذة. حتى اليوم، من الصعب تتبع مصادرها – فهناك من يقول أنها قد وصلت من الصين، وهناك من يقول من أفغانستان. باللغة العربية (وكذلك الأمر بالفارسية، باليونانية، بالتركية وغيرها) تدعى هذه الفاكهة باسم البرتغال (يبدو أن ذلك تم على اسم التجار البرتغاليون الذين نشروا البرتقال في العالم)، وفي جزء آخر من العالم عُرف البرتقال باسم (جافا) على اسم البرتقال الشموطي الذي كان يُصدّر من يافا إلى العالم كله حيث كانت لاصقات “Jaffa” ملصقة عليه.
البرتقال هو فاكهة صحية جدّا، وغنية بوفرة بفيتامين C، والقليل من فيتامين A والكالسيوم. ليس هناك ما هو أفضل في يوم صيف حارّ من عصير البرتقال المصفّى، الطازج، والبارد والمنعش، ولكنّ الحقيقة أنّه من أجل استغلال الحدّ الأقصى من الألياف الغذائية التي في البرتقال فمن المفضّل تناوله كاملا بدلا من استخراج العصير منه.
ولكن سوى العصير، وتناول الثمرة بذاتها بالطبع، يمكن أن نصنع من البرتقال مأكولات رائعة، إذ يمكن الحصول بفضله على رائحة عظيمة، سواء من الثمرة أو من العصير، أو من مبروش القشرة المرّة – الحلوة (أو من جميعها سويّة).
إحدى الوصفات التي أحبّها من البرتقال هي كعكة البرتقال الطرية والرهفة، والتي من الممتع تناولها صباحًا مع القهوة، أو كحلوى بعد العشاء. تذكّرني هذه الكعكة دومًا بطفولتي، حينها كانت أمي تعدّ كعك البرتقال في نهاية الشتاء، حينها كان البرتقال بوفرة، وكنت أنتظر أن تخرج من الفرن، فأقوم بالتهامها وهي لا تزال دافئة. لا يوجد أروع من ذلك.
ولكن قبل الكعكة، أبدأ بالوجبة الرئيسية: دجاجة كاملة مع صلصة البرتقال والعسل، مع رائحة آسيوية رائعة، طلاء الجلد متموّج وذهبي، ومظهر مؤثر ومحفّز، حيث من المفضّل وضعها وسط الطاولة لإثارة إعجاب الضيوف. من المفضل تقديمها مع إضافة الأرز الأبيض، حيث يمتصّ من الصلصة الرائعة.
المقادير:
2 حبّات ليمون
2 حبّات برتقال
4 ملاعق كبيرة عسل
ملعقة زنجبيل مطحون
3 أسنان ثوم مفرومة
ملعقة من تركيز الرمّان
حفنة من النعناع المفروم
نصف حزمة من البقدونس المفروم
ملح، فلفل أسود مطحون حسب الرغبة
نصف كأس زيت الزيتون
طريقة التحضير:
نبرش قشر برتقالة واحدة وحبّة ليمون واحدة ونقوم باستخراج عصيرها في وعاء. نضيف إلى الوعاء برش القشرة، العسل، تركيز الرمّان، الزنجبيل، الثوم، البقدونس، النعناع، زيت الزيتون والتوابل ثم نقوم بخلطها جميعًا. قبل الطبخ، ننقع الدجاج في الصلصة لأطول فترة ممكنة، الحدّ الأدنى هو ساعتان، ومن المفضّل تركه لليلة كاملة.
بعد النقع نخرج الدجاج ونضعه في قالب (بحيث يكون الصدر إلى الأسفل) ونحشو في داخله الليمونة والبرتقالة المتبقّية والمقطّعة إلى شرائح. ما لا يدخل في الدجاجة ننثره في القالب. نسكب السوائل على الدجاجة وندخلها إلى الفرن الذي تم تسخينه مسبقًا على درجة حرارة 200 درجة مئوية، وبعد 45 دقيقة نقلب الدجاجة بحذر على ظهرها ونستمر في شوائها لنصف ساعة أخرى.
ونصيحة أخرى صغيرة ولكن رائعة الأهمية: ضعوا في أسفل الفرن، تحت القالب الذي وضعت فيه الدجاجة، قالبًا مع ماء، وستحافظ الأبخرة التي ستتصاعد منه على أن يبقى الدجاج عضّا. صحتين!
وبعد أن تخرج دجاجة جميلة وطيّبة المذاق إلى هذه الدرجة، يمكن الانشغال بكعكة البرتقال التي ذكرناها سابقًا (في بداية المقالة). إنّها سهلة جدًا للتحضير، ولن تصدّقوا مدى السرعة التي ستكون فيها داخل الفرن وستذهلكم رائحتها.
نخلط في وعاء كبير كأسان ونصف من الطحين، مع 2/3 كأس من السكر، 5 ملاعق كبيرة من الزيت (أو الزبدة)، و 2/3 كأس من عصير البرتقال، ملعقة من قشر البرتقال، كيس من مسحوق الخَبْز وبيضتان. نقوم بخلطها جيّدًا، وننقلها إلى قالب مزيّت جيّدا (مستدير أو مستطيل، كما تفضّلون، ومن الممكن أيضًا أن تستخدموا قوالب صغيرة).
يمكن أن نضع فوق الكعكة شرائح من البرتقال مقطّعة بشكل رقيق، بحيث تضيف زخرفة رائعة. نخبزها بحرارة متوسّطة بين 30-40 دقيقة، حتى يصبح وجه الكعكة ذهبيًّا، ويخرج سيخ الخشب بعد غرزه في الكعكة جافّا. من المهمّ إخراج الكعكة من الفرن فورًا بعد انتهاء الخَبز كي تبقى الكعكة اسفنجية وغضّة ولا تجفّ. بعد التبريد نرشّ فوقها مسحوق السكر (أو طلاء “المرينج” الذي يتم تحضيره من 100 غرام من مسحوق السكر وملعقتين كبيرتين من السائل، الماء أو عصير البرتقال).
نقدّمها بدرجة حرارة الغرفة، ونستمتع بكلّ لقمة!