مرّت عشرة أيّام منذ أن اختفت من على وجه الأرض الرحلة الجوية 370 من الخطوط الجوية الماليزية، ويبدو أنّه كلّما مرّ الوقت فإنّ أسئلة الاستفهام تتنامى. تشير التقارير الأخيرة إلى احتمال أن تكون الطائرة الماليزية قد انحرفت عن مسارها الأصلي بشكل مقصود، يجري الحديث عن احتمال فحسب، وكما ذكرت السلطات الماليزية فإنّ الاتصال الأخير بالطائرة تمّ بعد إيقاف أنظمة الاتصالات، وليس من المستبعد أن يتمّ الكشف بأنّ هذه التقديرات أيضًا لا أساس لها من الصحة. في الوقت الراهن، يحاول المحلّلون حول العالم صياغة سلسلة من السيناريوهات بخصوص مصير الطائرة المفقودة.
ذكرت شبكة “فوكس نيوز” أمس بأنّ إسرائيل وضعت سلسلة سيناريوهات بخصوص مصير الطائرة. ووفقًا لأحد السيناريوهات، فإنّ الطائرة قد تمّ خطبها بتوجيه من النظام الإيراني إلى إيران، ومن هناك يوجد إمكانية أن يتم تحميلها بكمّيات كبيرة من المتفجّرات وجعله سلاحًا مدمّرًا. ويستند هذا السيناريو بشكل أساسيّ على حقيقة أنّ مواطنين إيرانيين كانوا في الرحلة مع جوازات سفر مزيّفة.
وذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانيّة أمس الأول بأنّه يتمّ فحص خيار مقابل، حسب هذا الاحتمال فإنّ نشطاء من الجهاديين الماليزيين المرتبطين بالقاعدة قد سيّطروا على الطائرة، ونجحوا في الوصول إلى غرفة القيادة بواسطة قنبلة وضعت في حذاء أحدهم. وادّعى مسؤولون أمنيّون بريطانيّون تحدّثوا إلى “التلغراف” دون ذكر اسمهم أنّ موثوقية المعلومات “عالية”، ولذلك يتمّ اختبارها على أقصى درجة من الجدّية. ويحتمل أنّ الطائرة قد خُطفت وهبطت في مكان غير معروف، وينتظر خاطفوها الوقت المناسب من أجل بدء مفاوضات كجزء من عملية مساومة.
ووفقًا لسيناريو آخر، مرتبط بالسيناريوهات السابقة، فإنّ الطائرة خُطفت، ولكنّها تحطّمت في البحر، سواء عن قصد أو عن طريق الخطأ. وينبغي الملاحظة بأنّ قضية مشاركة الطيّارين الفعّالة في خطف الطائرة لا تزال مفتوحة. على أيّة حال، فإنّ عدم القدرة في الكشف عن أيّ بقايا من الطائرة، رغم العديد من عمليات البحث الجارية منذ أكثر من أسبوع؛ يقلّل من فرص تحطّم الطائرة، إلا إذا كانت جميع أجزائها قد سقطت في مياه المحيط.
وتشمل سيناريوهات أخرى إصابة نادرة للمنظومة الكهربائية الخاصة بالطائرة، تحطّم جناحي الطائرة، عطل تقني في نظام الطائرة، حريق أو انفجار غير متوقّعين على متن الطائرة. كلّ واحد من السيناريوهات أعلاه يمكن أن يؤدّي وحده إلى تحطّم سريع للطائرة في عرض البحر، دون وجود وقت كاف لبثّ إشارة الاستغاثة. ويشير سيناريو مقابل بأنّه حدث انخفاض مفاجئ في الضغط الجوّي ممّا أدى إلى إغماء كافّة الركّاب وأفراد الطاقم. ومع ذلك، وبما أن الطائرة هي من طراز بوينج 777، والتي تعتبر طائرة موثوق بها، فإنّ احتمال حدوث أحد هذه السيناريوهات هو احتمال ضئيل.
في العقود الأخيرة تمّ عن طريق الخطأ اعتراض عدد من الطائرات المدنية من قبل دول أجنبية، مثل الرحلة الجوية 1812 للخطوط الجوّية السيبيرية، في شهر تشرين الأول 2001 تم اعتراضها فوق البحر الأسود حين كانت في طريقها من تل أبيب إلى نوفوسيبيرسك الروسية، ويبدو أنّه قد تمّ بواسطة الجيش الأوكراني، والذي لم يعترف رسميّا بذلك أبدًا. ويبدو أنّ الطائرة الماليزية قد اعتُرضت هي كذلك بحيث ترغب الدولة التي اعترضتها إخفاء هذه الحقيقة عن أعين العالم، الذي يترصّد باستمرار كلّ معلومات جديدة حول القضية.
وبطبيعة الحال، ففي ظلّ عدم وجود تفسير لاختفاء الطائرة، بدأت تطفو على السطح نظريّات المؤامرة، والتي تضمّ ضربها من قبل نيزك وصولا إلى خطفها بيد مخلوقات غريبة. وعلى ما يبدو أنّه حتى نحصل على الجواب النهائي بخصوص مصير الرحلة، فسنضطر إلى الاستمرار بالتخمين.