في نهاية جدال محتدم، صوتت أمس (الأربعاء) الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدين إسرائيل بأغلبية من 120 دولة، وذلك بعد أن تم الحصول للمرة الأولى على أغلبية أثناء التصويت في الهيئة العامة للأمم المتحدة تدين حماس. في إطار السياسة الأمريكية الجديدة، التي تهدف إلى أن يكون أي تصويت في الأمم المتحدة ضد إسرائيل بالتوازي مع التصويت ضد حماس، فقد دعمت 62 دولة إدانة حماس وعارضت 58 دولة. رغم أنه تم التوصل إلى أغلبية لشجب الحركة، ألغى رئيس الجمعية العامة التصويت، لأنه فشل في الحصول على تأييد ثلثي الدول الأعضاء.
تتضمن صيغة النص الذي تمت المصادقة عليه إدانة إسرائيل لأنها “استخدمت القوة بشكل مبالغ به” ضد الفلسطينيين في أعقاب تظاهرات العنف على الحدود مع غزة في الأسابيع الماضية. عارضت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، النص وعرضت إجراء تعديلات عليه تتضمن إدانة حماس بتهمة إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، التحريض على العنف، واستخدام موارد مدنية لبناء الأنفاق.
في خطاب لاذع أمام الهيئة العامة، هاجمت هيلي إدارة الأمم المتحدة بكل ما يتعلق بإسرائيل: “القرار المعروض عليكم هو أحادي الجانب. فهو لا يذكر حماس أبدا رغم أنها تمارس العنف بشكل روتيني. لن تغير المصادقة على هذا القرار أي شيء. يجب استغلال هذه الطاقة لإقناع أبو مازن للعودة إلى طاولة المفاوضات”. تساءلت هيلي متى ستلقي الأمم المتحدة بالمسؤولية على حماس، وأضافت: “حماس تستخدم المواطنين درعا واقيا بالقرب من الحدود، تحرّض على العنف واختراق السياج، وتناشد إبادة إسرائيل”.
قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، حول عدم إدانة حماس: “ليست هناك حدود لنفاق الجمعية العامة، التي تعمل جاهدة لمنع شجب التنظيم الإرهابي الفتاك. إن قرار إلغاء إدانة حماس يشكل بطاقة فقر الحال للأمم المتحدة”. وأضاف: “يشكل هذا الاجتماع محاولة من جهة المجتمع الدولي لسلب حقنا الأساسي في الدفاع عن أنفسنا”. رغم ذلك، أعربت البعثة الإسرائيلية إلى الأمم المتحدة عن رضاها لأن كانت هناك أغلبية ضد حماس، وأشارت إلى أن الحديث يجري عن نتائج أفضل من النتائج حول التصويت بشأن القدس في شهر كانون الأول الماضي.