دالية الكرمل

المجتمع التكنولوجي "‏She Codes‏" (Instagram / she_codes_community)
المجتمع التكنولوجي "‏She Codes‏" (Instagram / she_codes_community)

افتتاح المركز الأول لتعليم البرمجة للدرزيات في إسرائيل

افتتحت منظمة "‏She Codes‏"، التي تدفع النساء قدما في صناعة التقنية العالية، فرعها الأول في القرية الدرزية، دالية الكرمل

في الأيام الأخيرة، افتُتح المركز الأول للمنظمة الإسرائيلية “‏She Codes‏” بحماس كبير في البلدة الدرزية، دالية الكرمل. هذا هو أول فرع للمنظمة, التي تعمل على تصحيح النقص في تمثيل المرأة في شركات التكنولوجيا الفائقة، الذي أقيم في البلدة الدرزية، ومن المتوقع أن تنخرط الفتيات الدرزيات في هذا المجال.

إن “‏She Codes‏” هو مجتمع تكنولوجي نسائي، أقيم بهدف أن يكون عدد الفتيات اللواتي يطورن البرمجيات في إسرائيل مساو لعدد الرجال الذين يعملون في هذا المجال. منذ إقام المنظمة في عام 2013، بدأت تعمل كمنظمة دون أهداف ربحية، ويعمل في إطارها أكثر من 30 فرعا في أنحاء إسرائيل بواسطة المتطوعين.

وتهدف المنظمة إلى تعزيز الثقة الذاتية، المواظبة وتطوير المجتمع، وتتمتع الفتيات في إطارها بمسارات تعليمية تضمن البرمجة، مجموعات العمل على مشاريع بمرافقة متطوعين من المجتمع المحلي، محاضرات تكنولوجية، استشارة مهنية، وغيرها. يصل تعداد أعضاء “‏She Codes‏” إلى أكثر من 20.000 شابة من أعمار مختلفة، ومن المتوقع أيضا أن يزداد حجمها في السنوات القادمة.

تشهد أبحاث أجريت في إسرائيل على نقص تمثيل النساء بشكل ملحوظ في مجال التقنية العالية بشكل عام وفي الوظائف الأساسية بشكل خاص، وفي ظل هذا الواقع تطمح منظمة “‏She Codes‏” إلى تشجيع النساء من الفئات المختلفة على الانخراط في الوظائف الأساسية ذات الأجر العالي في صناعة التقنية الفائقة الإسرائيلية.

المجتمع التكنولوجي “‏She Codes‏” (Instagram / she_codes_community)
اقرأوا المزيد: 197 كلمة
عرض أقل
آية ملاك
آية ملاك

اللغز وراء وفاة الشابة الحامل وجنينها

وصلت امرأة إسرائيلية شابة في الشهر الثامن من الحمل إلى المستشفى ولم يكن لديها نبض ولم تتنفس، ولم يكن السبب معروفا

آية ملاك، ابنة 28 عاما من القرية الدرزية دالية الكرمل في شمال إسرائيل، كانت في المراحل المتقدمة من حملها الأول، عندما وصلت في ساعات الظهر أمس إلى غرفة الطوارئ في مستشفى “الكرمل” في حيفا. لدهشة الأطبّاء كانت تعاني الشابة من حالة موت سريري. لم يكن لديها نبض ولم تننفس، ولم يكن سبب حالتها واضحا.

وقام طاقم قسم العلاج المكثّف بكل ما في وسعه لإنعاشها، بما في ذلك ربطها بماكينة الإنعاش التي تحاكي عمل القلب والرئتين ولكنه اضطر إلى الإعلان عن وفاتها ووفاة جنينها. جاء على لسان المستشفى: “لمزيد الأسف لم نستطع إنعاشها. نقل المستشفى خبر وفاتها إلى وزارة الصحة”.

ولكن تجدر الإشارة إلى أنه قبل يومين من وفاتها وصلت ملاك إلى المستشفى واشتكت من آلاف في البطن وتقيؤات، ولكن تم تسريحها من المستشفى بعد أن لم يعثر الأطباء على مشكلة طبية تتطلب علاجا خاصا. كانت ملاك في الأسبوع الـ 34 من الحمل أثناء وفاتها.

قال أحد أقرباء ملاك تعاني “كل القرية من صدمة”، لقد شاهدنا “حالة شبيهة قبل 50 عاما. توفيت حينها امرأة حامل وجنينها، وأهل أية هم جيران عائلة تلك المرأة المتوفية”. وأضاف قريب العائلة قائلا: “يعاني والدا أية من حالة صعبة جدا. فقد انتظرا حفيدهما وبدلا من ذلك يتعين عليهما الآن دفن حفيدهما وابنتهما. لقد مر عام واحد على زواجها فقط. كانت أية شابة رائعة جدا، مبتسمة، وخلوقة”.

اقرأوا المزيد: 207 كلمة
عرض أقل
العلاقة الدرزية بالصناعة الأمنية السرية في إسرائيل
العلاقة الدرزية بالصناعة الأمنية السرية في إسرائيل

العلاقة الدرزية بالصناعة الأمنية السرية في إسرائيل

قضية فساد في الصناعة الجوية في إسرائيل تكشف عن مدى العلاقة، المشكوك فيها، التي أدارها مسؤولون في مجال الصناعة الأمنية مع مسؤولين بارزين دروز لدفع قدما مصالح اقتصادية خاصة

بدءا من الأسبوعين الماضيَين، تمر المنظومة الأمنية الإسرائيلية بهزة في أعقاب قضية فساد استثنائية. لا يدور الحديث عن قضية فساد في مؤسّسة عامة عادية إضافية بل عن مؤسّسة حساسة ذات أهمية أمنية كبيرة: فساد في الصناعة الجوية – إحدى الصناعات الأكثر سرية في إسرائيل.

أحد المتهمين الأساسيين في قضية الفساد في مجال الصناعة الجوية هو العميد في الاحتياط، أمل سعد، عضو مجلس إدارة في الشركة، وذلك بشبهة الضلوع في ارتكاب أعمال بشكل مخالف للقانون لدفع مصالح شركة “‏Druznet‏” قدما، التي يرأسها صديقه صاحب ماض عسكري أيضا، العقيد أنور صعب، الذي اعتُقِل أيضا.

مدخل إلى مصنع "دروزنت" في قرية عسفيا (Druznet)
مدخل إلى مصنع “دروزنت” في قرية عسفيا (Druznet)

المتهمان الرئيسيان في القضية، التي ما زالت تعصف في البلاد، هما درزيان، شغلا في الماضي مراكز عسكرية هامة، وفقًا للاشتباه استغلا علاقتهما العسكرية لدفع مصالح تجارية خاصة قدما، عملت خلافا للقانون، للوهلة الأولى.

وتشير هذه القضية، أكثر من أي شيء، إلى مدى التدخل المتزايد في السنوات الماضية لرجال أعمال دروز في مجال الصناعة الأمنية، الأكثر تطورا وسرية في إسرائيل. نود الإشارة هنا إلى أن هذا المقال لا يتطرق إلى المجتمَع الدرزي بل إلى محاولة رسم وفهم مدى تعزز مكانة الدروز في السنوات الأخيرة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

مشاركة الدروز في أمن دولة إسرائيل

طلب الدروز منذ إقامة دولة إسرائيل الانخراط في المنظومة الأمنية
طلب الدروز منذ إقامة دولة إسرائيل الانخراط في المنظومة الأمنية

يصل تعداد الطائفة الدرزية في يومنا هذا إلى نحو ‏1.2‏ مليون شخص في العالم، من بينهم نحو ‏600‏ ألف في سوريا (نحو ‏3%‏ من سكان الدولة)، في لبنان نحو ‏420‏ ألف (نحو ‏7%‏ من سكان الدولة)؛ في إسرائيل نحو ‏138‏ ألف (نحو ‏1.7%‏ من سكان الدولة) وهناك ‏100‏ ألف درزي يعيشون في أمريكا الشمالية والجنوبية، الأردن، السعودية، وأستراليا.

بدأ أبناء الطائفة الدرزية خدمتهم في المنظومة الأمنية قبل قيام دولة إسرائيل، في عام 1936 عندما ساعد تنظيم “الهاجاناه” على تدريب مجموعات وتنظيمها من شبان دروز أرادوا إقامة أطر دفاعية ذاتية ضد العصابات العربية. في المقابل، استعانت منظمة “الهاجاناه” بسكان قريتي عسفيا ودالية الكرمل (البلدتان الدرزيتان الأكبر في إسرائيل، إضافة إلى قرية يركا)، في صراعها ضد العصابات، لا سيما في مجال الاستخبارات.

العقيد في لواء جولاني، غسان عليان
العقيد في لواء جولاني، غسان عليان

بناء على طلب زعماء الطائفة الدرزية من رئيس الحكومة الإسرائيلي الأول، دافيد بن غوريون، فُرض قانون الخدمة الأمنية على أبناء الشبية الدروز في عام 1956، ومن ثم فُرضت عليهم الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، مثل الشبان اليهود.

في شباط 1972، اتُخِذ قرار في الجيش الإسرائيلي للسماح لأبناء الأقليات الانخراط في كل وحدات الجيش الإسرائيلي بناء على رغبة الشبان وتأهيلاتهم وليس في وحدات الأقليات الخاصة. في أواسط السبعينيات، سُمحت للشبان الدروز الخدمة في سلاح المخابرات أيضا.

سكرتير رئيس الدولة سابقا، شمعون بيريس - حسون حسون (Wikipedia)
سكرتير رئيس الدولة سابقا، شمعون بيريس – حسون حسون (Wikipedia)

في عام 1990، عمل وزير الدفاع، موشيه أرنس، دون كلل لفتح وحدات في الجيش الإسرائيلي أمام الدروز، واعتبر أبناء الطائفة الدرزية هذه الخطوة اعترافا آخر بإخلاصهم للدولة.

في يومنا هذا، تصل نسبة الرجال الدروز الذين يتجندون للخدمة العسكرية إلى أكثر من %80 ويخدم نحو ثلثين منهم في وظائف قتالية. في عام ‏2015‏، قرر رئيس الأركان إنهاء عمل كتيبة “حيرف” (كتيبة السيف)، التي أقميت عام 1974 وكانت مؤلفة أثناء تفكيكها من 400 جندي درزي خدموا في وحدات برية مختلفة.

يخدم حاليا في الجيش الإسرائيلي نحو 2500 جندي درزي من بينهم، نحو 300 ضابط برتبة رائد وأعلى. منذ عام 2005، يخدم الدروز في الخدمة المدنية أيضا، وهذا يوفر للفتيات الدرزيات اللواتي لا يخدمن في الجيش بديلا للخدمة العسكرية. طيلة السنوات الماضية، ساهم الدروز كثيرا في حروب إسرائيل ضد حماس، في كل جولات القتال وكذلك ضد التهديدات في الجهة الشمالية، ضد حزب الله.

الصناعة العسكرية الأكثر نجاحا في إسرائيل - "الصناعة الجوية" (IAI)
الصناعة العسكرية الأكثر نجاحا في إسرائيل – “الصناعة الجوية” (IAI)

تمت ترقية الكثير من الضباط الدروز بفضل قدراتهم ومساهمتهم لشغل مناصب رفيعة في الجيش الإسرائيلي. مثلا: العقيد في لواء جولاني، غسان عليان، ضابط كتيبة – عماد فارس، رئيس إدارة، ومنسق عمليات الحكومة في الأراضي – كميل أبو ركن؛ ضابط لوجيستي كبير وسكرتير رئيس الدولة سابقا، شمعون بيريس – حسون حسون، والكثير غيرهم.

إن مشاركة الدروز في المنظومة الأمنية الإسرائيلية كبيرة جدا إلى درجة أنه بات في السنوات الماضية يعمل المزيد منهم في وظائف هامة في الشركات الحكومية العسكرية. إن شركات عسكرية مثل ‏Rafael‏، أو شركة الصناعة الجوية هي شركات ذات ميزانيات كبيرة ومسؤولة عن التطويرات العسكرية الأكثر تقدما التي تسوقها إسرائيل في العالم وتتضمن الصورايخ، الطائرات من دون طيار، الأقمار الاصطناعية، المعدات للطائرات الحربية وتحديثها، وغيرها من التطويرات السرية التي لم يُكشَف عنها حتى الآن في وسائل الإعلام.

المصنع الأمني والفتيات الدرزيات

تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)
تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)

وما علاقة كل ذلك بقضية الفساد في شركة الصناعة الجوية؟ وما علاقة قوة المجتمَع الدرزي المتزايدة في الجيش الإسرائيلي؟ للإجمال: “مصنع أمني تعمل فيه الفتيات الدرزيات”

في احتفال رسمي عُقد بتاريخ 29 شباط 2016، قبل سنة، دُشن في قرية عسفيا مصنع جديد لشركة “Druznet”، لإنتاج أجزاء للطائرات من دون طيار، للصناعة الجوية، واستُثمر فيه ما معدله 12 مليون شيكل (نحو 4 ملايين دولار)، لرجال أعمال دروز.

شاركت في الاحتفال لتدشين المصنع، الذي تفاخر أصحابه بأنه يشغّل نحو 30 امرأة (لا تربطهن علاقة بأية قضية فساد كُشفت مؤخرا)، شخصيات حكومية بارزة أيضا، من بينها رئيس الصناعة الجوية، مدير عام الصناعة الجوية، ومدراء بارزون آخرون. وقف إلى جانبهم فخورا مَن كان يشغل وظيفة عضو مجلس إدارة في الصناعة الجوية – العميد في الاحتياط، أمل أسعد، شخصية عسكرية وعامة بارزة في الطائفة الدرزية. كان العميد في الاحتياط، أسعد مرشحا أيضا لشغل منصب كعضو كنيست من قبل حزب أرئيل شارون، حزب كاديما (لم يعد قائما بعد) ويعتبر أنه ساهم في خلق علاقة بين الصناعة الجوية وشركة “دروزنت” بملكية صاحبه وصديقه، أنور صعب.

تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)
تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)

وقد تطرق تحقيق شامل نُشر في أيار 2016، في الصحيفة الاقتصادية “ذا ماركر” (The Marker)، إلى المصنع الجديد، مشيرا إلى أهميته الاجتماعية في دمج الفتيات الدرزيات في دائرة العمل وتشجيعهن على الخروج من دائرة البطالة ولكن في الوقت ذاته أشار إلى صورة إشكالية في إدارة مشكوك فيها ووجود شبهات جنائية في تحريف المناقصات لصالح المصنع الدرزي الجديد.

وكشف التحقيق عن العلاقة الإشكالية بين أسعد وبين شركة “دروزنت” والأفضلية التي حصلت عليها الشركة، في طلبات من الصناعة الجوية على حساب مزوّدين آخرين.

اتضح في التحقيق أنه بعد إقامة شركة “درونت” بـ 3 أشهر فقط، في حزيران 2015، بدأت تتلقى الشركة طلبات من الصناعة الجوية – رغم أنه لم يكن بحوزتها مواصفات جودة معينة (ISO 9000 – مواصفات قياسية دولية)، من قبل معهد المواصفات، وفق ما يُطلب من كل المزودين الذين يعملون مع الصناعة الجوية العمل بموجبه. حصلت الشركة على المواصفات في شباط 2016 فقط.

إضافة إلى الحصول على الطلبات بعد 3 أشهر فقط من إقامة الشركة، دخلت “دروزنت” إلى قائمة المزودين للصناعة الجوية رغم أن عمال الشركة، الفتيات الدرزيات من القرى في الكرمل، لم تكن لديهن خبرة سابقة في العمل من في مجال الصناعة الجوية.

وفق المعطيات التي كُشف عنها في The Marker، نُقِلت إلى “دروزنت” طلبات عمل بما معدله 700 ألف شيكل، نحو 185 ألف دولار. ليس واضحا إذا تم تزويد كافة الطلبات وإذا وصلت الأموال إلى “دروزنت”. وفق ادعاء مدير عامّ الشركة، السيد صعب، فقد حصلت الشركة على آلاف الدولارات القليلة فقط.

العلاقة بين أسعد وصعب

العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية
العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية

يعتبر العميد في الاحتياط، أمل سعد، أحد كبار الصناعة الجوية، وفق ما ورد في “ذا ماركر” وشخصية مؤثرة جدا في المجتمع الدرزي. الآن بعد اعتقاله، يعتبر بأنه ساهم في إقامة علاقة بين الصناعة الجوية و “دروزنت”.

كانت العلاقة بين أسعد وصعب متنية قبل إقامة المصنع. فهما ناشطان قديمان في جمعية “من أجل الأبناء” (بشفيل هبانيم) التي أقامت مسارات نزهات في الكرمل لذكرى ضحايا الجيش الإسرائيلي اليهود والدروز. كان يترأس أسعد الجميعة وكان صعب مستشارا قضائيا فيها في السابق.

العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية (Facebook)
العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية (Facebook)

وفق أقوال صعب، فإن أصحاب شركة “دروزنت” هم ضبّاط بازرون سابقا في الجيش الإسرائيلي، استثمروا في المشروع أموال التقاعد من عملهم في المجال العسكري. في فيلم يوفر لمحة عن الطائفة الدرزية كان قد نُشر مؤخرًا، يقول صعب عن “دروزنت”: “ساهم أصحاب مصالح دروز بأموالهم الخاصة وساعدنا أمل أسعد في التواصل مع الصناعة الجوية لدفع المجتمع الدرزي قدما، وشكل هذان العاملان دمجا مثاليا”.

وتفحص الشرطة في الوقت الراهن مدى أهمية إقامة المصنع للصناعة الجوية، هل حُرفَت المناقصات لصالح المصنع الدرزي؟ وهل استُخدم المصنع كوسيلة لنقل الأموال بشكل غير قانوني?

في الأشهر القادمة، ستضح أكثر فأكثر العلاقات المحظورة، على ما يبدو، بين كبار المسؤولين في الصناعة الجوية (حتى أنه اعتُقِل ابن أحد الوزراء البارزين في حكومة نتنياهو، وعلى ما يبدو، كان متورطا في قضية الفساد أيضًا)، وبين الضابطَين الدرزيَين، اللذين على ما يبدو، استغلا علاقتهما العسكرية لدفع مبادرات خاصة قدما على حساب نساء درزيات، مخاطرَين بمكان عملهمن وملقَين غموضا على أحد المصانع الأمنية الأكثر سرية في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 1262 كلمة
عرض أقل
وجهاء الطائفة الدزرية  في إسرائيل خلال مراسم تشييع جثمان شرطي درزي (Flash90)
وجهاء الطائفة الدزرية في إسرائيل خلال مراسم تشييع جثمان شرطي درزي (Flash90)

الدروز في إسرائيل يخرجون عن صمتهم إثر “قانون القومية”

تأمل الأقلية الدرزية في إسرائيل، التي يتمثل ولاؤها لدولة إسرائيل في التحاق شبابها بصفوف الجيش، أن تبقى إسرائيل دولة ديموقراطية أكثر منها يهودية

01 ديسمبر 2014 | 13:56

عقدت مساء الأحد في قرية المغار، الواقعة في شمال إسرائيل، جلسة طارئة لمنتدى رؤساء المجالس المحلية الدرزية والشركسية للتداول في الأحداث المؤسفة بين الطوائف العربية في إسرائيل وفي قانون قومية الدولة اليهودية. وتعبّر هذه المبادرة الأخيرة عن مدى استياء الأقلية الدرزية في إسرائيل من “قانون القومية” المثير للجدل، إذ تخشى هذه الأقلية كما أقليات أخرى أن يرسّخ القانون انعدام المساواة في إسرائيل.

وجاء في البيان الذي أصدره المنتدى أن رؤساء المجالس يعلنون “معارضتهم الشديدة لهذا القانون مطالبين رئيس الحكومة أولاً بسن قانون يؤكد مساواة المواطنين وضخ الميزانيات لسد الفجوات بين مجتمعنا والمجتمع اليهودي”. وتابع البيان “لن نرضى بعد اليوم بهذه السياسة التي تؤكد التمييز وعدم المساواة”.

ويشدد الزعماء الدروز في إسرائيل على الحقيقة أن الطائفة الدرزية طائفة معروفة بولائها لدولة إسرائيل، والدليل القاطع على ذلك هو التحاق شبابها في صوف الجيش الإسرائيلي، راجين أن يقابل ولاؤهم بتحقيق المساواة التامة في إسرائيل ودمجهم في المجتمع الإسرائيلي من دون تمييز.

ومما يزيد من خيبة ظن الدروز هو ظهور الحديث عن قانون القومية في خَضم وقت تنعي الطائفة شبابا بصوف قوات الأمن الإسرائيلية قتلوا في الأحداث الأمنية الأخيرة التي نفذت ضد المواطنين في إسرائيل.

ومن أبرز المتحدثين ضد “قانون القومية”، الإعلامي في السابق ورئيس مجلس دالية الكرمل في الراهن، رفيق حلبي، والذي صرّح في المنتدى قائلا “أولا وأخيرا نطالب بالمساواة التامة” متابعا “هذه قوانين يجب أن تكون بعيدة عن مسرح السياسة الإسرائيلية. هناك وثيقة الاستقلال لدولة إسرائيل التي تتحدث عن يهودية دولة إسرائيل، وعن المساواة بين جميع الإسرائيليين”.

وشدّد حلبي في مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية على أهمية تكريس الطابع الديموقراطي لدولة إسرائيل احتضانا للأقليات في داخلها بدلا من أن تنحاز إلى طابعا الديني مستثنية الأقليات. وذكّر الإعلامي في السابق أن إسرائيل دولة ديموقراطية في منطقة تفتقر إلى الديموقراطية ويجب عليها أن تحافظ على هذه الخصوصية.

يذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التقى قبل أسبوع مع زعماء الطائفة الدرزية مشددا على أن دولة إسرائيل ستحمي حقوق الدروز. وقال نتنياهو لزعماء الطائفة، بحضور الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية: “أنتم قطعة من لحمنا. أنتم جزء فعال من المجتمع الإسرائيلي. يستشهد منكم رجال شرطة وجنود دفاعًا عن الدولة وعن كل مواطنيها، ولكننا سنحمي حقوقكم ونحمي أمنكم”.

وقال متابعون في إسرائيل إن وعود نتنياهو ونواب من اليمين بحماية حقوق الدروز ضمن “قانون القومية، أو فكرة إدراج بنود تمنح التمييز التفضيلي للطوائف التي تخدم بالجيش الإسرائيلي، تندرج في محاولاتهم امتصاص الغضب العارم دون خطة عملية.

اقرأوا المزيد: 371 كلمة
عرض أقل
النصب التذكاري للجنود الدروز (تصوير الشرطة الإسرائيلية)
النصب التذكاري للجنود الدروز (تصوير الشرطة الإسرائيلية)

تدمير نصب تذكاري لذكرى جنود دروز وكتابات داعش

حريق يشب في منزل فلسطيني في قرية خربة أبو فلاح قرب رام الله وكتابات عنصرية بالعبرية على جدرانه

وقد تم تخريب النصبين التذكاريين لمن سقط من الجنود الدروز في القرية الدرزية دالية الكرمل، شمال إسرائيل. وعُثر على كتابات “داعش” قام مجهولون برشّها خلال ليلة أمس على النصب التذكارية لتخليد ذكرى من سقطوا من الطائفة الدرزية، وفتحت شرطة حيفا تحقيقا في هذه الأحداث.

بالإضافة إلى ذلك، فقد اتصل أحد المواطنين أمس (السبت) في ساعات ما بعد الظهيرة للشرطة وأبلغ عن عدد من الأشخاص الذين يخرّبون نصبا تذكاريا لذكرى من سقط من جنود الجيش الإسرائيلي في الغور. وقد اعتقلت سيارات الدورية التي وصلت إلى المكان ستّة فلسطينيين، من سكان قرية مرج النعجة وبحوزتهم مفكات وسكاكين نفّذوا من خلالها وفقا للاشتباه تخريب 30 اسما ممّن سقط من الجنود. تم أخذ جميع المشتبه بهم بالإضافة إلى سيارتهم التي تمّ جرّها إلى التحقيق.

احد المنازل الذي تم حرقه على يدي مستوطنين في قرية فلسطينية بالقرب من القدس (Flash90)
احد المنازل الذي تم حرقه على يدي مستوطنين في قرية فلسطينية بالقرب من القدس (Flash90)

وأبلغ صباح اليوم (الأحد) سكان فلسطينيون من خربة أبو فلاح قرب رام الله أنّ مستوطنين قرعوا بابهم خلال المساء (بين السبت والأحد)، وعندما لم يردّوا سكبوا مادة مشتعلة وأشعلوا المنزل على ساكنيه. وقد رشّوا في المكان كتابات عبرية على الجدران واحترق المنزل. ليست هناك معلومات عن مصابين. وقد هُرع موظفو الإدارة المدنية إلى مكان الحادث. قال مصدر فلسطيني وصل إلى المكان إنّه لم يكن في المنزل وقت حدوث الحريق سوى أم وبناتها الثلاث. تم إنقاذهنّ من قبل الجيران من الباب الخلفي.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الطائفة الدرزية قد شهدت في الأسبوع الأخير حدثًا مأساويّا بعد قتل الجندي الدرزي في العملية الإرهابية في الكنيس مطلع الأسبوع الماضي. ويمكننا في الأيام الأخيرة أن نلاحظ تماهي الكثير من اليهود مع الطائفة الدرزية، والتي يخدم أبناؤها كما هو معروف في الجيش الإسرائيلي، في حين أنّ التوتّرات مع المسلمين قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة.

الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية يناشد الشباب الدروز ضبط النفس (Facebook)
الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية يناشد الشباب الدروز ضبط النفس (Facebook)

وقد وصل التوتر بين هاتين الأقليّتين إلى ذروته في شجار جماعي وقع بين الطائفتين في قرية أبو سنان على خلفية استمرار التوتر الأمني بين إسرائيل والفلسطينيين.

لقد كان التوتر بين الطائفتين قائما طوال التاريخ، ولكن مزيج ما حدث من أحداث في الأسابيع الماضية وأشعل كلا الطائفتين، هو الذي أجّج النيران وقاد إلى شجار جماعي والذي كاد أن يودي بحياة أحد الأشخاص. إنّ البنية التحتيّة للتوترات هي الرواسب التاريخية. فقد اضطهد الإسلام الدروز في الماضي البعيد، وتنبع سرّية الدين الدرزي من كون أفراده أقلية مضطهدة. وهذا أيضا هو أحد أسباب تماهي الدروز مع اليهود: تضامن الأديان والشعوب المضطهدة.

والتوتر بين الدروز والعرب قائم بطبيعة الحال على خلفية العلاقة مع اليهود. لقد انضمّ الدروز بواسطة الخدمة العسكرية إلى العائلة الإسرائيلية الموسعة وأصبحوا إخوة الدم. ولهذا السبب ينظر الكثير من العرب إلى الدروز باعتبارهم خائنين لعائلتهم الموسعة، عائلة العرب.

اقرأوا المزيد: 390 كلمة
عرض أقل
وزير الاقتصاد ورئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت (Gershon Elinson/Flash90)
وزير الاقتصاد ورئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت (Gershon Elinson/Flash90)

اليمين الإسرائيلي المتديّن أكثر شعبية من أي وقت مضى

نظرة من الداخل إلى حزب "البيت اليهودي" الذي يمثّل قوة سياسية صاعدة في إسرائيل، والذي يُعتبر زعيمه، نفتالي بينيت، أكبر تهديدًا على نتنياهو

عند الخروج من مؤتمر “البيت اليهودي” قال لي نفتالي بينيت، رئيس الحزب الوطني-الديني الذي تتصاعد قوّته في الاستطلاعات: “حسنًا؟ أي نجاح كان لنا في المؤتمر؟ معارك وصرخات في مركز الحزب، هذا يعني أن الديموقراطية حيّة وتمضي. إنّه لشيء رائع. مثل ما لدى حزب العمل، أليس كذلك؟”

في نهاية يوم حافل بالنسبة لبينيت، كان يبدو كمن تعاطى المخدّرات المنشّطة. يشعر بسعادة غامرة جدًا، مفرط النشاط، متحمّس، يدردش مع جميع العابرين. بشّر بينيت من منصّة المؤتمر بعدم السُّكر من الاستطلاعات السياسية، ولكن بدا في بعض الأحيان أنّه في حال سُكْر سعادة بالإضافة إلى القليل من سُكْر القوة. نجح بينيت في مؤتمر الحزب، الذي جاء بعد الحرب، في نقل جميع التعديلات الدستورية التي تعزّز من موقفه وتمكّنه – كرئيس لثاني أكبر حزب – من ضمّ شخصيات جديدة للحزب، دون موافقة المركز و/أو الانسحاب من الحكومة بقراره المستقلّ.

هناك سلسلة من الابتهاج في البيت اليهوديّ، بعد عملية “الجرف الصامد”. لم يتحقّق أيّ هدف من الأهداف التي وضعها بينيت. لم تتم هزيمة   حماس بشكل نهائي كما طلب بذاته، لم يستمرّ الجيش بمهمّات العمق وأعلن أنّه قضى على جميع منصّات الإطلاق، ولم يتم تنفيذ طلبات بينيت بعدم الدخول في وقف إطلاق النار.

ومع ذلك، ففي البيت اليهوديّ، الذي كان يسمّى يومًا ما “المفدال” (الحزب الوطني الديني) وكان حزب الرجال البيض الذين يرتدون القبّعات المحبوكة؛ لا يمكن الاتصال بنفس الصورة القديمة. في أعقاب الارتفاع الكبير في استطلاعات الرأي السياسية، أصبح البيت اليهودي – من 12 مقعدًا في الكنيست 19 حتى 19-18 – ثاني أكبر حزب في إسرائيل، مباشرةً بعد الليكود. ويأتي مع النموّ فضول وسائل الإعلام والترقّب بأن تتقدّم مجموعة أصحاب القبّعات المحبوكة إلى الحداثة. في الواقع، ففي البيت اليهودي يتم إعطاء هامش كبير أكثر من أي وقت مضى للنساء وأيضا ولأول مرة لأبناء الأقليّات. في الوقت الراهن، فإنّ أسرة درزية واحدة، وهي أسرة حسون من دالية الكرمل، متحمّسة للصفقة.

وزير الاقتصاد ورئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت (Gershon Elinson/Flash90)
وزير الاقتصاد ورئيس حزب “البيت اليهودي” نفتالي بينيت (Gershon Elinson/Flash90)

عزّزت استطلاعات الرأي السياسية التي نُشرت في الأسابيع الماضية بينيت وأضافت الكثير من الثقة بالنفس، لذلك الذي تصرّف منذ البداية وكأنّ كلّ الساحة السياسية في إسرائيل تدور حوله فقط. أدّت الاستطلاعات، والأجواء في المؤتمر أمس إلى تقويته مجدّدًا حتى أصبح مقتنعًا بأنّ البيت اليهودي سيكون ثاني أكبر حزب وأنّه سيكون مرشّحًا شرعيًّا لرئاسة الحكومة.

في الحزب نفسه، كما شهدتُ هذا الأسبوع، لم يستوعبوا أن بينيت يريد ويستطيع أن يكون رئيسًا للحكومة. بعد كل شيء، لم يحدث في تاريخ دولة إسرائيل أبدًا أن ترأسها زعيمًا يرتدي قبّعة محبوكة ولم يترعرع داخل أحد الأحزاب الكبيرة ذات العلامة التجارية: مثل الليكود و/أو حزب العمل.

إنّ قوة الخطاب، الثقة بالنفس، حديثه عن ضمّ كامل للمناطق C وإعطاء المواطنة الإسرائيلية لنحو 50 ألف فلسطيني، الذين يعيشون حسب كلام بينيت في المنطقة  C، قناعته بأنّه ليس هناك أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية، وكونه ليس قلقا من مواجهة إسرائيل لعزلة دولية؛ كلّ ذلك كان يمكن الشعور به جيّدًا في المؤتمر. ولكن هل يعتقد هذا الجمهور المتحمّس أنّه يرى أمامه رجلا ينمو ليصبح زعيمًا للدولة؟ أنا أشكّ في ذلك.

والواقع أنّ مؤتمر الحزب أمس مساء في تل أبيب، كان أقرب بكثير للسياسة الصغيرة. أي من الأقسام داخل الحزب سيسيطر على تغيير دستور الحزب، ومن سينجح في ثني ذراع الآخر في كلّ ما يتعلّق بالتصويت السرّي. ولكن أيضا في خلفية الحجج الإجرائية كان بالإمكان الكشف عن رائحة الأشخاص الذين يبحثون عن القوة والمزيد من السلطة السياسية. يتجادلون حول بنود النظام، ولكن المعنى هو السيطرة. السيطرة على الحزب، السيطرة على الدولة، السيطرة على الأراضي.

عضو حزب "البيت اليهودي" حنان حسون وعضو الكنيست من "البيت اليهودي"  أييلت شاكيد خلال مؤتمر الحزب  (تال شنايدير)
عضو حزب “البيت اليهودي” حنان حسون وعضو الكنيست من “البيت اليهودي”
أييلت شاكيد خلال مؤتمر الحزب (تال شنايدير)

في ساعات المساء، في الوقت الذي جرت في غرفة مغلقة خلف المنصّة مفاوضات مكثّفة بين شطري الحزب بشأن نظام الحزب، خرج نحو 1000 عضو من أعضاء المركز لتناول الطعام والصلاة. للصلاة وتناول الطعام. “منذ اللحظة التي جئت بها إلى هنا في الصباح، كان الجميع يصلّون كلّ الوقت” قالت لي يعراه، إحدى الناشطات في الحزب. هي متديّنة من أخمص قدميها حتى رأسها، وفقًا للتقاليد الدينية، يمكنها الضحك وإزعاج عادات زملائها في الحزب. ليست يعراه هي المرأة الناشطة الوحيدة التي تجوّلت هناك. إنْ كان بالإمكان الذهاب وفق شعار الحزب “شيء جديد يبدأ” فمن المؤكّد أنّ هناك العديد من النساء نسبيًّا (مقارنة مع الليكود على سبيل المثال) المشاركات في العمل الحزبي.

بعد الصلوات (حيث لم يكن من الصعب الوصول إلى هناك) عاد جميع أعضاء المركز إلى قاعة المؤتمرات وسارعوا خلال بضع دقائق إلى الموافقة على جميع بنود النظام الحزبي وفقًا لطلب الزعيم. من شدّة الفرح والحماسة نسوا أنّه كان من المفترض وفقًا للجدول الزمني الأصلي أن يقيموا حفل تكريم لجنود الاحتياط الذين قاتلوا في عملية “الجرف الصامد”. بعد كلّ شيء، وفقًا لـ DNA المُحدَّث للبيت اليهودي، فإنّ الخدمة العسكرية، الضابطية، القتالية بل والفخر القبلي من نوع “لقد قتلت الكثير من العرب” يشكل جميعها جزءًا من القضية. ولكنْ حتى الضابط المزيّن، عضو الكنيست يوني شتبون، لم يحظ بالاهتمام الكافي من أجل الإصرار على أن يحظى جميع جنود الاحتياط بذات التحية. كان من المفترض أن يلقي بينيت خطابًا سياسيًّا، وهذا أيضًا لم يحدث. عاد أعضاء الحزب الوطني الديني القدامى ليكونوا نشطاء للحقيقة وبعد أربع ساعات متواصلة من الجدالات، تعبوا وأرادوا أن يذهبوا في طريقهم. بعد الثامنة مساء بقليل، فرّق بينيت الاحتفال. ربّما أنّه لم يصل بعد إلى مستوى الليكود أو حزب العمل، حيث يملكون هناك القدرة على متابعة المؤتمرات حتى منتصف الليل، فيما لو كانت هناك بعض الحجج التي لم تُحلّ والتي تسوّغ أعمال الشغب.

* * * * *

أحد التغييرات التي قادها بينيت خلال السنة الأخيرة هو تغيير البند في نظام الحزب والذي يسمح للراغبين بالانضمام بأن يكونوا علمانيين ودروز أو أبناء أديان أخرى فقط إذا كانوا يتماهون مع قيم الحزب. وكما ذُكر آنفًا، فنظرًا لكونها قيمًا دينية-وطنية، بما في ذلك ضمّ الأراضي، فمن الصعب أن نتخيّل عرب إسرائيل يتعاملون بجدّية مع الحزب.

حرص بينيت على التغيير أعلاه حتى قبل الانتخابات البلدية التي أجريتْ في العام الماضي، لانتخاب مرشّح درزي من قبله في مدينة دالية الكرمل وقد نجحت هذه الخطوة. دخل غصوب حسون كعضو في المجلس وبعد أن صوّت له (حينذاك) أكثر من 1000 شخص، زعم بأنّه سيحضِر كلّ هذه المجموعة كأعضاء في البيت اليهوديّ.

غصوب حسون ونفتالي بينيت (تال شنايدير)
غصوب حسون ونفتالي بينيت (تال شنايدير)

حين يُسأل حسون، ما له ولحزب وطني يعبّر أعضاؤه تعبيرًا عنصريًّا تجاه العرب:

“رأيت كيف أنّ بينيت ثار فورًا على شتبون، حين تجرّأ وتحدّث ضدّ الدروز. قال له فورًا، عندنا لا يتحدّثون هكذا عن أبناء الطائفة الدرزية. كان موطي يوغيف قائد في الجيش وأنا أعتقد أنّ هناك صلة جيّدة بيننا نحن الدروز وبين هذا الحزب”.

كم عضوًا ضممتَ حتى اليوم لصالح الحزب؟

“أعتقد أنّني سأضمّ في الشهرين القريبين جميع الأشخاص الـ 1000 الذين صوّتوا لي في انتخابات بلدية دالية الكرمل. هناك تأييد للبيت اليهودي عند الدروز”.

هل تكسب رزقك من الحزب؟

“نعم، تلقّيتُ مؤخرًا الترشيح لأكون ممثّلا عن الحزب في الوسط الدرزي وبدأت بالعمل في القرى وهناك إمكانات كثيرة لضم الأعضاء”

هل تتماهى مع قيم الحزب؟

“بالتأكيد. تزايد اليمين كلّ الوقت عندنا أيضًا. استضفنا هذا الأسبوع في دالية الكرمل مجموعة من الحاخامات ممّن تمّ إجلاؤهم من غوش قطيف. لقد جاؤوا وجلسوا عندنا وتحدّثوا وتماهينا معهم بالتأكيد”.

هذا يعني أنّك تتماهى أيضًا مع القيم اليهودية؟ هل هذا مقبول عليك؟

“بالتأكيد أتماهى. ولِمَ لا أتَماهى مع قيم اليهودية؟ ما المشكلة في ذلك؟ نحن نعيش هنا في الدولة الصهيونية. ليس لديّ أيّ مشكلة مع مبادئهم، فضلا عن جميع الجوانب اليهودية”.

هل تودّ أن تصبح عضو كنيست؟

“بالتأكيد. إنّهم بحاجة إلى إدخال عضو كنيست من الوسط وكنت أرغب بأن يكون هناك ضمان مكان في الحزب وأن أكون عضو الكنيست الأول نيابة عن البيت اليهودي. أنا أول شخص يعمل لصالحهم في هذا الوسط ولذا فهذا ما أتوقّعه. آملُ أن يكون هناك تغيير في النظام الحزبي بحيث أستطيع الدخول، ومع الاستطلاعات سأكون مسرورًا أيضًا بالمركز العاشر أو أكثر بقليل”.

اقرأوا المزيد: 1169 كلمة
عرض أقل
رجال دين دروز في إسرائيل (FLASH90)
رجال دين دروز في إسرائيل (FLASH90)

6 أمور لم تعرفوها عن الدروز في إسرائيل

أكثر من 130 ألف درزي يعيش في إسرائيل؛ قبيل عيد النبي شعيب أهم الأنبياء لدى الدروز، إليكم بعض الحقائق:

1. يبلغ عدد أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل حاليا نحو 134 ألف شخص، 1.7% من مجموع سكان إسرائيل و 8.0% من السكان العرب في البلاد (مقابل 14.5 ألف درزي عاشوا في إسرائيل عند إقامتها، عام 1948، حينها كانوا يشكّلون نحو 1.2% من مجموع السكّان). حسب التقاليد، يعيش الدروز في فلسطين (أرض إسرائيل) منذ القرن الحادي عشر.

2. في دراسة عن الهوية أجريتْ على الدروز في إسرائيل، وُجد أنّ معظمهم يعرّفون أنفسهم بأنّهم “دروز” قبل كلّ شيء، ثم بعد ذلك “إسرائيليّون”، وأخيرًا “عرب”.

3. على الرغم من عدم إلزام العرب في إسرائيل بالتجنيد، يلزم الدروز بالتجنيد، وهم معروفون بنسب التجنيد العالية في الجيش، ويخدمون أيضًا في وحدات قتاليّة. “كتيبة السيف” هي كتيبة من سلاح المشاة الإسرائيلي والتي جميع مقاتليها من الدروز.

الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (FLASH90)
الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (FLASH90)

4. أكبر البلدات الدرزية في إسرائيل هي دالية الكرمل ويركا، حيث يعيش في كلّ منها نحو 15 ألف درزي. في المجموع هناك 15 بلدة درزية في إسرائيل، بالإضافة إلى ثلاثة بلدات عربية مختلطة تعيش فيها الطائفة الدرزية أيضًا.

5. تنقسم التجمّعات السكّانية الدرزية في إسرائيل إلى قسمين، حيث يتواجد التجمّع الأكبر (نحو 110 ألف) حول جبل الكرمل وفي الجليل (قرب المدينة الإسرائيلية حيفا)، والثاني (نحو 20 ألف) في شمال هضبة الجولان، بالقرب من الحدود الإسرائيلية – السورية (بالمناسبة، تضمّ سوريا أكبر تجمّع للدروز في العالم، حيث يعيش هناك مليون ونصف درزي، وتأتي لبنان بعدها، حيث يعيش فيها 700 ألف درزي. ويعيش في الأردن اليوم أقلّ بقليل من 20 ألف درزي).

6. متوسّط سنّ الزواج عند الطائفة الدرزية هو 27.6 لدى الرجال (بشكل مشابه لليهود، وأعلى من المسلمين: 25.8)، و 22.3 لدى النساء (أقلّ من اليهوديات: 25.8، وأعلى من المسلمات: 20.8). في الوقت الحاضر، يبلغ متوسّط عدد الأطفال في الأسرة الدرزية في إسرائيل 2.3.

اقرأوا المزيد: 268 كلمة
عرض أقل
الإعلامي رفيق حلبي، رئيس مجلس دالية الكرمل (الصورة مأخوذة من صفحة "فيس بوك" الخاصة برفيق حلبي)
الإعلامي رفيق حلبي، رئيس مجلس دالية الكرمل (الصورة مأخوذة من صفحة "فيس بوك" الخاصة برفيق حلبي)

إعلامي آخر ينتقل إلى السياسة

هذه المرة الإعلامي رفيق حلبي الذي انتخب أمس رئيسًا للمجلس المحلي في قريته، دالية الكرمل

23 أكتوبر 2013 | 16:20

فاز الإعلامي الدرزي المشهور رفيق حلبي في الانتخابات المحلية التي أجريت في قرية دالية الكرمل أمس وسيتولى منصب رئيس المجلس في القرية في السنوات الخمس المقبلة. وكان حلبي قد عمل في الماضي مديرًا لقسم الأخبار في القناة الإسرائيلية الأولى، وهو حائز على جائزة سوكولوف في الإعلام.

وقبل دخوله إلى الحلبة السياسية، قدم حلبي تشكيلة من البرامج التلفزيونية مثل “رفيق حلبي في الميدان”، الذي يعرض مواضيع تهم المجتمع العربي، البدوي والدرزي. ويعتقد الكثيرون أن مساهمته في تمثيل “الأقليات” في الإعلام هي مساهمة كبيرة.

إن انتقال حلبي من الإعلام إلى السياسة هو بمثابة توجه قطري يستغل فيه الإعلاميون تأثيرهم في طريقهم إلى السياسة. من بين المشاهير الذين قفزوا هذه القفزة زعيمة المعارضة، شيلي يحيموفيتش ووزير المالية يائير لبيد. كثيرون ينتقدون هذه الظاهرة ويدّعون أنها تؤدي إلى إحداث عدم مساواة في نقاط انطلاق المرشحين، عندما يكون أحدهم شخصًا مشهورًا ومعروف وآخر ما زال مجهول الهوية.

كان حلبي في السابق نائب المسؤول عن القدس الشرقية في بلدية القدس، ومساعد رئيس البلدية الأسبق تيدي كولك. كما أدار حلبي المكتب الإسرائيلي في القدس الشرقية وبذل جهودًا جمة في تطويره. في العام 1974، التحق بالتلفزيون الإسرائيلي في نشرة الأخبار، كمراسل لشؤون الأراضي الفلسطينية وعمل هناك حتى العام 2003، وهو يقف من وراء سابقات صحفية كثيرة.

وقد أفاق سكان قرية دالية الكرمل يوم أمس، بعد منتصف الليل، على دوي الألعاب النارية والتي أنارت السماء احتفاءً بفوز رفيق حلبي. يجدر الذكر أن حلبي، على الرغم من سيرته الذاتية الحافلة، يتمتع بدعم عائلي واسع، إذ تتمتع عائلة حلبي بقوة انتخابية تبلغ أكثر من 4,000 صوت، في القرية التي يصل عدد أصحاب حق الاقتراع فيها إلى ‎11,000. ويدعي من يتابع مجريات الانتخابات في القرية الواقعة على جبل الكرمل أن رفيق قد تمتع بكافة الاحتمالات ليكون رئيسًا للمجلس، وقد تم انتخابه بالإجماع لقيادة العائلة بهدف التغلب على العائلة المنافسة، عائلة نصر الدين.

وقد أعلن حلبي في وسائل الإعلام في القرية، بعد فوزه أنه رئيس مجلس كافة السكان، وأنه يجب فتح صفحة جديدة بعد حملة سياسية مليئة بالمشاحنات بين معسكر حلبي ومعسكر نصر الدين في القرية.

وأضاف الإعلامي في السباق، “سكان دالية الكرمل يطمحون إلى تغيير جذري، وقد وعدتهم بأنني سأبذل قصارى جهدي لكي أنقذ القرية”. وحين سئل إن كان سيعود يوما إلى مجال الإعلام، أجاب: “أنني مشتاق الآن للإعلام. لكن ترشحي لرئاسة المجلس المحلي هي محطة أخرى في حياتي، إنني أريد ان أساعد المواطنين بقدر المستطاع”.

وتنتظر رئيس المجلس الجديد تحديات غير سهلة، وفي مقدمتها قيادة القرية نحو العصرنة والاستثمار في مجال التربية والتعليم. وقد وعد حلبي في حملته السياسية بأنه سيستثمر في مجال الثقافة في القرية، وهو مجال يمكنه أن يساهم فيه كثيرًا نظرًا لخلفيته الإعلامية.

ونضيف أن اسم حلبي قد تصدّر العناوين سابقًا، بعد أن اتهم بملاحقة جنسية. وتمت إدانة حلبي في تسوية بالملاحقة الكلامية لعاملة في سلطة البث في الفترة التي عمل فيها في السلطة وتم توبيخه. وقد جاء في قرار الحكم “صحيح أن أعمال المتهم هي على الصعيد الكلامي، إلا أن للأقوال ذات الطابع الجنسي نفس مدى الوخامة”.

اقرأوا المزيد: 462 كلمة
عرض أقل
امرأة تدلي بصوتها في قرية كفر قاسم في إطار الانتخابات المحلية 2013 (FLASH90)
امرأة تدلي بصوتها في قرية كفر قاسم في إطار الانتخابات المحلية 2013 (FLASH90)

من سيكون “المختار” الجديد في القرية؟

عادة ما تكون نسبة التصويت في الانتخابات المحلية في إسرائيل منخفضة، ولكن في الوسط العربي تعتبر نسبة المشاركة في هذه الانتخابات من النسب المرتفعة. ما هي أسباب هذه الظاهرة؟

22 أكتوبر 2013 | 21:48

لا تثير الانتخابات المحلية في إسرائيل اهتمام المواطن في إسرائيل، لكن يتطلعون ويتعاملون في المجتمع العربي في إسرائيل باهتمام مع هذه الانتخابات، وهناك العديد من الأسباب والتفسيرات لهذه الظاهرة، بدءًا من صراع العائلات الكبرى وصولا إلى الرغبة في تطوير البنى التحتية.

لا يمكن الدخول في جدال ونقاش مع الأرقام والإحصائيات، فنسبة التصويت في بعض التجمعات السكانية العربية في الانتخابات المحلية في العام 2008، قد أشارت إلى الاهتمام الذي يوليه المجتمع العربي لتلك الانتخابات. على سبيل المثال، وصلت نسبة التصويت في دير حنا إلى (95.76%)، وفي جث (95.49)، وفي جوليس (94.75%)، وفي سخنين (94.64%)، وهذه فقط بداية القائمة.

وتعتبر العملية السياسية المحليةـ عملية ملموسة بصورة أكبر، ويكون فيها انقسام على أساس عشائري وديني بالإضافة إلى الطابع الشخصي.

وتكون المواجهة في الانتخابات المحلية في القرى الصغيرة في إطار صراع بين العائلات الكبرى غالبًا، أي أن تسعى أكثر من عائلة على التنافس فيما بينها من أجل السيطرة على الموارد وإدارة شؤون القرية. ويؤدي هذا التنافس في العديد من الحالات، إلى اشتباكات وصدام بين العائلات الكبرى المتنافسة في يوم الانتخابات حول من سيكون “المختار” في القرية. ولكن تختلف عوامل المنافسة في التجمعات السكانية الكبيرة في المجتمع العربي، وهي تأخذ طابع لا يتعلق بالتنافس بين العائلات الكبيرة وإنما يتعلق بشكل أكبر بالبنى التحتية والخدمات، كالتعليم والثقافة.

يبارك ويرحب البعض بهذه الظاهرة، ويعتبرها ظاهرة تعكس المواطنة “الجيدة”، ويدعي هؤلاء أن التغيير الفوري في التجمعات العربية يأتي عبر السلطات المحلية، خاصة وأن الدولة لا تسارع إلى الاستثمار بالقرى العربية، وبشكل خاص تلك القرى التي لا تدير شؤونها بصورة مقبولة. على سبيل المثال، تؤدي نسبة منخفضة من الجباية من أجل الخدمات التي تقدمها القرى، إلى عجز في الموازنة وضعف في الأداء، خاصة وأن الدولة لا تسارع إلى التدخل من أجل حل مثل هذه المشاكل.

لذلك فإن التجمعات السكانية العربية تنظر باهتمام كبير إلى الانتخابات وتفضل انتخاب أكاديميين وخبراء لديهم القدرة العالية على إدارة شؤون البلدات، القرى والمدن العربية. ولكن ليس من الأكاديميين فقط ، ومن بين المرشحين البارزين في الانتخابات المحلية هو رفيق حلبي، وهو رجل إعلام معروف في إسرائيل، ويخوض المنافسة على رئاسة مجلس قرية دالية الكرمل. ويبدو أن ظاهرة دخول رجال الإعلام إلى السياسة في إسرائيل واستغلالهم لتأثير معرفة المواطنين لهم، كما هو الحال مع شيلي يحيموفيتش ويائير لبيد والعديد من الأشخاص الآخرين، أصبح لها تأثيرًا على الوضع في المجتمع العربي.

ومن الأشياء البارزة والواضحة في المعركة الانتخابية الراهنة في المجتمع العربي هو المشاركة الواسعة للنساء. تخوض 165 امرأة المنافسة في 44 سلطة محلية عربية من أصل 73. و 92 من المرشحات موجودات في أماكن متقدمة من الأول إلى الخامس في القوائم الانتخابية.

لكن يرى البعض أن نسب التصويت العالية في المجتمع العربي لا تعكس بالضرورة مواطنة جيدة ومميزة، وإنما على العكس، فإن مشاركة المواطنين العرب في السياسة الداخلية في يوم الانتخابات لا تتشابه مع مشاركتهم في تلك السياسة في باقي أيام السنة.

ثمة تفسير آخر لتلك الظاهرة وهو أن الانتخابات المحلية تتعلق بالمحافظة على الخصوصية الثقافية والهوية العربية للتجمعات السكانية العربية. ولهذا السبب تعتبر هذه الانتخابات أكثر أهمية وجذبًا من الانتخابات للكنيست. وهناك من يرى أن المجتمع العربي في إسرائيل بات يدرك أنه موجود في هامش العمل السياسي الإسرائيلي، وأن قدرته على التأثير على ما يجري في إسرائيل، محدودة للغاية، على الرغم من أنه جزء من المجتمع الإسرائيلي، ولهذا السبب قرر التوجه إلى الداخل.

اقرأوا المزيد: 511 كلمة
عرض أقل
الوزير نفتالي بينيت رئيس حزب البيت اليهودي (Flash90Miriam Alster)
الوزير نفتالي بينيت رئيس حزب البيت اليهودي (Flash90Miriam Alster)

البيت الدرزي

غصوب حسون من دالية الكرمل يعلن أنه سيترشح في قائمة للمجلس المحلي عن البيت اليهودي

قبل نحو سنة، في الانتخابات التمهيدية التي جرت في حزب البيت اليهودي، جرّب أحد المرشحين، الذي كان رئيسًا للحركة، الوزير السابق دانيئيل هرشكوفيتس، ضمّ أعضاء من الطائفة الدرزية للحزب. قُدّمت طلبات انتساب الدروز، لكنّ المدير العامّ للحزب، الحاخام داني تروبر، رفضها لأنّ اليهود فقط يمكنهم أن يكونوا أعضاء، حسب دستور الحزب.

لكن يبدو أنّ تغييرًا حدث قُبَيل الانتخابات للسلطات المحلية. فغصوب حسون، من دالية الكرمل، درزي انضمّ إلى البيت اليهودي، وسيكون مرشّح الحزب في انتخابات المجلس البلديّ. قدّم حسون نماذج الانتساب قبل بضعة أسابيع، ورغم أنه لم يصوّت للبيت اليهودي في الانتخابات العامة في كانون الثاني، فإنه يشعر بالتماثل مع شعارات الحزب.

كيف انضممتَ للبيت اليهودي؟

“أعرف الوزير نفتالي بينيت من السياقات السياسية الأخيرة، لكنّ تقرّبي من الحزب بدأ عبر موطي يوغاف الذي كان قائد كتيبتي في طولكرم. رجال البيت اليهودي هم أشخاص مميّزون جدًّا، والحزب فتح ذراعيه للجميع، وبالطبع للدروز”.

المرشح غصوب حسون رئيس قائمة البيت اليهودي للأنتخابات المحلية في دالية الكرمل
المرشح غصوب حسون رئيس قائمة البيت اليهودي للأنتخابات المحلية في دالية الكرمل

لكن من ناحية سياسية، لماذا تشعر بالقرب منهم؟

“أسير معهم لأنّ هدفي هو المساعدة على تقدّم الجنود الدروز. من يأتِ إلى هنا، إلى دالية الكرمل، يرَ ظروف المعيشة الصعبة، أحيانًا في بيوت تفتقر إلى البنية التحتيّة، دون كهرباء، دون اتّصال بشبكة المياه. وهذا ليس لدينا فقط، بل أيضًا في قرى أخرى في منطقة الكرمل (شمالي إسرائيل). أظنّ أنّ علاقتي بوزير الاقتصاد نفتالي بينيت يمكن أن تحسّن الوضع”.

لكنّ الدروز لديهم صلة اليوم بالليكود وبأحزاب أخرى، ومع ذلك يعانون من التمييز؟

“خدمتُ سنوات في “فرقة منطقة يهوذا والسامرة”، وأعلم معنى الاهتمام بالناس. أنا متأكّد أنّ البيت اليهودي سيهتمّ بنا، لأنه يدرك أننا شركاء في العبء”.

لمَن صوَّتَّ في الانتخابات الأخيرة؟

“صوتُّ لكديما وموفاز”.

ما هي احتمالات نجاحك حاليًّا؟

“أنا أترأس قائمة. كان لدينا احتفال كبير مساء السبت الماضي، بمشاركة خمسة آلاف شخص. ألقيتُ خطابًا، وقلتُ إنّ البيت اليهودي يدعمنا وإننا سنكون كتلة مؤثرة داخل المجلس. لديّ دعم هائل من شبّان الدالية، والكثير من الناس يشجّعونني ويساندونني ولديهم إيمان بآرائي، وأظنّ أنني سأنجح في إدخال ثلاثة أعضاء للمجلس على الأقلّ. لديّ منذ الآن نحو 1400 داعم”.

سُرّح حسون (53 عامًا) من الجيش الإسرائيلي عام 2000، بعد 25 سنة في الخدمة الثابتة، ثمّ بدأ يعمل كمدير مشروع في شركة البناء الإسرائيلية الكبيرة “دانيا سيبوس”، وهو أب لأربعة، وجدّ لثلاثة.

لماذا ستنجح أنت تحديدًا في تغيير البلدة؟

“لأنني رجل تنفيذي ورجل ميداني. لا أعتزم الطلب والترجي، بل نيل ما نستحقه من الدولة. ثمة الكثير جدًّا من المشاكل هنا، انخفاض في مستوى التعليم، وعنف للشبان. يكفي التجول هنا مساءً لمشاهدة الشبان ثمِلين وتحت تأثير المخدّرات في الأماكن العامّة. أنظر إلى مكان مثل أم الفحم، كيف قاموا بالتحسين، ولدينا بطالة، صعوبات عمل للنساء، وشبان عاطلون عن العمل ليس لديهم سوى السُّكر. “ليس هناك نظام صحيّ سليم. فكل ولد يذهب للّعب خارجًا يجد أمامه أكوامًا من النفايات. من المؤسف حقًّا أننا نعيش في منطقة جميلة جدًّا، ولكنّ كل ما نراه هو الإهمال”.

ما هي الصعوبات الكُبرى؟

“لامبالاة الناس. أتعجب جدًّا من الشعب اليهودي. فجميعهم يعرفون أين هي الولايات المتحدة وأوروبا، وكيف يصلون للمطار، لكنهم لم يسمعوا بدالية الكرمل مطلقًا. لا يعرفون الطائفة الدرزية، ولا يأتون إلى هنا. ليست لديّ أية مشكلة مع الشعب اليهودي. فنحن معًا منذ سنوات. ماذا يستطيعون أن يفعلوا بنا؟ إلقاءنا إلى البحر؟ كلا. نحن هنا، ونقاتل مع اليهود كتفًا إلى كتف، نضطجع معهم في المكامن كتفًا إلى كتف. ماذا يجب فعله أكثر من ذلك؟ فليعترفوا بنا ويدعمونا.”

اقرأوا المزيد: 509 كلمة
عرض أقل