عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)

“تربحوا وتسعدوا”.. عن عيد الميمونة في إسرائيل

الميمونة عيد شعبيّ يُحتفَل به في إسرائيل مع انتهاء عيد الفصح بين أبناء الجاليات الشرقية، من المغرب حتّى كُردستان. أمّا اليوم، فيُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية بشكل أساسي

مَن في إسرائيل لا يعرف إلى أيّ حدّ تحوّل عيد الميمونة، الذي يُحيي نهاية عيد الفصح، إلى إحدى أهم المناسبات المفرحة والتي تحظى بتغطية إعلاميّة في المجتمَع الإسرائيلي؟!

فالسياسيون ينقضّون في ليلة الميمونة على العشائر المعروفة والمرموقة بين يهود المغرب للتمتّع بألذّ مأكولات العيد الذي يمثّل الخصوبة والبركة، لتناول المُفلطّة مع العسل، والتصوّر مع وجهاء الجالية، آمِلين أن تكتب الصحف عنهم غداة العيد.

يُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية في إسرائيل بشكل أساسي، كما ذكرنا آنفًا. فقد احتفل يهود المغرب بالميمونة في نهاية عيد الفصح، الذي يُمنَع فيه تناوُل الخبز وأيّ أمرٍ مختمِر، لأنهم آمنوا أنّ أبواب السماء تُفتَح في تلك الليلة، وأنّ الله يستجيب أية صلاة أو دعاء.

يستمرّ الاحتفال بالميمونة ليلةً ويومًا، تُؤكَل فيهما مأكولات مرتبطة بالبركات (مثل العسل، الحليب، الطحين، الحبوب، والحلويات)، يكثُر الفرح، يزور المرء قريبه، ويبارك الواحدُ الآخَر بالكلمتَين “تربحوا وتسعدوا” (ربما: بالرفاه والمساعدة أو ليكن لديكم رفاه وتساعِدوا غيركم). وفق الإيمان الشعبي، الميمونة هي تميمة من أجل الرزق وإيجاد رفيق زواج.

يعود أصل العيد، وفق تقدير الباحثين، إلى القرن الثامن عشر. في جميع أيّام الفصح السبعة، كان اليهود يحرصون على عدم تناوُل الطعام أحدهم في بيت رفيقه، خشية أن يأكلوا خطأً شيئًا مختمرًا، معربين عن حرص زائد على ذلك. لهذا السبب، فور انتهاء العيد، كان أحدهم يستضيف رفيقه، كعلامة على انتهاء مفعول الحظر.

الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)
الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)

ليس هناك إجماع على مصدر الاسم “ميمونة”. ففي الواقع، ثمة ما لا يقلّ عن أربعة تفسيرات مختلفة:

1. تحريف للكلمة العبرية “إمونة” (إيمان).
2. على اسم الحاخام ميمون بن يوسف، والد الرمبام (موسى بن ميمون)، الذي وُلد ومات خلال عيد الفصح.
3. من كلمة “ميمون” بالعربية، التي تُشير إلى الحظّ.
4. وجبة مصالحة كانت تُعدّ على شرَف “ميمون ملك ملوك الشياطين”.

عادات العيد

تتميّز ليلة الميمونة بإبقاء باب البيت مفتوحًا (ما دام أفراد الأسرة موجودين وصاحين) لدعوة كلّ مَن يريد الدخول، وليس بالضرورة أفراد العائلة، المعارف، أو المدعوّين مسبقًا فقط. في البلدات التي فيها كثافة كبيرة ليهود المغرب في إسرائيل، تميّزت ليلة الميمونة خلال سنوات بجولة كانت تقوم بها كلّ عائلة على جميع العائلات الأخرى، ما زاد المشاعر الاحتفاليّة، لأنّ تلك الليلة كانت تنتهي غالبًا بإغلاق أبواب البيوت فجرًا.

معظم التضييفات لأفراد الأسرة والضيوف من الحلويات (تعبير عن التمني بأن تكون السنة حلوة). غالبًا ما تكون هذه حلويات ومربى من أنواع مختلفة، تعدّها ربّة البيت خلال عيد الفصح. لذلك، كلّ المركّبات هي من الأمور المحلَّلة في الفصح (التمور، الفول السوداني، اللوز، الجوز، السكّر، وما شابه) دون أي أمر مختمِر (طحين، خميرة، وما شابه).

الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)
الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)

وتشذّ عن ذلك المُفلِطّة – مُعجَّن أمسى اسمًا مرادفًا للميمونة. يجري تحضير المُفلطة (قطعة خبز تُدهَن بالزبدة وتُغمس بالعسل) قبل دقائق قليلة من تقديمها، من طحين يُشتَرى في ليلة العيد نفسها.

على المائدة، من المعتاد مدّ شرشف أخضر، عليه شرشف أبيض شفّاف. يمثّل الأبيض البداية الجديدة والطهارة، فيما يمثّل الأخضر الازدهار والتبرعُم. توضع أيضًا مأكولات ذات لون أبيض (منتجات حليب) وأخضر (فول وخسّ). فضلًا عن ذلك، من المُعتاد وضع وعاء يحتوي على نعنع، وعاء مع سكّر وفول، ووعاء فيه سمك (رمزًا للوفرة، النجاح، والخصوبة).

إحياء الميمونة في موطنها الأصليّ – المغرب

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب. فبعد أن يفرغ الرجال من الصلاة في المجامع المختلفة في المدن الكبرى في المغرب، كانت النساء تُعددنَ سلّة تحتوي على مأكولات العيد، بينها فطائر البيض واللحم، الخبز الفطير، والسّلطات المختلِفة. وحين يعود الرجال من الصلاة، كانوا يأخذون السلّة ويُقدّمونها هديّة لأحد الجيران أو المعارف المُسلِمين.

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)
اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)

دامت علاقات حُسن الجوار بين اليهود والمسلمين أجيالًا عديدة. فقد رحّب المسلمون بجيرانهم اليهود وفق أصول الضيافة الشرقية، ومنحوهم في المقابل سلّة طعام تحوي الحليب، اللبن، الزبدة، الطحين، والخميرة. بفضل الخميرة (التي كان يُمنَع تواجدُها في بيوت اليهود في الفصح)، تمكّن اليهود من تحضير العجين للخبز والكعك في نهاية عيد الفصح.

استُهلّت احتفالات الميمونة باحتفال عجن العجين، الذي شارك فيه جميع أفراد العائلة. كان الخبز الفطير الذي خُبز في البيت أثناء العيد عسر الهضم، لا سيّما للأطفال والشيوخ، ولذلك كان الجميع ينتظرون بفارغ الصبر الخبز عند انتهاء العيد.

استئناف عادة الاحتفال بالميمونة في إسرائيل

تابع يهود شمال إفريقيا، الذين بدؤوا بالتوافُد على إسرائيل منذ الخمسينات، الاحتفال بالميمونة في إسرائيل في إطارٍ عائليّ. عام 1966، جرت المحاولة الأولى لإضفاء طابع العيد الوطنيّ على الميمونة. فقد جرت الاحتفالات، التي نُظّمت بالتعاون مع جمعية ناشطي فاس (مدينة مغربيّة)، في غابة هرتسل، بمشاركة 300 رجل وامرأة من فاس، جميعهم أقرباء وأصدقاء. إثر نجاح اللقاء، تقرّر إحياء الميمونة في جميع مُدن إسرائيل.

عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)
عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)

مع انتهاء عيد الفصح عام 1968، جرت الاحتفالات في القدس، بمشاركة 5000 شخص، بينهم أبناء جاليات أخرى. وبعد عام، تضاعف عدد المُشارِكين.

اجتازت احتفالات الميمونة في العقود الأخيرة عملية مشابهة لتلك التي اجتازتها الموسيقى الشرقية، إذ خرجت من هامش الحضارة الإسرائيلية إلى التيّار المركزي. روى الممثّل الكوميديّ الشعبيّ، شالوم أسييج، الذي ترعرع في أسرة مغربية، أنه في سنوات طفولته في إسرائيل، كان يحتفل مع أصدقائه بالميمونة سرًّا، كأنهم يرتكبون خطيّة. “خجلتُ من دعوة أصدقاء مقرَّبين إلى بيتي”، روى في إحدى المُقابَلات معه. حسب تعبيره، كان “تغيُّر النظرة إلى المشرقية” هو الذي أدّى إلى إنقاذ الميمونة من (الغيتو المغربي).

ووفق دانيال بن سيمون، الصحفي العريق في صحيفة “هآرتس” والمولود في المغرب، هذا هو “نوع من الاعتذار من الدولة ومحاولة حقيقية لمصالحة المغاربة”.‎ ‎ويضيف: “الميمونة هي ضحيّة نجاحها. فقد نجحت الميمونة إلى حدّ كبير في أن تكون إسرائيلية، بحيث خسرت مغربيتها وأضحت عيدًا وطنيًّا”.
لا يرحّب الجميع بتأميم الميمونة. فقد نشر البروفسور يوسي يونة، المحاضر والباحث في جامعة بن غوريون في النقب ومعهد فان لير في القدس، مقالة نقديّة لاذعة عام 2007 في الموقع الإخباري لصحيفة يديعوت أحرونوت “ynet”، بعنوان “أغنية المُفلطة”.

في تلك المقالة، يُطرَح الادّعاء أنّ العيد ليس غير داعم لشرعيّة التقاليد المغربية في الحضارة الإسرائيلية وللصورة الإيجابية للقادمين من المغرب فحسب، بل هو مُضرّ بالأمرَين. “إنّ تحوّل الميمونة إلى عيد وطنيّ يدلّ، كما يقول البعض، على أنّ الرحلة الطويلة المليئة بالمعاناة للقادمين من المغرب نحو الاندماج كاملًا في المجتمَع الإسرائيلي والاستيطان في لُبّ الإجماع الحضاري، قد وصلت إلى نهايتها السعيدة… لكن قبل تقديم التهانئ بذلك، دعونا نمعن النظر قليلًا. فهل تحظى الميمونة حقًّا بمكانة محترَمة في الحضارة الإسرائيلية المشترَكة؟ إذا كنّا سنحكم وفق التغطية الإعلامية التي تُكرَّس لها، فإنّ التراث المغربي يتلخّص في النساء اللاتي ترفعنَ أصواتهنّ في الأهازيج وتهتززنَ نحو الضارب على الطبل، فيما يعلو في الخلفيّة دخان الكوانين. إنّ إبراز التعبيرات عن الفرح هذه لا يساهم بالضبط في دمج التراث المغربي ضمن الحضارة الإسرائيلية. على النقيض من ذلك، إنه يشجّع على النظر إليه كأمرٍ أدنى لا معنى له في الوعي العامّ”.

اقرأوا المزيد: 1000 كلمة
عرض أقل
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)

“تربحوا وتسعدوا”: عن عيد الميمونة الذي أضحى عيدًا وطنيًّا في إسرائيل

الميمونة عيد شعبيّ يُحتفَل به في إسرائيل مع انتهاء عيد الفصح بين أبناء الجاليات الشرقية، من المغرب حتّى كُردستان. أمّا اليوم، فيُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية بشكل أساسي

مَن في إسرائيل لا يعرف إلى أيّ حدّ تحوّل عيد الميمونة، الذي يُحيي نهاية عيد الفصح، إلى إحدى أهم المناسبات المفرحة والتي تحظى بتغطية إعلاميّة في المجتمَع الإسرائيلي؟!

فالسياسيون ينقضّون في ليلة الميمونة على العشائر المعروفة والمرموقة بين يهود المغرب للتمتّع بألذّ مأكولات العيد الذي يمثّل الخصوبة والبركة، لتناول المُفلطّة مع العسل، والتصوّر مع وجهاء الجالية، آمِلين أن تكتب الصحف عنهم غداة العيد.

يُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية في إسرائيل بشكل أساسي، كما ذكرنا آنفًا. فقد احتفل يهود المغرب بالميمونة في نهاية عيد الفصح، الذي يُمنَع فيه تناوُل الخبز وأيّ أمرٍ مختمِر، لأنهم آمنوا أنّ أبواب السماء تُفتَح في تلك الليلة، وأنّ الله يستجيب أية صلاة أو دعاء.

يستمرّ الاحتفال بالميمونة ليلةً ويومًا، تُؤكَل فيهما مأكولات مرتبطة بالبركات (مثل العسل، الحليب، الطحين، الحبوب، والحلويات)، يكثُر الفرح، يزور المرء قريبه، ويبارك الواحدُ الآخَر بالكلمتَين “تربحوا وتسعدوا” (ربما: بالرفاه والمساعدة أو ليكن لديكم رفاه وتساعِدوا غيركم). وفق الإيمان الشعبي، الميمونة هي تميمة من أجل الرزق وإيجاد رفيق زواج.

يعود أصل العيد، وفق تقدير الباحثين، إلى القرن الثامن عشر. في جميع أيّام الفصح السبعة، كان اليهود يحرصون على عدم تناوُل الطعام أحدهم في بيت رفيقه، خشية أن يأكلوا خطأً شيئًا مختمرًا، معربين عن حرص زائد على ذلك. لهذا السبب، فور انتهاء العيد، كان أحدهم يستضيف رفيقه، كعلامة على انتهاء مفعول الحظر.

الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)
الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)

ليس هناك إجماع على مصدر الاسم “ميمونة”. ففي الواقع، ثمة ما لا يقلّ عن أربعة تفسيرات مختلفة:

1. تحريف للكلمة العبرية “إمونة” (إيمان).
2. على اسم الحاخام ميمون بن يوسف، والد الرمبام (موسى بن ميمون)، الذي وُلد ومات خلال عيد الفصح.
3. من كلمة “ميمون” بالعربية، التي تُشير إلى الحظّ.
4. وجبة مصالحة كانت تُعدّ على شرَف “ميمون ملك ملوك الشياطين”.

عادات العيد

تتميّز ليلة الميمونة بإبقاء باب البيت مفتوحًا (ما دام أفراد الأسرة موجودين وصاحين) لدعوة كلّ مَن يريد الدخول، وليس بالضرورة أفراد العائلة، المعارف، أو المدعوّين مسبقًا فقط. في البلدات التي فيها كثافة كبيرة ليهود المغرب في إسرائيل، تميّزت ليلة الميمونة خلال سنوات بجولة كانت تقوم بها كلّ عائلة على جميع العائلات الأخرى، ما زاد المشاعر الاحتفاليّة، لأنّ تلك الليلة كانت تنتهي غالبًا بإغلاق أبواب البيوت فجرًا.

معظم التضييفات لأفراد الأسرة والضيوف من الحلويات (تعبير عن التمني بأن تكون السنة حلوة). غالبًا ما تكون هذه حلويات ومربى من أنواع مختلفة، تعدّها ربّة البيت خلال عيد الفصح. لذلك، كلّ المركّبات هي من الأمور المحلَّلة في الفصح (التمور، الفول السوداني، اللوز، الجوز، السكّر، وما شابه) دون أي أمر مختمِر (طحين، خميرة، وما شابه).

الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)
الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)

وتشذّ عن ذلك المُفلِطّة – مُعجَّن أمسى اسمًا مرادفًا للميمونة. يجري تحضير المُفلطة (قطعة خبز تُدهَن بالزبدة وتُغمس بالعسل) قبل دقائق قليلة من تقديمها، من طحين يُشتَرى في ليلة العيد نفسها.

على المائدة، من المعتاد مدّ شرشف أخضر، عليه شرشف أبيض شفّاف. يمثّل الأبيض البداية الجديدة والطهارة، فيما يمثّل الأخضر الازدهار والتبرعُم. توضع أيضًا مأكولات ذات لون أبيض (منتجات حليب) وأخضر (فول وخسّ). فضلًا عن ذلك، من المُعتاد وضع وعاء يحتوي على نعنع، وعاء مع سكّر وفول، ووعاء فيه سمك (رمزًا للوفرة، النجاح، والخصوبة).

إحياء الميمونة في موطنها الأصليّ – المغرب

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب. فبعد أن يفرغ الرجال من الصلاة في المجامع المختلفة في المدن الكبرى في المغرب، كانت النساء تُعددنَ سلّة تحتوي على مأكولات العيد، بينها فطائر البيض واللحم، الخبز الفطير، والسّلطات المختلِفة. وحين يعود الرجال من الصلاة، كانوا يأخذون السلّة ويُقدّمونها هديّة لأحد الجيران أو المعارف المُسلِمين.

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)
اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)

دامت علاقات حُسن الجوار بين اليهود والمسلمين أجيالًا عديدة. فقد رحّب المسلمون بجيرانهم اليهود وفق أصول الضيافة الشرقية، ومنحوهم في المقابل سلّة طعام تحوي الحليب، اللبن، الزبدة، الطحين، والخميرة. بفضل الخميرة (التي كان يُمنَع تواجدُها في بيوت اليهود في الفصح)، تمكّن اليهود من تحضير العجين للخبز والكعك في نهاية عيد الفصح.

استُهلّت احتفالات الميمونة باحتفال عجن العجين، الذي شارك فيه جميع أفراد العائلة. كان الخبز الفطير الذي خُبز في البيت أثناء العيد عسر الهضم، لا سيّما للأطفال والشيوخ، ولذلك كان الجميع ينتظرون بفارغ الصبر الخبز عند انتهاء العيد.

استئناف عادة الاحتفال بالميمونة في إسرائيل

تابع يهود شمال إفريقيا، الذين بدؤوا بالتوافُد على إسرائيل منذ الخمسينات، الاحتفال بالميمونة في إسرائيل في إطارٍ عائليّ. عام 1966، جرت المحاولة الأولى لإضفاء طابع العيد الوطنيّ على الميمونة. فقد جرت الاحتفالات، التي نُظّمت بالتعاون مع جمعية ناشطي فاس (مدينة مغربيّة)، في غابة هرتسل، بمشاركة 300 رجل وامرأة من فاس، جميعهم أقرباء وأصدقاء. إثر نجاح اللقاء، تقرّر إحياء الميمونة في جميع مُدن إسرائيل.

عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)
عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)

مع انتهاء عيد الفصح عام 1968، جرت الاحتفالات في القدس، بمشاركة 5000 شخص، بينهم أبناء جاليات أخرى. وبعد عام، تضاعف عدد المُشارِكين.

اجتازت احتفالات الميمونة في العقود الأخيرة عملية مشابهة لتلك التي اجتازتها الموسيقى الشرقية، إذ خرجت من هامش الحضارة الإسرائيلية إلى التيّار المركزي. روى الممثّل الكوميديّ الشعبيّ، شالوم أسييج، الذي ترعرع في أسرة مغربية، أنه في سنوات طفولته في إسرائيل، كان يحتفل مع أصدقائه بالميمونة سرًّا، كأنهم يرتكبون خطيّة. “خجلتُ من دعوة أصدقاء مقرَّبين إلى بيتي”، روى في إحدى المُقابَلات معه. حسب تعبيره، كان “تغيُّر النظرة إلى المشرقية” هو الذي أدّى إلى إنقاذ الميمونة من (الغيتو المغربي).

ووفق دانيال بن سيمون، الصحفي العريق في صحيفة “هآرتس” والمولود في المغرب، هذا هو “نوع من الاعتذار من الدولة ومحاولة حقيقية لمصالحة المغاربة”.‎ ‎ويضيف: “الميمونة هي ضحيّة نجاحها. فقد نجحت الميمونة إلى حدّ كبير في أن تكون إسرائيلية، بحيث خسرت مغربيتها وأضحت عيدًا وطنيًّا”.
لا يرحّب الجميع بتأميم الميمونة. فقد نشر البروفسور يوسي يونة، المحاضر والباحث في جامعة بن غوريون في النقب ومعهد فان لير في القدس، مقالة نقديّة لاذعة عام 2007 في الموقع الإخباري لصحيفة يديعوت أحرونوت “ynet”، بعنوان “أغنية المُفلطة”.

في تلك المقالة، يُطرَح الادّعاء أنّ العيد ليس غير داعم لشرعيّة التقاليد المغربية في الحضارة الإسرائيلية وللصورة الإيجابية للقادمين من المغرب فحسب، بل هو مُضرّ بالأمرَين. “إنّ تحوّل الميمونة إلى عيد وطنيّ يدلّ، كما يقول البعض، على أنّ الرحلة الطويلة المليئة بالمعاناة للقادمين من المغرب نحو الاندماج كاملًا في المجتمَع الإسرائيلي والاستيطان في لُبّ الإجماع الحضاري، قد وصلت إلى نهايتها السعيدة… لكن قبل تقديم التهانئ بذلك، دعونا نمعن النظر قليلًا. فهل تحظى الميمونة حقًّا بمكانة محترَمة في الحضارة الإسرائيلية المشترَكة؟ إذا كنّا سنحكم وفق التغطية الإعلامية التي تُكرَّس لها، فإنّ التراث المغربي يتلخّص في النساء اللاتي ترفعنَ أصواتهنّ في الأهازيج وتهتززنَ نحو الضارب على الطبل، فيما يعلو في الخلفيّة دخان الكوانين. إنّ إبراز التعبيرات عن الفرح هذه لا يساهم بالضبط في دمج التراث المغربي ضمن الحضارة الإسرائيلية. على النقيض من ذلك، إنه يشجّع على النظر إليه كأمرٍ أدنى لا معنى له في الوعي العامّ”.

اقرأوا المزيد: 1000 كلمة
عرض أقل
  • أنواع الخبز في إسرائيل
    أنواع الخبز في إسرائيل
  • خبز الضفيرة اليهودية (حلاة) (Yoav Dothan)
    خبز الضفيرة اليهودية (حلاة) (Yoav Dothan)
  • خبز الصاج
    خبز الصاج
  • الكعك
    الكعك

الخبز في إسرائيل

بدءا من خبز الصاج في شمال البلاد وحتى البريوش في شمال تل أبيب: أنواع الخبز التي تميّز الإسرائيليين

الخبز هو أحد الأطعمة الأساسية والأكثر شعبية في العالم. ويأكله الإنسان منذ آلاف السنين، وتطور في كل ثقافة شكل فريد من المخبوزات. يمكن أن توفر نظرة خاطفة على أنواع الخبز في إسرائيل لمحة مثيرة للاهتمام عن الفسيفساء البشرية والثقافية المذهلة والتي تتكون منها الفئة السكانية.

الكعك

ربما تكون القدس الشرقية هي المنطقة الأكثر ارتباطا بنوع من أنواع الخبز في إسرائيل. ليس هناك طفل في إسرائيل لا يمكنه أن يميز “الكعك المالح المقدسي” (“البيغلة”)، وهو كعك طويل وكبير مصنوع من الطحين الأبيض وطريّ، مغطى بطبقة هشّة وغنية بالسمسم، ويباع بكميات بواسطة عربات تتجول في أزقة المدينة القديمة، ويكون الزعتر المطحون الطازج مرشوشا عليه. تفوح رائحته في الهواء وتصل بعيدا، ومن الصعب جدا تجاهلها.

الكعك في القدس ( Flash90 Micah Bond)
الكعك في القدس ( Flash90 Micah Bond)

خبز الصاج

“الخبز الدرزي”، “المرقوق”، أو “الصاج”، هو خبز سمّي على اسم الأداة التي يتم إعداده عليها، وهو طبقة رقيقة، مستديرة، وكبيرة من العجين. يمكن العثور عليه في شمال إسرائيل، في القرى الدرزية، أو في الجنوب، في منطقة النقب، عند البدو. يحب الإسرائيليون تناوله بشكل أساسيّ مع اللبنة أو مع زيت الزيتون والزعتر.

خبز الصاج
خبز الصاج

خبز الضفيرة اليهودية (حلاة)

خبز الضفيرة مصنوع على شكل ضفيرة. ويكون معظم هذا النوع من الخبز  حلو المذاق، ويحتوي بالإضافة إلى الطحين والماء على البيض. ويؤكل هذا الخبز غالبا يوم السبت، وهو اليوم المقدس لدى اليهود، ويشكل جزءا من طقوس المباركات على الطعام. يمكن العثور عليه أيام الجمعة في معظم المخابز الإسرائيلية، ولكن بشكل خاص في المناطق المتدينة – الأحياء الحاريدية في القدس وفي مدينة بني براك، حيث إن معظم سكانها من المتدينين.

خبز الضفيرة اليهودية (حلاة) (Yoav Dothan)
خبز الضفيرة اليهودية (حلاة) (Yoav Dothan)

الخبز العربي

الخبز العربي هو أحد أنواع الخبز الأكثر شعبية في إسرائيل، سواء في أوساط اليهود أو في العرب. ويباع في معظم المخابز اليهودية، بالإضافة إلى القرى العربية، ويُستخدم لتناول الحمص، أو يعبأ فيه الفلافل أو الشاورما. ومع ذلك، يحب الكثيرون في إسرائيل أيضًا تناول الخبز العربي مع الجبنة، الطحينة، السلطات بل وحتى الشوكولاطة.

الخبز العربي (Flash90 Orel Cohen)
الخبز العربي (Flash90 Orel Cohen)

خبز اللحوح

اللحوح هو الخبز اليمني، وهو بمثابة فطيرة كبيرة وذات تهوئة، مليئة بفقاعات الهواء، تجعلها ليّنة ولذيذة، تقريبا مثل خبز الطلامي. يتم تناول اللحوح مع صلصة الطماطم والسحوق الحارّ، ويمكن العثور عليه بوفرة في “كيرم اليمنيين”، وهو حي شعبي يقع على الحدود بين يافا وتل أبيب، ويعيش فيه الكثير من السكان الذين قدموا إلى إسرائيل من اليمن.

خبز اللحوح (Gilabrand)
خبز اللحوح (Gilabrand)

البريوش

البريوش في الأصل هو خبز ضفيرة فرنسية حلوة المذاق، ومصنوعة من الحليب والبيض أيضًا. ويمكن تصنيف نوع البريوش ما بين الخبز والكعك. في السنوات الأخيرة أصبح البريوش شعبيا في المخابز المرموقة والفاخرة، في المناطق الأكثر “أناقة”، مثل تل أبيب، وفي المقاهي الشعبية في المدينة.

البريوش (Frédéric BISSON)
البريوش (Frédéric BISSON)

 

اقرأوا المزيد: 384 كلمة
عرض أقل
ثورة طعام الشوارع في إسرائيل (Facebook)
ثورة طعام الشوارع في إسرائيل (Facebook)

ثورة طعام الشوارع في إسرائيل: كُل شيء في رغيف خبز

هل سبق وتناولتم البطاطا المهروسة أو البوظة في رغيف خبز؟ أكشاك بيع الطعام السريع، في إسرائيل، تُقدم أطعمة فاخرة في رغيف خبز دون خجل

شيء ما حدث للطعام الإسرائيلي. فسابقًا عندما كان يشعر المرء بالجوع كان يتناول وجبات سريعة بسيطة. كان يدخل إلى محل بيع الشوارما أو الفلافل، أو البيتزا. يومئ للبائع، ويطلب الوجبة، ويجيب عن الأسئلة الروتينية (إضافة الفلفل الحار، سلطة الخضار، الحمص، الطحينة، الجبنة). ويحصل على الوجبة. ومن ثم يتخذ مكانا ليجلس فيه، أو يأكل وهو واقف، ومن ثم ينهي طعامه ويغادر المكان. كانت المُعادلة بسيطة جدًا: أنت ووجبتك فقط.

لم تعد مطاعم الشوارع اليوم ولا سيما في مدينة تل أبيب، مُجرد مُزوّد طعام بسيط وسريع ومُتاح للأشخاص الذين ليس لديهم وقت كاف للجلوس وتناول الوجبة. فقد تحسنت كل تلك الأمور مع دخول ميزات جديدة إلى عالم المأكولات الإسرائيلية. يفرض عليك كشك بيع المأكولات السريعة اليوم تفاعلاً اجتماعيًا أكبر، وفهما بالطعام الذي لم يعد طعامًا بسيطًا. وقد تحوّل تناول الطعام في رغيف خبز إلى تجربة، تعيشها، تشم رائحته، تستمتع بلونها وبمذاقات لم تتخيّل أنك يومًا قد تتناولها في رغيف خبز.

كُل شيء في رغيف خبز (Facebook)
كُل شيء في رغيف خبز (Facebook)

 

من المحلات، ذائعة الصيت اليوم، فيما يخص تقديم الطعام الفاخر الإسرائيلي في رغيف خبز، نجد محل يُسمى “هامزنون”. لقد طفى مشروع “هامزنون” على السطح بعد أن أخذ الطباخ الإسرائيلي المعروف والأكثر انشغالا اليوم في إسرائيل، آيال شاني، فكرة طعام الشوارع وحولها إلى شيء مُثير. آيال شاني هو طباخ معروف جدًا في إسرائيل، ويُعتبر واحدًا من أهم الطباخين في العقد الأخير المؤثرين في أنواع الطعام والمأكولات الاجتماعية؛ في إسرائيل، وذلك بفضل رغبته في أن يجعل من تجربة الطعام تجربة أغنى وذات معنى أكبر.

الطباخ الإسرائيلي، آيال شاني (Facebook)
الطباخ الإسرائيلي، آيال شاني (Facebook)

لقد ساعد نجاحه الكبير بأن يُقدّم الطعام الفاخر في رغيف خبز على إقامة 4 فروع مُختلفة، في مدينة تل أبيب، فرع واحد في باريس وفرع إضافي في فيينا.

الهدف بسيط: منح الزبون الإسرائيلي تجربة تناول طعام فاخر في رغيف خبز؛ وهو واقف. لذا، نجد أن مُعظم الأشخاص الذين يتوافدون إلى مطاعم شاني هم من الجيل الصغير. يدور الحديث عن الشبان الإسرائيليين الذين يتوافدون ليتذوقوا الوجبات اللذيذة التي يُقدمها شاني وليستمتعوا بالأجواء اللطيفة الرائعة.

مطعم هامزنون (Facebook)
مطعم هامزنون (Facebook)

كُتب الكثير عن الوجبات التي يُقدمها آيال شاني. في “هامزنون”، كما سبق وذكرنا، يُقدّم مُعظم الطعام في رغيف خبز وهو مُعد للأكل السريع. يدمج الطعام بين مواد خام ممتازة تُوضع داخل وجبات بسيطة ومن ثم تحصل على أسماء مُركبة. على سبيل المثال، كيس ورقي فيه قطع دجاج، ثوم، بصل بنفسجي، بصل أخضر، خيار مُخلل وبعض قطع البطاطا المقلية. كذلك، زهرة مشوية في الفرن مع زيت الزيتون، القليل من الفلفل والملح، وهذا كل شيء. وهذه وجبة رائعة رغم بساطتها. بالإضافة إلى ذلك هناك وجبة البطاطا، المهروسة تمامًا مع القليل من أعشاب التتبيل والقشدة. وثمة وجبة شرائح لحم رقيقة مع البيض المقلي والخضراوات.

סלק מלא בחשיכה נעימה

A photo posted by Eyal Shani (@eyaltomato) on

وللتحلية لن تُصدّقوا: بوظة في رغيف خبز. أجل، ما قرأتموه صحيح – هذه سندويشات شاني. البوظة التي تملأ رغيف الخبز هي بوظة لزجة معروفة في البلدان العربية، ومشهورة في بلدان مثل تُركيا والأردن. وما يُميّزها هي طبيعتها القابلة للتمدد الأمر الذي يمنع ذوبانها السريع، بخلاف البوظة العادية.

ווינה, ואנחנו A photo posted by Eyal Shani (@eyaltomato) on

وليس آيال شاني وحده الذي يمرر مؤخرًا ثورة رغيف الخبز. فهناك محلات أُخرى لاحظت نجاح شاني، فبدأت تُقلده وباتت تُصمم أطعمة فاخرة تُقدم في رغيف خبز. الإسرائيليون مُعجبون بصيحة الطعام الجديدة هذه ومما رأيناه في باريس وفيينا هناك أيضًا الكثير من المُعجبين، بهذه الصيحة الجديدة، في أرجاء العالم.

اقرأوا المزيد: 524 كلمة
عرض أقل
مُرشد الصيام الصحي خلال رمضان (Flash90Noam Moskowitz)
مُرشد الصيام الصحي خلال رمضان (Flash90Noam Moskowitz)

مُرشد الصيام الصحي خلال رمضان

لا تفطر على وليمة وإلا سيزداد وزنك بدلا من أن تخفضه

06 يوليو 2014 | 15:52

إن لم تكن حذرًا، يمكن للطعام الذي يؤكل قبل الفجر (عند السحور) وفي المساء (عند الإفطار) أن يسبب زيادة في الوزن.‎ ‎

يقول خبراء الصحة، إن تناول الطعام خلال ساعات الإفطار يمكن أن يكون غير صحي ويوصون بالتعامل مع الصيام تعاملا منظمًا، وإلا فتضيع الفرصة لخفض الوزن وتحسين الصحة.

الرسالة الخفية من وراء رمضان هي تنظيم الأكل وضبط النفس.

حمية متوازنة

من يتبع الصيام، يتعيّن عليه أن يأكل وجبتين على الأقل، وجبة ما قبل الفجر (السحور) ووجبة المساء (الإفطار).‎ ‎يقول الخبراء إنه ينبغي عليك أن تتناول طعامًا بسيطًا ولا يختلف كثيرًا عن وجبتك العادية.‎ ‎يجب أن يحتوي على أطعمة من كل الفئات الرئيسية:

• الفواكه والخضار
• الخبز، الحنطيات، والبطاطا
• اللحم، السمك أو بدائلها
• الحليب ومنتجاته
• الأطعمة التي تحتوي على الدهن والسكر

تساعد السكريات المعقّدة على إطلاق الطاقة ببطء خلال ساعات الصوم الطويلة.‎ ‎إنها موجودة في أغذية مثل: الشعير، القمح، الشوفان، الزوان، السميد، الفاصوليا، العدس، والأرز البسمتيّ.

الأغذية الغنية بالألياف أيضًا سهلة الهضم وتشمل النخالة، الحنطة، القمح الكامل، الحبوب والبذور، البطاطا مع قشرتها، الخضروات مثل الفاصوليا، وكذلك معظم الفواكه، وتشمل الخوخ، الخوخ المجفف، والتين.

أكثروا من تناول الخضار الصحية (AFP)
أكثروا من تناول الخضار الصحية (AFP)

يجب تجنب الأغذية المصنّعة بغزارة، سريعة النضج التي تحتوي على سكريات مُعالجة (سكر وطحين أبيض)، كذلك الطعام الدهني (مثل الكعك، البسكويت، الشوكلاطة والحلوى).

يجدُر أيضًا تجنب المشروبات الغنية بالكفائين مثل الشاي، القهوة والكولا.‎ ‎الكافئين مدر للبول ويحفز فقدان الماء السريع من خلال إدرار البول.

الأغذية التي ينبغي تجنبها

• الأطعمة المقلية بزيت عميق، مثل رقائق البطاطا أو الدجاج المقلي
• الأطعمة الغنية بالسكر والدهنيات، ومنها الحلويات
• الأطعمة المقلية الغنية بالدهن، مثل الفطائر الزيتية

البدائل الصحية

• السمك المحمّر
• اللحم أو الدجاج المحمّر أو المشوي
• الفطائر البيتية باستعمال طبقة واحدة فقط
• الحلويات على أساس الحليب والحلوى

إعداد حلوى القطائف بمناسبة شهر رمضان (Flash90/Issam Rimawi)
إعداد حلوى القطائف بمناسبة شهر رمضان (Flash90/Issam Rimawi)

طرق الطبخ التي ينبغي تجنبها

• القلي العميق
• القلي
• استعمال الزيت المفرط

طرق الطبخ الصحيّة

• القلي الضحل (هنالك طعم مختلف قليلا)
• إن الشيّ أو التحمير هما أكثر صحة ويساعدان على حفظ مذاق الطعام ونكهته الأصلية، خاصة مع الدجاج أو السمك

اقرأوا المزيد: 291 كلمة
عرض أقل
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Flash90/Abir Sultan)
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Flash90/Abir Sultan)

“تربحوا وتسعدوا”: عن عيد الميمونة الذي أضحى عيدًا وطنيًّا في إسرائيل

الميمونة عيد شعبيّ يُحتفَل به في إسرائيل مع انتهاء عيد الفصح بين أبناء الجاليات الشرقية، من المغرب حتّى كُردستان. أمّا اليوم، فيُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية بشكل أساسي

مَن في إسرائيل لا يعرف إلى أيّ حدّ تحوّل عيد الميمونة، الذي يُحيي نهاية عيد الفصح، إلى إحدى أهم المناسبات المفرحة والتي تحظى بتغطية إعلاميّة في المجتمَع الإسرائيلي؟!

فالسياسيون ينقضّون في ليلة الميمونة على العشائر المعروفة والمرموقة بين يهود المغرب للتمتّع بألذّ مأكولات العيد الذي يمثّل الخصوبة والبركة، لتناول المُفلطّة مع العسل، والتصوّر مع وجهاء الجالية، آمِلين أن تكتب الصحف عنهم غداة العيد.

يُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية في إسرائيل بشكل أساسي، كما ذكرنا آنفًا. فقد احتفل يهود المغرب بالميمونة في نهاية عيد الفصح، الذي يُمنَع فيه تناوُل الخبز وأيّ أمرٍ مختمِر، لأنهم آمنوا أنّ أبواب السماء تُفتَح في تلك الليلة، وأنّ الله يستجيب أية صلاة أو دعاء.

يستمرّ الاحتفال بالميمونة ليلةً ويومًا، تُؤكَل فيهما مأكولات مرتبطة بالبركات (مثل العسل، الحليب، الطحين، الحبوب، والحلويات)، يكثُر الفرح، يزور المرء قريبه، ويبارك الواحدُ الآخَر بالكلمتَين “تربحوا وتسعدوا” (ربما: بالرفاه والمساعدة أو ليكن لديكم رفاه وتساعِدوا غيركم). وفق الإيمان الشعبي، الميمونة هي تميمة من أجل الرزق وإيجاد رفيق زواج.

يعود أصل العيد، وفق تقدير الباحثين، إلى القرن الثامن عشر. في جميع أيّام الفصح السبعة، كان اليهود يحرصون على عدم تناوُل الطعام أحدهم في بيت رفيقه، خشية أن يأكلوا خطأً شيئًا مختمرًا، معربين عن حرص زائد على ذلك. لهذا السبب، فور انتهاء العيد، كان أحدهم يستضيف رفيقه، كعلامة على انتهاء مفعول الحظر.

ينقضّ יلسياسيون في ليلة الميمونة على العشائر المعروفة والمرموقة بين يهود المغرب للتمتّع بألذّ مأكولات العيد (Flash90/Avi Ohayon)
ينقضّ יلسياسيون في ليلة الميمونة على العشائر المعروفة والمرموقة بين يهود المغرب للتمتّع بألذّ مأكولات العيد (Flash90/Avi Ohayon)

ليس هناك إجماع على مصدر الاسم “ميمونة”. ففي الواقع، ثمة ما لا يقلّ عن أربعة تفسيرات مختلفة:

1. تحريف للكلمة العبرية “إمونة” (إيمان).
2. على اسم الحاخام ميمون بن يوسف، والد الرمبام (موسى بن ميمون)، الذي وُلد ومات خلال عيد الفصح.
3. من كلمة “ميمون” بالعربية، التي تُشير إلى الحظّ.
4. وجبة مصالحة كانت تُعدّ على شرَف “ميمون ملك ملوك الشياطين”.

عادات العيد

تتميّز ليلة الميمونة بإبقاء باب البيت مفتوحًا (ما دام أفراد الأسرة موجودين وصاحين) لدعوة كلّ مَن يريد الدخول، وليس بالضرورة أفراد العائلة، المعارف، أو المدعوّين مسبقًا فقط. في البلدات التي فيها كثافة كبيرة ليهود المغرب في إسرائيل، تميّزت ليلة الميمونة خلال سنوات بجولة كانت تقوم بها كلّ عائلة على جميع العائلات الأخرى، ما زاد المشاعر الاحتفاليّة، لأنّ تلك الليلة كانت تنتهي غالبًا بإغلاق أبواب البيوت فجرًا.

معظم التضييفات لأفراد الأسرة والضيوف من الحلويات (تعبير عن التمني بأن تكون السنة حلوة). غالبًا ما تكون هذه حلويات ومربى من أنواع مختلفة، تعدّها ربّة البيت خلال عيد الفصح. لذلك، كلّ المركّبات هي من الأمور المحلَّلة في الفصح (التمور، الفول السوداني، اللوز، الجوز، السكّر، وما شابه) دون أي أمر مختمِر (طحين، خميرة، وما شابه).

معظم التضييفات لأفراد الأسرة والضيوف من الحلويات (Flash90/Abir Sultan)
معظم التضييفات لأفراد الأسرة والضيوف من الحلويات (Flash90/Abir Sultan)

وتشذّ عن ذلك المُفلِطّة – مُعجَّن أمسى اسمًا مرادفًا للميمونة. يجري تحضير المُفلطة (قطعة خبز تُدهَن بالزبدة وتُغمس بالعسل) قبل دقائق قليلة من تقديمها، من طحين يُشتَرى في ليلة العيد نفسها.

على المائدة، من المعتاد مدّ شرشف أخضر، عليه شرشف أبيض شفّاف. يمثّل الأبيض البداية الجديدة والطهارة، فيما يمثّل الأخضر الازدهار والتبرعُم. توضع أيضًا مأكولات ذات لون أبيض (منتجات حليب) وأخضر (فول وخسّ). فضلًا عن ذلك، من المُعتاد وضع وعاء يحتوي على نعنع، وعاء مع سكّر وفول، ووعاء فيه سمك (رمزًا للوفرة، النجاح، والخصوبة).

إحياء الميمونة في موطنها الأصليّ – المغرب

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب. فبعد أن يفرغ الرجال من الصلاة في المجامع المختلفة في المدن الكبرى في المغرب، كانت النساء تُعددنَ سلّة تحتوي على مأكولات العيد، بينها فطائر البيض واللحم، الخبز الفطير، والسّلطات المختلِفة. وحين يعود الرجال من الصلاة، كانوا يأخذون السلّة ويُقدّمونها هديّة لأحد الجيران أو المعارف المُسلِمين.

دامت علاقات حُسن الجوار بين اليهود والمسلمين أجيالًا عديدة. فقد رحّب المسلمون بجيرانهم اليهود وفق أصول الضيافة الشرقية، ومنحوهم في المقابل سلّة طعام تحوي الحليب، اللبن، الزبدة، الطحين، والخميرة. بفضل الخميرة (التي كان يُمنَع تواجدُها في بيوت اليهود في الفصح)، تمكّن اليهود من تحضير العجين للخبز والكعك في نهاية عيد الفصح.

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)
اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)

استُهلّت احتفالات الميمونة باحتفال عجن العجين، الذي شارك فيه جميع أفراد العائلة. كان الخبز الفطير الذي خُبز في البيت أثناء العيد عسر الهضم، لا سيّما للأطفال والشيوخ، ولذلك كان الجميع ينتظرون بفارغ الصبر الخبز عند انتهاء العيد.

استئناف عادة الاحتفال بالميمونة في إسرائيل

تابع يهود شمال إفريقيا، الذين بدؤوا بالتوافُد على إسرائيل منذ الخمسينات، الاحتفال بالميمونة في إسرائيل في إطارٍ عائليّ. عام 1966، جرت المحاولة الأولى لإضفاء طابع العيد الوطنيّ على الميمونة. فقد جرت الاحتفالات، التي نُظّمت بالتعاون مع جمعية ناشطي فاس (مدينة مغربيّة)، في غابة هرتسل، بمشاركة 300 رجل وامرأة من فاس، جميعهم أقرباء وأصدقاء. إثر نجاح اللقاء، تقرّر إحياء الميمونة في جميع مُدن إسرائيل.

مع انتهاء عيد الفصح عام 1968، جرت الاحتفالات في القدس، بمشاركة 5000 شخص، بينهم أبناء جاليات أخرى. وبعد عام، تضاعف عدد المُشارِكين.

تحضير المفلطة عشية عيد الميمونة (Flash90/Michal Fattal)
تحضير المفلطة عشية عيد الميمونة (Flash90/Michal Fattal)

اجتازت احتفالات الميمونة في العقود الأخيرة عملية مشابهة لتلك التي اجتازتها الموسيقى الشرقية، إذ خرجت من هامش الحضارة الإسرائيلية إلى التيّار المركزي. روى الممثّل الكوميديّ الشعبيّ، شالوم أسييج، الذي ترعرع في أسرة مغربية، أنه في سنوات طفولته في إسرائيل، كان يحتفل مع أصدقائه بالميمونة سرًّا، كأنهم يرتكبون خطيّة. “خجلتُ من دعوة أصدقاء مقرَّبين إلى بيتي”، روى في إحدى المُقابَلات معه. حسب تعبيره، كان “تغيُّر النظرة إلى المشرقية” هو الذي أدّى إلى إنقاذ الميمونة من (الغيتو المغربي).

ووفق دانيال بن سيمون، الصحفي العريق في صحيفة “هآرتس” والمولود في المغرب، هذا هو “نوع من الاعتذار من الدولة ومحاولة حقيقية لمصالحة المغاربة”.‎ ‎ويضيف: “الميمونة هي ضحيّة نجاحها. فقد نجحت الميمونة إلى حدّ كبير في أن تكون إسرائيلية، بحيث خسرت مغربيتها وأضحت عيدًا وطنيًّا”.
لا يرحّب الجميع بتأميم الميمونة. فقد نشر البروفسور يوسي يونة، المحاضر والباحث في جامعة بن غوريون في النقب ومعهد فان لير في القدس، مقالة نقديّة لاذعة عام 2007 في الموقع الإخباري لصحيفة يديعوت أحرونوت “ynet”، بعنوان “أغنية المُفلطة”.

نساء ورجال يرتدون الزي المغربي التقليدي إستعداداً لحفلات عيد الميمونة (Flash90/Michal Fattal)
نساء ورجال يرتدون الزي المغربي التقليدي إستعداداً لحفلات عيد الميمونة (Flash90/Michal Fattal)

في تلك المقالة، يُطرَح الادّعاء أنّ العيد ليس غير داعم لشرعيّة التقاليد المغربية في الحضارة الإسرائيلية وللصورة الإيجابية للقادمين من المغرب فحسب، بل هو مُضرّ بالأمرَين. “إنّ تحوّل الميمونة إلى عيد وطنيّ يدلّ، كما يقول البعض، على أنّ الرحلة الطويلة المليئة بالمعاناة للقادمين من المغرب نحو الاندماج كاملًا في المجتمَع الإسرائيلي والاستيطان في لُبّ الإجماع الحضاري، قد وصلت إلى نهايتها السعيدة… لكن قبل تقديم التهانئ بذلك، دعونا نمعن النظر قليلًا. فهل تحظى الميمونة حقًّا بمكانة محترَمة في الحضارة الإسرائيلية المشترَكة؟ إذا كنّا سنحكم وفق التغطية الإعلامية التي تُكرَّس لها، فإنّ التراث المغربي يتلخّص في النساء اللاتي ترفعنَ أصواتهنّ في الأهازيج وتهتززنَ نحو الضارب على الطبل، فيما يعلو في الخلفيّة دخان الكوانين. إنّ إبراز التعبيرات عن الفرح هذه لا يساهم بالضبط في دمج التراث المغربي ضمن الحضارة الإسرائيلية. على النقيض من ذلك، إنه يشجّع على النظر إليه كأمرٍ أدنى لا معنى له في الوعي العامّ”.

اقرأوا المزيد: 1000 كلمة
عرض أقل
نتنياهو يخبز لنفسه المصات (مكتب الإعلام الحكومي)
نتنياهو يخبز لنفسه المصات (مكتب الإعلام الحكومي)

نتنياهو يخبز لنفسه المصات

مع اقتراب عيد الفصح لدى اليهود، يجري رئيس الحكومة زيارة إلى خط إنتاج مخبز المصات في كفار حباد ويجرب تحضيرها بنفسه

01 أبريل 2014 | 17:27

أخذ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم عطلة من حيرة تحرير الأسرى الفلسطينيين مقابل تحرير الجاسوس اليهودي بولارد، وأجرى زيارة خاصة، مع اقتراب عيد الفصح الذي سيحل بعد أسبوعين في إسرائيل،  إلى خط الإنتاج لمخبز المصات في كفار حباد الدينية.

قال نتنياهو في زيارته: “كلَّ سنة ولمدة عشرات السنين آكل هذه المصات في البيت، اليوم ولأول مرة، أعدّها أيضا بنفسي. هذا مؤثر وأتمنى لكل شعب إسرائيل عيدَ فصح سعيدا”.

حسب ما جاء في البيان الذي أصدره مكتب نتنياهو ذُكر أنه قد “استعرض رؤساء جماعة حباد أمام رئيس الحكومة عمليات تحضير ليلة العيد في بيوت حباد في حوالي 250 مركزا في البلاد و 3000 ممثلية في أرجاء العالم”.

ذُكر أيضًا أن أكل المصة يعبر عن الاعتقاد أن شعب إسرائيل يمكنه الوقوف في وجه الضغوط، من جانبه قال رئيس الحكومة نتنياهو: “يقومون للقضاء علينا في كل جيل وجيل ولكنّ المبارك اسمه ينقذنا منهم”.

نتنياهو يخبز لنفسه المصات (مكتب الإعلام الحكومي)
نتنياهو يخبز لنفسه المصات (مكتب الإعلام الحكومي)

إن مما يجدر ذكره أن القرية مسماة على اسم إحدى التقيّات الحسيديات العظيمات في العالم. أقامت طائفة حباد فروعا، تسمى بيوت حباد، في آلاف الأماكن في العالم المستعدة لأن تكون “عنوانا لكل موضوع يهودي”. بالإضافة، الاسم حباد هو اسم مركب من أوائل كلمات  “حكمة، فهم، معرفة” والذي يمثل طريق الحسيديين الفكري.

اقرأوا المزيد: 188 كلمة
عرض أقل
الباجيت أحد المخبوزات الأكثر شهرة  في العالم (Thinkstock)
الباجيت أحد المخبوزات الأكثر شهرة في العالم (Thinkstock)

إليكم بعض الحقائق التي لم تكونوا تعرفونها حول الباجيت

الخبز الفرنسي الذي أصبح شائعًا، ونجح خلال السنوات في إخفاء بعض الأسرار المثيرة حول أصله. كيف تم اختراعه؟ وأين يمكنكم الحصول على باجيت لذيذ بشكل خاصّ

مَن منّا لا يعرف الباجيت. الخبز الفرنسي الشهير الذي أصبح في العقود الأخيرة أحد المخبوزات الأكثر شهرة ومبيعًا حول العالم. إليكم بعض الحقائق حول الخبز الذي حيّر تاريخ البشرية.

مصدر الاسم

تقول الأسطورة إنّه حتى فترة نابليون كان الخبز الفرنسي دائريًا مثل الكرة (Boule) ومن هناك جاءت كلمة Boulanger، الخبّاز بالفرنسية.

الباجيت (Wikipedia)
الباجيت (Wikipedia)

طلب نابليون، الذي أدرك أهمية الخدمات اللوجستيّة، من خبّازيه أن ينتجوا خبزًا على شكل عصا يكون من السهل عليه وضعه في جيب البنطال الخاص بالجنود والسير لأميال كثيرة، وهكذا نشأ الباجيت. وعلى ما يبدو أنها أسطورة لأنّه بعد مشي طويل يصبح الباجيت ليس قابلا للأكل.

الباجيت الأول

خلال القرن التاسع عشر، اخترع النمساويّون فرنًا للخبز يعتمد على آلية ضخ البخار، والذي يُنشئ حرارة تصل إلى نحو 200 درجة مئوية. مكّن البخار من إنتاج خبز ذي قشرة صلبة ومحتوى ليّن جدًّا، وحظي الفرن بنجاح فوري لدى جميع خبّازي فرنسا، حيث على ما يبدو أنّه في تلك الفترة تمّ اختراع الباجيت. ولكن الباجيت أصبح شعبيًّا بشكل حصريّ في سنوات العشرينات من القرن العشرين لأنّ الكثير من الخبّازين الفرنسيّين قُتلوا أو أصيبوا في فترة الحرب العالمية الأولى، وكانت هناك حاجة لخبز يتم إعداده بسرعة وبسهولة.

في تلك الفترة تمّ سنّ قانون، والذي سمح للمخابز بالعمل فقط من الرابعة صباحًا، وكنتيجة لذلك أصبح الباجيت هو الخبز الوحيد الذي يمكن خبزه بحيث يكون جاهزًا للتناول في وجبة الفطور. هناك سبب آخر، مما جعل الباجيت قصّة نجاح كبيرة جدًّا. حقيقة أنّ الباجيت يكون لذيذًا إلى حدّ ما، في الساعة الأولى منذ خروجه من الفرن، أدّت إلى أنّه حتى لو بقي هناك باجيت بعد وجبة الفطور، فإنّ غالبيّة الفرنسيّين عادوا إلى المخبز وقت الظهيرة وفي المساء من أجل شراء باجيت جديد ممّا جعل الباجيت منتجًا مطلوبًا بشكل خاصّ.

كيف يمكنكم معرفة جودة الباجيت؟

بموجب القانون الفرنسي يجب أن يكون الباجيت مركّبًا من أربعة مكوّنات فقط: الماء، الطحين، الخميرة والملح (Wikipedia)
بموجب القانون الفرنسي يجب أن يكون الباجيت مركّبًا من أربعة مكوّنات فقط: الماء، الطحين، الخميرة والملح (Wikipedia)

العلامة الأولى هي أنّ قشرة الخبز قاسية ولونها مثل لون الكراميل الداكن. يجب أن يكون قلب الباجيت مثل لون القشدة مع ثقوب هواء متفرّقة وغير متساوية في حجمها. ينبغي أن يكون نسيج الباجيت الجيّد رطبًا مع قليل من اللزوجة، وبنكهة الجوز.

قانوني

بموجب القانون الفرنسي يجب أن يكون الباجيت مركّبًا من أربعة مكوّنات فقط: الماء، الطحين، الخميرة والملح. في مناطق مختلفة من فرنسا تكون للباجيت أحجام مختلفة. متوسّط طول الباجيت يتراوح بين 60 إلى 70 سنتيمترًا، وقطره بين 6 إلى 10 سنتيمترًا، ووزنه بين 200 إلى 300 غرام فقط.

اقرأوا المزيد: 356 كلمة
عرض أقل
خبز (Liron AlmogFLASH90)
خبز (Liron AlmogFLASH90)

ينبت من الأرض – الخبز

المنتج الذي كان الطعام الأساسي والأكثر بساطة ذات مرة، يصبح نجم حوانيت الأطعمة والمخابز في إسرائيل، ويحظى مُجددًا بشعبية بتشكيلة من المذاقات المثيرة

على مر آلاف السنين ومنذ تطور الحضارة البشرية، كان الخبز طعام الإنسان، وهو الأكل الأساسي والأكثر شيوعًا في أنحاء العالم بأشكاله الكثيرة والمتنوعة، نظرًا لعميلة تحضيره المعقّدة. بدءًا من الحبوب، ومرورًا بالطحن وحتى التخمير والخبز، تحوّل الخبز إلى رمز الحضارة البشرية.

وربما بسبب ذلك، فهو يحظى بأهمية حضارية هامة. تصبح الوجبة في الديانة اليهودية احتفالية لمجرد تناوُلها مع الخبز. إذ يُذكر في طقوس المباركة القول “المخرج خبزًا من الأرض”. يضرب المثل العربي عن أطراف تم الاتفاق بينها أنه “صار خبز وملح بينهم”، ويرمز الخبز المقدس في الديانة المسيحية إلى جسد المسيح، وفي حضارات أخرى يرمز إلى مصدر الرزق.

خبز (photo by  Klaus Höpfner)
خبز (photo by Klaus Höpfner)

ولكن الخبز تحوّل في السنوات الأخيرة، على الأقل في إسرائيل، من منتج أساسي وبسيط إلى “نجم” حوانيت المأكولات والمخابز، ويُخبز بوفرة من الأشكال، الوصفات والتجديدات: ففي حين كنا نجد سابقًا، حتى قبل عشر سنوات أو خمس عشرة سنة في الحانوت نوعين من الخبز فقط (الأبيض والأسود)، وربما الخبز العربي، فاليوم نجد تشكيلة لا نهائية من أنواع وكميات الخبز المختلفة، وعدد لا نهائي من المخابز التي يشبه افتتاحها في البلاد ظهور الفطر بعد المطر. تغيّر السعر أيضًا، والمنتج الذي كان منتجًا أساسيًا سابقًا: “خبز الفقراء”، ازدادت تكلفته بأضعاف، وتحوّل في جزء من الأماكن إلى منتج “بوتيك”.

ثمة أنواع مختلفة من الخبز الشعبي، بدءًا بالأنواع البسيطة مثل الخبز العربي، الذي بقي سعره رخيصًا وهو متوفر في كل مكان، وحشوته الأكثر شهرة هي الفلافل، ويحظى بتشكيلة من النكهات والصلصات، (هنالك مطعم مشهور وعصري خاص بأحد الطهاة المشهورين في إسرائيل كان قد حوّل الخبز العربي إلى صرعة، ويقدم خبزًا عربيًا فقط بتشكيلة من الحشوات). كذلك الخبز الدرزي والعربي، الذي يتم خبزه على الصاج، هو شعبي جدًا في إسرائيل، ويحبذ تناوله بشكل خاصّ مع اللبنة، زيت الزيتون والزعتر.

نوع آخر من الخبز المحبوب لدي بشكل خاصّ هو اللحم المغربي، الذي أتذكره منذ طفولتي عندما كانت جدتي تخبزه على الطابون. صحيح أنه خبز أقل معرفة وشعبية في إسرائيل، لكنه يثير بي الحنين إلى الماضي، وأشعر أنه لا يوجد ألذ من ذلك.

أحب أيضًا الباجيت الفرنسي والخبز المحلى قليلا “اللحمنيوت” على أنواعه، والبيغلة الأمريكية، المتوفرة في كل مخبز تقريبًا. يتم في السنوات الأخيرة أيضًا في إسرائيل، صنع خبز فوكاسيا الإيطالي، ويتيح الكثير من التنويع بالإضافات التي تُضع عليه، (بدءًا بزيت الزيتون والملح، وانتهاء بالباذنجان، الفلفل الحار والبندورة مع التوابل على أنواعها).

الخبز العربي (Gilabrand)
الخبز العربي (Gilabrand)

ولكنّ التجديدات والتنويعات الأساسية تظهران تحديدًا في المُنتج الأساسي والأكثر “اعتيادا عليه”، وهو الخبز. ثمة تشكيلة كبيرة من الخبز في المخابز في إسرائيل في السنوات الأخيرة، الغنية بأنواع مختلفة من الحبوب، الخميرة الطبيعية بدلا من الخميرة المصنّعة، وبتعبئة وتغطية من بذور وحبوب مختلفة، سمسم وقزحة، ونكهات مختلفة مثل الزيتون، الجوز، البصل المقلي أو البندورة المجففة. أضف إلى ذلك الصرعة الصحية التي غزت المخابز، وقللت من صنع الخبز الأبيض الذي يعتبر صحيًا، ودمجت أنواع مختلفة من الطحين الكامل، طحين الشوفان وتشكيلة من الحبوب المختلفة الأكثر صحية للجسم.

في الحقيقة، إن تحضير خبز خاص من هذا النوع هو سهل للغاية، وأنا شخصيًا أحب تحضير الخبز على أنواعه في البيت. إن أكثر خبز محبوب لدي هو خبز الجوز، وهو صحي وطعمه غني، مناسب للأطعمة ولذيذ للأكل مع الزبدة.

خبز  (fotodawg)
خبز (fotodawg)

نضع ونخلط في وعاء، 700 غرام من الطحين الكامل، مع 300 غرام من الطحين العادي، ثم نضيف ملعقة كبيرة مليئة من الخميرة الجافة. نضيف 300 غرام من الجوز، معلقة كبيرة ونصف من الملح، ونحو ثلاثة ونصف حتى أربعة كؤوس من الماء. نخلط جيدًا بواسطة اليدين، حتى تندمج كافة المواد جيدًا. نضع العجين في وعاء نظيف قد تم دهنه بزيت الزيتون، نغطيه بالنايلون، وننتظر نحو ساعة حتى يتخمر العجين ويضاعف حجمه.

نخرج فقاعات الهواء من العجين ونقسّمه إلى طابتين، نغطيهما بفوطة نظيفة، ونخمّره نحو ساعة إضافية. بعد ذلك، نغطيه بالدقيق الكامل، نصنع شقوقًا في كل رغيف بواسطة السكين، ونخبزه في الفرن بعد تسخينه مسبقًا على درجة حرارة 230 مئوية لمدة نصف ساعة. بعد ذلك نخفض درجة الحرارة إلى 180-200 درجة مئوية لمدة 20 دقيقة إضافية. يُستحسن أكله ساخنًا! صحتين!

اقرأوا المزيد: 606 كلمة
عرض أقل