يثير مشجّعو فريق كرة القدم أبناء سخنين في هذه الأيام جدلا حادّا حول هوية العرب في إسرائيل. كلّ ذلك بسبب طفل صغير واحد، معروف لدى كلّ فلسطيني، واسمه حنظلة. بدأ كلّ شيء يوم الإثنين هذا الأسبوع، في مباراة افتتاح الموسم للدوري الإسرائيلي لكرة القدم. توجّهت جميع الأعين إلى مباراة فريق مكابي حيفا ضدّ أبناء سخنين، وهي المباراة الأولى هذا الموسم، والتي جرت للمرة الأولى في ملعب حيفا الجديد والأنيق. فازت حيفا في المباراة نفسها على سخنين بنتيجة 4:2 أمام أعين 30,000 من المشجّعين لكلا الفريقين.
لوّح مشجّعو سخنين قبل المباراة بلافتة ضخمة، وعليها شخصية حنظلة وعبارة “سخنين العرب”. بعد يوم من المباراة فقط اتّضح لمشاهدي المباراة أنّ حنظلة هو رمز فلسطيني معروف، وهو من ابتكار رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي. وفقًا للعلي، يبلغ حنظلة من العمر 10 سنوات (السنّ الذي كان فيه العلي عام 1948) ولا يكبر، حتى يمارس حقّه في العودة إلى فلسطين.
وهكذا، كما يزعمون في إسرائيل، أنّ مشجّعي سخنين التي تلعب في الدوري الإسرائيلي أظهروا رسالة استفزازية ومعادية لإسرائيل، وفي الواقع زعموا أنّهم يرفضون حقّ وجود دولة إسرائيل. وهذا يتناقض مع النظام الأساسي للدوري الإسرائيلي الذي ينصّ على أنّ “تورّط فريق واتخاذ موقف لأحد الأصدقاء في نطاق الملعب، بأي شكل وأي وسيلة، في موضوعات سياسية وموضوعات عامة مثيرة للجدل” محظور في جميع الظروف.
يُذكَر أنّه لو سعى مشجّعو الفريق إلى إدخال الأعلام الفلسطينية أو أي مادة أخرى مرتبطة مع حزب أو حركة فلسطينية؛ كان الحراس سيصادرون ذلك منهم عند مدخل الملعب. ولكون شخصية حنظلة غير معروفة في إسرائيل، فقد ظنّوا بأنّها مجرّد كاريكاتير عارض.
والآن يدرس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم محاكمة سخنين لانتهاكها للنظام الأساسي. يقول الناطق باسم الفريق، منذر خلايلة: “إنّ إدارة الفريق لم تكن تعلم باللافتة. ناشدنا الجماهير بأن يُصدروا خلال المباراة تشجيعات متعلّقة بكرة القدم فحسب”. واقترح خلايلة “الجلوس بهدوء ومعرفة معنى اللافتة”.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتورّط فيها فريق كرة القدم أبناء سخنين بلافتات فلسطينية تثير غضب مشجّعي كرة القدم الإسرائيليين. في حزيران من العام الماضي أثار الفريق غضبًا كبيرًا في أوساط الجمهور الإسرائيلي بعد أن لوّح مشجّعوه بالعلم الفلسطيني خلال مباراة ضدّ فريق بيتار القدس.