قبل أيّام معدودة من عيد الميلاد، قرّر رئيس الكنيست يولي إدلشتاين عدم الاستجابة لطلب النائب حنا سويد من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وضع شجرة تنوب في مقرّ الكنيست. ففي رسالة أرسلها إلى إدلشتاين قبل أيام، كتب سويد: “أطلب أن تأمر بوضع شجرة تنّوب لمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، اللذَين سنحتفل بهما خلال أسبوعَين، في مدخل الكنيست، أو في مكان آخر مناسب ومنظور”.
وفق سويد، كان يمكن أن يشكّل وضع الشجرة “تعبيرًا واضحًا ضدّ العنصرية وأعمال التخريب المختلفة ضدّ الكنائس والمساجد على حدٍّ سواء في السنوات الماضية من قِبل عناصر عنصرية متطرّفة”. لكن كما ذُكر آنفًا، لم يتأثر رئيس الكنيست بادّعاءات سويد، وأجاب أنه لا مانع من أن يضع شجرة في مكتبه أو في غرفة الكتلة، لكنه لا يرى مناسبًا أن يأمر بوضع شجرة في مكان بارز في الكنيست.
وعبّر النائب سويد عن خيبة أمله من رفض إدلشتاين، قائلًا ردًّا على ذلك إنّ “توجّهي جاء في أعقاب حادث جرى في كلّية صفد مُنع فيه تلاميذ مسيحيون من وضع شجرة في مدخل مساكن الطلبة، فضلًا عن حالات أخرى مُنعت فيها التعابير المتعددة الثقافات في الحيّز العام. أردتُ أن توضع شجرة في الكنيست تحديدًا، التي تمثّل كلّ المجموعات السكّانيّة”. وهناك اليوم نائبان مسيحيّان في الكنيست: سويد، والنائب باسل غطاس من كتلة التجمع الوطني الديمقراطي.
بدأت احتفالات عيد الميلاد في إسرائيل قبل نحو أسبوعَين، مع إنارة زينة شجرة تنّوب عملاقة بارتفاع 15 مترًا في مدينة يافا. غدًا (24 كانون الأول)، ستجري في مدينة الناصرة مسيرة عيد الميلاد التقليدية، التي يصل السائرون في نهايتها إلى كنيسة البشارة، حيث يجري عرض ألعاب ناريّة. السنة الماضية، وصل نحو 300 ألف زائر إلى احتفالات عيد الميلاد في الناصرة، حيث وُضعت أكبر شجرة عيد في الشرق الأوسط.
وفق معطيات دائرة الإحصاء المركزية، يعيش في إسرائيل نحو 158 ألف مسيحي، منهم نحو 80% عرب. يشكّل المسيحيون في إسرائيل 2% من السكّان. وفق معطيات كانون الأول 2012، يعيش أكبر عدد من المسيحيين في البلاد في الناصرة (22400)، ثم حيفا (14400)، القدس (11700)، وشفاعمرو (نحو 9000).