حمدين صباحي

عبد الفتاح السيس (AFP)
عبد الفتاح السيس (AFP)

انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر

انتخاب السيسي هو الخيار الأكثر رغبًا بالنسبة لإسرائيل، إذ يعرض السيسي السلام مع إسرائيل باعتباره رصيدًا استراتيجيّا لمصر، ولا يشكّك بضرورته، ويعلن بشكل صريح أنّه سيحترم معاهدة السلام

لم تكن هناك مفاجآت في انتخابات الرئاسة المصرية. وكان واضحًا منذ البدء أنّ عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق والرجل الأقوى في القيادة المصرية، سيكون الرئيس القادم. لقد ساعده منافسوه على المهمّة. قاطع خصوم السيسي الكبار، “الإخوان المسلمين”، بمعظمهم الانتخابات، وتركوا بذلك الطريق مفتوحًا لانتخابه بغالبية ساحقة، حيث سيتمّ تناسي نسبة التصويت المنخفضة نسبيًّا مع الزمن. فضلًا عن ذلك، فقد نافسه مرشّح واحد فقط، وهو حمدين صبّاحي، والذي فاز في الانتخابات السابقة للرئاسة عام 2012 بالمركز الثالث، من بين ثلاثة عشر مرشّحًا، حيث قام بالتصويت له نحو خمسة ملايين مصري. وصبّاحي ليس مجهولا في مصر. فقد كان أحد زعماء الحركة الطلابية في سنوات السبعينات، ورجل يساري وناشط ناصري تم اعتقاله مرّات عديدة، وعضو برلمان بارز خلال عقد. كان أحد زعماء ثورة يناير 2011 والتي أسقطت نظام مبارك، وتصدّى لـ “الإخوان المسلمين” واعتُبر ممثّلا عن قيم الثورة.

السيسي يدلي بصوته في القاهرة وسط جمهور غفير يحيه (AFP)
السيسي يدلي بصوته في القاهرة وسط جمهور غفير يحيه (AFP)

 

أدى الضرر الذي جلبه نظام “الإخوان” على الدولة إلى اعتبار الحاجة للاستقرار والإصلاح في نظر الكثير من المصريين أنها سابقة لكلّ شيء، حتى للرغبة في تعزيز قيم الثورة والعملية الديمقراطية

وكان من الواضح أنّ صبّاحي لا يملك قدرة المنافسة على مكانة وشعبية السيسي. لقد أدى إسقاط نظام “الإخوان” برئاسة محمد مرسي في منتصف 2013 إلى النظر إلى السيسي نظرة الشخصية الأقوى والأبرز في القيادة العسكرية التي قادت مصر في السنة الأخيرة. عززت خيبة الأمل القاسية، الغضب والإحباط التي تراكمت عند غالبية الطبقات في الشعب المصري في عام حكم “الإخوان” من الشعور بالحاجة إلى زعيم قوي، ليعيد الاستقرار إلى مصر، ويحارب الإرهاب الداخلي ويفرض القانون والنظام والأمن الشخصي، ويصلح الاقتصاد المنهار منذ سقوط نظام مبارك ويعزّز مكانة مصر الإقليمية والدولية التي تأذّتْ. يعتبر السيسي زعيمًا قويّا في نظر غالبية الشعب، الأحزاب ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى تمتّعه بالدعم الكامل من أصدقائه في قيادة الجيش. هناك من شبّهه بمن يستطيع أن يكون عبد الناصر الثاني، رغم أنّه لا يزال بعيدًا عن مكانة الزعيم المصري والعربي في سنوات الخمسينات والستينات. ولكن مجرّد التشبيه يدلّ على وجود الكثيرين في مصر ممّن يتوقون لزعيم قوي يقود مصر إلى طريق جديد.

لا يريد الجميع في مصر قيادة السيسي. على رأس هؤلاء، “الإخوان المسلمون” الذين يرون فيه خصمًا وعدوّا، لأنّه عزل مرسي، الذي اختير في انتخابات حرّة من قبل غالبيّة الشعب، وأعلن الحرب عليهم. ولكن هناك قلق كبير أيضًا لدى هؤلاء الذين تصدّوا لحكم “الإخوان”، ومن ضمنهم جهات ليبرالية، من أنّ يبتعد السيسي عن قيم الثورة، ويوقف العملية الديمقراطية التي تلتها، ويعيد مصر إلى أيام نظام مبارك ويستغلّ قوّته لبناء دكتاتورية عسكرية. ولكن، أدى الضرر الذي جلبه نظام “الإخوان” على الدولة إلى اعتبار الحاجة للاستقرار والإصلاح في نظر الكثير من المصريين أنها سابقة لكلّ شيء، حتى للرغبة في تعزيز قيم الثورة والعملية الديمقراطية.

متظاهر مصري (PEDRO UGARTE / AFP)
متظاهر مصري (PEDRO UGARTE / AFP)

تقف أمام السيسي الآن مهمّتان صعبتان أساسيّتان، وهما مرتبطتان ببعضهما البعض، وقد تدرّب عليهما في السنة الماضية. الأولى، هي إصلاح الوضع الاقتصادي. فمصر تعاني من ضائقة اقتصادية مُهيكلة، وقد ازدادت هذه الضائقة منذ ثورة 2011، حيث أنّ عدم الاستقرار قد أضرّ بمباشرة الاستثمار الأجنبي وبحجم السياحة. سيتعيّن على السيسي إيجاد طرق لجذب مستثمرين أجانب، تقليص البطالة وبشكل أساسي لدى الشباب، وإعادة السائحين إلى مصر وتطوير البنى التحتيّة والصناعة. وهذه مهمّة صعبة جدّا، لا يمكن تنفيذها في مرحلة زمنية قصيرة. عرض السيسي برنامجًا اقتصاديًّا لإصلاح مصر وتحدّث عن تحسين الحالة خلال عامين. ولكن منذ عام 2011 أضيف عامل جديد للعبة السياسية: فإذا لم ينجح السيسي في إظهار بداية لإصلاح حقيقي في مرحلة زمنية قصيرة، فمن الممكن أن تخرج الحشود مجدّدًا للشوارع لتطالب بإسقاطه، تحديدًا بسبب الآمال والتوقّعات التي أثارها. يعلّمنا إسقاط مبارك، أنّه حتى حين يدعم الجيش النظام، فإنّ الأمر لا يعكس ضمانًا آخر بأنّ النظام لن يُطاح به.

تقف أمام السيسي الآن مهمّتان صعبتان أساسيّتان: الأولى، هي إصلاح الوضع الاقتصادي والثانية، هي ضرورة مواجهة “الإخوان” مع توسع الإرهاب في مصر والحاجة إلى إعادة القانون والنظام

المهمّة الأخرى التي تقف أمام السيسي، هي ضرورة مواجهة “الإخوان” مع توسع الإرهاب في مصر ومع الحاجة إلى إعادة القانون والنظام. يواجه “الإخوان” موقفًا صعبًا. فقد تمّ إسقاطهم من النظام، وأعلِنَ عنهم كتنظيم إرهابي وحركة خارجة عن القانون، وتمّ قتل المئات من نشطائهم في مواجهات مع القوى الأمنية. واعتُقل الكثير من قادتهم وقُدّموا للمحاكمة، وتم إصدار أحكام الإعدام على بعضهم (والتي ليس بالضرورة أنها ستُنفّذ). فأوضح السيسي في مقابلاته مع الإعلام أنّه ينوي مواجهة مشكلة التطرّف الإسلامي، التي يجسّدها “الإخوان” والجماعات الإسلامية الأخرى، بيد من حديد. وأكد على أنّه لا ينوي السماح للإخوان وأمثالهم، وللتنظيمات الإرهابية المرتبطة بهم، بالتنظيم والاستمرار، بسبب توجّههم المتطرّف، ولأنّ الدستور لا يسمح بوجود الأحزاب الدينية.

محاكمة الرئيس المخلوع محمد مرسي، المحكمة الدستورية العليا في القاهرة (AFP)
محاكمة الرئيس المخلوع محمد مرسي، المحكمة الدستورية العليا في القاهرة (AFP)

في مثل هذه الحالة، يتردّد “الإخوان” بخصوص طريقهم المستقبَلية. فمن جهة، فإن إخراجهم من القانون كمنظمة إرهابية، يجعل السيسي يعزلهم عن إمكانية اندماجهم في السلطة من خلال الحوار، طالما أنّهم يمثّلون تنظيمًا سياسيًّا. وهناك شكّ أيضًا إنْ كانوا يرغبون بالاندماج في السلطة، وذلك على ضوء شعورهم بأنّهم أُسقِطوا بطريقة غير شرعية، بعد أن حصلوا على ثقة غالبية الشعب عام 2012. ومن جهة أخرى، فإنّ معظم الشعب تعب منهم ويدعم السيسي في تحرّكاته لقمعهم. إن خرجوا في صراع عنيف شامل ضدّ النظام الحالي، فمن الممكن أن يدينهم الشعب باعتبارهم مسؤولين عن انهيار الأوضاع إلى حرب أهلية. من خلال هذا التردّد، يدير “الإخوان” في الوقت الراهن مواجهة محدودة مع النظام، والتي أساسها عمليات إرهابية ضدّ جهات حكومية في سيناء وأماكن أخرى، ولكنّ ذلك لا يؤدّي بهم إلى أيّ مكان.

مقابلة السيسي وبوتين (AFP)
مقابلة السيسي وبوتين (AFP)

سيضطرّ السيسي إلى إعطاء رأيه أيضًا بعلاقاته مع القوى العظمى. هناك في القيادة المصرية كما يبدو غضب على الإدارة الأمريكية، لكونها لم تسارع في منح كامل دعمها للنظام الحالي، بزعم أنّ هذا الأخير قد أسقط سلطة منتخبة بطريقة ديمقراطية وبانتخابات حرّة، وبالأساس لأنّ الإدارة الأمريكية علّقت كردّ على ذلك جزءًا من إرساليات المعدّات العسكرية التي وُعدتْ بها مصر. دفع غضب المصريين بهم لإجراء محادثات استثنائية مع روسيا، حيث زار في نهاية 2013 وبداية 2014 وزير الدفاع والخارجية الروسيّين مدينة القاهرة وقام نظراؤهما المصريين بزيارة متبادلة في موسكو. بالمقابل، تم نشر تقارير حول صفقة سلاح كبيرة ومهمّة يتمّ الإعداد لها بين الدولتين. في الوقت الراهن لا يوجد أيّ تأكيد رسمي على هذه الأنباء بخصوص الصفقة وقد تلاشت الأخبار حولها، ويبدو أنّ هذه الخطوة قد خُصّصتْ بدرجة كبيرة للتدليل على الاستياء المصري من السياسة الأمريكية. عندما انتُخب السيسي الآن رئيسًا بطريقة ديمقراطية، فالخيار الأكثر رجحانًا هو عدم توقيع صفقة السلاح الكبيرة بين مصر وروسيا، ولكن يبدو أنّ تعاونًا عسكريًّا محدودًا سيحدث بينهما. في جميع الأحوال، فإن النقطة الرئيسية في هذه القضية هو إلى أي مدى ستعمل الإدارة الأمريكية على مواءمة الأمور مع القيادة المصرية.

وفي النهاية، فإنّ انتخاب السيسي هو الخيار الأكثر رغبًا بالنسبة لإسرائيل. وبالتأكيد، فإنّ حكمه أفضل من حكم “الإخوان”، الذين يحملون نهجًا معاديًّا لإسرائيل، وأيضًا منافسه في الانتخابات، صبّاحي، تحفّظ عن إسرائيل وعبّر عن دعمه لحماس. بالمقابل، يقدّم السيسي السلام مع إسرائيل باعتباره رصيدًا استراتيجيّا لمصر، ولا يشكّك بضرورته وأعلن بشكل صريح أنّه سيحترم معاهدة السلام. بحكم منصبه في الماضي كرئيس للاستخبارات وكوزير للدفاع، يعي السيسي الفوائد الكامنة في التنسيق العسكري مع إسرائيل، وأعرب عن رغبته بإصلاح الملحق العسكري لاتفاق السلام، من خلال التفاهم مع إسرائيل، بحيث يمكّن مصر من تعزيز سيطرتها على سيناء وقدرتها على مواجهة الهجمات الإرهابية وتهريب السلاح في شبه الجزيرة.

زيارة جون كيري الى القاهرة ومقابلته مع السيسي (U.S. State Department Flickr)
زيارة جون كيري الى القاهرة ومقابلته مع السيسي (U.S. State Department Flickr)

يرى السيسي في حماس أيضًا تنظيمًا إرهابيًّا مرتبطا بـ “الإخوان”، ومن المرجّح أن يستمر في عرقلة تهريب السلاح من سيناء إلى قطاع غزة. ولذلك فإنّ نهجه يضمن المزيد من التفاهم والتعاون مع إسرائيل في المجال الأمني. من هذه الناحية، عملت إسرائيل بشكل صحيح حين تركت مصر تضع قواتها في سيناء إضافة إلى ما هو متفق عليه في معاهدة السلام، وحين عملت مقابل الإدارة الأمريكية على تقليل الاحتكاك بينها وبين القيادة المصرية.

نُشرت المقالة للمرة الأولى في موقع معهد أبحاث الأمن القومي ‏INSS‏

اقرأوا المزيد: 1189 كلمة
عرض أقل
عبد الفتاح السيسي، الرجل الأقوى في مصر (AFP)
عبد الفتاح السيسي، الرجل الأقوى في مصر (AFP)

اعلان فوز السيسي رسميا برئاسة مصر بنسبة 96.91 في المئة

حصل السيسي على 23 مليونا و780 ألفا و104 أصوات مقابل 757 الفا و511 صوتا لمنافسه المرشح اليساري حمدين صباحي

أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية اليوم الثلاثاء فوز قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي برئاسة مصر بحصوله على 96.91 في المئة من الاصوات في الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي.

وقالت اللجنة إن السيسي حصل على 23 مليونا و780 ألفا و104 أصوات مقابل 757 الفا و511 صوتا لمنافسه المرشح اليساري حمدين صباحي.

وبلغت نسبة الاقبال على التصويت حوالي 47 في المئة.

ودوت اصوات اطلاق الالعاب النارية في ميدان التحرير بوسط القاهرة عقب اعلان النتيجة في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون على الهواء.

اقرأوا المزيد: 77 كلمة
عرض أقل
عبد الفتاح السيسي (صفحة فيس بوك الرسمية)
عبد الفتاح السيسي (صفحة فيس بوك الرسمية)

السيسي يفوز في انتخابات الرئاسة المصرية ويواجه تحديات اقتصادية

"ضعف الإقبال سيجعل من الأصعب على السيسي فرض الإصلاحات الاقتصادية المؤلمة التي تطالب بها المؤسسات الدولية والمستثمرون"

أظهرت النتائج الأولية اليوم الخميس فوز المشير عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المصري السابق فوزا ساحقا في انتخابات الرئاسة لكن انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات عن المتوقع أضعف التفويض القوي الذي يحتاجه لإصلاح الاقتصاد ومواجهة معارضيه من أنصار الإخوان المسلمين.

وقالت مصادر قضائية إن السيسي حصل على 93.3 في المئة من الاصوات مع اقتراب عمليات فرز الاصوات من نهايتها بعد تمديد التصويت ليوم ثالث. وحصل منافسه الوحيد السياسي اليساري حمدين صباحي على ثلاثة في المئة من الأصوات الصحيحة بينما بلغت نسبة الأصوات الباطلة 3.7 في المئة.

غير أن المشاركة في العملية الانتخابية والتي جاءت أدنى مما كان متوقعا أثارت تساؤلات حول مدى التأييد الشعبي الفعلي الذي يتمتع به السيسي الذي اعتبره أنصاره بطلا يمكن أن يحقق لمصر الاستقرار السياسي والاقتصادي في أعقاب عزله الرئيس الاخواني محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.

وقالت أنا بويد المحللة في مؤسسة آي.إتش.إس جينز ومقرها لندن “ضعف الإقبال سيجعل من الأصعب على السيسي فرض الإصلاحات الاقتصادية المؤلمة التي تطالب بها المؤسسات الدولية والمستثمرون.”

ويريد المستثمرون من السيسي أن ينهي الدعم على الطاقة ويفرض نظاما ضريبيا واضحا ويعطي إرشادات فيما يتعلق باتجاه سعر الصرف.

وأعلنت الحكومة أن نسبة المشاركة في التصويت بلغت حوالي 46 في المئة من إجمالي عدد الناخبين البالغ 54 مليونا. وكان السيسي دعا الأسبوع الماضي إلى مشاركة 40 مليون ناخب أي 80 في المئة من جمهور الناخبين.

وكانت نسبة التصويت 52 في المئة في الانتخابات التي فاز فيها مرسي عام 2012.

لكن صباحي الذي أقر بخسارته في انتخابات الرئاسة قال اليوم الخميس إنه لا يعترف بنسبة المشاركة في الاقتراع الذي استمر ثلاثة أيام.

وقال في مؤتمر صحفي “لا نستطيع أن نعطي أي مصداقية أو تصديق للأرقام المعلنة عن نسبة المشاركة.”

وأشارت جولة لمراسلي رويترز في عدد من اللجان الانتخابية خلال أيام التصويت الثلاثة إلى انخفاض الاقبال على التصويت. وربط البعض انخفاض نسبة الاقبال باللامبالاة السياسية من جانب البعض واعتراض آخرين على تولي شخص جديد من خلفية عسكرية رئاسة البلاد واستياء بين شباب ذوي ميول ليبرالية مما يرون أنه قمع للحريات إضافة إلى دعوة الإخوان المسلمين لمقاطعة الانتخابات.

وقال محمود ابراهيم (25 عاما) الذي يسكن في حي امبابة الشعبي “الانتخابات دي تمثيلية. مهزلة. التصويت ضعيف لكن الإعلام كذب على الناس. كل ده علشان رجل واحد.”

وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة 2.3 في المئة أمس الاربعاء بعد أن رأي البعض أن نسبة التصويت مخيبة للامال كما أغلق اليوم الخميس منخفضا 3.45 في المئة بعد أن قال وزير المالية إن الحكومة وافقت على ضريبة نسبتها عشرة في المئة على الأرباح الرأسمالية لسوق الأسهم. وفي السوق السوداء شهد الجنيه المصري تراجعا بسيطا.

مؤيدو السيسي يحتفلون في القاهرة (KHALED DESOUKI / AFP)
مؤيدو السيسي يحتفلون في القاهرة (KHALED DESOUKI / AFP)

مجتمع الأعمال

لكن محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية قال إن مجتمع الاعمال سعيد جدا بالنتائج وأضاف “نحتاج إصلاحا حقيقيا وفرصا… رجلا لديه الشجاعة لاتخاذ قرارات. أنا وأصدقائي عندنا أمل كبير.”

ويرى أنصار السيسي أنه الشخصية القوية التي يمكنها أن تضع نهاية للاضطرابات التي تجتاح مصر على مدى ثلاث سنوات منذ الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك عقب 30 عاما قضاها في الحكم.

لكن منتقديه يخشون أن يتحول السيسي إلى حاكم مستبد جديد يعمل على حماية مصالح المؤسسة العسكرية ويخمد الآمال في الديمقراطية ويسيء إدارة الاقتصاد.

ويتمتع السيسي بتأييد القوات المسلحة ووزارة الداخلية وكثير من الساسة ورجال أعمال ازدهر نشاطهم في عهد مبارك ولايزالون يتمتعون بنفوذ قوي.

كما يحظى السيسي بتأييد السعودية والإمارات والكويت التي ترى في جماعة الإخوان المسلمين خطرا عليها. وضخت الدول الثلاث مليارات الدولارات لمساعدة مصر على اجتياز الفترة الانتقالية والصمود اقتصاديا.

وقال محمد زلفة عضو مجلس الشورى السعودي “يمكن لمصر والسعودية أن تعملا معا للتصدي للتهديدات سواء الداخلية مثل الاخوان المسلمين أو الخارجية مثل ايران وأنصارها في المنطقة.”

وأضاف “أعتقد أن السعوديين سيفعلون كا ما بوسعهم لدعم السيسي الآن بعد انتخابه لأن الشعب المصري يؤيده.”

إجراءات أمنية شديدة في مراكز الاقتراع (MOHAMED EL-SHAHED / AFP)
إجراءات أمنية شديدة في مراكز الاقتراع (MOHAMED EL-SHAHED / AFP)

إجراءات صعبة

التف كثير من المصريين حول السيسي بعد إعلان الجيش عزل مرسي الذي رأوا أنه سعى خلال عام رئاسته لاحتكار السلطة وأنه أساء إدارة الاقتصاد.

لكن الإقبال على التصويت الذي جاء أقل من المتوقع أثار تكهنات بأن السيسي ربما لا يملك التفويض الشعبي الكافي الذي يمكنه من تنفيذ إجراءات صعبة مطلوبة لاستعادة النمو الاقتصادي العفي والحد من الفقر والبطالة وإنهاء دعم الطاقة المكلف.

وقال سايمون وليامز كبير الاقتصاديين في بنك اتش.اس.بي.سي الشرق الاوسط “العمل الشاق يبدأ هنا. آخر 12 شهرا كانت عن (عزل) مرسي. والآن على النظام أن يحقق نتائج.”

وأحد الاختبارات الكبرى أمام السيسي مسألة دعم أسعار الطاقة التي تستنزف مليارات الدولارات من موازنة الدولة كل عام. وقد حث رجال أعمال السيسي على رفع أسعار الطاقة رغم أن ذلك قد يؤدي إلى احتجاجات وإلا فإنه سيجازف بمزيد من التدهور الاقتصادي.

وتنبأ تامر أبو بكر رئيس شركة مشرق للبترول بأن السيسي سيرجيء أي قرارات جريئة في الاشهر القليلة الاولى من رئاسته رغم أنه وصفها بانها حتمية.

وقال أنجوس بلير رئيس سيجنت للتوقعات الاقتصادية “الكل يريد شكلا ما من أشكال الاستقرار حتى تستطيع أن تتخذ قراراتك الاستثمارية. عندما يكون هناك استقرار فإنه يجعل تقييم المخاطر أسهل كثيرا.”

واحتفلت أغلب الصحف المصرية بنتيجة الانتخابات ووصفتها صحيفة الأخبار اليومية بأنها تمثل “يوم أمل لكل المصريين”.

وانطلقت الألعاب النارية في سماء القاهرة بعد أن بدأت النتائج في الظهور ولوح أنصار السيسي بالاعلام المصرية وأطلقوا أبواق السيارات في الشوارع المزدحمة.

وتجمع نحو 1000 شخص في ميدان التحرير رمز الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم مبارك عام 2011.

اقرأوا المزيد: 797 كلمة
عرض أقل
لافتة انتخابات للمرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي. أرشيف (MOHAMED EL-SHAHED / AFP)
لافتة انتخابات للمرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي. أرشيف (MOHAMED EL-SHAHED / AFP)

إقبال أضعف من المتوقع على التصويت في انتخابات الرئاسة المصرية

دبلوماسي غربي قدر أن عدد المشاركين ما بين عشرة ملايين و15 مليونا أي ما بين 19 و28 في المئة من جمهور الناخبين

واصل المصريون اليوم الأربعاء الإدلاء بأصواتهم في اليوم الثالث من انتخابات الرئاسة المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بها قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي وإن كانت نسبة المشاركة في التصويت أقل مما كان منتظرا.

ونقل موقع بوابة الأهرام عن طارق شبل عضو اللجنة الانتخابية قوله إن أكثر من 21 مليونا شاركوا في التصويت أي نحو 39 في المئة من مجموع عدد الناخبين البالغ 54 مليونا.

وكان السيسي قد دعا الأسبوع الماضي إلى مشاركة 40 مليون ناخب في التصويت أي ما يقرب من 80 في المئة من اجمالي عدد الناخبين.

إلا أن دبلوماسيا غربيا قدر عدد المشاركين بما بين عشرة ملايين و15 مليونا أي ما بين 19 و28 في المئة من جمهور الناخبين.

وينافس السيسي في الانتخابات السياسي اليساري حمدين صباحي.

المرشح المصري لرئاسة مصر حمدين صباحي (AFP)
المرشح المصري لرئاسة مصر حمدين صباحي (AFP)

ورغم أن التوقعات كلها تشير إلى فوز السيسي بالرئاسة فإن نسبة المشاركة في التصويت تمثل مؤشرا رئيسيا على مدى التأييد الشعبي الذي يحظى به وقد يضر ضعف الاقبال بشرعيته في الداخل وعلى المستويين الاقليمي والعالمي بعد أن عزل محمد مرسي أول رئيس منتخب في انتخابات حرة بمصر إثر احتجاجات شعبية حاشدة مطالبة بإنهاء حكمه.

وأظهرت جولة في عدد من اللجان الانتخابية في القاهرة اليوم الأربعاء ضعفا في إقبال الناخبين على التصويت. وقال مراسلون لرويترز إن الصورة نفسها تكررت في الاسكندرية ثاني أكبر مدن مصر.

وفي بلد شهد استقطابا حادا منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم حسني مبارك ربط البعض انخفاض نسبة الاقبال بلا مبالاة بعض الناخبين واعتراض آخرين على تولي ضابط من القوات المسلحة رئاسة البلاد واستياء بين الشباب ذوي الميول الليبرالية مما يرون أنه قمع للحريات ودعوة الإخوان المسلمين لمقاطعة الانتخابات.

وكان من المقرر أن تكون مدة التصويت يومين لكن اللجنة المشرفة على الانتخابات قررت تمديدها يوما ثالثا لاتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الناخبين للادلاء بأصواتهم.

وصدرت صحيفة المصري اليوم بعنوان كبير يقول “الدولة تبحث عن صوت”.

العملية الانتخابية

قالت بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الديمقراطية الدولية إن قرار تمديد التصويت يثير تساؤلات حول سلامة العملية الانتخابية.

وقال ايريك بيورنلوند رئيس المنظمة في بيان “القرارات التي تتخذ في اللحظات الأخيرة عن إجراءات انتخابية مهمة مثل قرار تمديد التصويت يوما اضافيا يجب الا تتخذ سوى في ظروف استثنائية.”

وبثت حملة السيسي صورا لصفوف طويلة من الناخبين بعضهم يلوح بالأعلام المصرية ويرفع صور السيسي. ورفعت الحملة على صفحتها على الفيسبوك شعار “انزل وارفع علم بلدك”.

إجراءات أمنية شديدة في مراكز الاقتراع (MOHAMED EL-SHAHED / AFP)
إجراءات أمنية شديدة في مراكز الاقتراع (MOHAMED EL-SHAHED / AFP)

وعند أحد مراكز الاقتراع قالت سماء (45 عاما) التي تملك متجرا بالقاهرة إنها تؤيد السيسي. وأضافت “بلدنا لازمه دلوقتي رجل عسكري. نحتاج للنظام.”

لكن غابت عن المراكز أي صفوف طويلة. وقال ضابط بالجيش وهو يقرأ صحيفة أمام نفس مركز الاقتراع بالقاهرة “عايزة تتكلمي مع ناخبين؟ شايفة أي ناخبين؟ مش عارف ليه مابيجوش. يمكن رافضين السياسة.”

واتهم النشط الليبرالي خالد داود اللجنة الانتخابية والحكومة بالفوضى في إدارة الانتخابات.

وقال “هناك شعور بأن النتيجة معروفة سلفا وهذا النوع من الاحتفال الذي يقيمونه للسيسي جاء بأثر عكسي لأن الناس لم تعد تقتنع بهذه الدعاية.

“الناس أيام مبارك لم تكن تشارك لأنها كانت تعرف أن صوتها لن يفرق وهذا ما يحدث الآن.”

وكانت السلطات قد اتخذت مجموعة من التدابير لحث الناخبين على المشاركة في العملية الانتخابية فقالت وزارة العدل إن المصريين الذين لا يصوتون ستفرض عليهم غرامة وأعلن عن اتاحة تذاكر مجانية للمسافرين بالقطارات حتى يتمكنوا من التصويت.

ورغم الحملة الرسمية لحمل الناخبين على التصويت كان الحضور في اللجان محدودا لعدة أسباب.

وكانت جماعة الاخوان المسلمين التي يعتقد أن عدد أعضائها يبلغ نحو مليون عضو في بلد عدد سكانه أكثر من 85 مليون نسمة قد أعلنت رفضها للانتخابات ووصفتها بأنها استمرار لاستيلاء الجيش على السلطة.

وكانت مصر قد أعلنت الجماعة منظمة ارهابية. وقتل نحو ألف من أنصار الاخوان في حملة أمنية.

وقال محمد عبد الحفيظ عضو الاخوان “إجراء الانتخابات باطل في ظل الانقلاب العسكري… لا يمكن للانتخابات أو أي وسيلة أخرى أن تمنحه الشرعية.”

محاكمة الرئيس المخلوع محمد مرسي، المحكمة الدستورية العليا في القاهرة (AFP)
محاكمة الرئيس المخلوع محمد مرسي، المحكمة الدستورية العليا في القاهرة (AFP)

كما تغيرت آراء الشباب الليبراليين حتى من أيدوا قرار عزل مرسي في يوليو تموز الماضي وذلك بعد اعتقال كثيرين منهم في الحملة الأمنية التي أدت إلى الحد من الاحتجاجات والمظاهرات.

وربما يكون من أسباب انخفاض نسبة المشاركة ان بعض الناخبين المصريين اعتبروا فوز السيسي أمرا محسوما ولم يروا فائدة في الادلاء بأصواتهم. وربما امتنع آخرون لانهم يرفضون التصويت لرجل ذي خلفية عسكرية.

من ناحية أخرى أعلن صباحي في بيان سحب مندوبيه من اللجان الانتخابية. وقال في البيان “بدا أن الانتخابات تتجه نحو عملية خالية من المضمون الديمقراطي وتفتقر للحد الأدنى من ضمانات حرية تعبير المصريين عن رأيهم وإرادتهم فضلا عن عدم ضمان أمن وسلامة مندوبي الحملة وما تعرضوا له من اعتداء وقبض وهو ما وصل إلى إحالة بعضهم إلى النيابة العسكرية.”

وحمل البيان المسؤولية الكاملة عن سلامة الانتخابات ونزاهتها للجنة العليا للانتخابات وللسلطات والأجهزة الأمنية.

وكانت وسائل الاعلام المحلية ركزت على ضعف الاقبال ووجه بعض المذيعين السباب للناخبين الذين لم يشاركوا في التصويت. ووصف معلق في إحدى القنوات التلفزيونية الممتنعين عن التصويت بأنهم “خونة خونة خونة”.

وبلغت نسبة الاقبال في انتخابات الرئاسة التي فاز فيها مرسي 52 في المئة. وقال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن من الضروري أن يتجاوز الإقبال هذه المرة تلك النسبة حتى يتمتع السيسي بالشرعية السياسية كاملة.

وأضاف نافعة أنه إذا لم تتحقق هذه النسبة فسيكون السيسي قد فشل في قراءة المشهد السياسي ولا بد من تصحيح خطأ حساباته من خلال التوافق.

وعلق الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الاهرام على قرار تمديد التصويت ليوم الثالث قائلا على صفحته على فيسبوك إن القرار يظهر مصر وكأنها تتسول التصويت ويفتح الباب أمام كل التأويلات ويسيء للالتزام بالقواعد ونزاهة العملية الانتخابية.

وقال رشاد زيدان (60 عاما) الذي يعمل سائقا لاسرة ثرية في حي الزمالك بالقاهرة “الناس بتقول لنفسها ايه فايدة التصويت؟ أنا شخصيا صوتي مش هيفرق وعشان كده مش هاصوت.”

اقرأوا المزيد: 861 كلمة
عرض أقل
لافتة انتخابات للمرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي. أرشيف (MOHAMED EL-SHAHED / AFP)
لافتة انتخابات للمرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي. أرشيف (MOHAMED EL-SHAHED / AFP)

السيسي يقترب من مقعد الرئاسة في مصر

السيسي: "النهاردة المصريين نازلين عشان يكتبوا تاريخهم. يسطروا مستقبلهم. الدنيا كلها بتتفرج عليهم وبيشوفوا ازاي المصريين حيعملوا التاريخ ويعملوا المستقبل ان شاء الله النهاردة وبكرة"

بدأ المصريون التصويت اليوم الاثنين في انتخابات الرئاسة التي تشير التوقعات إلى أن قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي سيفوز فيها ليعود مقعد الرئاسة لأحد رجال الجيش بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بحكم حسني مبارك.

واصطف الناخبون للادلاء بأصواتهم وسط حراسة مشددة على اللجان الانتخابية التي فتحت أبوابها في التاسعة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش). ويستمر التصويت يومي الاثنين والثلاثاء.

“احنا شايفين إن السيسي راجل فعلا. مصر عايزة راجل قوي.عايزين البلد تتقدم والناس تاكل عيش”

وينافس السيسي – الذي عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي في يوليو تموز الماضي بعد احتجاجات شعبية ضخمة على حكمه – السياسي اليساري حمدين صباحي.

وقال صابر حبيب وهو يضم قبضته في انتظار الإدلاء بصوته أمام لجنة في مدينة السويس “احنا شايفين إن السيسي راجل فعلا. مصر عايزة راجل قوي.” وأضاف حبيب الذي يعمل مقاولا ويبلغ من العمر 64 عاما “عايزين البلد تتقدم والناس تاكل عيش (خبز).”

ويرى كثيرون أن السيسي هو الزعيم الفعلي لمصر منذ عزل مرسي. وهو يواجه تحديات عديدة من بينها أزمة اقتصادية طاحنة وموجة عنف من متشددين اسلاميين تصاعدت منذ سقوط مرسي.

ورغم أن نتيجة الانتخابات محسومة فيما يبدو فإن مشاركة عدد كبير من الناخبين فيها سيعد تفويضا قويا للسيسي.

وقال أحمد الدمرداش الذي يعمل مهندسا ميكانيكيا وهو ينتظر أمام لجنته الانتخابية للادلاء بصوته “احنا محتاجين حد يحط البلد من اليوم الاول على الطريق الصحيح. ما نتحملش تجارب تاني.”

السيسي: “أنا مش حأقول للناس أكثر من ان شاء الله ربنا يارب يقف مع مصر ويساعدها ويساعدنا كلنا. وحيبقى مستقبل عظيم ان شاء الله”

ولوح السيسي لأنصاره عقب الادلاء بصوته في لجنة بحي مصر الجديدة وهم يهتفون له “ياريس ياريس.”

وقال السيسي “النهاردة المصريين نازلين عشان يكتبوا تاريخهم. يسطروا مستقبلهم. الدنيا كلها بتتفرج عليهم وبيشوفوا ازاي المصريين حيعملوا التاريخ ويعملوا المستقبل ان شاء الله النهاردة وبكرة. أنا مش حأقول للناس أكثر من ان شاء الله ربنا يارب يقف مع مصر ويساعدها ويساعدنا كلنا. وحيبقى مستقبل عظيم ان شاء الله.”

وأردف “بأقول له (الشعب المصري) لازم ان هو يبقى مطمئن ان بُكره حيبقى جميل قوي .. حيبقى عظيم قوي بينا كلنا مع بعض. الاقبال ان شاء الله حيبقى جميل وحيبقى هايل بفضل الله. تحيا مصر.”

ويرى أنصار السيسي الذي استقال من الجيش في وقت سابق من العام الجاري لخوض الانتخابات أنه شخصية حاسمة يمكنها أن تعيد الاستقرار لمصر الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في قلب العالم العربي.

وفي أحد مراكز التصويت بالقاهرة أجمع نحو 50 رجلا يقفون في طابور للادلاء بأصواتهم على اختيار السيسي باستثناء واحد فقط.

 “صوتي لصباحي بسبب برنامجه ولان مصر محتاجة رئيس مدني لبدء بناء مجتمع ديمقراطي مثل الدول الاخرى”

وقال فتحي عبد الحميد (58 عاما) الذي يعمل مديرا بشركة هندسية “صوتي لصباحي بسبب برنامجه ولان مصر محتاجة رئيس مدني لبدء بناء مجتمع ديمقراطي مثل الدول الاخرى.”

وقاطعة رجل يقف بجواره قائلا “لكن أغلب الناس عايزين حد عنده خبرة والشخص ده هو السيسي. شوف خبرته في المخابرات الحربية.”

أما خصومه وأغلبهم في المعارضة الاسلامية فيقولون إنه العقل المدبر لانقلاب أطاح بأول رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة.

ويخشى هؤلاء أن يحكم السيسي مصر بقبضة من حديد مثل القادة العسكريين السابقين وأن يعمل على حماية المصالح السياسية والاقتصادية للقوات المسلحة

ويخشى هؤلاء أن يحكم السيسي مصر بقبضة من حديد مثل القادة العسكريين السابقين وأن يعمل على حماية المصالح السياسية والاقتصادية للقوات المسلحة ورجال الأعمال الذين كدسوا الثروات قبل انتفاضة عام 2011 لكنهم مازالوا يتمتعون بنفوذ كبير.

ودعت جماعة الإخوان المسلمين إلى مقاطعة الانتخابات ووصفتها بأنها مهزلة.

وقال مسؤولون أمنيون إن الشرطة ألقت القبض على 11 من أنصار الجماعة لتظاهرهم في مدينة الاسكندرية ثاني أكبر مدينة مصرية. وتقول الحكومة إن جماعة الاخوان منظمة ارهابية.

وقال شهود ومسؤولون أمنيون إن 400 شخص من أنصار مرسي نظموا مسيرة للاحتجاج على الانتخابات في كرداسة على أطراف القاهرة والتي قتل فيها 14 شرطيا في هجوم على مركز للشرطة في أغسطس اب الماضي عقب مقتل مئات من أنصار مرسي.

وشنت قوات الأمن حملة على جماعة الاخوان وأنصارها ودفعتها للعمل السري بعد أن قتلت المئات واعتقلت الالاف. وأحيلت أوراق أكثر من 1000 من أعضاء الجماعة وأنصارها للمفتي لأخذ رأيه في إعدامهم بتهم منها التحريض على العنف بعد أن عزل الجيش مرسي.

اقرأوا المزيد: 626 كلمة
عرض أقل
من أنت حمدين صباحي؟ (AFP)
من أنت حمدين صباحي؟ (AFP)

من أنت حمدين صباحي؟

تواصل انتخابات الرئاسة المصرية جذب اهتمام دول المنطقة خاصة في ظل التوقعات كيف ستواجه إحدى أكبر الدول العربية الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها خلال الآونة الأخيرة.

انطلقت الحملات الانتخابية للمرشحَيْن مؤخرًا في مصر في جميع وسائل الإعلام. من جهة هناك المرشح الجنرال السابق، عبد الفتاح السيسي، وبالمقابل، هناك مرشح ليس معروفًا، حمدين صباحي. صحيح أن استطلاعات الرأي تتوقع فوزًا كاسحًا للجنرال المحبوب، السيسي، إلا أن مرشح اليسار، الناصري، العدو اللدود لمبارك ومعارض التطبيع مع إسرائيل، صباحي، لا ينوي التنازل بسهولة.

إذا، من هو حمدين صباحي؟

صباحي، هو الاسم الوحيد الذي بقي من انتخابات الرئاسة المصرية التي أجريت عام 2012 والتي فاز فيها مرشح “الإخوان المسلمين”، محمد مرسي، وبفارق بسيط عن مرشح النظام القديم، أحمد شفيق. إلا أن الشخص الذي سرق الأضواء في الجولة الأولى كان المرشح المجهول، صباحي، حينها. إذ وصل إلى المرتبة الثالثة بحصوله على 4.8 مليون صوت تاركًا وراءه مرشحين معروفين مثل عمرو موسى، سكرتير عام الجامعة العربية في السابق، والإسلامي المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح.

بعد نجاحه المذهل في الجولة الأولى أصبح “يُلاحَق” من قبل حركة “الإخوان المسلمين”، التي أيقنت أن بمساعدته سيكون لمرسي احتمالا أكبر في الفوز. واقترحت عليه الحركة أيضًا أن يكون نائبًا لمرسي، إلا أنه رفض العرض وفضل المضي قدمًا في مشواره. وفي هذه الانتخابات أيضًا، ضد المرشح السيسي، ينوي صباحي المضي قدمًا في مشواره وهو لا يبني على أي نوع من الشراكة.

المرشح لرئاسة مصر المشير عبد الفتاح السيسي خلال أول مقابلة تلفزيونية (AFPׂ)
المرشح لرئاسة مصر المشير عبد الفتاح السيسي خلال أول مقابلة تلفزيونية (AFPׂ)

ولد صباحي البالغ من العمر 58 عامًا، في محافظة كفر الشيخ شمال مصر لعائلة مستورة. كان والده فلاحًا. حيث كان يعشق خطابات الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر. أما بالنسبة لخطابات أنور السادات فتحمسه كان أقل من ذلك. عندما كان صباحي طالبًا في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، كان ناشطا بارزًا ضد السادات واتفاق كامب ديفيد مع إسرائيل. والتقى بالسادات في إطار وفد طلابي، إذ لم يبخل في تقديم الانتقادات إليه. عندما أنهى دراسته الجامعية، بدأ صباحي يعمل في الصحيفة المحسوبة على جمال عبد الناصر. وفي عام 1981 “تُوِّج” بلقب “المعتقل الأصغر سنا” وذلك بعد موجة الاعتقالات التي قام بها نظام السادات ضد المعارضة.

كان صباحي أيضًا واحدًا من بين أعداء مبارك اللدودين حيث تم اعتقاله بسبب نشاطاته، رغم أنه كان عضو برلمان. في العام 2004، أصبح صباحي من مؤسسي حزب المعارضة المعروف “الكفاية”، الذي قرر وضع حد للحرمان الاقتصادي والفساد ووقف جميع أعمال التطبيع مع إسرائيل، كما كان يقف من وراء إنشاء الحزب الناصري “الكرامة”.

ليس غريبًا أن الصباحي انضم شهر كانون الثاني من العام 2011 إلى المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة وطالب الإطاحة بمبارك. كما وقف إلى جانب المتظاهرين في “ثورة 30 حزيران” 2013، إلا أن هذه المرة كانت ضد الرئيس مرسي. ومنذ الإطاحة بالرئيس مرسي لم يشارك صباحي في إدارة الفترة الانتقالية، ويبدو ذلك بسبب تخطيطاته للانتخابات الحالية، كي لا يمس بشعبيته.

المرشح المصري لرئاسة مصر حمدين صباحي (AFP)
المرشح المصري لرئاسة مصر حمدين صباحي (AFP)

تحدث صباحي في مقابلة صحافية أجراها شهر شباط الماضي قائلا: “إن مصر بحاجة لرئيس مدني وليس عسكري”. بل وقال قبل أيام في لقاء آخر إن الجنرال السابق يتحمل المسئولية عن الأخطاء التي ارتكِبت خلال الفترة الانتقالية، كونه يعتبر الشخص رقم واحد في سدة الحكم في مصر. أعرب صباحي أيضًا عن استعداده لإجراء مناظرة تلفزيونية مع السيسي. “فوز صباحي سيثبت أنه في 30 حزيران لم يكن انقلابًا، خلافًا لما ادعته حركة “الإخوان المسلمين””، هكذا يصف المقربون من صباحي استراتيجيته في الحملة الانتخابية.

يرجّح معلقون سياسيون أن احتمالات صباحي بالفوز ضئيلة حتى واستغرب البعض من الترشيح نفسه أمام السيسي واصفين ذلك بالخطوة الغريبة، لأن الحديث لا يدور حول مرشح قوي أمام السيسي، على حد قولهم. يرمز ترشح صباحي إلى التغيير الذي يمر به المجتمع المصري من خلال تقديم مرشحين مدنيين لا يخافون من التعبير عن رأيهم والتنافس لوظائف كبيرة حتى وإن كانت آمال الفوز ضئيلة.

اقرأوا المزيد: 566 كلمة
عرض أقل
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)

المُشير عبد الفتاح السيسي كما لم تعهدوه من قبل

في شهر آب من العام 2012، برز نجم الجنرال عبد الفتاح السيسي وتم تعيينه وزيرًا للدفاع في حكومة "الإخوان المسلمين". وبعد عام كان هو من عزل الرجل الذي عيّنه، محمد مرسي، وحاليًّا هو بطريقه المؤكدة للرئاسة

ترتقي انتخابات الرئاسة المصرية درجة، وكل الوسائل الإعلامية تواكب ذلك. سيتنافس مرشحان على المنصب في انتخابات الرئاسة المصرية، التي ستُقام في 26/27 أيار. المرشح الأول هو حمدين صباحي، الشخصية اليسارية الناصرية، الذي جاء ثالثًا في الانتخابات السابقة التي أجريت عام 2012. والمنافس له هو محبوب المصريين والذي وفق كل الاستطلاعات سيفوز بنسبة 70% من الدعم، الجنرال السابق عبد الفتاح السيسي.

قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات وبما لا يدع مجالاً للشك، فإن أقوى رجل في مصر هو السيسي. ولتعزيز مكانته أكثر أطلق السيسي موقعًا الكترونيًا ملفتًا خاصًا بالانتخابات وضع فيه صورًا ومقاطع فيديو كثيرة تُوثق إنجازاته السياسية والعسكرية من بدايتها وحتى يومنا هذا.

لعل عبد الفتاح السيسي سيتذكر تاريخ الـ 12 من آب عام 2012، أكثر من أي شيء آخر، لكونه أهم تاريخ في حياته. كان الرئيس المصري في حينه محمد مرسي، عضو حركة “الإخوان المسلمين”، الذي كان قد مضى شهران على تقلده المنصب. وقد نشر الناطق باسم مرسي تصريحًا مفاده أن وزير الدفاع والمُشير محمد حسين الطنطاوي وقائد الأركان سامي عنان سيتقاعدان. بتصريح واحد زعزع مرسي، عديم الخبرة، المؤسسة العسكرية بشكل لم يصدق أحد أنه سيفعل ذلك، وقام بتعيين الجنرال المخضرم السيسي في منصب القائد العام للجيش ووزير الدفاع.

ولمن لا يعرف الرجل وأعماله، الموقع الذي تم إطلاقه منذ مدة يعطي شرحًا تفصيليًا عن حياة وأعمال الرجل ويؤكد فيه على قيمة العائلة والإسلام بالنسبة لقائد الأمة المصرية.

المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للرئاسة المصرية (Sisi2014)

 

 

 

 

اقرأوا المزيد: 214 كلمة
عرض أقل
المشير عبد الفتاح السيسي (AFP)
المشير عبد الفتاح السيسي (AFP)

السيسي يحث الناخبين على المشاركة في الانتخابات والاسلاميون يدعون للمقاطعة

دعا السيسي المصريين إلى التصويت "بأعداد غير مسبوقة من أجل مصر" حسبما جاء في بيان رسمي يوجز تعليقات أدلى بها خلال اجتماع اليوم الأحد مع مستثمرين في مجال السياحة

دعا القائد العام السابق للقوات المسلحة المصرية عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد الناخبين إلى المشاركة بأعداد كبيرة في الانتخابات الرئاسية المتوقع أن يفوز فيها بسهولة وذلك في مواجهة دعوة المقاطعة التي اطلقها حلفاء الرئيس المعزول محمد مرسي.

ويواجه السيسي الذي عزل مرسي بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه في يوليو تموز الماضي منافسا واحدا في الانتخابات المقررة يومي 26 و27 مايو ايار وهو اليساري حمدين صباحي الذي حل ثالثا في انتخابات 2012 التي فاز بها مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين.

ودعا السيسي المصريين إلى التصويت “بأعداد غير مسبوقة من أجل مصر” حسبما جاء في بيان رسمي يوجز تعليقات أدلى بها خلال اجتماع اليوم الأحد مع مستثمرين في مجال السياحة.

وكان ائتلاف يضم أحزابا إسلامية تعارض عزل مرسي أصدر بيانا في وقت سابق يعلن فيه مقاطعته للانتخابات التي وصفها بأنها “مسرحية هزلية” تهدف إلى تنصيب “مدبر الانقلاب” رئيسا للبلاد.

وقال التحالف الوطني لدعم الشرعية في بيان على موقع فيسبوك إنه لن يعترف بالرقابة على الانتخابات من قبل “داعمي الانقلاب الغربيين” في إشارة واضحة للاتحاد الأوروبي الذي وافق على إرسال بعثة مراقبة.

وجعلت وسائل الإعلام المصرية من السيسي بطلا وينظر كثيرون إليه على انه الحاكم الفعلي للبلاد بعد عزل مرسي. وترك منصبه كقائد للجيش ووزير للدفاع الشهر الماضي من اجل خوض انتخابات الرئاسة.

ويرى أنصار السيسي أنه الرجل القوي المطلوب في الوقت الراهن لاستقرار البلاد. لكن معارضيه ومعظمهم من الإسلاميين فينظرون اليه على انه العقل المدبر لانقلاب دموي انتزع السلطة من رئيس منتخب.

وكان المصريون أدلوا بأصواتهم في وقت سابق هذا العام في استفتاء على الدستور الجديد. وأظهرت النتائج الرسمية موافقة 98 في المئة ممن أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور وبلغت نسبة الإقبال على التصويت 39 في المئة.

اقرأوا المزيد: 259 كلمة
عرض أقل