حكومة وحدة وطنية

نتنياهو وهرتسوغ (Miriam Alster/FLASH90)
نتنياهو وهرتسوغ (Miriam Alster/FLASH90)

تجديد الجهود لإقامة حكومة وحدة وطنية في إسرائيل

قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلي إن نتنياهو بصدد تجديد الجهود السياسية لضم حزب المعسكر الصهيوني (العمل) إلى الحكومة في أعقاب الحديث عن انطلاق مبادرة سياسية قريبة

26 مايو 2017 | 09:30

بدأت زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبل أيام، لإسرائيل، تحرّك الأجواء السياسية المتجمدة منذ وقت طويل إزاء عملية السلام في إسرائيل: نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم”، صباح اليوم الجمعة، عن مسؤولين كبار في حزب “ليكود”، عن تجديد الاتصالات السياسية بين الحزب الحاكم وحزب العمل (المعسكر الصهيوني)، بهدف ضمه إلى الحكومة وتوسيع الحكومة الإسرائيلية على خلفية زيارة ترامب الأخيرة للمنطقة وتجديد الحديث عن عملية سياسية في الأفق.

وقال المسؤولون في حزب ليكود إن نتنياهو لا ينوي ضم حزب المعسكر الصهيوني، وزعيمه يتسحاق هرتسوغ، إلى الحكومة على حساب حزب “البيت اليهودي” وزعيمه نفتالي بينت، إنما يتوقع أن يخرج الحزب الأخير من الحكومة بإرادته بسبب موقفه الرافض لإقامة دولة فلسطينية.

وأشار مصدر ليكودي إلى أن الحزب يقدر أن تنطلق المبادرة السياسية الأمريكية في المنطقة في بداية شهر يوليو/ تموز، عندها سيعقد حزب العمل انتخابات داخلية لتعيين زعيمه، ويقول المصدر إن انتخاب الزعيم الحالي، يتسحاق هرتسوغ، مجددا، سيسهل ضم الحزب إلى الائتلاف الحكومي الذي يرأسه الليكود، لكن تغييره بمرشح آخر سيصعّب هذه المهمة.

وأضاف المصدر أن المبادرة السياسية المتوقعة ستكون جدية ومختلفة عن المبادرات السابقة على نحو ملحوظ، ويسعى نتنياهو قبل انطلاقها إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، موسّعة، تضم عدد أكبر من الأحزاب. وأشار إلى أن تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية في السابق، قد أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى حكومة موسعة في حال انطلقت عملية سلام جديدة.

وردّ مقربون من زعيم حزب العمل، يتسحاق هرتسوغ، على هذه الأخبار بالقول إنهم لم يتلقوا أي توجه من الحزب الحاكم للانضمام إلى الحكومة.

وفي نفس الشأن، قال زعيم حزب البيت اليهودي، نفتالي بينت، مساء أمس الخميس، في مقابلة مع الإذاعة العسكرية، “حان الوقت لصنع سلام اليمين. سلام أسسه القوة العسكرية والاقتصاد القوي ومبادرات الهايتك. ومحوره المصالح المشتركة مع دول الخليج وليس الفلسطينيين”.

اقرأوا المزيد: 269 كلمة
عرض أقل
زعيم حزب العمل يتسحاق هرتسوغ (Hadas Parush/Flash90)
زعيم حزب العمل يتسحاق هرتسوغ (Hadas Parush/Flash90)

أنباء عن اختراق في جهود إقامة حكومة وحدة في إسرائيل

زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ ينفي الأخبار عن تقدم حقيقي في المحادثات مع نتنياهو بشأن إقامة حكومة وحدة ويقول إنها أخبار غير صحيحة

04 أكتوبر 2016 | 15:25

نفى زعيم حزب “العمل”، يتسحاق هرتسوغ، الأنباء الأخيرة عن تقارب بينه وبين رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن إقامة حكومة وحدة وطنية مع حزب “ليكود”. وجاء في بيان عمّمه حزب هرتسوغ أنه يعرب عن أسفه من أن هنالك من يواصل في نشر أخبار ملفقة.

وكان مراسل القناة العاشرة، سيفي عوفاديا، قد نشر أمس أن الاتصالات بين حزب ليكود، الحزب الحاكم في إسرائيل، وحزب العمل، حزب المعارضة، سجلت تقدما حقيقيا، وربما ستسفر قريبا عن انضمام حزب العمل إلى الحكومة مقابل الحصول على 8 حقائب وزارية.

وكتب مراسل صحيفة “هآرتس” للشؤون السياسية، حاييم ليفنسون، أنه قام بالاتصال بمصادر من الحزبين، وأنهما أكدا الأنباء التي نشرتها القناة العاشرة، رغم النفي الرسمي للحزبين.

وحسب المعلومات المتوفرة سيحصل حزب العمل على 8 حقائب وزارية أبزرها الخارجية والثقافة والزراعة. وجاء كذلك أن زعيم المعارضة هرتسوغ أجرى لقاءات مع أعضاء من حزبه وحاول إقناعهم الانضمام إلى الحكومة. وقال هرتسوغ إن الانضمام للحكومة أصبح ملحا في أعقاب تطور عملية سياسية في المنطقة، وأنها فرصة لا تفوت.

وحسب مصادر من حزب العمل تحدثوا مع صحيفة “هآرتس” فإن المعارضة للانضمام إلى حكومة نتنياهو أصبحت ضعيفة، وأن الدخول إلى الحكومة في حال صدق نتنياهو بتعهداته أصبح وشيكا.

وقال مسؤول من حزب “ليكود” إن نتنياهو أصبح مقتنعا بأنه يحتاج حزب العمل ليتصدى لأي خطوة سياسية للسلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة. وأضاف أن رئيس الحكومة يفضل المشاركة في أي مؤتمر دولي للسلام إلى جانب هرتسوغ، وذلك خشية من أن ينسحب حزب “البيت اليهودي” من الحكومة في أعقاب أي تحرك حقيقي مع الفلسطينيين.

وجاء في التقارير الإعلامية كذلك أن هرتسوغ ينوي عرض حقيبة الخارجية على زعيمة حزب “الحركة” بهدف إقناعها الانضمام إلى الحكومة، في حين سيشغل منصب نائب رئيس الوزراء والمسؤول عن المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.

اقرأوا المزيد: 266 كلمة
عرض أقل
نتنياهو وهرتسوغ خلال مناظرة تلفزيونية تلقائية (لقطة شاشة)
نتنياهو وهرتسوغ خلال مناظرة تلفزيونية تلقائية (لقطة شاشة)

اليسار في إسرائيل: لا لحكومة الوحدة

في ظلّ المحادثات الائتلافية والإشاعات عن التقاء نتنياهو وهرتسوغ، يسعى اليسار الإسرائيلي إلى منع تشكيل حكومة وحدة "تُبيّض" أعمال اليمين

بعد ثلاثة أسابيع من تكليف رئيس الحكومة المنتخب من جديد، بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة، وأسبوع واحد فقط قبل انتهاء الموعد الأول للمهمّة، ما زال من غير الواضح في إسرائيل نحو أية حكومة نتّجه: هل ستكون هذه الحكومة، الحكومة اليمينية المطلوبة، أم حكومة وحدة مع “المعسكر الصهيوني” برئاسة يتسحاق هرتسوغ.

منذ أسابيع ونتنياهو يلتقي برؤساء الأحزاب، الذين يحاولون “الضغط” وجذب أكبر عدد ممكن من المناصب والوزارات العليا، دون التوصّل إلى اتفاق، حيث يضعون أمام نتنياهو المزيد والمزيد من العقبات. ولكن في حين أنّ المفاوضات مع أحزاب اليمين، “الشركاء الطبيعيين” لليكود، معروفة وتمّت تغطيتها، يبدو أنّ هناك مفاوضات ائتلافية أخرى تجري بشكل خفيّ، تسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وفقا لتقرير أمس في القناة الأولى، فقبل عدة أيام جرى لقاء سرّي بين نتنياهو وهرتسوغ، في مكان محايد، ودون إعلام حتى أكثر المقرّبين منهم، من أجل منع التسريبات. يشير لقاء كهذا، إذا كان قد تمّ، إلى وجود محادثات متقدّمة لتشكيل حكومة وحدة، تشمل كلا الحزبين الكبيرين – الليكود و “المعسكر الصهيوني” (المكوّن من اتحاد حزبَي “العمل” و “الحركة”).

ولكن سارع هرتسوغ إلى نفي هذا التقرير الذي يقول إنّه ربما التقى بنتنياهو، ويكرّر اليسار تصريحاته بأنّهم يرغبون بالجلوس في المعارضة. ومع ذلك، يبدو أنّ الكثير من الجهات في اليسار الإسرائيلي ما زال قلقًا من الخيارات.

نُشر صباح اليوم مقال افتتاحية في صحيفة “هآرتس”، يتماهى مع اليسار، تحت عنوان “أعطوا اليمين يحكم”. يصف المقال انضمام المعسكر الصهيوني المحتمل إلى الائتلاف بأنّه “إفلاس أخلاقي”، وجاء فيه، من بين أمور أخرى: “لا يجوز لحزب العمل أن يخون ثقة ناخبيه وثقة معسكر السلام والديمقراطية في إسرائيل… يجب على العمل طرح بديل لنتنياهو في الحكم، الذي انشغل في سنواته الأخيرة بتدمير الديمقراطية الإسرائيلية، وبعزل إسرائيلي عن الأوساط الدبلوماسية، وبمساعدة أوساط المستوطِنين في السيطرة على الموارد الحكومية وبتأجيج الكراهية والعنصرية تجاه العرب، وألا يكون بالنسبة له ورقة توت لصالحه”.

فضلًا عن ذلك، أرسل اليوم 200 من شبيبة حزب العمل رسالة شخصية إلى هرتسوغ، دعوه فيها قائلين: “لا تكونوا ورقة توت تتغطّى فيها الحكومة القادمة لتستمر في الإطاحة بالرعاية الاجتماعية، تعميق الشروخ والإضرار بالعلاقات الخارجية”.

كانت هناك أمس تغريدة لإحدى مسؤولات حزب العمل وهي شيلي يحيموفيتش والتي أثارت الشبكة، عندما قارنت الانضمام إلى حكومة نتنياهو بالعملية السياسية الفاشلة من المسلسل الدرامي الشهير “صراع العروش”، التي أدت إلى تصفية من سعى إلى الانضمام إلى حكومة الوحدة.

اقرأوا المزيد: 358 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان في الكنيست (Flah90/Miriam Alster)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان في الكنيست (Flah90/Miriam Alster)

هل إسرائيل في طريقها نحو حكومة وحدة وطنية؟

نتنياهو يجد صعوبة في إقامة حكومة يمينية ضيقة برئاسته وهناك ضغوط هائلة في اليسار الإسرائيلي يتم تفعيلها على هرتسوغ: "لا تنفِ احتمال الدخول في حكومة وحدة"

قال مصدر في حزب “المعسكر الصهيوني”، برئاسة عضو الكنيست يتسحاق هرتسوغ، إنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي تم تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة القادمة في إسرائيل، أرسل أشخاصا من قبله من أجل الاستفسار إذا ما كان المعسكر الصهيوني سيوافق على الانضمام إلى حكومة وحدة.

وقد فحص الأشخاص المبعوثون من قبل نتنياهو بشكل غير رسمي، بحسب المصدر، إذا ما كان هرتسوغ سيوافق على الدخول بشكل أو بآخر في حكومة نتنياهو. وفقا للتقرير فقد ردّ هرتسوغ بأنّه ليس هناك احتمال بأنّ يجلس المعسكر الصهيوني في حكومة كهذه.

يتسحاق (بوجي) هرتسوغ رئيس "المعسكر الصهيوني" (Miriam Alster/FLASH90)
يتسحاق (بوجي) هرتسوغ رئيس “المعسكر الصهيوني” (Miriam Alster/FLASH90)

قال نتنياهو مرارا وتكرارا في حملته الانتخابية إنّه لن يشكّل حكومة وحدة مع المعسكر الصهيوني. وقد أكّد هرتسوغ أيضًا في الانتخابات بأنّ المعسكر الصهيوني سيشكّل بديلا للّيكود، ولكنه لم يصرّح مطلقا بأنّه سيرفض الجلوس في حكومة وحدة مع نتنياهو، ممّا قد يجعل الأصوات المتزايدة بين أعضاء قائمته في الموضوع ذات صلة. في الوقت الراهن، ينتظر المعسكر الصهيوني ليرى إذا سيتم الحصول على عرض جادّ في الموضوع من قبل نتنياهو، مع التأكيد الآن على أنّه ليس مطروحا على طاولة المحادثات الائتلافية.

ويوضح محلّلون سياسيون في إسرائيل بأنّه قد نشأت العديد من المشاكل في الأسبوع الأول من المفاوضات لتشكيل حكومة يمينية ضيّقة برئاسة نتنياهو، من بينها مطالبات مفرطة من قبل ممثّلي الأحزاب المختلفة للحصول على مناصب وزارية رفيعة كجزء من الموافقة المبدئية على الانضمام إلى الليكود برئاسة نتنياهو.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أعرب صباح اليوم مراسل صحيفة إسرائيل اليوم المخضرم، دان مرجليت، بأنّ “الاحتمال العملي لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة هو (في تشكيل) حكومة وحدة، وهذا أهم من كل شيء. سيكون هرتسوغ رئيسًا للحكومة حتى كانون الثاني عام 2017، حتى تنتهي ولاية أوباما، ثم بعد ذلك يبدّله نتنياهو لعامين إضافيين”.

رئيس الوزراء نتنياهو ورئيسة حزب العمل سابقأ يحيموفيتس (Flash90/Miriam Alster)
رئيس الوزراء نتنياهو ورئيسة حزب العمل سابقأ يحيموفيتس (Flash90/Miriam Alster)

وقالت عضو الكنيست المخضرمة من المعسكر الصهيوني، شيلي يحيموفيتش، في مقابلة لها مع إذاعة الراديو إنّه ليس هناك أي سبب للانضمام إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو: “يجب أن تنعكس نتائج الانتخابات، والناخب الإسرائيلي أراد نتنياهو برئاسة حكومية يمينية”. بحسب كلامها، فقد عرض نتنياهو عليها في الماضي وزارة المالية، ولكن هناك “هوّة هائلة بينهما”.

كما ألمح الرئيس رؤوفين ريفلين، الذي كلّف نتنياهو في بداية الأسبوع الماضي بمهمّة تشكيل الحكومة القادمة لإسرائيل، إلى أنّه على رؤساء الأحزاب الكبرى المسارعة للتوصّل في أسرع وقت ممكن إلى اتفاقات وتشكيل حكومة قبل الموعد المحدّد في القانون. “مررنا بمعركة انتخابية عاصفة ومليئة بالأحداث. هذا هو الوقت لبدء عملية التعافي والتئام المجتمع الإسرائيلي. رغم أن الحكومة التي ستتشكّل قد اختيرت من قبل غالبية الشعب، إلا أنّها ستضطر إلى الاستجابة لجميع الشعب في إسرائيل؛ اليهود والعرب، اليسار واليمين، الشمال والجنوب، المركز والأطراف”، كما قال الرئيس ريفلين. وألمح ريفلين قبل الانتخابات إلى أنّه يرغب بحكومة وحدة وطنية على ضوء الأزمة في طريقة الحكم في إسرائيل، الذهاب المتكرّر للانتخابات كلّ عامين بالمعدّل، على ضوء التحدّيات الأمنية في إسرائيل وعلى ضوء العلاقات المتوتّرة بين إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا في قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

يبدو حتى الآن أنّ المبادرات السياسية الأولية صوب حكومة وحدة لم تتحقّق وأنّه سيظلّ مريحًا أكثر لنتنياهو أن يمضي ليشكّل حكومة مع شركائه الطبيعيين، ممثّلي اليمين الإسرائيلي، رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، ورئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان.

اقرأوا المزيد: 476 كلمة
عرض أقل