حضارة الغرب

Dabiq Issue 15
Dabiq Issue 15

داعش يواصل تحريضه ضد الغرب والمسيحيين عبر مجلة دابق

داعش يطرح 6 أسباب تُبيّن كرهه للغرب. "بادئ ذي بدء، نحن نكرهكم لأنكم أناسٌ لا تؤمنون"، حسبما جاء في الحملات الترويجية للتنظيم

نشر تنظيم الدولة الإسلامية البارحة (الأحد) العدد الخامس عشر من مجلته الرسمية، “Dabiq”، باللغة الإنكليزية. ويُشجّع التنظيم في هذه النشرة التي جاءت تحت عنوان “كسر الصليب” “جنوده المتخفيين” الموجودين في الدول الغربية على شن هجمات إرهابية في العالم.

وجاءت في المقالة الرئيسية في المجلة 6 أسباب تبين سبب كره التنظيم للغرب. جاء في العنوان “لماذا نكرهكم ونقاتلكم”، ومن بين الأسباب التي طُرحت يتهم التنظيم الغرب بنشر أديان أخرى ما عدا الإسلام. وذُكر أيضًا في المقالة أن دول الغرب تجتاح “أراضي المُسلمين”.

Why We Hate You
Why We Hate You

وورد أيضًا في افتتاحية المقالة “بادئ ذي بدء، نكرهكم لأنك لستم مؤمنين”. “تنكرون وجود الله – سواء كنتم مدركين لذلك أو لا- من خلال سجودكم لآلهة أخرى. أنتم تكفرون بالله، كونكم تدّعون أن له ابن. تكذبون فيما يتعلق بالأنبياء والرسل، وتساهمون في أعمال شيطانية”، وفقًا لما كُتب في المقالة.

سبب آخر لكراهية التنظيم للغرب هو تلك القيم الليبرالية والعلمانية المنغرسة فيه. وذُكر أيضًا في المقالة، نحن نكرهكم لأن مجتمعاتكم الليبرالية والعلمانية تتناقض مع تعاليم الله..

وورد في بند آخر: “نكرهكم لأنكم تجتاحون أراضينا، ونُحاربكم لتخرجوا منها. سيظل الجهاد هدف وغاية كل مُسلم، إلى حين تحرير آخر شبر تحتلونه”. لاحقًا تُبيّن المقالة الجرائم التي يرتكبها الغرب ضد المُسلمين. “تقتل وتجرح طائراتكم من دون طيّار والطائرات الحربية أبناءنا حول العالم”، وفقًا لما جاء في المقالة.

تظهر الكراهية للغرب على طول المجلة التي يُصدرها تنظيم داعش، من خلال المقالات المكرسة للهجوم المُباشر على المسيحية. تطرقت افتتاحية المقالة إلى العمليات الإرهابية التي طالت الولايات المُتحدة، فرنسا، ألمانيا، وبنغلادش، وجاء في المقالة أن عبدة الصليب والوثنين الديمقراطيين في أنحاء الغرب عليهم أن “يفكروا في “الأسباب التي تقف وراء كراهية المُسلمين للغرب”.

اقرأوا المزيد: 252 كلمة
عرض أقل
"عندما يزداد وزن طفلك، تصغر ابتسامته" (لقطة شاشة من فيس بوك)
"عندما يزداد وزن طفلك، تصغر ابتسامته" (لقطة شاشة من فيس بوك)

أنت سمين جدًا يا ولد!

حملة إسرائيلية جديدة هدفت إلى رفع الوعي ومساعدة الأطفال الذين يعانون من الزيادة في الوزن، قد نجحت تحديدًا في إهانتهم، مما أدى إلى حذفها

يعاني واحد من كل أربعة أطفال في إسرائيل من السمنة المفرطة. إنها في الواقع حقيقة مزعجة، وربما تكون أحد الأسباب الذي ترتكز الحملة عليه وهدفها الأوّلي هو مكافحة السمنة المفرطة ورفع الوعي حول هذه الظاهرة بين الآباء والبالغين والأطفال على حد سواء. ولكن يبدو أن نتائج الحملة قد أخطأت الهدف.

امتلأت الطرق  في إسرائيل باللافتات التي تظهر الأطفال البُدناء على أنهم منبوذون اجتماعيًا، بائسون ومختلفون. تظهر في إحدى اللافتات صورة لطفل كانت قد تمّت معالجتها على برنامج الفوتوشوب وتم فيها زيادة وزن جسم الطفل بشكل مبالغ، وكُتب عليها “عندما يزداد وزن طفلك، تصغر ابتسامته”. في صورة أخرى، تظهر  مغرفة لسكب الحساء مكان الملعقة العادية، وفيها يأكل الطفل، وعلى الصورة الثالثة تظهر أرجوحة عليها ثلاثة أطفال جنبًا إلى جانب ويجلس طفل سمين وحيد من الجانب الآخر، وفيها العبارة “يعاني واحد من كل أربعة أطفال في إسرائيل من السمنة المفرطة” في حين تم تشديد وتكبير المصطلح “سمنة مفرطة”.

الادعاءات الرئيسية ضد الحملة أنه بدل الحديث عن عادات الأكل والوجبات المتوازنة والتغذية في المدارس والعديد من العوامل الأخرى التي تزيد من وزن الأطفال والكبار وتعرّض صحتهم للخطر، يتم وضع الطفل السمين في المركز أو الأهل ، وفي هذه الحالة تتم إهانته بطريقة أو بأخرى.

تكمن المشكلة الرئيسية في أنه ليس واضحًا من هو الجمهور المستهدف في هذه الحملة. هل هم الآباء والأمهات الذي ينبغي عليهم “الخوف” من الطفل البدين؟ ربما تهدف إلى أن يرى الأطفال بأنفسهم كيف تتم السخرية من الطفل السمين وبذلك يخشون من أن يصبحوا بدنين؟

"يعاني واحد من كل أربعة أطفال في إسرائيل من السمنة المفرطة" (من لافتات الحملة)
“يعاني واحد من كل أربعة أطفال في إسرائيل من السمنة المفرطة” (من لافتات الحملة)

ومن ناحية أخرى، ماذا يحدث عندما يشاهد الطفل السمين، بغض النظر عن سبب سمنته، تلك اللافتات؟ هل الشعور بالألم والشعور بالغربة اللذان تسببهما الصورة يؤثران إيجابًا على الطفل؟ ألم تعد هنالك طرق أقل ضررًا لتوصيل الرسالة؟ وهل هذا النوع من الحملات قد يؤدي إلى اضطرابات في الأكل لدى هؤلاء الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة؟

السمنة المفرطة وحضارة الغرب

وفقًا للقاموس، تعرّف السمنة أنها “حالة جسدية تتميز بالوزن الزائد لدى البشر والحيوانات بسبب تراكم نسيج الدهون تحت الجلد في الجسم. يمكن للانسان أن يصل إلى هذه الحالة في أي جيل، سواء كان ذكرًا أو أنثى”. يمكن أن تؤدي السمنة المفرطة إلى المرض أو حتى الوفاة. قد يسبب الخوف من السمنة أيضًا اضطرابات في الأكل مثل القهم والنهام، اللذين لهما إسقاطات صحية أخرى.

تعتبر السمنة المفرطة مؤشر خطير لحدوث أمراض عديدة، خاصة أمراض القلب والسكري وكذلك الأعراض التي تشكّل خطرًا على الصحة مثل ضغط الدم المرتفع. تسبب السمنة المفرطة أيضًا عبئًا على نشاط القلب، وتؤدي إلى تصلّب الشرايين والأوردة نتيجة ترسب الدهون في داخلها.

إذا كان ينظر إلى البدناء في المجتمع نظرة  ليست طبيعية، ففي السنوات الأخيرة، تنتشر السمنة وهي أحد الأوبئة الأصعب في العالم الغربي. بينما لا يزال الفقراء في دول العالم الثالث يتضورون جوعًا، فإن الوفرة والغنى في العالم الغربي آخذان بالازدياد، وفيه أيضًا الكثير من  شبكات الوجبات السريعة للأطعمة المصنّعة، والأطعمة المقلية والدهون  والسكر.

بالإضافة إلى الوفرة، ثمة أهمية لعامل الكسل كعامل أساسي للبدانة. يلعب أطفال القرن الحادي والعشرين في الشوارع والملاعب الرياضية أقل مما كان سابقًا، ويبقون في المنزل أكثر فأكثر، جالسين أمام الكمبيوتر والتلفزيون وألعاب الفيديو التي لا تتطلب تحريك أي عضو سوى أصابع اليدين. ومع مرور السنين، يتعرض الأطفال للإصابة بالبدانة منذ جيل صغير، حيث أنه يمكن العثور على أطفال “بدينين” في رياض الأطفال.

أكثر بدانة: مرأة إسرائيلية في تل أبيب (Serge Attal/ Flash 90)
أكثر بدانة: مرأة إسرائيلية في تل أبيب (Serge Attal/ Flash 90)

نظرًا لأن الكثير من الوالدين يخرجون إلى العمل ويقضون ساعات طويلة في عملهم، فإنهم يفضلون شراء الأطعمة الجاهزة واستهلاكها في مراكز التسوق أو طلب توصيلها إلى المنزل، بدلًا من عناء إعداد وجبة متوازنة وأكلها بشكل مشترك مع أفراد العائلة.

كل ما تم ذكره أعلاه، سعت الحملة على انتقاده وهدفت إلى  رفع الوعي حول المشكلة. ولكن كما ذكر، فإن الطريقة التي استخدمتها الحملة لتمرير الرسالة، كانت تبدو بمثابة مشكلة كبيرة في نظر الكثيرين، إن لم تكن غير مقبولة تمامًا.

حرب مواقع التواصل الاجتماعي

أشبه بأي حملة استفزازية، أثارت هذه الحملة أيضًا ردة فعل فورية على مواقع التواصل الاجتماعي. قام مدوّنون وشخصيات مشهورة على الشبكة بمهاجمة مبادري الحملة فورًا، واتهموهم بأنهم “fat shaming” – أي أن الحملة لا تتسم بالرأفة تجاه الذين يعانون من السمنة المفرطة.

“fat shaming” هي ظاهرة اجتماعية تتضمن المضايقة، والإهانة، والبلطجة والاعتداء على أشخاص يعانون من زيادة الوزن فقط لكونهم بدناء”، كتبت إحدى المدوّنات. وكتب حول اللافتات: “لا تحمل هذه الحملة في طياتها أية رحمة … الرحمة هي الشعور الذي يعبّر عن الإنسانية، المصير المشترك، ورغبة الأشخاص في تقليل معاناة الآخرين. إن الحملة لا تتحلى بالرحمة وتثير الخجل والشعور بالذنب”.

كتبت مدوّنة أخرى: “الطفل السليم هو الطفل الذي يقبل ويحب نفسه. لا تدعوا الأطفال يكرهون أنفسهم ويخجلون من أجسادهم. لا تفسحوا المجال للحملات التي تبعث الشعور بالذنب والعار. كافحوا ظاهرة العنف وكراهية الغريب والمختلف، والتي هي مرض صعب نعاني منه أكثر بكثير من السمنة المفرطة. لا تعطوا يد للبلطجية لمواصلة الاعتداء على الذين يعانون من السمنة المفرطة، وليس لـ “المروّجين” أيضًا.

وقد اتخذ آخرون نهجًا أكثر عدوانية: “الضرر الذي تسببت به الحملة الجديدة ضد الأطفال البدناء، سيفشل جيل كامل من علماء النفس من معاجلته … واجبنا تغطية هذه الإعلانات باللون الأسود، وتشويه صورة المنتجين والمروّجين، وعلينا أن نحمي أولادنا  بأنفسنا – نحفاء كانوا أم بدناء، إنهم أطفالنا. واجبنا أن نقبلهم ونحبهم كما هم”.

بالمقابل، كتب شخص آخر: “عليّ أن أذكر بصفتي شخص نشأ كطفل سمين، أنا لا أرى أي شيء خاطئ في الحملة ضد السمنة لدى الأطفال. قد لا تكون الحملة الأكثر إبداعًا، ولكن الادعاء أن الحملة لا تهتم بأحاسيس الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة وتشجع الأطفال الآخرين على السخرية منهم، هو ادعاء خاطئ جدًا في نظري. يسخر الأطفال دائمًا من الذين أضعف منهم. هذا جزء من تعلم الديناميكا الاجتماعية، وهو ليس سيئًا. لو لم يضايقونني عندما كنت طفلا سمينًا، لما قررت أن أصبح نحيفًا. بدل قضاء الوقت بالجلوس مع الأطفال ومنحهم الأدوات للتعامل مع البلطجة، يفضل الآباء اليوم حماية أولادهم من البيئة المحيطة بهم. وأعتقد أنه إذا لحق بك  ضرر هذا شيء ممتاز لأنه يثقل شخصيتك”.

من ناحية، يبدو أن المبادرين للحملة لم يحققوا هدفهم، خلقوا حملة مُحرجة وليست ناجحة، وتمت مهاجمتهم. من ناحية أخرى، أثارت الحملة ضجة، وأدت إلى الحديث عن السمنة المفرطة. رغم ذلك، فإن النقاش  حول  ما إذا كان مناسبًا معالجة الظاهرة، والحديث عنها، واستخدام العبارة “السمنة المفرطة”، والنظر في المعطيات والحقائق، جميع هذه الأمور تثير الوعي بين الآباء والأمهات حول أهمية التغذية السليمة والوقاية من السمنة عند الأطفال.

هل سنرى قريبًا عددًا أقل من الأولاد الذين  يعانون من السمنة المفرطة في إسرائيل؟ لا، على ما يبدو. ولكن هل هذا سيء؟ يبدو أنه ليس من واجبنا الحكم على ذلك.

يجدر الذكر بأن الشركة التي بادرت بالحملة قامت بوقفها وبحذف اللافتات التي نشرتها معتذرة عن الإهانة التي سببتها بعد أن  أثارت الحملة حفيظة الأطباء والأهالي والأطفال.

اقرأوا المزيد: 1026 كلمة
عرض أقل