حسين بدر الدين الحوثي

مسلحون يمنيون يتفقدون مسجد بدر في جنوب صنعاء بعد انفجار عبوة فيه في 29 اذار/مارس 2015  (AFP)
مسلحون يمنيون يتفقدون مسجد بدر في جنوب صنعاء بعد انفجار عبوة فيه في 29 اذار/مارس 2015 (AFP)

142 قتيلا في هجمات على مساجد في اليمن تبناها متطرفو “الدولة الاسلامية”

انفجرت قنبلة في بادئ الأمر داخل مسجد بدر في جنوب صنعاء، ثم أخرى عند مدخل المسجد أثناء فرار المصلون. واستهدف التفجير الانتحاري الثالث مسجد الحشحوش في شمال العاصمة

قتل نحو 142 شخصا الجمعة في هجمات استهدفت ثلاثة مساجد في اليمن، هي الاعنف منذ سيطرة الحوثيين الشيعة على العاصمة اليمنية.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في بيان موقع باسم “المكتب الاعلامي لولاية صنعاء” هذه الهجمات.

وجاء في البيان “انطلق خمسة من فرسان الشهادة ملتحفين احزمتهم الناسفة في عملية مباركة يسر الله لها اسباب التنفيذ لينغمس اربعة منهم وسط اوكار الرافضة الحوثة في ولاية صنعاء ويفجروا مقرات شركهم في بدر وحشوش” وهما اسما المسجدين.

واضاف البيان “كما انطلق خامس الى وكر اخر لهم في صعدة حاصدين رؤوس ائمة الشرك ومقطعين اوصال قرابة ثمانين حوثيا”.

واكد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ان لا علاقة له بهذه التفجيرات. واصدر بيانا عبر تويتر اعلن فيه انه يرفض اصلا “اتخاذ المساجد هدفا”.

وافاد مسؤول في وزارة الصحة اليمنية ان هذه الهجمات اسفرت عن 142 قتيلا على الاقل و351 جريحا.

وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن 77 قتيلا.

وخلال صلاة الجمعة، فجر انتحاري نفسه في جامع بدر جنوب صنعاء ثم تلاه آخر عند مدخل الجامع نفسه عندما كان المصلون يحاولون الهرب، كما ذكر شهود عيان.

وهاجم انتحاري ثالث مسجد حشوش في شمال العاصمة. ووقعت كل الهجمات في وقت واحد تقريبا.

ويصلي الحوثيون في الجامعين. وبين القتلى امام جامع هو المرجع الزيدي الشيعي بدر المرتضى بن زيد المحطوري بحسب ما ذكر مصدر طبي.

وامام المسجدين انتشرت الجثث في بحيرات من الدماء بينما كان المصلون يقومون بنقل الجرحى بسيارات بيك آب الى المستشفيات.

ووقع التفجير الرابع في صعدة معقل الحوثيين في الشمال حيث فجر انتحاري نفسه امام مسجد لكن لم يؤد ذلك الى ضحايا اذ ان قوات الامن منعته من دخوله، كما ذكر مصدر قريب من الحوثيين.

وهي المرة الاولى يتبنى فيها تنظيم الدولة الاسلامية هجمات في اليمن حيث ينشط خصوصا تنظيم القاعدة.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست الجمعة “ندين بشدة” هذه الاعتداءات.

واضاف “نأسف لوحشية الارهابيين الذين ارتكبوا هذه الهجمات ضد مواطنين يمنيين كانوا يصلون في شكل سلمي”.

واوضح ايرنست انه لا يستطيع ان يؤكد حتى الان “صحة ما اعلنه هؤلاء المتطرفون لجهة انتمائهم الى الدولة الاسلامية”.

وتابع “شهدنا هذا النوع من التبني في الماضي من جانب مجموعات متطرفة”، لافتا الى القيام بذلك غالبا “لاسباب دعائية”.

وقال ايرنست ايضا “لا دليل واضحا حتى الان على صلة عملانية بين هؤلاء المتطرفين في اليمن ومقاتلي الدولة الاسلامية في العراق وسوريا”.

بدوره، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الهجمات “الارهابية” في اليمن، داعيا جميع اطراف هذه الازمة الى “ان يوقفوا فورا اي عمل عدائي ويتحلوا باكبر قدر من ضبط النفس”.

كذلك، دعاهم الى “احترام التزامهم بحل خلافاتهم في شكل سلمي” في اطار الوساطة التي يقوم بها الموفد الاممي جمال بنعمر.

وكان الحوثيون استكملوا سيطرتهم على صنعاء بعد استيلائهم على القصر الرئاسي وفرضهم الاقامة الجبرية على الرئيس هادي ومسؤولين آخرين في 20 كانون الثاني/يناير.

وفي السادس من شباط/فبراير قاموا بحل البرلمان وانشاء مجلس رئاسي.

ووصف هادي الاجراء بانه “انقلاب” قبل ان ينجح في الفرار من صنعاء الى عدن عاصمة الجنوب.

وتحدث الرئيس اليمني مجددا الخميس عن “محاولة فاشلة لإجراء انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية” بعد قصف قرب قصر الرئاسة في عدن. وتم نقل هادي الى “مكان آمن” بعد الغارة التي استهدفت قصره وغداة اشتباكات في عدن بين قواته والمقاتلين الموالين للحوثيين.

وكان قتل 12 شخصا في اشتباكات اندلعت مساء الاربعاء واستمرت حتى الخميس. وشاركت في المواجهات قوات الامن الخاصة التي يقودها العميد عبد الحافظ السقاف الذي رفض قرارا باعفائه من منصبه اصدره الرئيس هادي.

واندحرت الخميس قوات السقاف الذي خسر مواقعه في عدن وسلم نفسه لمحافظ لحج.

وكان السقاف المعروف بعلاقته مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومع الحوثيين، يقود قوة يراوح عديدها بين الف والفي مقاتل مسلحين بشكل قوي ومتمركزين بشكل اساسي في مقرهم في وسط عدن.

وصرح مسؤول يمني الجمعة ان العميد السقاف نجا من محاولة اغتيال ادت الى مقتل اربعة من رجاله.

وقد فر السقاف من عدن ليتوجه الى صنعاء شمالا لكن موكبه سقط ليلا في كمين على الطريق بين مدينتي لحج وتعز كما قال المسؤول العسكري.

وتابع “لقد نجا من محاولة اغتيال لكن حارسه الشخصي قتل بالرصاص بينما لقي ثلاثة حراس آخرين مصرعهم عند انقلاب سيارتهم”.

وقال مراسلون لوكالة فرانس برس ان الوضع كان هادئا في عدن الجمعة حيث عززت القوات الموالية لهادي عميات المراقبة وضاعفت الحواجز على الطرق.

من جهة ثانية افاد مسؤول في اجهزة الامن اليمنية ان معارك دارت الجمعة بين القوات اليمنية ومجموعات مسلحة بينها عناصر من القاعدة وانفصاليون جنوبيون في منطقة لحج شمال عدن، ما ادى الى مقتل 29 شخصا.

اقرأوا المزيد: 672 كلمة
عرض أقل
جماعات داعش في العراق (AFP)
جماعات داعش في العراق (AFP)

مصادر سلاح حماس وداعش

كيف يصل سلاح حماس إلى غزة؟ على ضوء مخزون السلاح الضخم لحماس في غزة والذي يمكّنها من القتال باستمرار منذ نحو شهر، فقد تحوّل سؤال تهريب السلاح، لدى الجيش الإسرائيلي، إلى سؤال مهمّ

هناك أكثر من 550 مليون قطعة سلاح في أنحاء العالم. أي، سلاح واحد لكل 12 شخص على وجه الأرض. السؤال المطروح هو: كيف يتم نشرها في العالم؟ وفي كلّ ما يتعلق بالمواجهة المستمرّة في منطقتنا بين حماس وإسرائيل، كيف – رغم الحصار لقطاع غزة – تستطيع حماس التسلّح بشكل منظّم إلى حدّ ما ولمدّة طويلة.

يكشف تقرير رائع في موقع newindianexpress عن صناعة تهريب الأسلحة في الشرق الأوسط، وعن تورّط أجهزة الاستخبارات في هذه الصناعة، والحقيقة المحزنة للمصالح الاقتصادية الكامنة وراء الحروب في الفناء الخلفي لإسرائيل.

الإرهاب والسلاح العالمي

Weapon map
Weapon map

بدءًا بالمذبحة في شهر أيار وقتل 317 مواطن في قرية على يد بوكو حرام وصولا إلى قتل 700 شخص في تموز خلال 48 ساعة في سوريا على يد مقاتلي داعش، حملات القتل للتنظيمات الإرهابية جميعها تتغذّى بواسطة السوق السوداء العالمية للتجارة بالأسلحة والتي تُدار على ثلثي مساحة خريطة العالم. التركيبة القاتلة للصراع المتصاعد وتوفّر الأسلحة المتطوّرة على نطاق واسع، جميع ذلك جدّد القلق من أن تُزال مناطق معيّنة في العالم عن وجه الأرض.

هناك أكثر من 550 مليون قطعة سلاح في أنحاء العالم. أي، سلاح واحد لكل 12 شخص على وجه الأرض

في السنة الماضية، وبناء على بيانات تنشرها شركة استشارية بريطانية تُدعى Maplecroft، قُتل نحو 18660 شخصًا بواسطة سلاح غير قانوني تمّ شراؤه عن طريق شبكة سرّية استثنائية لتجّار السلاح، سياسيّين، مجرمين، انتهازيّي الحروب وتجّار المخدّرات في جميع أنحاء العالم. وهو عدد يشير إلى ارتفاع بنسبة 30% مقارنة مع السنوات الخمس الأخيرة.

وفقًا لبيانات الشركة، فقد تمّ تسجيل 9471 هجومًا إرهابيًّا في العالم، والتي تساوي 26 عملية إرهابية في اليوم وأكثر من عملية إرهابية واحدة في الساعة الواحدة. يحرص التجار على تزويد المجموعات الإرهابية في النشاط في جميع أنحاء العالم بقيمة 60 مليار دولار، وهذا وفقًا لدراسة World Policy On Arms.

اللاعبون الرئيسيّون

مقاتل مسلح من كتائب عز الدين القسام (Flash90/Abed Rahim Khatib)
مقاتل مسلح من كتائب عز الدين القسام (Flash90/Abed Rahim Khatib)

فارس مناع (‏Fares Manna‏)، هو تاجر أسلحة يمني له علاقة خاصة بالهجمات العنيفة في نيجيريا، غزة، ليبيريا، السودان، ومؤخرًا سوريا والعراق. يعتبر مناع تاجر سلاح خبير في عالم السوق السوداء، وهو المورد الحصري للتنظيمات الإسلامية في الصومال والتي قتلتْ أكثر من 5,000 إنسان في الصومال وكينيا خلال السنوات الأخيرة.

سجل 9471 هجومًا إرهابيًّا في العالم، والتي تساوي 26 عملية إرهابية في اليوم وأكثر من عملية إرهابية واحدة في الساعة الواحدة

يعمل مناع في هذه المهنة منذ 2003، وهو محبوب من قبل التنظيمات الإرهابية بسبب قسوته والسرّية التي يعمل بها. إنّه معتاد على توفير السلاح لجميع الأطراف.

تشكل القيادة السياسية في اليمن حلفًا لمناع، فهي “مقدّسة” جدّا أو “عميقة” والسلاح الذي يتم شراؤه من قبل وزارة الأمن في اليمن، سيصل في نهاية المطاف إلى كتالوجه خلال أسابيع. يتمتع مناع أيضًا بدعم كبير من قبل زعماء اليمن ذوي النفوذ، ورغم حظر نشاطه، فلا يزال يملك شرعية سياسية في البلاد.

إلى جانب مناع، فإنّ عبد الله بن مالي، (Abdullah bin Maeli) وهو عضو برلمان في اليمن، لاعب رئيسي أيضًا في سوق السلاح، والذي قام بتسليح آلاف الإرهابيين الإسلاميين في المنطقة. عضو برلمان آخر في اليمن، جرمان محمد، (Jarman Mohammed) هو أيضًا ناشط في صناعة تهريب الأسلحة في الشرق الأوسط. بالإضافة إليهم هناك John Bredenkamp الذي وُلد في زيمبابوي، وباع أسلحة للعراق وإيران وهو يواصل العمل في المنطقة. هناك آخرون مثل محمد سعيد (‏Mohammed Said‏)، الاسم المستعار ‎ (Atom) ، والذي يخدم عميلا واحدًا خاصّا فحسب. يعتبر “أتوم” (Atom) المورّد الرئيسي للسلاح والذخيرة لحركة الشباب، وهي جماعة جهادية مقرّها في الصومال.

ذراع السلاح الإيراني: تعرّفوا على الحوثيين (Houthis)

حوثيون (Yemen Fox)
حوثيون (Yemen Fox)

لماذا العلاقة بين مناع وتنظيم الحوثيين (Houthis) مهمّة؟ لأنّهما بالنسبة لإسرائيل ذراع لإيران. يعتبر مناع أحد تجار السلاح الأكبر في منطقتنا، ويتيح الحوثيون (Houthis) بالإضافة إلى حزب الله وحماس لإيران من شحن الأسلحة في كلّ الشرق الأوسط بحسب الطلب.

هناك على أقلّ تقدير 10 أسواق سوداء رئيسية للسلاح في العالم، تشتمل على كلّ من: مقديشو في الصومال، اليمن، بغداد، كركوك والبصرة في العراق، لبنان، ليبيا، باكستان وأفغانستان

الحوثيّون هم تنظيم إسلامي شيعي تابع لإيران ويقوده عبد الملك الحوثي (Malek Al Houthi‏). وهم تنظيم سياسي شرعي يتواجد في اليمن منذ سنوات التسعينات تحت اسم الشباب المؤمن (Al Shabab Al Mu’min) وقد تمّ تغيير اسمه للحوثي عام 2004 بعد اغتيال زعيم التنظيم حسين بدر الدين الحوثي (Hussein Badr Al Din Al Houthi). والزعيم الحالي، عبد الملك (Malek)، هو أخوه. للتنظيم أيضًا ذراع عسكري اسمه أنصار الله (Ansarallah).

وهو يعمل في الواقع كذراع لإيران في اليمن بشكل شبيه بحماس في غزة وحزب الله في لبنان. وفقًا لتقرير من العام 2009، يوفر حزب الله للتنظيم تدريبًا عسكريًّا بإشراف إيران. ويخدم التنظيم إيران أيضًا في صراعات القوة مع السعودية حول السيطرة على الشرق الأوسط وإفريقيا.

أسواق الموت

السودان تعد احدى الدول المصدرة للأسلحة الغير قانونية (AFP)
السودان تعد احدى الدول المصدرة للأسلحة الغير قانونية (AFP)

هناك على أقلّ تقدير 10 أسواق سوداء رئيسية للسلاح في العالم، تشتمل على كلّ من: مقديشو في الصومال، اليمن، بغداد، كركوك والبصرة في العراق، لبنان، ليبيا، باكستان وأفغانستان. وفقًا لمصادر استخباراتية، تتمّ التجارة بمختلف أنواع الأسلحة في تلك الأسواق، بما في ذلك الصواريخ والمدافع المتوفرة في تلك الأسواق والموصولة بمسار توفير دولي لا ينتهي. يرسل تجار السلاح في الصين، الولايات المتحدة، روسيا، كوريا الشمالية وأوروبا الشرقية شحنات الأسلحة، التي تشتمل على: البنادق، الذخائر والصواريخ، بنطاق يبلغ المليارات كلّ عام لمن يدفع السعر الأعلى في الشرق الأوسط عن طريق مسارات موثوقة وقانونية.

طريقة العمل

معظم السلاح، بما في ذلك الصواريخ والدبابات التي تصل في نهاية المطاف إلى السوق السوداء، يتمّ شراؤها قانونيًّا بواسطة شبكة من تجار السلاح المؤهّلين. وفقًا لتقرير الاستخبارات الأمريكية، فيعمل ما لا يقلّ عن 29 تاجرًا كهؤلاء من اليمن وحدها. إنّهم يشترون السلاح باسم وزارة الدفاع اليمنية ولكن بعد وقت قصير من الشراء، يتم نقل قائمة المشتريات إلى المنطقة الرمادية، حيث إنّه تتيح وجود علاقة بين الزعماء السياسيين، قادة الجيش والوسطاء المشبوهين بأخذ 80% من محتوى تلك الشحنات، وفقط 20% تصل في نهاية المطاف إلى مخزون الجيش الرسمي. في وقت لاحق يتمّ تهريب تلك الأسلحة بواسطة شبكة سرّية من شركات النقل، من بينها صاحب سفينة يمنية اسمه أبو إبراهيم (Abu Ibrahim)، إلى غزة، مصر، العراق، أفغانستان وإفريقيا.

تورّط أجهزة الاستخبارات

إنّ أجهزة الاستخبارات العالمية مثل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) أيضًا متورّطة في ذلك، وتغرق أيضًا السوق الرمادية بالسلاح العالمي. وإلا فكيف نفسّر على سبيل المثال وجود 20000 صاروخ من نوع Sam-7 (يصل مداه إلى 3500 متر) بيد التنظيم الإرهابي بوكو حرام؟ وصلت تلك الصواريخ إلى الأيدي الخطأ فورًا بعد هجوم الناتو الذي أسقط طاغية ليبيا، معمّر القذافي.

الحكومة الأمريكية تصدّر ما يقرب من ثلث الأسلحة في العالم

تمّ بيع بعض تلك الصواريخ أيضًا لتنظيم داعش في العراق بسعر 7,000 جنيه مصري للقطعة، ممّا يعني أنّه من أجل إسقاط طائرة تبلغ قيمتها 100 مليون دولار، يستخدم الإرهابيون صواريخ كلّفتهم بضعة آلاف من الدولارات. في الواقع، فقد أكّد المسؤولون الأمنيّون أنّ المسلّحين الإسلاميين استخدموا صاروخًا كهذا تمّ شراؤه من ترسانة القذافي من أجل إسقاط مروحيّة عسكرية في شبه جزيرة سيناء في شهر كانون الثاني هذا العام.

مسار تهريب السلاح

نشطاء من حركة حماس يقومون بإطلاق صواريخ (AFP)
نشطاء من حركة حماس يقومون بإطلاق صواريخ (AFP)

يبدو أنّ أوكرانيا ودول أخرى من الاتّحاد السوفياتي سابقًا هي المصدر الأهمّ للسلاح بالنسبة للجماعات المسلّحة في الشرق الأوسط وإفريقيا. يتمّ توزيع الأسلحة من تلك الدول لتلبية الطلب المتزايد في اليمن والسوق السوداء في سوريا. وقد حدّد تقرير أمريكي سرّي للغاية العديد من المدن على شاطئ اليمن الجنوبي كملاجئ محتملة للتهريب أو كمناطق لمرور الأسلحة غير القانونية.

إلى جانب ذلك، فهناك شبكة من مهرّبي المخدّرات والسلاح في بنغازي، ليبيا، والتي هي مركز تجارة الأسلحة غير القانونية ولها شعبية في تقديم خدمات القيمة المضافة كنقل شحنة لنقطة عبور أكثر أمنًا قرب مصر أو الجزائر مقابل بضعة دولارات إضافية.

والمجموعة واسعة: صواريخ، قذائف، RPG، قنابل يدوية، بنادق كلاشينكوف مصنّعة في كوريا الشمالية وألغام.

دور الولايات المتحدة

ليس سرّا أن الحكومة الأمريكية تصدّر ما يقرب من ثلث الأسلحة في العالم. وفقًا لموقع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏)، فقد وفّرت الإدارة الأمريكية 600 طنّ من الأسلحة من بينها لجهات جهادية إسلامية في سوريا، ما يكفي للحفاظ على مساحة مشتعلة في سوريا لعدّة سنوات. تمّ شراء الأسلحة من تجّار يعملون في أوروبا الشرقية ونُقلت إلى سوريا بواسطة وكالة الاستخبارات الأردنية. في وقت لاحق، وصل جزء كبير من الشحنة إلى ترسانة داعش في العراق.

وفي محاولة لصرف انتباه العالم، اتّهمت الحكومة الأمريكية، روسيا، والصين بتوفير السلاح للجهاديين في الشرق الأوسط. وقد تمّ تجديد هذا الاتهام في الشهر الماضي من خلال توجيه إصبع الاتهام للعلاقة بين المسلّحين الناشطين في أوكرانيا والجيش الروسي، بخصوص إسقاط الطائرة الماليزية بواسطة صواريخ Buk التي تمّ توفيرها من قبل روسيا.

التهريب لغزة وحماس

قوات البحرية تقود السفينة "klos c" في طريقها باتجاه ميناء إيلات (IDF Flickr)
قوات البحرية تقود السفينة “klos c” في طريقها باتجاه ميناء إيلات (IDF Flickr)

في نهاية الأمر، تُعدّ وسائل الإعلام العالمية تقارير حول الهجمات على قوافل ومخازن تنفّذها إسرائيل في الظاهر فوق أرض السودان، سوريا أو لبنان. ليس واضحًا دائمًا ما الذي تمّت مهاجمته وأية أضرار حدثت للمخازن المختلفة أو للقوافل المختلفة لأنّ التنظيمات والحكومات في تلك الدول لا ترغب بتوفير معلومات غير ضرورية للإعلام بخصوص علاقاتها بتهريب الأسلحة غير القانونية. كشفت إسرائيل عن عدد من سفن السلاح التي كانت في طريقها إلى غزة.

وحتى ننعش الذاكرة: في آذار عام 2011 أمسكت قوة من الكوماندوز التابعة للسرية 13 وسرية قوارب الصواريخ التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي بالسفينة Victoria. هرّبت السفينة، التي كانت تقع تحت ملكية ألمانية، وسائل قتالية إيرانية عن طريق سوريا وتركيا وكان هدفها حركة حماس في القطاع. تمّ شحن السفينة بداية في ميناء اللاذقية في سوريا بوسائل قتالية إيرانية ممزوجة بسلع مدنية. ومن هناك خرجت إلى ميناء مرسين في تركيا، ثم كانت في طريقها إلى ميناء العريش في مصر وعليها حاويات تمّ فيها تخبئة نحو 50 طنّا من الوسائل القتالية.

أسلحة تابعة لعناصر حماس في نفق دمرته القوات الإسرائيلية (IDF)
أسلحة تابعة لعناصر حماس في نفق دمرته القوات الإسرائيلية (IDF)

وقد تمّ تنفيذ أحدث نموذج تصدّر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم في الخامس من آذار عام 2014. أمسكت وحدة من الكوماندوز البحري التابع للسرية 13 وقوارب الصواريخ التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي بسفينة الشحن ‏KLOS C، التي حاولت أن تهرّب وسائل قتاليّة من إيران، تم تمرير بعضها جوّا كما يبدو من سوريا، وخُصّصت للتنظيمات الفلسطينية الإرهابية في سيناء أو قطاع غزة.

اقرأوا المزيد: 1492 كلمة
عرض أقل