حزب هناك مستقبل

السياح يزورون هضبة الجولان (AFP)
السياح يزورون هضبة الجولان (AFP)

مبادرة سياسية جديدة لزيادة عدد الإسرائيليين في الجولان

إسرائيل متمسكة بهضبة الجولان: تهدف مبادرة جديدة لحزب "كولانا" إلى زيادة عدد المواطنين اليهود في هضبة الجولان.. وزعيم حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، يناشد المجتمع الدولي الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هذه المنطقة

في هذه الأيام، بدأ يبلور حزب “كلنا” برنامجا جديدا لاستثمار مليارات الشواقل لتطوير الاستيطان في هضبة الجولان. في إطار برنامج “الجولان فقط”، الذي كُشِف عنه اليوم صباحا، سيحصل موطنوا هضبة الجولان على امتيازات ضريبية، مكافآت عند شراء الأراضي، وسيتم تحسين البنى التحتيّة في المنطقة، توسيع المناطق الصناعية، وحتى أنه ستقام حديقة حيوانات – كل هذا بهدف مضاعفة عدد المواطنين في الجولان وزيادته ليرتفع من 50 ألف إلى 100 ألف خلال عقد.

يدفع مايكل أورن، نائب وزير وعضو حزب “كلنا” البرنامج الجديد قدما، وقد أوضح اليوم صباحا في مقابلة معه لمحطة الإذاعة الإسرائيلية أن “هناك حاجة استراتيجية أمنية عليا، اقتصادية، وصهيونية لتطوير هضبة الجولان”. وفق أقواله، “يمكن أن نتواجد في الأماكن التي نستمثر فيها الأموال، تماما كما هي الحال في البؤر الاستيطانية. نعرف أن المناطق التي نجحنا في تطويرها، تعتبر جزء لا يتجزأ من إسرائيل”.

عضو الكنيست مايكل أورن (Miriam Alster / FLASH90)

لقد تم فحص البرنامج في بداية الأسبوع في جلسة حزب “كلنا” في الكنيست، وناشد رئيس حزب “كلنا” ووزير المالية، موشيه كحلون، كل أعضاء الكنيست من حزب كلنا دعم البرنامج. وفق التقديرات، من المتوقع أن تصل تكلفة البرنامج إلى نحو 15 مليار شاقل (نحو 4 مليار دولار).

في غضون ذلك، أجرى رئيس حزب المعارضة “هناك مستقبل”، عضو الكنيست يائير لبيد مؤتمرا تحت عنوان: “العالم يدعم الجولان”. في إطاره، ناشد لبيد الولايات المتحدة وأوروبا للاعتراف بالواقع المتغيّر في الشرق الأوسط ودعم السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. “أتوجه من هنا إلى رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب: بعد أن اتخذت خطوة جريئة من أجل الشعب الإسرائيلي، اعترفت فيها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأمرت بنقل السفارة، نطلب منك الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان”، قال لبيد.

عضو الكنيست يائير لبيد (Miriam Alster / Flash90)

وفق أقوال لبيد: “جاءت الفرصة لأنه من الواضح للمتطلعين على الأمور أن إسرائيل لن تعيد هضبة الجولان إلى الأسد – الحاكم المجنون الذي قتل أكثر من نصف مليون من السوريين، وتشكل إيران وحزب الله شريكين له”. قال رئيس المجلس الإقليمي “غولان”، السيد إيلي ملكا، في المؤتمر: “نحتفل هذا العام بمرور 51 عاما على تحرير الجولان وتجديد الاستيطان اليهودي. لقد تطوّر الجولان في هذه السنوات بصفته جزءا من أرض إسرائيل، موقعا استيطانيا، سياحيا، وزراعيا. يشهد الجانب الآخر من الحدود، في سوريا، حرب أهلية همجية ودامية، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف”.

اقرأوا المزيد: 339 كلمة
عرض أقل
(Al-Masdar / Guy Arama)
(Al-Masdar / Guy Arama)

هل يتعيّن على رئيس الحكومة أن يكون حاملا لقبا أكاديميّا؟

مشروع قانون جديد في إسرائيل يشترط على الشخص الذي يطمح لأن يكون رئيس حكومة إنهاء تعليمه العالي أو خدمته العسكرية

يهدف مشروع قانون جديد، يدفعه قدما حاليا عضو الكنيست يعقوف ليتسمان من حزب “يهودوت هاتورة”، إلى أن يكون رئيس الوزراء في إسرائيل قد أنهى خدمته العسكرية أو حاملا لقبا أكاديميّا.

إذا صُودق على اقتراحه، ستدخل تعديلات على القانون الأساسي للحكومة، تنص على أنه على رئيس الحكومة أن يكون حاملا لقبا أكاديميّا أو قد أنهى خدمته العسكرية المنتظمة. في تعليلات مشروع القانون، كتب ليتسمان أن على رئيس الحكومة اتخاذ قرارات حاسمة في مجالات الأمن والاقتصاد، لهذا ينبغي على مَن يشغل هذا المنصب أن يكون خبيرا، ومطلعا على هذين المجالين.

عضو الكنيست يعقوف ليتسمان (Flash90)

على الرغم من عدم الإشارة إلى هذه النقاط بوضوح، يبدو أن مشروع القانون هذا يهدف إلى منع رئيس حزب “المستقبل”، يائير لبيد، من شغل منصب رئيس الحكومة. يأتي مشروع القانون هذا في ظل الخلافات بين ليتسمان وبين لبيد الذي يعتبره “عدوا للحاريديين” لأنه عمل على دفع قرارات ضد الحاريديين خلال ولاية الحكومة السابقة.

بفضل مشروع القانون، بدأ يتصدر الاهتمام العام المتعلق بتعليم عضو الكنيست لبيد العناوين وذلك بعد أن ثار قبل ست سنوات تقريبا، بعد أن قرر مجلس التعليم العالي التحقيق في كيفية التحاق لبيد بالتعليم للقب الثاني دون أن ينهي تعليمه للقب الأول.

عضو الكنيست يائير لبيد (Flash90 / Yonatan Sindel)

يُطرح سؤال عام أكثر بسبب التطرق إلى الموضوع، وهو ما إذا كان يشكل الحصول على لقب أكاديمي شرطا مسبقا لشغل المناصب الرفيعة في السياسة الإسرائيلية. يحمل العديد من السياسيين الإسرائيليين اللقب الأول والألقاب المتقدمة من جامعات مرموقة في أنحاء العالم، في المقابل، لم يلتحق السياسيون الآخرون بالتعليم العالي.

مثلا، رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو مصمم معماري وحاصل على اللقب الثاني من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق; والوزير يوفال شتاينتس حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة تل أبيب; وحصل عضو الكنيست مايكل أورين على شهادة الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط والتاريخ من جامعة برنستون المشهورة.

في المقابل، هناك الكثير من أعضاء الكنيست الذين ليس لديهم لَقَب أكاديميّ. فقد درس أعضاء الكنيست أورن حزان، إيلان غيلئون، وإيتان كابل، للقب الأول إلا أنهم لم ينهوا تعليمهم لهذا لا يحملون لقبا أكاديميّا. أكمل بعض أعضاء الكنيست تعليمهم الثانوي فقط ولم يلتحقوا بالدراسة العالية مثل أعضاء الكنيست ميراف ميخائيلي وعمير بيرتس.

اقرأوا المزيد: 324 كلمة
عرض أقل
رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (Yonatan Sindel/Flash90)
رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (Yonatan Sindel/Flash90)

استطلاعات: بنيامين نتنياهو يضعف

الأحزاب اليسارية تحقق نجاحا بعد أن نُشر أن الجمهور الإسرائيلي يفقد ثقته باليمين وأن شعبية نتنياهو تشهد تراجعا

02 نوفمبر 2017 | 11:05

ما زال حزب الليكود، حزب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رائدا، ولكن اليمين الإسرائيلي، الذي يرأسه نتنياهو في هذه الأيام، يشهد تراجعا في شبعتيه. هذا ما يتضح من استطلاعات نُشرت أمس (الأربعاء) في قناتين تلفزيونتين إسرائيليتين كبيرتين.

وفق استطلاع “أخبار القناة الثانية” في حال إجراء انتخابات الآن، سيحظى الليكود بـ 24 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي، أي بـ 6 مقاعد أقل من المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة. سيحظى المعسكر الصهيوني (حزب العمل) برئاسة آفي غباي بـ 21 مقعدا، أي مقعد واحد أكثر من حزب “هناك مستقبل” الخاص بيائير لبيد. سيحصل البيت اليهودي برئاسة وزير التربية الحالي وممثل المستوطِنين، نفتالي بينيت، على 12 مقعدا، وهذا العدد شبيها بعدد مقاعد القائمة العربية المشتركة (ائتلاف الأحزاب العربية).

زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب "العمل" آفي غباي (Tomer Neuberg/Flash90)
زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب “العمل” آفي غباي (Tomer Neuberg/Flash90)

ويرد في تتمة القائمة حزب “كلنا” التابع لوزير المالية الحالي، موشيه كحلون، مع 8 مقاعد، حزب “إسرائيل بيتنا” وهو حزب وزير الدفاع الحالي، أفيغدور ليبرمان، مع 6 مقاعد، وحزب ميرتس مع 5 مقاعد، وحزب شاس مع 4 مقاعد فقط. إجمالي المقاعد لدى اليمين هو 62 مقعدا مقارنة بـ 58 مقعدا لدى اليسار (كما هو معروف يجب أن يكون في الكنيست 120 مقعدا).

وزير المالية، موشيه كحلون (Flash90/Yonatan Sindel)
وزير المالية، موشيه كحلون (Flash90/Yonatan Sindel)

في استطلاعات حول المقاعد في القناة العاشرة، كان الليكود رائدا وحقق 26 مقعدا، ولكن في هذا الاستطلاع لا يحقق اليمين غالبية ساحقة. وفق الاستطلاع، حقق حزب يائير لبيد، “هناك مستقبل”، وهو الحزب الثاني من حيث حجمه 22 مقعدا.

يائير لبيد (Flash90/Hadas Parush)
يائير لبيد (Flash90/Hadas Parush)

هبط عدد المقاعد لدى المعسكر الصهيوني إلى 19 مقعدا، متفوقا على القائمة العربية المشتركة التي حققت 12 مقعدا، والبيت اليهودي 11 مقعدا. تقدم حزب ميرتس في هذا الاستطلاع حاصلا على 8 مقاعد، ومتفوقا على حزب “كلنا” 7 مقاعد، و “إسرائيل بيتنا” 5 مقاعد، وحزب شاس 4 مقاعد فقط. في هذا الاستطلاع، للوهلة الأولى، حقق اليسار كتلة مانعة مع 61 مقعدا، ولكن صرح غباي أنه لن يجلس في الحكومة مع أعضاء الكنيست العرب.

اقرأوا المزيد: 283 كلمة
عرض أقل
يائير لبيد في زيارة إلى الضفة الغربية (Nati Shohat/Flash90)
يائير لبيد في زيارة إلى الضفة الغربية (Nati Shohat/Flash90)

يائير لبيد – الزعيم الإسرائيلي القادم؟

شق لبيد طريقه إلى السياسة الإسرائيلية مُحدِثا عاصفة، ولكن بعد فترة قصيرة شغل فيها منصب وزير المالية وجد نفسه في المعارضة. الآن أصبح يعمل على تعزيز قوته، ولكن هل سينجح في العودة إلى قمة السياسة الإسرائيلية؟

في كانون الثاني 2013، كان يائير لبيد بمثابة مفاجأة الانتخابات، عندما حصل حزبه “هناك مستقبل”، الذي أقامه قبل فترة قصيرة من ذلك وترشّح للمرة الأولى، على 19 مقعدا من بين 120، وكان أيضا الحزب الثاني في حجمه في إسرائيل، متغلّبا على الأحزاب العريقة والشعبية.

تُوّج لبيد مباشرة بصفته سياسيا “واعدا” في السياسة الإسرائيلية، وهناك عدد غير قليل من الأشخاص الذين أشاروا إليه باعتباره إحدى الشخصيات الرائدة في الوصول إلى السلطة بدلا من نتنياهو الذي كان رئيس الحكومة منذ سنوات طويلة. ولكن رغم قوته الكبيرة، فقد حثّه نتنياهو على أن يشغل منصب وزير المالية، والذي لا شكّ أنه أضر بشعبيته، عندما اضطر مرارا وتكرارا إلى التنازل عن الوعود الانتخابية التي وعد ناخبيه بها.

في الانتخابات التي أقيمت بعد عامين فقط من ذلك، انخفضت قوة حزبه بما يُعادل النصف تقريبا، عندما فاز بـ 11 مقعدا فقط وانخفض إلى المركز الرابع. وعندها وجد لبيد نفسه وكذلك حزبه في المعارضة، ولذلك بدآ ببناء قوتهما الجديدة، من خلال تغيير الرسائل والتوجه إلى جمهور جديد في المجتمع الإسرائيلي.

لبيد يُصلي عند حائط المبكى في القدس (Flash90/Hadas Parush)
لبيد يُصلي عند حائط المبكى في القدس (Flash90/Hadas Parush)

أظهر استطلاع أجريَ مؤخرا أنّه وللمرة الأولى اجتاز حزب هناك مستقبل حزب “الليكود”، وحصل على 24 مقعدا، في حين أن الحزب الحاكم قد حصل على 22 مقعدا فقط. أي أنه إذا أجريّت الانتخابات اليوم، سيُنتخب لبيد رئيسا للحكومة الإسرائيلية. ولكن هل لديه فعلا احتمال لتحقيق ذلك؟

من هو يائير لبيد؟                                               

ولد لبيد عام 1963، وهو متزوج وأب لثلاثة أولاد. تلقى تعليمه في تل أبيب ولندن، حيث زاول مهنة الإعلام، وقد كتب في الصحف المشهورة في إسرائيل مثل: معريف ويديعوت أحرونوت. وعمل في التلفزيون الرسمي والتجاري. وألّف لبيد 10 روايات، معظمها من النوع الدرامتيكي، حيث تعتمد على عنصر التشويق، وحظيت هذه الروايات على إعجاب الكثيرين في إسرائيل.

يائير لبيد وزوجته ليهي في التسعينيات (Moshe ShaiFLASH90)
يائير لبيد وزوجته ليهي في التسعينيات (Moshe ShaiFLASH90)

إضافة لذلك، مارس لبيد في شبابه رياضة الملاكمة، وهو ما زال يحافظ على لياقة بدنية جيدة، ويُظهر انه ضليع وقوي. وقرص بعض النواب من الكتل اليمينية النجم السياسي الجديد زاعمين انهم لا يراهنون على قدرة بقاء لبيد في حلبة المصارعة السياسية، لكن لبيد أثبت أنه يملك مهارات سياسية تفوق مهارات كثيرين في إسرائيل.

ويذكر ان اسم لبيد اتصل ب “قانون لبيد”، وهو مشروع قانون ينص على منع الإعلامين من استغلال منصبهم في تمهيد الطريق للسياسة. وإن خرج هذا المشروع الى حيز الوجود فسيُجبر الإعلاميين والصحافيين بالتقاعد لفترة لا تقل عن سنة، قبل خوض أي عمل سياسي.

لبيد كمراسل شاب في بداية الثمانينات (Moshe ShaiFLASH90)
لبيد كمراسل شاب في بداية الثمانينات (Moshe ShaiFLASH90)

على غرار والده يوسي “تومي” لبيد

تنطبق مقولة “فرخ البط عوام” على يائير لبيد، فهو ابن السياسي المعروف يويسي “تومي” لبيد، والذي عمل أيضا في مجال الصحافة والإعلام وقاد بعدها حركة “شينوي” تعني “تغيير”. وحصلت الحركة عام 2003 على 15 مقعد في الكنيست ال16 وشغل خلالها “تومي” لبيد منصب وزير العدل ونائب رئيس الوزراء.

وعُرف لبيد “الأب” بأفكاره ومواقفه العلمانية. واعتبر ممثلو الأحزاب الدينية في البرلمان الإسرائيلي، طموحات لبيد “الابن” السياسية، انها ستكون نسخة طبق الأصل لأبيه، أي خصما لدودا لمواقفهم الدينية المتحفظة، وبالفعل كان لبيد وحزبه “يش عتيد” من المؤيدين لقانون تجنيد الشبان المتدينين للجيش الإسرائيلي.

يائير مع والده، يوسف (تومي) لبيد، في الثمانينات (Moshe ShaiFLASH90)
يائير مع والده، يوسف (تومي) لبيد، في الثمانينات (Moshe ShaiFLASH90)

لبيد يجسد الإسرائيلي الجديد

يعتمد يائير لبيد منذ أن انتقل إلى السياسة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يحرص على التواصل مع أتباعه على صفحة “فيسبوك” الخاصة به، حتى أصبح محط انتقاد السياسيين الإسرائيليين أنه يدير وزارة المالية من خلال “فيس بوك” ولا يحضر الجلسات المهمة في البرلمان، خاصة تلك التي تطالب المعارضة الإسرائيلية بإقامتها لاستجوابه على أدائه.

ومما جاء في صفحة “فيسبوك” الخاصة بلبيد عن رؤيته الاجتماعية، متأثرا بالاحتجاجات الشعبية التي ظهرت في إسرائيل عام 2011، “السنوات الأخيرة أوضحت لنا (الإسرائيليين) انه يتعين علينا أن ننشأ بنية جديدة للتعايش المشترك، لا تستند فقط إلى ضرورة الصمود في وجه أعدائنا… يجب علينا بناء نظام مدنيّ جديد”.

المرشح لبيد، رئيس حزب "هناك مستقبل"، يدلي بصوته (Flash90/ben Kelmer)
المرشح لبيد، رئيس حزب “هناك مستقبل”، يدلي بصوته (Flash90/ben Kelmer)

يائير لبيد وزير المالية

في آذار 2013 عُيّن لبيد وزيرا للمالية. منذ بداية توليه منصبه، من أجل مواجهة العجز في الميزانية، رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة، وذلك بخلاف وعده قبل الانتخابات لعدم رفع الضرائب. وقد رفع أيضًا الضريبة على السجائر والكحول، مما أثار غضبا عارما ضدّه بشكل أكبر في أوساط شرائح سكانية واسعة. وقد أثار تخفيض مُخصّصات الأطفال ضدّه غضب الحاريديين والمتديّنين على حد سواء.

منذ بدء طريقه السياسي صرّح لبيد أنّ الطبقة الوسطى لم يعد بإمكانها أن تتحمّل عبء الجمهور الحاريدي، وأنّه سيعمل على دمج أفرادها في الجيش، في الخدمة المدنية، وفي سوق العمل، وعندما أصبح وزيرا اتخذ عدة خطوات في هذا الشأن. خُفِضت ميزانيات المؤسسات التعليمية الحاريدية، من بين أمور أخرى، وتمت الموافقة على “قانون التجنيد” الذي ينفذ عقوبات جنائية على كل من لا يتجنّد للجيش أيضا، بما في ذلك الحاريديين. في أعقاب ذلك أصبح لبيد مكروها في أوساط المجتمع المتديّن، وقد اتهم الإعلام الحاريدي بالتحريض ضده.

في كانون الأول 2014، وفي أعقاب “أزمة ثقة”، أقال رئيس الحكومة، نتنياهو،  لبيد من منصبه. لاحقا، اتضح أنّ هذا المنصب قد أضر كثيرا بشعبية لبيد، وكان من بين عوامل سقوط حزبه من 19 مقعدا في انتخابات عام 2013 إلى 11 مقعدا فقط في عام 2015.

لبيد مع رئيس الحكومة، نتنياهو، في أيام أفضل (AFP)
لبيد مع رئيس الحكومة، نتنياهو، في أيام أفضل (AFP)

لبيد في المعارضة: يُعزز قوته

منذ عام 2015 يجلس حزب لبيد في المعارضة. ولكن، بخلاف المتوقع، فهو لا يركّز بشكل أساسيّ على مهاجمة رئيس الحكومة والحزب الحاكم، وإنما، رويدا رويدا، يتخذ خطوات لتوسيع قاعدة لكسب تأييده وتأييد حزبه، ويعدّ الأرضية قُبيل منافسة محتملة على رئاسة الحكومة.

وفي حين أن لبيد قد وضع على سُلّم برنامجه الانتخابي في الانتخابات الأولى القضايا الاجتماعية، مُركّزا على “المساواة في العبء” وانتقاد المجتمع الحاريدي، يبدو أّنّه بعد الخسارة في الانتخابات الثانية، أدرك أنّ القضايا السياسية هي التي ستعمل لصالح ترجيح الكفة في دولة إسرائيل.

لبيد يُصلي عند حائط المبكى في القدس (Flash90/Hadas Parush)
لبيد يُصلي عند حائط المبكى في القدس (Flash90/Hadas Parush)

وأدرك أيضًا أنّ معظم الناخبين الإسرائيليين هم في الوسط واليمين، ولذلك بدأ بشكل معتدل، ولكن ملحوظ، بتعديل آرائه، وتجنّب التصريحات الشديدة ضدّ بعض شرائح المجتمع الإسرائيلي أو التعبير عن آرائه لصالح الفلسطينيين. إنه يشارك في المزيد من المظاهرات “لصالح إسرائيل”، يتوجه إلى المشاعر القومية، وبشكل أساسي يعرض “تقرّبه من اليهودية”، محاولا تجنيد الجمهور التقليدي لصالحه وربما أيضًا الجمهور الإسرائيلي المتديّن، والسماح لنفسه بتشكيل ائتلاف عبر دمج الأحزاب الحاريدية.

فعلى سبيل المثال، زار لبيد حائط المبكى، والذي باستثناء الهيكل نفسه يُعتبر اليوم المكان الأكثر قداسة بالنسبة لليهود، وحرص هناك على التقاط الصور وهو يعتمر قلنسوة ويرتدي شالًا خاصا بالصلاة اليهودية. ونظّمت زوجته، ليهيا لبيد، وهي إعلامية وشهيرة أيضا، احتفالا للعمل على وصية “هفشرات حالاه” (وهي وصية في الديانة اليهودية تُوصي بأخذ قطعة صغيرة من العجين أثناء تحضيره، وتأدية الصلاة، وشكر الرب على النعمة التي أعطاها لأبناء الطائفة اليهودية)، وهو احتفال معروف في المجتمع المتديّن والذي يشمل تجمّع النساء، الصلوات، والمباركات. كلّ ذلك، كما ذُكر آنفًا، بخلاف موقفه قبل سنوات قليلة، حين حرص على انتقاد المجتمع الحاريدي مجددا وعلى فرض الإكراه الديني في إسرائيل.

ضجة التجنيد للخدمة في الجيش الإسرائيلي (Flash90)
ضجة التجنيد للخدمة في الجيش الإسرائيلي (Flash90)

يعمل لبيد أيضا في المجال القومي ويحرص على التقاط الصور مع الشبّان الذين يرفعون علم الدولة، وينشر منشورات مؤثرة تؤيد جنود الجيش الإسرائيلي. كما وينجح مرارا وتكرارا في التوجه إلى فئات أوسع وأكثر اعتدالا، وينجح أيضا بفضل موهبته وقدرته على الكتابة، في إثارة إعجاب الكثير من المتصفّحين في إسرائيل. ويُذكر بشكل خاص منشور مؤثر شاركه في الفيس بوك، ظهر فيه مع ابنته، التي تعاني من التوحّد الشديد، وهي ترتدي زيّ الجيش الإسرائيلي. إلى جانب الصورة تحدّث لبيد عن مشروع خاص مكّن ابنته من التبرّع للعمل لصالح الجيش الإسرائيلي “ومن الشعور مثل الآخرين”.

يكثر لبيد من التجوّل في العالم، وقد حظي غير مرة باللقب الساخر “وزير خارجية نفسه”، في أعقاب الأنشطة الإعلامية التي يعمل عليها  لصالح إسرائيل. زار السويد في شهر آب الماضي، حيث جمع هناك عددا من مؤيدي إسرائيل للمشاركة في مظاهرة دعم، إذ رفع المتظاهرون لافتات وهتفوا خلفه بصوت واحد: “نحن نحبّ إسرائيل”.

يائير لبيد مع ابنته (فيس بوك)
يائير لبيد مع ابنته (فيس بوك)

مكروه اليسار

في أوساط الدوائر اليسارية في إسرائيل حظي لبيد في أكثر من مرة بردود فعل مُهينة ومُتعجرفة. لقد لُوحظ في أكثر من مرة وهو يصرّح تصريحات متناقضة، وكذلك كثيرا ما اتضح أن بعض الحقائق التي عرضها كانت خاطئة أو كاذبة. قيل أيضًا في الانتقادات الموجهة ضده أنّه يتجنّب اتخاذ خطوة حقيقية في المواضيع المهمّة مثل قضية الدولة الفلسطينية ويتجنّب التصريحات الشديدة التي من شأنها أن تجعله متضامنا مع جمهور معيّن ومثيرا للعداوة بينه وبين جمهور آخر.

ومع ذلك، تشير تقديرات المحللين إلى أنّه إذا تنافس مع بنيامين نتنياهو على رئاسة الحكومة، فمن المرجح أن يفوز في عدد غير قليل من أصوات اليسار الإسرائيلي، الذي يطمح على مدى سنوات بإسقاط نتنياهو من رئاسة الحكومة، ولكن من دون نجاح. إذا كان الأمر ذلك، يبدو أنه يعمل بشكل سليم عندما يتوجه إلى جمهور ناخبين أكثر يمينية وتقليدية من الماضي. يثبت الاستطلاع الأخير، الذي يضعه كرئيس الحزب الأكبر في إسرائيل، ذلك. ومع ذلك، ربما يبدو أنّ الاستطلاع يعكس ضعفا مؤقتا فقط لنتنياهو، وفي اللحظة الحقيقية، سينجح مجددا، كما ينجح دائما، في التغلّب على لبيد والحفاظ على مكانته باعتباره الرجل الأقوى في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 1319 كلمة
عرض أقل
يائير لبيد ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو (Noam Revkin Fenton/FLASH90)
يائير لبيد ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو (Noam Revkin Fenton/FLASH90)

استطلاع جديد: حزب الليكود ليس أكبر حزب في إسرائيل

لو أجريت الانتخابات اليوم في إسرائيل كان سيحتل حزب نتنياهو المرتبة الثانية من حيث الحجم بعد حزب خصمه السياسي، يائير لبيد من حزب "هناك مستقبل"

أظهر استطلاع نُشر البارحة (الثلاثاء) في أخبار القناة الثانية الإسرائيلية أن حزب “هناك مستقبل”، للمرة الأولى، هو الحزب الأكبر في إسرائيل. ويشير الاستطلاع إلى أنه لو أُجريت الانتخابات اليوم في إسرائيل كان سيحصل حزب يائير لبيد على 24 مقعدًا. وفي المقابل، كان سيخسر حزب الليكود ربع أصوات منتخبيه أي أنه سيحصل على 22 مقعدًا، وأما حزب “البيت اليهودي”، برئاسة نفتالي بينيت، الحزب الثالث من حيث حجمه، كان سيحصل على 14 مقعدًا.

وأظهر الاستطلاع أن المُعسكر الصهيوني، بزعامة يتسحاك هرتسوغ، كان سيتراجع بشدة حاصلا على 13 مقعدًا فقط، وهناك مُعطى مشابه أيضًا فيما يخص القائمة العربية المُشتركة. ويلي الأحزاب المذكورة آنفا: حزب “إسرائيل بيتنا”، برئاسة وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي سيحصل على 10 مقاعد.

لبيد يُصلي عند حائط المبكى في القدس (Flash90/Hadas Parush)
لبيد يُصلي عند حائط المبكى في القدس (Flash90/Hadas Parush)

وأظهر الاستطلاع أن نصف عدد أنصار المُعسكر الصهيوني أصبحوا منذ الانتخابات الأخيرة يدعمون حزب “هناك مستقبل”، وهو الحزب الذي كان سابقًا حزب يائير لبيد، الذي شغل منصب وزير المالية. رغم ذلك، تُعتبر نتائج الاستطلاع، في حال كان الاستطلاع دقيقًا، غير كافية لتأكيد قدرة لبيد على تشكيل حكومة برئاسته. فقد حزب الليكود، وفقًا للاستطلاع، مكانته لصالح حزبيَ “إسرائيل بيتنا” و “البيت اليهودي”. وأظهر استطلاع داخلي أيضًا أجراه حزب “هناك مستقبل” النتائج ذاتها التي ظهرت في استطلاع القناة الثانية.

وعلّق حزب الليكود، من خلال صفحته على الفيس بوك، على الاستطلاع. “ليس هناك ما يدعو إلى الانفعال أبدًا. يذكر جميعنا أنه سبق ووردت تنبؤات تتوقع أن يحصل حزب الليكود على 18 مقعدًا في الانتخابات الأخيرة ولكن رأينا النتائج. لا شك أن هذا الاستطلاع هو نتيجة مباشرة لـ “أزمة السبت”، وقد تغلبنا عليها وذلك بعد أن أقرت محكمة العدل العليا في القضية.

“علينا أن نتذكر أيضًا أن كل حكومات اليسار المُتعاقبة قد شكّلت ائتلافا مع أحزاب دينية: حكومة رابين الأولى، حكومة رابين الثانية التي وقّعت اتفاقيات أوسلو بدعم الأحزاب الدينية، حكومة باراك، وحكومة أولمرت. لم يتم إرساء أية تغييرات حول موضوع الدين والدولة أيضًا في فترة حكم تلك الحكومات”، كما جاء في التعقيب.

اقرأوا المزيد: 299 كلمة
عرض أقل
عضو الكنيست أورن حزان (Flash90/Miriam Alster)
عضو الكنيست أورن حزان (Flash90/Miriam Alster)

لا يتوقف: نائب الكنيست حزان يسخر من عضو كنيست مُقعدة

كارين الهرر، عضو كنيست من حزب "هناك مستقبل"، تُعاني من إعاقة وتتحرك بكرسي مُتحرك. طلبت مؤخرا، خلال جلسة في الكنيست، المُساعدة، ولكنها تعرضت إلى سخرية نائب الكنيست أورن حزان

تصدر نائب الكنيست أورن حزان، ثانية، العناوين؛ في الأسبوع الماضي، بعد أن سخر من عضو الكنيست الإسرائيلي، كارين الهرر، من حزب “هناك مستقبل” التي تُعاني من إعاقة وتستعين بكرسي مُتحرك. لقد بدأ كل ذلك عندما طُلب من عضو الكنيست الهرر التصويت على ميزانية الدولة؛ في الأسبوع الماضي، فطلبت من نائب الكنيست العيساوي فريج؛ من حزب ميرتس، أن يُساعدها ويُصوت بدلا منها. عندها قام حزان بتصوير ذلك وقرر أنه مرفوض ويُعتبرُ تصويتًا مُضاعفًا، ومن ثم نشر تلك الصورة في تغريدة له على تويتر ساخرًا منها.

لم يكتفِ حزان بذلك بل إنه جلس مكانه في الكنيست أيضًا وضحك قائلا: “انظروا، إنها تُصوت بمفردها. يُمكنها التصويت بمفردها”. أثار كلامه عاصفة في البلاد فسارع في الدفاع عن نفسه. وادعى أن تلك هي معلومات كاذبة وأنه لم يتحدث إلى كارين ولم يسخر منها.

كارين الهرر، عضو كنيست من حزب "هناك مستقبل" (ويكيبيديا)
كارين الهرر، عضو كنيست من حزب “هناك مستقبل” (ويكيبيديا)

لقد تدخل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إذ إن حزان هو عضو من أعضاء حزبه، في الموضوع وصرّح أمس أنه وبّخ نائب الكنيست أورن حزان بسبب سخريته من إعاقة عضو الكنيست كارين الهرر. “لا يُمكنني تحمُّل العنصرية”، قال نتنياهو، كما “لا يُمكنني تحمُّل التمييز. ولا أرضى بإساءة المُعاملة. لقد طلبتُ استيضاح الأمر وسيتم ذلك. لقد تفوّه أحد أعضاء كتلتي البرلمانية بكلام مُسيء لعضو الكنيست كارين الهرر، وهو كلام ما كان يجب أن يُقال وأنا أشجبه بشدة. وأضاف هاتفت نائب الكنيست ووبخته وقلتُ له إن ما قاله هو أمر مرفوض بتاتًا”.

اقرأوا المزيد: 215 كلمة
عرض أقل
اللاجئين السوريين في بودابست (AFP/ATTILA KISBENEDEK )
اللاجئين السوريين في بودابست (AFP/ATTILA KISBENEDEK )

هل ستستوعب إسرائيل اللاجئين السوريين؟

عدد من السياسيين الإسرائيليين يطالب الحكومة باستيعاب اللاجئين الفارّين من الحرب في سوريا. من جهة أخرى تصدر ادعاءات: "نحن لسنا إيطاليا ولا فرنسا وبالتأكيد لسنا ألمانيا"

في الوقت الذي تتواصل فيه موجة الهجرة إلى أوروبا، في إسرائيل أيضًا يواجهون السؤال: هل ستشارك إسرائيل في استيعاب اللاجئين السوريين؟ بدأت تصدر في النظام السياسي في إسرائيل دعوات تدعو إلى استيعاب اللاجئين من الحرب الأهلية السورية في إسرائيل.

قال زعيم المعارضة في إسرائيل، عضو البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) يتسحاق هرتسوغ، إنّه تحدث مع كمال لبواني، وهو زعيم كبير في المعارضة السورية التي تقيم في أوروبا وأضاف إنّ اليهود تحديدا لا يستطيعون أن يكونوا لا مبالين عندما يطلب آلاف اللاجئين الحماية.

وطالب نائب وزير التعاوُن الإقليمي في الكنيست الإسرائيلي، أيوب قرا، باستيعاب اللاجئين الدروز من سوريا، وذلك في أعقاب عملية الاغتيال التي جرت في نهاية الأسبوع الماضي وأودت بحياة الزعيم الدرزي، الشيخ وحيد بلعوس. تم اغتيال 26 درزيا من أنصار البلعوس معه.

نازحون سوريون ينتظرون لدخول تركيا (AFP)
نازحون سوريون ينتظرون لدخول تركيا (AFP)

وانضم أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، أيضًا إلى مطالبة إسرائيل باستيعاب اللاجئين السوريين. بحسب كلامه: “لديهم الحقّ في القدوم والإقامة هنا”.

وكان رئيس حزب “هناك مستقبل” الإسرائيلي، يائير لبيد، تحديدًا ضدّ استيعاب اللاجئين: “ليته كان لدينا الهدوء الأمني والقوة لاستيعاب اللاجئين، ولكننا لسنا إيطاليا ولا فرنسا وبالتأكيد لسنا ألمانيا”. وادعى لبيد إنّ الأزمة هي أزمة أوروبية وليس هناك سبب بأنّ تدخلُ إسرائيل فيها.

وإلى جانب الدول التي أعلنت عن أنها ستستوعب اللاجئين، مثل ألمانيا – حيث أُعلِن هناك أنّه لم يتم تقييد أعداد المهاجرين الداخلين إلى البلاد – فإنّ بعض الدول غير مستعدّة لاستيعابهم. أعرب كلّ من هنغاريا وبلغاريا مؤخرا عن اهتمام بالسياج الأمني الإسرائيلي الذي تستخدمه إسرائيل لمنع دخول اللاجئين من الحدود المصرية – الإسرائيلية. ترغب كلتا الدولتين الأوروبيتين ببناء سياج مشابه من أجل محاولة مواجهة موجة المهاجرين التي تصل من مناطق الصراع في سوريا.

وأكّد مسؤول إسرائيلي المحادثات الجارية بين إسرائيل وهذه الدول بخصوص السياج وقال إنّ إبرام الصفقة بعيد بسبب قيود الميزانية وقضية الحساسية السياسية في الاتحاد الأوروبي في موضوع إقامة الجدران الأمنية.

اقرأوا المزيد: 281 كلمة
عرض أقل
زعيم حزب "يش عتيد" ووزير المالية يائير لبيد ( Ben Kelmer/Flash90)
زعيم حزب "يش عتيد" ووزير المالية يائير لبيد ( Ben Kelmer/Flash90)

يائير لبيد- نجم انتخابات 2013 على المحك

هل سيستطيع السياسي الإسرائيلي يائير لبيد، نجم انتخابات عام 2013 وزعيم حزب "يش عتيد"، أن يكرّر إنجازه في الانتخابات الحالية بعد أن اكتشف الإسرائيليون مدى قصوره كوزير للمالية؟

16 مارس 2015 | 17:07

أفرزت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية عام 2013 أن لبيد دون شك هو نجم حقيقي، فقد حصد الإعلامي في السابق بزعامة حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل) 19 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنسيت ال 19، متقدما على أحزاب قديمة ومعروفة في إسرائيل. واستطاع لبيد بعد إنجازه غير المسبوق نيل وزارة المالية في حكومة نتنياهو، لكن القصة اتخذت منحى جديدا بعد هذه الخطوة، فقد اكتشف الإسرائيليون أن لبيد في وظيفته الجديدة ليس مخلّصا كما روّج في الانتخابات. فهل يحاسبه الإسرائيليون في الانتخابات الحالية؟

من هو يائير لبيد؟ وكيف أصبح نجما سياسيا بهذه السرعة؟

هاوٍ للملاكمة

ولد لبيد عام 1963، وهو متزوج وأب لثلاثة أولاد. تلقى تعليمه في تل أبيب ولندن، حيث زاول مهنة الإعلام، وقد كتب في الصحف المشهورة في إسرائيل مثل: معريف ويديعوت أحرونوت. وعمل في التلفزيون الرسمي والتجاري. وألّف لبيد10 روايات، معظمها من النوع الدرامتيكي، حيث تعتمد على عنصر التشويق، وحظيت هذه الروايات على إعجاب الكثيرين في إسرائيل.

إضافة لذلك، مارس لبيد في شبابه رياضة الملاكمة، وهو ما زال يحافظ على لياقة بدنية جيدة، ويُظهر انه ضليع وقوي. وقرص بعض النواب من الكتل اليمينية النجم السياسي الجديد زاعمين انهم لا يراهنون على قدرة بقاء لبيد في حلبة المصارعة السياسية، لكن لبيد أثبت أنه يملك مهارات سياسية تفوق مهارات كثيرين في إسرائيل.

يائير لبيد خلال جولة انتخابية (Tomer Neuberg/Flash90)
يائير لبيد خلال جولة انتخابية (Tomer Neuberg/Flash90)

ويذكر ان اسم لبيد اتصل ب “قانون لبيد”، وهو مشروع قانون ينص على منع الإعلامين من استغلال منصبهم في تمهيد الطريق للسياسة. وإن خرج هذا المشروع الى حيز الوجود فسيُجبر الإعلاميين والصحافيين بالتقاعد لفترة لا تقل عن سنة، قبل خوض أي عمل سياسي.

على غرار والده يوسي “تومي” لبيد

تنطبق مقولة “فرخ البط عوام” على يائير لبيد، فهو ابن السياسي المعروف يويسي “تومي” لبيد، والذي عمل أيضا في مجال الصحافة والإعلام وقاد بعدها حركة “شينوي” تعني “تغيير”. وحصلت الحركة عام 2003 على 15 مقعد في الكنيست ال16 وشغل خلالها “تومي” لبيد منصب وزير العدل ونائب رئيس الوزراء.

زوجة لبيد ليهي (Moshe Shai/FLASH90)
زوجة لبيد ليهي (Moshe Shai/FLASH90)

وعُرف لبيد “الأب” بأفكاره ومواقفه العلمانية. واعتبر ممثلو الأحزاب الدينية في البرلمان الإسرائيلي، طموحات لبيد “الابن” السياسية، انها ستكون نسخة طبق الأصل لأبيه، أي خصما لدودا لمواقفهم الدينية المتحفظة، وبالفعل كان لبيد وحزبه “يش عتيد” من المؤيدين لقانون تجنيد الشبان المتدينين للجيش الإسرائيلي.

لبيد يجسد الإسرائيلي الجديد

يعتمد يائير لبيد منذ أن انتقل إلى السياسة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يحرص على التواصل مع أتباعه على صفحة “فيسبوك” الخاصة به، حتى أصبح محط انتقاد السياسيين الإسرائيليين أنه يدير وزارة المالية من خلال “فيس بوك” ولا يحضر الجلسات المهمة في البرلمان، خاصة تلك التي تطالب المعارضة الإسرائيلية بإقامتها لاستجوابه على أدائه.

ومما جاء في صفحة “فيسبوك” الخاصة بلبيد عن رؤيته الاجتماعية، متأثرا بالاحتجاجات الشعبية التي ظهرت في إسرائيل عام 2011، “السنوات الأخيرة أوضحت لنا (الإسرائيليين) انه يتعين علينا أن ننشأ بنية جديدة للتعايش المشترك، لا تستند فقط إلى ضرورة الصمود في وجه أعدائنا… يجب علينا بناء نظام مدنيّ جديد”.

لبيد وزيرا للمالية

رغم ان لبيد يركز في حملة الانتخابات الراهنة لحزبه “يش عتيد” على انجازات الحزب على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، وأبرزها تقليص عدد الوزراء في الحكومة الإسرائيلية إلى 18 وزيرا بعد أن وصل عددهم في الحكومات المتعاقبة ل40. ويقول لبيد إن التغيير الذي أحدثته “يش عتيد” في هذا المضمار قلّص من المصاريف الحكومية مما يعود على المواطنين بالنفع.

يائير لبيد (Flash90)
يائير لبيد (Flash90)

ورغم الانجازات التي يتحدث عنها لبيد، يشعر إسرائيليون كثيرون، خاصة أولئك الذين ينتمون للطبقة الوسطى، وكانوا أكثر المؤيدين للبيد، بخيبة أمل لفشله في تحقيق وعود الإصلاح. ويواجه لبيد اليوم صعوبة في إقناع الإسرائيليين “المجربين” بعد أن كان وزيرا للمالية بقدرته على إحداث الإصلاح، لا سيما أن كثيرا من وعوده السابقة ارتطمت بالائتلاف الحكومي الذي قرر الانضمام إليه.

اقرأوا المزيد: 549 كلمة
عرض أقل
قادة ثمانية الأحزاب قبل المناظرة الانتخابية (Channel 2 News\Flash90)
قادة ثمانية الأحزاب قبل المناظرة الانتخابية (Channel 2 News\Flash90)

المناظرات الانتخابية الإسرائيلية لا تُخيب

أقام قادة ثمانية أحزاب مناظرة انتخابية عاصفة. كان وزير الخارجية ليبرمان هو الأكثر هجومية من بينهم، وقد وصف ممثّل القائمة العربية بصفته "الخائن" وقارن بينه وبين الحكم في كوريا الشمالية

وقع أمس حدث بارز في الانتخابات الإسرائيلية لعام 2015، وذلك عندما بثّت القناة الثانية الإسرائيلية مناظرة متعدّدة المشاركين، شارك فيها معظم رؤساء الأحزاب المرشّحة للكنيست. لم يشارك بنيامين نتنياهو ويتسحاق (بوجي) هرتسوغ، المرشّحان الرائدان لمنصب رئيس الحكومة، في المناظرة، وتركا الساحة لسائر الأحزاب.

المرشّحون الذين ظهروا في البثّ هم:

موشيه كحلون، رئيس حزب كلّنا – حزب وسط جديد يريد تخفيض غلاء المعيشة في إسرائيل.

وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، رئيس حزب البيت اليهودي – حزب يميني يمثّل المستوطِنين الإسرائيليين.

كانت إحدى أكثر اللحظات إثارة للاهتمام والتي حدثت قبيل انتهاء المواجهة هي عندما توجّه عودة إلى درعي مباشرة وعرض عليه تشكيل تحالف مشترك، باسم القائمتين اللتين تحرصان على الفقراء في إسرائيل

أريه درعي، رئيس حزب شاس – حزب وسط يمثّل الجمهور الحاريدي ويتوجّه أيضًا للفقراء في إسرائيل.

زهافا غلؤون، رئيسة حزب ميرتس – حزب اليسار في إسرائيل.

أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة – وحدة الأحزاب العربية.

إيلي يشاي، رئيس حزب معًا – وحدة بين يشاي، الذي انسحب من شاس، وبين اليمين الإسرائيلي المتطرّف.

يائير لبيد، رئيس حزب هناك مستقبل – حزب وسط يريد تخفيض غلاء المعيشة في إسرائيل.

وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا – حزب يميني.

قادة ثمانية الأحزاب خلال المناظرة الانتخابية (Channel 2 News\Flash90)
قادة ثمانية الأحزاب خلال المناظرة الانتخابية (Channel 2 News\Flash90)
إيلي يشاي (اليمين) وأريه درعي. النزاع الحادّ بين الرجلين بعد وفاة مؤسس شاس في العام الماضي، الحاخام عوفاديا يوسف (Yonatan Sindel/Flash90)
إيلي يشاي (اليمين) وأريه درعي. النزاع الحادّ بين الرجلين بعد وفاة مؤسس شاس في العام الماضي، الحاخام عوفاديا يوسف (Yonatan Sindel/Flash90)

وقد انشغل معظم البرنامج بالمناظرات المباشرة بين اثنين من المرشّحين. فعلى سبيل المثال كان من المثير للاهتمام مشاهدة المناظرة بين درعي ويشاي، الذي ترك شاس وأسس حزبا جديدا. انفجر النزاع الحادّ بين الرجلين بعد وفاة مؤسس شاس في العام الماضي، الحاخام عوفاديا يوسف، وهذا ما حدث أيضًا في مناظرة أمس، فقد تمحور الحديث بين الرجلين حول يوسف. هاجم درعي يشاي لأنّه تجرأ على تقسيم شاس فقط لأنّ يوسف توفي، ولكن يشاي ردّ عليه بأنّه يرى نفسه خليفة يوسف.

ورغم المواجهة الشرسة بين درعي ويشاي، فلا شك بأنّ المواجهة الأكثر صعوبة في البثّ كانت بين عودة وليبرمان، الذي لم يكفّ عن مهاجمته ومهاجمة حزبه بشكل حادّ طوال فترة البثّ. عرض ليبرمان في البداية عقيدته السياسية: صرّح بأنّه سيعمل من أجل عقوبة الإعدام للإرهابيين، ومن أجل القضاء على حكومة حماس في غزة ونقل مواطني دولة إسرائيل العرب إلى أراضي السلطة الفلسطينية.

بعد ذلك، ادعى ليبرمان أنّ الذي يوحّد القائمة المشتركة، التي يمثّلها عودة (والذي رفض ليبرمان أن يناديه باسمه) هو كراهية دولة إسرائيل والرغبة بتدميرها من الداخل، وقد اتّهم عودة بأنّه ممثّل للتنظيمات الإرهابية في الكنيست وطابور خامس. ردّ عودة بأنّه يرغب بالحديث عن الديمقراطية والحياة المشتركة، حيث إنّه يمثّل شريحة سكانية تشكّل 20% من دولة إسرائيل – وقد ردّ ليبرمان على هذا الادعاء قائلا: في الوقت الراهن. وفي حديثه لاحقا قارن ليبرمان بين القائمة الموحّدة وبين الحزب الشيوعي في كوريا الشمالية.

شاهِدوا المناظرة بين ليبرمان وعودة:
https://www.youtube.com/watch?v=qXdsT7S-isg

اتّهمت غلؤون ليبرمان بأنّه جزء من حملة التحريض ضدّ اليسار الإسرائيلي، وأجاب ليبرمان: “اليسار يتحوّل إلى محمية طبيعية يمكن إدراجها في الهاتف”

لاحقا، وبعد كلام ليبرمان، وصفته غلؤون بأنّه: “عنصري ويدعم الترانسفير” واندلعت مواجهة بين الاثنين، تعهّدا خلالها بأنّهما لن يكونا سويّة في حكومة واحدة. ادعى ليبرمان أن منطقة الشرق الأوسط تدوس على الضعفاء، ويمكن إجراء الترتيبات السياسية مع الشعوب القوية فحسب والتي تُظهر قوّتها. اتّهمت غلؤون ليبرمان بأنّه جزء من حملة التحريض ضدّ اليسار الإسرائيلي، وأجاب ليبرمان: “اليسار يتحوّل إلى محمية طبيعية يمكن إدراجها في الهاتف”.

كانت إحدى أكثر اللحظات إثارة للاهتمام والتي حدثت قبيل انتهاء المواجهة هي عندما توجّه عودة إلى درعي مباشرة وعرض عليه تشكيل تحالف مشترك، باسم القائمتين اللتين تحرصان على الفقراء في إسرائيل؛ حيث إنّ شاس تتوجّه في برنامجها الانتخابي إلى الفقراء، ويمثّل عودة المجتمع العربي، الذي يقول إنّ ثلثي أطفاله هم من الفقراء.

أجاب درعي بأنّه سيسعد بالتعاون مع هذا الاتجاه، ولكن الأحزاب العربية وضعت الشأن الفلسطيني فوق مواطنيها. وأجاب درعي كذلك بأنّه يتجوّل كثيرا في أرجاء البلاد وأنّه يهتمّ كثيرا بالجمهور العربي. من الجدير بالذكر أنّ شاس تحظى فعلا بالكثير من الأصوات من الوسط العربي: فعلى سبيل المثال يمكن الإشارة إلى كفر مندا، التي يشكّل العرب المسلمون 100% من سكانها، وقد منحت في انتخابات عام 2013 ما معدله 816 صوتًا لشاس من بين 6907،وهي ليست البلدة العربية الوحيدة التي سُجّل فيها تصويت مرتفع لشاس.

وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت. حرص بنفسه طوال فترة البثّ على التوضيح بأنّه الوحيد من بين المرشّحين الذي يعارض الدولة الفلسطينية (Flash90)
وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت. حرص بنفسه طوال فترة البثّ على التوضيح بأنّه الوحيد من بين المرشّحين الذي يعارض الدولة الفلسطينية (Flash90)

بشكل عامّ، تحدّث لبيد وكحلون بشكل غامض حول كلّ ما يتعلّق بالساحة السياسية، وفضّلا التركيز على غلاء المعيشة في إسرائيل. ومع ذلك، كانت هناك لاحقا مناظرة حادّة بين لبيد وبينيت، اللذين جمعهما في الماضي تحالف سياسي قوي. اتّهم لبيد الدولة بأنّها تبذّر الأموال على المستوطنات المعزولة، وردّ بينيت عليه بأنّه من خلال هذه الاتهامات يُحدث انقسامًا في الشعب. وقد حرص بينيت بنفسه طوال فترة البثّ على التوضيح بأنّه الوحيد من بين المرشّحين الذي يعارض الدولة الفلسطينية.

وقبيل انتهاء البثّ ليبرمان ذمّ عودة قائلا إنّ مكانه في غزة أو في رام الله. أضاف ليبرمان بأنّه إذا ما عرّف عودة نفسه كفلسطيني، فعليه الذهاب لأبي مازن والحصول على الراتب منه. أجاب عودة بأنّه يعيش في وطنه ويفضّله.

وقبيل انتهاء البثّ، جرت مواجهة أخرى بين ليبرمان وعودة. تساءل ليبرمان لماذا يعمل عودة ضدّ انضمام الشباب العرب للخدمة المدنية في إسرائيل، وذمّ عودة قائلا إنّ مكانه في غزة أو في رام الله. أضاف ليبرمان بأنّه إذا ما عرّف عودة نفسه كفلسطيني، فعليه الذهاب لأبي مازن (محمود عباس) والحصول على الراتب منه. أجاب عودة بأنّه يعيش في وطنه ويفضّله.

باختصار، فإنّ معظم المرشّحين قد ربحوا من هذه المناظرة، حيث حصلوا على وقت ثمين على الشاشات، ولم يظهر كلا المرشّحين الرائدين، نتنياهو وهرتسوغ، في هذه المناظرة. كان مثيرا للاهتمام أن نرى بأنّ كلا الموضوعين اللذين يشغلان الإعلام الإسرائيلي جدّا في هذه الفترة، والمتعلّقين برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لم يُذكرا إطلاقا خلال المناظرة: فضائح منزل نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو، وتهديد النووي الإيراني وخطاب نتنياهو في الكونغرس الأمريكي في الأسبوع القادم.

اقرأوا المزيد: 854 كلمة
عرض أقل

هل سيهتم حزب يهودي ديني بالفقراء العرب؟

حملة انتخابية تنتشر على شبكة الإنترنت، تابعة لحزب شاس برئاسة آريه درعي، تُظهر أن الحزب لا يُفرق بين "المواطنين الشفافين"، اليهود والعرب على حد سواء

بينما تقوم كل الأحزاب الإسرائيلية بتسخين المحركات قُبيل سباق الانتخابات الذي سيُقام في إسرائيل بعد شهر من الآن تمامًا (17.3) كما وتنشر مقاطع فيديو مُسلية على شبكات التواصل الاجتماعي، فاجأ حزب شاس (حزب يهودي ديني) الجميع بحملة انتخابية وجدانية، تضع طبقة بُسطاء الشعب الشفافة، ضمن منظار اجتماعي غير لطيف أبدًا.

يظهر أبناء “الطبقة الوسطى”، في مقطع الفيديو الذي يتوجه إلى وسط غير وسط الحاريديين أو اليهود الشرقيين، وهم مُمتعضون من غلاء أسعار المُنتجات الكمالية، إلى جانب شخص من طبقة “الشفافين”، ذوي الدخل المحدود، والذي لا يسعه التفكير بتلك المنتجات أساسًا. الرسالة التي يتم اختتام الفيديو بها هي: سنهتم بحال المليوني فقير من فئة الشفافين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر، لأنكم لستم شفافين بالنسبة لنا. يعد المتحدث في الفيديو، بنسخته العربية، بأن شاس لا تُفرق بين الفقراء العرب والفقراء اليهود وأن هدفها هو حل ضائقة غلاء الأسعار للوسطين.

شعار شاس للإنتخابات الإسرائيلية (Facebook)
شعار شاس للإنتخابات الإسرائيلية (Facebook)

من الصعب وربما من المستحيل استحداث عبارة جديدة ذات قيمة هامة في مدة زمنية قصيرة، منذ الإعلان عن الذهاب للانتخابات – عبارة واضحة يمكن تكراراها، بما يكفي من المرات، والتمني بأن تترسخ تلك العبارة في عقل الناخبين عند توجهه لصناديق الانتخابات. يعتقدون في حزب شاس بأن هذه الحملة الإعلامية، واسعة النطاق، من شأنها أن تجعل الناخبين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع ويضعون في الصناديق ورقة مكتوب عليها اسم حزب “شاس”، الذي وضع شعارًا له محاربة الفقر وإنقاذ الطبقات الضعيفة في إسرائيل.

يفرض شاس، ثانية، ملكيته الفكرية على مسألة الفقر في إسرائيل. مرة أخرى أثبت المخططون الاستراتيجيون للحزب بأنه لا نية لديهم أبدًا بترك الحلبة فارغة أمام المُتنافسين.

شاهِدوا الحملة الانتخابية المرفقة بترجمة عربية:

نشرت بعض الأحزاب خطتها الاقتصادية العامة إنما خطة “شاس” لا تزال عالقة حتى هذه الساعة. صرّح مسؤول في الحزب، قبل أيام، بأن الحزب ينوي نشر خطة تُركز على الاهتمام بالطبقات الضعيفة وزيادة الدعم للمدن الهامشية”. وأكد بأن “الخطة لن تكون بلا أساس واقعي وسوف تُقدم مصادر تمويل لتحقيقها”.

يجول، في هذه الأثناء، رئيس الحزب آريه درعي، يوميًّا في أرجاء البلاد وخاصة في المناطق الهامشية. وهو ويائير لبيد، رئيس حزب “هناك مُستقبل” ووزير المالية في الحكومة السابقة، يطرحان نفسهما كخصمين متنازعين على أصوات أبناء الطبقات الضعيفة.

يعد حزب شاس بأنه لا يزال في جعبته المزيد من الرصاصات الإضافية والمفاجئة. تُعطي استطلاعات الرأي الحزب عددا فرديَّا من المقاعد في الكنيست وتراجعَا آخر مُقارنة بالانتخابات السابقة. يُشار إلى أنه على الرغم من أن الحزب كان يحصد أصوات آلاف الناخبين من الوسط العربي في إسرائيل في الماضي إلا أن وجود قائمة عربية موحّدة هذه المرة قد يجعل من الصعب أن تذهب أصوات عربية لهذا الحزب الذي يُعرّف نفسه على أنه يهودي ديني.

اقرأوا المزيد: 401 كلمة
عرض أقل