حزب إسرائيل بيتنا

وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان (Miriam Alster/Flash 90)
وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان (Miriam Alster/Flash 90)

من أنت، أفيغدور ليبرمان؟

مَن هو وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي أثار هذا الأسبوع هزة سياسية في إسرائيل بعد أن استقال من منصبه بشكل مفاجئ؟

17 نوفمبر 2018 | 08:45

يبدو أن الأسبوع الماضي كان الأكثر إثارة للضجة في حياة وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان. في مؤتمر صحفي، أعلن ليبرمان عن استقالته بشكل مفاجئ، بسبب معارضته للسياسة المعتدلة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية مع حماس في غزة. يُعتبر ليبرمان الذي عُيّن وزير الدفاع في عام 2016، شخصية خاصة وهامة في السياسة الإسرائيلية، ومثيرة للفضول لدى الكثيرين.

ولد ليبرمان عام 1958 في كيشينيف في مولدافيا (التي كانت جزءًا من الاتّحاد السوفياتي) لأسرة يهودية، وانتقل للعيش في إسرائيل بعد عشرين عاما من ذلك. بعد أن تولى عدة مناصب سياسية صغيرة، جرى بينه وبين بنيامين نتنياهو اتصال، تواصل الاثنان وبدأ ليبرمان بتولي مناصب كبيرة. عندما انتُخب نتنياهو كرئيس للحكومة عام 1996، عُيّن ليبرمان كمدير عام لديوان رئيس الحكومة.

نتنياهو وليبرمان في عام 1996 (Flash90)

لم يمض وقت طويل حتى تقاعد ليبرمان من وظيفته وأسس حزب “إسرائيل بيتنا”، وهو حزب يميني توجه أيضا للإسرائيليين القادمين من الاتّحاد السوفياتي. وبخلاف أحزاب أخرى، كان هذا الحزب حزب الواحد، مع مؤسّسة حزبية دون قوة، ومن الواضح لجميع منتخبي الحزب بأنّه حزب ليبرمان، حيث لا يمكن عزله. ترشح الحزب منذ ذلك الحين في سلسلة من المعارك الانتخابية، لوحده أحيانا وبالاتحاد مع أحزاب أخرى في أحيان أخرى (مثل الانتخابات الأخيرة عام 2013، التي ترشح فيها مع حزب الليكود بقيادة نتنياهو). منذ عام 2006 حظي ليبرمان بنجاحات غير قليلة في الانتخابات واعتبر قوة سياسية كبيرة، ومنذ عام 2009 تولى منصب وزير الخارجية الإسرائيلي حتى أعلن عن الانتخابات الجديدة (17 أذار).

في أيار 2015، بعد انتهاء الانتخابات الـ 19 للكنيست، أعلن ليبرمان عن انضمام حزبه إلى المعارضة، ولكن بعد مرور سنة من ذلك اتفق مع حزب الليكود على انضمام حزبه إلى الائتلاف وتعيينه وزيرا للأمن.

ليبرمان وزيرا للخارجية مع الرئيس شمعون بيرس (Flash90)

إنّ رسائل ليبرمان السياسية مثيرة للاهتمام. في سنواته الأولى في السياسة كان معروفا بمواقفه الشديدة ضدّ المفاوضات مع الفلسطينيين والسعي للتوصل إلى تسوية سياسية معهم. بالإضافة إلى ذلك، ففي العقد الأخير طرأ تليين خفيف على آرائه، وهو يدعم إقامة دولة فلسطينية بشروط مقيّدة، ولكنه السياسي صاحب القوة الوحيد في إسرائيل الذي يدعم فكرة نقل أراض إسرائيلية، يعيش فيها سكان عرب (مثل أم الفحم)، إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية.

رغم دعمه لإقامة دولة فلسطينية، لا يرى ليبرمان بمحمود عباس شريكا في الرؤيا ويعتبر عباس عدوًا. الطريق الوحيد للوصول إلى حل شامل للصراع، وفقا لليبرمان، هو التوصل إلى تسوية مع جميع الدول العربيّة في الشرق الأوسط، حيث إنّ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هو جزء من الصراعات الأوسع: الصراع الإسرائيلي – العربي والصراع بين الإسلام والغرب.

ليبرمان مع أعضاء “إسرائيل بيتنا” في عام 2015 (Yonatan Sindel/Flash90)

وبصفته وزيرا للخارجية، تم في العديد من المرات توجيه انتقادات لليبرمان بخصوص تصرفاته غير الدبلوماسية، والتي بلغت ذروتها في الخطاب السياسي غير الرسمي الذي ألقاه في الأمم المتحدة. وخلال توليه كوزير للخارجية تدهورت بشكل كبير العلاقات بين إسرائيل وتركيا وتصدّعت مكانة إسرائيل الدولية في العالم. ومع ذلك، يعمل ليبرمان من أجل تعزيز العلاقات بين إسرائيل وروسيا وبين إسرائيل وعدد من الدول في إفريقيا.

وفي المجالات الداخلية الإسرائيلية أيضا تعتبر مواقف ليبرمان قوية وصلبة: يحاول ليبرمان دعم تعديلات على القانون، وبحسبها فعلى كل مواطن إسرائيلي أن يصرّح بولائه لدولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، ولقوانينها ومبادئها. فضلا عن ذلك، يدعم ليبرمان تغيير طريقة الحكم في إسرائيل، حيث يصبح للسلطة قوة أكبر، على حساب قوة الأحزاب الأصغر والمجموعات الصغيرة في المجتمع الإسرائيلي.

وزير الدفاع ليبرمان في جولة تفقدية في شمال إسرائيل

وسوى ما ذكرناه أعلاه، فقد تم التحقيق مع ليبرمان من قبل الشرطة خلال العديد من السنوات للاشتباه بأنّه كان مشاركا بالتهرّب الضريبي بملايين الشواقل، بل إنّ بعض الاشتباهات كانت شديدة جدا. قبل قبل بضع سنوات تم تقديمه للمحاكمة بتهمة أنّه عمل بشكل مخالف للقانون عند تعيينه سفيرًا إسرائيليًّا، ولكنه فاز في هذه القضية.

هذا الأسبوع، بعد أن شهدنا جولة صعبة من القتال ضد حماس في غزة، وافق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية على وقف إطلاق النيران، لهذا أعلن ليبرمان عن استقالته من منصبه واستقالة حزبه من الائتلاف.

اقرأوا المزيد: 578 كلمة
عرض أقل
وزير السياحة السابق، ستاس مسيجنيكوف (facebook)
وزير السياحة السابق، ستاس مسيجنيكوف (facebook)

فضيحة الكوكايين وعشيقة الوزير الإسرائيلي تنكشف

طريقة مُحكمة لسرقة أموال الدولة، وزير يتعاطى الكوكايين، ونصف مليون شيكل نقدًا في منزل مسؤول في الحزب. أكثر من 16 شخصا عُرضة للمحاكمة في القضية رقم 242 - قضية الفساد في حزب "إسرائيل بيتنا".

تقرر أمس (الاثنين) مُحاكمة الوزير الإسرائيلي السابق ستاس مسيجنيكوف ونائب وزير الداخلية السابق، فايينا كيرشنباوم، وهما عضوان في حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيغدور ليبرمان. تُلاحق مسيجنيكوف تهمة ارتكاب مُخالفات جنائية تتمثل بحيازة الكوكايين وتعاطيه، الرشوة، الاحتيال، وخيانة الثقة، وتعطيل إجراءات قضائية. وأما كيرشنباوم فهي مُتهمة بتبييض الأموال وارتكاب مخالفات ضريبية أيضا.

تُعتبر القضية 242 واحدة من قضايا الفساد العامة الكُبرى التي كُشف النقاب عنها في إسرائيل، من حيث تعقيدها وحنكة الطريقة والأفعال المُرتكبة، حجمها، وعدد المتورطين فيها. يتضمن الملف 15 قضية فساد فرعية، حجمها ملايين الدولارات، والتي تقف في مُقدمتها، وفقًا للادعاءات، فايينا كيرشنباوم,، التي شغلت منصب سكرتيرة حزب “إسرائيل بيتنا” سابقا.

فايينا كيرشنباوم (Gili Yaari/FLASH90)
فايينا كيرشنباوم (Gili Yaari/FLASH90)

وفق شكوك الشرطة، عملت كيرشنباوم والمُتهمون الآخرون ضمن قالب مُمنهج ومدروس جيدًا، حيث تم من خلاله تمويل جهات مُختلفة (مثل جمعيات وسلطات محلية) مُقابل أن يعود جزء من تلك الأموال إلى مسؤولين في الحزب ومُقرّبين منهم على شكل أموال نقدية أو امتيازات. استُغلت أموال الدولة، من بين أمور أخرى، لتمويل رحلات باهظة خاصة لصالح كيرشنباوم وعائلتها إلى خارج البلاد ودفع ثمن أجهزة إلكترونية جديدة عُثر عليها في بيتها. لقد حصلت كيرشنباوم على جزء من تلك الأموال نقدًا. كما وابتز رئيس مركز الحزب، الذي كان بمثابة يدها اليُمنى، مؤسسات حصلت على تمويل من الحزب. طلب من إحداها مبلغ نصف مليون شيكل نقدًا مُقابل دعم الحزب لها. وجدت الشرطة في بيته، بعد تفتيشه، مبلغا حجمه نصف مليون شيكل نقدًا تقريبًا.

إن ستاس مسيجنيكوف، وزير السياحة السابق، مُتهم بارتكاب عدة مخالفات أيضًا. فأخطرها هو أنه اعتاد عندما كان يخرج لتمثيل إسرائيل، كوزير للسياحة، أن يشتري كوكايينا ويتعاطاه خلال تلك الزيارات. وقام أيضًا بتحويل ميزانية قوامها مليون دولار لمهرجان طلاب، مُقابل تشغيل زوجته، فاضطر منظمو المهرجان إلى توظيف زوجة الوزير السابق مقابل راتب يصل إلى عشرات آلاف الشواقل، مُقابل الحصول على التمويل الحكومي.

فتحت الشرطة، بعد تحقيق سري دام سنة كاملة، في شهر كانون الأول 2014 تحقيقًا مكشوفًا، بعد أن صادق المستشار القضائي للحكومة، الذي تابع التحقيق بشكل شخصي للقيام بذلك التحقيق. تم لغاية الآن التحقيق مع 480 شخصًا من المتورطين بالقضية 242، تجنيد 7 شهود ملك، وتمت مصادرة أملاك تصل قيمتها إلى نحو 25 مليون شيكل.

اقرأوا المزيد: 331 كلمة
عرض أقل
أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الدفاع القادم (Yonatan Sindel/Flash90)
أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الدفاع القادم (Yonatan Sindel/Flash90)

وُجوه ليبرمان الألف

لا شكّ أنّ اسم وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد مألوف لكثيرين من العرب بسبب تصريحاته العنصرية في الماضي، ولكن مَن هو الرجل حقًّا، وهل يشكّل خطرًا على المنطقة أم إنه زعيم براغماتي؟

20 مايو 2016 | 15:31

أحد التصريحات العالقة في الذاكرة لزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان هو قوله إنّ إسرائيل يمكن أن تقصف سدّ أسوان في حال نشوب حرب مع مصر. لاقى هذا التصريح إدانات لا تُحصى من مسؤولين مصريين وإسرائيليين على حدٍّ سواء، وساهم في طبع صورته كسياسي متطرف يشكّل خطرًا على السلام الإقليمي.

ليس صعبًا العثور على تصريحات متطرفة لليبرمان، من طلبه تنفيذ حكم الإعدام في إسرائيل بالإرهابيين، حتى الأقوال القاسية بحقّ المواطنين العرب في إسرائيل وبحقّ اليسار الإسرائيلي، لكنّ ثمة بَين المقرّبين منه مَن يدّعي أنه أحد السياسيين الأكثر براغماتية في إسرائيل، الذي لا يلتزم باستراتيجية يمينية متصلّبة.

طَرَحَ ليبرمان في الماضي خطة سياسية جريئة من وجهة نظر إسرائيلية، تشمل إقامة دولة فلسطينية ونقل أحياء في القدس الشرقية إلى السيادة الفلسطينية. أمّا الأكثر إثارة للجدل فيها فهو نقل مُدن في إسرائيل ذات أكثرية فلسطينية إلى فلسطين مقابل ضمّ مستوطنات إلى إسرائيل (أي أن يفقد المواطنون العرب في إسرائيل جنسيتهم الإسرائيلية ويحصلوا على الجنسية الفلسطينية).

مَن هو ليبرمان إذًا؟

وُلد أفيغدور (إيفيت) ليبرمان قبل 58 سنة لأسرة يهودية في كيشيناو، مولدوفا (التي كانت آنذاك جزءًا من الاتحاد السوفياتي). انتقل إلى إسرائيل في العشرين من عمره، درس العبرانية، تزوّج، وانتقل إلى العمل في الميدان العامّ والسياسي.

بعد ذلك ببضع سنوات، تعرّف إلى بنيامين نتنياهو، وأصبح الشابّان مقرّبَين جدًّا (عمل ليبرمان رئيسًا لمكتب نتنياهو لدى انتخابه لرئاسة الحكومة للمرّة الأولى). منذ ذلك الحين، ساءت العلاقات بينهما، حتّى إنّ ليبرمان استخدم مؤخرًا كلمات قاسية جدًّا بحقّ نتنياهو (“كاذب، مخادع، ومحتال”). لكن يبدو أنّ مصلحة نتنياهو السياسية ورغبته في الحفاظ على كرسيّ رئاسة الحكومة دفعتاه في نهاية المطاف إلى التغاضي عن تلك الأقوال.

وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان, خلال زيارته في ساحل العاج (Twitter)
وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان, خلال زيارته في ساحل العاج (Twitter)

الأمر الأكثر إقلاقًا حول ليبرمان بالنسبة لإسرائيليين كثيرين هو إدانته بالفساد في عدد من الحالات، بما في ذلك إنشاء شرِكة على اسم ابنته ميخال، 21 عامًا، نُقلت إليها ملايين الدولارات من أصحاب رؤوس الأموال. كما يُعرف ليبرمان بأنه رجل يُحبّ المتعة، يقدّر السيجار الباهظ الثمن، المطاعم الفاخرة، والخمر ذات النوعية الجيّدة، ما لا يترك انطباعًا حسنًا عنه لدى الرأي العامّ الإسرائيلي، الذي يفضّل قادة أكثر تواضعًا.

أمّا الفلسطينيون فتقلقهم مواقفه حول الصراع. يدعم ليبرمان تنفيذ حُكم الإعدام في الإرهابيين، ظنًّا منه بأنّ الأمر سيردع منفذي التفجيرات المستقبلية. وخلال الحرب بين إسرائيل وحماس في غزّة قبل نحو عامَين، انتقد ليبرمان بقسوة سلوك نتنياهو ووزير دفاعه يعلون، داعيًا إلى اغتيال قيادة حركة حماس وإنهاء حُكم الحركة في غزّة. وهناك مَن يقول إنه صديق لمحمّد دحلان، خصم أبي مازن، وإنه سيساعده على تولّي الرئاسة.

يعزو الكثيرون تعزيز ليبرمان لقوّته السياسية مؤخرًا إلى الانتفاضة الفلسطينية، التي جعلت الإسرائيليين يخافون على أمنهم الشخصي ويبحثون عن حلول متطرّفة. ويبقى السؤال: هل يُعرب ليبرمان كوزير للدفاع عن المسؤولية والنضج، أم إنه بلغ هذا المنصب لينفّذ سياسة مثيرة للجدل؟

اقرأوا المزيد: 419 كلمة
عرض أقل
لاعب الجمباز الإسرائيلي (روسي الأصل) ألكس شتيلوف (Flash90/Yonatan Sindel)
لاعب الجمباز الإسرائيلي (روسي الأصل) ألكس شتيلوف (Flash90/Yonatan Sindel)

لمحة عن حياة الروس في إسرائيل

يتمتع الروس بالثقافة الغربية، من بينهم علمانيون، يمينيون، ومثقفون، حافظوا على ثقافتهم الروسية، وكذلك أبناء الجيل الثاني الذين ولدوا في إسرائيل. لمحة عن الحياة المذهلة للروس في إسرائيل

المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع متعدد الثقافات. هناك من يقول إنّه مجتمع متصدّع بسبب الاختلاط الكبير للثقافات والمجموعات الإثنية. كُتب كثيرا عن السكان العرب في إسرائيل وعن المجتمع الشرقي اليهودي (المهاجرون من الدول العربيّة: المغرب، تونس، ليبيا، اليمن، لبنان، وسوريا)، ولكن لم يُكتب إلا القليل جدا عن المجموعة الإثنية الأكبر والأهم في إسرائيل اليوم: الروس.

المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Gideon Markowicz)
المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Gideon Markowicz)

في المقال التالي سنقدم لكم لمحة قصيرة عن أسلوب حياتهم والخصائص الثقافية، الاجتماعية، السياسية، والاقتصادية لدى الروس، الذين قدِموا إلى إسرائيل منذ تفكك الاتّحاد السوفياتي في التسعينيات من القرن الماضي.

التسعينيات: الهجرة الأولى إلى إسرائيل

يُطلق مسمى “الروس” بشكل عام في إسرائيل على كل من قدموا إليها من الاتحاد السوفياتي سابقا وهم يشكّلون اليوم نحو سُدس السكان في إسرائيل. ويصل تعدادهم إلى أكثر من 1.3 مليون مواطن ويشكلون المجموعة العرقية الأكبر في إسرائيل. بدأت الهجرة الأولى تماما مع انهيار الاتحاد السوفياتي ومع خشية الكثير من اليهود الذين عاشوا في دول الاتحاد على مستقبلهم الاقتصادي والأمني. فتحت الحكومات الإسرائيلية أبوابها للمعنيين بالوصول إلى البلاد وبدأت بتجنيد الموارد الضخمة لاستيعاب مليون روسي يهودي.

المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)

يتمتع الروس بقيم عمل عالية واستثنائية. تشكل الشريحة السكانية في سنّ العمل (بين 15-65 عاما) 57% من مجموع السكان الروس. هناك نحو 15,000 عالم روسي، 100,000 مهندس، 50,000 شخص يعملون في مجالات الطبّ (15,000 طبيب مؤهّل)، 45,000 معلّم و 182,000 مهنيا آخر. يتمتع معظمهم بخلفية مهنية معتمدة وخبرة سنوات طويلة في العمل. جمعت دائرة الإحصاء المركزية معلومات حول مستوى التعليم لدى 401,500 مهاجر من روسيا. وفقا لتلك البيانات، فإنّ 252,900 (62%) من بينهم أنهوا على الأقل 13 سنة تعليمية، ونصف هؤلاء أكملوا أكثر من 16 سنة تعليمية. ومن ناحية قادة دولة إسرائيل فإنّ درجة المخاطرة كانت جديرة، فقد بحثت الدولة عن محرّك اقتصادي جديد يدفع الاقتصاد الإسرائيلي قدما وبدأ الروس الذين قدِموا إلى إسرائيل بالاندماج رويدا رويدا في الصناعة المحلية والمجتمع.

ورغم أن مستوى تعليم المهاجرون من روسيا عال فقد وجدوا صعوبة كبيرة في العثور على أماكن عمل ملائمة لمستوى تعليمهم وخبرتهم. وفقا لبيانات إحصائية في العام 2003 على سبيل المثال (نحو 13 عاما بعد الوصول الأول)، فقد عمل أقل من 40% من المهاجرين الذين يحملون ألقابا أكاديمية في وظائف تطلّبت تعليمًا عاليًا، وعمل نحو 13% من الأكاديميين الروس في أشغال يدوية. عمل الباقون في مجال الخدمات أو في أعمال مستقلة.

أما الفئة الأكثر تضرّرا من الناحية المهنية فهي خرّيجو الجامعات الذين لم يحملوا ألقابا متقدّمة (13-15 سنة تعليمية). أصبح يعمل نحو 16% منهم في أشغال يدوية. في المقابل، فإنّ أصحاب اللقب الثاني (وأحيانا أكثر من واحد) هم أكثر مرونة ومغامرة من الناحية الفكرية والمهنية. وقد نجح الأطباء ومبرمجو الحاسوب في الاندماج المهني بشكل خاص. من بين هذه المجموعات يعمل نحو 50% في مجالهم المهني.

وقد اندمج عدد قليل جدا من عامة الروس فقط في القوى الأمنية. 3.7% فقط من عناصر الشرطة هم روس، و 1.1% من موظفي وزارة الدفاع والمؤسسات الأمنية الخاصة.

يصل متوسّط دخل الأسرة الروسية التي قدمت إلى إسرائيل عام 1990 أو في وقت متأخر أكثر إلى 73% فقط من متوسط دخل الأسرة الإسرائيلية. ومن بين المهاجرين بين عامي 1995-1996، فإنّ 80% يكسبون أقل من نصف متوسط الدخل الإسرائيلي.

أفيغدور ليبرمان هو رمز سياسي روسي واضح

وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان (Yonatan Sindel/Flash90)
وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان (Yonatan Sindel/Flash90)

يمكن تعريف كل “السياسة الروسية” تقريبا من خلال شخص واحد، الشخصية اليمينية ووزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان وحزبه، “إسرائيل بيتنا” (بدءًا من انتخابات عام 2006). لم تحظ المحاولات الأولى لتأسيس حزب روسي بالنجاح. ولم ينجح الروس عام 1992 في التأهّل للكنيست.

ولكن تغيّر الوضع في منتصف التسعينيات. فقد أيّد الكثير من المهاجرين الجدد فكرة حزب “روسي” مستقلّ، وكان الجيل الثاني من القادة الذين قدموا في الهجرة الثانية من التسعينيات مستعدّا لمواجهة تحدّيات السياسة الإسرائيلية.

عام 1996 تأسس حزب جديد برئاسة ناتان شيرانسكي، “يسرائيل بعاليا”، كحركة تهدف إلى الحديث باسم المهاجرين الروس في إسرائيل. نجح الحزب كثيرا في انتخابات العامين 1996 و 1999، وحظي بسبعة وستّة مقاعد في الكنيست، على التوالي. حظي ممثلوه بمناصب وزارية في حكومات بنيامين نتنياهو، إيهود باراك، وأرئيل شارون.

ولكن رغم ذلك، لم يستطع الحزب تمثيل كل المجتمع الروسي، لأنّه لم ينجح في أن ينقل إليه السيطرة على جميع المنظمات الروسية غير الحكومية الأكثر أهمية، وكذلك بسبب الخلاف الداخلي في المجتمع الروسي نفسه حول موضوعات رئيسية مثل المشكلة الفلسطينية والعلاقة بين الدين والدولة. ينتمي معظم الروس في إسرائيل إلى التيار العلماني ويجدون صعوبة في أن يدركوا لماذا يوجد في إسرائيل علاقة غير قابلة للانفصال تقريبا بين القوانين الدينية والدولة، على سبيل المثال في مسائل الزواج والطلاق وحتى موافقة المطاعم على شروط الشريعة اليهودية.

المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)

نتيجة لذلك، انقسم حزب “يسرائيل بعاليا” عام 1999. فانضمّ المنشقّون إلى حركة “إسرائيل بيتنا” برئاسة المدير العام الأسبق لديوان رئيس الحكومة، أفيغدور ليبرمان. كانت نواة هذه الحركة اليمينية المتطرفة مؤلفة من روس نشطاء في حزب الليكود والذين خاب أملهم من سياسة الحزب التصالحية تجاه الفلسطينيين وإهماله للمجتمع الروسي.

عام 1999 حظي ليبرمان بأربعة مقاعد وحظي في العامين 2001 و 2003 بسبعة مقاعد. عام 2003 عُيّنَ وزيرا في حكومة شارون. وقد كان النجاح الكبير في انتخابات عام 2006، عندما فاز حزب ليبرمان بـ 11 مقعدا في الكنيست وأصبح الثالث في حجمه. واليوم لم يتم تضمين حزب “إسرائيل بيتنا” بعد تقلّصه (6 مقاعد) إلى حكومة نتنياهو الذي فضّل التخلي عن شريكه الطبيعي ليبرمان بعد توتر العلاقات بين الاثنين.

ثقافة روسية فخورة

المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)

يفخر الروس جدا بلغتهم وثقافتهم الأوروبية. اختبر استطلاع أجري عام 2002 على المهاجرين الروس إذا ما كان مهما لديهم أن يعرف أبناؤهم وأحفادهم اللغة الروسية والثقافة الروسية. كانت هناك نسبة مذهلة وهي 95.3% ممّن أجابوا بـ “نعم”. ويدحض هذا المعطى تماما الروح الإسرائيلية التقليدية بخصوص بوتقة الانصهار.

ولأنهم لم يكونوا راضين عن الحياة الثقافية في البلاد فقد طوّر الروس منظومة بديلة مزدهرة من المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية. مثل المسارح، المطاعم التي تتيح الاستمتاع بالطعام غير الموافق للشريعة اليهودية (وفقا لليهودية لا يجوز على سبيل المثال تناول الخنزير أو فواكه البحر).

وهناك منظمة أخرى وهي النظام التعليمي الذي تأسس عام 1991 من قبل مجموعة من معلّمي العلوم من الاتحاد السوفياتي. ومدرسة العلوم في تل أبيب هي الأكثر شهرة من بين عشرين مدرسة للمنظمة. تحاول هذه المدارس تعويض أوجه القصور البارزة في النظام التعليمي الإسرائيلي في دراسة العلوم وإكساب المعرفة والاحترام للثقافة.

ينظّم الروس الشباب، والذين ولد الكثير منهم في إسرائيل أو نشأوا فيها، أنفسهم أحيانا كثيرة في مجموعات منفصلة تكون الأجواء فيها مختلفة جدا عن الاجواء في المجموعات الإسرائيلية الأخرى. رغم حقيقة أنّ هؤلاء الشباب ثنائيو اللغة، فهم معتادون في أحيان كثيرة على التواصل فيما بينهم بالروسية. وما يجعلهم مختلفين عن مجموعات المراهقين أو الشبان الإسرائيليين هو المشاركة في الألعاب الاجتماعية، الانشغال في الرياضة، الموسيقى، ومسرح الهواة. وكما أن هناك ثقافة ثانوية مزدهرة من أغاني الروك، البوب، والغناء الروسي. تباع الاسطوانات وتسجيلات الفرق المحلية (والتي يظهر الكثير منها بانتظام في روسيا أيضًا) في إسرائيل من خلال شبكة واسعة من متاجر الكتب الروسية، والتي تعمل أيضًا كمكتبات فيديو، متاجر موسيقى، ومراكز جماهيرية.

وقد غيّر الروس أيضًا من وجه الرياضة في إسرائيل. استثمر الاتحاد السوفياتي بشكل تقليدي في الرياضة وتعامل مع الفوز في المسابقات الدولية كأهمية ذات كرامة وطنية. ساهم الرياضيون الروس بشكل جوهري في إنجازات إسرائيل المتواضعة حتى الآن في الألعاب الأولمبية وفي المناسبات العالمية الأخرى. من بين تسعة وثلاثين عضوا في الفريق الأولمبي الإسرائيلي، هناك خمسة عشر روسي. كما ويشارك الروس في الشطرنج بشكل فعال، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

اقرأوا المزيد: 1120 كلمة
عرض أقل
أفيغدور ليبرمان (Flash90/Miriam Alster)
أفيغدور ليبرمان (Flash90/Miriam Alster)

استطلاع إسرائيلي جديد: ليبرمن سيقضي على الانتفاضة

اختير رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، ليؤدي دور الشّخص الأنسب لمعالجة القضايا الأمنيّة، وفقًا للاستطلاع الذي أجرته القناة الإسرائيلية الثّانية

كشف الاستطلاع الذي نشرته القناة الإسرائيلية الثّانية، البارحة، أنّ المسؤول عن حزب “إسرائيل بيتنا” هو الشّخص الأنسب لحل القضايا الأمنية الحاليّة وفق ادّعاء المواطنين.

أجري الاستطلاع خصّيصًا للقناة الإسرائيلية الثّانية. 21.9% من الإسرائيليّين أجابوا باسم ليبرمن على السّؤال “من الشّخص الأنسب لحل القضايا الأمنيّة والإرهاب؟”. بعد ذلك تمّ اختيار وزير التّربيّة والتّعليم في إسرائيل، نفتالي بينيت، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقائد الجّيش الإسرائيلي السّابق جابي أشكنازي. فاز زعيم المعارضة الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، بنسبة 5% من دعم المستطلعة آراؤهم، كما وحصل عضو الكنيست يائير لبيد على دعم بنسبة 4% من المستطلعة آراؤهم.

بالإضافة إلى ذلك، سُئل المواطنون الإسرائيليّون “هل هم راضون عن أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي، فأجاب 73% من المستطلعة آراؤهم أنّهم ليسوا راضين. وأعرب 4% فقط عن عدم رضاهم من أداء نتنياهو.

79% من الإسرائيليّين أشاروا إلى أنّهم يشعرون بعدم الأمان على ضوء تصعيد الوضع الأمني في البلاد.

اقرأوا المزيد: 138 كلمة
عرض أقل
شارون غال (Yonatan Sindel / FLASH90)
شارون غال (Yonatan Sindel / FLASH90)

استقالة عضو الكنيست الذي اقترح “عقوبة الإعدام للإرهابيين” الفلسطينيين

بعد نصف عام فقط في منصبه، أعلن عضو الكنيست شارون غال من حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان أنّه سيستقيل وسيعود للعمل كصحفي. الوزير السابق بيرون سيترك الكنيست أيضًا

مفاجأة في الكنيست: عضو الكنيست شارون غال من حزب “إسرائيل بيتنا” أعلن عن استقالته من الكنيست بعد ستة أشهر من توليه للمنصب فقط. اشتهر غال في فترة توليه القصيرة بشكل أساسيّ بسبب مشروع القانون الاستفزازي لفرض “عقوبة الإعدام على الإرهابيين“.

رفض الكنيست بالإجماع تقريبًا اقتراح غال، بغالبية 94 عضو كنيست عارضوه مقابل ستّة أيدوه فقط، وجميعهم من حزب “إسرائيل بيتنا”. دعا اقتراح القانون إلى الحكم بالإعدام على كل من ينفّذ القتل في سياق عملية إرهابية.

وقال غال إنّه يرغب بأن يعود إلى مهنة الصحافة التي تركها قبل أن يتم انتخابه للكنيست، وقال: “أشعر بأنّه في الوضع الحالي، أنا كعضو كنيست عادي من قائمة معارضة. أما كصحفي تحديدًا يمكنني أن أعكس قدراتي بشكل أفضل، ومنذ أن توصلت إلى هذا الاستنتاج قررت القيام بهذه الخطوة منذ الآن”. وأعرب رئيس حزبه، أفيغدور ليبرمان، عن أسفه لاستقالته.

وقبل نحو أسبوعين انتشرت شائعة بأنّ غال على علاقة رومانسية مع نجمة برامج الواقع الإسرائيلية، أفيفيت بار زوهار. لم ينفِ غال نفسه أنّ الاثنين قد تعرّفا على بعضهما البعض والتقيا، ولكنه نفى أنّ ثمّة علاقة رومانسية بينهما.

نجمة "الأخ الأكبر"، أفيفيت زوهر (Kobi Gideon / FLASH90)
نجمة “الأخ الأكبر”، أفيفيت زوهر (Kobi Gideon / FLASH90)

بالإضافة إلى ذلك كان غال معروفا بتصريحاته الحادّة ضدّ أعضاء الكنيست العرب. قبل نحو ثلاثة أشهر تم إخراج غال من نقاش وصف فيه عضو الكنيست جمال زحالقة بـ “الإرهابي”. قبل الانتخابات أجج غال مؤتمرا لطلاب الثانوية عندما تحدث معهم عن عضو الكنيست حنين زعبي، واقترح “طرد حنين إلى جنين“.

نائب الكنيست الإسرائيلي شارون غال (Isaac Harari/FLASH90)
نائب الكنيست الإسرائيلي شارون غال (Isaac Harari/FLASH90)

وأعلن معه اليوم عضو الكنيست شاي بيرون من حزب “هناك مستقبل” بأنّه سيستقيل من الكنيست. تولى بيرون في الكنيست السابقة منصب وزير التربية وقاد سلسلة من الإصلاحات في وزارته. منذ الانتخابات الأخيرة انتشرت شائعات تقول إنّ بيرون لا يرى سببا لمواصلة توليه منصب عضو كنيست دون منصب وزاري، وإنّه ينوي الاستقالة.

اقرأوا المزيد: 264 كلمة
عرض أقل
قاضي محكمة العدل العليا، سليم جبران (Isaac Harari/FLASH90)
قاضي محكمة العدل العليا، سليم جبران (Isaac Harari/FLASH90)

“القاضي الذي لا يُنشد النشيد الوطني لن يتمكن من القضاء”

يوجّه عضو لجنة تعيين القضاة في إسرائيل انتقاداته تجاه القاضي الأعلى العربي سليم جبران، الذي تم توثيقه بأنّه لا يُنشد النشيد الوطني الإسرائيلي

صوت الكنيست الإسرائيلي أمس (الأربعاء) على تعيين أعضاء جدد من الكنيست في لجنة تعيين القضاة في إسرائيل. تم تعيين روبرت إيلتوف من حزب “إسرائيل بيتنا” للجنة، ونوريت كورن من “الليكود”، وسينضمان إلى ممثلي الوزراء، القضاء والمحامين في اللجنة.

يُعتبر هذا التصويت انتصارا لائتلاف نتنياهو. بحسب العادة، يُعيّن للجنة عضوان من الكنيست، أحدهما من المعارضة والآخر من الائتلاف. وبما أنّ حزب “إسرائيل بيتنا” هو من المعارضة، فإنّ إيلتوف هو ممثّله، ولكنه من المرتقب أن يمثّل اليمين والحكومة، وهناك مقابلة أجراها إيلتوف صباح اليوم تُعزّز هذا الادعاء.

قال إيلتوف في مقابلة أجراها مع إذاعة الجيش الإسرائيلية إنّه “من لا يُنشد نشيد هتكفاه، وهو النشيد الوطني الإسرائيلي، “لن يمكنه القضاء في إسرائيل”. وأضاف إيلتوف بأنّه يعتزم الحرص على اختيار قضاة يتماهون مع قيم دولة إسرائيل كدولة يهودية.

وتابع: “لن أقوم بتعيين أحد يعارض، مبدئيا، دولة إسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي”، وأضاف إنّه سيجري استشارة في الموضوع مع رئيس حزبه أفيغدور ليبرمان.

وأشار إيلتوف خلال كلامه إلى القاضي في المحكمة العُليا سليم جبران. في مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيس المحكمة العُليا، في شباط 2012، تم توثيق القاضي سليم جبران وهو لا يشارك بإنشاد النشيد الوطني، مما أثار غضب أعضاء الكنيست اليمينيين. حاول أعضاء الكنيست من اليمين حينذاك تقديم اقتراحات بحسبها فإنّ القاضي الذي لم يخدم في الجيش أو الخدمة الوطنية لن يتمكن من تولّي منصب في المحكمة العُليا، وكان هنا من طالب بعزل جبران.

ومن لم ينضمّ آنذاك إلى الانتقادات الموجهة لجبران كان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي مرر له رساله بحسبها فهو لا يتوقع من إلزام شخص عربي بإنشاد كلمات النشيد الوطني التي تتضمن عبارات “نفس يهودية تتوق“.

كما أعربت وزيرة العدل، أييلت شاكيد، التي ستكون هي أيضا عضوًا في اللجنة، عن تحفّظها على هذه التصريحات قائلة: “هناك في المنظومة الكثير من القضاة العرب الجيّدين.‎ ‎لن أنظر إذا كان القاضي ينشد النشيد الوطني“.

اقرأوا المزيد: 283 كلمة
عرض أقل
كلب تابع لوحدات محاربة الإرهاب في الجيش الإسرائيلي (Flash90)
كلب تابع لوحدات محاربة الإرهاب في الجيش الإسرائيلي (Flash90)

اقتراح استفزازي: “من أجل منع الإرهاب يجب السماح للكلاب بلعق جثث الإرهابيين”

نتنياهو يعارض قانون عقوبة الإعدام للإرهابيين، وسيشكّل لجنة لبحث سبل مواجهة الإرهاب الفلسطيني

أمر رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صباح اليوم (الأحد) بتشكيل فريق حكومي من أجل دراسة قضية عقوبة الإعدام للإرهابيين.

بحسب اقتراح القانون “عقوبة الإعدام للإرهابيين” التي قدّمها عضو كبير في حزب اليمين الإسرائيلي “إسرائيل بيتنا” (برئاسة أفيغدور ليبرمان)، سيكون بالإمكان الحكم بعقوبة الإعدام على الفلسطيني المُدان بالنشاط الإرهابي بغالبية قضاة عادية، وليس بالحكم بالإجماع. كان اقتراح القانون هذا في مركز الحملة الانتخابية لإسرائيل بيتنا في انتخابات الكنيست الأخيرة.

لدى نتنياهو سببان للتحفّظ على هذا القانون: أولا، هو لا يرغب بمنح هدية لرئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، الذي بذل كلّ وسعه من أجل إحراجه في الأسابيع الماضية ولم ينضمّ لحكومته. ثانيا، بحسب مسؤولين في المنظومة السياسية، يخشى رئيس الحكومة أيضًا من ردّ فعل دولي شديد لدى الموافقة على هذا القانون.

وفي هذه الأثناء اقترح صباح اليوم البروفسور الإسرائيلي المتخصّص بدراسات الإسلام حلّا مثيرا للجدل من أجل منع انزلاق الإرهاب الفلسطيني ومنع الإرهابيين الانتحاريين من الخروج إلى مهمّات القتل الخاصة بهم.

وفقا لاقتراح البروفسور، دانا نيسيم، والذي طرحه في مقابلة مع إذاعة الجيش: “يجب السماح للكلاب بلعق جثث الإرهابيين الانتحاريين من أجل ردع المسلمين من تنفيذ عمليات انتحارية. حيث إنّ ذلك أمر صادم من الناحية الدينية بالنسبة لهم”.

وبالإضافة إلى ذلك قال البروفسور دانا إنّ “البريطانيّين قد اعتادوا على دفن جثث الإرهابيين مع أجزاء من الحمير، ولكنّ ذلك كما يبدو خطوة “صارمة” أكثر من اللازم”.

اقرأوا المزيد: 209 كلمة
عرض أقل
بنيامين نتنياهو (Ohad Zwigenberg/POOL)
بنيامين نتنياهو (Ohad Zwigenberg/POOL)

نتنياهو يؤجل التصويت على عقاب الموت

عضو الكنيست الذي طرح الاقتراح تطرق إلى حملة دعائية مثيرة للجدل وفيها أولاد إسرائيليون يدعمون تطبيق عقاب الموت. جهات في إسرائيل تحذر: إذا تمت الموافقة على القانون، سيحتفل الفلسطينيون بانتصارهم على إسرائيل

قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تأجيل تصويت اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الحكومة الإسرائيلية، اليوم، بشأن اقتراح القانون لتطبيق عقاب الموت على القتلة الذين يفعلون ذلك لدوافع وطنية.

وأعلن نتنياهو عن إنشاء لجنة لبحث مسألة عقوبة الإعدام بحق قتلة فلسطينيين.

طرح شارون غال، عضو الكنيست من حزب “إسرائيل بيتنا” الذي يترأسه أفيغدور ليبرمان، اقتراح القانون. أعلن بعض الوزراء أنهم سيدعمون الاقتراح، وأبرزهم هي وزيرة العدل، أييلت شاكيد والتي تترأس لجنة الوزراء. كما وأعلن الوزراء ميري ريغف، أوفير أكونيس، داني دانون وأوري أريئيل أنهم سيدعمون الاقتراح. وورد في الإعلام الإسرائيلي، أن خمسة أعضاء من اللجنة، على أقل تقدير، سيصوّتون إلى جانب الاقتراح.

غال: “الأمر يتعلق بكم، عليكم أن تثبتوا أنكم جزء من المعسكر الوطني”

إذا تم تمرير الاقتراح، فسيُمرر إلى الكنيست بدعم الحكومة، أي أن أعضاء الائتلاف سيضطرون إلى دعمه وتمريره. حتى وإن لم تتم الموافقة عليه، سيستطيع عضو الكنيست غال طرحه ثانية على طاولة الكنيست كاقتراح قانون شخصي.

توجه غال إلى أعضاء الليكود استعدادا للتصويت وقال لهم: “الأمر يتعلق بكم، عليكم أن تثبتوا أنكم جزء من المعسكر الوطني. توافق أغلبية الشعب على تطبيق قانون الموت للمخربين، وأنه آن الأوان إلى وقف استيعاب الإرهاب”.

لقد رافقت اقتراح عضو الكنيست غال حملة دعائية مثيرة للجدل على الإنترنت وظهر فيها مواطنون كثيرون، ومن بينهم أولاد وهم يحملون لافتة كُتب عليها: “أن أؤيد عقاب الموت للمخربين أيضا” . عبّر غال بنفسه في صفحته على الفيس بوك عن دعمه للحملة الدعائية، مما أثار نقدا عارما على تصرفه المثير والمحرض.

حذرت جهات كثيرة في إسرائيل ومن بينها جهات يمينية من أنه إذا تم تمرير الاقتراح سيُلحق ذلك ضررا كبيرا بإسرائيل. عبّر داني دانون، رئيس مجلس البلدات اليهودية في الضفة الغربية وغزة سابقا، وهو الهيئة التي تمثل المستوطنين في الضفة الغربية، عن تحفظه من الاقتراح. كتب ديان اليوم صباحا في حسابه على تويتر، “إذا صادقت لجنة الوزراء، اليوم، على قانون عقاب الموت، سيحتفلون في المقاطعة ورام الله طوال الليل تحقيق الإنجاز السياسي. توقفوا، أيها المجانين!”

اقرأوا المزيد: 320 كلمة
عرض أقل
بنيامين نتنياهو الزعيم المكلف لتشكيل الحكومة ال34 في إسر ائيل (Miriam Alster/Flash90)
بنيامين نتنياهو الزعيم المكلف لتشكيل الحكومة ال34 في إسر ائيل (Miriam Alster/Flash90)

صُداع نتنياهو في طريقه لتشكيل حكومته الرابعة

من يُتوقّع أن يكون وزير الخارجية ومن يُتوقّع أن يكون وزير المالية؟ يحاول بنيامين نتنياهو تشكيل ائتلاف واسع من جهة، ومن جهة أخرى الحفاظ على السلام الداخلي في حزب الليكود

27 مارس 2015 | 16:37

بعد أن كلّف رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، بنيامين نتنياهو بمهمّة تشكيل الحكومة، يطمح السياسي الأقوى في إسرائيل إلى بناء ائتلاف يحتوي على 67 مقعدًا (من بين 120)، ليمكّنه من حكومة مستقرّة على مدى 4 سنوات أخرى كرئيس حكومة. كيف يناور بين الأحزاب التي أوصت به كرئيس حكومة، من هم الذين وعدهم بالحقائب الكبيرة وكيف يؤثر ذلك على حزبه الليكود؟

هناك حزب رئيسي من المتوقع أن يكون في ائتلاف الليكود وهو حزب موشيه كحلون “كولانو”. تمّ وعد كحلون بوزارة المالية التي طلبها هو بنفسه خلال الحملة الانتخابية كي يستطيع تعزيز إصلاحاته في مجال السكن، أسعار الأغذية والبنوك في إسرائيل. ومع ذلك، فقد أوعز كحلون إلى فريقه بعدم الذهاب إلى المفاوضات الائتلافية القريبة مع ممثّلي الليكود كاحتجاج على أنّ نتنياهو يخطّط إلى نقل رئاسة لجنة المالية المهمّة جدّا من أجل تنفيذ الإصلاحات بالنسبة لكحلون، إلى الحزب الديني يهدوت هتوراة.

وهناك حزب آخر من المتوقع أن ينضمّ إلى الائتلاف وهو حزب “إسرائيل بيتنا” برئاسة أفيغدور ليبرمان. وفقًا لما يظهر الآن فسيبقى ليبرمان في منصبه الذي تولّاه في السنوات الماضية، أي وزير الخارجية، رغم طلبه بالحصول على وزارة الدفاع خلال الحملة الانتخابية. ما زال ليبرمان يدرس هذا الخيار، وصرّح بأنّه لن يعود إلى الائتلاف بأي ثمن.

وماذا عن حزب “البيت اليهودي” برئاسة نفتالي بينيت، الذي من المتوقع أن ينضمّ هو أيضًا إلى نتنياهو؟ اقترح أعضاء حزب نتنياهو على بينيت حقيبة التربية، وهو أمر لم يرقَ لبينيت. وهذا هو السبب الذي جعل السياسي اليميني يحذّر، هذا الأسبوع، من احتمال تشكيل حكومة وحدة بين نتنياهو وحزب اليسار “المعسكر الصهيوني” برئاسة بوجي هرتسوغ وتفضيله على البيت اليهودي. في هذا الشأن، أعلن هرتسوغ بأنّه لا يرغب بتشكيل حكومة وحدة مع نتنياهو.

وبالنسبة للحزب الديني شاس، الذي أوصى هو أيضًا بنتنياهو، فالحديث هو حول إمكانية أن يعيّن نتنياهو رئيس الحزب، أرييه درعي، وزيرا للداخلية في حكومته القادمة، كما طلب درعي من قبل في الانتخابات. ومن الجدير ذكره أنّ تعيين درعي كوزير للداخلية من شأنه أن يتسبّب بمشكلات لنتنياهو من قبل الأحزاب المحتمل انضمامها إلى الائتلاف، وذلك لأنّ درعي قد أدين في الماضي بتلقّي الرشاوى.

في هذه الأثناء، يرى أعضاء الكنيست من الليكود كيف يتم الوعد بالحقائب الثقيلة للأحزاب الشريكة وكيف تهرب من أيدي الحزب الحاكم، ويتساءل المسؤولون في الحزب: على أي شيء سنحصل نحن في النهاية؟ ويعتبر وزير الداخلية الأسبق والرقم 1 في قائمة الليكود، جلعاد أردان، دليلا على ذلك، فقد عبّر عن مرارته من كون الليكود، وهو الحزب الذي فاز بثلاثين مقعدا في الانتخابات، لم يحتفظ في يديه بالحقائب الثقيلة، وقال إنّ هذا الأمر يشوّه إرادة الناخبين.

وأيّا كانت النتيجة، فمن المتوقّع أن يمرّ نتنياهو بأيام بل أسابيع ليست سهلة من أجل تشكيل الحكومة القادمة، على الرغم من رغبته بتشكيل حكومة في وقت قصير. بالإضافة إلى ذلك، إذا لم ينجح في تشكيل حكومة واسعة من 67 مقعدا، فإنّ الاحتمال الآخر هو حكومة ضيّقة من 61 مقعدًا، بحيث يصبح من المستحيل الحكم بها.

اقرأوا المزيد: 448 كلمة
عرض أقل