حرية الصحافة

الصحافية إيلانا ديان (لقطة شاشة)
الصحافية إيلانا ديان (لقطة شاشة)

صحافية إسرائيلية تُفقد نتنياهو صوابه

أثار تحقيق صحفي للإعلامية الإسرائيلية البارزة، إيلانا ديان، عن مقر رئيس الحكومة نتنياهو عاصفة في إسرائيل، بعدما قرر نتنياهو التعقيب على التحقيق بهجوم شخصي عنيف ضد الصحافية

تُعتبر الصحافية إيلانا ديان من الإعلاميين المرموقين والمخضرمين في إسرائيل. فهي تُقدّم واحد من أقدم برامج التحقيقات الصحافية في التلفزيون الإسرائيلي، والذي يتم بثه منذ 20 عامًا، وقد نجحت في الكشف عبره عن حالات فساد، ظلم، وجرائم.

بُثت يوم البارحة (الإثنين) أول حلقة من الموسم الجديد من البرنامج، وتناولت سلوك رئيس الحكومة نتنياهو. أُجريت خلال الحلقة عدة مقابلات مع مقربين جدًا من نتنياهو، كان بعضهم من مساعديه الشخصيين، وشاركوا في النقاشات الهامة جدا دائمًا.

لم تكن غالبية المعلومات التي كُشف عنها النقاب في البرنامج جديدة، ولكن تم تركيزها بشكل يُعبّر عن صورة مقلقة تتعلق بالشكل الذي يتخذ فيه رئيس الحكومة القرارات، عن تدخل زوجته، سارة نتنياهو، في اتخاذ القرارات والتعيينات الهامة، وألمحت أيضا إلى أن نتنياهو يتصرف بارتياب، يشعر أنه ملاحق، ويعمل كل ما يلزم حفاظا على منصبه كرئيس للحكومة في الكثير من الحالات.

أرسلت هيئة التحرير إلى ديوان رئيس الحكومة قائمة مُفصّلة تضمن 22 سؤالا حول الأمور التي كُشف عنها في البرنامج، مطالبة الحصول على ردود لتلك الأسئلة. جاء الرد بعد بضعة أيام من ديوان رئيس الحكومة إنما لم ترد في ذلك الرد أية إجابة موضوعية بخصوص ما يتضمنه التحقيق الصحفي، بل كان الرد نصًا طويلاً يتضمن تهجمًا شخصيًا على الإعلامية ديان، وادعاء ضدها موضحا أنها تنتمي إلى اليسار وتعمل على تغيير نظام نتنياهو.

اختارت ديان، بشكل استثنائي، أن تقف أمام الكاميرا وأن تقرأ بنفسها النص الطويل، 680 كلمة تقريبًا، المليء بالتهكمات ضدها. قرأت النص دون اكتراث وأكدت على عدم منطقية ذلك الرد فقط، الذي أثبت أن لدى نتنياهو ما يخفيه، وأنه مشغول بالمؤامرات التي تقول إن الإعلاميين في إسرائيل يعملون على إسقاطه. بدأ الرد بالكلمات التالية: “سيكون من الملفت إذا كانت إيلانا ديان، التي تتباهى بأنها فارسة الكلمة الحرة، ستقرأ ردنا هذا بالكامل”. واجهت ديان نتنياهو مباشرة وهكذا باتت بطلة الإعلام.

بدأت التعليقات الداعمة لديان، والداعمة لاختيارها بأن تقرأ رد رئيس الحكومة كاملا، بالتدفق حالاً بعد انتهاء بث الحلقة. وقف صحفيون وسياسيون إلى جانب ديان وطالبوا بحمايتها وحماية حرية التعبير في إسرائيل.

جاء بث هذه الحلقة موازيًا في الفترة التي يعمل فيها رئيس الحكومة نتنياهو، الذي يشغل منصب وزير الإعلام فعليًا، على إغلاق اتحاد البث الجماهيري الإسرائيلي، وفي ظل اتهامه بتقييد حرية التعبير والصحافة في إسرائيل. حتى أنه قد اعترف أحد أعضاء حزب نتنياهو بأنهم تحققوا من حسابات فيس بوك خاصة ببعض الصحفيين وهكذا “أكدوا” أنهم يساريون. يأتي رد نتنياهو ذاك للمس بمصداقية الإعلامية إيلانا ديان، ولكن في نهاية الأمر، فإن اختيار ديان أن تقرأ الرد بكامله ألحق ضررا بنتنياهو أكثر من الفائدة. لعل وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تتناول ذلك التحقيق الصحفي هذا الصباح، بل برد رئيس الحكومة نتنياهو، الذي يُثبت أن السلوك الذي ينتهجه هو سلوك إشكالي.

اقرأوا المزيد: 414 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو (Flash90/Yonatan Sindel)
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو (Flash90/Yonatan Sindel)

ماذا يحدث لنتنياهو؟

حرب لا هوادة فيها في الإعلام الإسرائيلي وشائعات عن تورّطات قضائية: ماذا يحدث لرئيس الحكومة الإسرائيلي، وهل هناك ما يُبرر الخوف من المسّ بالديمقراطية ؟

منذ محاولة الانقلاب في تركيا، يكثر صحفيون إسرائيليون من المقارنة بين نتنياهو وأردوغان. من الممكن جدا ألا تكون هذه المقارنة منصفة وهناك مسافة كبيرة بين الخطوات التي يتخذها أردوغان مؤخرا، والتي تهدم في الواقع الديمقراطية التركية، وبين نتنياهو، ومع ذلك لا شكّ أن الكثيرين في إسرائيل يعتقدون أن سلوك رئيس الحكومة الإسرائيلي مؤخرا مقلق جدا.

ويتصدر سلم أولويات نتنياهو: الإعلام الإسرائيلي. لقد أصرّ على أن يحتفظ لنفسه بحقيبة الإعلام وأن يحاول من خلالها فرض جدول أعمال أكثر تعاطفا مع وسائل الإعلام المختلفة، التي بحسب ادعائه معادية له. من الجدير بالذكر، أنّ خارطة الإعلام في إسرائيل قد تغيّرت في السنوات الأخيرة وأصبح الكثير من وسائل الإعلام مقرّبا من اليمين ومن نتنياهو. فعلى سبيل المثال، الصحيفة الأكثر شهرة في إسرائيل اليوم، “إسرائيل اليوم”، توزّع مجانا ويموّلها الملياردير شيلدون أدلسون، الداعم الأكبر لنتنياهو. لا يمكن أن تجدوا في الصحيفة انتقادا واحدا ضدّ نتنياهو، وهو أمر غير معهود في إسرائيل ويذكّرنا بالصحف في الدول غير الديمقراطية.

الملياردير اليهودي – الأمريكي شيلدون أدلسون وقرينته مع الزوجان نتنياهو (FLASH90)
الملياردير اليهودي – الأمريكي شيلدون أدلسون وقرينته مع الزوجان نتنياهو (FLASH90)

ويدعي نتنياهو أنه يريد فقط فتح سوق الإعلام أمام المنافسة والسماح للإسرائيلي العادي بالحصول على المزيد من الآراء والمحتوى، ولكن سوق الصحافة الإسرائيلي يخشى من المسّ بحرية التعبير.

على خلفية هذا الأمر هناك أنباء عن تفتيش شرطي يجري ضدّ نتنياهو، زوجته سارة وابنهما يائير، باشتباه، كما يبدو، بالحصول على تبرّعات محظورة من الخارج.

وتحافظ الشرطة على تعتيم كامل حول هذا الموضوع ولكن هناك تقديرات أنّ النشاط الأخير لنتنياهو يهدف إلى إنشاء جدول أعمال بديل وصرف الرأي الإعلامي عن التحقيق.

يائير وسارة نتنياهو (Flash90/Hadas Parush)
يائير وسارة نتنياهو (Flash90/Hadas Parush)

في الأسبوع الأخير التقى نتنياهو بعشرات الصحفيين، في بيانات موجزة ليست للنشر. قال صحفيون شاركوا في هذه اللقاءات لطاقم موقع “المصدر” إنّ نتنياهو غاضبا جدا من الإعلام، وأنه يهاجمه بشدّة وعازم على تغيير خارطة الإعلام الإسرائيلي.

هل يدور الحديث عن مناورة سياسية؟ هل يستعد نتنياهو للانتخابات؟ هل يشعر أنّ التحقيق في أمره هذه المرة جادّ؟ تشير التقديرات إلى أننا سنعلم الإجابة في الأسابيع القادمة.

اقرأوا المزيد: 289 كلمة
عرض أقل
هل يحاول نتنياهو القضاء على الصحافة الحرة؟ (Flash90)
هل يحاول نتنياهو القضاء على الصحافة الحرة؟ (Flash90)

هل يحاول نتنياهو القضاء على الصحافة الحرة؟

لماذا ما زال نتنياهو متمسكا بمنصب وزير الاتصالات، وهل يعمل حقا على القضاء على الصحافة الحرة في إسرائيل؟

في الأسابيع الماضية، أبدى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مُشارَكة ملحوظة في ترتيبات شؤون الاتّصالات. يصر منذ سنوات على الحفاظ على حقيبة الاتصالات في إسرائيل، وفي الأسبوع الماضي، اتفق مع رئيس نقابة العمال في إسرائيل على تأجيل إقامة “اتحاد البث العام”، الهيئة العامة للاتصالات الحرة، الذي من المُفترض أن يحل محل هيئة الاتصالات – الرسمية، لسلطة البث.

هناك المزيد من القوانين والإصلاحات المطروحة على طاولة نتنياهو، في سوق الاتصالات. أصحبت القناة الثانية‏، القناة الأهم في التلفزيون الإسرائيلي اليوم، على وشك التفكك وقد باتت متابعة عمل الممثلين غير معروفة. قدّمت اللجنة التي عينها نتنياهو مؤخرا نتائج بعيدة الأمد حول تشجيع المنافسة في سوق الاتّصالات وتطرقت لجنة الاقتصاد إلى إمكانية إقامة جهة تنظيمية موحّدة، تعمل على مراقبة سوق البث. وفق القانون الحالي، سيُعيّن نتنياهو مباشرة كبار المسؤولين في الجهة التنظيمية الجديدة، مما سيتيح له تأثيرا هائلا.

صحيفة "إسرائيل اليوم" التابعة لأديلسون (Flash90)
صحيفة “إسرائيل اليوم” التابعة لأديلسون (Flash90)

تثير إدارة نتنياهو سوق الاتّصالات والقرارت التي تلقاها، مثلا في قضية رفض برامج البث التابعة للاتحاد الجديد، شكوكا كبيرة أنه يهتم باحتياجاته الشخصية وبقائه السياسي، من خلال تعزيز أصدقائه وإلحاق الضرر بمنافسيه. هناك قلق في أوساط إعلاميين كثيرين وخصومه السياسيين من أنه قد يصبح مثل عبد الفتاح السيسي أو أردوغان اللذين يديران حربا ضروسا ضد وسائل الاتّصالات الحرة والمستقلة في دولتهما.

يتطرق جزء من التغييرات في الاتّصالات إلى سوق الصحافة، حيث إن اللاعب الأكبر فيه هو صحيفة “إسرائيل اليوم”. تربط نتنياهو علاقة صداقة بالملياردير شيلدون أديلسون، مالك صحيفة “إسرائيل اليوم”، وهي صحيفة تُعتبر محسوبة على رئيس الحكومة، ولا سيّما أنها تُوزع مجانا في أنحاء إسرائيل.

وفق أقوال نتنياهو، فإن سبب تمسكه بحقيبة الاتّصالات هو فتح السوق للمنافسة مثل الأسواق الأخرى. “لقد حان الوقت لأن تدخل قنوات تلفزيونية وإخبارية قادرة على منافسة قنوات التلفزيون القائمة اليوم”، قال. “في إسرائيل، هناك كثافة في حجم البث التلفزيوني، ليست موجودة في العالم الحر. لقد فحصتُ دولا تتساوى مع حجم دولة إسرائيل ووجدتُ أن في- الدنمارك هناك: ست قنوات تلفزيونية، في بلجيكا: خمس قنوات تلفزيونية، وفي فنلندا هناك ثماني قنوات تلفزيونية”.

هناك شك إذا كان يفهم نتنياهو مدى الغضب العام ضد قراره تأجيل بث اتحاد الاتصالات العامة ولكن يبدو حاليا أنه في المؤسسات الحكومية أيضا وعلى طاولة الائتلاف برئاسته هناك الكثير من المعارضين. يقف على رأسهم وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، وزير المالية موشيه كحلون ووزير التربية، نفتالي بينيت الذين التزموا محاربة نتنياهو والحفاظ على حرّية الصحافة والتعبير في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 363 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور
الأسبوع في 5 صور

الأسبوع في 5 صور

أين تُفضّلون العيش في أبو ظبي أم في تل أبيب؟ الشوكولاطة في الأسواق المصرية من إنتاج إسرائيلي؟ لماذا تثير الفتيات المحجبات اللواتي يقدن الدراجات الهوائية غضب الغزيّين؟

26 فبراير 2016 | 10:10

بالصور: هذه هي المواضيع الرائدة في الأسبوع الماضي

فتيات يقدن الدراجات الهوائية ويُغضبنَ الغزيّين

فتيات يركبن الدراجات الهوائية ويثرن جدلا في غزة (AFP/ محمد عبد)
فتيات يركبن الدراجات الهوائية ويثرن جدلا في غزة (AFP/ محمد عبد)

أغضبت صور نشرها مصوّر غزّي يعمل في وكالة الأنباء الفرنسية الغزيّين كثيرا وأثارت نقاشا مستعرا غير مسبوق حول الحرية وملذات الحياة القليلة في القطاع في ظلّ الحصار. فكتب المصور الذي التقط الصور، محمد بابا، ردّا على الغضب الذي أنشأته صوره البريئة أنّه يرغب في الكشف عن وجه غزة الآخر، وعن صور من الحياة اليومية في ظلّ الصعوبات المستشرية. وانقسم المتصفحون في الشبكة بين مؤيدين لهذه الصور والحرية الشخصية وبين معارضين لعرض هذا “الاستعراض الزائف”، على حدّ رأيهم، للواقع في القطاع. وغضب آخرون بسبب عرض الفتيات المحجبات وسط نشاط رياضي “غير لائق للنساء”، على حدّ تعبيرهم.

نظرة إلى صور الصحافة الأفضل لعام 2015

"الأمل نحو حياة جديدة" (Warren Richardson)
“الأمل نحو حياة جديدة” (Warren Richardson)

أكثر من 82000 صورة وأكثر من 5700 مصوّر من 128 دولة أرسلوا الصور التي التقطوها من جميع أنحاء العالم هذا العام إلى أكثر مسابقة مرموقة في العالم للتصوير الصحفي. هذا العام اختارت منظمة World Press Photo‏ صور المصور الأسترالي الذي وثّق صورة لاجئ سوري وهو ينقل ابنه الرضيع من تحت الأسلاك الشائكة على الحدود الهنغارية- الصربية، في الطريق إلى الحرية في أوروبا.

ويمكنكم هنا العثور أيضًا على بقية الصور الفائزة في المسابقة المرموقة للتصوير الصحفي لعام 2015.

تنامي العنف ضدّ المثليين في إسرائيل

مسيرة المثليون (Flash90/Nati Shohat)
مسيرة المثليون (Flash90/Nati Shohat)

يميل السياسيون في إسرائيل إلى عرض إسرائيل من على كل منصة عالمية كواحدة من بين البلدان الأكثر تسامحا تجاه المجتمع المثلي. فاعتاد نتنياهو في كل خطاب على تمجيد المؤسسات الرسمية الإسرائيلية والتي تميل إلى الحفاظ على مصالح المجتمع المثلي وحمايته. ولكن تشير بيانات العنف التي كُشف عنها مؤخرا إلى أنّ موجة العنف ضدّ المجتمع المثلي آخذة بالازدياد كل عام ولا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي.

يتعرض المثليون إلى عنف لفظي قاسي، تهديدات، وإهانات قاسية. وقد أدى التحريض ضدّهم إلى قتل فتاة إسرائيلية في السنة الماضية خلال مسيرة المثليين التي جرت في القدس من قبل شخص يهودي متديّن.

كما وأن مشاريع القوانين لصالح الزواج أحاديّ الجنس والمساواة في الفرص في مجال تبني الأولاد، تسقط الواحدة تلوَ الأخرى في الكنيست الإسرائيلي.

أين تفضّلون العيش في أبو ظبي أم في تل أبيب؟

أين من المفضل العيش، في تل أبيب أم في أبو ظبي؟ (Miriam Alster/FLASH90 + AFP)
أين من المفضل العيش، في تل أبيب أم في أبو ظبي؟ (Miriam Alster/FLASH90 + AFP)

عاصمة النمسا فيينا هي أفضل مدينة للعيش في العالم، هذا ما يتضح من دراسة أجرتها شركة مارسر البريطانية والتي صنّفت ‏230‏ مدينة مختارة حول العالم. احتلت مدينة زيوريخ في سويسرا المركز الثاني، بينما وصلت مدينة أوكلاند في نيوزيلندا إلى المركز الثالث‎.‎

ومن بين مدن الشرق الأوسط وصلت إماراتي دبي (‏75‏) وأبو ظبي (‏81‏) إلى أعلى مركزين بسبب جودة الحياة المرتفعة فيهما. واحتلت الدوحة المركز ‏110‏، تونس في المركز ‏113‏ وعمّان في المركز ‏120‏‎.‎

في المقابل، كانت مدينة تل أبيب المدينة الإسرائيلية الوحيدة في القائمة، وقد وصلت إلى المركز ‏104‏، وهو مركز أفضل من معظم المدن العربية، ولكنه أقل من مدن الإمارات‎.‎

شوكولاطة إسرائيلية في الأسواق المصرية

شوكولاتة السيسي تباع في الأسواق المصرية (AFP)
شوكولاتة السيسي تباع في الأسواق المصرية (AFP)

لا يمكن في إسرائيل زراعة أشجار الكاكاو من أجل إنتاج الشوكولاطة للأهداف التجارية. ولكن صناعة الشوكولاطة في إسرائيل آخذة بالنمو بوتيرة سريعة.

وفقا لمعلومات نشرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية ووزارة التجارة فقد أصبحت إسرائيل قوة عظمى في تصنيع الشوكولاطة. ينتج 28 مصنعا الشوكولاطة الإسرائيلية الفاخرة للتصدير حتى لدول مثل بلجيكا، والتي تعتبر اليوم بلد الشوكولاطة. وقد وصلت إيرادات صناعة الشوكولاطة في إسرائيل لعام 2015 حتى 10 مليون دولار. والمعطى المفاجئ هو أنّ جارتها من الجنوب، مصر هي من بين الدول المستوردة للشوكولاطة المصنعة فيها. بلغت الإيرادات من التصدير إلى القاهرة نحو 300000 ألف جنيه مصري.

اقرأوا المزيد: 512 كلمة
عرض أقل
احتجاج الصحفيين (AFP)
احتجاج الصحفيين (AFP)

“أجهزة الأمن المصرية تدأب على توقيف جميع من لا تنسجم كتاباتهم مع المواقف الرسمية”

نيابة أمن الدولة العليا في مصر تأمر ب توقيف صحافي بتهمة نشر "أخبار كاذبة" والسيسي يؤكد أن مصر تشهد حاليا حرية إعلام "غير مسبوقة""، وأن حكومته لا تسجن صحافيين لاسباب سياسية

02 ديسمبر 2015 | 11:19

أمرت نيابة أمن الدولة العليا في مصر الثلاثاء بتوقيف الباحث والصحافي المصري اسماعيل الاسكندراني احتياطيا 15 يوما بتهمة نشر “أخبار كاذبة” و”الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين”، وفق ما أفاد محاميه.

وقبل يومين، أوقفت قوات الأمن الاسكندراني (32 عاما) وهو باحث متخصص في شؤون الجماعات الجهادية في سيناء ومعروف بارائه المنتقدة للسلطة والدور السياسي للجيش في مصر، في مطار الغردقة بشرق البلاد لدى عودته من المانيا، وفق زوجته خديجة جعفر.

ووصل الاسكندراني من برلين حيث شارك في عدد من الندوات حول الأوضاع السياسية في مصر، بعد أن أمضى نحو عام في الولايات المتحدة باحثا في مركز ودرو ويلسون للابحاث ضمن برنامج الصحافي العربي الزائر.

وقالت زوجته خديجة جعفر لفرانس برس عبر الهاتف إن “الأمن أوقف اسماعيل في مطار الغردقة الأحد ثم اقتاده للتحقيق في نيابة أمن الدولة العليا اليوم (الثلاثاء) في القاهرة”.

وأضافت “لا أعلم التهم الموجهة له. لم التق به ولم اتحدث معه منذ توقيفه”.

ومساء الثلاثاء، قال محامي الصحافي أحمد عبد النبي إن الاسكندراني أوقف لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق.

وقال عبد النبي لفرانس برس “من ضمن التهم الانضمام إلى جماعة اسست على خلاف القانون وهي الإخوان المسلمين وإذاعة اخبار وبيانات كاذبة من شانها الأضرار بالمصلحة الوطنية وتكدير السلم العام”.

وأضاف “ليس هناك دليل والقضية كلها توجه رسالة سلبية جدا إلى الصحافيين وتشجعهم على فرض رقابة ذاتية على الآراء التي تختلف مع الاتجاهات الحكومية”.

وأكد محام آخر للاسكندراني هو محمد الباقر هذه المعلومات موضحا أن استجواب الصحافي سيتواصل الخميس.

ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان بتوقيف الاسكندراني مؤكدا أن “أجهزة الأمن المصرية تدأب على توقيف جميع من لا تنسجم كتاباتهم مع المواقف الرسمية”.

وعمل الاسكندراني في السنوات الماضية على تحقيقات صحافية تناولت الأوضاع السياسية والاجتماعية والأمنية في شبه جزيرة سيناء معقل الجماعات الجهادية التي تخوض حربا شرسة ضد السلطات المصرية منذ الاطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013.

ويشكو الصحافيون في مصر من التضييق عليهم في الفترة الأخيرة.

ففي 10 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، احتجزت السلطات المصرية الصحافي والحقوقي البارز حسام بهجت لليلتين على ذمة تحقيق النيابة العسكرية معه في تهم تتعلق ب “إذاعة أخبار كاذبة تضر بالمصلحة الوطنية”.

وأثار احتجاز بهجت دعوات لاطلاق سراحه من جانب الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية. وقالت لجنة حماية الصحافيين، وهي منظمة غير حكومية مقرها نيويورك معنية بالدفاع عن الصحافيين، في تقرير صدر في حزيران/يونيو ان الصحافيين يواجهون “تهديدات لا سابق لها في مصر”.

واعلنت اللجنة أن 18 صحافيا على الأقل يقبعون في السجون المصرية، لكن منظمات مصرية تقول إن العدد اكبر من ذلك بكثير.

ويؤكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر تشهد حاليا حرية إعلام “غير مسبوقة”، وأن حكومته لا تسجن صحافيين لاسباب سياسية.

اقرأوا المزيد: 400 كلمة
عرض أقل
المحامية وزوجة الممثل المشهور جورج كلوني،  أمل كلوني (AFP)
المحامية وزوجة الممثل المشهور جورج كلوني، أمل كلوني (AFP)

وسائل الإعلام المصرية مُفتنة بجمال خاتم أمل كلوني

حريّة تعبير أم موضة وأناقة؟ أبدت وسائل الإعلام المصرية اهتمامها بخاتم زواج كلوني أثناء مُحاولتها الدفاع عن حرية التعبير في المحكمة

سيتم إرسال ثلاثة صحفيين من شبكة الأخبار القطرية “الجزيرة” إلى السجن لثلاث سنوات وفقا لقرارات محكمة في مصر. وذلك في أعقاب جرائم “نشر أخبار كاذبة” و “مساعدة حركة الإخوان المسلمين” التي تُعرّف في مصر كتنظيم إرهابي. وقرّر القاضي، حسين فريد، أنّ الثلاثة “ليسوا صحفيين ولا أعضاء في شبكة إعلامية” وأنّهم كانوا يبثّون دون معدّات مرخّصة.

وقد نفى الثلاثة الادعاءات المنسوبة إليهم وقالوا إنهم سيقدمون استئنافا على عقوبتهم. ونشرت الشبكة القطرية بيان إدانة بعد المحاكمة: “هذا الحكم هو هجوم جديد على حرية الصحافة وهو يوم أسود في تاريخ النظام القضائي في مصر”.

خاتم أمل علم الدين كلوني
خاتم أمل علم الدين كلوني

في حين أنّ اعتقال ومُحاكمة الصحفيين الثلاثة والهجوم الذي لم يسبق له مثيل على حريّة التعبير في مصر لم يكن الأمر الذي استرعى اهتمام وسائل الإعلام المصرية، إنما خاتم أمل كلوني، التي مثّلت الصحفيّين، هو من نال اهتمامها وأثار إعجابها.

استهلّت صُحف عديدة ووسائل أخبار تقريرَ مُحاكمة الصحفيّين بعنوانٍ هاتِفٍ ” خاتم أمل علم الدين الألماس يثير إعجاب الحضور بجلسة خلية الماريوت”. في حين كان نصّ عنوان آخر: ” أمل كلوني وسر خاتم الألماس في محاكمة خلية ماريوت”.

ولم يكتفِ المصورون بالتركيز على المحامية فقط المتزوجة حديثًا من أشهر عازب في بريطانيا الممثل العالمي جورج كلوني، بل رصدت العدسات الخاتم الألماس الذى كانت ترتديه خلال الجلسة؛ حيث كان محل إعجاب جميع الحاضرين.

https://www.youtube.com/watch?v=t70ScwXTOcI

ولم تكتفِ وسائل الإعلام المصريّة بعرضِ صور خاتم زواج كلوني فقط، إنما قامت بعرض تفاصيل مُثيرة أخرى حول الخاتم. إذ كُتب في أحد المواقع المشهورة: ” كان كلوني قد أهدى أمل علم الدين هذا الخاتم بعد إعلان خطوبتهما وظهرت به للمرة الأولى خلال حفل عشاء في 27 إبريل 2014، بجوار النجم الوسيم. كان أول من شاهد خاتم الألماس كل من سيندي كروفورد وزوجها راند جربر خلال حضورهما حفل العشاء المذكور في سانتا بارباره بكاليفورنيا، وذلك بعد خمسة أيام فقط من تقدم كلوني لخطوبة المحامية اللامعة ذات الأصول اللبنانية.”

تُعتبر كلوني مُحامية من الدرجة الأولى في مجال القضاء الدوليّ وقوانين حقوق الإنسان، وجاء ضمّها لقضية الصحفيّين كخطوة إضافيّة مُتعلّقة بخدمة العلاقات العامة هدفها تسليط الضوء على ظلم الصحفيين في مصر وسلب حقّهم بالتعبير عن الرأي، وبالتالي مُحاولة تسهيل عقوبة الصحفيين أو حتّى إلغائها.

اقرأوا المزيد: 329 كلمة
عرض أقل
صحفيو الجزيرة ينتقدون قمع الصحفيين فى مصر (AFP)
صحفيو الجزيرة ينتقدون قمع الصحفيين فى مصر (AFP)

دعوة إلى اعادة النظر في بعض مواد قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل في مصر

نقابة الصحافيين: "المشروع يفتح الباب لمصادرة حرية الصحافة، وإهدار كافة الضمانات التي كفلها القانون للصحافي". نهاية الشهر الماضي، أعلنت لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك أن الصحافيين يواجهون "تهديدات لا سابق لها في مصر"

طالب المجلس الأعلى للقضاء الحكومة المصرية بإعادة النظر في أجزاء من مشروع قانون لمكافحة الإرهاب المثير للجدل قبل إقراره من قبل الرئيس، حسب ما أفاد مسؤولون مصريون ووسائل إعلام محلية الإثنين.

وأدانت نقابة الصحافيين وجمعات حقوقية مشروع القانون الذي بوسعه تجريم نشر الصحافيين أخبارا تتناقض مع بيانات الحكومة بخصوص هجمات المسلحين ضد قوات الجيش.

ووافق المجلس الأعلى للقضاء على غالبية بنود المشروع، لكنه أبدى اعتراضه على تخصيص محاكم إرهاب لقضايا اعتبر أنه من الممكن أن تنظر فيها محاكم الجنايات العادية.

كما اعترض على نص يجيز أن يحضر المحامون فقط وليس المتهمون جلسات المحاكمة. وقال مسؤول حكومي إن مشروع القانون سيعاد إرساله إلى الحكومة التي ستقوم بإجراء التعديلات المقترحة الإثنين على الأرجح.

لكن الحكومة ليست مطالبة بتغيير المادة 33 إحدى أكثر المواد إثارة للجدل التي تعاقب بالحبس حتى السنتين “كل من تعمد نشر أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أي عمليات إرهابية بما يخالف البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية”.

ويتضمن المشروع أيضا امكانية ترحيل الأجانب أو حظر إقامتهم في أماكن معينة. وصدر مشروع القانون في سياق رد فعل الدولة على التغطية الأخيرة لهجمات الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء في اول تموز/يوليو.

وقد أعلن المتحدث باسم الجيش المصري مقتل 21 جنديا و100 من المسلحين في اشتباكات استمرت تقريبا طوال الأربعاء الفائت، بعدما كان مسؤولون أمنيون تحدثوا عن سقوط عشرات القتلى في صفوف الجيش.

واعتبرت نقابة الصحافيين الأحد أن المشروع الجديد “يفتح الباب لمصادرة حرية الصحافة، وإهدار كافة الضمانات التي كفلها القانون للصحافي”.

لكن المسؤول الحكومي قال إن انتقاد مشروع القانون من الحقوقيين ونقابة الصحافيين بمثابة “رد فعل مبالغ”، موضحا أن المادة “تتضمن كثيرا من المكابح”.

وأضاف “القصد من المادة يقضي بأن المعلومات الخاطئة يجرى نشرها بشكل متعمد وسيء النية”.

ونهاية الشهر الماضي، أعلنت لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك أن الصحافيين يواجهون “تهديدات لا سابق لها في مصر”، وأن التهديد بالسجن جزء من “مناخ تمارس فيه السلطات الضغوط على وسائل الإعلام لفرض الرقابة على الأصوات الناقدة وإصدار اوامر بعدم التحدث عن مسائل حساسة”.

وأحصت اللجنة 18 صحافيا سجينا على الأقل لأسباب مرتبطة بتغطيتهم الصحافية في مصر مشيرة إلى ان ذلك رقم قياسي.

اقرأوا المزيد: 317 كلمة
عرض أقل
عبد الفتّاح السيسي (الرئاسة المصرية)
عبد الفتّاح السيسي (الرئاسة المصرية)

في ظل الإرهاب، مصر تحارب الصحفيين

وزارة الخارجية المصرية تنقل للمراسلين الأجانب قائمة كلمات موصى بها وكلمات محظورة للاستخدام في تغطية الإرهاب، وقانون مكافحة الإرهاب يشمل عقوبات شديدة للصحفيين الذين ينشرون أعداد القتلى في حوادث الإرهاب

في ظلّ الهجمات الإرهابية، تشدّد الحكومة المصرية موقفها وتقيّد الصحافة في أراضيها. أوامر جديدة متضمنة في قانون مكافحة الإرهاب والذي تمت الموافقة عليه اليوم من قبل المجلس القضائي الأعلى، تشتمل على سلسلة من القيود المفروضة على الصحفيين العاملين في الأراضي المصرية.

وفقا للقانون الجديد، سيكون بالإمكان الحكم بعامين من السجن على الصحفي الذي ينشر معلومات حول عدد القتلى في الحوادث العسكرية والتي تتعارض مع المعلومات الرسمية التي ينشرها الجيش. على سبيل المثال، فالصحفيون الذين نشروا في الأسبوع الماضي معلومات عن عشرات القتلى في صفوف الجيش المصري في سيناء بخلاف الناطق باسم الجيش المصري الذي ادعى أنّه قد قُتل 17 جنديّا فقط، كانوا سيتعرّضون للمحاكمة والسجن.

وأعرب وزير العدل أحمد الزند عن دعمه الكامل لهذا البند من القانون، وقال إنّ التقارير حول الهجمة الإرهابية في سيناء أكّدت الحاجة إلى مثل هذا القانون. بحسب كلامه، فالتقارير حول الهجمة أضرت بروح الشعب المصري.

وفي هذه الأثناء، نشرت وزارة الخارجية المصرية للمراسلين الأجانب سلسلة من الكلمات الموصى بها للاستخدام في التقارير حول الإرهاب، إلى جانب كلمات لا يوصى باستخدامها. يهدف هذا التوجيه إلى منع “استخدام مصطلحات تدنّس صورة الإسلام، وتربط بين العقيدة الإسلامية وبين أفعال المجموعات المتطرفة”.

الكلمات الموصى بها للاستخدام من قبل وزارة الخارجية المصرية حول الإرهاب هي: الإرهابيون، المتطرفون، المجرمون، المتوحشون، القتلة، الراديكاليون، المتعصّبون، المتمرّدون، الجزارون، الذين ينفذون عمليات إعدام، المغتالون” وغيرها. ومن بين الكلمات الممنوعة من الاستخدام تظهر كلمات: “الإسلاميون، الجهاديون، الشيوخ، الأمراء، العلماء، الدولة الإسلامية، الأصوليون” وغيرها.

وقد قيل كثيرا وكُتب عن تعامل مصر الشديد مع الصحفيين منذ تولي عبد الفتّاح السيسي للسلطة. وما زال مراسلا الجزيرة محمد فضل وباهر محمد اللذان أُطلق سراحهما بكفالة ينتظران انتهاء محاكمتهما في أواخر هذا الشهر، بعد مسار  قانوني مضن بدأ باعتقال تسعة صحفيين من القناة واتهامهم بنقل معلومات لصالح الإخوان المسلمين.

اقرأوا المزيد: 273 كلمة
عرض أقل
صحفيو الجزيرة ينتقدون قمع الصحفيين فى مصر (AFP)
صحفيو الجزيرة ينتقدون قمع الصحفيين فى مصر (AFP)

مؤشر حرّية الصحافة 2015: إنجازات “الربيع العربيّ” تختفي

الآمال التي أيقظها الربيع العربيّ لتعزيز حرّية الصحافة قد خابت، وعاد القمع في مصر إلى مستوياته كما في أيام حكم مبارك. نقطة الأمل الوحيدة في المنطقة هي تونس

تعيش حرية الصحافة في العالم تدهور غير مسبوق، هذا ما يظهره “مؤشر حرية الصحافة” لعام 2015. وفقا للتقرير، الذي نُشر من قبل منظمة “فريدوم هاوس” ويلخّص حالة حرية الصحافة في كل العالم في العام الماضي، فقد تدهورت حرية الصحافة العالمية عام 2014 إلى مستوى غير مسبوق، وذلك لأنّ الصحافيين يواجهون اليوم القيود الأخطر من قبل الحكومات، التنظيمات العسكرية، التنظيمات الإجرامية وأصحاب الثروات.

وفقا للتقرير، فمن بين 199 دولة، هناك 63 دولة فقط تم تعريفها كحرّة، وذلك مقابل 71 دولة تم تعريفها كحرّة بشكل جزئي و 65 دولة تم تعريفها كغير حرّة. النرويج والسويد هما الدولتان الرائدتان في العالم في حرية الصحافة، وبعدهما تأتي بلجيكا، فنلندا، هولاندا، الدنمارك ولوكسمبورغ.

وفقا للبيانات، فإنّ 14% من سكان العالم فقط يعيشون في دول تنشط فيها حرية الصحافة

وفقا للبيانات، فإنّ 14% من سكان العالم فقط يعيشون في دول تنشط فيها حرية الصحافة. وقالت جينيفز دنهام، مديرة التقرير، إنّ أحد أكبر المخاطر التي يُظهرها التقرير هو تدهور الصحافة الحرّة في العالم الديمقراطي، وأضافت: “ثمّة خطر بأنّه بدلا من تشجيع الصحافة النزيهة والموضوعية، تستخدم الديمقراطيات الرقابة أو الدعاية الخاصة”.

وتبرز سوريا بشكل سلبي من بين الدول العربية، وهي مصنّفة من بين الدول العشر الأسوأ في حريّة الصحافة، وهي في المرتبة  190 من بين 199، ومصنّفة بجانب إيران. وكذلك عدوّ إيران الإقليمي، السعودية، مصنّفة هي أيضًا في المرتبة  180 المنخفضة، وذلك بسبب زيادة الوسائل المضادة لحرية الصحافة الضعيفة أصلا في المملكة.

وتونس هي الدولة التي حازت على أكثر درجة مشجّعة، والتي تحسّنت بها حرية الصحافة تحسنا كبيرا في عام 2014. يثني التقرير على تونس التي حصلت على الدرجة الأفضل بالنسبة لحرية الصحافة في دولة عربية منذ أكثر من عشر سنوات.

في مصر حدث تراجع في حرية الصحافة إلى المستوى الذي كان معتادا في ذروة قمع حكم مبارك

في المقابل، حدث تدهور كبير في مصر وليبيا في مؤشر حرية الصحافة. في مصر، التي يُشار إليها سلبًا بشكل خاصّ، حدث تراجع في حرية الصحافة إلى المستوى الذي كان معتادا في ذروة قمع حكم مبارك، والذي هو بمثابة إلغاء تامّ لإنجازات “الربيع العربيّ” في حرية الصحافة في مصر. وقد حدث في العراق تدهور آخر في حرية الصحافة، وذلك كما يبدو بسبب التقييدات المفروضة على تغطية عمليات الدولة الإسلامية. تزداد صعوبة في قطر أيضًا، والإمارات، والبحرين واليمن حالة حرية الصحافة .

ويثني التقرير على إسرائيل التي “بقيت الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها وسط إعلامي حرّ”، ولكن إلى جانب ذلك يشير إلى أنّه في الضفة الغربية وقطاع غزة قد حدث تدهور في حالة حرية الصحافة. جاء في التقرير: “ليس فقط أنّ الإعلاميين قُتلوا وجُرحوا في الصراع بين إسرائيل وحماس، بل إنّ كلّا من إسرائيل والسلطة الفلسطينية على حدّ سواء قد قيّدا حركة الصحافيين في الضفة الغربية وغزة”.

اقرأوا المزيد: 417 كلمة
عرض أقل
البعثة الإماراتية تعزي الرئيس الفرنسي هولوند (AFP)
البعثة الإماراتية تعزي الرئيس الفرنسي هولوند (AFP)

دول عربية تدعم حرية التعبير في الخارج وتقمعها في الداخل

"لا أتفق مع سياسات مجلة تشارلي إيبدو في إهانة الأديان بشكل صارخ ولكني سأستميت في الدفاع عن حقها في التعبير عن رأيها طالما أنها لا تحرّض على العنف أو تهدد فئة معينة"

بالرغم من أن عدداً كبيراً من المسؤولين العرب رفيعي المستوى قد شاركوا في “مسيرة الوحدة” في فرنسا للتنديد بالهجمات الأخيرة في باريس ودعم حرية التعبير، إلا أن مشاركتهم لم تهدف سوى تحقيق المكاسب السياسية أمام الرأي العالمي. فلقد أرادوا من خلال مشاركتهم غسل أيديهم من الانتهاكات التي يرتكبونها في بلدانهم ضد حرية التعبير.

أرسلت المملكة العربية السعودية مندوبا لها للمشاركة في المسيرة، لكن على أرض الواقع تقوم السلطات السعودية بحملة اعتقالات وتلفيق اتهامات بحق الناشطين السياسيين والليبرالين. آخر ضحايا حرية التعبير كان الناشط رائف بدوي الذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات وبالجلد 1000 جلدة بتهمة الإساءة للإسلام وذلك على خلفية تأسيسه منتدى يشجّع على الحوار حول الشؤون الدينية والسياسية. وتم بالفعل تنفيذ العقوبة بالجلد. وبالرغم من الإدانة الدولية الواسعة لعملية الجلد الأولى والتي وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها “إجراء وحشي وقاسي يحظره القانون الدولي،” إلا أن السلطة الحاكمة لا تريد أن تنصاع لتلك الضغوط بحجة المحافظة على أمن البلاد، وتم تأجيل تنفيذ العقوبة لتدهور حالته الصحية.

https://www.youtube.com/watch?v=eua1SvrRUq0

أما الإمارات العربية المتحدة التي شاركت في المسيرة من خلال وزير خارجيتها، لا تسمح لأحد في البلاد بالتعبير عن آراء سياسية مخالفة. ولقد مررت الدولة أخيراً قانوناً يتعلق بمكافحة جرائم تقنية المعلومات والذي ينص على سجن كل من يستعمل الشبكة المعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات بقصد السخرية أو الإضرار بسمعة أو هيبة أو مكانة الدولة أو أي من مؤسساتها، وبالطبع تطبق عقوبة السجن على أي شخص يجرؤ على المساس بالأسرة الحاكمة أو الدين الإسلامي.

وكانت مصر حريصة أيضاً على المشاركة في المسيرة. فشارك وزير الخارجية، سامح شكري، للتعبير عن موقف مصر ضد الإرهاب، وقبيل الهجوم على مجلة تشارلي إيبدو دعا الرئيس السيسي في ذكرى المولد النبوي الشريف لتجديد الخطاب الديني وذلك لمكافحة التطرف الديني. لكن بعد أيام قليلة قام السيسي بإصدار قرار جمهوري يفوض رئيس وزرائه، إبراهيم محلب، بمنع المطبوعات المسيئة للأديان أو إعادة نشرها داخل البلاد. وعلاوة على ذلك، قضت محكمة بمدينة البحيرة، شمال مصر، بحبس الطالب كريم البنا ثلاث سنوات بسبب إعلانه على موقع فيسبوك بأنه ملحد. وفي يونيو/ حزيران الماضي تم الحكم على شخص مسيحي بالسجن ست سنوات لمجرد أنه أساء للإسلام. أما بالنسبة للأزهر (أكبر وأعرق مؤسسة دينية في العالم الإسلامي)، فلقد أدان الهجوم في باريس بالرغم من أنه يقوم بمنع أي عمل فني يتنافى مع فهمه للشريعة الإسلامية، مثل فيلم “سفر الخروج: الآلهة والملوك” الذي تم منع عرضه مؤخراً في مصر تحت مزاعم أنه عمل فني يجسد الأنبياء.

وفي الشوارع العربية على اتساعها قامت مظاهرات انفعالية عدّة للتنديد بالرسوم المسيئة للنبي محمد (ص) التي قامت تشارلي إيبدو بإعادة نشرها، لكن لم يندّد أحد في تلك المظاهرات بالهجوم الإرهابي على المجلة ولم يجرؤ أحد على التنديد بقمع حرية الفكر أو التعبير في بلادهم. ولقد نقلت الجزيرة نت تعليقات لبعض قرّاء موقع صحيفة اللوموند الفرنسية حيث كتبت قارئة فرنسية بأنه “إذا صح أن الذين نفذوا العملية صرخوا “الله أكبر” بعد تنفيذها، فنحن نتوقع أن يخرج كل المسلمين بهذا الشعار إلى الشوارع مندّدين بالجريمة، إلا أننا لا نرى المظاهرات الحنجورية إلا في قضيتين: هجوم إسرائيلي على غزة أو نشر رسوم مسيئة للإسلام…” وبالرغم من مشروعية التظاهر في تلك القضيتين الا أن التظاهر من أجل التغيير الداخلي هو الأولى والأهم.

في الشوارع العربية على اتساعها قامت مظاهرات انفعالية عدّة للتنديد بالرسوم المسيئة للنبي محمد (AFP)
في الشوارع العربية على اتساعها قامت مظاهرات انفعالية عدّة للتنديد بالرسوم المسيئة للنبي محمد (AFP)

يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير “أكره ما تقول، لكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في قوله.” ومن هذا المنطلق، لا أتفق مع سياسات مجلة تشارلي إيبدو في إهانة الأديان بشكل صارخ ولكني سأستميت في الدفاع عن حقها في التعبير عن رأيها طالما أنها لا تحرّض على العنف أو تهدد فئة معينة. فلا يمكن القبول بالقتل وسفك الدماء كرد فعل على موضوع لا يتفق معه المرء لأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر.

نشر هذا المقال لأول مرة على موقع منتدى فكرة

اقرأوا المزيد: 571 كلمة
عرض أقل