حركة الجهاد الإسلامي

الجهاد الإسلامي في عصر النخالة.. حركة إيرانية أم فلسطينية؟

عناصر من  الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة (AFP)
عناصر من الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة (AFP)

يسعى المصريون إلى التأثير على القيادة المحلية للجهاد الإسلامي في غزة لدعم التهدئة، في حين تؤيد قيادة الجهاد في دمشق متابعة المقاومة‎‎.. ماذا يريد الأمين العام الجديد زيد النخالة؟

في الأيام الأخيرة، أدرك مبعوثو الاستخبارات المصرية الذين يجرون مباحثات كثيرة من أجل التهدئة بين إسرائيل وحماس أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار الجهاد الإسلامي.‎

جاء هذا الاستنتاج بعد أن كاد ينتهي الأسبوع الماضي بحرب بسبب الصواريخ التي أطلقها الجناح العسكري التابع للجهاد الإسلامي على مدن إسرائيلية قريبة من قطاع غزة. علم المصريون أنه في الوقت الذي يستثمرون فيه قصارى جهودهم في حماس، ربما لن تنجح هذه الحركة وحدها في السيطرة على الحركات الأخرى، لهذا يجب مشاركة تلك الحركات. ولكن المشكلة أن هذه المشاركة قد لا تكون مجدية.

تعقتد جهات إسرائيلية أن اختيار زياد النخالة لشغل منصب الأمين العام للجهاد الإسلامي هو خطوة هامة جدا. ففي النقاشات التي دارت في الحركة قبل التوصل إلى قرار، كان النخالة مرشحا من قبل الحرس الثوري الإيراني، الذي وعد باختياره. يعيش النخالة منذ سنوات في المثلث الذي يرتكز على بيروت – دمشق – طهران، وهو يعتبر الأكثر قربا من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. بدأت العلاقة بين إيران وحركة الجهاد الإسلامي التي تمولها منذ إقامتها قبل اختيار النخالة طبعا، وقبل أن يكون رمضان شلح الأمين العام للحركة، ولكن من الواضح أنه طرأت تغييرات في الأشهر الماضية. يجدر الانتباه إلى الاهتمام والتغطية الإعلامية اللذين يحظى بهما الجهاد الإسلامي وزعماؤه مؤخرا. يطمح النخالة إلى جعل الجهاد الإسلامي لاعبا مركزيا، ومستقلا في الحلبة الفلسطينية، وإبراز خصائصه مقارنة بحماس.‎

يعود أحد أسباب ذلك إلى المنافسة على الموارد. ففي ظل العقوبات الجديدة المفروضة على إيران، والوضع الاقتصادي المتدهور، أصبح على التنظيمات الفلسطينية التي تحظى بدعم “فيلق القدس” الإيراني أن تتنافس على الموارد. تدور منافسة كهذه بين الجناح العسكري التابع لحماس وبين الجناح العسكري التابع للجهاد الإسلامي، إذ إن الجهاد الإسلامي حازم على إبراز التزامه بالمقاومة وعدم التعاون مع إسرائيل بشأن أية تسوية.‎

الأمين العالم لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة (النت)

تجدر الإشارة أيضا إلى أن النخالة لا يعيش في غزة لهذا يعرف أقل الصعوبات الخطيرة التي يواجهها الغزيون. مثلا، تشكل زيادة توفير الكهرباء من 4 إلى 8 ساعات، الذي تم بفضل نقل الوقود القطري، تحسنا هاما للمواطنين الغزيين، ولكن يشعر بهذا التحسن أقل من يعيش في دمشق.‎ ‎

أدركت حماس والاستخبارات المصرية أن عليها ضمان دعم الجهاد الإسلامي، في أية عملية تهدئة مع إسرائيل، لهذا في الأيام الماضية بزيادة الضغط على زعماء الحركة في القطاع. يعود جزء من أسباب تلك الضغوط إلى الشؤون المالية كما ذُكر سابقا. تشير التقديرات إلى أن ملايين الدولارات القطرية ستصل إلى خزينة حماس. ويرغب زعماء الجهاد الإسلامي بالتمتع بجزء من هذه الأمول، بصفتهم شركاء في بذل الجهود للحصول عليها.‎ ‎

رغم ما ورد أعلاه، ربما تكون الجهود المصرية غير مجدية، فالجهاد الإسلامي يعمل وفق المصلحة الإيرانية، وهو معني الآن باستمرار التصعيد بين إسرائيل وغزة، ما يُلزم إسرائيل بالتركيز على المنطقة الجنوبية، بدلا من الاهتمام بزيادة القوة العسكرية الإيرانية في سوريا.

اقرأوا المزيد: 421 كلمة
عرض أقل

الجيش الإسرائيلي: إيران وسوريا وراء القذائف الأخيرة من غزة

عناصر من حركة الجهاد الإسلامي خلال عرض عسكري في قطاع غزة (AFP)
عناصر من حركة الجهاد الإسلامي خلال عرض عسكري في قطاع غزة (AFP)

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن حركة الجهاد الإسلامي هي الجهة التي أطلقت عشرات القذائف من غزة نحو إسرائيل لكن المسؤولية تقع على حركة حماس المسؤولة عن القطاع

27 أكتوبر 2018 | 10:32

تصعيد خطير بين إسرائيل وحماس: قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رونين منيليس، اليوم السبت، إن حركة الجهاد الإسلامي هي الجهة التي أطلقت عشرات القذائف نحو إسرائيل ليلة أمس، وذلك بتوجيهات من إيران وسوريا. وأضاف “أحداث الليلة الماضية تظهر اجتماع المخاطر التي تحدق بدولة إسرائيل”.

وأشار منيليس إلى أن الجيش الإسرائيلي بعث رسائل واضحة أن الجيش سيرد داخل قطاع غزة وخارجها على هذه الهجمات الصاروخية الأخيرة. وأوضح الناطق العسكري أن أولويات الجيش الإسرائيلي من ناحية التهديدات لم تتغير، فعلى رأسها إيران وثم وجودها العسكري في سوريا، وبعدها إحباط تسلح حزب الله بصواريخ دقيقة، ومن ثم تهديدات حماس، وأخيرا داعش.

وقام سلاح الجو حتى الساعة، ردا على إطلاق عشرات القذائف (نحو 30 قذيفة) من غزة نحو البلدات الإسرائيلية في محيط غزة، بقصف أكثر من 80 موقعا يتبع لحركة حماس، واحد من هذه المواقع مقر قيادة جديد لحركة حماس. والرسالة الإسرائيلية هي أن حماس هي المسؤولة عما يجري في القطاع وعليها السيطرة على الحركات الأخرى.

يذكر أن آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة شاركوا أمس في مظاهرات بالقرب من السياج الأمني مع إسرائيل في إطار نشاطات “مسيرة العود الكبرى”، انتهت بمقتل 5 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي.

اقرأوا المزيد: 179 كلمة
عرض أقل
عناصر تابعة للجهاد الإسلامي (Abed Rahim Khatib/Flash90)
عناصر تابعة للجهاد الإسلامي (Abed Rahim Khatib/Flash90)

التصعيد الأخطر مع غزة منذ حرب 2014

إطلاق 27 قذيفة من قطاع غزة نحو جنوب إسرائيل، وسقوط واحدة على الأقل في ساحة تابعة لروضة أطفال.. الجيش الإسرائيلي رد بقصف جوي وأرضي ونتنياهو يستدعي الوزراء لمشاورات أمنية

بدأ اليوم صباحا إطلاق وابل من 27 قذيفة هاون من غزة باتجاه البلدات الواقعة جنوب إسرائيل. إحدى القذائف سقطت بالقرب من روضة أطفال. التقديرات: الجهاد الإسلامي هو المسؤول عن إطلاقها.

ساعات الصباح الباكرة بين السابعة والثامنة حرجة جدا، لا سيما أن الأطفال يتوجهون إلى المدارس فيها في المنطقة المسمى إسرائيليا “التفافي غزة”. وقرار الجهاد الإسلامي إطلاق 27 قذيفة باتجاه مناطق مأهولة ومنها روضات الأطفال في تلك الساعات تحديدا يدل على نوايا التنظيم تصعيد الأوضاع ضد إسرائيل.

القذائف لم تسفر عن إصابات، وقد أصدر ضابط قيادة الجبهة الداخليّة الإسرائيلي توجيهات للمواطنين بمتابعة روتين حياتهم، إلا أنه بعد وقت قصير من ذلك سُمعت صافرات الإنذار في المجلس الإقليمي إشكول مرة ثانية. ردا على ذلك قصف سلاح الجو الإسرائيلي أهدافا في غزة.

تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الجهاد الإسلامي قد أطلق القذائف ردا على قتل ثلاثة من عناصره في القصف الإسرائيلي قبل عدة أيام. ليس واضحا إذا جاءت أعماله بالتنسيق مع حماس. تجدر الإشارة إلى أن الجهاد الإسلامي يحظى بدعم كامل من إيران، تحديدا من فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وأغلب الظن أن قرار شن الهجوم نحو إسرائيل لم يتخذ فقط في قطاع غزة.

على أية حال، سارع متحدثون إسرائيليون، مثل وزير الإعلام، أيوب قرا، وأعلن أن حماس هي المسؤولة. وفي غضون ذلك، استدعى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الوزراء لمشاورات أمنية.

وهدد النائب الإسرائيلي، حاييم يلين، الذي رأس سابقا مجلس البلدات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة، قادة حماس والجهاد قائلا للإذاعة الإسرائيلية: “حرب غزة عام 2014 انتهت حين علم قادة حماس أننا قصفنا بيوت عائلاتهم، لديهم نقاط ضعف نعرفها جيدا. لن نسمح أن يعرقلوا طبيعة حياتنا أو أن يمسوا بقوة صمودنا هنا”.

في ظل هذه الأحداث، هناك تقارير تتحدث عن محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بعد “مسيرة العودة” لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. ولكن يبدو أن هذه المحادثات سيتم إيقافها.

اقرأوا المزيد: 283 كلمة
عرض أقل
رمضان شلح (AFP)
رمضان شلح (AFP)

مصادر فلسطينية: رمضان شلح في غيبوبة منذ أسابيع

كشفت مصادر فلسطينية عن دخول الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلّح في غيبوبة قبل أسابيع إثر تدهور صحته وخضوعه لعملية جراحية في بيروت

10 أبريل 2018 | 11:19

نقلت وكالة “قدس برس” الفلسطينية، اليوم الاثنين، عن مصدر مقرب من حركة الجهاد الإسلامي قوله إن الأمين العام لحركة الجهاد، رمضان شلح، دخل في غيبوبة منذ أسابيع بعد أن أصيب بجلطات متتالية أدت لنقله من العاصمة السورية دمشق إلى بيروت لتلقي العلاج.

وأشارت الوكالة إلى أن مصدرا محسوبا على حركة “فتح” قال إن المسؤول الأمني للسفارة الفلسطينية في بيروت رفع تقريرا إلى جهاز المخابرات في رام الله أشار فيه إلى احتمال إصابة شلح بـ”التسمم”.

وأشار المصدر المقرب من “الجهاد” إلى أن قيادات الحركة بدأت تجهّز لإجراءات “انتخابات في إطار ضيق” لاختيار أمين عام جديد بعد أن أبلع الأطباء مسؤولي الحركة بعدم قدرته على العودة للوضع الطبيعي حتى لو استفاق من الغيبوبة.

وكان شلح تزعم “الجهاد الإسلامي” بعد اغتيال الأمين العام الأول فتحي الشقاقي بإطلاق الرصاص عليه من قبل الموساد في مالطا عام 1995.

اقرأوا المزيد: 130 كلمة
عرض أقل
سفينة حربية تابعة لسلاح البحرية
سفينة حربية تابعة لسلاح البحرية

جهاز الأمن الإسرائيلي: الجهاد الإسلامي خطط لهجوم ضد سفينة حربية

كشف جهاز الأمن الإسرائيلي عن اعتقال 10 فلسطينيين من رفح في غزة الشهر الماضي يشتبه بأنهم خطّطوا لتفجير سفينة حربية تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية بالقرب من شواطئ غزة

04 أبريل 2018 | 10:53

اتهم جهاز الأمن الإسرائيلي، الشاباك، اليوم الأربعاء، حركة الجهاد الإسلامي في غزة، بأنها تقف وراء مخطط لشن هجوم ضد سفينة حربية تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي. وقال بيان عمّمه الشاباك إ، العملية انكشفت في أعقاب توقيف 10 فلسطينيين من رفح كان على قارب أبحر خارج المنطقة المائية المسموحة للصيد ورصد تحركات قوات الجيش الإسرائيلي.

وقال الشاباك أن التحقيقات مع الشبان ال10 أسفر عن أن المجموعة كانت تخطط لهجوم ضد سفينة حربية وفق توجيهات من حركة الجهاد الإسلامي، وفق شهادة لأحد المعتقلين واسمه أمين سعدي محمد جمعة، صياد فلسطيني يبلغ من العمر 24 عاما، الذي قال إنه تلقى تعليمات من قادة الجهاد.

ووفق شهادة جمعة، كان التخطيط استخدام أكثر من قارب لتنفيذ الهجوم. قارب واحد من أجل تضليل قوات الجيش، فبعد أن تنشغل القوات به كان من المخطط اقتراب قارب آخر وتوجيه صاروخ من طراز “كورنت”، وبعدها كان المخطط وصول قارب ثالث بهدف خطف جنود.
وجاء في التحقيق الذي أجراه الشاباك مع الفلسطينيين أن أفراد المجموعة قاموا برصد تحركات السفن الحربية وجمعوا معلومات عنها منها عدد الجنود على متنها وأنواع القطع الحربية عليها.

اقرأوا المزيد: 168 كلمة
عرض أقل
رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوت (Yonatan Sindel/Flash90)
رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوت (Yonatan Sindel/Flash90)

مغامرات أيزنكوت

في ظل زيادة إطلاق الصواريخ من إسرائيل، يثير الكثيرون تساؤلات حول رد الفعل المعتدل الذي يبديه رئيس الأركان الإسرائيلي

أطلِق أكثر من 30 صاروخا من غزة إلى إسرائيل خلال الشهر الماضي. يشكل هذا العدد زيادة كبيرة مقارنة بالأشهر السابقة. يتعرض الجيش الإسرائيلي الذي ادعى حتى الآن أن “حماس ليست معنية بالتصعيد”، لهجوم، من السياسيين أو وسائل الإعلام، بسبب استجابته المحدودة على إطلاق النار.

أمس، بعد إطلاق المزيد من النيران من قطاع غزة، دمر الجيش نفقا للجهاد الإسلامي، الذي أطلق، على ما يبدو، الصاروخ منه أثناء احتفال بمناسبة عيد ميلاد شاؤول آرون.

هذه العملية هي الأهم مما شاهدناه مؤخرا، لهذا أصبح الضغط على رئيس الأركان الإسرائيلي أيزنكوت آخذ في الازدياد. دعا المحلِّل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشواع، الجيش إلى تدمير الخلايا التي تطلق الصواريخ قبل أن تطلقها. وادعى قائلا إن هذه الإمكانية متوفرة ويجب اتخاذ القرار لاستخدامها.

تجدر الإشارة إلى أنه حتى أولئك الذين يدعمون نهج أيزنكوت المعتدل، يفهمون أن إيزنكوت والحكومة يغامران بشكل خطير، وحتى الآن، لم تتسبب الصواريخ في وقوع إصابات في إسرائيل، ولكن يكفي أن يصيب أحدها أي موقع مدني، روضة أطفال أو منزل، عندها يتعين عليهم أن يتحملوا المسؤولية.

ينبع نهج أيزنكوت المعتدل من عدم الرغبة في خوض اشتباكات حاليا، وذلك لأن هناك حاجة أيضا إلى أن يعالج الجيش مشكلة أنفاق حماس الكبيرة. ومع ذلك، هناك انطباع أن حماس تزيد من “المقامرة”. يوم أمس، أجرى نائب رئيس الجناح العسكري في حماس، صلاح العاروري، مقابلة مع قناة الجزيرة، اتضح خلالها أولويات حماس الأخيرة – المقاومة، أولا، حتى على حساب التخلي عن السلطة. كما هو معتاد، ركّز العاروري على دعوة الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس إلى المقاومة، اعتبارا منه أن الحرب في غزة تجري كل سنتين أو ثلاث سنوات على أية حال. واعترف بأن العلاقات مع إيران لا تشهد تحسنا عسكريا فحسب، بل سياسيا أيضا مما يفسر صمت حماس في ضوء أنشطة الجهاد الإسلامي التي تدعمها إيران حصرا. أصبح صوت العاروري مهيمنا جدا في قيادة حماس ويعتبر الأكثر تأثيرا على يحيى سينوار.

اقرأوا المزيد: 292 كلمة
عرض أقل
رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوت (Hadas Parush/Flash90)
رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوت (Hadas Parush/Flash90)

حماس والجهاد حصلتا على ‏100‏ مليون دولار من إيران

رئيس الأركان الإسرائيلي كشف اليوم عن المبالغ التي دفعتها إيران، ميشيراً إلى أن إسرائيل ليست معنية بخوض معركة في غزة

02 يناير 2018 | 12:05

في وقت حساس، في حين أن إيران تواجه ثورة في النظام لأسباب اقتصادية، يكشف رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، عن بيانات حول دعم إيران للمنظمات المشاركة في الصراعات الإقليمية. ووفقا لمعطيات الجيش الإسرائيلي، تنقل إيران سنويا ما بين 700 مليون دولار حتى مليار دولار إلى حزب الله، ومئات الملايين إلى المنظمات الشيعية في العراق، ومئات الملايين للحرب في اليمن. والحقيقة المثيرة للاهتمام هي أن حماس زادت في العام الماضي مساعداتها إلى المنظمات الفلسطينية بشكل ملحوظ، وهي تدفع حاليا 100 مليون دولار سنويا إلى حماس والجهاد الإسلامي.

وفي ما يتعلق بالتوترات في غزة، رفض رئيس الأركان الدعوات في إسرائيل التي تناشد العمل بيد حديدية ضد حماس بعد “قصف بعض الصواريخ” من قطاع غزة إلى إسرائيل في الأيام الماضية، وقال إنها غير مسؤولة. وأوضح أن “المنظمات المتمردة تريد أن تورطنا في حرب في غزة”، مشيرا إلى المنظمات السلفية “نحن نعمل بتأن”. كما تطرق أيزنكوت إلى الانتقادات في المنظومة السياسية الإسرائيلية التي تدعي أن إسرائيل “تتساهل” مع إطلاق الصواريخ وتناشد اتخاذ خطوات متطرفة ضد حماس.

وفق ادعاءات أيزنكوت فإن حماس تريد الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه “إشعال” الضفة الغربية، وهي تفهم أن الوضع في غزة صعب للغاية، وهناك خطر حدوث تدهور إنساني. “بطالة نسبتها %47، توصيل الكهرباء لمدة 4 ساعات يوميا، توفير مياه بجودة متدنية جدا، ووضع داخلي إشكالي جدا، يجعل جميع هذه الأمور حماس تخضع، وتلجأ إلى السلطة الفلسطينية وتطالب بعقد المصالحة، وحتى أنها أعلنت أن السلطة المدنية ستنقل إلى السلطة الفلسطينية موضحة أنها لا تعتبر نفسها ذات سيادة”.

وفيما يتعلق بحزب الله، قال أيزنكوت، الذي تحدث في مؤتمر لذكرى رئيس الأركان الاسرائيلي السابق، أمنون شاحاك، إن حزب الله يستثمر نحو %40 من قوته في الخارج، في الصراعات الإقليمية، نيابة عن إيران، بينما كان في الماضي يلقب نفسه “المدافع عن لبنان”.

اقرأوا المزيد: 280 كلمة
عرض أقل
بطارية "القبة الحديدية" في مركز إسرائيل (Yossi Zeliger/Flash90)
بطارية "القبة الحديدية" في مركز إسرائيل (Yossi Zeliger/Flash90)

توتر شديد بين إسرائيل وغزة

نشرت إسرائيل بطاريات "القبة الحديدية" في أعقاب معلومات تفيد بأن الجهاد الإسلامي ينوي الرد على الهجوم على النفق قبل نحو أسبوعَين. وحاليا باتت المصالحة عالقة والتوتر آخذ بالازدياد

تعرّض الجيش الإسرائيلي لانتقادات اليوم صباحا في أعقاب التقارير عن نشر بطاريات  “القبة الحديدية” في مواقع كثيرة في أنحاء إسرائيل. “تمثل هذه الخطوة قلقا” غرد صحفيّ إسرائيليّ في تويتر. إلا أن الجيش يعارض هذه الانتقادات موضحا أن قرار نشر البطاريات جاء في أعقاب معلومات استخباراتية تشير إلى أن الجهاد الإسلامي يسعى إلى الانتقام إثر تفجير النفق الخاص به، الذي راح ضحيته 14 مقاتلا عضوا في الجهاد الإسلامي والحماس.

“إذا نفذ الجهاد الإسلامي عملية أو أطلق القذائف، علينا الرد بشكل حازم وعندها ربما لا نستطيع السيطرة على الأمور”، قال مصدر إسرائيلي إلى موقع المصدر مضيفا: “ليست حماس ولا دولة إسرائيل معنيتان بالتصعيد، إلا أننا شهدنا في الماضي حالات شبيهة لم يكن فيها كلا الجانبين معنيا بالمواجهة ولكنها حدثت رغم ذلك”.

مؤخرا، يزداد التوتر في ظل المصالحة الفلسطينية، التي أمل الكثيرون أن تساهم في الهدوء الأمني، لكنها عالقة ولا تحسُّن الوضع الإنساني والاقتصادي في غزة. لم يُفتح معبر رفح أمس وفق ما كان متوقع، لهذا أصبح الإحباط لدى عناصر حماس كبيرا. تشير التقديرات إلى أن عباس لا ينوي دفع الرواتب في الشهر القريب أيضا، مما سيزيد من الانتقادات تجاه استراتيجية المصالحة من قبل يحيى السنوار.

“تكمن المصلحة الإسرائيلية في أن يتحسن الوضع في قطاع غزة فقط”. قال مصدر إسرائيلي، ولكن في الوقت الحالي، ليست هناك علامات كثيرة تدل على أن هذا الهدف سيتحقق قريبا.

اقرأوا المزيد: 206 كلمة
عرض أقل
عسكري في صفوف سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي (AFP)
عسكري في صفوف سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي (AFP)

محلل إسرائيلي: إسرائيل والجهاد يتجهان نحو المواجهة

إسرائيل تعتقل قائدا ميدانيا للجهاد الإسلامي في الضفة.. ومحلل إسرائيلي يكتب أن خروج المصالحة الفلسطينية عن مسارها في أعقاب الشرخ السعودي الإيراني يعزز احتمال الاشتعال بين الطرفين

13 نوفمبر 2017 | 14:18

اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قائدا ميدانيا ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي في الضفة، في أثناء حملة اعتقالات في قرية عرابة قرب مدينة جنين. وقال الجيش إن المعتقل يدعى طارق القعدان وتم نقله للتحقيق مع قوات الأمن الإسرائيلية. ويأتي هذا الاعتقال لشخصية كبيرة في الجهاد الإسلامي على خليفة تبادل تهديدات بين الطرفين بلغت مستوى غير مسبوق.

وكان منسق نشاطات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، بولي مردخاي، قد توجّه في رسالة مصورة، أمس الأحد، إلى قيادة الجهاد في سوريا، قائلا إن إسرائيل سترد بحزم وشدة على أي عملية انتقام تخطط لها الحركة في أعقاب تفجير النفق من غزة ومقتل 11 ناشطا من حركة الجهاد الإسلامي قبل أسبوعين.

وذكر مردخاي في رسالته بالاسم رمضان شلح وزياد نخالة، قائلا “ننصح قيادة الجهاد الإسلامي في دمشق الحذر والسيطرة على الأمور” محملا إياهما المسؤولية لأي اعتداء يخطط له الاثنان في الضفة. وشمل المسؤول الإسرائيلي كذلك حركة حماس قائلا إنها تتحمل المسؤولية عما يجري في قطاع غزة.
https://www.facebook.com/COGAT.ARABIC/
وندّدت حركة الجهاد باعتقال القعدان وقالت إن تهديدات الجانب الإسرائيلي هي “إعلان حرب”. وأضافت أن لها الحق في الرد، معتبرة تصريحات مردخاي تعكس حالة من الخوف لدى القيادة الإسرائيلية من مغبة رد الحركة.

وكتب المحلل الكبير في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان”، اليوم، أن الأمور تتجه إلى المواجهة في أعقاب التهديدات التي أطلقها الجانبان. وكتب فيشمان “في ال48 ساعة الأخيرة نشهد إلغاء عاملين كبحا حتى الآن الجهاد الإسلامي من تنفيذ عملية انتقام على تفجير النفق”.

وأوضح فيشمان كاتبا: العامل الأول هو تبديد آمال حركة الجهاد من إعادة جثامين النشطاء لدى إسرائيل، والثاني هو دخول عملية المصالحة الفلسطينية إلى حالة جمود. وعن المصالحة كتب أنها تتأثر في الراهن بالشرخ الكبير بين السعودية وإيران حول لبنان واليمن.

وأشار فيشمان في هذه السياق إلى أن السعودية استدعت الرئيس الفلسطيني عباس وطلبت منه تجميد المصالحة مع حماس ما دامت الحركة تتقرب من إيران. وبالمقابل أرسلت إيران وفدا حمساويا من قطر إلى لبنان للقاء الرئيس اللبناني.

وحسب المحلل الإسرائيلي، تعثر المصالحة الفلسطينية سيخفف من إرادة حماس في لجم الجهاد الإسلامي في غزة للحفاظ على الهدوء. ومما يزيد من التوتر بين إسرائيل وغزة، إفراط وسائل إعلام فلسطينية في وصف نشاطات عسكرية إسرائيلية عادية على الحدود على أنها نشاطات استثنائية واستعدادات لمواجهة قريبة.

اقرأوا المزيد: 341 كلمة
عرض أقل
(AFP)
(AFP)

ما بين المسار السياسي والجهاد الإسلامي

على خلفية الصراع على السيطرة داخل المناطق الفلسطينية وعلى قيادة السلطة الفلسطينية وحماس، بتدخل إقليمي، يقترح قائد حركة الجهاد الإسلامي العودة إلى الصراع المُسلح

ألقى قائد حركة الجهاد الإسلامي رمضان شَلَح، بتاريخ 21 تشرين الأول، خطابًا في الذكرى الـ 29 لتأسيس الحركة. لم يكن خطابه مختلفًا عن خطاباته السابقة، ولكن قد تغير فيه السياق التاريخي والجيوسياسي. يمكن لشلَح، بعد مرور 23 عاما على فشل اتفاقيات أوسلو وعلى ضوء التغييرات في الداخل الفلسطيني وفي الساحة العربية الإسلامية والدولية، ألا يعير اهتمامًا بالسؤال “ماذا سيحدث بعد رحيل أبو مازن” وأن يهتم بالسؤال الأهم: “ماذا سيحدث بعد ضياع فلسطين؟!”.

تم إبعاد حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التي تأسست في أواسط الثمانينات وكانت من الحركات البارزة في الانتفاضة الأولى، إلى هامش الساحة السياسية بعد توقيع اتفاقيات أوسلو.  كانت الحركة طوال عقدين وأكثر حركة عسكرية مُتطرفة عملت على إفشال كل هدنة لم تتم بالاتفاق معها. لم تؤسس الحركة بنى تحتية مدنية لها ولم تشارك في الانتخابات للسلطات المحلية، السلطة التشريعية أو الرئاسية، ولهذا بقيت حركة هامشية في اللعبة السياسية الفلسطينية.

يُطالب قائد الجهاد الإسلامي رمضان شَلَح، قبل أن يجد هو ذاته وحركته أنفسهم أمام ترتيبات سياسية جديدة يكون فيها مروان البرغوثي رئيسًا لفلسطين وخالد مشعل رئيسًا لحكومتها، بأن تُعاد الأمور إلى نِصابها. طالب شلَح في خطابه إلغاء اتفاق أوسلو، سحب الاعتراف بإسرائيل، إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، بلورة استراتيجية وطنية للنضال المُسلح المُشترك تضم كل مكوّنات الشعب الفلسطيني (في الضفة الغربية، غزة، وداخل حدود أراضي 48 وفي الشتات)، وتعزيز حركة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل. وقد جّه انتقادات حادة ضد الأنظمة العربية التي تخلت عن النضال من أجل تحرير فلسطين وقامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

تُهدد ثلاثة عوامل بإخراج القضية الفلسطينية من الأجندة العربية والعالمية، ومن شأن تلك العوامل إفراغ استراتيجية النضال الفلسطيني من أدواتها. العامل الأول هو محاولة الأنظمة في تركيا، إيران، وقطر قيادة المنطقة بدلا من الأنظمة العربية القمعية و “العلمانية” وإنقاذ فلسطين من براثن إسرائيل. العامل الثاني هو تجاهل اللاعبين الرئيسيين في الساحة الدولية لما يحدث في الميدان، بسبب مشاكل تعصف بالمنطقة والعالم بأكمله. فمن جهة يعتبر تنفيذ عمليات “سكين المطبخ” وإطلاق القذائف من الجانب الفلسطيني بين الحين والآخر، والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، عاديا أمام القضايا الأكثر اشتعالاً، بكل ما في الكلمة من معنى.

بينما العامل الثالث هو أزمة الحكم داخل السلطة الفلسطينية واستمرار عدم الثقة بالقيادات السياسية في غزة والضفة الغربية، والتي ظهرت تداعياتها بشكل واضح من خلال الاستطلاع الجماهيري الذي أُجري مؤخرًا في المناطق الفلسطينية. يزيد هذا الواقع من تعاون منظمات المُجتمع المدني في المناطق الفلسطينية، وحتى أنه في العام الأخير تم تأسيس جهة واسمها “وطنيون من أجل إنهاء الانقسام”، تضم شخصيات معروفة في الحركة الوطنية العالمية العلمانية والإسلامية الفلسطينية وكانت قد قُوبلت بالتشكيك من قبل السلطة الفلسطينية. تُعتبر مبادرات التعاون غير جديدة على نطاق الساحة الداخلية الفلسطينية وهي تظهر دائمًا في ظل أزمة سياسية ما.

يُشير هذا الصراع الدائر بين فتح وحماس حول مسألة من يرث أبو مازن كرئيس السلطة الفلسطينية وخالد مشعل كرئيس للجناح السياسي في حركة حماس، وتدخل جهات عربية في الموضوع، إلى التعلق الفلسطيني المتزايد باللاعبين الإقليميين. لا شك أن طرق أبواب القادة العرب، المسلمين، والدوليين، من قبل أبو مازن ، خالد مشعل، محمود الزهار، موسى أبو مرزوق، جبريل الرجوب، محمد دحلان وأيضًا مروان البرغوثي، للحصول على شرعية لقيادتهم الحالية أو المستقبلية، هو أكبر تعبير على المستوى المنحط الذي وصلت إليه القيادة الفلسطينية بعد موت ياسر عرفات. يضطر، في الواقع، الساعون للتربع على عرش القيادة الفلسطينية إلى طلب المساعدة من الخارج لكي تتم التوصية بأن يتولوا السلطة على من ضاقوا بهم ذرعًا في الداخل.

ألقى شَلَح خطابه على خلفية وطنية – فلسطينية ودينية وروح إسلامية جهادية تهدف إلى بعث الروح في الشعب الفلسطيني المتشائم ولوضعه أمام سؤال “ماذا سيكون بعد فلسطين”. في المقابل، اختار أبو مازن التحدث عن المسار السياسي والمدني الذي اختاره: خطابات من على منصة الأمم المتحدة، دعم المبادرة الفرنسية قدما، المُشاركة في جنازة ضحايا الإرهاب في باريس، وحتى المشاركة في جنازة شمعون بيريس، آخذًا بذلك مُخاطرة سياسية كبيرة.

هل سيختار الشعب الفلسطيني اليائس طريق أبو مازن، التي لم تساعده حتى الآن على مستوى الساحة الدولية وفي إسرائيل، أو سيختار طريق رمضان شلَح والعودة إلى نقطة البداية في الصراع والنضال المُسلح ضد إسرائيل؟

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 636 كلمة
عرض أقل