جيب عسكري إسرائيلي... يتم التحكم به عن بُعد (IDF)
جيب عسكري إسرائيلي... يتم التحكم به عن بُعد (IDF)

شاهدوا: جيب عسكري إسرائيلي يتم التحكم به عن بُعد

قريبا على الحُدود من غزة: مركبة أوتوماتيكية عصرية تعمل عن بُعد، قادرة على التوجيه، التصوير، وستكون قادرة أيضا على إطلاق النيران

سيضع الجيش الإسرائيلي قريبا على الحُدود من غزة مركبة عصرية هي الأولى من نوعها. ستتنقل المركبة التي تعمل من قبل وحدة “حرس الحدود” المسؤولة عن الأمن على طول الجدار الحدوديّ في غزة، في المناطق، وستجمع معلومات وستكشف عن حالات استثنائية في حين تشغلها جندية وهي تجلس في مكان محمي في غرفة العمليات، وفق أقوال ضابط الوحدة. “في وسع هذه المركبة أن تحل محل جولات المشاة التي يقوم بها الجنود بالقرب من الحدود”.

في الوقت الراهن، تتنقل المركبات وحدها، توجه وتلتقط صورا، ولكن قريبًا ستتمتع بميزة هامة أخرى – ستركب على المركبة منظومة سلاح متقدمة، حيث يكون في وسع جنود الوحدة تشغيلها عن بعد.

تعمل جنديتان في الغرفة التي تشغل المركبة على مدار الساعة: تقود جندية المركبة بواسطة مقود ودواسة يشبهان المقود والدواسة في السيارة، وتحلل الجندية الثانية المعلومات التي تظهر على شاشة عرض بعد جمعها عبر المنظومة المركّبة على المركبة.

حتى أن المركبة قادرة على السفر وحدها عند الحاجة: في وسع الجنديات تحديد نقطة على الخارطة وتعرف المركبة بشكلٍ مُستقلّ كيف تفحص المنطقة، تتجنب العقبات، وتصل إلى الموقع المحدد.

وفق أقوال ضابط الوحدة التي تشغّل المركبة: “الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأول في العالم الذي يشغل مركبة تعمل بشكل مستقل، وتعتبر هذه الاختراع انطلاقة تكنولوجية على مستوى عالمي”.

اقرأوا المزيد: 193 كلمة
عرض أقل
حرس الحدود (Haytham Shtayeh/FLASH90)
حرس الحدود (Haytham Shtayeh/FLASH90)

الوحدة الأكثر طلبا في الجيش الإسرائيلي: حرس الحدود

يُنسب الارتفاع الحادّ في الطلب للتجنّد في صفوف الخدمة في حرس الحدود إلى عدة أسباب، وأهمها تفاقم العنف في الأراضي، مما جعل هذه القوات تتصدر مركز التغطية الإعلامية

أصبحت قوات حرس الحدود مؤخرًا القوات الأكثر طلبا للخدمة في أوساط المتجنّدين الجُدد في الجيش الإسرائيلي، والذين يرغبون في الخدمة القتالية. هذا ما تُظهره بيانات الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية. وقد اجتازت قوات حرس الحدود بذلك وحدات نخبة أخرى، كان الطلب عليها في الماضي كثيرا من قبل المتجنّدين، ومن بينها لواء جولاني، المظليّين، وغيفعاتي.

يخصص الجيش الإسرائيلي كل عام للعمل في وحدة حرس الحدود آلاف المقاتلين، من بين المجنّدين الجدد في صفوفه. في الماضي كانت هناك صعوبات في ملء صفوف حرس الحدود، بل وفي أواسط التسعينيات اتهم أحد قادة قوات حرس الحدود الجيش بكونه يحوّل إلى وحدة حرس الحدود بشكل متعمّد متجنّدين ذوي بيانات شخصية متدنّية، ولذا يميل أعضاء هذه الوحدة إلى التورّط أكثر في حوادث عنف مع السكان الفلسطينيين.

وينسب الجيش والشرطة هذا الارتفاع الحاد في الخدمة في صفوف حرس الحدود إلى مجموعة من الأسباب، وأهمها تفاقم العنف في الضفة الغربية في السنة الأخيرة، والذي وضع وحدات حرس الحدود في مركز التغطية الإعلامية، وتبعا لذلك في قلب الاهتمام الشعبي.

حرس الحدود (Haytham Shtayeh/FLASH90)
حرس الحدود (Haytham Shtayeh/FLASH90)

هناك تفسيرات أخرى ترتبط كما يبدو بالظروف اللوجستية في الخدمة بحرس الحدود، والتي تتم عادة في قواعد ثابتة ومريحة أكثر من ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، وذلك لكون الكثير من المجنّدين يطلبون التطوّع في الوحدات المنتخبة لهذه القوات، مثل وحدة المستعربين، التي يتم تصنيف الالتحاق بها فقط بعد أن يُنهي الجنود مرحلة التدريب الأساسية.

وفقا للمعطيات الأخيرة التي ينشرها الجيش الإسرائيلي فإنّه مقابل كل مكان شاغر في حرس الحدود يتقدّم معنيون لشغل هذه الوظائف ما بين 7 حتى 8 أشخاص. ولكل مكان شاغر في لواء جولاني يتقدم ما بين 5حتى 6 أشخاص، ولكل مكان شاغر في لواء المظليّين يتقدّم 5 متقدّمين.

حرس الحدود هو الذراع التنفيذية للشرطة الإسرائيلية، والذي يهدف إلى توفير الاستجابة للمشاكل في قضايا الأمن الداخلي، مكافحة الإرهاب، مكافحة الجريمة الخطيرة، تأمين المنشآت الحساسة، تأميل المناطق القروية ومنع السرقات الزراعية، ومكافحة أعمال الشغب.

وحدة حرس الحدود هي قوة متعددة المهام تساعد الشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي في التعامل مع المشاكل في مجالات تخصصها، وتعمل أيضا كوحدة احتياطية رئيسية للتدخّل الفوري في الأحداث.

تضمن ترتيب القوات في وحدة حرس الحدود، حتى عام 2013، أكثر من 7,000 شخص وهي مؤلفة بشكل أساسيّ من مقاتلين يعملون في وظيفة وسيطة بين الشرطي والجندي. ومعنى ذلك أنّ شرطي حرس الحدود لديه صلاحيات متساوية مع كل شرطي عادي، ولكن هذا ليس مجال اختصاصه، بل القتال كالجندي.

أقيمت وحدة حرس الحدود في البداية في إطار الجيش الإسرائيلي باعتبارها سلاح “الدرك” (حيل هسفار) (وهو جسم أمني تأسس مع قيام دولة إسرائيل وكان من بين مهامه الحفاظ على الأمن في المناطق الواقعة خارج المدن وفي المناطق الحدودية). أقيم هذا السلاح رسميا كسلاح شرطي عام 1953.

اقرأوا المزيد: 408 كلمة
عرض أقل
الكلب طاز ومشغله، الرقيب إيرز كوهن (حرس الحدود)
الكلب طاز ومشغله، الرقيب إيرز كوهن (حرس الحدود)

الكلب مُنقذ الحياة

تعرّفوا إلى طاز، وهو كلب حرس الحدود في الشرطة الإسرائيلية، نجح حتى الآن في إحباط عمليّتين ضد إسرائيليين في الشهر الأخير

11 نوفمبر 2015 | 14:01

تعرفوا إلى طاز، كلب لافرادور تابع لوحدة مدربي الكلاب في حرس الحدود الإسرائيلي. فنجح في الشهر الأخير، في إنقاذ حياة إسرائيليين عندما أحبط عمليّتين، وكشفَ عن متفجرات.

شارك طاز، أمس (الثلاثاء)، مع مقاتلي حرس الحدود في عملية تمشيط بحي الشيخ جراح في شرقي القدس، وذلك في أعقاب الاشتباه بتخبئة عبوات ناسفة وأسلحة في الحي. رافق الكلب القوة التابعة لوحدة مربي الكلاب ومشغله، الرقيب إيرز كوهن، والذي يهتم بتربيته منذ أن كان صغيرا وذلك بعد أن قام بتجنيده في الوحدة.

قاد طاز خلال عملية التفتيش المقاتلين نحو حائط جانبي على مقربة من أحد البيوت، كانت مخبأة في داخله أربع عبوات ناسفة. بدأ طاز بعد ذلك بشم أرضية المنزل، والتي اكتشف فيها المقاتلون جدارا مزدوجا وقد خُبئت فيه بندقيّتان. تم أخذ مشبوهين للتحقيق في أعقاب عملية التفتيش هذه.

الكلب طاز ومشغله، الرقيب إيرز كوهن (حرس الحدود)
الكلب طاز ومشغله، الرقيب إيرز كوهن (حرس الحدود)

حدث كل ذلك بعد أن قام طاز وكوهن بإحباط عملية قبل شهر فقط عندما كشفا عبوة أنبوب عند حاجز الخروج من قرية العيساوية.

قال الرقيب إيرز لصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “جعلتُ طاز يقود عملية التفتيش كالعادة ويستخدم قدراته لإيجاد الأسلحة المخبأة. لقد شم طاز شيئا مشبوها في الهواء، وقادني بعد ثوانٍ معدودة نحو عبوات أنبوبية معدّة بشكل مرتجل. لم ينتهِ التفتيش حتى وجدنا كل وسائل القتال المخبأة في البيت”.

اقرأوا المزيد: 190 كلمة
عرض أقل
مواجهات عنيفة في القدس (AFP)
مواجهات عنيفة في القدس (AFP)

إصابة 4 جنود من حرس الحدود الإسرائيلي خلال اشتباكات في القدس

تواصلت المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في القدس والقرى المجاورة لها. ولجنة حكومية تصادق على استدعاء الاحتياط في حرس الحدود لمواجهة التصعيد الأمني في القدس

18 سبتمبر 2015 | 17:53

أصيب، اليوم الجمعة، 4 جنود من قوات حرس الحدود الإسرائيلية، وصفت جروح أحدهم بين المتوسطة والخطيرة، خلال مواجهات في قرية جبل المكبر في شرقي القدس. ونقلت وسائل الإعلام أن الجنود أصيبوا حينما خرجوا من مركبتهم العسكرية وقاموا بملاحقة فلسطينيين قاموا بوضع إطارات مشتعلة لسد الطريق عليهم. وتم مهاجمة الجنود بزجاجات حارقة، ووفق بعض التقارير تم كذلك إطلاق النيران صوب الجنود.

وكانت لجنة الخارجية والأمن التابعة للحكومة الإسرائيلية، قد التأمت صباح اليوم، في جلسة طارئة للبحث في تدهور الأوضاع في القدس، وصادقت على استدعاء جنود الاحتياط في حرس الحدود للخدمة في القدس، من أجل مواجهة الاضطرابات في المدينة وجوراها.

اقرأوا المزيد: 96 كلمة
عرض أقل
مواجهات في القدس (AFP)
مواجهات في القدس (AFP)

صور المواجهات في الأقصى تكتسح النت

بعد يوم من المواجهات في الأقصى مواقع التواصل الاجتماعي تستعر. صور ومقاطع فيديو تم تصويرها أمس تظهر المتطرفين في كلا الجانبين وهم يحاولون تحريض الأجواء المتوترة مسبقا

يرمز التاسع من آب إلى خراب الهيكل الأول والثاني، لقد أصبح أمس يوما للمواجهات بين الفلسطينيين والقوات الأمنية الإسرائيلية واليهود الذين سعوا إلى زيارة الحرم القدسي الشريف. بدأ التوتر في المكان منذ الشهر الماضي عندما شتمت إحدى الزائرات اليهوديات خلال جولة لمجموعة من اليهود النبي محمد. لم تندم الشابة، أفيا موريس، على كونها شتمت النبي محمد بعد أن هتفت مجموعة من النساء العربيات تجاهها بقولهنّ “الله أكبر”.

بدأت المواجهات أمس بعد أن تلقت الشرطة معلومات استخباراتية عن شباب ملثّمي الوجوه يتحصّنون في المسجد الأقصى. قررت الشرطة عدم الانتظار إلى اللحظة التي يقرر فيها الشباب البدء بأعمال الشغب واستباقهم باعتبار أن التاسع من آب هو يوم تكون فيه زيارات كثيرة للحرم القدسي الشريف. اندلعت في المكان أعمال شغب، وألقى مثيرو الشغب الذين اختبأوا في المسجد الحجارة وجُرح أربعة من الشرطة.

تحاول الصور ومقاطع الفيديو التي تم تصويرها أمس ورفعها على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل جهات متطرفة تصعيد الأوضاع المتفجرة أصلا. استخدمت حركة حماس صورة تم تصويرها أمس ويظهر فيها مستوطن وبجانبه شاب فلسطيني، كلامهما مقود من قبل شرطة حرس الحدود. يبدو المستوطن وهو يضحك ويعانق الشرطي الذي يقوده، بينما يبدو الشاب الفلسطيني وهو غاضب ويداه مقيّدتين خلف ظهره. غرّدت حماس في حساب تويتر الخاص بها بالصورة وكتبت “الاحتلال في صورة”.

المستوطن والشاب الفلسطيني(AFP)
المستوطن والشاب الفلسطيني(AFP)
امرأة فلسطينية ورجال شرطة حرس الحدود (AFP)
امرأة فلسطينية ورجال شرطة حرس الحدود(AFP)

وتظهر في الصورة الأخرى امرأة فلسطينية وحولها عدد من رجال شرطة حرس الحدود وهم يحاولون اعتقالها. كُتب في الشبكات: “كم من الإرهابيين الإسرائيليين يجب أن يكون حتى يعتقلوا امرأة فلسطينية واحدة”؟
ومن الجانب الإسرائيلي يتم رفع مقاطع فيديو إلى الشبكات لنساء فلسطينيات يهتفن “بالروح والدم نفديك يا أقصى” خلال زيارة الإسرائيليين أمس للحرم القدسي الشريف. كتب أحد اليهود في الفيس بوك بعد الزيارة: “تلقينا اليوم عشرات الشتائم، العراك والعنف دون توقف. يُحظر أن يحيط 100 عربي بمجموعة يهودية ويلتصقوا بها، الطريق من هنا إلى سحب سكين قصيرة جدا”. ودعا في الصفحة أيضًا: “لا تنتظروا الاغتيال القادم! أبعِدوا الجماعات العربية عن المجموعات اليهودية التي تزور الحرم القدسي الشريف”.

اقرأوا المزيد: 303 كلمة
عرض أقل
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

أسرار وحدة قصّاصي الأثر في الجيش الإسرائيلي

بنظرة واحدة إلى الأرض يستطيعون العودة بالزمن إلى الماضي - معرفة متى اجتاز أحدهم السياج، إذا كان أعرج، إذا كان يحمل شيئا ما على ظهره وإلى أين هو ذاهب. فريق تحرير المصدر ينضمّ إلى تدريبات وحدة قصّاصي الأثر في الجيش الإسرائيلي

تتألف وحدة قصاصي الأثر في الجيش الإسرائيلي من عدة مئات من المقاتلين، غالبيتهم العظمى من أبناء الطائفة البدوية. في كل يوم وفي كل حالة طقس يخرجون للمهمة وهم مسلّحون بسترة واقية خفيفة الوزن وبندقية M-16 وبشكل أساسي بحاسة بصر وشمّ متطوّرتين. يتجوّلون في جميع الحدود الإسرائيلية في بحث مستمر عن الإرهابيين والمهرّبين. حتى في الأيام التي تطلق فيها إسرائيل إلى الفضاء أقمارا صناعية عالية التكنولوجيا، وتُدخل إلى الوحدات أنظمة متطورة ووسائل مراقبة متقدّمة، فليس هناك بديل لتقفي الأثر.

على مرّ السنين، لحقت بهم الكثير من حالات الخسارة في ساحة المعركة، وبالإضافة إلى ذلك اضطرّوا إلى مواجهة تعامل سلبي تجاههم في بيئتهم وصورة سلبية لمن يُعتبر في المجتمع العربي – المسلم في إسرائيل “عميلا للاحتلال الإسرائيلي”.

خرج فريق تحرير المصدر للالتقاء بوحدة قصاصي الأثر في التدريبات الميدانية الراهنة بقيادة زهير فلاح الهيب. مارس الجنود الشباب والقدماء الذين التقينا بهم في مكان ما وسط البلاد تدريبات قاسية في التعرّف على المتفجرات والأنفاق وكل ذلك اعتمادا على ما توفره الطبيعة كشهادة صامتة: آثر، شجيرة مكسورة، تحرّك حجر أو لون الأرض.

كان الحديث مع قائد الوحدة رائعا. حاولنا فهم سرّهم، ماذا يرون في آثار الأقدام العادية التي لا يراها الشخص العادي إطلاقا. الإجابة، كما تعلّمنا، هي الكثير جدّا.

اقتفاء الأثر – صفة فطرية؟

قائد قصاصو الأثر زهير فلاح الهيب (Noam Moskowitz)
قائد قصاصو الأثر زهير فلاح الهيب (Noam Moskowitz)

قطاع غزة، الحدود بين إسرائيل ومصر، الأردن، سوريا أو لبنان جميعها مشبعة بوسائل المراقبة أو الاستخبارات التي يتم السيطرة عليها عن بُعد، وما زالت لا تقترب أية قوة من السياج دون قصّاص للأثر في المقدمة. “هي حدود خطرة وقصاصو الأثر هناك يعتبرون هدفا ذا جودة بالنسبة للقناصة والفرق المضادة للدبابات”، كما يقول الهيب.

“قصّاص الأثر هو مهنة نعيشها منذ الطفولة، رعاة الغنم الذين ترعرعوا في المزارع وساروا خلف الماعز والإبل. الأشخاص الذين يعيشون على الأرض”، كما يوضح لنا الهيب. رغم أنّ التقاليد البدوية آخذة بالتلاشي لأنّ المجتمع يمرّ بتحضّر سريع، فلا زالت التقاليد موجودة، الإحساس بالطبيعة بالإضافة إلى فهم المنطقة. قال لنا أحدهم – أشك إنْ كان مازحا أو جادّا – إنّه قد تكون هذه القدرات وراثية، كامنة في الجنود البدو الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي. فكيف يمكن أن نفسّر حقيقة أنّ قصّاصي الأثر وحدهم، من أبناء المجتمع البدوي يستطيعون شمّ وتحديد فطر الكمأ في وادي العربة والنقب؟

“يأتي قصّاص الأثر مع هذا الإحساس ونحن نطوّر له ذلك زيادة بما في ذلك العمل مع سائر قوى الجيش”. يوضح الهيب بأنّ وحدة قصاصي الأثر تعمل في المقام الأول على الخبرة. يجتاز قصّاص الأثر الذي ينهي التدريب الأساسي دورة من أربعة شهور ويكتسب لاحقا مراحل مهنية. ” بحسب الظل والشمس وهطول الأمطار أستطيع أن أعرف إذا كانت هناك محاولة للتهريب على الحدود، هل من اجتاز الحدود كان أعرجا، فالشخص الأعرج يُدخل الرجل السليمة بشكل أعمق في الأرض. أستطيع أن أعرف إذا ما كان يحمل شيئا على ظهره وإلى أين هو ذاهب”.

تحاول التنظيمات الإرهابية طمس آثار العناصر لتضليل قصاصي الأثر، غالبا دون نجاح. “هناك العديد من الطرق، على سبيل المثال عندما يمرّون مع إسفنجة على الحذاء، وأكثر ندرة أولئك الذين يجتازون مع أحذية وُضع تحتها جلد الغنم. هناك من يحاول التغطية بواسطة فرع وهو الأكثر شيوعا. ليس لدى قصاصي الأثر أية مشكلة في كشف ذلك وكل تغيير في الأرض تكشفه عيوننا. تدرك مباشرة أن شيئا ما ليس على ما يرام”.

منذ 23 عامًا وهو في الجيش. بدأ طريقه كمقاتل في لواء جولاني وتقدّم هناك حتى منصب نائب قائد كتيبة. وهو في السنوات الأخيرة ضابط قصاصي الأثر في شعبة الأغوار.

قصاص الأثر هو طليعة العمليات العسكرية

مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

يتحدث الهيب عن مهنة خطيرة لسبب بسيط: “نحن في الطليعة ونسير دائما في مقدمة القوة. يعتبر قصاص الأثر جزءًا لا يتجزأ من الدفاع وهذا أمر يجب فهمه. رغم كل التكنولوجيا فليس هناك بديل للعيون. لأنّ هناك عدة عوامل مؤثرة، حالة الطقس أو الليل والضباب، ليس هناك تأثير تقريبا على عيني قصاص الأثر، ولكن الأهم هو قدرة قصاص الأثر على التحليل. لأنّه إلى جانب الأثر فأنا ملزم بتقديم صورة الوضع الحالي عن العدوّ الذي يواجه القوة”.

وفضلا عن قدرتهم على تحليل الآثار فلدى قصاصي الأثر عقيدة عمل مرتّبة جدا والتي تحتوي على عقيدة قتالية عسكرية مع قدرات بدوية قديمة. حاسّة الشمّ القوية، القدرة على العمل في مناطق واسعة، القدرة في البقاء على قيد الحياة والجهد المادي الأمثل لظروف المنطقة الصعبة والتي لا تنتهي.

قصاصو الأثر في غزة، الضفة الغربية ولبنان

مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

في حين أنّ أساس المواجهة في قطاع غزة بالنسبة لقصاصي الأثر هو المتفجرات والأنفاق، فإنّ أساس عمل قصاصي الأثر في الضفة هو الكشف عن الإرهابيين الفارّين، خلايا القتل بالرصاص، ملقو الحجارة والعبوات. كان أول من برز بعد العملية التي قُتل فيها رئيس الشرطة باروخ ميزراحي هم قصاصو الأثر الذين أرسِلوا للكشف عن آثار الإرهابي. حتى لو لم يمسكوا به فهم الذين قدّموا للشاباك وجهة التحقيق الأولية بعد أن أخبروا المسؤول عن عدد الإرهابيين وفي أي قرية انتهت الآثار.

تختلف قواعد اللعبة تماما بين قطاع وقطاع. في غزة هناك سياج ومحور تمويه مرتّب ممّا يحدّد منطقة النشاط. في قطاع الضفة الغربية لا يتوفر ذلك، ويتم الاعتماد على شيء واحد وهو قصاص الأثر. يشتمل التحدّي الأكبر لدى قصاصي الأثر في الضفة الغربية على إطلاق الزجاجات الحارقة، المجهّزة لمهاجمة المواطنين والجنود، إلقاء الحجارة، الهجوم بنيران القناصة ومحاولات تهريب السلاح والعناصر. وظيفة قصاص الأثر هي أن يخبّر من أين تأتي مجموعة ما، كم رجلا بها، هل جلسوا في المنطقة من قبل وكم من الوقت جلسوا بل وحتى إذا ما كانوا قد خطّطوا لذلك من قبل. “وفقا للآثار يحتاج قصاص الأثر أن يعرف ماذا فكرت المجموعة أن تفعل وكيف”، قال لنا الهيب.

بعض الأدوات التي يستعملها المهربون لطمس الأثار (Noam Moskowitz)
بعض الأدوات التي يستعملها المهربون لطمس الأثار (Noam Moskowitz)

الحدود الشمالية مع لبنان، هي حدود تبدو هادئة ولكنها في الواقع تشتعل تحت وجه الأرض. معظم عمليات قصاصي الأثر هي الكشف عمّ لا يستطيع معظم الناس مشاهدته. اقتفاء الأثر الجديد، العلامة الجديدة واقتراب عناصر حزب الله من السياج الحدودي. “بالنسبة لنا فكل عملية لاجتياز الحدود، سواء تم الإشارة للأمر بعد ذلك كعملية تهريب جنائية أو عملية إرهابية، فهي عملية إرهابية معادية. لكل منطقة تحدّياتها، أرضها، غطاؤها النباتي، وبواسطة هذه النتائج الجغرافية نقوم بتفسير مختلف الساحات”، أضاف الهيب.

“بحسب تقديري فمن يحاول الإضرار بإسرائيل، المهربون والعناصر الإرهابية ولا يهم في أي قطاع، يخاف من قصاصي الأثر أكثر بكثير من سائر وسائل المراقبة المتطوّرة. فهم يعرفون أنّ قصاص الأثر يعرف كيف يحلّل المنطقة ويفهم الوضع الحالي. يتحدث قصّاص الأثر العربية ويمكن أن نفهم بأنّه عقل عربي يعرف كيف يدخل إلى العقل العربي ولهذا ميزة كبيرة”.

دافعية المقاتلين البدو آخذة بالارتفاع

مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

يخبرنا الهيب أنّه على الرغم مما يحدث في إسرائيل مع المعارضة لمحاولات الحكومة لتجنيد الشبّان العرب أيضًا لخدمة الجيش، فنحن نشهد في الآونة الأخيرة تحديدًا استمرار توجه التجنّد والتطوّع البدوي في صفوف مقاتلي الجيش الإسرائيلي. “أنا مندهش من هذا التوجه. انضمّت مقاتلة بدوية من الشمال إلى وحدة الكاراكال في الجنوب، وحدة البنات المقاتلات في الجنوب. يدرك المجتمع في غزة دلالة التجنّد في الجيش الإسرائيلي. هناك بالطبع من يعارض ذلك ولكن التجمعات البدوية تستمر في التجنّد وليس فقط لأدوار المعارك والقتال. يفتح الجيش الإسرائيلي أمام الشبان البدو آفاقا جديدة للاندماج في سلاح الطب وفي مسارات الدراسة في الجيش الإسرائيلي. وأقول لك أيضًا أكثر من ذلك. فقد طُرح مؤخرا موضوع قتل المواطن العربي من كفر كنا. غطّت وسائل الإعلام الاضطرابات التي أشعلها الحدث في المنطقة، ولكن وسائل الإعلام لم تعرف بأنّ هناك أيضًا أشخاص في هذه القرية يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وكان هناك من عارض أحداث العنف التي جرت هناك”.

مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

يعمل قصاصو الأثر في الجيش الإسرائيلي في ظروف قاسية غير موجودة في الوحدات الأخرى. هناك في المجتمع العربي في إسرائيل بل وحتى في المجتمع البدوي نفسه عدد ليس بقليل من الأشخاص الذين لا يتقبّلون بروح جيّدة تجنيدهم في الجيش. لقد اضطروا إلى تلقّي الكثير من المقالات السلبية أيضًا من وسائل الإعلام وفي العديد من المرات أن يتلقوا صفعات من النظام الذي ينتمون إليه. كشفت محاولات الحكومة الإسرائيلية في تنظيم الاستيطان البدوي في النقب عن فجوات بين الواقع والمنشود على الأرض، بين المؤسسة والشتات البدوي. ولم يتأخر سيف التقليصات من الوصول إلى قصاصي الأثر وتمّ تسريح قادة كبار في وحدات قصّ الأثر. ورغم كلّ ذلك فهم مستمرّون في المخاطرة بحياتهم. في استيعاب القتلى والجرحى والعمل على تأمين الحدود الإسرائيلية.

اقرأوا المزيد: 1242 كلمة
عرض أقل
قوات الأمن الإسرائيلية خلال اضطرابات في كفر كنا داخل إسرائيل (Flash90)
قوات الأمن الإسرائيلية خلال اضطرابات في كفر كنا داخل إسرائيل (Flash90)

اعتقال جنود يشتبه بهم في قتل شابين فلسطينيين يوم النكبة

في أعقاب اعتقال الجندي في حرس الحدود والمشتبه به في قتل الشابين الفلسطينيين في بيتونيا، قرر الجيش الإسرائيلي التحقيق أيضًا مع عشرات المقاتلين الآخرين الذين كانوا في المنطقة لحظة وقوع الحادث

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية أمس الأول (الثلاثاء) شرطيّا من حرس الحدود في الخدمة النظامية، اشتباها بأنّه أطلق الرصاص الحيّ الذي أدى إلى وفاة نديم نوارة قبل نحو نصف عام، في حادث قُتل فيه شاب فلسطيني آخر في بيتونيا. وقد كانت هناك تناقضات وقت وقوع الحادث في رواية الجيش والشرطة، والتي بحسبها لم يتم استخدام الرصاص الحيّ، وإنما فقط وسائل لتفريق المظاهرات. حقّقت الشرطة، المسؤولة عن التحقيق في استخدام السلاح من قبل شرطة حرس الحدود، مع جميع أفراد الشرطة الذين كانوا في الحادث.

وحقّقت شرطة التحقيق العسكرية أيضًا مع جنود المدفعية الذين كانوا في الحادث، ولكنهم لم يوفرا تفسيرا لوفاة الفلسطينيين. وقد حدث التقدُّم النوعي بعد أن نقل الفلسطينيون رصاصة عُثر عليها في حقيبة أحد القتلى. قادت الرصاصة المحقّقين لسلاح أحد عناصر شرطة حرس الحدود وقد تم اعتقاله يوم الثلاثاء الأخير بشبهة تنفيذ إطلاق النار وتقديم شهادة كاذبة.

وقد تمّ إطلاق النار على أربعة فلسطينيين في مظاهرة شهر أيار في بيتونيا، بمناسبة ذكرى يوم النكبة. وقُتل اثنان منهم جرّاء إطلاق النار: نديم نوارة ومحمد سلامة، وهما في سنّ السابعة عشرة. ويظهر في مقطع الفيديو الذي يوثق الإصابة أنّه في الوقت الذي تم إطلاق النار عليهما لم يلقيا الحجارة باتجاه القوى الأمنية. وأظهرت مقاطع فيديو أخرى أنّ القوى الأمنية كانت على مسافة عشرات الأمتار من مكان سقوط المراهقين اللذين قُتلوا بالرصاص. وبحسب شهود عيان فلسطينيين، فقد أطلقت القوات الرصاص الحي.

وقد عثر والد نوارة بعد الحادث على رصاصة واحدة مزّقت جسده وبقيت في الحقيبة التي حملها على ظهره. بعد فترة قصيرة من الحادثة اتفق مسؤولو الشرطة العسكرية مع أسرة نوارة على تاريخ نقل الرصاصة، ولكن أفراد الأسرة قد غيّروا رأيهم. تمّ نقل الرصاصة إلى مكاتب المدعي العام الفلسطيني، وتم نقل صوره إلى المنظومة الأمنية ومنظّمات حقوق الإنسان.

وقد قُدّمت بعد الحادثة تفسيرات مختلفة لظروف إصابة الفلسطينيين. قال الجنود الذين كانوا في المكان إنهم لم يطلقوا رصاصا حيّا، وإنما رصاصات مطاطية وقنابل الغاز فحسب، ولكن نتائج تحليل جثة المراهق الفلسطيني نواره في شهر حزيران الأخير أثبتت بأنّه قد تمّ استخدام الرصاص الحيّ.

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) بأنّه سيتمّ التحقيق مع جميع الجنود الذين كانوا في المكان لحظة وقوع الحادث من أجل الكشف عن مدى تورّطهم فيه.‎ ‎ومن غير المعروف للمنظومة الأمنية حتى الآن إذا ما كان الجندي الذي أطلق النار على الفلسطينيين وقائده متورّطَين في التستّر الذي جرى في الأشهر السبعة الأخيرة. فقد حضر المكان عشرات من جنود حرس الحدود والجيش الإسرائيلي، والذين تم إرسالهم للمكان نتيجة لمظاهرات يوم النكبة. وسيحاول الجيش الإسرائيلي الآن أن يكشف إذا ما كان أحدهم قد علم بما حدث ولم يبلّغ عن ذلك.

اقرأوا المزيد: 401 كلمة
عرض أقل
اطلاق الصواريخ من غزة على المدن الاسرائيلية (AFP)
اطلاق الصواريخ من غزة على المدن الاسرائيلية (AFP)

الإسرائيليون يخافون من تجدّد إطلاق النار

بسبب الوضع الصعب العالقة فيه حماس، من المحتمل أن تطلق النار نحو إسرائيل في رأس السنة العبرية بعد نحو أسبوعين. تذكر تقارير أن مسؤول حماس، عماد العلمي، فقد كلتا رجليه

لماذا بدأت الحرب الأخيرة في غزة؟ رغم أنه قد مضى أكثر من شهرين مُذْ بدأت الحرب، فالإجابة على ذلك ما زالت غير واضحة. يعتقد الكثير أن السبب الحقيقي لذلك هو واقع أن وضع حماس الصعب في القطاع أدى بها إلى أن تُدهور الوضع الأمني في المنطقة، على أمل أن يخفف الحل العسكري عن قطاع غزة.

كما هو معلوم، رغم احتفالات حماس بـ “انتصارها” في الحرب، فلم تحرز الحركة أي إنجاز يُذكر. ما زال من العسير عليها دفع رواتب عشرات آلاف موظفيها (رغم أنها نجحت في تهريب الأموال إلى قطاع غزة ودفع قسم من الرواتب). كذلك، لم يحوّل المال المفروض أن يصل إلى عائلات “الشهداء” بسبب الوضع الاقتصادي البائس.

عدا عن نقص الأموال، يبدو قطاع غزة كمنطقة منكوبة. هُدمت آلاف البيوت، عُطلت آلاف المدارس لأنها قد هُدّمت أو لأنها تُستخدم كمعسكرات للاجئين، ولا تحوّل أي رواتب جديدة. كل هذا يزيد من مخاوف الإسرائيليين الساكنين قريبًا من قطاع غزة أن تتيح حماس، مساءَ رأس السنة اليهودية الاحتفالي، الذي سيحل بعد نحو أسبوعين، للفصائل الفلسطينية أن تطلق النار نحو إسرائيل، أو أن تفعل ذلك بنفسها.

بالإضافة إلى ذلك، فرغم أن الجيش الإسرائيلي قد صرح أنه دمر كل الأنفاق في قطاع غزة حتى إسرائيل، فما زالت المخاوف قائمة ربما أنه لم تُكشف كلها وأنه يمكن التسلل لإسرائيل منها. نُشر أمس أن فرقتين جديدتين من حرس الحدود الإسرائيلي ستكونان في بلدات غلاف غزة بشكل ثابت، من أجل أن تلبي الحاجة أمام تهديد الأنفاق.

 

عماد العلمي في لبنان عام 1999. فقد كلتا رجليه? (AFP)
عماد العلمي في لبنان عام 1999. فقد كلتا رجليه? (AFP)

بالمقابل، هناك ادعاءات فيما يُنشر في الأيام الأخيرة أن مسؤول حماس، عماد العلمي، الذي كان في السابق مندوب حماس في سوريا وعمل في السنوات الأخيرة كمنسق رفيع المستوى بين الذراع السياسية والعسكرية للتنظيم، فقد كلتا رجليه.

حسب ما نُشر، خلال الحرب على غزة كان ينوي العلمي الخروج من مخبئه، من أجل الانضمام لبعثة التفاوض في القاهرة. الخروج من المخبأ يتم عن طريق المصعد، لكنه انهار عندما كان العلمي فيه، وأصيب إصابة بالغة في رجليه. لم ينجح الأطباء الذين عالجوه في إنقاذ رجليه واضطروا لبترهما.

اقرأوا المزيد: 307 كلمة
عرض أقل
رئيس الأركان بيني غانتس في ساحة الحادثة (IDF)
رئيس الأركان بيني غانتس في ساحة الحادثة (IDF)

قلق من حدوث تصعيد في أعقاب “حكومة الوفاق”

مسلّح فلسطيني نفّذ هجومًا بإطلاق النار، فقُتل الليلة في تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي وأصيب جندي إسرائيلي؛ وحماس تبارك العملية

قريبًا من منتصف ليلة أمس، فتح إرهابيّ فلسطيني النار تجاه قوات الجيش الإسرائيلية وجنود حرس الحدود في حاجز في مفترق تبواح (زعترة) في الضفة. وقدّ ردّ الجنود بإطلاق النار على الإرهابي وأردوه قتيلا. كذلك، أصيب خلال تبادل إطلاق النار جندي من حرس الحدود إصابة خفيفة حتى متوسطة، ووصلت إلى المكان قوات كبيرة.

وصل رئيس الأركان بيني غانتس أيضًا، والذي كان قريبًا من المكان، خلال دقائق إلى ساحة الحادثة. لقد تحدّث مع الجنود في المكان وسمع منهم عن الحادثة.

فقال قائد الحاجز الذي هاجم الإرهابي إنّهم تلقّوا تقريرًا من مواطن عن مشتبه به يتجوّل في منطقة مستوقف السيارات قرب الحاجز. وبعد أن أرسل جندي حرس الحدود لفحص المشتبه به، لاحظ أنّه يقوم بإطلاق النار تجاه القوات. فهاجم مع جندي آخر الإرهابي وقاما سويّا بنزع سلاحه.

في يوم الجمعة الأخير فقط، اعتقل جنود حرس الحدود في مفرق تبواح إرهابيّا فلسطينيّا من مواطني نابلس يرتدي معطفًا، ويحمل على جسده حزامًا ناسفًا. وطلب منه الجنود  التوقف لاشتباههم به. ثم استلقى على الأرض وتم نزع سلاحه، دون أن يُصاب شخص. وقد شهد خبراء المتفجّرات الذين قدموا إلى المكان وقاموا بتفكيك المواد المتفجرة، أنّ الانفجار كان قويّا للغاية، ويشهد على وجود عبوّة ناسفة قوية، أو عدد من العبوّات التي رُبطت ببعضها بعضًا.

ويقدّر الجيش الإسرائيلي أنّه شخص لا ينتمي إلى تنظيم إرهابي معيّن، وإنما هو حادث مشابه لسيناريو الإرهابي الوحيد الذي يعمل من تلقاء نفسه أو بمساعدة محلّية فقط. ومع ذلك، فقد نشر الناطق باسم حماس في الخارج، حسام بدران، رسالة رسمية من الحركة تبارك العملية الإرهابية: “نبارك عملية زعترة البطولية… ونعتبرها ردًا طبيعيًا على اعتداءات الاحتلال، ونصرًا للأسرى المضربين في سجون الاحتلال”. وقد جاء في الرسالة أيضًا أنّ حماس تؤكّد أنّ “المقاومة متجذرة في عقول وقلوب الشباب الفلسطيني وأن كل محاولات تطويع المقاومة ونبذها ستبوء بالفشل”.

وهاجم مسؤولون كبار في إسرائيل ردّ حماس التي تمثّل حاليًا جزءًا من القيادة الفلسطينية الرسمية، ويواصلون مطالبة الولايات المتحدة بعدم الاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية. هناك قلق في المنظومة الأمنية الإسرائيلية من أن يشجّع انضمام حماس للحكومة المزيد من العمليات الإرهابية من هذا النوع، وهي تتجهّز لتصعيد الأوضاع في الضفة.

اقرأوا المزيد: 325 كلمة
عرض أقل
وحدات المستعربين في الجيش الإسرائيلي (IDF Flickr)
وحدات المستعربين في الجيش الإسرائيلي (IDF Flickr)

يندمجون في الميدان: حول وحدة المستعربين في الجيش الإسرائيلي

وحدة المستعربين تُنفذ عددًا لا يُحصى من العمليات الناجحة التي لا يمكن الحديث عنها، وكلّ ذلك دون إثارة شكوك: الخطف، الكشف عن المخرّبين والاغتيالات

المستعربون هو وصف رجال قوات الأمن الإسرائيليين الذين يموّهون أنفسهم كأنّهم من العرب، من أجل الاندماج في المجتمع العربي النموذجي، ويكون ذلك عادة لأغراض أمنية معيّنة. هناك عدد من الوحدات من المستعربين في إسرائيل والتي تنتمي إلى أجهزة أمنية مختلفة. المعروفة من بينها هي وحدات المستعربين التي تنتمي إلى حرس الحدود وتلك المنتمية إلى وحدة “دوفدوفان” (الكرز – وحدة معيّنة خاصّة، للقتال في أراضي الضفة الغربية، سنتحدّث عنها في التقارير القادمة).

ومصدر اسم المستعربين هو كنية عن نشاط “الاستعراب” الذي يقومون به، وتشكّلت الكلمة من خلال الالتحام بين كلمة “الاعتداء” (بالعبرية: הסתערות) وكلمة “عرب” (بالعبرية: ערבים)، ويعبّر الاسم عن الاندماج في الأراضي وكأنهم عرب، حتى لحظة الهجوم. وقد التصق وصف المستعربين بجميع المقاتلين المندمجين في صفوف السكان في المناطق القريبة من العدوّ، حتى حين تكون مهمّتهم المعرّفة ليست هي الهجوم وإنّما جمع المعلومات الاستخباراتية فقط.

كلا وحدتي المستعربين التابعة للجيش الإسرائيلي، تلك المنتمية لوحدة “دوفدوفان” والأخرى المنتمية لحرس الحدود، تقومان بإجراء ترسانة من العمليات الهائلة والسرية والتي لديهما معجبين متحمّسين. عملية كلتاهما جعلتا من مهمّة الاستعراب ميزة في العمليات، وكلتاهما تعملان في الأراضي يوميًّا.

عرب حرس الحدود

جلب المعلومات الاستخباراتية، الخطف، الكشف عن المخرّبين، الاغتيالات، معالجة أعمال الشغب والاعتقالات؛ تلك هي المهامّ التي تقوم بها وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود، في منطقة معادية وفي ظروف صعبة، ولا تصبح أبسط عند تنفيذ العملية خلال الاندماج مع السكّان المحلّيين.

تعمل وحدة النخبة منذ سنوات التسعينات باستخدام أساليب التمويه، الاندماج في المنطقة والتنكّر، وكلّ ذلك من أجل الوصول بأقرب ما يكون إلى الأهداف دون إثارة الشكوك. وتتميّز عمليات مكافحة الإرهاب بفرق عمل صغيرة تقوم بالتلاعب بالأهداف، مع استخدام المعلومات الاستخباراتية والتعاون مع وحدات أخرى. وخلال تأهيلها، يتعلّم مقاتلو وحدات المستعربين عادات القرى المختلفة، طريقة الكلام، عن العشائر وموازين القوى بينها، ويستخدمون هذه المعلومات المهمّة للاستعراب.

مع اندلاع الانتفاضة الأولى (1987) فُرض على الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود على حدِّ سواء بأنّ يخفّضا مستوى العنف في الأراضي المحتلة. وفي هذا الإطار تم تأسيس وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود، إلى جانب وحدة المستعربين التابعة لوحدة “دوفدوفان”.

لا تزال معظم المعلومات عن العمليات الاستطلاعية سرّية. وبفضل هؤلاء المقاتلين تم إجراء المئات من عمليات الاعتقال الناجحة للمخرّبين، وإجراء عمليات مكثّفة هناك. وقد حظيت وحدات الاستطلاع المختلفة على مرّ السنين بمجموعة متنوعة من الميداليات، على العمليات المميّزة في الحرب على الإرهاب وعلى إظهار الجرأة، الشجاعة، المثابرة في المهمّات والبرود.

يندمجون في الميدان، وحدة المستعربين في الجيش الإسرائيلي (IDF Flickr)
يندمجون في الميدان، وحدة المستعربين في الجيش الإسرائيلي (IDF Flickr)

وتتكوّن وحدة المستعربين التي تعمل في إطار حرس الحدود والشاباك من عدد من الوحدات الفرعية المنتشرة في البلاد وفقًا للمناطق والمقاطعات. تعمل وحدات المستعربين في منطقة الضفة الغربية تحت قيادة الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام، وهي متخصّصة في حرب في مناطق فيها أبنية سكنية، فقد عملت وحدة المستعربين سابقًا في قطاع غزة، ولكن بعد فكّ الارتباط انتقلت للعمل ضدّ المخرّبين الذين يحاولون الدخول إلى إسرائيل من غزة أو مصر، وتعمل وحدة مستعربين القدس في منطقة القدس وهي متخصّصة في العمل الاستعرابي في أوساط سكّان المنطقة الشرقية.

رجال “دوفدوفان”: مستعربون متخصّصون

تعتبر وحدة “دوفدوفان” وحدة مشاة نخبة تمّ تأسيسها عام 1986، وهي تعمل في أراضي الضفة الغربية من أجل منع الأعمال الإرهابية العدائية. وتنفّذ أنشطتها الرئيسية بطريقة استعرابية، حيث يقوم مقاتلوها بالتنكّر بزي العرب والاندماج وسط السكان المحلّيين. وتقوم الوحدة أحيانًا بتنفيذ مهامّها بطريقة علنية، وهي تتواجد في استدعاء دائم للعمليات على مدار أيام السنة، لأنّها تتعامل إمّا مع عمليات تم تحديدها مسبقًا أو وفقًا للحاجة بموجب تحذيرات من الشاباك. وتتفرّد الوحدة بتنفيذ العمليات الخطرة في قلب المدن الفلسطينية.

ويستغرق مسار خدمة المقاتل في الوحدة نحو عام وأربعة أشهر. في البداية يكون المسار مشابهًا جدًّا لمسار تدريب مقاتلي المشاة ويشمل تدريبات أساسية وتدريبات متقدّمة، ولكن في وقت لاحق تتوسّع المضامين أكثر وتشمل تدريبات قتالية خاصّة وتدريبات متخصّصة. بعد ذلك يمرّ المقاتلون بتدريب مكافحة الإرهاب، القتال الصغير (حرب العصابات)، الهبوط، القنص، تدريبات ملاحية على مستوى عالٍ (ملاحة المناطق المفتوحة والمبنية) والقتال القريب. أيضًا، يمرّ بعض المقاتلين بتدريبات في دراسة اللغة العربية الفصحى والمحكية والتمويه.

ومن المعتاد أن يقال إنّ وحدة “دوفدوفان” هي أحد الأسباب الرئيسية في أنّ معدّل النشاط الإرهابي في المدن الإسرائيلية انخفض إلى ما يقارب 0% وهذا على عكس ما كان يحصل في إسرائيل في منتصف التسعينات. ويقال أيضًا إنّ مقاتلي وحدة “دوفدوفان” هم نوع من الآلات الحربية والاستعراب، وأنّهم يدفعون ثمنًا شخصيّا ثقيلا لإدارة حياة مزدوجة.

اقرأوا المزيد: 655 كلمة
عرض أقل