حاييم غوري (Yossi Zamir /Flash90)
حاييم غوري (Yossi Zamir /Flash90)

وفاة الرمز الإسرائيلي لحرب 1948

توفي الشاعر الإسرائيلي، حاييم غوري، تاركا وراءه كلمات محفورة في قلب الثقافة الإسرائيلية وتوقا من خصومه السياسيين أيضا

أحد أعظم الشعراء في الشعر العبري، حاييم غوري، توفي هذا الأسبوع عن عمر يناهز 94 عاما. يعرف كل إسرائيلي تقريبا اسمه، ويمكنه أن يقرأ أبياتا من قصائده المكتوبة بعد أن مات العديد من رفاقه الذين شاركوا في حرب 1948، وأشهرها: لكنْ، الكُلُّ يَبْقَى في البَالْ / من وسيمٍ ذي جمال وبهاء.‎‏ / لأنّ هذا الودادَ لَنْ / يَدَعَ القَلْبَ ينسى أبدًا. / سيرجعُ يومًا ويزهو من جديد، / ذلك الهَوَى الّذي قَدّسَتْهُ الدّماء. (أنشودة الرّفاق لحاييم غوري، ترجمة: بروفيسور سلمان مصالحة).

غوري هو شاعر موقر حائز على جوائز بسبب كتاباته، فلديه أكثر من 12 كتابا شعريا و 10 كتب نثر، وعمل صحفيا ومترجما حتى أيامه الأخيرة، ولكن هذا ليس السبب الوحيد للمكانة المركزية التي يحظى بها في الثقافة الإسرائيلية. كان يعتبر شاعرا محاربا، خدم جنديا وقائدا في حرب الاستقلال، حرب الأيام الستة، وحرب الغفران، لهذا كان رمزا إسرائيليا.

لم يتردد الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في نعته أثناء تأبينه معربا أنه “الشاعر الوطني لهذا العصر” وأنه كان رمزا، شاعرا للاستقلال، الصداقة، مقاتلا، فيلسوفا، معلما، ومرشدا. كان من أبناء جيل المؤسسين الذين ألفوا القصائد والأعمال الشعرية، ومن خلالهم عزز قيم وجودنا هنا كشعب. لم يكن المديح الذي أعرب عنه الرئيس ريفلين للراحل غوري استثنائيا. تشهد إسرائيل اليوم الكثير من أقوال المدح والردود الإيجابية الكثيرة حول وفاة الشاعر الوقور.

وعلى الرغم من الإجماع الإيجابي حول شخصية غوري، إلا أنه لم يتردد على مر السنين في التعبير عن آرائه السياسية حتى عندما كانت أقل شعبية، وعمل بطرق مختلفة للتأثير على الواقع الإسرائيلي في القضايا الاجتماعية والسياسية. كان في شبابه مقاتلا، ومشاركا في تأسيس “الحركة من أجل أرض إسرائيل الكبرى” في عام 1967. ومع ذلك، تغيّرت وجهات نظره على مر السنين، مدعيا أنه من المستحيل السيطرة على شعب آخر، معربا عن قلقه بشأن استمرار حرب إسرائيل مع جيرانها.

منذ عام تقريبا، اعترض غوري، الذي شارك في المعارك عند مدخل القدس في عام 1948، وعاش فيها حتى وفاته، على نصب تذكاري أرادت الحكومة الإسرائيلية أن تضعه في ساحة المعركة، لهذا التقى غوري وأصدقاؤه الذين قاتلوا من أجل مدينة القدس مع نتنياهو توضيحا لموقفهم. هذا الأسبوع، تحدث نتنياهو عن ذلك اللقاء قائلا: “عاش غوري تلك الأيام الصعبة التي قُتل فيها أصدقاؤه من اليمين واليسار. تكلم من صميم قلبه، وعندما انتهى من الحديث كان هناك صمت، وقلت له: “انتهت الجلسة، لقد اتخذت قرارا – فإن تخليذ الذكرى سيكون وفق ما تراه مناسبا”.

ولكن لم يوافق غوري على كل بادرات حسن النية تعبيرا عن احترامه. فقبل عامين تقريبا، علم أنه الفائز بجائزة “وزيرة الثقافة للإبداع فيما يتعلق بالصهيونية لعام 2015″، وبسبب كتابه “على الرغم من أنني أردت أكثر من ذلك بقليل”، ولكنه رفض قبول الجائزة. أوضح غوري أن كتابه لا يتناول الصهيونية أبدا، متسائلا ما هي المعايير الغامضة لتعريف العمل كعمل صهيوني. ولفت إلى أنه من الأنسب، وفق اعتقاده، أن يفوز بالجائزة شاعر أو شاعر شاب في بداية حياتهما المهنية. وقد رثت وزيرة الثقافة، ميري ريغيف، التي قبلت رد فعل غوري المهينة عند تقديم الجائزة التي اختارت أن تقدم له، وكتبت “كان غوري وسيظل إلى الأبد أحد “زهور النار” وراء وطنيتنا في دولة إسرائيل”.

في مقابلة معه في السنوات الماضية، تطرق غوري إلى الشيخوخة والوفاة قائلا لمجرية المقابلة: “أحيانا يتساءل الإنسان ماذا سيترك بعده. انظري إلى هذه الرفوف التي تحمل كتبي. كتبت “اعرِف لن يقتلكَ الوقت والأعداء، الروح والمياه. سيظل اسمك خالدا. وهذا هام جدا. ستظل ذكراك إلى الأبد”. تخلّد الكتب ذكرى الإنسان”.

أحد أناشيده المعروفة هي “أنشودة الرفاق” التي كانت معروفة كمفضلة لدى رئيس الحكومة، يتسحاق رابين. كتب غور النشيد أثناء حرب الاستقلال التي كان فيها مقاتلا، وذلك لذكرى 22 مقاتلا قُتلوا في قرية النبي يوشع بتاريخ 20 نيسان 1948. يظهر لاحقا النشيد مترجما إلى العربية بقلم البروفيسور سلمان مصالحة:

أنشودة الرّفاق

على النّقَب حَطَّ ليلُ الخريف
يُشعلُ النّجومَ في هَدْأةٍ و..
ها هي الرّيحُ تَمُرُّ في الأبواب
وعلى الدّرْب تخطو الغُيوم.

مَرَّ عامٌ، وَلَمْ نَكَدْ نشعر
كيفَ مَرّ الزّمانُ في الحقول.
مَرّ عامٌ، وظَلّ منّا القليل
ما أكثرَ مَنْ غابَ عنّا وَزَالْ.

لكنْ، الكُلُّ يَبْقَى في البَالْ
من وسيمٍ ذي جمال وبهاء.
لأنّ هذا الودادَ لَنْ
يَدَعَ القَلْبَ ينسى أبدًا.
سيرجعُ يومًا ويزهو من جديد،
ذلك الهَوَى الّذي قَدّسَتْهُ الدّماء.

أيّهذا الوداد الّذي حملناه بدون كلام
أيّهذا الرّماديّ الصَّمُوت العَنيد.
من ليالي الرُّعْب، تِلْكَ الطّوال،
بَقِيتَ أَنْتَ زاهِيَ الاشْتِعالْ.

أيّهذا الوداد الّذي، كما الفتيان جميعًا،
بِاسْمِكَ نمشي، ونمضي بابتسام.
الرّفاقُ الّذين قَضَوْا في ساحة الوغى
أَبْقَوْا لنا حَياتَكَ ذكرى.

(ترجمة: سلمان مصالحة)

للمزيد من الأناشيد لحاييم غوري باللغة العربية ادخلوا إلى الرابط التالي.

اقرأوا المزيد: 674 كلمة
عرض أقل
زوار يهود وعرب يمشون في شارع ماميلا  (مأمن الله) التجاري (Sarah Schuman/FLASH90)
زوار يهود وعرب يمشون في شارع ماميلا (مأمن الله) التجاري (Sarah Schuman/FLASH90)

10 حقائق عن القدس

كم عدد الأشخاص الذين يسكنون مدينة القدس، وهل يفضّل المواطنون العرب فيها العيش في إسرائيل أو فلسطين؟

18 فبراير 2017 | 09:52

مع انتهاء الحرب عام 1948، انقسمت المدينة إلى قسمين: فخضع الجزء الغربي من المدينة لسيطرة دولة إسرائيل، بينما بقي الجزء الشرقي منها تحت سيطرة المملكة الأردنية. وسيطرت القوات الإسرائيلية في حزيران من العام 1967 أيضًا على الجزء الشرقي من المدينة، وأعلنت إسرائيل عن القدس “مدينة موحّدة”. هاكم عشر حقائق عن المدينة تهز القلوب حول العالم.

1. يعيش في القدس أكثر من 865 ألف شخص – 528.000  يهودي، و 323.000 عربي. زاد عدد السكان في المدينة منذ العام 1967 ثلاثة أضعاف.

2. كان يسكن في المدينة في العام 1948 160.000 نسمة، من بينهم 100.000 يهودي والبقية كانوا من العرب. كانت تسكن غالبية العرب في شرقي المدينة، ولكن اضطر الـ 20.000 عربي الذين كانوا يسكنون في الأحياء الغربية إلى الهجرة إلى الجانب الشرقي أو إلى الأردن بعد سقوط المدينة بأيدي إسرائيل.

امرأة تزور باحة قبة الصخرة (Zack Wajsgras/Flash90)
امرأة تزور باحة قبة الصخرة (Zack Wajsgras/Flash90)

3. أظهرت دراسة أُجريت من قبل مركز “فاختر” عام 2010 أن 39% من سكان شرقي المدينة العرب يفضلون الحصول على مواطنة إسرائيلية، بينما يفضل 31 % فقط منهم الحصول على مواطنة فلسطينية.

4. القدس هي المدينة المفضلة بالنسبة للسياح في إسرائيل – سواء كان السياح القادمين من خارج البلاد أو من داخل البلاد. زارها العام الماضي 2.8 مليون سائح من خارج البلاد، و 837.000 سائحًا  إسرائيليًّا.

5. تُظهر معطيات الهيئة المركزية للإحصاء أن 81 % من اليهود في القدس يقولون أنهم راضون عن منطقة سكنهم. بالمقابل، 64% فقط من السكان العرب يعبّرون عن رضاهم. بالمقابل، المقدسيين غير راضيين عن تنظيف المدينة – فقط 39% من اليهود و 26% راضين عن مستوى التنظيف في منطقة سكنهم.

مشاركون في ماراثون القدس السنوي (nati shohatl/ Flash90)
مشاركون في ماراثون القدس السنوي (nati shohatl/ Flash90)

6. أصبح الوسط اليهودي في القدس منذ سنوات التسعين أكثر تدينًا. 35% اليوم من سكان المدينة اليهود هم حاريديون (متدينون متزمتون). لا تتعدى نسبة العلمانيين الـ 20% فقط والنسبة آخذة بالتراجع.

7. وُلد في عام 2014 في القدس 23.000 طفل، من بينهم 15.300 لنساء يهوديات، و8.080 لنساء عربيات.

8. تذبذب الوضع القانوني لمدينة القدس أدى إلى عدم وجود ممثليّات دبلوماسية تقريبًا في القدس. يدور في الولايات المتحدة الأمريكية صراع منذ سنوات طويلة بين الكونغرس وبين الرؤساء الأمريكيين – في العام 1995 صادق الكونغرس على “قانون سفارة الولايات المتحدة في القدس” الذي نص على “الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وعلى نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس”، ولكن، يعيق كل الرؤساء الذين شغلوا المنصب منذ ذلك التاريخ تنفيذ ذلك.

السوبر مون يسطع في سماء القدس (Flash90/Yonatan Sindel)
السوبر مون يسطع في سماء القدس (Flash90/Yonatan Sindel)

9. تظهر كل عام في أنحاء المدينة اكتشافات تاريخية وأثرية جديدة مثيرة. من الاكتشافات الملفتة الأخيرة كان ختم نادر عمره 800 عام، تم ختمه في دير “مار سابا” المقدس.

10. القدس هي إحدى مدن العالم التي تحمل متلازمة نفسية اسمها: “متلازمة القدس“. والحديث هنا عن حالة نفسية مضطربة تتمثل بعواطف دينية روحانية جياشة تصيب الحجاج المسيحيين الذين يزورون المدينة المقدسة، ويؤمنون بأن روح المسيح وأرواح شخصيات توراتية أخرى تدخل أجسادهم.

اقرأوا المزيد: 420 كلمة
عرض أقل
  • طائرات سلاح الجو الإسرائيلي (IDF Flickr)
    طائرات سلاح الجو الإسرائيلي (IDF Flickr)
  • طائرات سلاح الجو الإسرائيلي (IDF Flickr)
    طائرات سلاح الجو الإسرائيلي (IDF Flickr)
  • طائرات سلاح الجو الإسرائيلي (IDF Flickr)
    طائرات سلاح الجو الإسرائيلي (IDF Flickr)

بالصور: الطائرات الحربية لسلاح الجو الإسرائيلي

قُبَيل وصول طائرات ‏F-35‎‏ الأكثر تقدما إلى إسرائيل، إليكم لمحة نادرة عن تاريخ الطائرات الإسرائيلية التي شاركت في الحروب مع الدول العربية

الأربعينات

بوينغ B-17

بوينغ B-17
بوينغ B-17

خدمت منذ تأسيس دولة إسرائيل حتى نهاية الخمسينات. يشكّل بدء العمل بهذه الطائرة حدثا خصوصيا في تاريخ سلاح الجوّ الإسرائيلي، لأنها كانت المرة الأولى التي يتبنى فيها سلاح الجوّ طائرة.

في حرب 1948، استُخدمت للإغارة من ارتفاع عالٍ على غزّة، رفح، الجليل، ومطار العريش. وفي حرب 1956، عملت طائرتان للإغارة ليلا في قطاع غزّة وسيناء.

توقفت عمل الطائرات العملياتي وقتيًّا عام 1954، ولكنّ اثنتَين منها عادتا إلى العمل قُبَيل اندلاع حرب 1956. توقف عمل هذه الطائرات نهائيًّا عام 1958.

بريستول بوفايتر (‏Bristol Beaufighter‏)

بريستول بوفايتر (‏Bristol Beaufighter‏)
بريستول بوفايتر (‏Bristol Beaufighter‏)

اكتشف المكلّف بشراء الطائرات في الجيش الإسرائيلي صاحبَ ورشة قرب لندن، كان مستعدًّا لبيع ست طائرات بوفايتر، اشتراها من مخلّفات الحرب. طلب الرجل 1500 جنيه إسترليني مقابل الطائرات ونفقات التصليحات.

من أجل تمويه الصفقة، اشتُريت الطائرات باسم طيّار يُدعى ديكسون، خدم سابقًا في نتيجة بحث الصور عن سلاح الجو الملكي البريطاني. وبعد جهد جهيد، أُحضرت 4 طائرات فقط (تحطّمت الطائرة الخامسة في طريقها إلى إسرائيل، فيما صودرت السادسة)، إذ كان يجب تهريبها من بريطانيا إلى إسرائيل.

عام 1949، بعد انتهاء حرب 1948، توقفت خدمة بوفايتر.

هافيلاند موسكيتو (‏Havilland Mosquito‏)

هافيلاند موسكيتو (‏Havilland Mosquito‏)
هافيلاند موسكيتو (‏Havilland Mosquito‏)

بُعيد حرب 1948، اشتُريت طائرة موسكيتو واحدة في كندا، لكنها فُقدت في طريقها إلى إسرائيل فوق البحر. وفي 17 شباط 1951، تم التوقيع على اتّفاق لشراء 59 طائرة موسكيتو من بقايا الجيش الفرنسي. جرى ترميم شامل للطائرات في فرنسا، قبل أن تصل إلى إسرائيل في 11 حزيران 1951.

بين أهداف أول سرب طائرات من طراز موسكيتو كان الهجوم ومساعدة القوات الأرضية نهارا وليلا.

ورغم أنه تبين أنّ الموسكيتو طائرة إشكالية من حيث الطيران والصيانة، وأنها تعرّضت لحوادث، فإنها تُعتبَر ناجحة من حيث القدرات الهجومية ووزن القنابل التي يمكنها حملها.

كان الهدف الثابت للطائرة شرم الشيخ، التي هوجمت لمدّة أربعة أيام. وبعد انتهاء حرب 1956 بأسبوعَين، فُكّك سرب الطائرات كاملًا، لتنتهي رواية الموسكيتو في سلاح الجو الإسرائيلي.

‎‎
بي-51 موستانج (P-51 Mustang)

بي-51 موستانج (P-51 Mustang)
بي-51 موستانج (P-51 Mustang)

هُرّبت طائرات موستانج إلى إسرائيل من الولايات المتحدة، عقب حظر بيع السلاح إلى الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط الذي فرضته الإدارة الأمريكية، إذ فُكّكت الطائرات ورُزمت في صناديق.

ولم تُؤهَّل سوى طائرتَين للطيران العملياتي أثناء حرب 1948.

في 5 نيسان 1951، شُغّلت أربع طائرات موستانج من “سرب الطيران الحربي الأول” من أجل قصف مركز الشرطة السورية في الحمة.

كانت الطائرات الأولى التي اجتازت الحدود في اليوم الأول لحرب 1956 طائرات موستانج، انطلقت للمشاركة في عملية قطع أسلاك الهاتف في سيناء. كان هدف قطع الأسلاك التشويش على الاتصالات بين وحدات الجيش المصري.

عام 1957، كانت هناك 34 طائرة موستانج في القوات الجوية الإسرائيلية، استُخدمت بشكل أساسي بهدف التأهب وتعزيز القوات في وقت الطوارئ. وفي كانون الثاني 1961، تمّ الاستغناء عن خدمات الموستانج نهائيًّا.

سبِيتفاير (Spitfire)

سبِيتفاير (Spitfire)
سبِيتفاير (Spitfire)

رُكّبت طائرة سبِيتفاير الأولى لسلاح الجوّ عام 1948 من قطَع طائرات بريطانية مختلفة، تركها سلاح الجو الملكي البريطاني في البلاد. استُخدمت الطائرة في مهامّ استخبارات جوية. بعد ذلك، رُكّبت طائرة أخرى، هذه المرة من مخلّفات طائرة مصرية، أُسقطت من مضادّ للطائرات، أثناء هجومها في 15 أيار 1948.

أمّا الغالبية الساحقة لطائرات سبيِتفاير في سلاح الجوّ الإسرائيلي فقد اشتُريت من تشيكوسلوفاكيا وإيطاليا.

في الخمسينات، توزّعت الطائرات على ثلاثة أسراب، واستُخدمت لمرافقة طائرات قصف ومهامّ استخبارية. في المعارك الجوية التي أُديرت خلال حرب 1948، أسقطت طائرات سبيِتفاير نحو 12 طائرة.

بيعت طائرات سبيِتفاير عام 1954 إلى بورما. أمّا بعض الطائرات فأُبقيت في إسرائيل بمبادرة من الرئيس الأسبق عيزر فايتسمان. اثنتان منها موجودة اليوم في متحف سلاح الجو، وإحداهما لا تزال صالحة للطيران. وهي إحدى طائرات سبيِتفاير القليلة في العالم التي لا تزال صالحة للطيران.

الخمسينات

غلوستر ميتيور (Gloster Meteor)

غلوستر ميتيور (Gloster Meteor)
غلوستر ميتيور (Gloster Meteor)

منذ بداية الخمسينات، بدأت القوات الجوية في عدة بلدان عربية، لا سيّما مصر، تتزوّد بطائرات حربية نفاثة من طراز فامباير (‏Vampire‏) وميتيور. منحهم ذلك أفضلية على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.

أدت هذه الخطوة بالحكومة الإسرائيلية إلى المصادقة في تشرين الثاني 1952 على شراء الطائرات النفاثة الأولى لسلاح الجو الإسرائيلي. توجّهت وفود إسرائيلية إلى بلدان عديدة: الولايات المتحدة، بلجيكا، بريطانيا، إيطاليا، والنروج، لكنها رفضت جميعًا.‎

فقط في نهاية 1952، وافقت بريطانيا على بيع طائرات ميتيور نفّاثة إلى إسرائيل، وزوّدت في المقابل طائرات مشابهة إلى مصر وسوريا أيضًا.

في 1 شباط 1953، تمّ التوقيع على صفقة شراء 11 طائرة ميتيور نفّاثة من طراز ‏F8‎‏، طائرة حربية ذات مقعد واحد، وأربع طائرات من طراز ‏T7‎‏، طائرة ذات مقعدَين، مُعدّة للتدريبات.

في 17 حزيران 1953، وصلت أول طائرتَي ميتيور من طراز T-7، دُعيتا “سوفاه” و”ساعر”، بقيادة طيّارَين بريطانيَّين.

لم تدشّن الطائرتان عهد الطائرات النفاثة في سلاح الجو فحسب، بل أيضًا “سرب الطائرات النفاثة الأول”، الذي أُنشئ قبل 10 أيام من وصول الطائرات إلى إسرائيل.

وفي أيلول 1955، سُجّل في صفحات تاريخ سلاح الجوّ “إسقاط الطائرة النفاثة” الأول في الشرق الأوسط ففي المعركة الجوية، أُسقطت طائرتا فامباير مصريتان، اخترقتا الأجواء الإسرائيلية.

قبل يومَين من اندلاع حرب 1956، في 27 تشرين الأول، نشر سرب ميتيور طائراته ورافق جزءًا لا بأس به من العمليات الجوية للجيش الإسرائيلي أثناء الحرب.

وفي 28 تشرين الأول 1956، انطلق طيارون إسرائيليون في مهمة سرية، كُشف النقاب عنها بعد 33 عامًا، وعُرفت بعملية “الديك”. كان الهدف إسقاط طائرة مصرية، كان يُفترَض أن تُقلّ رئيس أركان الجيش المصري وضبّاطا بارزين آخرين – بهدف التوقيع على تحالف دفاعي مع الأردن وسوريا. بعد جهود مكثفة، نجح الطيار الإسرائيلي في إسقاط الطائرة، ولاقى كلّ ركابها حتفهم. ولكن تبيّن بعد ذلك أنّ رئيس الأركان المصري بقي في دمشق. انتهت خدمة طائرات ميتيور في سلاح الجو نهاية 1964.

طائرة أوراغان (Ouragan)

طائرة أوراغان (Ouragan)
طائرة أوراغان (Ouragan)

بدأت مفاوضات شراء طائرات أوراغان من فرنسا منذ عام 1950، لكنّ الحكومة الفرنسية رفضت أن تبيع إسرائيل الطائرات إثر معارضة بريطانية. فقط بعد خمس سنوات، في 6 تشرين الأول 1955، خرجت الصفقة إلى حيز التنفيذ.

نُقلت إلى إسرائيل أول 12 طائرة أوراغان. في السنة نفسها، اشتُريت من فرنسا 12 طائرة أوراغان إضافية، وحصل سلاح الجو على ست أخرى عشية حرب 1956. بعد الحرب، اشتُريت 45 طائرة أخرى من بقايا سلاح الجو الفرنسي. وبقيت هذه الطائرات، الجديرة بالثقة والتي يسهل استخدامها وصيانتها، في خدمة سلاح الجو حتى 1973.

في 12 نيسان 1956، اخترقت الأجواء الإسرائيلية طائرتا فامباير مصريتان. أُرسل طيار إسرائيلي شاب وعديم الخبرة إلى منطقة وادي الرمان (جرن رامون). فقام بإطلاق النار باتجاه إحدى الطائرتَين المصريتَين. أصابت الطلقات جناح الطائرة، التي بدأت بالاشتعال وهبطت هبوطًا اضطراريًّا. سقط الطيار المصري أسيرًا في إسرائيل، وأُعيد إلى مصر في إطار صفقة تبادل أسرى في نهاية حرب 1956.

طائرة ميستير

طائرة ميستير
طائرة ميستير

عام 1955، طرأ تغيّر مُقلق في توازن القوى في الشرق الأوسط، لصالح القوات الجوية العربية. ففي أيلول 1955، زوّدت تشيكوسلوفاكيا كميات كبيرة من السلاح السوفياتي من أنواع مختلفة – مئات طائرات ميغ من أنواع مختلفة. كان نسبة الطائرات الحربية النفاثة أربعا مقابل واحد لصالح مصر (نحو 200 لمصر مقابل 50 لإسرائيل). وكان الفارق في الجودة مشكلة إضافية.

فطائرات ميتيور وأوراغان التي في حوزة إسرائيل كانت أقلّ جودة بشكلٍ ملحوظ من طائرات ميغ-15، فكم بالأحرى من طائرات ميغ-17 التي تمتلكها مصر. استنادًا إلى ذلك، ضغطت إسرائيل كثيرًا على فرنسا لتزويدها بطائرات حربية جديدة. عرضت فرنسا أن تبيع إسرائيل طائرات ميستير 2، لكنّ وفدًا إسرائيليًّا قدّم تقارير سلبية حول ميستير 2. فقرّر قائد سلاح الجو حينذاك الاستغناء عن طائرات ميستير، وطلب شراء الطائرات الحربية الفرنسية الأكثر تقدّمًا في تلك الفترة – ميستير ‏IVA‏.

تغيّر موقف فرنسا في أواخر 1956. فقد وصلت إلى السلطة عقب الانتخابات الفرنسية حكومة اشتراكية. كانت مصلحة فرنسا تعزيز القوة العسكرية الإسرائيلية من أجل الإضرار بمصر. وكان ذلك بسبب التعاون المصري مع جبهة التحرير في الجزائر، وكذلك طموح مصر للسيطرة التامة على قناة السويس.

وفي آذار 1956، وافق الفرنسيون على التوقيع على صفقة الميستير، التي تزوّد فرنسا بموجبها 12 طائرة ميستير ‏IVA‏ لإسرائيل، وهو ما كان يمكن لسلاح الجو الفرنسي أن يستغني عنه.

في 11 نيسان 1956، انطلقت أول 12 طائرة ميستير إلى البلاد.

في اليوم الأول لحرب 1956، أُرسلت طائرة ميستير واحدة للقيام برحلة استطلاعية، قبل نحو 30 دقيقة من إنزال قوات عسكرية.

خلال حرب 1967، عمل سربا طائرات ميستير IVA، وشاركا في جزء كبير من الهجمات في جميع المناطق، بدءًا من المطارات المصرية في السويس وانتهاءً بهجمات على الجبهة السورية. خلال المعارك، أسقطت طائرات ميستير طائرة ميغ سورية، وطائرة هنتر (‏Hunter‏) أردنية. بالمقابل، أسقطت مضادّات الطيران ثماني طائرات ميستير إسرائيلية في الحرب. بعد حرب الأيام الستة، انتهت خدمة طائرات الميستير في العمليات العسكرية، وانتقلت إلى التدريبات المتقدمة. في شباط 1971، توقفت خدمة هذه الطائرات في سلاح الجو الإسرائيلي.

سوبر ميستير

سوبر ميستير
سوبر ميستير

بعد عامَين من حرب 1956، كانت طائرات ميغ-17 الروسية، وبعدها ميغ-19، طائرات الخط الأول في القوات الجوية المصرية والسورية.

كان اختيار سوبر ميستير ‏B2‎‏ طبيعيًّا ومفهومًا. كانت هذه أول طائرة في سلاح الجو الإسرائيلي زُوّدت بحارق لاحق، كما كانت الأولى التي تخطت سرعة الصوت في الطيران الأفقي.

في كانون الأول ‏1958‏، تمّ شراء 18 طائرة سوبر ميستير. وفي نيسان 1967، عُزّزت أسراب ميستير بـ 24 طائرة إضافية.

في 28 نيسان 1961، اخترقت طائرتا ميغ-17 مصريتان المجال الجوي لإسرائيل، فأُرسلت طائرتا سوبر ميستير لإسقاطهما. أًصيب الطيار المصري بالدوران بسبب المناورات القاسية، وغادر طائرته. سجّل “سرب العقرب” عملية الإسقاط الأولى والأخيرة حتى نهاية حرب 1967، إذ إنّ طائرات الميراج وصلت إلى البلاد عام 1962، وأصبحت طائرات الخط الأول في إسرائيل.

فوتور (‏Vautour‏)

فوتور (‏Vautour‏)
فوتور (‏Vautour‏)

طلبت الحكومة الإسرائيلية من فرنسا طائرات فوتور، لكنّ فرنسا رفضت بيعها لإسرائيل بحجة أنّ تزويدها بها سيُخلّ بتوازن القوى في الشرق الأوسط.

أقنعت إسرائيل الفرنسيين ببيعها الطائرات، ووعدت بعدم استخدامها. أُنجزت الصفقة سرًّا، لأنّ الفرنسيين خافوا من ردود الفعل العالمية على بيعهم سلاحًا هجوميًّا إلى إسرائيل.

هبطت الطائرة الأولى من طراز IIA في البِلاد بتاريخ 1 آب 1957. وكما وُعد الفرنسيون، خُزنت طائرات الفوتور لمدة سنة، مع الحفاظ على السرية القصوى، لكنها كُشفت علنًا في تموز 1958 في طلعة جوية نهارية لسلاح الجوّ الإسرائيلي.

في تشرين الأول 1959، واجهت القوات الجوية الإسرائيلي طائرات ميغ-19 لأول مرة. فقد التقت طائرات الفوتور بـ 4 طائرات ميغ-19 مصرية على الحدود في سيناء. وكانت النتيجة انسحاب طائرات ميغ-19 الأربع.

تمّ الهجوم الأول لطائرات فوتور بتاريخ 16 آذار 1962. شاركت فيه 3 طائرات، هاجمت بطاريات مدفعية سورية فوق بحيرة طبريا. فشلت العملية، لأنّ دقتها لم تكن كبيرة.

أمّا ذروة عمل هذه الطائرات فكانت خلال حرب 1967. حتى ابتداء الحرب، كانت لدى سلاح الجو 20 طائرة قابلة للاستعمال. في 5 حزيران 1967، في الضربة الاستباقية للهجوم، دُمّرت مطارات عديدة للعدوّ، وقامت طائرات الفوتور بهجمات على أهداف بعيدة جدًّا، وذلك بسبب مداها البعيد.

في 7 حزيران 1967، انطلقت طائرات فوتور إلى سيناء والهضبة السورية أيضًا. قامت الطائرات بمهاجمة قوّات مدرّعة في سيناء، ودمّرت بطاريات مضادة للطائرات قرب القناة. وفي الأيام الأخيرة للحرب، ألقت طائرات الفوتور أطنانًا من القنابل على التحصينات السورية، وقامت بالكثير من القنص ضدّ القوات المدرّعة السورية.

الستينات

فانتوم

فانتوم
فانتوم

عام 1956، طلب سلاح الجو الإسرائيلي شراء طائرات فانتوم، الطائرات الحربية الأكثر تقدّمًا في ذلك الحين. رفض الأمريكيون، لكنهم وافقوا على أن يبيعوا إسرائيل طائرات سكاي هوك. وفقط في كانون الثاني 1968، بعد محاولات إقناع مكثفة على أعلى المستويات الدبلوماسية، وافق الأمريكيون على بيع الطائرة لإسرائيل.

في 5 أيلول، وصلت إلى إسرائيل أول أربع طائرات فانتوم. حصل سلاح الجو على الطائرة الحربية الأفضل في العالم آنذاك. كانت الفانتوم أسرع من الميراج، تمكّنت من حمل 6 أضعاف الأسلحة تقريبًا، كانت مزوّدة برادار متقدّم وتنوّع من صواريخ جوّ – جوّ، كما كان مدا طيرانها ضعف الطائرة الفرنسية تقريبًا.

لم يكن أمام أسراب الفانتوم الكثير من الوقت للاستعداد. فقد تطلبت حرب الاستنزاف، التي كانت في ذروتها، من السرب المشاركة في عمليات سلاح الجو في منطقة القناة، وفي الوقت نفسه تدريب طواقم إضافية على منظومة الفانتوم. بعد مجرد أربعة أسابيع من وصول الطائرات إلى البلاد، بدأت بالعمل في سيناء، ضمن العملية الأولى لها. في 22 تشرين الأول 1969، كانت مُقاتِلات الفانتوم قد هاجمت أهدافًا برية، وفي 11 تشرين الثاني 1969 أتمّت الفانتوم إسقاطها الأول في خدمة سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط ميغ-21 مصرية.

وفي تشرين الأول 1986، خلال هجوم دوري في لبنان، أُصيبت طائرة فانتوم في سلاح الجو نتيجة عطل تقني. فاضطُرّ المقاتلان في الطائرة، الطيار الرائد يشاي أفيرام، والملّاح الرائد رون أراد، إلى مغادرة الطائرة. تمّ إنقاذ الرائد أفيرام عبر مروحية كوبرا في عملية جريئة. أمّا رون أراد فقد سقط أسيرًا.

سكاي هوك

سكاي هوك
سكاي هوك

اشترى سلاح الجو الإسرائيلي سكاي هوك عام 1967 إثر الحظر الفرنسي المفروض على إسرائيل، الذي منع تسليم طائرات الميراج J5 الخمسين، التي اشترتها إسرائيل من فرنسا ودفعت ثمنها.

كانت سكاي هوك أول طائرة مقاتلة وافقت الولايات المتحدة على بيعها إلى إسرائيل. دخلت الخدمة عشرات الطائرات من هذا الطراز، وكانت الطائرات الهجومية الرئيسية التي استخدمتها إسرائيل في حرب الاستنزاف.

في بداية 1973، بدأ استخدام طراز إضافي من سكاي هوك، لا يزال يُستخدَم حتى يومنا هذا.

استُخدمت طائرات سكاي هوك من طُرز مختلفة في عمليات الإغارة خلال حرب 1973. نفّذت هذه الطائرات هجمات أيضًا خلال الحرب مع لبنان عام 1982، وأسقطت إحداها طائرة ميغ-17 سورية.

ميراج

ميراج
ميراج

أبدى سلاح الجو الإسرائيلي اهتمامًا شديدًا بتطوير الميراج. وشجّع مصنّعو الطائرة إسرائيل على فحصها. إثر توصيات الفرنسيين وانطباعات رجال سلاح الجو الإسرائيلي، قرّرت إسرائيل عام 1959 شراء طائرات ميراج كردٍّ مناسب على الطائرات التي حصلت عليها مصر وسوريا من الاتحاد السوفياتي.

في كانون الثاني 1961، تمّ الاتفاق على شراء 72 طائرة ميراج. فضلًا عن ذلك، اشتُريت 4 طائرات ميراج ثنائية المقعد.

خُصّصت فترة الاستيعاب الأولى لطائرات ميراج في تدريب الطيارين على مناورات إطلاق صواريخ جو – جو، مهاجمة مطارات، وأمدية جو – أرض.

أسقطت طائرات الميراج طائرة ميغ-21 للمرة الأولى في 14 تموز 1966. وإثر المناوشات المستمرة للسوريين في الحرب على منابع نهر الأردن، تقرّر أن ينفّذ سلاح الجو انتقامًا ويهاجم مخطّط القناة السورية لتحويل منابع الأردن. في نهاية الهجوم، عادت الطائرات إلى إسرائيل، وبقيت تطير فوق صفد. بعد بضع دقائق، أُعطي الأمر بالدخول إلى عمق سوريا، حيث اكتُشفت أربع طائرات ميغ-21 تطير على عُلوّ منخفض من الشرق باتجاه بحيرة طبريا. اقتربت إحدى طائرات الميراج من الميغ، وأطلقت النار من مدى بعيد. في المحاولة الثانية لإطلاق النار، توقفت مدفعياتها، فاضطُرّت إلى نقل المهمة إلى طائرة ميراج أخرى، فاقتربت تلك من الميغ وأصابتها في جناحها، فتمزّق وتحطمت الطائرة. نجح الطيار السوري في مغادرة الطائرة والنجاة.

مع اندلاع حرب 1967، في 5 حزيران، كانت للقوات الجوية الإسرائيلية 65 طائرة ميراج قابلة للاستخدام، شكّلت نحو ثلث القوة الجوية لإسرائيل. فضلًا عن ذلك، شملت قوّة سلاح الجو نحو 140 طائرة أوراغان، ميستير، سوبر ميستير، وفوتور. في موجة الهجوم الأولى، التي انطلقت صباح 5 حزيران، أُطلقت رباعيات من طائرات ميراج لمهاجمة المطارات المصرية. حملت كلّ مقاتِلة ميراج قنبلتَين تزِن كلّ منهما 500 كيلوغرام، ذخيرة كاملة للمدافع الداخلية، وكمية قصوى من الوقود. شارك في الغارة كلّ طائرات الميراج، باستثناء 12 أُبقيت لحماية الأجواء الإسرائيلية.

أثناء حرب 1982، كانت الطائرات أشبه باحتياطي لحماية إسرائيل، لكنها لم تُشارك فعليا في الحرب على لبنان. وفي الوقت نفسه، بدأت خدمة الميراج تتوقف في سلاح الجو الإسرائيلي.

السبعينات

“باز”

"باز"
“باز”

عام 1974، أُقيم طاقم فحص لاختيار طائرة لتحقيق تفوّق جوي. كان يُفترَض بالطائرة المختارة أن تؤمّن الحفاظ على تفوّق سلاح الجو الإسرائيلي على الجيوش العربية لسنوات طويلة. كانت الطائرتان المرشّحتان F14 وF16. ولكن بعد التقصّي، تبيّن أنّ F15 تتفوّق على منافساتها. في وقت لاحق، لُقّبت الطائرة بـ”الصقر”. وفي 10 كانون الأول 1976، وصلت الطائرات الأولى إلى إسرائيل. يُشار إلى أنّ هبوط هذه الطائرات مساء الجمعة، بعد ابتداء السبت، أدّى إلى سقوط الحكومة.

أسقطت طائرات “الصقر” خلال خدمتها في سلاح الجو الإسرائيلي 40 طائرة، جميعها لسلاح الجو السوري.

في 7 حزيران 1981، رافقت طائرات F15 طائرات F16 الثماني التي هاجمت المفاعل النووي في العراق. كانت هذه الطائرات تهدف إلى حماية الطائرات المهاجمة من طائرات العدوّ.

في تشرين الأول 1993، حصل سلاح الجو الإسرائيلي على 25 طائرة F-15‎ من مخلّفات سلاح الجو الأمريكي.

شاركت طائرات “الصقر” المحسّنة بشكل فاعل في حرب لبنان الثانية التي اندلعت عام 2006، في عملية “الرصاص المسكوب” عام 2008، وعملية “عمود السحاب” عام 2012.

كفير

كفير
كفير

تسلّم سلاح الجو الإسرائيلي أوّل طائرات كفير(الشبل) في 14 نيسان 1975.

كان فرصتها الأولى لإثبات نفسها في 9 تشرين الثاني 1977. فقد أُرسلت طائرات كفير لمهاجمة تل عزية، قاعدة تدريبات لتنظيمات إرهابية في لبنان، وأتمت مهمتها بنجاح شديد. قامت طائرة كفير أيضًا بإسقاط إثر مناوشات جوية في أجواء لبنان عام 1979. لم يكتفِ السوريون بالقوات البرية، بل كان لهم حضور في الجوّ أيضًا. لم يكن مفرّ إثر طلعاتهم الجوية من معركة جوية أولى بدأت في 27 حزيران. في ذلك اليوم، انطلقت طائرات F-15‎ وكفير لحماية طائرات أخرى، هاجمت أهدافًا لتنظيمات إرهابية. وفي المعركة التي حصلت، أُسقطت خمس طائرات ميغ-21، وسُجّل أول إسقاط للطائرة – الإسقاط الوحيد حتّى الآن.

نجحت “كفير” في الخارج أيضًا. فقد بيعت الطائرة إلى عدد من الدول، حتى إنها أُجّرت للبحرية الأمريكية.

نيشر

نيشر
نيشر

هبطت أوّل طائرة نيشر (النسر) في إسرائيل في أيار 1971. لدى اندلاع الحرب في تشرين الأول 1973، كان في خدمة سلاح الجو نحو 40 طائرة نيشر. ورغم أنّ هدفها الأساسي كان المهام الهجومي، فقد استُخدمت طائرات نيشر في الحرب لمهامّ جوية – جوية بالأساس. قرّرت قيادة سلاح الجو تخصيص طائرات فانتوم، سكاي هوك، و”ساعر” للهجوم على أهداف برية، مقابل إلقاء مسؤولية إدارة المعارك الجوية مع طائرات العدوّ على طائرات ميراج ونيشر، بهدف تحقيق تفوّق جوي فوق أراضي المعارك.

وفق الإحصاءات المنشورة، دارت 117 معركة جوية خلال حرب 1973 (65 في الأجواء السورية و52 في الأجواء المصرية). سقطت 227 طائرة للعدوّ في تلك المعارك، مقابل ستّ طائرات إسرائيلية.

بيعت طائرات نيشر للأرجنتين، واستُخدمت بشدّة في العمليات ضدّ البريطانيين خلال حرب فوكلاند.

الثمانينات

“نيتس” (الصقر)

"نيتس" (الصقر)
“نيتس” (الصقر)

بدأ سلاح الجو يُبدي اهتمامًا بطائرة F-16‎ وهي لمّا تزَل في مراحل التطوير. وبدأت الاتصالات الأولى لشراء الطائرة في أيلول 1975، إثر لقاء عُقد في البنتاجون بقيادة وزير الدفاع حينذاك، شمعون بيرس. وافقت الولايات المتحدة على بيع 150 طائرة F16 في نهاية المطاف، تسلّم سلاح الجو 75 طائرة‏‎.‎

في 14 شباط 1978، أعلنت الإدارة الأمريكية عن صفقات لبيع أسلحة إلى إسرائيل، مصر، والمملكة العربية السعودية، اشتملت على بيع 75 طائرة F-16 و8F-15 إلى سلاح الجو الإسرائيلي، في صفقة بحجم 1.9 مليار دولار. كان يُفترَض أن تحصل إسرائيل على الطائرات منتصف عام 1981. إثر سقوط نظام الشاه في إيران وصعود الخميني إلى الحُكم، أٌلغي تزويد 160 طائرة F-16 إلى إيران. اقترحت الولايات المتحدة على إسرائيل أن تحصل على الطائرات قبل الموعد المخطّط له بـ 16 شهرًا.

في 7 حزيران 1981، هاجمت ثماني طائرات F16، ترافقها ستّ طائرات F15 المفاعل النووي العراقي “أوسيريس” قبل وقت قصير من تشغيله.

بعد ذلك، شاركت طائرات F-16 بشكل فاعل في حرب لبنان الثانية التي اندلعت عام 2006، في عملية “الرصاص المسكوب” عام 2008، وعملية “عمود السحاب” عام 2012.

التسعينات

“راعم”

"راعم"
“راعم”

في شهر كانون الثاني 1994، اختيرت F-15E لتكون الطائرة المقاتِلة المستقبلية لسلاح الجوّ، بعد منافسة طويلة مع F-18 وF-16.‎ ‎قرّر سلاح الجو شراء 21 طائرة بسعر أقلّ من مليارَي دولار بقليل. الاسم العبري لهذه الطائرات هو “راعم” (رعد). عام 1995، وافق رئيس الحكومة ووزير الدفاع، إسحق رابين، على شراء أربع طائرات إضافية.

وفي 9 كانون الثاني 1998، هبطت في إسرائيل طائرات “الرعد” الأولى.

اقرأوا المزيد: 2843 كلمة
عرض أقل
كنيس بول الشوبي، إيران
كنيس بول الشوبي، إيران

هل تعمل إسرائيل سرّا على إعادة ممتلكات يهود الدول العربيّة؟

مع اندلاع حرب عام 1948 غادر الدول العربيّة وإيران نحو مليون يهودي وتركوا ممتلكات كثيرة تقدّر بمليارات الدولارات. الآن تخطّط إسرائيل لإعادة هذه الممتلكات المفقودة

تعمل إسرائيل بشكل سري على إعادة ممتلكات يهود البلدان العربية وإيران التي بقيت في بلدانهم قبل نحو 70 عاما. وذلك وفقا لكلام مدير عامّ وزارة المساواة الاجتماعية، آفي كوهين، أثناء نقاش في لجنة الهجرة والاستيعاب والتي يتركز عملها على هذا الموضوع.

وقال مدير عام الوزارة المسؤول عن المشروع في اللجنة إنّه “في هذه الأيام تُجرى أنشطة منوعة بالتعاون مع وزارة الخارجية لإعادة ممتلكات يهود البلدان العربية وإيران وستأتي ثمارها خلال شهر أو شهر ونصف”. لم يتطرق كوهين بتوسع إلى أهمية هذه الخطة السرية ولكنه قال إنّ الخطة قيد العمل وبموجب موافقة مكتب رئيس الحكومة ومجلس الأمن القومي.

يعتبر موضوع إعادة ممتلكات يهود الدول العربيّة في إسرائيل موضوعا مشحونا وهو يعود ويُطرح للنقاش العام كل عدة سنوات. وفقا للتقديرات المعتادة، هناك نحو مليون يهودي كانوا يعيشون في الدول العربيّة وإيران عشية اندلاع حرب عام 1948 بين إسرائيل والدول العربية. وفقا لتقارير مراقب الدولة والتي نُشرت قبل نحو عامين تُقدّر الممتلكات التي كانت بحوزة يهود البلدان العربية وإيران ب-“عدة مليارات الدولارات”.

عام 2013، توجّهت وزارة المساواة الاجتماعية إلى الجمهور العريض لملء استمارات مطالبة لإعادة الممتلكات. عام 2010، تم سنّ قانون يقضي بتعويض اليهود المهاجرين من الدول العربيّة وإيران بسبب فقدان ممتلكاتهم، في إطار المفاوضات المستقبلية للسلام في الشرق الأوسط. على هذه الخلفية، كان تصريح المدير العامّ للوزارة بشأن النشاط السري الذي يجري في هذه الأيام، مفاجئا.

اقرأوا المزيد: 211 كلمة
عرض أقل
يوم النكبة في جامعة تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)
يوم النكبة في جامعة تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)

يوم النكبة في جامعة تل أبيب

تم اليوم إحياء ذكرى النكبة في جامعة تل أبيب للمرة الخامسة بمشاركة طلاب وأعضاء هيئة تدريس يهود وعرب

عُقدت اليوم ظهرا للسنة الخامسة على التوالي في جامعة تل أبيب، التي أقيمت على أراضي الشيخ مؤنس، مراسم لإحياء ذكرى يوم النكبة الـ 68. نظّم المراسم طلاب جامعيون يهود وعرب وشارك فيها مئات الأشخاص ومن بينهم أيضًا محاضرون من الهيئة التدريسية في الجامعة وسياسيون.
خلال المراسم تحدث طلاب عن قصة نكبة أسرهم في العام 48 بالعبرية، العربية، والإنجليزية. بالإضافة إلى ذلك، صمت المشاركون دقيقة لذكرى ضحايا النكبة.

يوم النكبة في جامعة تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)
يوم النكبة في جامعة تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)

قال عضو الكنيست أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة في الكنيست، عن المراسم: “من المهم جدا إجراء هذه المراسم، وخصوصا في تل أبيب وفي الأماكن ذات الغالبية اليهودية. يؤمن كافة المشاركين هنا اليوم بحل دولتين لشعبين. ليس هذا تحدّ لوجود دولة إسرائيل، يجب الاعتراف بالظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني ولن أوافق على تصحيح الظلم من خلال التسبب بظلم لأشخاص آخرين”.

وطُلب من جميع المشاركين ارتداء قمصان سوداء، من دون أن تظهر عليها أعلام أو رموز حزبية وعدم الردّ على المتظاهرين الذين قد يحاولون إثارة الاستفزاز. وفي المقابل، تظاهر نحو 30 ناشطا يمينيّا إسرائيليا ورفعوا دمية بينوكيو كبيرة، بهدف التلميح إلى أن الكلام الذي يُقال في ذكرى النكبة هو أكاذيب، بحسب رأيهم.

المتظاهرون الإسرائيليون ضد مراسم ذكرى النكبة (Tomer Neuberg/Flash90)
المتظاهرون الإسرائيليون ضد مراسم ذكرى النكبة (Tomer Neuberg/Flash90)

على ضوء ذلك أضاف عودة: “أتفهم نفور الإسرائيليين من هذه المضامين، إنه إجراء، وهو يتطلب وقتا، هكذا أيضًا كان حال السود في جنوب إفريقيا وحال الاعتراف بالهنود في الولايات المتحدة، ثمة حاجة إلى وقت حتى الاعتراف بالظلم الذي اقتُرف”.‎

اقرأوا المزيد: 212 كلمة
عرض أقل
الخبيرالمصري أسامة غزالي حرب (لقطة شاشة)
الخبيرالمصري أسامة غزالي حرب (لقطة شاشة)

خبير مصري: العرب مسؤولون عن المشكلة الفلسطينية

بالفيديو: أسامة غزالي حرب، باحث وسياسي مصري، يبرر وجود دولة إسرائيل، ويشرح لماذا ارتكب العرب خطأ تاريخيا عندما رفضوا قرار التقسيم عام 1947، ويقترح تطبيع العلاقات مع إسرائيل

لا يمكن كل يوم العثور على مثل هذه الآراء التي يعبّر عنها خبراء في العالم العربي. ففي مقابلة على الإنترنت، تنتشر في هذه الأيام في الإنترنت، عبّر الخبير المصري، أسامة غزالي حرب، سياسي وباحث معروف، عن رأيه بخصوص الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد  بُثت المقابلة في قناة Copts United TV المصرية.

وفقا لكلامه، فقد ارتكب العرب  “خطأ تاريخيا” عندما رفضوا قرار التقسيم الذي طرحته الأمم المتحدة عام 1947. وكما هو معلوم، فقد اقترح هذا القرار تقسيم أرض إسرائيل(فلسطين) إلى دولتين، يهودية وعربية. فقبلت إسرائيل هذا القرار وأعلنت عن إقامة دولة يهودية في إسرائيل، بينما رفضه الفلسطينيون، وشنّوا حربًا على دول المنطقة. وبحسب تعبير غزالي، لو قبلَ العرب أيضا ذلك القرار، لكان بإمكانه أن يحلّ القضية الفلسطينية، ويتيح إقامة دولة فلسطينية بتأييد دولي منذ ذلك الحين.

https://www.facebook.com/14310874716/videos/10153898333624717/

وقال غزالي أيضًا إنّه يؤيد قرار الرئيس الراحل أنور السادات بالتوقيع على معاهدة السلام، ووفق رأيه يجب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومن خلال هذه العلاقات تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني في الحصول على الشرعية. وفقا لكلامه، فهو يعتقد أنّه يمكن تحقيق ذلك على المستويَين السياسي والدبلوماسي. وقد اعترف غزالي في كلامه أيضًا بحقّ الشعب اليهودي في أرض إسرائيل، وقال: “يعيش اليهود في إسرائيل والقدس منذ آلاف السنين… ولديهم حقّ تاريخي”.

في نهاية المقطع، يتطرق غزالي أيضًا إلى قضية أنفاق حماس، والتي يصفها بأنّها “سرطان في أرض سيناء”. وفقا لكلامه، فليست هناك دولة تحترم نفسها، يمكنها أن توافق على هذه الأنفاق.

وقد نُشر هذا المقطع الشائع في صفحة معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط (“‏Memry‏”) في الفيس بوك وحظي بمئات المشاهدات. وتمت مشاركته في مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل وحظي بالكثير من الإعجابات، ولكنه أثار أيضًا غضب الفلسطينيين والمصريين الذين كتبوا ضدّ غزالي وضدّ دولة إسرائيل. شاهدوا مقطع الفيديو:

اقرأوا المزيد: 267 كلمة
عرض أقل
كنيس الغريبة، تونس
كنيس الغريبة، تونس

11 صورة جميلة لما تبقّى من المعابد اليهوديّة في العالم الإسلامي

لطالما كانت المعتقدات الدينية خلف أبرز التحف المعماريّة حول العالَم

في اليهودية، يعدو المجمع (الكنيس) كونه مجرّد مبنى؛ فهو عنوان رئيسي ومؤسسة تعبّر عن الهوية والتقاليد اليهودية، التي تتجسّد في النسيج الاجتماعي للمجتمعات اليهودية.

كانت هذه المجامع في الماضي منتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشكّلة مقرًّا لمجتمعات يهوديّة مزدهرة، يعود تاريخ بعضها إلى الأزمنة القديمة. لكنّ هذه الأعداد أخذت في التناقص منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 وحرب الأيام الستة عام 1967 جرّاء الاضطهاد والهجرات المتلاحقة، مخلّفةً بضعة آلاف من اليهود فقط في العالم العربي. ولا يزال بالإمكان العثور على قلّة من اليهود في دوَل ذات أكثرية إسلامية، كمصر، لبنان، إيران، وتونس.

إلى جانب تلك الجاليات، تنتصب المجامع القليلة المتبقية كشاهدٍ على ما كان يومًا مجتمعاتٍ يهودية مزدهرة في البلدان الإسلامية، مزوّدةً إيّانا بلمحة عن الهوية العربية – اليهودية الفريدة في الشرق الأوسط.

أعددنا لكم لائحة ببعض أبهى المجامع والهياكل في الدول ذات الأكثرية الإسلامية في الشرق الأوسط، من إيران إلى المغرب:

إلياهو هنفي (إيليا النبي)، سفاردي، مصر

إلياهو هنفي (إيليا النبي)، سفاردي، مصر
إلياهو هنفي (إيليا النبي)، سفاردي، مصر

هذا المجمع السفاردي (اليهود الشرقيون) ذو الأعوام المئة والخمسين في الإسكندرية، مصر، هو أحد أكبر المجامع اليهودية في الشرق الأوسط، متباهيًا بأعمدته الرخامية الإيطالية الشاهقة، ومتّسعًا لأكثر من 700 شخص، مقدّمًا لنا لمحة فريدة عمّا كان يومًا مجتمعًا يهوديًّا نابضًا بالحياة في ذروته.

المجمع الأشكنازي، تركيا

المجمع الأشكنازي، تركيا
المجمع الأشكنازي، تركيا

دُشّن هذا المجمع الأشكنازي (يهود أوروبا)، الذي صمّمه المهندس المعماريّ الإيطالي جابرييل تيديشي، عام 1900 في إسطنبول، تركيا، للمهاجرين اليهود من بولندا ومقدونية. نُقشت على التابوت الخشبي الأسود، الذي أُحضر من كييف، حروف عبراية. هذا الكنيس هو المجمع الأشكنازي الوحيد في البلاد.

صلاة الفاسيين، المغرب

صلاة الفاسيين، المغرب
صلاة الفاسيين، المغرب

أُعيد أوائل العام الماضي افتتاح هذا المجمع الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر في مدينة فاس المغربية، إحدى أقدم مدن العصور الوسطى في العالم. وجاءت إعادة الافتتاح بعد عامَين من مشروع ترميم وتجديد. إنه دليل على “غنى وتنوّع المكوّنات الروحية والتراث الأصيل للمملكة المغربية”، على حدّ تعبير الملك المغربي محمد السادس.

شاعر هشمايم، مصر

شاعر هشمايم، مصر
شاعر هشمايم، مصر

أحد أكبر المعابد اليهودية في مصر هو مجمع “شاعر هشمايم”، الذي يعني اسمه “بوّابة السماء”. جرى بناؤه عام 1905، وهو معروف أيضًا بمعبد شارع عدلي و”معبد الإسماعيلية”. يشبه الفنّ المعماريّ لهذا المعبد ذاك الذي للمعابد المصرية القديمة، وتزيّن نقوش زهور اللوتس والنباتات جدرانه الخارجية.

معبد بيت إيل، المغرب

معبد بيت إيل، المغرب
معبد بيت إيل، المغرب

معبد بيت إيل في الدار البيضاء، المغرب، هو أحد أكبر المجامع اليهودية في المملكة، وهو المركز الديني والاجتماعي لسكّان المدينة اليهود.

نيفي شالوم، تركيا

نيفي شالوم، تركيا
نيفي شالوم، تركيا

يعود تاريخ “نيفي شالوم”، الذي يعني اسمه “واحة السلام”، إلى ثلاثينات القرن العشرين، وهو أكبر معابد إسطنبول اليهودية. للأسف، استهدفت هذا المعبدَ هجماتٌ وحشية لمتطرفين معادين لليهودية في العقود الأخيرة.

ماجين أبراهام، لُبنان

ماجين أبراهام، لُبنان
ماجين أبراهام، لُبنان

هذا المبنى هو آخِر ما تبقّى من المعابد اليهوديّة في بيروت، لبنان. بعد مغادرة آخر رجل دين يهودي عام 1975، تعرّض الكنيس لأضرار بنيوية شديدة خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين عامَي 1975 و1990. مع ذلك، بدأت أعمال الترميم عام 2009، وجرت إعادة الجزء الداخلي إلى حالته السابقة، مع جدران زرقاء سماويّة ونوافذ على شكل قناطر.

الغريبة، تونس

الغريبة، تونس
الغريبة، تونس

يُعتقَد أنّ معبد الغريبة في الجمهورية التونسية، على بُعد 500 كيلومتر عن تونس العاصمة، يعود تاريخه إلى ما قبل 1900 عام، ما يجعله أقدم المجامع اليهودية في إفريقيا. استضاف المعبد في العام الماضي مئات اليهود من أوروبا، إسرائيل، وإفريقيا في رحلة حجّ استغرقت ثلاثة أيّام، وتمّت برعاية الشرطة التونسية المسلَّحة.

كنيس جرجيس، تونس

كنيس جرجيس، تونس
كنيس جرجيس، تونس

هذا المجمع الجاثم في جرجيس، تونس، هو موطن جالية يهوديّة يُقدَّر عددها بمئة شخص. وكان قد سبق لهذا المعبد الذي بُني القرن الماضي أن كان مقرًّا لجالية يناهز عددها الألف. عام 1982، أُحرِق هذا الكنيس بُعَيد الاحتلال الإسرائيلي للبنان، وأُتلفت أدراج التوراة التابعة للجالية، قبل أن يجري ترميم المبنى.

كنيس بول الشوبي، إيران

كنيس بول الشوبي، إيران
كنيس بول الشوبي، إيران

يشمل سكّان إيران الخمسة والسبعون مليونًا عشرين ألف يهودي، يشكّلون أكبر جالية يهودية في الشرق الأوسط خارج إسرائيل. معبد بول الشوبي موجود في العاصمة الإيرانية طهران.

بن عزرا، مصر

بن عزرا، مصر
بن عزرا، مصر

لم يكن معبد بن عزرا في القاهرة، مصر، مجرّد مركز هامّ للصلاة والاحتفال ليهود مصر منذ القرن العاشر. فقد كان المعبد، الذي غالبًا ما يُشار إليه باسم معبد الجنيزة، الموقع الذي اكتُشفت فيه في القرن التاسع عشر الجنيزة القاهريّة، المُعتبَرة “أهمّ مصدر لفهم الحياة اليوميّة الدينيّة، الاجتماعيّة، والثقافية في حوض البحر المتوسّط خلال القُرون الوُسطى”. وفق الأسطورة المحليّة، بُني المجمع في المكان نفسه الذي وُجد فيه موسى على ضفّة نهر النيل.

نُشرت المقالة أوّلًا في موقع Mic.com

اقرأوا المزيد: 645 كلمة
عرض أقل
المقبرة العسكرية "هار هرتسل" في القدس (Miriam Alster/Flash90)
المقبرة العسكرية "هار هرتسل" في القدس (Miriam Alster/Flash90)

بعد مرور 66 عامًا: يتم التعرّف على الجندي المقتول

الجيش الإسرائيلي ينجح في العثور على جثمان جندي إسرائيلي مفقود منذ حرب 1948، وفي الحقيقة كان مدفونًا كل الوقت في تل أبيب

28 نوفمبر 2014 | 18:22

بدأت هذه القصّة يوم مقتل الجندي الإسرائيلي يهوشواع حيفر في معركة على الرملة، في حزيران 1967. أصيب حيفر خلال المعركة وتراجعت الكتيبة التي كان ينتمي إليها من ساحة القتال. وبعد وقت قصير، لاحظ زملاؤه في الكتيبة أنه ليس موجودًا، وقرروا البحث عنه. لم يعثر عليه الجنود الذين تم إرسالهم إلى ساحة المعركة.

وظهر في غداة ذلك اليوم كبار سكان الرملة ومعهم علمًا أبيض، وانتهت المعركة في المدينة. وتابع الجنود في البحث عنه فيما بعد أيضًا، لكنهم لم ينجحوا في العثور على جثته. وبعد مضي وقت ما، تلقت عائلته خبر مقتله ولكن لم يُعرف مكان دفنه، وأعلِن عنه أنه جندي إسرائيلي مقتول.

في عام 2009، بدأت وحدة العثور على الجنود التابعة للجيش الإسرائيلي بالبحث مجددًا عن الجندي حيفر. اتضح بعد تحقيق أنه في اليوم الذي أصيب به، وصلت إلى مستشفى في تل أبيب سيارة إسعاف وفيها جثة جندي لم يتم التعرّف عليه، ولاحقًا تم دفنه في مقبرة عسكرية في تل أبيب بصفته جنديًّا مجهولا.

قرر المحققون فتح القبر وفحص الدي. إن. إيه من الجثة. وقبل نحو أسبوع، تم التوصل إلى الإجابة النهائية: أن الحديث عن يهوشواع حيفر حقًا. وعلى ضوء ذلك التوصل، عُقد احتفال ذكرى له بموجب تقاليد الديانة اليهودية بحضور جنود، وهكذا وصل اللغز إلى نهايته بعد 66 عامًا.

اقرأوا المزيد: 196 كلمة
عرض أقل
  • شمعون بيريس على متن احدى الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي (GPO)
    شمعون بيريس على متن احدى الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي (GPO)
  • سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
    سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
  • سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
    سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
  • سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
    سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
  • مقاتلة سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
    مقاتلة سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
  • سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
    سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)

67 عامًا على إنشاء سلاح الجو الإسرائيلي

في مثل هذا الأسبوع تمامًا قبل 67 عامًا، أنشئت الخدمة الجوية لسلاح الجوّ الإسرائيلي، من قبل تنظيم الهاغاناة

يعتبر سلاح الجو الإسرائيلي عنصرا رئيسيا في قوة الجيش الإسرائيلي، ويعتبر أحد الأسلحة الأفضل والأكثر تقدّما في العالم. يقع مقرّ سلاح الجوّ في معسكر رابين في تل أبيب، ويقف على رأس سلاح الجوّ ضابط برتبة لواء.

ينقسم المقرّ إلى ستّة تشكيلات، ويقف على رأس كلّ تشكيلة ضابط برتبة عميد، والذي يتبع مباشرة لقائد سلاح الجو. باستثناء رئيس تشكيل المعدّات، فإنّ جميع رؤساء التشكيلات هم من أفراد الطواقم الجوية.

شيء من التاريخ:

في نفس الوقت الذي قامت به حرب 1948 ومع إقامة الجيش الإسرائيلي، نشأ جدل حادّ حول مكانة سلاح الجو ودوره في الجيش الإسرائيلي. رأت القيادة العليا للجيش الإسرائيلي بسلاح الجوّ سلاحا مساعدًا، مثل سلاح المدفعية. ولهذا السبب، رأت هيئة الأركان العامة سلاحَ الجو باعتباره تابعا لها من جميع الجوانب. أحد الجوانب البارزة لهذه الرؤية كان الافتراض بأنّ قائد سلاح الجوّ ليس ملزما بأن يكون طيّارا، وإنما ضابطا رفيعًا يعرف كيف يدير سلاح الجوّ وفقا لقواعد الإدارة والقيادة لكل سلاح آخر.

وعلى النقيض من هذه الرؤية رأى قادة سلاح الجو بأنه يجب الحفاظ على استقلاليّة سلاح الجو، وأنّه يجب على سلاح الجو أن يتبع بشكل مباشر لرئيس الأركان. بحسب رؤيتهم، فلدى سلاح الجو مهامّ خاصة، تتطلّب بأن يكون مستقلّا في معظم المجالات التي ذكرت أعلاه، سواء في المجال العملياتي والاستخباراتي أو في المجلات التنظيمية واللوجستية.

وبناء على نصيحة متطوّعين من جنوب إفريقيا عملوا في دولة إسرائيل في تلك الفترة، توجّه رئيس الحكومة الأول دافيد بن غوريون إلى سيسيل مارجو، من سكان جنوب إفريقيا، والذي كان عقيدا في سلاح الجو الجنوب إفريقي وقائدا خلال الحرب العالمية الثانية، وطلب منه القدوم إلى البلاد والمساعدة في تنظيم سلاح الجو. كان أحد المواضيع التي دار حولها جدل حادّ بشكل خاصّ هو السيطرة على نظام الرادار في الجيش الإسرائيلي. لم يكن في تلك الفترة أجهزة كتلك في إسرائيل، ولكن مارجو رأى أنّه من الضروري اقتناؤها، وأنّ نظام الرادارات سيكون تحت سيطرة سلاح الجو.

لدى الانتهاء من اللقاء المشترك بين الاثنين، اعتمد بن غوريون توصيات مارجو. كانت إحدى التوصيات المهمة لمارجو هي أنّ يكون سلاح الجو تحت قيادة طاقم جوي إسرائيلي، وليس متطوعين يهود أو من غير اليهود الذين سيعودون في أي لحظة إلى بلادهم. شكلت توصيات مارجو والهيكل الذي اقترحه الأساس لتنظيم سلاح الجو وعملياته من بدايته وحتى اليوم.

وأمامكم بعض الصور التي جمعناها من الأرشيف وبعض الصور الحديثة لسلاح الجو الإسرائيلي:

شمعون بيريس على متن احدى الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي (GPO)
شمعون بيريس على متن احدى الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي (GPO)
سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
اقرأوا المزيد: 360 كلمة
عرض أقل
أنور السادات, مناحم بيجن وجيمي كارتر في كامب ديفيد (Wikipedia)
أنور السادات, مناحم بيجن وجيمي كارتر في كامب ديفيد (Wikipedia)

36 عامًا على توقيع اتفاقية كامب ديفيد

قبل 36 عامًا وقّعت إسرائيل ومصر على اتفاقية كامب ديفيد، التي أرست السلام بين الدولتين، وهي الاتفاقية التي تحافظ على الشرق الأوسط من الانهيار التام رغم السلام "البارد"

في هذا اليوم تحديدًا، قبل 36 عامًا، حدث تطوّر كبير في تاريخ الشرق الأوسط المليء بالأحداث، وذلك حين وقّعت القوّتان العظميان في الشرق الأوسط، إسرائيل ومصر، في كامب ديفيد الأمريكية على الاتفاق الإطاري للسلام بين الدولتين.

خلال 36 عامًا مرّت من ذلك الحين، كان السلام بين إسرائيل ومصر بين صعود وهبوط، ولكن المصلحة القوية لكلا البلدين في الحفاظ على الاستقرار حافظ على السلام، وفي الأيام التي شهد فيها الشرق الأوسط الكثير من الاضطرابات، فإنّ أحد الأمور الأكثر استقرارًا في المنطقة هو السلام الإسرائيلي – المصري.

السادات يزور إسرائيل

حتى موعد توقيع الاتفاقية، كانت إسرائيل ومصر عدوّتين مريرتين وقاسيتين. منذ إعلان استقلال دولة إسرائيل عام 1948، نشأت بين إسرائيل ومصر معارك وحروب قاسية ومريرة، وعلى رأسها حروب 1948، 1967 و 1973. كان التوتّر على الحُدود الإسرائيلية – المصرية كبيرًا، دفع الجنود بل والمدنيّون حياتهم خلال الحروب وبينها، واضطرّت الدولتان إلى استثمار موارد كبيرة للحفاظ على الحُدود غير المستقرّة، من أجل حماية أراضيهما.

جاء التحوّل الدراماتيكي في العلاقات بين البلدين مع تصريحات علنية في تشرين الثاني عام 1977 لزعيميّ كلا الدولتين، أنور السادات ومناحم بيجن، حول نيّة السادات بزيارة إسرائيل. بعد عدة أيام من ذلك، هبط السادات في إسرائيل وتلقّى ترحيبًا حارّا من بيجن، وبدأ الاثنان فورًا بالتفاوض للتوصّل إلى اتفاق دائم.

صاحبت المفاوضات صعوبات كثيرة، وفي النهاية، في 17 أيلول عام 1978، وقّع كلا الطرفين على اتفاقية كامب ديفيد، التي كانت الاتفاق الإطاري للسلام. بعد عشرة أيام من ذلك وافق الكنيست الإسرائيلي على الاتفاقية، وبعد نحو نصف عام من ذلك، في آذار 1979، وقّع كلا الزعيمين على اتفاقية السلام التاريخية.

مناحيم بيغن وأنور السادات في حفل توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلة المصرية (AFP)
مناحيم بيغن وأنور السادات في حفل توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلة المصرية (AFP)

تداعيات الاتفاقية

كسب كلا الطرفين كثيرًا من الاتفاقية. تتلقّى مصر، منذ توقيع الاتفاقية وحتى اليوم، معونة اقتصادية وعسكرية على نطاق هائل من الولايات المتحدة، والتي لا يتوقّف تدفّقها للحظة وتشكّل بالنسبة للبلد أنبوب أكسجين مهمّا جدّا.

كل من إسرائيل ومصر، خصّصت – تدريجيّا – موارد أقلّ من أجل الحفاظ على الحدود المتوترة. خلال 30 عامًا من استقلال إسرائيل خاض الطرفان كما ذكرنا ثلاثة حروب صعبة بالإضافة إلى القتال الذي لا يتوقف، ممّا أدى إلى زيادة التوتّر وعدم الاستقرار على الحدود وتطلّب من الدولتين تخصيص موارد كبيرة للحفاظ عليها، والتي تشمل من بين أمور أخرى دماء أبنائهم.

وبالطبع، قبل كلّ شيء، كانت شبه جزيرة سيناء. 61,000 كيلومتر مربع (تقريبًا 3 أضعاف مساحة إسرائيل)، والتي قامت إسرائيل باحتلالها خلال حرب 1967، تمّت إعادتها إلى مصر. ومن أجل ذلك اضطرّت إسرائيل إلى إخلاء عدد من البلدات الإسرائيلية، التي أقيمت على أراضي سيناء.

فتحت اتفاقية السلام أيضًا السياحة الإسرائيلية إلى مصر. سافر العديد من الإسرائيليين للسياحة في المواقع التاريخية في مصر بالإضافة إلى القاهرة، واعتاد العديد من الإسرائيليين كذلك على قضاء عطلة في سيناء الهادئة. ولكن في عام 2004 جرت سلسلة من الهجمات الإرهابية ضدّ إسرائيليين في سيناء، وقلّصت تدريجيّا من عدد السياح الإسرائيليين في سيناء، وصولا إلى درجة صفرية كما هو الحال اليوم.

شبه جزيرة سيناء (Wikipedia)
شبه جزيرة سيناء (Wikipedia)

عهد جديد

حدّدت اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر عهدًا جديدًا في الشرق الأوسط. لن يقاتِل الجيشيْن الأكبر في المنطقة بعضهما البعض بعد ذلك. لقد تمّ توقيع الاتفاقية بين زعيمين قويّين، وبدأت بالتعرّض للتجارب الحقيقية بعد أن أخلى هؤلاء الساحة الدولية.

المرة الأولى التي تمّ فيها تجريب الاتفاقية هي في فترة الحرب بين إسرائيل ولبنان عام 1982. تمّ تفعيل ضغوط كبيرة جدّا على الرئيس المصري، حسني مبارك، مع اندلاع الحرب، والذي حلّ مكان السادات الذي اغتيل، من أجل إلغاء اتفاقية السلام. لقد وضعت اضطرابات أخرى في المنطقة أيضًا، مثل الانتفاضة الفلسطينية، الاتفاقية قيد الاختبار.

ومع ذلك، فإنّ اتفاقية السلام كانت “اتفاقية حديدية” بالنسبة لكلتا الدولتين. حتى في الفترة التي سيطر فيها الإخوان المسلمون في مصر، احترم محمد مرسي الاتفاقية وأدار اتصالات غير مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية.

وقد أثبتت الوساطة المصرية بشكل أساسي خلال عملية “الجرف الصامد”، والتي تمّت في الصيف الأخير، بشكل قاطع أنّ الرئيس الحالي لمصر، عبد الفتّاح السيسي، يرى في إسرائيل أكثر من مجرد صديق إقليمي. علاوة على ذلك، فخلال المحادثات بين الجانبَين الإسرائيلي والفلسطيني سُمع الكثير من الشكاوى من قبل الفلسطينيين بأنّ السيسي في الواقع “منحاز” لصالح الإسرائيليين.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (EBRAHIM HAMID / AFP)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (EBRAHIM HAMID / AFP)

اليوم

اليوم، بعد 36 عامًا من توقيع اتفاقية كامب ديفيد، من الواقع دون شكّ أنّ اتفاقية السلام تخدم كلا الطرفين، ولديهما مصلحة واضحة في الحفاظ عليها. إنّ الوضع الاقتصادي في مصر صعب جدّا اليوم، وهي لا يمكن أن تسمح لنفسها بتخصيص موارد لحروب لا داعي لها. بالإضافة إلى ذلك، في الأيام التي ليبيا فيها محطّمة، والسودان مقسّمة وقطاع غزة هو مكان يتعرّض للضرب وميؤوس منه، فإنّ مصر في أمسّ الحاجة إلى الاستقرار وإلى الأصدقاء الأقوياء بجانبها، مثل إسرائيل.

وهناك جوانب سلبية للاتفاقية أيضًا. يعتبر السلام سلامًا “باردًا”، لأنّه لا يشمل بداخله تعاونًا ثقافيًّا ومبادرات اقتصادية مشتركة. لا يزال الكثير من المثقّفين المصريين يقاطعون إسرائيل. ليس هناك سيّاح مصريّون في إسرائيل وتغطّي وسائل الإعلام المصرية إسرائيل في غالب الأحيان بشكل عدائيّ وليس موضوعيّا.

بالإضافة إلى ذلك، هناك نظريّات تقول إنّه وفقًا للإسلام، فليس هذا سلامًا دائمًا وإنما هدنة طويلة الأمد. ولكن، كلّما مرّت السنين وتم الحفاظ على الاستقرار، ازدادت بذلك قوة الاتفاقية وتراجعت احتمالات إلغائها.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الاتفاقية نجاحًا كبيرًا جدًا. أدّت الاتفاقية – التي أنهت تمامًا حالة الحرب بين البلدين – بالدرجة الأولى إلى إنقاذ حياة الآلاف، إنْ لم يكن عشرات الآلاف من الناس، من الجانبين معًا. باستثناء حوادث قليلة لانتهاكات محليّة في إطلاق النار، والتي نشأت عن مبادرات فردية مع قضايا شخصية ما، فإنّ كلا الطرفين يلتزم بالحفاظ على الهدوء والأمن المتبادل.

يسير الكثير من الناس اليوم في شوارع القاهرة وتل أبيب، دون أن يعرفوا بأنّهم يمارسون حياتهم اليومية، وأنهم على قيد الحياة، بفضل اتفاقية السلام. ولكن كما ذكرنا، فإنّه سلام “بارد”، على الرغم من أنه في الأيام التي يمرّ فيها الشرق الأوسط باضطرابات كثيرة، يمكن تعريف الحفاظ على الهدوء والسلام بين إسرائيل ومصر باعتباره أحد الأمور الأكثر استقرارًا في الشرق الأوسط.

الاعلام في معبر طابا الحدودي (MARWAN NAAMANI / AFP)

اقرأوا المزيد: 883 كلمة
عرض أقل