حرب الغفران

“علاقاتنا مع العالَم العربي تشهد تغييرا غير مسبوق”

بنيامين نتنياهو (Hadas Parush/Flash9)
بنيامين نتنياهو (Hadas Parush/Flash9)

في خطابه في ذكرى ضحايا حرب أكتوبر 1973، قال نتنياهو إن إسرائيل ستواصل الدفاع عن نفسها، مشيرا إلى أنه طرأ تحسن على علاقاتها مع الدول العربيّة

قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، في احتفال لذكرى شهداء حرب أكتوبر عام 1973 في جبل هرتسل: “تدعو إيران علنا إبادة إسرائيل، لهذا علينا الحفاظ على أنفسنا وهذا ما سنفعله. كما علينا أن نبذل قصارى جهدنا لمنع الحرب، ولكن إذا فرضت علينا، فسوف نعمل ضد أعدائنا”.

تطرق نتنياهو في أقواله إلى حرب أكتوبر وإلى الضحايا الكثيرين الذين ماتوا فيها قائلا: “أصبحت نتائج الحرب خالدة في ذاكرتنا اليوم أكثر من الماضي. نحمي مصالحنا الأمنية دون أية تنازلات. ونستطلع المجال الجوي كل الوقت، نترقب المخاطر الكامنة، والفرص التي تُفتح أمامنا”.

أشار رئيس الحكومة إلى تحسن العلاقات بين إسرائيل والدول العربية في المنطقة. “أصبح الشرق الأوسط في وقتنا هذا مليئا بالمخاطر بما فيها أشعة الشمس”. “تشهد علاقتنا مع العالَم العربي تغييرا منقطع النظير. أصبحت تفهم الدول المركزية أكثر فأكثر أهمية علاقتها مع إسرائيل. ربما سيستغرق هذا التقدم وقتا، ولكن أومن أن التقارب التدريجي سيحدث تغييرا هاما في التطبيع وفي السلام لاحقا”.‎ ‎

اقرأوا المزيد: 148 كلمة
عرض أقل
جنازة الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981 (AFP)
جنازة الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981 (AFP)

الإسرائيلي الذي كان شاهدا على اغتيال السادات

هل كان يمكن تجنّب اغتيال الرئيس السادات لو أن حراس الأمن كانوا حذيرين أكثر؟ تحدث حارس أمن إسرائيلي كان موجودا في الموقع عن فيديو لم يُنشر أبدا

“أثناء لحظة الاغتيال، عن طريق الصدفة تماما، ظهرت ست طائرات ميراج فوق منصة الاستعراض العسكري فلفتت أنظار جميع الحاضرين”. هذا وفق ما قاله اليوم صباحا (الأحد) لمحطة الإذاعة الإسرائيلية، موشيه غاي، الذي كان مسؤولا عن حراس الأمن المسؤولين عن حراسة السفير الإسرائيلي في مصر آنذاك، موشيه ساسون، وكان حاضرا أثناء الاستعراض العسكري السنوي لذكرى انتصار مصر في حرب يوم الغفران الذي اغتيل فيه الرئيس المصري الراحل، أنور السادات.

وفقا أقواله، خلافا لكل الحاضرين الآخرين الذين نظروا إلى الطائرة، فقد لاحظ هو وحارس آخر كان معه بشاحنة توقفت على بعد حوالي 15 مترا من منصة الاستعراض في موقع الحادث. في البداية اعتقدا أن الحديث يجري عن شاحنة كانت عالقة، ولكن بعد ذلك خرج منها ضابط لم يكن مسلّحا، وركض على بعد بضعة أمتار باتجاه المنصة وألقى عليها متفجرات.

وأوضح غاي أنه في تلك اللحظة أدرك أن الحادث أمني، لم يكن جزءا من أداء الألعاب النارية الخاصة بالاستعراض، لهذا استلقى فورا على السفير من أجل حمايته. وبعد هدوء تام، بدأ إطلاق النار، عندها أدرك غاي أن إطلاق النار كان موجها ضد الرئيس المصري السادات وليس تجاههما.

وقال غاي في مقابلة معه اليوم صباحا (الأحد) بمناسبة ذكرى 40 عاما على الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السادات إلى إسرائيل: “علمت أنه يحظر عليّ الرد على إطلاق النار لأن شخصا ما قد يصوّرني ومن ثم يتهمون إسرائيل بالإضرار بالرئيس السادات، فضلا عن ذلك، خشيت أن تصيبني رصاصة من رصاصات الحراس المصريين الذين كانوا حاضرين هناك”.

وأضاف أن الجيش المصري لديه مقطع فيديو يوثق الاغتيال الذي لم ينشر أبدا، وقد حظي برؤيته في إحدى زياراته الرسمية إلى مصر التي قام بها كجزء من وظيفته.

اقرأوا المزيد: 255 كلمة
عرض أقل
للواء ارييل شارون مع موشيه دايان عام 1973 (AFP)
للواء ارييل شارون مع موشيه دايان عام 1973 (AFP)

إسرائيل لم تنسَ تشرين عام 1973 وأرئيل شارون

كما في كلّ عام، يُعتبر عيدُ الغفران اليهوديّ فُرصة للإسرائيليّين لتذكُّرِ الحرب وكشفِ تفاصيلَ جديدة من الأرشيف. هل كان أرئيل شارون بطلَ الحرب، أم عاصيا للأوامر الموجّهة له؟

تُشير الصحف الإسرائيليّة في كل عام، إبان عيد الغفران اليهوديّ، إلى تلك الحرب؛ حرب تشرين الأول سنة 1973 التي اندلعت يومَ العيد، في هجمة مُباغِتة ومُقَّررة من قبل الجيشين المصري والسوري. ينشر كلَّ عام أرشيف الجيش الإسرائيليّ إفصاحاتٍ جديدة حُظِرَ نشرها فيما سبق.

نشرَ الأرشيف هذا العام رسائلَ الجنرال شموئيل غونين، الذي لُقّبَ بلقب “جوروديش”، والذي اعتُبِرَ البطلَ المأساويّ للحرب. كان جوروديش قائدَ لواء الجنوب، وقائدَ الجبهة المصرية. حوّل فشلُ صدّ الهجمة المصرية في السادس من تشرين الأول عام 1973، إلى جانب الحقيقة بأنّ شارون قد قادَ القوّات التي عبرت قناة السويس المصريّة واحتلت مساحات غربَا لها، غونينَ إلى رمز للفشل الإسرائيليّ، وشارونَ إلى رمز للانتعاش والتعافي الإسرائيليّ.

الجنرال شموئيل غونين (شمال) في أيام حرب 1973 (AFP)
الجنرال شموئيل غونين (شمال) في أيام حرب 1973 (AFP)

كُشف في رسالة من غونين إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ دافيد إلعازار، والتي سُمح بنشرها في الأمس، بأنّ غونين قد طالب بالتحقيق مع أرئيل شارون كونه عصى الأوامر الموجّهة له. أشارَ غونين إلى أنّه قد طلبَ مرّتين وقتَ الحرب إقالةَ الجنرال شارون. وفقا لكلامه، فإنّ تجاوز شارون صلاحياته كانَ خرقا للانضباط ولقيم الجيش.

فصّلَ غونين كيفَ عصى شارون الأوامر الصادرة له حول مكان تسديد الهجوم، المناطق التي يجب الانسحاب منها والقوات التي يجب تعزيزها. وفي مرحلة مُعيّنة أبلغَ شارونُ غونينَ بأنّ المهمة العسكرية المفروضة عليه قد أُتِمّت، في حين لم يبدأ بتنفيذها حتّى على أرض الواقع. وفي حالة أخرى، يَذكرُ غونين كيف أمرَ شارون بوقف الهجوم، أما شارون فكذب عليه واسترسل بشنّ الهجمات. في الواقع، يدّعي غونين بأنّ شارون قد تصرّف كما طابَ له، دونَ تولي أية مسؤولية.

قيل في الرسالة التي وُجّهت لرئيس الأركان إلعازار: “التفاصيل التي ذُكرت فيما سبق ما هيّ إلا حلقات في سلسلة طويلة من خرق الأوامر والانضباط من قِبل اللواء شارون، الأمر الذي ألحق الضرر بالمعنويات دونَ أدنى شك”.

ومع ذلك، تُناقض هذه الأمور تصوّرات الجمهور لشارون الذي اعتُبر بطلَ حرب، والشخصَ الذي أنقذ الجيش الإسرائيليّ. أشارَ كل واحد من رؤساء الدولة، في المدائح وقتَ وفاة شارون في كانون الثاني عام 2014، إلى دور شارون الحاسم والمصيريّ في المعارك.

اقرأوا المزيد: 307 كلمة
عرض أقل
للواء جولاني, الجيش الإسرائيلي (IDF Flickr)
للواء جولاني, الجيش الإسرائيلي (IDF Flickr)

جولاني: الواء رقم 1 في الجيش الإسرائيلي

التدريب الأكثر قسوة في الجيش، المقاتلون الأكثر حماسة، وإرث قتالي تتضمّن قائد كتيبة رفض الأوامر ومقاتل قاد تمرّدًا؛ كلاهما تلقّيا ميدالية إذن، ما هي المعادلة الرابحة للواء رقم 1 في الجيش الإسرائيلي؟

1973‏، هضبة الجولان. أحد أيام حرب تشرين عام 1973، 14:00 ظهرًا. بدأ الجيش السوري بقصف مخيّمات الجيش الإسرائيلي، الطرقات والمدن. في الساعة 17:00، قدّرت قيادة المنطقة الشمالية بأنّ الكتائب الثلاث المنتشرة على طول القطاع الشمالي في الهضبة – الكتيبة 13 التابعة للواء جولاني، الكتيبة 50 (ناحال) وكتيبة المدرّعات للواء 188 – لن تستطيع إيقاف محاولة الاختراق من قبل الجيش السوري في قطاعهم، وأمروهم بالتخلّي عن مراكزهم. استجابت كتيبة ناحال وكتيبة المدرّعات للأوامر وتراجعت، ولكن قائد كتيبة 13، قرّر عدم التراجع من المواقع والقتال، رغم النقص العددي. بعد ذلك بشهرين، حظي قائد الكتيبة 13 للواء جولاني بتكريم لجنة أغرانات، التي حقّقت في أحداث حرب تشرين عام 1973. تلقى ثلاثة جنود آخرين من لواء جولاني تكريمًا أيضًا.

مقاتل من جولاني خلال تدريب عسكري (IDF Flickr)
مقاتل من جولاني خلال تدريب عسكري (IDF Flickr)

هناك صورة معقّدة للواء جولاني في الجيش. من جهة، هو معروف بصفته لواء وغالبًا ما يقع في مشاكل انضباط ومشاكل تأديبية، بدءًا بتمرّد الرماة وصولا إلى حالات ممارسة العنف ضدّ الفلسطينيين. وعلى العكس، في كلّ مرة يقف الجيش الإسرائيلي أمام مهمّة منوطة بالعزم، العناد والروح القتالية، يميل الضبّاط الكبار إلى تضمين جولاني في الوحدات الأولى. اعتاد أحد قادة الألوية سابقًا في جولاني، على مقارنة اللواء بالكلب روتويللر، حيث يفضّل في الأيام العادية أن يكون مربوطًا بالسلسلة، ولكن في المعركة يفضل أن يكون إلى جانبك.

إذن، من هو اللواء الذي كسر مؤخرًا فقط الرقم القياسي للتجنيد؟ اللواء الذي يراه الكثيرون جيش الشعب الحقيقي؟

جولاني هو اللواء الذي شارك في جميع حروب إسرائيل وفي معظم الحملات الواسعة في جميع المناطق. يوجد لدى اللواء تقاليد كبيرة. “في الشيفرة الوراثية للواء، يتم تنفيذ مهمّة بغضّ النظر عمّا يحدث فعليّا في الواقع. سنفعل كلّ شيء من أجل وضع الراية على الجبل”، هكذا يوضّح ضابط كبير في جولاني، “جميعنا متساوون. ليس من المهمّ من أيّ نقطة بدأنا. جميعنا بشر، هناك شيء إنسانيّ جدًا في الأسلوب وفي الأجواء”.

أقيم لواء جولاني قبل عدّة أشهر من إعلان استقلال دولة إسرائيل (شباط 1948) وشارك في معارك كثيرة: بداية من حرب عام 1948، ضدّ جيوش الأردن، سوريا، لبنان بل والعراق، وأيضًا في حرب عام 1967، حرب تشرين 1973، حرب لبنان الأولى والثانية وحتى خلال الانتفاضتَيْن الفلسطينيّتَين. من بين العمليات المشهورة للوحدة يمكن أن نجد “عملية نوكييف” (1962)، وهي غارة على مواقع سورية في الضفة الشرقية لبحيرة طبريا في أعقاب قصف السوريين للصيّادين والبلدات الإسرائيلية، احتلال جبل الشيخ (1967) وأخذه من يد الجيش السوري، السيطرة على المقاطعة في رام الله وساهم بجهوده في القضاء على ظاهرة الإرهاب التي انتشرت في المدن الرئيسية في إسرائيل خلال سنوات التسعينات.

جولاني يعني إسرائيلي

في لواء جولاني يقومون بالرحلة الأطول في الجيش الإسرائيلي ، 75 كيلومترًا (IDF Flickr)
في لواء جولاني يقومون بالرحلة الأطول في الجيش الإسرائيلي ، 75 كيلومترًا (IDF Flickr)

دخل رئيس الأركان، الجنرال بيني غنتس، قبل عامين، مع تولّيه المنصب، إلى سلسلة التجنيد في القاعدة العسكرية للتجنيد التابعة للواء، والتقى مع المجنّدين الجدد في لواء جولاني وسألهم لماذا اختاروا هذا اللواء؟ قال أحدهم إن شقيقه لم يترك له خيارًا آخر، تحدّث الثاني عن أحد أفراد أسرته الذي أوصاه بذلك، وقال الثالث أنه انضم للواء بدعم من والده. “إن أعطيتكم إمكانية الانتقال للمظليّين من منكم سينتقل؟” هكذا سأل قائد الأركان الجنودَ الجدد ولم يرفع أحد منهم يده. “أنتم تقومون بخطوة ذكيّة. لم يكن هناك حرب لم يكن جولاني فيها. دومًا شارك بحروب عنيفة ودومًا أنجز مهامّه مهما كان الأمر صعبًا. ولذلك، فإنّ اختياركم للخدمة في لواء جولاني هو اختيار جيّد. سيكون صعبًا عليكم، جسديّا، وأحيانا نفسيًّا. وأحيانا ستكون هناك أزمة توقّعات. وأحيانا سيكون الأمر محبطًا، ولكن في نهاية الأمر بالمنظور على الأمد البعيد، فإنّ المسار قد أعدّ من أجل تأهيلكم لمواجهة أيّ مهمّة”.

اللواء رقم 1 في الجيش الإسرائيلي، كسر عام 2011 بيانات التجنيد. في دورة التجنيد تلك، من بين جميع المرشّحين للخدمة الأمنية الذين طلبوا التجنّد في ألوية فرق المشاة، 42.9% منهم طلبوا الخدمة في جولاني. بيانات الطلب على اللواء هي الحلم الجميل لكل قائد لواء في الجيش الإسرائيلي، وحتى الآن لا يوجد تفسير للمعادلة التي جعلته مرغوبًا به إلى هذه الدرجة.

في جولاني هناك 5 كتائب: كتيبة باراك (12)، كتيبة معروفة باحتلالها لتل فاخر في حرب عام 1967، وكذلك اشتركت الكتيبة في المعارك الأقسى في حرب تشرين عام 1973 وخسرت الكثير من جنودها. كتيبة جدعون (13)، كتيبة المتسلّلين (51)، كتيبة الجوز (سوف نتوسّع بالحديث عنها في مقال قادم) وكتيبة الاستطلاع التابعة لجولاني.

يرتدي جنود اللواء قبّعة بنّية مع رمز جندي مشاة ويرتدون أحذية سوداء. يرمز اللون البنّي إلى المقاتلين الأوائل للواء والذين كانوا مزارعين حين تمّ تجنيدهم. علم اللواء مكوّن من الألوان الأخضر والأصفر والذي يرمز إلى أراضي المعركة، في الشمال والجنوب. رمز اللواء الذي وجد على شعار الوحدة هو شجرة زيتون لها جذور عميقة جدًا.

الروح القتالية

جولاني هو اللواء الذي شارك في جميع حروب إسرائيل (IDF Flickr)
جولاني هو اللواء الذي شارك في جميع حروب إسرائيل (IDF Flickr)

ليس سرًّا أن إحدى الوصمات للواء جولاني هي أنّه اللواء الأكثر وحشية في الجيش الإسرائيلي، حيث يميل مقاتلوه إلى التمرّد على المواثيق (والقادة)، وألسنتهم ليست مقيّدة. وينظر كبار الضباط في اللواء إلى النتائج الاجتماعية التي تطرحها وسائل الإعلام بشكل مختلف، حيث يصرّون على أنّ هذه الوصمة بعيدة عن الواقع. إنّ عقيدة الانضباط الجديدة للقائد الجديد للواء تشمل بعض التجديدات: الضابط أو غيره الذين يقفون بانتظام عند مدخل قادة اللواء العسكرية، ويفصحون الترتيب والمظهر؛ ينظّمون لجميع الكتائب كل يوم جمعة، بما في ذلك التدريبات المنتظمة، والتشديد في العقوبة. وتكون النتائج فورية: في المنتصف الأول لعام 2013، كان هناك 150 شكوى من الشرطة العسكرية أقل من العام الماضي، ونسبة صفر لسرقات الأسلحة.

وإذا لم يكن ذلك كافيًا، ففي لواء جولاني يقومون بالرحلة الأطول في الجيش الإسرائيلي والتي طولها 75 كيلومترًا. حين سألوا بعض القادة في اللواء لماذا يحتاجون للمشي لمسافة طويلة إلى هذه الدرجة مع العتاد على الظهر، أوضح لهم قائد اللواء السبب قائلا: من أجل أن يعلم كل جندي أنّه بعد 70 كيلومترًا أيضًا يكون باستطاعته المشي للأمام؛ “حتى لو كان صعبًا، فسيكسر العتاد ظهرك وكلّك مبلّل، فتفهم بأنّه هكذا يتمّ بناء العقل الروح”. كل شخص لا ينجح باجتياز المسار الشاق في لواء جولاني فلن يتحوّل إلى محارب. سيقوم بذلك مرّة بعد مرّة حتى ينجح.

لواء من النمور

"النمر" - ناقلة جنود مدرّعة (IDF Flickr)
“النمر” – ناقلة جنود مدرّعة (IDF Flickr)

اعتبر لواء جولاني بسبب مهمّته ومهنيّته العالية لواء “النمر” للجيش الإسرائيلي. تم تسليم النمر – وهو ناقلة جنود مدرّعة من الأكثر تقدّمًا في العالم – حتى الآن إلى لواء جولاني فقط، وهو ما يميّزه عن باقي الألوية. يسمح “النمر” لقادة جولاني بتحقيق قوة جديدة للمقاتلين بالصورة الأكثر حماية والأفضل على الإطلاق لأرض القرار.

من سيفوز في الحرب القادمة؟

تغيّرت ملامح ساحة المعركة. في الماضي كان للعدوّ مراكز ثقل، وتطلّب الأمر تدمير سلاح الجوّ لديه، الرادارات وبطاريات الصواريخ. ولكنّ العدوّ قد درس البيئة، واليوم لا يوجد لديه مركز ثقل. إنّه يطلق عشرات الآلاف من القذائف صوب إسرائيل، والتي تنتشر في كلّ مكان. “يفهم حزب الله جيّدًا أنّه لا يمكنه الانتصار على الجيش الإسرائيلي”، يوضح ضابط كبير في جولاني، “ولكن تكتيكاته تقول إنّه لا يخسر لأنّه يستطيع دومًا إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل. علينا ألّا ننجرّ إلى هذا الوضع. ندرّب جنودنا على التعامل مع متغيّرات البيئة القتالية، هذا هو سرّ الحرب القادمة، وفي جولاني مستعدّون لها”.

اقرأوا المزيد: 1048 كلمة
عرض أقل
أريئيل شارون في حائط البراق (FLASH 90)
أريئيل شارون في حائط البراق (FLASH 90)

حنينٌ في إسرائيل لزعيمٍ قويّ

دخل أريئيل شارون الغيبوبة في كانون الثاني 2006، والمنظومة السياسية تصرفت بناءً على ذلك. فقد أصبح بنيامين نتنياهو الرجل الأقوى في السياسة الإسرائيلية دون مُنازع – اشتياق لشخصية قوية، ولكن ملأى بالتناقُضات

أريئيل شارون مستغرِق في سُبات منذ 2006، وبين الحين والآخر، ينقل الإعلام الإسرائيلي آخر أخبار وضعه الصحي، كيف يتجاوب مع محيطه، وهل يتحدث الأطباء عن نشاط دماغيّ لديه. كما يتحدث الإعلام عن ابنَيه عُمري وجلعاد، اللذَين يعتنيان بوالدهما، الذي كان رئيس الحكومة بين 2001 و2006، ليُدفع بعدها إلى غياهب النسيان.

فمَن هو الرجل الذي كان يبدو بنيامين نتنياهو إلى جانبه مجرّد سياسيّ آخر؟

أريئيل شارون ورئيس الحكومة الأول، دافيد بن غوريون (Flash90)
أريئيل شارون ورئيس الحكومة الأول، دافيد بن غوريون (Flash90)

شخصيّة مُثيرة للجدل

شخصية شارون هي مثارُ خلافٍ، في إسرائيل وخارجها. فهو معروف كمقاتل جريء، بطل حرب بعد عام 1967، ومنقذ الدولة في حرب 1973. بالتباين، يُعتبَر شارون بالنسبة إلى كثيرين رجلًا عدوانيًّا، متهوّرًا، فاسدًا، وحتّى مخادعًا، جرّ إسرائيل إلى حروب لا طائل منها.

في البداية، اعتُبر شارون بطل اليمين و”أبا المستوطَنات”. لكن بدءًا من عام 2004، هاجمه اليمينيون، ولا سيّما المستوطِنون، بسبب برنامج فك الارتباط من غزة حينذاك. كان سُخط اليمين على شارون هائلًا، حتى إنّ رجال دين يهودًا معروفين في إسرائيل رفضوا الصلاة من أجل سلامته بعد دخوله الغيبوبة.

عسكريّ مُكلَّل

أدخل أريئيل (إريك) شارون، المولود باسم أريئيل شاينرمان، إلى وحدات سلاح المشاة ووحدات النخبة عقيدة المعارك. عام 1953، دُعي شارون لإنشاء الوحدة 101، كوحدة تكون قادرة على إنجاز عمليات في عُمق أراضي العدوّ. تحت إشرافه، تحوّلت الوحدة 101 إلى وحدة الكوماندوز الأولى في الجيش الإسرائيلي.

أرئيل شارون مصاب في رأسه أثناء حرب الغفران يتوسط رئيس الأركان حايم بار ليف وموشيه ديان (Flash90)
أرئيل شارون مصاب في رأسه أثناء حرب الغفران يتوسط رئيس الأركان حايم بار ليف وموشيه ديان (Flash90)

في حرب 1967، قاد شارون الشعبة 38، التي وُضعت في القطاع الجنوبي. حظي شارون بالثناء على المعارك التي قادها في أم كتف وأبو عجيلة، المعركة التي اعتُبرت إحدى أنجح المعارك في تاريخ جيش إسرائيل، ودُرّست بعد ذلك في أكاديميات عسكرية في أنحاء العالَم.

في حرب 1973، أشرف شارون على عملية “فرسان القلب”، بالعبرية “أفيري ليف”. كانت العمليّة من أعقد العمليات التي جرت خلال الحرب عامّةً وعلى الجبهة الجنوبية خاصّةً. وقد غيّرت العملية وجه الحرب، إثر اجتياز الجيش الإسرائيلي قناة السويس، ما أدّى إلى طلب مصر وقف إطلاق النار.

كذلك عرض شارون طيلة خدمته في الجيش، كوزير، وكرئيس حكومة، نظرة قتال للإرهاب دون تسويات – لإخضاع الإرهاب بكل الوسائل التي في حوزته. قاتل الإرهاب في غزة بيدٍ من حديد، وأدّت العمليات مثل الاغتيالات المنظّمة، وهدم البيوت، إلى نقد جماهيريّ قاسٍ ضدّه. وهو يُعتبَر في العالَم أحد أكبر الاختصاصيين في الحرب على الإرهاب.

حرب لبنان، صبرا وشاتيلا

كقائد عسكري ذي كاريزما، عمل شارون سنوات طويلة على هواه، دون الانصياع لقادته. فقد كتب دافيد بن غوريون، رئيس الحكومة الأول، عن شارون يومًا: “شاب مفكِّر، مبدِع، وإذا تغاضينا عن أنه لا يقول الحق في تقاريره، يكون قائدًا عسكريًّا نموذجيًّا”.

بدأت حرب لبنان بمحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، شلومو أرغوف، التي قادت إسرائيل إلى ضرب منشآت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، مما أدى إلى قصف مركز مدينة كريات شمونة وطول الحُدود على الجليل بوابل قوي من صواريخ الكاتيوشا.

أدّت خسائر الجيش الإسرائيلي، إلى جانب الشائعات أنّ شارون ضلّل رئيس الحكومة حينذاك، مناحيم بيغن، حول مدى اجتياح الجيش الإسرائيلي لبنان، إلى هبوط حادّ في شعبية الحرب وإلى إلحاق الأذى بالمكانة الجماهيريّة لشارون.

أريئيل شارون ومناحم بيجن (Flash90)
أريئيل شارون ومناحم بيجن (Flash90)

وخلال احتلال الجيش الإسرائيلي العاصمة اللبنانية، بيروت، في أيلول 1982، ارتكب حزب “الكتائب اللبنانية” مجزرة في مخيمَي اللاجئين الفلسطينيين صبرا وشاتيلا جنوب العاصمة. وأتت المجزرة بعد اغتيال بشير الجميّل، الزعيم في الحزب، الذي انتُخب رئيسًا للجمهورية بدعمٍ إسرائيليّ. دخلت الكتائب مخيمَي صبرا وشاتيلا مساءَ 16 أيلول، وخلال وقتٍ قصير بدأت بالقتل يمنةً ويسرة.

في أعقاب الضغوط من الرأي العام، محليًّا وعالميًّا، عُيّنت لجنة تحقيق رسمية، لجنة كاهِن، للتحقيق في المجزرة. قرّرت اللجنة أنّه رغم عدم تورُّط الجيش الإسرائيلي مباشرةً في المجزرة، فقد كان شارون مسؤولًا عن تجاهُل خطر قيام الكتائب بعمليات ثأر على اغتيال قائدها في مخيّمات اللاجئين.

نتيجةً لذلك، أوصت اللجنة بإعفاء شارون من مهامّه، وعدم تسليمه وزارة الأمن (الدفاع) مجدّدًا. طوال سنوات، ولا سيّما بعد مجزرة صبرا وشاتيلا، نظر كثيرون في العالم إلى شارون كمجرِم حرب.

“انتفاضة الأقصى”

في عهد حكومة إسحاق رابين، عارض شارون بشدّة معاهدة أوسلو، التي رأى فيها خطرًا شديدًا على أمن الدولة. وبعد هزيمة نتنياهو في انتخابات أيار 1999، انتُخب شارون في أيلول رئيسًا للّيكود، ليكون زعيمًا للمعارضة في عهد حكومة إيهود باراك.

رئيس الحكومة في السابق أريئيل شارون  ومحمود عباس (Flash90)
رئيس الحكومة في السابق أريئيل شارون ومحمود عباس (Flash90)

في 28 أيلول 2000، قام شارون بزيارة حظيت بتغطية إعلامية إلى الحرم القدسي، وأعلن أنّ “لكلّ يهودي الحقّ في زيارة جبل البيت”. رأى الفلسطينيون في هذه الزيارة سببًا لاندلاع الانتفاضة الثانية. في وقتٍ لاحق، كشفت سهى عرفات، قرينة رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، في مقابلة تلفزيونية أنّ انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000، خطَّط لها زوجها.

بعد ذلك، حين أصبح شارون رئيسًا للحكومة، بلغت موجة الإرهاب ضدّ إسرائيليين، التي جرى التعبير عنها في تفجيرات انتحارية، مستوياتٍ غير مسبوقة عامَي 2001 و2002. وبعد فترة من التحفُّظ النسبي، انتهج شارون سياسةً تصعيدية.

وفي النهاية، بعد التفجير في فندق “بارك” في آذار 2002، وبعد أن قُتل في ذلك الشهر (الذي دُعي “آذار الأسود”) أكثر من 120 مدنيًّا وجنديًّا إسرائيليًّا، قررت الحكومة برئاسته احتلال المنطقة التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية (منطقة A) في إطار عملية “الدرع الواقي”. فتّتت العملية البنى الإرهابية في الضفة الغربية، ونجحت في خفض عديد قتلى التفجيرات كثيرًا.

في الفترة نفسها، أطلق شارون عملية بناء جدار فصْل يفصل بين إسرائيل والضفة الغربية، بهدف التقليل من عدد التفجيرات. بالنسبة لكثيرين، مثّل هذا الجدار انشقاقًا أيديولوجيًّا عن ماضي شارون، الذي كان يدعم طيلة حياته مبدأ “أرض إسرائيل الكاملة” بقوة، ولكنه الآن اعترف بتقسيمها. بقي مسار جدار الفصل مثارَ جدل، وأضحى مركز عاصفة دُولية.

كديما والسُّبات

كان آخر النشاطات السياسية لشارون قبل دخوله الغيبوبة إنشاء حزب “كديما”. انشقّ شارون في 21 تشرين الثاني 2005 عن حزب الليكود، الحزب الذي أنشأه. وأثناء توليه رئاسة الحكومة، أنشأ حزبًا جديدًا – حزب “كاديما” (قُدُمًا).
تأسّس الحزب إلى حدٍّ كبير على شخصية شارون، وسرعان ما انضمّ للحزب الكثير من السياسيين، بينهم إيهود أولمرت وشمعون بيريس. لكنّ سُبات شارون عام 2006 وهبوطه عن المنصة فجأةً أدّيا إلى هزة عنيفة لحزب كاديما، الذي وجد نفسه قبل أقلّ من ثلاثة أشهر من الانتخابات دون زعيمه، الرجل الذي كانت شخصيته دعامة الحزب.

رئيس الحكومة في السابق أريئيل شارون (Flash90)
رئيس الحكومة في السابق أريئيل شارون (Flash90)

أُصيب شارون (الذي يبلغ الآن 86 عامًا) بنزيف داخل الدماغ في كانون الثاني 2006، ونُقل بدايةً إلى مستشفى هداسا عين كارم في القدس، حيث بُذلت جهود لإعادته إلى الوعي التام، لم تُجدِ نفعًا. في أيار من السنة نفسها، نُقل إلى المركز الطبي شيبا، ومذّاك يمكث في وحدة إعادة الأهلية التنفسية في المستشفى.

وفي تشرين الثاني 2010، نُقل بطلب من أفراد أسرته إلى مزرعة “هشكميم” لفتراتٍ قصيرة، سعيًا لإنتاج بيئة طبية داعِمة في بيته، لكن في نهاية المطاف تقررت إعادته إلى شيبا، حيث يمكث حتّى الآن.

اقرأوا المزيد: 976 كلمة
عرض أقل