أبراهام شالوم (لقطة شاشة)
أبراهام شالوم (لقطة شاشة)

وفاة رجل الظلال

أبراهام شالوم، رئيس الشاباك بين عامي 1980 - 1986، توفي اليوم. وفي ذروة قوته، ترأس شالوم جهازًا سرّيا وقويّا، ولكن في نهاية حياته دعا إلى التسوية مع الفلسطينيين

أبراهام شالوم، رئيس الشاباك بين عامي 1980 – 1986، الرجل الذي قاد مئات العمليات السرية في إسرائيل وخارجها، توفي اليوم في سنّ 86 عامًا. حين ترأس جهاز الشاباك، كان منظّمة ضخمة وسرّية أرسلت أذرعها السرّية في كلّ مكان، وعمل في الظلام لضمان سلامة مواطني إسرائيل. لم يتردّد شالوم في الماضي في الدفاع عن وظيفته في تلك السنوات، عندما قال دون جدال “في الحرب على الإرهاب لا مكان للأخلاق”، ولكن مواقفه كانت أكثر تعقيدًا ممّا يبدو.

وُلد في النمسا عام 1928، وهرب من هناك مع أسرته بعد الضمّ الألماني النازي. انضم في حرب عام 1948 إلى القوات الإسرائيلية، وقاتل في بعض المعارك. ثم انضم بعد تأسيس دولة إسرائيل إلى جهاز الخدمات السرية الذي أقيم وقتها، وساعد في بنائه.

كانت إحدى أهمّ العمليات التي شارك فيها هي الإمساك بالمجرم النازي أدولف آيخمان على أراضي الأرجنتين عام 1960، وإحضاره للمحاكمة العادلة في إسرائيل. مدح رئيس جهاز الخدمة السرية حينذاك، إيسر هريئل، شالوم الذي كان نائب قائد العملية وقال عنه إنّه “رجل العمليّات المهمّة، مخطّط ممتاز، شخص على دراية بعدّة لغات وصاحب خبرة في العمليات خارج البلاد”.

حين ترأس الشاباك اعتُبر شالوم مدير وقائد راسخً، متزمّت، متعنّتً ومتشدّد، والذي لم يخسر مرّة في جدال ولم يضطرّ في يوم إلى تغيير رأيه. وقد يقول البعض إنّ طبيعة عمله كانت سلبيّة.

قاد عام 1984، الجهاز في فترة حادثة هزّته وغيّرته تمامًا، وهي قضية “الخطّ 300”. بعد أن تمّ اختطاف حافلة إسرائيلية إلى غزة من قبل أربعة إرهابيين فلسطينيين، أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي سراح ركّاب الحافلة من الرهائن وقتلت اثنين من الإرهابيين. قام رجال الشاباك الذين قبضوا على اثنين من الإرهابيين الذين بقوا على قيد الحياة بقتلهما بأمر من شالوم.

وكي لا يأخذوا مسؤولية مقتل اثنين من الإرهابيين الذين تم القبض عليهم أحياء، حاول رجال الشاباك إلقاء اللوم على ضباط الجيش، بل قدّموا شهادات كاذبة لهذا الغرض. بعد ذلك حاول شالوم الادعاء بأنّ أوامر قتل الإرهابيين جاءت من رئيس الحكومة حينذاك، إسحاق شمير، ولكن انكشاف الفضيحة في الرأي العام أجبره على الاستقالة. كانت تلك هي نهاية حقبة في الشاباك، حيث لم يعد جهازًا قادرًا على فعل كلّ شيء ولا حدود له، وأصبح جهازًا يعرف حدوده ورقابة الحكومة عليه.

لم يظهر شالوم كثيرًا في العلن بعد استقالته من جهاز الخدمات السرّية، ولكن عندما أسمع صوته قام بذلك بشكل أساسيّ للتعبير عن دعمه للتسوية السياسية مع الفلسطينيين. عام 2003، دعا علانية رئيسَ الحكومة حينذاك، أريئيل شارون، للاعتراف بمعاناة الشعب الفلسطيني، الحدّ منها وإحلال السلام.

وقد عبّر عن آراء مشابهة في الفيلم “حراس الحد” عام 2012، حيث تضمّن مقابلات مع ستّة من رؤساء الشاباك السابقين، والذين أيّدوا جميعًا مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. أعرب شالوم عن تحفّظه الكبير تجاه العمليات الإسرائيلية في أراضي الضفة الغربية بل وصرّح بأنّه يعتقد أنّ “المستقبل أسود”.

اقرأوا المزيد: 424 كلمة
عرض أقل
  • يئير لبيد (FLASH 90)
    يئير لبيد (FLASH 90)
  • حراس الحد
    حراس الحد
  • بنيامين نتنياهو وباراك أوباما (Avi Ohayon/GPO)
    بنيامين نتنياهو وباراك أوباما (Avi Ohayon/GPO)
  • احتجاجات ضد الرئيس محمود عباس  في شوارع رام الله (Flash90/Ahmad Khatib)
    احتجاجات ضد الرئيس محمود عباس في شوارع رام الله (Flash90/Ahmad Khatib)
  • صائب عريقات وتسيبي ليفني مع جون كيري بعد لقائهم في واشنطن (AFP)
    صائب عريقات وتسيبي ليفني مع جون كيري بعد لقائهم في واشنطن (AFP)
  • حسن روحاني يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى الإيراني (AFP)
    حسن روحاني يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى الإيراني (AFP)
  • مصريون يحتفلون في ميدان التحرير مع صورة عبد الفتاح السيسي (AFP)
    مصريون يحتفلون في ميدان التحرير مع صورة عبد الفتاح السيسي (AFP)
  • صلاة الجمعة في ساحة الأقصى في شهر رمضان (Sliman Khader/Flash90)
    صلاة الجمعة في ساحة الأقصى في شهر رمضان (Sliman Khader/Flash90)
  • حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز (AFP PHOTO / US NAVY - ANDREA DECANIN)
    حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز (AFP PHOTO / US NAVY - ANDREA DECANIN)
  • جنازة الحاخام عوفاديا يوسف (Nati Shohat, Flash90)
    جنازة الحاخام عوفاديا يوسف (Nati Shohat, Flash90)
  • قُبَيل نهاية السنة الميلادية، جمعنا لكم صور اللحظات الأكثر إثارةً للاهتمام، أهميةً، وجمالًا في السنة
  • كنيسة "مريم المجدلية" الروسية في القدس (Nati ShohatFLASH90)
    كنيسة "مريم المجدلية" الروسية في القدس (Nati ShohatFLASH90)

12 لحظة لا تُنسى من عام 2013 – بالصُّوَر

قُبَيل نهاية السنة الميلادية، جمعنا لكم صور اللحظات الأكثر إثارةً للاهتمام، أهميةً، وجمالًا في السنة

كانون الثاني – في 22 كانون الثاني جرت انتخابات الكنيست في إسرائيل. كانت المفاجأة الكبرى في الانتخابات فوز حزب “هناك مستقبل” الجديد، الذي أسّسه الإعلامي السابق، يائير لبيد، قبل بضعة أشهر من الانتخابات، بـ 19 مقعدًا (من أصل 120، أكثر من 15% من الأصوات)، ما جعله ثاني أكبر حزب في إسرائيل. تفاجأ لبيد نفسُه بالنتيجة، وتحوّل مقرّ الحزب بعد نشر النتائج إلى حفلة كبيرة.

يئير لبيد (FLASH 90)
يئير لبيد (FLASH 90)

شباط – في 9 شباط، فاز الفيلم الإسرائيلي “البوّابون” بأهم جائزة توثيقية لعام 2012 في مهرجان الأفلام الدولي في برلين. يعرض فيلم المخرج الإسرائيلي درور موريه، الذي كان مرشّحًا للأوسكار عن فئة الفيلم الأجنبي، مقابلات مع 6 رؤساء سابقين للشاباك، يكشفون مواقفهم من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وكذلك الهوّة الإسرائيلية بين اليمين واليسار. كتب أحد أهمّ نقّاد السينما في إسرائيل: “بشكل مؤثر ويفتح العينَين، ينكشف أمام كاميرا موريه ستّة أشخاص أذكياء، ذوي أهميّة مركّبة وفطنة عميقة. أكثر من ذلك، تنكشف مجموعة مُفاجِئة من يساريين، تتراوح تصريحاتهم بين توق لدولة فلسطينية، تبني نبوات غاضبة … عن فظائع الاحتلال، والحسرة الشديدة على وفاة عملية السلام”.

حراس الحد
حراس الحد

آذار زيارة تاريخية أولى لباراك أوباما كرئيسٍ للولايات المتحدة إلى إسرائيل. إحدى اللحظات التي لا تُنسى في الزيارة هي حين خلع الرئيس الأمريكي، الذي تجوّل في شمس الشرق الأوسط الحارقة، سترته بكلّ أناقة، وبعدم اكتراث ماهر رفعه فوق كتفه كأنه عارض أزياء، لا أقلّ. قلّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، الذي أراد الانضمام إلى الجو غير الرسمي، ما فعله أوباما، ولكنه افتقر إلى الأناقة، الجاذبية، وكذلك لون البشرة المناسب. أثار عمل نتنياهو ابتسامةً، وحتى سخرية لدى الإسرائيليين، وأتاحت وقفة كوميدية طفيفة خلال الزيارة الرسميّة.

بنيامين نتنياهو وباراك أوباما (Avi Ohayon/GPO)
بنيامين نتنياهو وباراك أوباما (Avi Ohayon/GPO)

نيسان – السياسة الفلسطينية في أزمة. رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، يستقيل من منصبه. رغم الضغوط من الدول الأوروبية والولايات المتحدة لمنع الاستقالة، قبل الرئيس الفلسطيني طلب فيّاض، وبعد أيّام طويلة من الانتظار، عيّن بدلًا منه رامي الحمد الله، الذي استقال بعد أسبوعَين من تعيينه. بالتبايُن، انتخُب خالد مشعل مجدّدًا لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، رغم أنه أعلن قبل سنة أنه لا ينوي الترشّح للمنصب من جديد، كما يبدو في أعقاب توتّر مع قيادة غزة حول مسألة المصالحة مع فتح. فيما طرفا السياسة الفلسطينية في أزمة، وقوة اجتماعية جديدة هي حركة “تمرُّد” الجديدة” بدأت تحشد دعمًا في فلسطين، تبدو المصالحة الفلسطينية أبعد من أيّ وقت مضى.

احتجاجات ضد الرئيس محمود عباس  في شوارع رام الله (Flash90/Ahmad Khatib)
احتجاجات ضد الرئيس محمود عباس في شوارع رام الله (Flash90/Ahmad Khatib)

أيّار – في إحدى المراحل التمهيدية لتحريك المسار السياسي، التقى في روما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزيرة العدل الإسرائيلية المكلفة بملف المفاوضات، تسيبي ليفني. أعلن كيري أنه سيزور إسرائيل وفلسطين مجدّدًا بعد أسبوع، لمواصلة العمل بنشاط لاستئناف المفاوضات. كان الجميع مرتابًا في الجانبَين، ولم يصدّقوا أنّ كيري سينجح في فعل المستحيل وسدّ الفجوات الأولية بين الجانبَين. لكن في نهاية المطاف، أثمرت جهوده، وفي نهاية تموز استُأنفت المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد جمود دام ثلاث سنوات. يستمرّ المشكّكون في التشاؤم ولا يصدّقون أنّ الجانبَين سيتوصّلان إلى اتّفاق، لكنّ كيري أظهر الشرق الأوسط والعالم أنه حين يصمِّم يحقِّق ما يُريد. 

صائب عريقات وتسيبي ليفني مع جون كيري بعد لقائهم في واشنطن (AFP)
صائب عريقات وتسيبي ليفني مع جون كيري بعد لقائهم في واشنطن (AFP)

حزيران – انقلاب في إيران: في 14 حزيران، انتُخب حسن روحاني رئيسًا لإيران بحصوله على أكثرية الأصوات. سارع الغرب إلى اعتباره رئيسًا معتدلًا انتخابه “جيّد للغرب”، وقد اقتُبس عنه قولُه قبل انتخابه: “سنهجر التطرّف، نُعيد للشعب الإيراني كبرياءه، ونعزّز السلام والتسوية مع العالم”. مع ذلك، واصلت إسرائيل التحذير من الانخداع بالمظاهر، وذكّرت أنه اشترى الوقت في الماضي لمُواصلة تطوير البرنامج النووي الإيراني في الوقت الذي كان يُفاوِض فيه مع الغرب.

حسن روحاني يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى الإيراني (AFP)
حسن روحاني يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى الإيراني (AFP)

تموز – انقلاب آخر في مصر: الجيش المصري بقيادة الفريق أوّل عبد الفتّاح السيسي يُطيح بالرئيس محمد مرسي. على خلفيّة الاحتجاجات ضدّ الرئيس الإسلاميّ من جماعة الإخوان المسلمين، أعلن السيسي في التلفزيون الحكومي المصري عن الإطاحة بالرئيس مرسي وعن التوجّه إلى انتخابات جديدة. وأعلن السيسي أيضًا أنه خلال الفترة الانتقاليّة، حتّى إجراء الانتخابات، سيكون رئيس المحكمة الدستورية، المستشار عدلي منصور رئيسًا انتقاليًّا لمصر، لكنّ الانتخابات لم تُجرَ حتّى الآن، وبقيت مصر فعليًّا تحت حُكم العسكر، إذ يُحكم السيسي قبضته على الوضع، وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين أنصار الإخوان المسلمين وأنصار النظام بشكل متكرّر، مهدّدةً استقرار البلاد ووضعها الاقتصادي الآخذ في التدهوُر.

مصريون يحتفلون في ميدان التحرير مع صورة الفريق أول عبد الفتاح السيسي (AFP)
مصريون يحتفلون في ميدان التحرير مع صورة الفريق أول عبد الفتاح السيسي (AFP)

آب – العالم الإسلامي يُحيي شهر رمضان. مئات آلاف الفلسطينيين ينالون إذنًا بالعبور إلى إسرائيل ويقضون العطلة على شواطئ البحر، في مراكز التسّوق، والمتنزهات، مستغلّين الطقس والشمس الحارّة. كلّ يوم جمعة في شهر رمضان، امتلأت ساحة الأقصى بآلاف المصلّين المسلمين الذين وصلوا إلى الصلاة الاحتفالية، ووقفوا صفوفًا، داخل المسجد وخارجه، متّجهين نحو مكّة.

صلاة الجمعة في ساحة الأقصى في شهر رمضان (Sliman Khader/Flash90)
صلاة الجمعة في ساحة الأقصى في شهر رمضان (Sliman Khader/Flash90)

أيلول – بعد الكشف عن أدلّة واضحة على هجوم بالسلاح الكيميائي لجيش الأسد في سوريا، حيث قُتل ما يزيد على 1400 شخص في ضواحي دمشق، أوضح الرئيس الأمريكي باراك أوباما: لا يمكننا مواصلة الصمت. وفيما كان أوباما ينتظر قرار الكونغرس الأمريكي بشأن هجومٍ محتمل على سوريّا، وصل التوتّر الإقليميّ إلى أعلى مستوياته، وتصدّرت صور المدمّرات وحاملات الطائرات الفرنسيّة والبريطانية المقترِبة من سواحل إسرائيل وسوريا قُبَيل هجوم محتمَل عناوين الصُّحُف. في قبرص وتركيا، جُهّزت المطارات استعدادًا لحرب إقليمية، لكنّ الغرب نجح في التوصّل إلى تسوية مع سوريّا في نهاية المطاف، بحيث يجري تفكيك السلاح الكيميائي السوري كلّيًّا، ويُسمَح لمراقبي الأمم المتحدة بتفتيش وزيارة جميع مواقع السلاح الكيميائي في سوريّا.

حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز (AFP PHOTO / US NAVY - ANDREA DECANIN)
حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز (AFP PHOTO / US NAVY – ANDREA DECANIN)

تشرين الأول – دخل تشييع الحاخام عوفاديا يوسف، الذي توفي عن عمر 93 عامًا، التاريخ إذ كان أكبر تشييع في تاريخ دولة إسرائيل، وشارك فيه، وفق التقديرات، بين نصف مليون و850 ألف شخص. امتلأت شوارع القدس بأنصار وأتباع الحاخام يوسف، ودخلت المشاهد السريالية لمئات آلاف الحاريديين بقبعاتهم السوداء الذي ملأوا الشوارع ذاكرة الجماهير.

جنازة الحاخام عوفاديا يوسف (Nati Shohat, Flash90)
جنازة الحاخام عوفاديا يوسف (Nati Shohat, Flash90)

تشرين الثاني – كبير مطربي إسرائيل والبطل الحضاريّ إريك آينشتاين يرحل فجأةً. وصل عشرات آلاف الإسرائيليين، من الأطفال حتّى المسنّين، إلى ميدان رابين في تل أبيب لإلقاء نظرة أخيرة على جثمان مَن ساهم في صياغة حياتهم. حتّى رئيس الحكومة نتنياهو حضر التشييع ورثى آينشتاين، في خطاب أوّل منذ سنوات لا تُذكَر فيه كلمة “إيران”.

بنيامين نتنياهو ونعش اريك آينشتاين في ميدان رابين في تل أبيب (Yonatan Sindel/FLASH90)
بنيامين نتنياهو ونعش اريك آينشتاين في ميدان رابين في تل أبيب (Yonatan Sindel/FLASH90)

كانون الأول – عاصفة ثلجيّة غير مسبوقة في القدس منذ 140 عامًا تغطّي المدينة بالبياض. لأيام طويلة، بقي كثيرون من سكّان المدينة دون كهرباء، تموين، ووسائل إعلام.  لكن رغم المصاعب، لم يكن ممكنًا تجاهُل الهدوء والجمال الأخّاذ اللذَين ميّزا المدينة المقدّسة الموجودة في لُبّ الصراع، والتي أصبحت للحظات أهدأ من أيّ وقت مضى.

كنيسة "مريم المجدلية" الروسية في القدس (Nati ShohatFLASH90)
كنيسة “مريم المجدلية” الروسية في القدس (Nati ShohatFLASH90)
اقرأوا المزيد: 936 كلمة
عرض أقل

رؤساء الشاباك يكشفون اسرارهم

ينتظر الكثيرون في إسرائيل بترقب ليحصد الفيلم الوثائقي "حراس الحد"، جائزة أفضل فيلم في فئة الأفلام الوثائقية. مع هذا، هناك من سيشعرون بالانزعاج في حال فوز الفيلم، بسبب الانتقاد الذي يُسمع منه تجاه النظرة الأمنية في إسرائيل.

24 فبراير 2013 | 14:07

الفيلم الوثائقي للمخرج الإسرائيلي درور موري، الذي حظي بعدد من الجوائز العالمية، يقدم قصة جهاز الأمن العام في إسرائيل – جهاز الشاباك (المنظمة المسؤولة عن الحرب ضد الإرهاب والجهاز الإسرائيلي الموازي لجهاز الاستخبارات الأمريكي ال- CIA) والصراع الإسرائيلي الفلسطيني من وجهة نظر 6 من رؤساء جهاز الأمن. يحاول الفيلم الذي يدمج مقابلات مع صور من الأرشيف وصور متحركة أن يستعرض الوظيفة التي قامت بها المنظمة الأمنية في إسرائيل منذ حرب الأيام الستة (1967) وحتى موعد تصوير الفيلم.

ويشترك رؤساء الشاباك الستة لأول مرة في مشروع فريد من نوعه مقابل الكاميرا مقدّمين اعترافات نادرة، ورؤية مثيرة للواقع العنيف الذي يعيش فيه الإسرائيليون والفلسطينيون منذ أكثر من 45 سنة.

ونجح موري في أن يحصل من رؤساء الشاباك الستة السابقين وهم ابراهام شالوم (الذي خدم ما بين 1980-1986)، ويعقوب بيري (1988-1995)، وكرمي غيلون (1995-1996)، وعامي أيلون (1996-2000)، وآفي ديختر (2000-2005) ويوفال ديسكين (2005-2011) الذي كان يشغل منصبه خلال تصوير الفيلم)- على تحليلات مثيرة بشأن النظرة الأمنية في إسرائيل، وعلى أخطاء حدثت خلال أدائهم لمنصبهم والانتقادات الشديدة وغير المسبوقة لقرارات رجال السياسة رفيعي المستوى الذين كانوا يعملون تحت إمرتهم.

في مقابلة خاصة يروي لنا موري بأن فكرة الفيلم ولدت خلال التحضير وتصوير فيلم وثائقي آخر، باسم “شارون” (الذي يبحث في شخصية رئيس الحكومة السابق أريئيل شارون). عندما أجرى مقابلة مع مساعده في حينه، المحامي دوف فايسغلاس، تحدث من كان أحد أكثر المقربين من رئيس الحكومة السابق، انه قبل اتخاذ القرار بشأن خطة الانفصال أحادي الجانب والخروج من قطاع غزة (صيف 2005)، تأثر شارون جداً بلقاءٍ قدمه 4 من رؤساء الشاباك لصحيفة “يديعوت أحرونوت”. حيث انتقد هؤلاء خلال اللقاء شارون بسبب فشله على المستوى السياسي وقالوا إن إسرائيل قد تصل إلى طريق مسدود بسبب كيفية تعامل شارون مع الأمور. قال فايسغلاس لموري إن شارون قد تأثر بشدة من هذا الانتقاد غير المسبوق، ولأن هذا الانتقاد قد أتى من داخل المؤسسة الأمنية، ومن أماكن كانت تحظي بتقدير واحترام كبير جداً من قبل شارون. من هنا بدأت الفكرة بإجراء لقاءات مع أفراد من جهاز الشاباك من أجل التحضير لفيلم وثائقي.

ينجح فيلم “حراس الحد”، في سبعة أجزاء، بأن يقدم قصة النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني من وجهة نظر رؤساء الأمن في إسرائيل، وهؤلاء المسؤولين عن الاتصالات الأمنية الأكثر سرية مقابل الحلبة الفلسطينية. يشير الفيلم إلى قضايا أمنية منها: اغتيالات رؤساء المنظمات الإرهابية، قضية الحافلة رقم 300 (عام 1984)، وفائدة التعذيب خلال التحقيقات الأمنية، والإرهاب من قبل يهود متطرفين، ومقتل رئيس الحكومة رابين من قبل أحد اليهود المتطرفين، والمفاوضات مع الفلسطينيين واندلاع الانتفاضتين.

فيما يلي المقابلة التي أجريناها معه:

س:هل كنت تنصح الفلسطينيين بأن يشاهدوا الفيلم؟ هل يحصلون من خلال ذلك على فهم أعمق للجانب الإسرائيلي؟

مخرج الفيلم درور موري
مخرج الفيلم درور موري

ج: “أظن أن هذا سوف يثير لديهم أسئلة عديدة، كما فعل هذا بالجمهور الإسرائيلي. إنني أسمع تعليقات ايجابية ومفاجئة للغاية في إسرائيل. لا أعرف ماذا سيتعلم الفلسطينيين أو العرب بشكل عام من الفيلم بخصوص إسرائيل. أنا لا أخوض في النظريات. يطرح الفيلم قضايا أمنية للنقاش لم تطرح من قبل. في الواقع هذه أول مرة يتحدث فيها رجال رفيعو المستوى في الشاباك، الذين كانوا على اتصال بأقرب درجة ممكنة بالجهة العنيفة للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، وعن نظرتهم إلى الأمور والعبر التي يستخلصونها بشكل علني أمام الجميع”.

على سبيل المثال يصرح آفي ديختر في الفيلم قائلاً: “لا تتم صناعة السلام بطرق عسكرية. عليك أن تبني السلام بناءً على نظام من الثقة، وبعد تنفيذ عمليات عسكرية أو من دونها. وأقول بعد تجربة طويلة ومعرفة الفلسطينيين إنه لا توجد مشكلة في بناء علاقات حقيقية مبنية على الثقة”.

تصريح آخر مفاجئ يأتي من قبل ابراهام شالوم، وهو أول رئيس لجهاز الشاباك، الذي يقول في الفيلم بأن: “علينا التحدث مع كل من هو مستعد للتحدث معنا، بما في ذلك “حماس”، و”الجهاد الإسلامي” ومحمود احمدي نجاد… هذه صفة المخابرات المهنية التي تدعو للتحدث مع الجميع. هكذا تظهر الأمور بوضوح. أرى أنه لا يأكل الزجاج وهو يرى بأنني لا أشرب النفط”.

س:هل كان من الصعب تجنيد رؤساء الشاباك السابقين ليتحدثوا أمام الكاميرا بشكل منفتح على هذا النحو؟ نحن نتحدث عن أناس ملتزمين بالسرية في الدرجة الأولى ؟

ج: “أرادوا التحدث، جئت إليهم بوقت ممتاز. كانوا معنيين بأن يشاطروا وجهات نظرهم بخصوص النزاع الإسرائيلي الفلسطيني”

س:في الواقع، كل رؤساء الشاباك الستة يعترفون في الفيلم بأن الاحتلال وغياب أفق سياسي يسبب أضرار لإسرائيل وأنه من المفضل لكلا الجهتين السعي للوصول إلى حل سياسي.

ج: “قطعاً. إنهم أناس عمليون جداً. إنهم يعلمون أكثر من أي شخص، بأن الصراع سوف يستمر وسوف يحصد الضحايا لو فضلنا على نفس المنوال كما هو الآن. إنهم يأتون ويقولون كفى، ولا يمكن الاستمرار أكثر من ذلك؛ يكفي مع هذه القوة التي لا تجدي نفعاً ولن تجدي نفعاً”.

س:فيلمك، كما هو معروف، قد أثار جدلاً واسعاً في إسرائيل. وقد قيل بأن الفيلم يتجاهل مسؤولية الجانب الفلسطيني لحالة غياب حل بين الطرفين من جراء أعمال الإرهاب، الذي أدى إلى انعدام الثقة في داخل الجمهور الإسرائيلي ومن ثم سقوط اليسار.

ج: “لقد كان هدفي جلب وجهة نظر رؤساء جهاز الأمن الإسرائيلي. نحن لا نتحدث عن عمل صحفي الذي يجب أن يجلب ادعاءات الطرفين. يمكنني القول أنه مباشرة بعد المراسيم سوف أعود للعمل على تكملة للمشروع. وأنا اعتزم تصوير 5 حلقات أخرى تحلل بشكل عميق القضايا التي تُطرح في الفيلم وأن أكتب كتاباً عن ذلك أيضاً. قضية مسؤولية الجانب الفلسطيني عن استمرار الصراع مخفية في داخل الفيلم. مثلاً عامي أيلون يتحدث عن موضوع المسؤولية المباشرة لعرفات عند اندلاع الانتفاضة الثانية وأن عرفات والجانب الفلسطيني لم يقدموا ما كان عليهم أن يقدموه بعد توقيع اتفاقيات أوسلو”.

س:هل تتوقع مكالمة هاتفية من نتنياهو في حال فزت بالجائزة، خصوصاً وأنك قد اتهمته في مقابلة مع شبكة CNN بالتحريض ضد رئيس الحكومة رابين في حينه، الذي قُتل في نهاية المطاف من قبل يهودي يدعى يغآل عمير؟

ج: “لا أعتقد أن نتنياهو سوف يتصل ليهنئني في حال فزت بالأوسكار، لكن في حال قام بذلك سوف أشكره على ذلك وسأقول له بأن عليه أن يرى الفيلم”.

س:ماذا تستنتج من الفيلم عن النظام السياسي؟ هل ترى أن هناك قائد إسرائيلي أو فلسطيني قادر على إنهاء الصراع؟

ج: “للأسف لا أرى أي قائد إسرائيلي يمكنه إنهاء الصراع. كما أنني لا أرى أي قائد فلسطيني يمكنه القيام بذلك. للأسف أنا متشائم بهذا الخصوص. أظن أن نتنياهو غير قادر على إخلاء مستوطنات غير قانونية. أبو مازن هو شريك لكنه لا يمثل كل الشعب الفلسطيني. البيئة القيادية ضعيفة ولذلك لا أرى في المستقبل القريب حل سياسي يمكنه أن يدوم. بالمناسبة رؤساء الشاباك هم أكثر تفاؤلاً مني. لقد قالوا لي لا تقلق، لأنه يمكن لقيادة ذات إرادة وقوة أن تفعل ذلك. أنا للأسف لا أرى قيادة كهذه في الأفق القريب”.

س:من هو جمهورك؟ ما الهدف السياسي الذي تسعى للوصول إليه؟

ج: “أتوجه إلى الجمهور العقلاني، وليس المتطرفين المتحصنين في مواقفهم سواء من اليمين أو اليسار السياسي في إسرائيل. أبحث عن الصوت العقلاني، وصوت الأغلبية في إسرائيل. أبحث من خلال الفيلم لكي أؤثر وأساعد في طرح موضوع السلام على رأس سلم الأولويات القومي”.

اقرأوا المزيد: 1063 كلمة
عرض أقل