إن الإعلان التاريخي للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هذا الأسبوع والاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل لا يغيّر حقيقة أن اليهود والعرب يعيشون معا في المدينة – 64% من سكان المدينة يهود و 34% من سكانها عرب – وعلى الرغم من الفصل النسبي بينهما، هناك مواقع كثيرة وهامة يلتقون فيها في القدس. نقدّم لكم المواقع الخمسة التي يلتقون فيها:
في الطرقات: القطار الخفيف
تفتخر القدس بأن تكون أول مدينة في إسرائيل تشغّل مشروع النقل المعروف باسم “القطار الخفيف”. تمتد السكة الحديدية على مسافة 13.8 كيلومتر ويبدأ مسارها في حي بسغات زئيف شمالي القدس، وينتهي في جبل هرتسل، الواقع غربي المدينة.
يمر القطار الخفيف في الأحياء العربية واليهودية في القدس، ويتمتع بخدماته المواطنون اليهود والعرب في المدينة على حد سواء. يلتقي في حجرات القطار الخفيف كل يوم صباحا اليهود من حي بسغات زئيف، وكريات هيوفيل والعرب من حي بيت حنينا وشعفاط وهم في طريقهم إلى العمل أو المدارس. سائقو القطار الخفيف هم أيضا إسرائيليون وعرب من القدس الشرقية والغربية.
في الأكاديميات: الجامعة العبرية في القدس
يمكن أن نشاهد في أروقة الجامعة العبرية في القدس طلّابا جامعيّين كثيرين، بما في ذلك طلاب يهود، عرب، متديّنون، علمانيون، وطلاب من خارج البلاد.
الجامعة العبرية، التي صُنّفت باعتبارها من أفضل 100 جامعة في العالم في العقد الماضي، هي أقدم جامعة في إسرائيل. هناك ثلاث فروع رئيسية للجامعة في القدس، ويدرس في جميعها اليهود والعرب معا.
وهي تشكل مكانا للالتقاء بين الطلاب من مختلف السكان، وتعكس مختلف الآراء والمواقف أيضا. الخطاب الأكاديمي في الجامعة العبرية هو خطاب ليبرالي ومفتوح يشجع على وجود آراء ومواقف مختلفة ولا يتجنب المناقشات حول القضايا الصعبة والمشحونة. استنادا إلى هذا يمكن للأشخاص في الكثير من الأحيان أن يعبّروا عن الأمور المتفق عليها، المتنازع عليها، وعن الاختلافات في المواقف بين الطلاب اليهود والعرب، وكذلك أعضاء هذه المجموعات ذاتها.
التسوّق: سوق محانية يهودا وجادة ماميلا
سوق محانية يهودا في مركز القدس هو سوق مركزي في المدينة للأطعمة. أصبح السوق، المعروف والمميز موقعا شعبيا جدا بين الإسرائيليين والسياح الذين يزورون القدس. من بين مختلف المحال التجارية والحوانيت في سوق محانية يهودا، هناك سوق لبيع الفاكهة والخضروات، حوانيت التوابل، الملاحم، المخابز، والمطاعم.
تعود جذور السوق التاريخية إلى نهاية القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين يشكل مكانا بارزا للقاء اليهود والعرب، وأصبح الباعة المتجولون وأصحاب المحال التجارية والحوانيت الذين يعملون في السوق في أيامنا هذه من العرب واليهود أيضا.
بالإضافة إلى كونه مركزا للحج للعديد من السياسيين الإسرائيليين، أصبح هذا السوق في السنوات الأخيرة موقعا للحياة الليلية في القدس، وهناك المزيد من الحوانيت والمطاعم التي تعمل حتى ساعات الليل المتأخرة.
في حي ماميلا التاريخي، عند سفح جدران المدينة القديمة وبالقرب من باب الخليل، يقع مجمّع التسوّق والترفيه المرموق، “جادة ماميلا” ، المحبوبة لدى المقدسيين. يتضمن المجمّع مركزا للتسوق بُنيَّ كشارع للمشاة وفيه حوانيت لماركات عالمية إلى جانب ماركات إسرائيلية ومقاه.
هناك في المجمّع الذي يتضمن أيضا فندقا فخما، عروض تماثيل وفنون، وأحيانا يُجرى العديد من الفعاليات الثقافية، لا سيّما في فصل الصيف. نظرا لموقع مجمّع ماميلا المثير للاهتمام بين المدينة القديمة والجديدة، وبين الأحياء العربية واليهودية، إنه ينجح في جذب العديد من الزوار الإسرائيليين والعرب، فضلا عن السياح من أنحاء العالم.
في الطبيعة: حديقة الحيوان الكتابية في القدس
تعتبر هذه الحديقة في القدس من المواقع السياحية الأكثر شعبية في إسرائيل. وهي تقع في وادي مميز في جنوب غرب القدس، على منحدرات وادي رفائيم.
تعرض هذه الحديقة مجموعة من الحيوانات الإسرائيلية ذُكِر بعضها في التوراة، وعدد الحيوانات فيها يزيد عن 250 حيوانا. الحديقة فريدة من نوعها، وتعيش الحيوانات فيها على خلفية المناظر الطبيعية، لتوفير ظروف لها تكون شبيهة قدر الإمكان بظروف معيشتها في الطبيعة.
وفي نهاية كل أسبوع، تزور العائلات اليهودية والعربية من أنحاء البلاد حديقة الحيوان، إضافة إلى السيّاح وعشاق الطبيعة الفضوليين.