تكشف بيانات جديدة حول المجتمع الحاريدي الإسرائيلي أن الحاريديين يتزوجون في سن متأخرة الآن أكثر من الماضي، وأنهم ينخرطون في التعليم الأكاديمي وسوق العمل أكثر
نشر المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، اليوم الأربعاء، بيانات جديدة ومثيرة للاهتمام حول المجتمع الحاريدي تشير إلى أنه طرأت تغييرات في هذا المجتمع في العقود الماضية. وفق البيانات، تصل نسبة الزيادة الطبيعية في الجتمع الحاريدي إلى %4.2 مقارنة بـ %1.4 في المجتمع اليهودي غير الحاريدي. كذلك، هناك أكثر من مليون حاريدي، 58% منهم شبان أعمارهم 0-19 عاما، مقابل %30 من اليهود غير الحاريديين – يأتي هذا الفارق بسبب مستوى الخصوبة المرتفع لدى النساء الحاريديات. مع ذلك، نشهد ارتفاعا مستمرا في سن الولادة لدى الحاريديات.
كما يتضح من البيانات، أن 83% من الحاريديين الذين أعمارهم 20 وأكثر متزوجون، مقابل 63% من اليهود غير الحاريديين. رغم ذلك، في العقد الماضي، طرأت زيادة على سن الزواج لدى الحاريديين: ففي حين وصلت بين الأعوام 2003-2004 نسبة الزواج لدى الذين أعمارهم 20-29 إلى 77%، في الأعوام 2010-2011 انخفضت هذه النسبة ووصلت إلى 73%، وأصبحت اليوم 67% فقط.
ثمة نقطة هامة أخرى تتطرق إلى التربية. وفق البيانات، في السنوات الثلاث الماضية، ارتفع عدد الرجال الذين يتعلمون التوراة في الحلقات الدينية بنسبة %21، وفي العقد الماضي ارتفعت نسبة الطلاب الجامعيين الحاريديين في المؤسسات الأكاديمية العالية بـ %141، مقارنة بـ %9 من إجمالي الطلاب الجامعيين الإسرائيليين.
حاريديون في القدس (Yaakov Lederman/Flash90)
من ناحية اقتصادية، تصل نسبة الفقر لدى الحاريديين إلى 45% مقابل 11% لدى اليهود غير الحاريديين. رغم هذا، يجري الحديث عن انخفاض حاد كانت نسبته 58% في العام 2005. كذلك، صحيح حتى عام 2017، وصلت نسبة التشغيل لدى الحاريديين إلى أكثر من 50%، في حين يعمل 73% من الحاريديات.
فيما يتعلق بالخدمة في الجيش الإسرائيلي، طرأت زيادة معتدلة على التحاق الحاريديين بالجيش. يتضح من البيانات أنه في العام 2017، انضم إلى الجيش والخدمة المدنية نحو 3،700 رجل حاريدي، ويشكل هذا العدد ثلث عدد الذين أنهوا تعليمهم في المدارس الحاريدية.
ثورة في المدينة المتدينة.. اختيار امرأة رئيسة للبلدية
عليزا بلوخ (Yaakov Lederman/Flash90)
للمرة الأولى، تشغل امرأة منصب رئيسة بلدية بيت شيمش، المدينة التي أصبحت رمزا للنزاع بين العلمانيين والحاريديين: "يحق لكل مواطن العيش وفق ما يراه مناسبا"
تغييرات هامة في المدينة المتدينة بيت شيمش: للمرة الأولى تشغل امرأة منصب رئيسة البلدية. بعد منافسة انتخابية متوترة بين مرشحين، اختيرت هذه الليلة الخميس، دكتور عليزا بلوخ رئيسة لبلدية بيت شيمش، منتصرة على رئيس البلدية الحالي، موشيه أبوطبول. في خطابها بعد فوزها قالت عليزا: “ينظر الإسرائيليون إلى مدينة بيت شيمش ويرون فيها مصدر أمل جديد. في هذه المدينة، قررنا إبعاد كل الحواجز والعوائق”.
على مر السنوات، أصبحت مدينة بيت شيمش الواقعة في لواء القدس، رمزا للنضال بين الحاريديين والعلمانيين، وهناك أكثر من نصف سكانها من الحاريديين. في جزء من أحيائها الحاريدية، يمارس الإجحاف بحق النساء. تظهر في هذه الأحياء لافتات تطالب بالفصل الجندري بين الرجال والنساء، حتى أنه تعرضت فيها النساء في أحيان كثيرة للتحرشات لأنهن ارتدين ملابس “غير محتشمة”.
تم تعزيز الخلاف بين الفئتين السكانيتين بسبب ادعاءات تشير إلى إهمال رئيس البلدية أبوطبول للأحياء العلمانية واستثمار الكثير من المال في بناء أحياء حاريدية وتطويرها. إضافة إلى ذلك، في ظل هذه التوترات هناك من يطالب بتقسيم المدينة إلى أحياء علمانية وحاريدية.
لم تسمح عليزا، الخبيرة في التعليم، في جعل الحملة الانتخابية مصدرا لتعزيز النضال بين العلمانيين والحاريديين. لقد ركزت انتقاداتها تجاه رئيس البلدية الحالي، في مجالات النظافة، التربية، البناء، والمواصلات. بهذه الطريقة نجحت في جذب الحاريديين، الذين سئموا من أبوطبول، وتمنوا أن يطرأ تحسن على مستوى حياتهم في المدينة.
“بصفتي رئيسة البلدية، أخطط للبحث عما هو جيد ومشترك، بحيث نشكل جميعا نموذجا للمجتمع الإسرائيلي، يسمح لكل فرد فيه أن يعيش حياته وفق رغبته، ويحترم الآخرين. هذه هي البشرى التي تخرج من هنا”، قالت عليزا بعد فوزها.
حقق الحاخام يوئيل ليئون إنجازا مؤخرا بعد تعيينه سفيرا إسرائيليا في أوكرانيا، وأصبح الحاخام الحاردي الإسرائيلي الأول الذي يشغل منصب سفير. ليئون ابن 54 عاما، دبلوماسي إسرائيلي حاريدي وأب لثمانية أطفال، أصبح أمس الثلاثاء، سفيرا إسرائيليا في أوكرانيا بشكل رسمي، وذلك في إطار حفل تعيين مؤثر جرى في القصر الرئاسي في كييف.
بعد أن صافح الحاخام الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، وقدم أوراق اعتماده، أشعل الحاخام وزوجته شمعة لذكرى ضحايا الهولوكوست الذين لم يحظوا برؤية الدولة اليهودية. قال ليئون إن أجداد وأقراباء والدته قُتِلوا في أوكرانيا أثناء الهولوكوست.
“تأثرت جدا عند تقديم أوراق اعتمادي إلى الرئيس الأوكراني”، قال ليئون بعد الحفل “هناك علاقات ودية بين إسرائيل وأوكرانيا. كانت هذه لحظة هامة لي. أنا ممثل دولة إسرائيل الديمقراطية والحرة، ممثل المواطنين الإسرائيليين دون التمييز على أساس الدين، الجنس، أو العرق”. وأضاف: “أنا فخور بكوني الحاخام الأول الذي يشغل منصب سفير. أعتقد أن تمثيل المجتمع الإسرائيلي دبلومسيا هو الأهم. إن وحدة المجتمع الإسرائيلي بغض النظر عن الخلافات، تهمني شخصيا، لا سيما أن جزءا من المجتمع في وسعه أن يساهم لمصلحة إسرائيل”.
وُلِد ليئون في فرنسا وترعرع في لوكسمبورغ، وفي عام 1982 هاجر إلى إسرائيل. وهو حاصل على اللقب الأول في علوم الدولة، واللقب الثاني في التاريخ، ويدرس اليوم للقب الثالث في موضوع أرض إسرائيل. الحاخام هو أرثوذكسي مؤهل ويتحدث العبرية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، اللغة اللوكسمبورغية، اللغة اليديشية، والروسية. قبل 25 عاما انضم إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، وشغل في إطاره عددا من الوظائف الدبلوماسية في إسرائيل وخارجها.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، عمانوئيل نحشون، أن ليئون هو السفير الحاريدي الأول: “تمثل وزارة الخارجية كل دولة إسرائيل، على مستويات مختلفة. نحن موحدون في عملنا وحبنا لدولة إسرائيل”.
تعرض جمعية "0202" عبر ثلاث صفحات فيس بوك الحوار الفلسطيني، الحاريدي، واليهودي في القدس: "عودة الاهتمام بالنزعة الإنسانية لكل طبقات المجتمع الفرعية في المدينة"
في الصيف العنيف لعام 2014، الذي شهد حملة “الجرف الصامد” في غزة، شعر عدد من الطلاب الجامعيين المقدسيين أنهم لا يعرفون إلى حد كاف ما الذي يمر به جيرانهم الفلسطينيون في القدس الشرقية في هذه الأيام الصعبة، وما هو الحوار الذي يديرونه. عندما بدأت الطالبة الجامعية الشابة، ميخال شيلور، بالبحث عن الموضوع في الإنترنت، أدركت أن المواطنين في القدس الشرقية يستخدمون اللغة العربية في حياتهم اليومية، لهذا لا يعرف الإسرائيليون الذين يعيشون في القدس الغربية عن حياة الفلسطينيين اليومية والسيناريو الخاص بهم.
لهذا قررت ميخال تسهيل الوصول إلى المعلومات حول القدس الشرقية للمواطنين في القدس الغربية، وبالعمل مع عدد من المتطوعين الآخرين أقامت صفحة الفيس بوك “0202 – نظرة من القدس الشرقية”. بمساعدة مركز الحوار متعدد الثقافات في القدس وعدد من الخبراء بشؤون القدس، بدأت صفحة الفيس بوك المميزة بترجمة نشرات من الصحافة الفلسطينية إلى العبرية، إضافة إلى ترجمة منشورات مختلفة من الشبكات الاجتماعية، كانت تهدف إلى توفير لمحة عن الواقع في القدس، من وجهة نظر الفلسطينيين.
أعضاء جمعية “0202”
منذ ذلك الحين، توسعت المبادرة، وأصبحت تتضمن في يومنا هذا ثلاث صفحات فيس بوك، تعرض ثلاث وجهات نظر عن القدس: وجهة النظر الفلسطينية من القدس الشرقية، وجهة نظر حاريديية، ووجهة نظر إسرائيلية من القدس الغربية. إضافة إلى ذلك، يشغّل أعضاء جمعية “0202” القائمة منذ عام، صفحة فيس بوك بالإنجليزية تعرض وجهات النظر الثلاث هذه.
موقع الانترنت “0202 – وجهات نظر من القدس” (لقطة شاشة)
“بدأت مبادرة 0202 كمبادرة صغيرة لطلاب جامعيين مُتطوِّعين”، قالت لنا هذا الأسبوع شير، ابنة 26 عاما، تدرس للقب الثاني وتعمل مركزة محتويات الجمعية. وفق أقوالها، “ما يميز هذه المبادرة أن المتطوعين يترجمون نشرات دون إجراء تعديلات عليها ولا يكتبون مقالا صحفيا يتضمن تحليلات أو آراء أعضاء المجموعة. فهذا يوفر منصة للسيناريو الحقيقي”. كما وأوضحت أن في صفحة الفيس بوك تظهر ترجمات من العربية إلى العبرية من الصحف الفلسطينية، ومصادر عربية تُعنى بشؤون القدس، ولكن يصل معظم المحتويات من الشبكات الاجتماعية، التي تتضمن ترجمة وفق الأصل. “نترجم كتابات مثل صفحات الفيس بوك في أحياء القدس الشرقية، منشورات لمؤسسات تربية ومدارس، جمعيات ومنظمات محلية ذات تأثير سياسي”.
“مثلا، هناك الآن كتلة مرشحة لمجلس المدينة”، قالت شير. “لا يهتم موقع ynet ولا القنوات الإخبارية الإسرائيلية بهذه العناوين”. إضافة إلى ذلك، أوضحت شير أن المتطوعين يحاولون ترجمة التعلقيات على المنشورات أيضا، تعبيرا عن الحوار المختلف السائد في المجتمَع العربي في القدس الشرقية. “نحاول عرض الأشخاص والآراء المختلفة”، المشاكل اليومية التي يواجهها مواطنو القدس الشرقية، مثل المشاكل في البنى التحتية أو الموطنة”.
من القدس الشرقية إلى القدس الحاريدية
في ظل نجاح صفحة الفيس البوك الأولى، أقام أعضاء الجمعية صحفة “نظرة من القدس الحاريدية”، تُعنى بالمجتمع اليهودي الحاريدي في القدس. “عرفنا أن هناك بعض الفئات السكانية المميزة التي لا تحظى بفرصة إلقاء نظرة إليها وجسِر الفجوات الثقافية”، قالت شير. وفق أقوالها، هناك قضايا كثيرة تشغل بال الحاريديين، لكنها لا تُطرح في الحوار المركزي، وقد يكون هذا هو السبب وراء النجاح الأكبر لصفحة الفيس البوك “0202” الخاصة بالحاريديين من حيث عدد القراء.
يعمل معتصم، ابن 26 عاما، وهو معلم لغة عربية من كفر عقب في القدس الشرقية، مديرا لصفحة الفيس بوك “0202” الجديدة التي تدعى “نظرة من القدس الغربية”. تهتم هذه الصفحة، التي أقيمت قبل بضعة أشهر فقط، بترجمة الأخبار، الأحداث، والنشرات من القدس الغربية إلى العربية، للقراء العرب في القدس الشرقية. “بدأت بقرأة صفحة الفيس بوك التابعة للحاريديين”، قال معتصم معربا أن القراءة ساعدته على تحسين لغته العبريّة. “أدركت الفوارق بين الحاريديين والعلمانيين، مثلا، ما هي أهمية غطاء رأس المرأة”. وفق أقواله، هناك أهمية لأن يعرف مواطني القدس الغربية الحياة المعقدة في القدس الشرقية والمشاكل التي يواجهها المواطنون.
من صفحة “نظرة من القدس الحاريدية” (Facebook)
قال معتصم تطرقا إلى صفحة القدس الغربية التي يديرها: “أشعر بسعادة لأني أجعل الصفحة متاحة أمام أبناء مجتمعي، وأعتقد أننا نحتاج إليها. لم أعرف يهودا حتى سن 18 عاما، وتعرفت إليهم عندما درست في الجامعة ولم أكن أعرف العبريّة حينها”. وأضاف: “إذا عرف الشبان معلومات عن جيرانهم، فهذا يساعدهم جدا في العمل والتعليم، ويتفاجأون أقل عندما ينهون دراستهم الثانوية”.
تطرق معتصم وشير إلى التحديات الصعبة في إتاحة الثقافة أمام جهة تختلف ثقافتها كليا، وتتجسد هذه التحديات في الترجمات المختلفة. “نحاول ألا نترجم حرفيا، ولكن هناك حالات توضح فيها الترجمة الحرفية الحوار السائد. مثلا، أثناء الترجمة نستخدم مصطلح ‘مسيرة الفخر’ وليس ‘مسيرة المثليين’ لأن هذه هي الترجمة التي تعكس الترجمة الدقيقة للحوار الإسرائيلي حول الموضوع”، أوضحت شير. “المثال الأفضل هو كلمة ‘القدس’ أو ‘أورشليم’ فهناك تساؤلات أي مصطلح نستخدم”، قال معتصم.
هناك عدد كبير من المتطوعين في يومنا هذا في الجمعية، من كل أطياف المجتمع الإسرائيلي: فلسطينيين، يهود علمانيين ومتدينين، متدينين حاليا أو في الماضي، رجال ونساء، يشكلون طبقة سياسية واسعة. وفق أقوال شير، “مشاركة متطوعين من مجتمعات إسرائيلية مختلفة تؤثر في النشرات في صفحات الفيس بوك المختلفة. في كل وردية، يختار المتطوع المواضيع التي تثير اهتمامه، وليست هناك توجيهات إرشادية، ما يتيح لأعضاء الجمعية العمل بحرية”.
جولة رمضان تنظمها الجمعية (Facebook)
“أكثر ما يهمنا هو عودة الاهتمام بالنزعة الإنسانية لكل طبقات المجتمع في القدس”، قالت شير. “نحاول أن نوضح أن الحوار في القدس الشرقية لا يتطرق إلى العنف والعمليات، بل إلى الأشخاص الذين يريدون العمل، تربية أطفالهم، وبناء منازلهم وفق تصاريح بناء”. وأضافت: “لا يتميز المجتمع الحاريدي بعدم التجند للخدمة العسكرية والتطرف فحسب، بل هنا حوار نسوي حاريدي، يتطرق إلى دمج الحاريديين في الأكاديميات، وغيرها. في هذا السياق، يقول معتصم: “تكمن المشكلة الأساسية في النزاع في عدم التعارف بين كلا الجانبين. فالفلسطينون في القدس الشرقية لا يفكرون في اليهود في القدس الغربية، وتسعى مبادرة 0202 إلى تقليص هذه الفجوات”.
هناك فوارق في التغطية الإعلامية في القدس الشرقية والقدس الغربية، وبين وسائل الإعلام في المجتمع الحاريدي من حيث المحتويات والتعابير، أوضح معتصم وشير. “لا تتجاهل وسائل الإعلام العربية في القدس الشرقية زيارة اليهود إلى الحرم القدسي الشريف أبدا، ولا الاعتقالات، وإطلاق سراح الأسىرى”، قالت شير. “إضافة إلى ذلك، فهي تتناول قضايا يومية ومعنى أن يكون الإنسان فلسطينيا في القدس – من ناحية العمل، البطالة، نقص الاستثمار في المؤسسات التربوية، وغيرها. بالمقابل، تتناول وسائل الإعلام الحاريدية كثيرا السياسية الحاريدية ، فيما يتعلق بالالتحاق بالجيش، أيام السبت، والتوتر بين الحاريديين والعلمانيين”.
تطرق معتصم وشير إلى ردود الفعل المختلفة التي يواجهانها. “يعتقد اليساريون أننا يمينيون، والعكس صحيح”، قال معتصم. “مثلا، عندما يشاهد اليمينيون ترجمات مثل ‘قوات الاحتلال’ يغضبون، بالمقابل يدعي اليساريون أننا ننشر منشورات سيئة فقط”. أكدت شير أن الترجمات لا تتضمن تحليلات، بل تعرض وجهات نظر لا تتحدث عنها نشرات الأخبار المركزية. “مثلا، هناك تعليقات أحيانا مثل، ‘أنتم تشكلون الناطقين باسم حماس’، ولكن نحن نترجم فحسب. بالمقابل، هناك من يحترم جهودنا. خلافا للصحافيين، نحن لا نفكر في جمهور الهدف، بل ننقل الأقوال الحقيقية”.
أعلنت شركة الهواتف الخلوية الإسرائيلية “رامي ليفي للاتصالات” أمس (الإثنين) أنها ستعمل وفق الشريعة اليهودية حفاظا على قدسية يوم السبت، وأنها ستمنح الموظفين عطلة في يوم السبت. وهكذا ستصبح هذه الشركة الإسرائيلية الشركة الأولى التي تحافظ على قدسية يوم السبت.
وفق إعلان الشركة، “في إطار التوجيهات الجديدة لن يعمل العمال أيام السبت ولا في مواقع خارج الشركة”. أوضحت الشركة أن التعليمات الجديدة جاءت بعد توجهات تلقتها من المجتمَع الحاريدي، وهي تشكل جزءا من اتباع قوانين “الشريعة اليهودية” التي يؤمن بها المتدينون اليهود الإسرائيليون.
في إطار مجال الهواتف الخلوية “الحلال”، يستخدم الكثير من الحاريديين الإسرائيليين هواتف خلوية “حلال”. هذه الهواتف معدة بشكل أساسيّ لإجراء المكالمات، وهي لا تتضمن كل المزايا الشبيهة بالأجهزة الخلوية المتقدمة، مثل تصفح الإنترنت، استخدام الكاميرا، ألعابا وإرسال رسائل نصية قصيرة. بدأ الحاريديون يستخدمون هذه الهواتف بعد أن استخدموا هواتف خلوية متقدمة، وتعرضوا فيها لمحتويات إنترنت غير لائقة وفق رأيهم. في عام 2004 أقيمت “لجنة الحاخامات لشؤون الاتصالات” التي قررت ابتكار هاتف “حلال” لتوفير حل للمشكلة.
وجاء على لسان شركة “رامي ليفي للاتصالات” أن الشركة ستشغّل مركز خدمة للهواتف المفقودة والمسروقة يعمل على مدار الساعة بما في ذلك أيام السبت، وذلك من خلال تشغيل طاقم عمل غير يهودي، يهتم بقطع إمكانية إجراء الاتصال عبر الهاتف عند الحاجة. “نأمل أن تعمل سائر الشركات بموجب هذا النهج الهام الجديد”، لخصت الشركة أقوالها.
مظاهرة لدعم المتدينين المسرحين من الجيش (Revkin Fenton / Flash90)
استقبال ملكي لشبان متدينين فارين من الخدمة العسكرية
شارك آلاف المتدينين "الحريديم" في القدس في مظاهرة حاشدة دعما واستقبالا للمتدينين المسرحين من الجيش الذين رفضوا الخدمة العسكرية.. سيارات ليموزين كانت في انتظارهم
يوم أمس (الثلاثاء)، امتلأت شوارع القدس بالحاريديين الذين استقبلوا 63 شابا متدينا بعد إطلاق سراحهم من السجن بعد انتهاء فترة محكوميتهم لأنهم رفضوا التجند والالتحاق بالجيش. وصل الفارون من الخدمة العسكرية بسيارات الليموزين إلى المدينة واستقبالهم الجمهور بالأغاني والرقص.
رفض 63 شابا التجند، وفق ما يتطلبه القانون الإسرائيلي عند بلوغهم سن 18 عاما، لأنهم فضّلوا تعلم التوراة، كما هو متبع في التيار الحاريدي الإسرائيلي. ينظر الحاريديون إلى هؤلاء الشبان كأبطال، لهذا حظيوا باستقبال حار بعد إطلاق سراحهم. كما أن الليتوانيين معروفين بنضالهم ضد التجند للخدمة العسكرية، وهم يتظاهرون ويسدون الطرقات كجزء من كفاحهم.
مظاهرة لدعم المتدينين المسرحين من الجيش (Revkin Fenton / Flash90)
حمل السجناء المحررون الذين وصلوا بـ 12 سيارة ليموزين أشرطة احتفالية كُتب عليها “سجين متهم بتعلم التوراة”، وعندما وصلوا إلى القدس انتظرهم حشد كبير، هتف ورقص استقبالا لهم. جاء على لسان “لجنة إنقاذ التوراة”، التي تناضل ضد تجنيد الحاريديين في الجيش “يحترم المتدينون أبطالهم الذين ناضلوا من أجل قانون التجنيد. يقف أبطالنا الشباب ضد هذا القانون ويصرحون ‘لن نغيّر التوراة’.”
مظاهرة لدعم المتدينين المسرحين من الجيش (Revkin Fenton / Flash90)
تعرض مستشفى “هداسا عين كارم” في القدس إلى انتقادات عارمة بعد أن أخلى الطاقم التمريضي أمس (الثلاثاء) مرضى من الغرف التي مكثوا فيها استقبالا للحاخام الكبير، يعقوف ألتر المعروف بـ “أدمور” (اختصار لكلمات بالعبرية تعني معلمنا وحاخامنا)، وهو زعيم جالية “غور” الحاريدية. وفق التقارير، عندما وصل الحاخام المتقدم في العمر إلى المستشفى للمكوث فيه، تم إخلاء ثلاث غرف ونُقل المرضى أيضا من إحدى الغرف إلى أحد ممرات القسم بسبب نقص في غرف المكوث. كما وقدم طبيب وممرضة عناية مكثفة للحاخام كل الوقت.
ينسب الإسرائيليون المعاملة التفضيلية التي حظي بها الحاخام إلى حقيقة أن نائب وزير الصحة الإسرائيلي، يعقوف ليتسمان، المسؤول عن الجهاز الصحي في إسرائيل، هو من أتباع جالية “غور”. الحاخام ألتر هو الزعيم الروحي للحركة الحاسيدية، التي تعتبر الأقوى من بين الحركات الحاسيدية المختلفة في إسرائيل. يعتبر ليتسمان، المعروف بصفته مقربا من الحاخام ألتر، نائب الحاخام المسؤول في المنظومة السياسية الإسرائيلية. وفق أقوال مصادر في المستشفى، كان ليتسمان حاضرا في المستشفى عند إخلاء المرضى من الغرف وحتى أنه اختار بنفسه الغرف التي يجب إخلاؤها. كما وتعاون مدير المستشفى، البروفيسور زئيف روتشتاين، تعاونا تاما مع هذه الخطوة.
نائب وزير الصحة الإسرائيلي، يعقوف ليتسمان (Hadas Parush / Flash90)
انتقدت جهات كثيرة في مستشفى “هداسا عين كارم” اختيار غرف خاصة للحاخام وحاشيته، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تلحق ضررا بالمرضى الآخرين. “هناك مرضى ينتظرون في غرفة الطوارئ منذ ثلاثة أيام حتى يتم استقبالهم في الأقسام المختلفة. يأتي استقبال حاشية الحاخام على حساب المرضى الآخرين”، قالت جهة في المستشفى. مع ذلك، لم يندهش الكثير من أعضاء طاقم المستشفى من هذه التصرفات، وأوضحوا أن ليتسمان يهتم بمقربيه ويعمل كل ما يخطر في باله في المستشفى.
دحض أعضاء حركة “غور” هذه الادعاءات مشيرين إلى أن الحاخام ألتر حظي بمعاملة شخصية وجيدة كسائر الشخصيات الهامة التي تمكث في المستشفى. كما وأعربت جهات في الحاسيدية أنه تم إخلاء غرفة واحدة من أجل الحاخام فقط، موضحة أن العلاج الذي تلقاه الحاخام لم يلحق ضررا بالعلاج الذي حصل عليه المرضى الآخرين.
وقعت حادثة معادية للسامية في نهاية الأسبوع الماضي عندما سار أخوان يهوديان باتجاه بركة سلوان في القدس وهاجمهما شابان فلسطينيان من القدس الشرقية. قال الأخوان إن الشابين اقتربا منهما وهما غاضبان، فشتماهما، وركلهما، وربطا شعر سالفيهما، وأجبرهما على قول آيات لاعتناق الديانة الإسلامية.
وفقا لأحد الأخوين، “نزلنا من باب المغاربة باتجاه بركة سلوان فرأينا شابين عربيين. ثم اقترب مني أحدهما وكأنه يوشك على القتل… ومن ثم سدا أمامنا الطريق إذ وقف أحدهما أمامنا والآخر وراءنا. أمسك أحدهما بخصل سوالفنا وربطها معا. عندها تذكرت الصورة من جيتو وارسو”.
قال الأخوان اللذان قدّما في بداية الأسبوع شكوى في الشرطة إن الشابين أجبرهما على أن يمدحا حماس وأن يشتما رئيس الحكومة ودولة إسرائيل، وقد استجابا لهذه الطلبات لأنهما كانا مجبرين.
عثرت الشرطة على الشابين المتهمين بالهجوم واعتقلتهما بتهمة شن هجوم لأسباب عنصرية. قال محامي الأخوين، حاييم بلايخر: “يجري الحديث عن حادثة من نوع آخر- تذكّرنا بالأيام العصيبة التي تعرض فيها اليهود إلى الإهانة والاحتقار. تشير هذه الحالة إلى مدى انتشار التحريض ضد إسرائيل”.
يهدف مشروع قانون جديد، يدفعه قدما حاليا عضو الكنيست يعقوف ليتسمان من حزب “يهودوت هاتورة”، إلى أن يكون رئيس الوزراء في إسرائيل قد أنهى خدمته العسكرية أو حاملا لقبا أكاديميّا.
إذا صُودق على اقتراحه، ستدخل تعديلات على القانون الأساسي للحكومة، تنص على أنه على رئيس الحكومة أن يكون حاملا لقبا أكاديميّا أو قد أنهى خدمته العسكرية المنتظمة. في تعليلات مشروع القانون، كتب ليتسمان أن على رئيس الحكومة اتخاذ قرارات حاسمة في مجالات الأمن والاقتصاد، لهذا ينبغي على مَن يشغل هذا المنصب أن يكون خبيرا، ومطلعا على هذين المجالين.
عضو الكنيست يعقوف ليتسمان (Flash90)
على الرغم من عدم الإشارة إلى هذه النقاط بوضوح، يبدو أن مشروع القانون هذا يهدف إلى منع رئيس حزب “المستقبل”، يائير لبيد، من شغل منصب رئيس الحكومة. يأتي مشروع القانون هذا في ظل الخلافات بين ليتسمان وبين لبيد الذي يعتبره “عدوا للحاريديين” لأنه عمل على دفع قرارات ضد الحاريديين خلال ولاية الحكومة السابقة.
بفضل مشروع القانون، بدأ يتصدر الاهتمام العام المتعلق بتعليم عضو الكنيست لبيد العناوين وذلك بعد أن ثار قبل ست سنوات تقريبا، بعد أن قرر مجلس التعليم العالي التحقيق في كيفية التحاق لبيد بالتعليم للقب الثاني دون أن ينهي تعليمه للقب الأول.
عضو الكنيست يائير لبيد (Flash90 / Yonatan Sindel)
يُطرح سؤال عام أكثر بسبب التطرق إلى الموضوع، وهو ما إذا كان يشكل الحصول على لقب أكاديمي شرطا مسبقا لشغل المناصب الرفيعة في السياسة الإسرائيلية. يحمل العديد من السياسيين الإسرائيليين اللقب الأول والألقاب المتقدمة من جامعات مرموقة في أنحاء العالم، في المقابل، لم يلتحق السياسيون الآخرون بالتعليم العالي.
مثلا، رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو مصمم معماري وحاصل على اللقب الثاني من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق; والوزير يوفال شتاينتس حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة تل أبيب; وحصل عضو الكنيست مايكل أورين على شهادة الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط والتاريخ من جامعة برنستون المشهورة.
في المقابل، هناك الكثير من أعضاء الكنيست الذين ليس لديهم لَقَب أكاديميّ. فقد درس أعضاء الكنيست أورن حزان، إيلان غيلئون، وإيتان كابل، للقب الأول إلا أنهم لم ينهوا تعليمهم لهذا لا يحملون لقبا أكاديميّا. أكمل بعض أعضاء الكنيست تعليمهم الثانوي فقط ولم يلتحقوا بالدراسة العالية مثل أعضاء الكنيست ميراف ميخائيلي وعمير بيرتس.
امرأة يهودية لديها 19 ولدا تلد للمرة ال19 ليصبح عندها 20 ولدا -في إحدى الولادات أنجبت توأمين- وتثير الدهشة في قلوب الطاقم الطبيّ الذي أعلن أنها حطمت رقما قياسيا
حدثت حالة نادرة أمس (الأربعاء) في مستشفى هداسا عين كارم عندما ولدت امرأة لديها 19 ولدا ابنها الـ 20. هذه هي ولادتها الـ 19، وهي من سكان حي حاريدي في القدس، وقد ولدت في إحدى ولاداتها السابقة توأمين.
قالت القابلة، عليزا ألتمرك، التي كانت تعمل في وردية في غرفة الولادة ولم تعرف أن هذه المرأة لديها 19 طفلا، متحمسة: “كانت الولادة بطيئة قليلا في البداية، إلا أنها تقدمت سريعا، وكنت طوال هذا الوقت أرافق الولادة والمرأة، وخلال بضع ساعات انتهت الولادة ووضعت المرأة طفلا باكية ومتأثرة. تأثرت الوالدة كثيرا عندما حملت طفلها بين ذراعيها، مما يشير إلى أن كل طفل يحظى بالحب والحماسة دون أية علاقة بعدد الأطفال السابقين”.
لقد اعتاد قسم الولادة في مستشفى هداسا على ولادات النساء المتكررة، لا سيّما من المجتمع الحاريدي، ولكن هذه المرة يجري الحديث عن ذروة جديدة، وفق أقوال الطاقم الطبي في المستشفى. “أعمل قابلة في هذا المستشفى منذ ثماني سنوات، وحتى الآن قدّمت رعاية لامرأة وصلت للولادة للمرة الـ 13″، قالت ألتمرك.